رواية عشق تحت القيود الفصل الخامس 5 والسادس 6 بقلم هاجر عبد الحليم


رواية عشق تحت القيود

الفصل الخامس 5 والسادس 6

بقلم هاجر عبد الحليم

غرفة مظلمة.

عادل يدخل أولًا بخطوات مضطربة، يمرر يده على وجهه كأنه يحاول إخفاء ثقل المواجهة التي مرت. وسام تتبعه بهدوء، تقف على مسافة، تتردد قبل أن تتحدث.


عادل:

(يتكئ على الطاولة، بصوت متعب)

"فاكرة لما كنت بقول إنّي أتحكم في كل حاجة؟ دلوقتي... مش قادر حتى أتحكم في نفسي."


وسام:

(تقف بثبات، نبرتها هادئة لكنها عميقة)

"التحكم وهم يا عادل. إحنا بس بنتظاهر إننا نقدر. بس في الآخر... اللي بيبقى هو اختياراتنا."


عادل:

(ينظر إليها، صوته يرتفع قليلًا مع شعوره بالعجز)

"اختياراتي؟! كل حاجة عملتها كانت غلط. كل خطوة خدتني لمكان أسوأ."


وسام:

(تقترب منه بخطوة، عيناها مليئة بالحزم)

"يمكن علشان كنت بتسمع كل الناس... إلا نفسك. إمتى آخر مرة سألت نفسك إنت عايز إيه؟ مش هم، مش أنا... إنت؟"


عادل:

(يهز رأسه، يضحك بسخرية)

"إنتِ مش فاهمة. في حاجات أكبر منّي. في ناس لو واجهتها... أنا اللي هضيع."


وسام:

(تنظر له بحدة، تقاطع سخريته بهدوء)

"مش يمكن تكون ضايع أصلًا؟ مش يمكن الخوف هو اللي بيحبسك؟"


عادل:

(ينظر إليها، وكأنه يحاول الرد لكن لا يجد الكلمات. يصمت لثوانٍ قبل أن يهمس)

"وأنا لو واجهت؟ إيه اللي هيبقى؟"


وسام:

(تقترب أكثر، نبرتها أكثر لطفًا)

"لو واجهت... هتبقى إنت. مش النسخة اللي عايزينها الناس، ولا اللي حاولت تصنعها لنفسك. هتبقى حقيقي."


عادل:

(يغمض عينيه، يأخذ نفسًا عميقًا)

"بس الحقيقية دي... مخيفة."


وسام:

(تبتسم ابتسامة خفيفة، مليئة بالألم)

"كلنا بنخاف منها. بس لو مشيت ورا خوفك... عمرك ما هتلاقي نفسك."


عادل:

(يفتح عينيه وينظر إليها، عينيه تحملان صراعًا داخليًا)

"وأنا لو خسرت؟ لو اللي هلاقيه مش كفاية؟"


وسام:

(تضع يدها على كتفه، نبرتها مليئة بالإصرار)

"الخسارة الحقيقية إنك ما تحاولش. بس طالما بتواجه... عمرك ما هتكون لوحدك."


يظل عادل صامتًا، يحدق في الأرض. لكنها ترى في عينيه وميضًا خافتًا كأنه أخيرًا بدأ يرى الطريق وسط الظلام.


❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️

في الكوافير


. وسام عادت بعد فترة غياب طويلة، ودخلت المكتب ببطء، وجهها مليء بالتوتر والقلق. كانت تعلم أنها ستواجه داليا التي لا تحب أن يتم مساس بجوهر عملها أو سمعتها. جالسة وراء المكتب، كانت داليا تتصفح بعض الأوراق ولم ترفع نظرها عندما دخلت وسام.


داليا (بنبرة باردة):

"أنتِ لسه هنا؟ يعني رجعتي بعد كل اللي حصل؟"


وسام خافت من كلمات داليا، وتوقفت مكانها، ثم أخيراً قالت بصوت منخفض.


وسام (بتردد):

"أنا آسفة، ما كانش قصدي... بس حصل موقف مع الزبونة... حاولت قد ما أقدر، لكن ما كنتش قادرة أسيطر على شعوري .. وحصل اللي حصل."


داليا (بنظرة حادة):

"إنتِ مش فاهمة، لما تعملي حاجة زي دي، بتضيعينا  سمعة المكان أهم من كل حاجة، وأنتِ خربتيها لما بوظتي شعر الزبونة.


وسام خافت، لكن كانت تحاول أن تُبرر لنفسها، علها تجد مخرجًا.


وسام (بقلق):

"كنت عايزة أصلح كل حاجة، والله... لكن ما فيش وقت. الزبونة كانت مستعجلة، وأنا حاولت... حاولت أظبط الوضع، لكن... الوقت ضاع."


داليا (بغضب):

"إنتِ مش بتفهمي، ! في شغلنا ده ما فيش مكان للأخطاء. كل شيء لازم يكون على أكمل وجه. كنتِ غلطانة وخلّصت... وده يعني إنكِ مش مكانك هنا."


وسام شعرت بالقهر، لكن قبل أن تتمكن من الرد، دخل كامل فجأة، وأغلق الباب خلفه، ووقف أمام المكتب. كانت نظراته جادة، وهو يوجه حديثه إلى داليا.


كامل (بنبرة حاسمة):

"داليا، بلاش تأخدي الأمور لحد النهايات بسرعة. وسام غلطت، بس زي ما قلت لكِ قبل كده... الكمال مش دايما مقياس للناس. إحنا مش هنا نكون مثاليين، إحنا هنا نشتغل  مع بعض. واللي حصل مع الزبونة مش نهاية العالم."


داليا رفعت رأسها بحدة، وتجاهلت كلمات كامل للحظة، ثم أجابت بصوت غاضب.


داليا (بتحدي):

"إنت بتقول  كده علشان وسام؟ ده شغلنا، مش لعبة! لو مكانها لسه موجود هنا، هيبقى لازم تعرف إن الأخطاء مش هتتقبل!"


كامل (بهدوء):

"أنا مش هنا عشان أقول كدا. أنا هنا عشان أقول لكِ إنه لازم ندي فرصة للناس علشان يتعلموا. ووسام اتعلمت من غلطها


داليا كانت مشوشة لحظة، تنظر إلى كامل باستياء واضح، لكنها عرفت في النهاية أن قرار كامل كان نهائيًا.


داليا (بتنهد):

"طيب، بس المرة الجاية لو حصل أي خطأ زي ده... مش هكون متسامحة."


كامل (بابتسامة حادة):

"وأنا واثق إنكِ هتكوني. لكن دلوقتي، وسام هترجع شغلها زي ما كانت. لو فيه أي مشاكل تانية، هنتعامل معاها."


وسام التي كانت في البداية متوترة، بدأت تهدأ تدريجيًا، وكان قرار كامل بمثابة طوق نجاة لها. ابتسمت قليلًا، ثم ردت على داليا.


وسام (بتواضع):

"شكرًا  لحضرتك. وأنا وعدت نفسي إني هبذل قصارى جهدي عشان ما يحصلش زي كده تاني."


داليا نظرت إلى وسام، ثم أخيرًا أومأت برأسها، لكنها لم تُظهر أي تعبير من المشاعر. كانت تعلم أن الوضع الآن قد أصبح معقدًا أكثر، ولكن كان عليها أن تواكب المتغيرات.


❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️

في مكتب كامل


 في الشركة. هو جالس على مكتبه، يراجع بعض الأوراق، وهو مشغول في عمله. تتراكم الأوراق على المكتب بينما هو يستعرض تقارير عن سير الأعمال. الحجرة هادئة، والضوء ينعكس على السطح الزجاجي للمكتب. يدخل سامي، يعبر بهدوء عن الأمور اليومية ويطرح بعض الأفكار المتعلقة بالتوسع في مشاريع جديدة. كامل يوافق ويكمل حديثه باقتراحات تخص بعض الأفراد في الشركة.


كامل (بثقة):

"الناس هنا في الشركة مهمين جدًا، وكل واحد فيهم عنده دور مهم لازم يكون واضح... لازم نكون صريحين مع بعض، ونوزع المسؤوليات بشكل عادل. مش هينفع نرجع لوراء."


صوت الباب يفتح فجأة، وداليا تدخل بحذر، ولكن مع ابتسامة مشوبة بنوع من التوتر. يرفع كامل رأسه عن الأوراق وينظر إليها، مستعدًا للحديث.


كامل (بنظرة مباشرة):

"في حاجة؟"


داليا تتجه نحوه، وتستعرض الموقف بصوت واثق، لكنها تحمل نبرة فيها شيء من التلميح.


داليا (بتروٍ، وبصوت هادئ):

"حقيقة، أنا جايه علشان أتكلم في موضوع خاص... الموضوع ده بخصوص وسام."


كامل يستمع بنظرة متفحصة، ويشير لها بالجلوس، فتعبر عن استجابة واضحة وتجلس أمامه، وبينما كانت تنظم كلماتها، كانت عيونها تراقب ردود أفعاله.


داليا (بتكتيك):

"إنت عارف، وسام دي شخصية... مُعقدة شوية، فيه نوع من التهور في تصرفاتها، وده بيأثر على شغلنا هنا في الكوافير. أنا عندي فكرة، فكرت فيها، وأعتقد إنها هتكون مفيدة لك ولينا."


كامل (بتفكير):

"فكرة؟"


داليا (بابتسامة هادئة):

"أنا ممكن أستعين بيها في مكان تاني، يعني لو هي مش قادرة تتعامل مع مسئوليات شغلنا بالشكل الصح، ليه م نساعدها في شغل تاني؟ زي... في البيت، يعني. هتكون خدامة عندي، تحت إشرافي، لكن في الوقت ذاته، هتقدر تركز في حاجات تانية بعيدًا عن الشغل ممكن نخليها مشرفة الخدم يعني ليها احترامها ومرتبها كمان هيكون اعلي."


كامل يتوقف للحظة، ينظر إليها بصمت. داليا تتابع كلامها بنبرة أكثر تملقًا.


داليا (بحذر):

"أنا فاهمة إن مش كل الناس قادرين يتحملوا ضغط الشغل هنا. لازم نكون صارمين وواقعيين. لو مش قادرة تناسب المكان، يبقى ضروري نعيد التفكير في المكان الأنسب ليها


كامل يتنهد، يضع يديه على المكتب، ثم يرفع نظره إليها بحذر، ويأخذ وقتًا قبل أن يرد.


كامل (بصوت هادئ ولكنه حاسم):

"أنتِ مش فاهمة يا داليا، كل واحد هنا في المكان ده عنده قيمة. مش كل حاجة هتتحدد بالمكان أو بمنصب محدد. في حاجة أكبر من كده، الفكرة مش في إزاحة الناس، بل في وضعهم في المكان اللي يقدروا يبرزوا فيه. لو وسام غلطت، فده مش يعني إنها مش قادرة تشتغل، بس ممكن يعني إنها لسه بتتعلم."


داليا تتنفس بصعوبة، لا تظهر أي تعبير على وجهها، لكن نبرة كلماتها تصبح أكثر غموضًا.


داليا (بتحدي):

"لكن في شغلنا ده... إزاحة الأخطاء مش حاجة ممكن نتجاهلها. كل خطأ مش بس بيمس سمعتنا، بيهز الثقة اللي بينا. وأنا شايفة إنه لو مش هنقدر نصحح الأخطاء، لازم نعيد التفكير."


كامل (بثبات):

"أنا مش موافق على الحلول السريعة زي دي، . أعتقد إننا لو عاوزين نطور الناس، لازم نديهم فرص للتعلم والنمو. وإذا في حد مش قادر يناسب الدور، يبقى لازم نساعده مش نتخلى عنه."


داليا تتنهد قليلًا، ثم تغير أسلوبها لتبدو أكثر هدوءًا في محاولتها لإقناع كامل.


داليا (بتوجيه ناعم):

"أنا بس بحاول أساعدك... أساعد المكان ده في الحفاظ على كفاءته. ووسام مش شخص سهل، وفي لحظة زي دي، الكل محتاج يعرف مكانه."


كامل يبتسم بشكل خفيف، ثم يجيب بنبرة هادئة، حاسمة.


كامل (بابتسامة ذات مغزى):

"أنتِ عارفه،  أهم شيء في شغلنا مش بس التقييم الفوري، لكن إزاي نعرف نوظف الناس في الأماكن اللي يقدروا يتطوروا فيها. لو كان فيها مشكلة، هنتعامل معاها بحكمة. ولكن مش هنكون عادلين لو اخترنا الحلول السهلة."


داليا كانت قد أدركت تمامًا أن كامل قد اتخذ قراره، لكنها لم تستطع إلا أن تبتسم، عرفت أن موقفها هنا لم يكن سيفيد.


داليا (بتردد):

"طيب، زي ما إنت شايف... بس لو اتكرر الموضوع ده تاني، هبقى مضطرة أتدخل."


كامل ينظر إليها بعينين ثابتتين، ثم ينهض من مكانه.


كامل (بصوت حاسم):

"أنا هنا علشان أتعامل مع الأمور زي ما لازم، مش على أساس مواقف لحظية. وسام هترجع تشتغل، ولو حصل أي حاجة تانية، هنعيد تقييم الوضع. ده اللي أنا شايفه."


داليا تنهض، تبتسم بابتسامة قسرية، ثم تخرج من المكتب، بينما يبقى كامل ينظر إليها للحظة أخرى، يفكر في قرارته.

❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️

مكتب داليا الهادئ


، حيث الضوء يتسلل من خلال النوافذ الكبيرة. المكتب مرتب بعناية، والخلفية تحمل لمسات من الفخامة والترف. داليا جالسة خلف مكتبها، ترسل نظرات نافذة عبر نافذة الزجاج الكبيرة. وسام تدخل ببطء، وتبدو متوترة بعض الشيء، لكن هناك شعور بأنها تستعد لمواجهة تحدٍ ما. داليا ترفع رأسها وتبتسم ابتسامة ذكية، ثم تشير لوسام أن تجلس.


داليا (بصوت هادئ ولكن حاد):

"وسام... ليه إحنا دايمًا بنقف في مكان واحد؟ زي الحجارة اللي بتتراكم على بعضها، مفيش حركة، مفيش تغيير. في حاجة لازم تتحرك."


وسام تنظر إليها بصمت، تتسائل عن النية الحقيقية وراء كلماتها.


داليا (تستمر):

"أنتِ هنا، وفي الكوافير، عندك مكان، لكن مش كل مكان يناسب كل واحد. وعلشان تكوني في المكان الصح، لازم تتأقلمي... تحطي نفسك في المكان اللي يشدك للأمام، مش تفضلي تقعدي في مكانك، تتحسسي على الحافة."


وسام تجلس وتستمع بحذر، وهي تدرك أن داليا تتلاعب بالكلمات، لكنها لا تستطيع تجاهل مغزاها.


داليا (ببعض التفكير):

"أنتِ فكرتي في الحلول التي ممكن تخرجي بيها من الدور؟ أعتقد إنه مش عيب إنك تعترفي إنك محتاجة تغيير. الكوافير مش كل شيء، فيه أشياء تانية لو عرفت تسيطري عليها، هتكوني في وضع أقوى. أنا بقولك، ده مش كلام عابر، ده تفكير مدروس."


وسام تنظر إليها بحذر، بدأت تفهم ما تدور حوله داليا، لكن لم تقرر بعد ما إذا كانت ستقبل هذا الحوار أم ستتمسك بموقفها.


وسام (بصوت منخفض):

"إزاي يعني؟"


داليا تبتسم ابتسامة خفيفة، ثم تنظر إليها بعيون مليئة بالحكمة والتوجيه.


داليا (بتسلط):

"إزاي؟... ببساطة. لو أنتِ فاكرة إن كل حاجة بتتحدد بالعمل، فأنتِ غلطانة. لما تكوني في مكان زي ده، ليكي تأثير أكبر مما تتخيلي. لو فكرنا في دورك بشكل أوسع، هتلاقينا نقدر نكون أقوى. لو فكرتي في خدمة جديدة، يعني في حاجة زي... خدامة، يكون ليكي سيطرة أكبر على الوضع. هتخلي الناس يحترموك أكثر. هتقدري تديري الوضع بنفسك. كل شيء هنا يعتمد على السيطرة، ولما تكونين في مكانك الصح، هتحققي أكبر استفادة."


وسام ترفع حاجبها، تحاول أن تفهم إذا كان هذا اقتراحًا جادًا أم أنه مجرد تمهيد لشيء أكبر.


داليا (بثقة عالية):

"أنا مش بقولك تكوني في مكان أقل، أنا بقولك إنه المكان ده مش مناسب ليكي. الخدمة هتكون تحت إشرافك، بس برضه هتضمنلك وجودك تحت الضوء. كل واحد هنا عنده قيمة بس الطريقة اللي تقدر تبرز بيها هي دي الأهم. هتقدر تنظمي حياتك بطريقة مختلفة، وهي دي الفرصة الحقيقية."


وسام تفكر قليلاً، محاولة فهم الصورة بالكامل. لكن كلمات داليا تخترق تفكيرها، وعقليتها تركز في الفكرة.


وسام (بتردد):

"وازاي الصورة دي هتتغير؟


داليا تبتسم، وهذا ابتسامة لا تخلو من الحيلة، ثم تستند إلى المكتب وتنظر لوسام بعيون شديدة التركيز.


داليا (بهدوء):

"ما تظنيش إنك لو خليتي الوضع تحت سيطرتك هتخسري حاجة. ده عكس الواقع. الخدمة مش عيب... الخدمة هتخليكي تقوي علاقتك مع كل الناس، وتتعلمي منهم، تبني مكانك الخاص وتضمني تأثيرك. لو عرفتي تتحكمي في حاجة زي دي، هتقدري تديري مكانك بشكل مختلف. في البداية ممكن يكون مش مريح، لكن لما تحسسي الكل إنك متحكمة، كل شيء هيبقى ليه طعم تاني."


وسام تتنهد قليلًا، تحاول الهضم الجيد لفكرة داليا، لكن بداخله تملأها مشاعر مختلطة. على الرغم من أنها تعرف أن داليا تسعى وراء مصلحتها، إلا أن كلامها يظل يحمل منطقًا عقلانيًا يفتح أمامها أبوابًا لم تفكر فيها من قبل.


وسام (بإصرار):

"بس الناس كلها هتفتكر اني ف مكان اقل


داليا (بتحدي ناعم):

"العكس. الناس بيحترموك لما يعرفوا إنك قادرة تديري. الخادم هو اللي بيحدد قيمة ما يقدمه. أما إذا كنتِ في مكان بيسمحلك تعيشي في أجواء فيها سيطرة ووجود، هتفرق في كل شيء. أنتِ هنا عايزة تكوني قوية، وده ممكن يحصل فقط لو غيرتي المعادلة."


وسام تقف وتبدأ تتجول في المكتب، تفكر فيما قالته داليا. تطلق نظرة فاحصة على الأشياء حولها، محاولات للتمسك بموقفها.


وسام (بصوت هادئ):

"وأنتِ... مش خايفة تتعرضي للهجوم لما الناس يكتشفوا الحقيقة دي؟"


داليا تلتفت إليها بحذر، تبتسم بخفة.


داليا (بالفلسفة):

"الخوف مش في الحقيقة، الخوف في ازاي تقدر تتعامل مع الحقيقة. الحقيقة هي إنك لو نجحت في كسب المعركة الداخلية، العالم الخارجي هيتبعك. مش هتفشلي لو عرفتي تشغلي الأمور لصالحك."


وسام تبتسم ببطء، وتبدأ تفهم المغزى وراء كلمات داليا، لكن لا تظهر قرارًا بعد، فقط تشعر بأنها تقع في فخ غير مرئي، لكنها لم تقرر بعد كيف ستفعل.

❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️

مكتب عادل

الغرفة مظلمة إلا من ضوء خافت يتسلل من النافذة. عادل يجلس خلف مكتبه، كتفه منحنيان وكأنه يحمل العالم فوقهما، أمامه أوراق مبعثرة، لكن عينيه تائهتان في مكان بعيد. فجأة، تفتح وسام الباب، تدخل بخطوات واثقة رغم اضطراب ملامحها. عادل يرفع رأسه ببطء، عيناه تشتعلان بشيء بين الغضب والقلق.


عادل

(صوته منخفض لكنه مشحون بالتحكم)

"كنت عارف إنك هتيجي. إيه القرار المجنون اللي سمعته عنك دا ياوسام؟"


وسام تتقدم نحوه، عيناها تتحديان نظراته، لكنها تخفي توترًا داخليًا. تقف أمامه، ذراعاها متشابكتان وكأنها تُحصّن نفسها.


وسام

(بهدوء حذر)

"مش قرار مجنون. ده قراري أنا. داليا عرضت عليّا الشغل... ووافقت."


عادل ينهض فجأة، يدفع الكرسي خلفه بقوة، يتقدم نحوها بخطوات واثقة لكن عينيه تفضحان عاصفة من الغضب.


عادل

(بصوت يفيض بالغليان)

"واقتي؟! وافقتي تشتغلي خدامة في بيتها؟! وسام، إنتِ فاهمة أصلاً إنتِ بتعملي إيه؟" دي اهانة كبيرة لكرامتك ولنفسك كنتي شغالة ف مكان في مليون غيرك شغالين فيه دلوقت عايزة تروحي برجليكي ليها وواثقة كويس اني هكون متكتف وانتي هناك اقنعتك ازاي اتكلمي؟


وسام تتراجع خطوة، لكن فقط لتأخذ نفسًا عميقًا. تُقابل نظراته بصلابة رغم نبض قلبها المتسارع.


وسام

(بصوت ثابت)

". أنا بقرر طريقي. إنت مش فاهم أنا مضطرة أعمل ده ليه."


عادل

(يمسك بذراعها فجأة، نبرته تصبح أكثر حدة)

"مضطرة؟! أنا مش هسمح لحد يحطك تحت سيطرته، خصوصًا داليا. لو عندك مشاكل، أنا اللي أحلها، مش هي!"


وسام تحرر ذراعها من قبضته بحركة حازمة، نظرتها تشتعل بروح التحدي.


وسام

(بحدة لكنها تُظهر حزنًا دفينًا)

"وأنا مش محتاجة حل من حد، لا منك ولا منها. حياتي أنا، وأنا اللي أقررها. لو كنت شايفني ضعيفة، يبقى محتاج تفكر فيا شوية وتدي لنفسك الفرصة انط تعرفني كويس ياعادل بيه."


عادل يحدق فيها، عيناه تمتلئان بمزيج من الغضب والعجز، يمرر يده في شعره بتوتر.


عادل

(بصوت متهدج)

"إنتِ عنيدة لدرجة بتخليني أتجنن وسام، كدا بتدمري نفسك؟ إنك بتخليني أشوفك بتبعدي عني كل يوم أكتر؟"


وسام تبتسم ابتسامة صغيرة مليئة بالألم، وتقترب منه خطوة، تصغر المسافة بينهما بشكل يُشعل التوتر.


وسام

(بهدوء يشوبه الحزم)

"أنا مببعدش. يمكن إنت اللي مش بتحاول تقرب. كل حاجة عندك لازم تكون ف حكمك، حتى أنا."


عادل يمد يده، يضعها على كتفها، صوته ينخفض لكنه يظل مشحونًا.


عادل

(بصوت أشبه بالهمس)

"وسام... أنا مش بحاول أتحكم، أنا بس خايف عليكِ. خايف تروحي في طريق نهايته هدم ليكي... ولينا."


وسام تنظر إليه بتمعن، وكأنها تحاول قراءة كل ما يخفيه خلف تلك الكلمات. ثم تبتعد خطوة، نظرتها مليئة بالألم.


وسام

(بصوت مكسور لكنه قوي)

"اللي  أنا بخاف منه... هو إننا نفضل نحارب بعض بدل ما نحارب اللي بيحاولوا يفرقونا."


عادل يتراجع للخلف، وكأنه تلقى ضربة غير متوقعة. عيناه تتوه في عينيها، ثم فجأة يمسك بكتفيها بكل قوته، يقربها إليه، وكأنه يخشى أن تختفي.


عادل

(بصوت منخفض لكنه يحمل قوة امتلاك)

"وسام... إنتِ ليّا. ومهما عملتِ، مش هسيبك تاخدي الطريق ده لوحدك. لو هتحاربي، أنا اللي هكون معاكِ... قدام الكل."


وسام تحدق فيه بدهشة، لكن قلبها ينبض بقوة، لا تعرف إن كانت تلك الكلمات قيدًا جديدًا أم حماية لطالما احتاجتها.


وسام

(بصوت مرتجف لكنها تحاول أن تكون حازمة)

"عادل... لو هتكون معايا، بلاش تمنعني. خليني أقرر... وخليني أكون قوية زي ما بتشوفني."


لحظة صمت بينهما، تُثقلها المشاعر التي لا تُقال. عادل يُخفّض قبضته على كتفيها، لكن نظراته لا تفارقها.


عادل

(بهدوء يشوبه استسلام)

"بس اوعديني... لو حسيتِ بأي ألم، لو احتجتيني.. تعالي عندي ."


وسام تبتسم بخفة، ترفع يدها وتضعها على يده التي ما زالت على كتفها.


وسام

(بصوت ناعم لكن قوي)

"وعد... بس بشرط. تكون معايا، مش ضدي."


عادل يبتسم ابتسامة خفيفة لأول مرة، وكأنه أخيرًا وجد شيئًا يمسك به. وسام تُحرر نفسها بلطف، ثم تتحرك نحو الباب، لكن قبل أن تغادر، تلتفت إليه.


وسام

"الطريق صعب، . بس لو مشينا فيه سوا، يمكن نقدر نوصل."


تخرج وسام، تاركة خلفها عادل في مكتب يعمه الصمت، لكنه هذه المرة صمت يحمل أملًا جديدًا.

رواية عشق تحت القيود الحلقة 6


في منزل كمال، أضاء الليل بوهج خافت، حيث عكست أضواء الفيلا الكبرى مزيجًا من الظلال والأنوار. توقفت سيارة وسام أمام المدخل الواسع، ومع كل نبضة قلبها المليئة بالتردد، جمعت شجاعتها ونزلت من السيارة بخطوات ثابتة. بعد لحظات وقفت أمام الباب الكبير، ثم قرعت الجرس. لم يمض وقت طويل حتى فتح كمال الباب.


كمال:

(يستقبلها بابتسامة واسعة، ونبرة هادئة تحمل خبثًا مستترًا)

"أهلاً وسام... أخيرًا قررتِ تخطي الخطوة. دخلتي النهاردة لعالم مختلف تمامًا."


وسام:

(بصوت منخفض مليء بالتردد)

"شكرًا على استقبالك... مش متأكدة إذا كنت عملت الصح ولا غلط."


كمال:

(بهدوء غامض، يشير لها بالدخول)

"مفيش داعي للقلق دلوقتي. الفيلا دي هتبقى بيتك الجديد... طبعًا، بس بشروطي."


دخلت وسام بخطوات ثقيلة تتبع كمال إلى الداخل. كانت الفيلا ضخمة، بتفاصيلها الفاخرة التي تنطق بالفخامة. رغم الجمال الظاهر، إلا أن الأجواء كانت تحمل ثقلًا خفيًا وكأن المكان يخفي أسرارًا عميقة.


كمال:

(يخطو بجانبها ببطء، بنبرة حاسمة)

"دلوقتي بقى... دورك هنا مش مجرد شغل. هتكوني الخدامة ، لكن الموضوع أكبر من كده بكتير. شغلك فيه تفاصيل أكتر من مجرد تنظيف."


وسام:

(تتوقف فجأة وتنظر حولها بعيون قلقة)

"إيه المطلوب مني بالضبط؟"


كمال:

(يتقدم بخطوة، بنبرة أكثر جدية)

"هتكوني عيني في المكان. كل شيء يحصل هنا لازم يوصلني، وهتنفذي أوامري بالحرف. مفهوم؟"


وسام:

(بنبرة متمسكة بآخر خيوط قوتها)

"ولو رفضت؟"


كمال:

(يبتسم ببرود، ونبرة صوته تحمل تهديدًا غير مباشر)

"الرفض مش اختيار مطروح، ياوسام. قبولك بالشروط هو التذكرة الوحيدة عشان تكوني هنا والا مش هيكون ليكي لا ف قصري ولا ف اي مكان ف الدنيا"


أغمضت وسام عينيها للحظة، غارقة في دوامة مشاعر مختلطة بين الخوف والضياع. كانت تدرك أن الخطوة التي اتخذتها قد دفعتها إلى عالم مظلم مليء بالتحديات، حيث لا مكان للعودة إلى الوراء.

❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️

داخل المكتب الفخم، جلس كمال على كرسيه الكبير، وجهه يحمل ملامح انزعاج واضح، بينما كانت داليا تقف أمامه بثبات. صوتها كان هادئًا ولكنه مليء بالثقة، تحاول إقناعه بفكرة لم يكن على استعداد لقبولها بسهولة.


داليا:

(بنبرة متأنية وثقة، وهي تنظر إليه مباشرة)

"كمال، أنا عارفة إن فكرة وسام مش عاجباك، بس اسمعني. إحنا نقدر نستغلها بطريقة تخدم مصلحتنا. هي مش مجرد خدامة زي ما إنت شايف."


كمال:

(بنظرة حادة ونبرة صارمة، وهو يتكئ إلى الخلف)

"داليا، أنا مش مقتنع. وسام دي ملهاش أي قيمة. بتكلمي عن شخص مش هيضيف حاجة. إزاي تشوفي فيها أكتر من مجرد خدامة؟"


داليا:

(تقترب منه، وتحاول أن تتحكم في دفة الحوار)

"كمال، وسام مش مجرد خدامة. وجودها في بيتي هيخليني دايمًا قريبة منها، وأراقب كل تحركاتها. أنت مش ملاحظ إنها بتاثر على عادل؟ قربها منه خطر، وأنا مش هسمح بده. لو جت هنا، هقدر أتحكم فيها وبعادل في نفس الوقت."


كمال:

(بصوت متحفظ، وهو يضع يديه على المكتب)

"يعني كل ده عشان عادل؟ إنتي شايفة إن الموضوع هيستاهل، وإني أخاطر بكل ده عشان أراقب شخص زيها؟"


داليا:

(بنبرة أكثر ثقة، مع ابتسامة ماكرة)

"أيوة، بالضبط. عادل بيتصرف بطريقة غريبة في الفترة الأخيرة، وأنا حاسة إن ليها علاقة بالموضوع. وسام ممكن تكون نقطة ضعف بالنسبة له. وجودها هنا هيخليني أقدر أراقبهم هما الاثنين، وأتصرف في الوقت المناسب لو لزم الأمر. بدل ما تكون بعيدة عن عيني،."


كمال:

(يغمض عينيه للحظة، كأنه يفكر بعمق)

"يعني الخطة كلها عشان تراقبي وسام وتتحكمي ف عادل؟ بس لو حاجة خرجت عن السيطرة، إنتي هتكوني المسؤولة."


داليا:

(بابتسامة واثقة، وهي تضع يدها على المكتب)

"متقلقش، أنا عارفة أنا بعمل إيه. وجودها هنا هيكون مجرد خطوة أولى في خطتي، وكل شيء هيبقى تحت السيطرة."


غادرت داليا المكتب بعدما شعرت بأنها استطاعت إقناع كمال، ولكن داخل عقلها كانت تحمل نوايا أبعد مما أوحت به كلماتها. هي لم تكن تسعى فقط للتحكم في وسام، بل أيضًا لضمان أن عادل لن يتمكن من الخروج عن سيطرتها. أما كمال، فقد ظل واقفًا بجانب نافذته، يفكر بتمعن، يعلم أن اللعبة التي بدأتها داليا قد تكون أكثر تعقيدًا مما تبدو عليه.

❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️


مكتب كمال


المكتب مضاء بضوء خافت، وكمال يجلس خلف مكتبه، يراقب عادل بعينين تحملان شيئًا من الشك. عادل يدخل بثقة، لكن جو الغرفة مشحون بالتوتر.


عادل:

(بلهجة حازمة، نظرته ثابتة نحو كمال)

"عايز أكلمك في موضوع مش هضيع فيه وقت،."


كمال:

(ببرود، يميل إلى الوراء في كرسيه، ينظر إليه لفترة طويلة قبل أن يتحدث)

"أنت فاكر إنك تقدر ترفض كل حاجة؟ ."


عادل:

(بنبرة حادة، يقترب خطوة للأمام)

. أنا مش صغير، مش هتتحكم في حياتي بالطريقة دي."


كمال:

(بتحدٍ، يحاول الحفاظ على هدوئه، لكنه يشير بطريقة خفية إلى أن هناك ما هو أكبر يتحكم في الأمور)

 مش هتقدر تواجه كل شيء بنفسك."


عادل:

(يبتسم بشكل ساخر، يضع يده على المكتب)

"لو عايز تفضل تتحكم في كل شيء من وراء الكواليس، ده موضوعك لوحدك."


كمال:

(يحاول أن يخفف حدة الموقف بتغيير لهجته، لكن صوته يظل قاسيًا)

"إنت مش فاهم الصورة الكبيرة، وفي النهاية اللي هتواجهه مش هتقدر تتعامل معاه لو مش كنت جاهز."


عادل:

(يحاول ألا يظهر تأثره، ينظر له بعينين مليئتين بالصلابة)

"كل قرار هعمله هكون أنا المسؤول عنه. مش هتدير حياتي من وراء الكواليس بعد دلوقتي."


كمال:

(بصوت منخفض، محاولًا أن يتلاعب بالواقع من خلف الستار)

"خلينا نشوف الحياة هتثبتلك لو كنت جاهز، أو لو كانت قراراتك غلط."


عادل:

(ينسحب بهدوء، يترك كلمات مشحونة في الأجواء، بينما كمال يراقب بحذر، محاولًا أن يظل في الظل)

"أنا هعيش حياتي، ومش هخاف من مواجهة تبعات قراراتي."


كمال:

(يبقى جالسًا في مكانه، يفكر في ما يحدث بين عادل وداليا، بينما يخطط لمستقبله)

"هنشوف إزاي هتتطور الأمور."

❤️❤️❤️❤️❤️❤️

غرفة داليا


الغرفة مظلمة، الجو مشحون بالتوتر. عادل واقف قدام الشباك، عيونه على الظلام  بينما داليا قاعدة على السرير، عيونها مليانة تحكم، لكن قلبها مش مطمئن. الجو بينهما مشحون وكأن كل كلمة هتكون معركة.


داليا (بصوت حاد، لكن جوّاها مشاعر مختلطة من الغضب والقلق):

"إيه اللي حصل لك يا عادل؟ كنت في إيدي زي الطين، كنت تحت سيطرتي طول الوقت. دلوقتي إيه؟ خلاص؟ إنتَ مش زي ما كنت."


عادل (مكمّل نظره على الشباك، صوته ثابت لكنه مش متوازن من جوّا):

" كويس انك اعترفتي بدا وبما انك شايفاني كنت زي الطين دلوقت بقولك خلاص ياداليا العلاقة اللي ملهاش مسمى دي لازم تنتهي."


داليا (بتتقدم خطوة نحوه بسرعة، عيونها مليانة غضب، بتحاول تسيطر عليه):

"وتفكر إنك هتقدر تخرج؟ ده بينا أكتر من كده. بينا تاريخ، بينا حياة، بينا كل حاجة. لو مش معايا، هتبقى لوحدك، ومش هتلاقي حد يقف جنبك."


عادل (بتنهد بصوت عميق، ثم بجدية شديدة):

" خلصنا، انتهت اللعبة."


داليا (بتحاول تسيطر على أعصابها، بتقترب منه أكتر):

"إزاي؟ بعد كل اللي كان بينا؟ فاكر هتقدر تبني حياة جديدة؟"


عادل (بصوت أقوى وأوضح، بيواجهها بعينيه بقوة):

"اللي بينا كان أكاذيب، ما كانش فيه شيء حقيقي. دلوقتي كل واحد فينا هيمشي في طريقه."


داليا (بتتراجع خطوة للخلف، لكن صوته في عيونها يدل على إن فقدت السيطرة عليه):

"وأنا مش هقبل ده! لو مش معايا، هتكون ضدي! مش هسيبك تخرج من حياتي كده."


عادل (مرفوع الرأس، صوته صارم وأكد مع كل كلمة):

"مفيش حاجة اسمها مش هقبل. أنا قررت، والقرار ده مش هيتغير. لو كنتِ شايفة إنك ملكتي حياتي، دلوقتي أنا عندي مفاتيح حياتي. مش هسمح لحد يمشيني ع مزاجه هتحدي كل حاجة حتى لو انتي ياداليا."


داليا (بتتراجع خطوة أخرى للخلف، مش قادرة تتقبل الموقف، لكن تحاول تسيطر على الغضب):

"لو مش معايا، هتندم يا عادل. "


عادل (بصوت هادئ لكن حاسم، بيغادر المكان):

"أنا مش هخاف من الوحدة. لو كانت دي حياتي، هعيشها براحتي، مش هعيش على حسب مزاج حد تاني. أنا اختارت الطريق ده، واللي مش عاجبه... ما عنديش حاجة أشرحها له."


عادل يطلع من الغرفة ببطء، والباب يصرّ مغلق ورا ظهره، بينما داليا وقفت مكانها، عيونها مليانة صدمة،

❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️

في الممر الضيق في الفيلا، كانت الأضواء خافتة، والجو غارق في صمت ثقيل. عادل مشى بخطوات ثقيلة، وكان قلبه ينبض بسرعة غير طبيعية، كل كلمة قالها له والده وكل لحظة قضاها مع داليا كانت تتدفق في عقله. لكنه لم يستطع التخلص من مشاعر أخرى، مشاعر لا يستطيع مقاومتها تجاه وسام.


وصل إلى باب غرفتها، قلبه لا يكاد يتحمل الضغط. فتح الباب بهدوء، وكأن الهواء من حوله يعاند جسده، وهو يحاول التسلل داخله دون أن يصدر أي صوت.


عادل (بصوت هامس لنفسه):

"لازم أكون هنا. لازم."


الغرفة كانت مظلمة إلا من بعض الضوء الذي تسلل من خلال الستائر. وسام كانت نائمة، وجهها هادئ بشكل غريب، وكأنها لا تشعر بما حولها. عادل وقف على بعد خطوة منها، لا يستطيع أن يقرر ماذا يفعل، ولا كيف يواجه نفسه.


عادل (همس، أكثر إلى نفسه منها لها):

"وحشتيني اوي ياوسام"


وسام (استفاقت فجأة، وعينيها تلتقي بعينيه، كأنها شعرت بحضور غير مألوف):

"عادل؟ إزاي؟..."


عادل (يتنهد بمرارة، يحاول أن يخفف عن نفسه):

"كنت لازم آجي. مش قادر أهرب أكتر من كده."


وسام (تقرب منه قليلاً، عيونها مليئة بالأسئلة):

"أنت مش خايف من كل اللي ممكن يحصل لو حد شافك هنا؟" امشي عشان خاطري مش عايزة مشاكل


عادل (يعرف أن هذا هو الوقت الذي عليه أن يواجه فيه نفسه، يتحدث بصدق):

"أنا مش خايف من الناس، ولا من العواقب. خايف من نفسي لو سبتك."


وسام (تقترب أكثر، ولكن بحذر، صوتها ضعيف لكن مليء بالألم):

"لكن لو قررت تفضل معايا، هتكون لازم تتخذ قرار. مش هقدر أعيش في حيرة بينك وبين حياتك."


عادل (يضع يده على صدره، يشعر بثقل الكلمات التي ستنطق بها، وعيناه مليئة بالندم):

"أنا ما كنتش عارف. ما كنتش عارف إني أقدر أحب كده. ده مش مجرد حب... دي حاجة بتسيطر على حياتي."


وسام (تنظر إليه بحذر، وفي عيونها تعبير لا يوصف):

"إزاي يعني؟ يعني دلوقتي هتختارني بجد؟ "


عادل (يقترب منها ببطء، وتدور عينيه بين عينيها وأطرافها، يريد أن يلمس كل شيء فيها):

"لو مش معاكي، ما فيش حاجة هتسوى عندي. مش هقدر أعيش وأنتِ بعيد عني. لو ده معناه الهروب من كل شيء واحارب اهلي والدنيا بحالها يبقى أنا مستعد."


وسام (تبتسم بمرارة، تتنهد، ثم تهز رأسها):

"وأنا هعيش معاك في كل ده؟ لو قررت تبقى، لازم أكون معاك في كل حاجة. مش بس هروب من الواقع.


عادل (يلمس يدها بحذر، عينيه مليئة بالندم والشوق):

"مش ههرب تاني، ياروحي. كل لحظة بعيدة عنك، بتقتلني."


وسام (عيونها تلمع بدموع غير مرئية، تقترب منه، قريبة جدًا):

"لو عايز تكون جمبي، يبقى لازم تكون صريح معايا.."


عادل (يركز في عينيها، ويهمس بحذر):

"بعشقك ياوسام بحبك اوي


ثم اقترب منها أكثر، وكأن الزمن توقف. في تلك اللحظة، أغمض عينيه وترك مشاعره تتدفق في قبلة طويلة، مليئة بالندم، والشوق، والقرار..


          الفصل السابع والثامن من هنا 

     لقراءة جميع فصول الرواية من هنا

تعليقات