رواية عشق تحت القيود الفصل الحادي عشر 11 والثاني عشر 12بقلم هاجر عبد الحليم


رواية عشق تحت القيود

الفصل الحادي عشر 11 والثاني عشر 12

بقلم هاجر عبد الحليم


البحر الهادئ في تركيا،


 الأمواج تتلاطم على الشاطئ، والمشهد في لحظة غروب الشمس، حيث السماء مغطاة بالألوان الدافئة، والهواء عليل. البحر يعكس الألوان الذهبية، مما يضيف إحساسًا بالغموض والمشاعر المختلطة.


 عادل ووسام يقفان بجانب بعضهما على الشاطئ، في صمت طويل. كل منهما غارق في أفكاره، وكأن البحر يعكس عوالمهم الداخلية. عادل يبدو متأملًا ومرهقًا من التفكير في الماضي، بينما وسام تراقب الأمواج بعينين حزينتين.


عادل (بعد صمت طويل، ينظر إلى البحر):

"كنت دايمًا بفتكر إن الحياة ممكن تكون أسهل لو كان عندي أمّ، بس الحقيقة إن مفيش حاجة بتكون زي ما بنحلم بيها."


وسام (تلتفت إليه، تنظر في عينيه بتساؤل):

"أمك. طيب اي اللي حصلها احكيلي انت عمرك م حكتلي عنها؟


عادل (صوت حزين، يبتعد بنظره إلى الأمواج):

"هي ماتت لما كنت صغير. م شفتش جثتها أبدا، مفيش تفاصيل واضحة، بس كانوا دايمًا بيقولوا إنها ماتت في حادثة... وأنا صدقت ده، رغم إن كل حاجة كانت غامضة وقتها


وسام (بتردد):

"مش غريب إنك ما شفتش الجثة؟ ولا كنت كنت مجبر تصدق؟


عادل (ينظر إليها لحظة، ثم يبتسم ابتسامة حزينة):

"أنا نفسي كنت دايمًا بسأل نفسي نفس السؤال... بس حاولت إنسى. حاولت إني أعيش من غير ما أسأل."


وسام (تقترب منه قليلًا، تأخذ نفسًا عميقًا):

"أنا كنت عايشة في الحي ده... مع أمي... وبابا مفيش ليه وجود، عمري ما عرفت مين هو. يمكن كانت خيانة أو يمكن قصة قديمة، بس أمي كانت دايمًا ترفض تتكلم 


عادل (يستدير فجأة ليواجهها، صوته متوتر):

"ممكن تكون زيّ ما بتقولي، بس... مش كل القصص بتكون زي ما بنشوفها."


وسام (تنظر إليه بدهشة، دون أن تدرك المعنى العميق وراء كلامه):

"يعني إيه؟"


عادل (صمت لحظة، يفكر، ثم يتنهد):

"في حاجات بتتخبى عن الناس... بس لما تكتشفها، بتلاقي إن كل حاجة كانت قدامك طول الوقت بس انت اللي معمي عينها واول م بتظهر بيحصل انفجار


على شاطئ البحر التركي


، كان الغروب يلون السماء بألوان دافئة، بينما كان البحر يهمس في أذنهما بصوت هادئ، يغسله النسيم البارد. عادل و وسام واقفان بالقرب من حافة المياه، مشهد يبدو هادئًا، لكنهما كانا على مشارف مواجهة مع الماضي، ماضيهما الذي لا يزال يطارد خطواتهما.


بدأ عادل يتحدث بصوت خافت، لكن كلمات حديثه كانت تمزق الصمت بينهما:

"أمي... كانت دايمًا تقول لي إن الحياة مش دايمًا زي ما بنخطط لها، كان عندها قدرة غريبة على رؤية الأمور بوضوح. لكن بعد ما راحت... ما قدرت أصدق إن الحياة ممكن تستمر من غيرها. ما شفتش جثتها، بس... كل شيء كان بيقول لي إنها ماتت."


وسام شعرَت بشيء غريب في قلبها، كلمات عادل جعلتها تفكر في غموضه، وفي السر الذي يحمله. الرياح بدأت تهب فجأة، باردة وقوية، ترفع الرمال حولهما كأنها تحاول دفعهما إلى مواجهة شيء أعمق، شيء مجهول.


توقفت لحظة، وتحولت الرياح إلى عاصفة خفيفة جعلت وسام ترفع يدها لحماية وجهها من الرمال.

"أنت متأكد إنك مش مشوش؟


" قالت ذلك بصوتٍ غير مستقر، عيناها تراقبان الرياح التي تعبث حولهما، وكأنها تكشف شيئًا غير مرئي. "الحقيقة... أحيانًا بنخاف منها."


عادل نظر إلى الأفق البعيد، وكأن البحر نفسه كان يخفي له إجابة على أسئلته.

"الحقيقة مش دايمًا سهلة. الرياح دي... زي الحياة. جايه فجأة، وساعات تعصف بكل حاجة في طريقها، بس مش هنقدر نهرب منها."


الريح اشتدت أكثر، وحمل معها شعور غريب في الهواء، وكأن البحر نفسه يشعر بالألم الذي يعصف بقلب عادل. وسام سكتت لبرهة، لكن شيئًا ما كان يضغط عليها، شعور غير مفسر كأن الرياح تحاول أن ترد عليها. كانت تحاول فهم أعمق ما وراء كلمات عادل.

"وأنت، هتختار إيه؟" قالت ذلك، بينما كانت الرمال تعصف من حولهما، وصوت الرياح يملأ الأفق.


عادل أغمض عينيه، وكأن نفسه تتجاذب مع العاصفة، ثم فتح عينيه وقال بصوتٍ عميق:

"هختار أواجه الرياح... مهما كانت قاسية، لازم نواجهها."


ثم سكت. الرياح هدأت قليلاً، لكن في جوّ الصمت الذي تبعها، كانت هناك صدمة غير مرئية تحيط بهما. وسام شعرت بأن اللحظة تتسع للأسرار المخفية، وكل كلمة تقال قد تكون جزءًا من لغز أكبر.


الرياح التي هبت عليهما فجأة، كانت كأنها قد رسمت خطًا بين الماضي والمستقبل، والبحر الذي بدا هادئًا مرة أخرى، كأنما لا يترك سوى سؤال واحد.

"هل كانوا مستعدين لهذه الصدمة؟"


كانت داليا تدخل المكتب بتوتر واضح، عيونها ملتهبة بالشك والغضب، بينما كمال كان جالسًا في مكانه، مشغولًا بأوراقه. دقات قلبه تتسارع قليلًا، لكنه حاول الحفاظ على هدوئه وهو يرفع عينيه من الورق ليواجهها.


داليا: (بغضب، تدخل المكتب بقوة وتغلق الباب خلفها)

"كمال، مش قادرة أستحمل الموضوع ده أكتر! في حاجة مش مظبوطة، وقلبي مش مطمن اتكلم معايا ياكمال


كمال: (يرتفع حاجباه بحذر، يحاول أن يبدو هادئًا)

"إيه اللي مش مظبوط؟ بتتكلمي عن إيه بالظبط؟"


داليا: (تقترب منه خطوة، وتتنهد بعمق)

"وسام كانت في المستشفى عند قرايبها، ده اللي عرفتنه. بس السؤال... ليه مش موجودين في البيت؟ عادل مش هنا، وهي مش هنا."


كمال: (يرتفع حاجباه مجددًا، لكن ملامحه تظل متماسكة)

"داليا، عادل مش في البيت علشان شغل، وسام مع قرايبها في المستشفى. مفيش حاجة تانية كلها اوهام


داليا: (تنظر إليه بتركيز، ووجهها مليء بالتساؤلات)

"إنت واثق؟ لأن الحاجة اللي مش منطقيه بالنسبة لي... ليه هما الاتنين مش موجودين مع بعض؟ ده مش مجرد صدفة."


كمال: (يتنهد ببطء ويحاول الحفاظ على هدوئه، لكن في عينيه لمعة من التوتر)

"داليا، عادل مش مضطر يشرح لحد. هو عنده شغل لو متوترة اوي اتصلي بيه او كلمي حد يشوف وسام هل فعلا ف المستشفى ولا لا وبعدين انا اتاكدت بنفسى من صدق الاوراق لو فضلتي تشكي هتدخلي ف طريق كله تعب


داليا: (تتحدث بصوت منخفض وحاد، عيونها تتسع كأنها تكتشف شيء جديد)

"لكن في حاجة مش متوافقة هنا. كل حاجة بتقول لي إن في علاقة بين عادل ووسام انا مش هتوه عن جوزي


كمال: (يميل للأمام قليلاً، ويحاول أن يبدو مطمئنًا، لكنه يشعر بالضغط)

"مفيش علاقة بين عادل ووسام. ده كله مجرد تلميحات في دماغك


داليا: (تقترب منه أكثر، ملامحها متوترة، صوتها يكاد يخرج بهمس)

"لكن مش هقدر أعيش مع الشك ده ياكمال 


كمال: (يحاول استعادة توازنه، ينظر إليها بعينين شجاعتين)

"أنتِ مش لوحدك في الحيرة دي. عادل مش مغفل لدرجة إنه يفضح نفسه، وسام مش ساذجة. لو فيه حاجة غلط هتظهر في وقتها."


داليا: (تبتعد ببطء عن المكتب، والشك لا يزال يعصف بها، تتحدث بحذر أكبر)

"يمكن... بس أنا  مش هسيب الامور كدا ، هكتشف الموضوع ف اقرب وقت ولو حسيت بغدر منه صدقني هحسرك عليه 


كمال: (يتنهد ويعود للجلوس في مكانه خلف المكتب، يحاول استعادة تركيزه في الأوراق أمامه)

"إذا كانت ده اختيارك اعمليه


بينما داليا تغادر المكتب، قلبها مليء بالشكوك. في داخلها، كانت تدرك أنها لم تُكشف بعد عن كل خيوط اللعبة. كل شيء كان يبدو مشبوهًا، وكان السؤال الوحيد الذي لا تستطيع أن تجد له جوابًا هو: ماذا يحدث حقًا بين عادل و وسام؟


ف فلة كمال


منذ أيام، داليا لاحظت بعض التغييرات في تصرفات عادل. لم يعد يأتي في المواعيد المحددة، كانت الرسائل متأخرة،


داليا (بغضب، تحدث نفسها):

"عادل بقا ملك غيري خلاص وملقاش غير وسام معدومة النسب والعيلة


صمتت لحظة، ثم أخذت قرارها فجأة. كان الوقت قد حان للذهاب إلى المصدر المباشر. أخذت هاتفها، ثم تماسكت وقامت بالاتصال برجل قد عرفته من قبل، يعمل في مجال التحقيقات ويملك معلومات قد تثير الشكوك.


داليا (بتوتر، وهو يرد على الهاتف):

"ألو، مساء الخير. أنا محتاجة مساعدتك في حاجة مهمة، وفي أسرع وقت ممكن."


الرجل (بصوت هادئ، مختص):

"مساء النور. إزاي أقدر أخدمك؟"


داليا (بتصميم):

"أنت تعرف عادل كويس، صح؟ لازم أعرف إذا كان في علاقة بينه وبين واحدة اسمها وسام. الموضوع مش واضح لي، بس في حاجة مش مريحة. عايزة أعرف كل التفاصيل، سواء كانت صحيحة أو لأ. مش عايزة حاجة متكونش معايا"


الرجل (بعد لحظة من الصمت):

"فهمت. هروح للمكان اللي كنت فيه آخر مرة، وهجمع معلومات. بس لازم تعرفي إنه لو في حاجة فعلاً، مش هتكون بسيطة."


داليا:

"أنا مش عايزة تفاصيل مختصرة، عايزة كل حاجة، من الأول لآخرها. مش هقبل أي تخمينات."


بعد إنهاء المكالمة، جلست داليا على الأريكة في حالة ترقب. الوقت يمضي سريعًا، لكنها كانت تشعر أن الحل قريب، رغم أنها تمنت في أعماقها أن تكون مجرد شكوك لا أكثر.


بعد ساعتين، وصل الرجل إلى الفلة مجددًا، ومعه بعض الأخبار التي كانت تؤكد ما كانت تشك فيه.


الرجل (وهو يدخل، وبيده ملف صغير):

"التحقيقات كلها بتشير إلى إن عادل ووسام فعلاً كانوا مع بعض في تركيا. كل شيء كان مخفي عنك دي حقيقة يامدام


داليا (تنظر إليه، غير مصدقة):

"يعني هو بيخدعني؟ بيخوني؟"


الرجل:

"أنا مش بقول لك الحقيقة دي عشان أوجعك، لكن التحقيقات بينت إنهم كانوا مع بعض، مش في رحلة عمل زي ما قالك. كان فيه لقاءات غير رسمية."


داليا (بغضب مكبوت):

"ده يعني، هو كان بيخدعني طول الوقت؟"


الرجل:

"آسف. دي الحقيقة، 


داليا (بحزم):

"لا، ده مش هيعدي. مش هسمح لحد يلعب في حياتي كده. عادل ملكي وهيفضل ملكي


ومع تلك اللحظات الحاسمة، شعرت داليا بضغط هائل، لكنها كانت تعرف جيدًا كيف تتحكم في كل شيء. في النهاية، لن تدع هذه الفوضى تخرج عن سيطرتها.


يوم العودة 


مطار القاهرة الدولي، صالة الوصول.

الأضواء الساطعة تنعكس على الزجاج، والهواء يعبق بروائح السفر الممتزجة بين العطور والأمتعة.

عادل ووسام خرجا من صالة الوصول. ملامح الإرهاق تعلو وجهيهما بعد رحلة طويلة. عادل يحمل حقيبته بيد واحدة، ويبدو هادئًا، بينما وسام، بحجابها البسيط، تتابع المكان بعينين قلقتين وكأنها تبحث عن شيء غير مرئي.


عادل (بابتسامة مرهقة وهو ينظر إليها):

"اتمني يكون اتبسطي معايا ياوسام والرحلة فرقت معاكي


وسام (بهمس متوتر وهي تنظر حولها):

"مش حاسة بالأمان... كأن في حد بيراقبنا."


عادل (يضع يده برفق على كتفها محاولًا طمأنتها):

"في اي؟ لي الخوف دا كله؟ اكيد انتي تعبانة من السفر تعالي معايا؟


بينما يقتربان من بوابة الخروج، يلمح عادل مجموعة من الرجال بملابس مدنية يقفون غير بعيد عنهم. نظراتهم ثابتة، وحركاتهم تشير إلى أنهم ليسوا مجرد مسافرين عاديين.


وسام (بهمس مضطرب):

"واخد بالك بيبصوا علينا ازاي؟ شكلهم مش طبيعي وشكلهم عايزين مننا حاجة مش تمام؟


عادل (بهدوء مصطنع):

"أكيد أمن المطار... مفيش حاجة تخوف."


فجأة، يقترب أحد الرجال من عادل، يتحدث بصوت منخفض، لكنه مليء بالجدية.


الرجل (بحدة وبنبرة حازمة):

"عادل... وسام... معايا حالا لو خايفين ع نفسكم انا معنديش اوامر اني أذي بس لو اضطريت للاسف هاخد المدام


عادل (يتراجع خطوتين إلى الخلف وقد بدت عليه علامات الحذر):

"إنت مين؟ وعايز إيه؟"


الرجل (بإشارة خفية للرجال خلفه):

"تعال معانا بهدوء مش عايزين مشاكل قدام المطار ياعادل بيه


عادل يمسك بذراع وسام، يقف أمامها وكأنه يصد أي خطر عنها.


عادل (بصوت منخفض وحازم لوسام):

"خليكي ورايا. ما تتحركيش مهما حصل."


لكن الأمور تتصاعد بسرعة، فالرجال يحيطون بهما. يحاول عادل المقاومة، إلا أن قبضة أحدهم قوية.


وسام (بصوت مرتجف وهي تمسك بيد عادل):

"عادل! إيه اللي بيحصل هنا عايزة اروح بالله عليك خلينا نمشي 


تُدفع وسام بقوة نحو سيارة سوداء مركونة بجانب المطار. عادل يُجبر على الدخول خلفها.


وسام (بصوت يملؤه الذعر):

"إحنا رايحين فين؟! إنتو مين؟!" وعايزين مننا اي؟


عادل (يحاول تهدئتها وهو يجاهد للتحرر):

"وسام، اهدي شوية. هنفهم كل حاجة بعدين مش هيحصلنا اي سوء اوعدك المهم عايزك تبقي قوية وبلاش توتر ارجوكي عشان حملك


تُغلق أبواب السيارة بعنف، وتتحرك بسرعة مفرطة، تاركة خلفها أنوار المطار وهدوءه المتوتر.


من هؤلاء الرجال؟ وما سر هذا الاختطاف المفاجئ؟ وهل سينجح عادل في حماية وسام وسط هذا المأزق؟

رواية عشق تحت القيود

 الحلقة 12


في البدروم المظلم، كانت الأنفاس ثقيلة والجو مليء بالتوتر. عادل يقف، عينيه لا تفارق الرجال الذين يقفون أمامه، وكان قلبه ينبض بسرعة. هو هنا لحماية وسام، مهما كان الثمن. بدت خطواته ثابتة وقوية، كأن الأرض نفسها تهتز تحت قدميه.


عادل: (بغضب شديد) "لو حاولتوا تلمسوا شعرة من شعرها، هتندموا." ابعد عنها خالص وبدل السكوت اللي انتو فيه فهموني اي الغرض من خطفكم لينا وكلموني انا؟


أحد الرجال: (بصوت عالي، مستفز) "إيه ده؟ تهديد ياعادل بيه انت تحت رحمتنا دلوقت ف ياريت تخاف ع نفسك وتسمع الكلام


عادل: (بصوت منخفض وحاد، ينظر في أعينهم) "ده مش تهديد، ده وعد. لو فكرتوا تعدو الخط المسموح  هتلاقوا نفسكم في مكان مش هتعرفوا تخرجوا منه بلاش انا


الرجل الثاني: (محاولًا السخرية) "إنت فاكر إنك لو وقفت قدامنا كده، هترعبنا بشكلك دا الكترة تغلب ياعادل بيه


عادل: (بصوت مملوء بالقوة) "إنتو مش هتخوفوني، والله لو لمحت منكم حركة معجبتتيش هندمكم ع اللحظة اللي فكرتو فيه تجيبوني ف طريقكم


أحد الرجال: (يضحك مستهزئًا) "الراجل ده شايف نفسه قوي علينا


عادل لم يبدِ أي تراجع، بل كان ثابتاً في مكانه، ونظرته كانت موجهة لكل واحد منهم على حدة. الكل كان يشعر بالضغط، والجو أصبح أكثر حدة.


عادل: (بحزم) "كل واحد منكم في باله فكرة إنه يقدر يضغط عليا... بس لو جرّبتوا تلمسوا وسام، هتشوفوا ابليس نفسه وجهنم ع الارض


الرجل الثالث: (بشجاعة مزيفة، وهو يحاول الاقتراب) " خلينا نشوف دا مجرد كلام ولا انت هتفرفر مننا لو اتوصينا بيك شوية


عادل: (يبتسم ابتسامة هادئة، عيناه تتألقان بالغضب) " قرب مني لو دكر 


أحد الرجال: (محاولًا التراجع) "إحنا مش جايين نوجع دماغنا معاك ومعندناش اوامر بالاذية لولا كدا كنت خليت حواليك بركة دم


عادل: (بشدة) "

مين اللي وزكم علينا انطقو مين؟ والله لندمكم انتو متعرفوش انا مين هوريكم كلكم؟


الرجال شعروا بالتهديد الواضح في صوته، فبدأوا يتراجعون ببطء، عيونهم مليئة بالتردد. كانوا يعلمون أن عادل ليس مجرد تهديد فارغ، بل هو رجل قادر على أن يحقق وعيده.


عادل: (مشدداً) "ما تحاولوش تاني. ده تحذير مني ليكم متقربوش منتا وامشو من هنا وسيبونا حالا يلااااا


تراجع الرجال في النهاية، وحينما نظر عادل نحو وسام، شعر ببعض الراحة. لكن قلبه لم يتوقف عن التوتر. هذا كان فقط بداية الصراع، وهو كان يعلم أن القادم أصعب.

❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️

في الزاوية المظلمة للبدروم،


 كان عادل ووسام متكتفين، تملأهما مشاعر الخوف والقلق. عادل يحاول أن يظهر ثباته، بينما وسام تجاهد لمنع دموعها من الانهمار. كان الصوت الوحيد في المكان هو أنفاسهما المتسارعة، فيما كان شعور العجز يحيط بهما من كل مكان.


وسام: (بصوت مكسور، تحاول حبس دموعها)

"عادل، مش قادرة... أنا خايفة... خايفة جدًا! ليه كل ده؟ ليه الناس دي عاوزة تضرنا؟ إحنا مش عملنا ليهم حاجة، ليه احنا؟"


عادل: (يحاول أن يظل هادئًا، لكن نبراته تحمل عزمًا لا يُحطّم)

 كل حاجة هتكون تمام. مش هخلّيهم يوصلوا ليكي ولا هيكون في حاجة تقدر تكسرنا. لازم تِؤمني إني  هطلعك من هنا."


وسام: (تسحب نفسها قليلاً، وتغرق في دموعها، تقبض على يدها بقوة)

. أنا مش قوية زي ما بتقول. أنا مش قادرة أواجههم. كل لحظة هنا بتحسسني إننا مش هنبقى في أمان. ... لو مفيش حد يقدر يساعدنا، إزاي هنخرج من هنا؟"


عادل: (يحاول أن يمد يده إليها، عينيه مليئة بالصدق والإصرار)

"أوعي تعيطي انتي فاهما اجمدي كدا وانا وعدتك هنخرج من هنا محدش هيقرب منك غير لو بقيت ميت."


وسام: (تنهار دموعها بشدة، تكاد لا تستطيع التحدث من شدة البكاء)

"بعد الشر عليك دا انت اللي مهون عليا الظرف اللي احنا فيه عادل اتصرف بالله عليك فكر ف اي حل ."


عادل: (يُحاول أن يُبقي صوته ثابتًا، يمسك بيدها برفق)

"لو كان ليكِ حظ في الوقوع هنا ف دا قدرك ، وبالتالي هيكون ليكي نصيي  في الخروج.. الخوف مش حيخليكي  تبيني قوتك وانتي قوية ياوسام


وسام: (تلتقط أنفاسها بصعوبة، وتنظر إلى عينيه)

". كيد حد اجرهم عشان يخطفنا بس مين؟"


عادل: (بنبرة أقوى، تحاول أن تُشعرها بالثقة)

 دا اللي لازم اعرفه ."


يينما كانت وسام تبدأ في تهدئة نفسها تدريجياً، تظل العيون مليئة بالثقة التي تُعطي الأمل في أصعب الأوقات.

❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️

في مكان مظلم، 


حيث العتمة تلف المكان ويقتصر الضوء على نافذة صغيرة، يتحدث أحد الرجال عبر الهاتف مع سيدة مجهولة، صوته مليء بالجدية، وعيونه مشدودة وهو يتابع الموقف من وراء الكواليس. كان يضغط على السيدة للحصول على المال الذي وعدته به، متحدثًا عن علاقاته مع عادل ووسام.


الرجل (بصوت جاد وهادئ):

"أنا مش جاي هنا أضيّع وقت. الموضوع مش مجرد كلام، إنتي وعدتيني بالمساعدة، والوقت مش في صالحنا. الفلوس لازم تكون جاهزة."


المرأة (بصوت هادئ، لكن واضح من نبرتها أن الموضوع حساس):

"أنت عارف إن الفلوس هتاخدها بسهولة مستعجل ليه؟


الرجل (صوته يزداد حدة قليلًا):

"وأنا مش جاي أتكلم عن المماطلة. أنا بتعامل مع عادل ووسام بشكل مباشر، وانتي عارفة كويس هو مين؟


المرأة (تتحدث بلهجة معتدلة ولكن مقلقة):

 مفيش حاجة هتحصل خالص عادل مش اقوي مني والمفروض تكون مظبط كل حاجة عشان ميهربوش."


الرجل (بصوت حازم، وكأنه يفرض السيطرة):

". أنا عايز الفلوس دلوقتي، ومعاكِ وقت محدود. كل يوم بيتأخر الموضوع،   علاقتي مع عادل واضحة وسهل اوي اقولو انك ورا الموضوا ، وهو مش شخص سهل، لكن أنا عارف أتعامل معاه كويس. ووسام، دي المسألة التانية... لازم أكون واقف في المكان الصح عشان كل شيء يمشي زي ما هو مطلوب لو الفلوس مجتش اللعبة هتكون ف ايدي ومش هتطولي حاجة وسرك كله هيتكشف 


المرأة (بقلق ظاهر في صوتها):

"أنا  جاية حالا ومعايا الفلوس وهواجه عادل"


الرجل (بحسم، مع ضغط واضح):

"أنا مش طالب حاجة فوق طاقتك  اللي بعمله علشان كلنا نكون بأمان،


المرأة (بتنفس عميق):

"تمام، بس اعمل زي م قولتلك


الرجل (بتصميم):

"أنتِ مش في وضع يسمح لكِ بالتحكم في الوضع دلوقتي. يامدام   إنتِ عارفة مين أنا وبشتغل مع مين، وبيمشي كل شيء حسب اللي أنا حددته."


المرأة (بصوت هادئ، لكنها تشعر بالضغط):

 انا جاية اقفل حالا


ينهي الرجل المكالمة بسرعة، وعينيه تتابع الموقف من بعيد، وهو يعلم أن اللعبة قد بدأت، وأن الخيوط كلها ف يد سيده الان

❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️

في المكان الضيق المظلم


، كانت الأجواء مشحونة. عادل ووسام يقفان معًا، مكبلي الأيد، وكل لحظة تمر كانت تزيد من شعورهما بالقلق والضغط. فجأة، يفتح الباب ويظهر شخصٌ ما في المدخل. كانت داليا، تدخل بتؤدة وثقة، عيونها مشتعلة بالغضب والاحتقار، تحمل في قلبها كل مشاعر الخيانة والظلم التي تكاثرت على مدار الأيام.


داليا (بصوت هادئ ومليء بالسم):

"كنتوا فاكرين إنكم هتخدعوني ع طول ؟ كنتوا فاكرين إني مش هعرف؟ كل اللي عملتوه ده، كل الخيانة، وكل الحكايات الجهنمية دي؟ ... كان لازم تخلص. يا عادل، كنت فاكرني مش هعرف؟ مش هكون عندي فكرة عنكم وعن علاقتكم السرية؟


عادل (محاولًا الحفاظ على هدوئه، عينيه مليئة بالقلق):

"داليا.! انتي ازاي هنا؟ عرفتي منين؟ خطفتينا ياداليا! .  الامور مش بتتحل كدا خليكي هادية من فضلك وخلينا نتكلم بهدوء "


داليا (تضحك بسخرية، تقترب منهما أكثر):

"هادية؟!  اللي يعرف خيانتك يكون هادي ؟ مش مصدقاك . كنت فاكرة إنك مش هتستخف بيا للدرجة دي، يا عادل!. كنتوا بتحاولوا تخفوا عني إيه؟ اي المستخبي تاني ياعادل!


وسام (تبكي بصوت منخفض، تحاول أن تشرح):

"داليا، صدقيني... كل ده مش حصل زي ما إنتي فاكرة نيتي والله كانت خير. مفيش حد كان عايز يكسر قلبك."


داليا (قطعت حديثها، وابتسمت ابتسامة شديدة القسوة):

"إزاي؟ مين فيكم كان بيحاول يوقف ده جيتي حكيتي يعني  ؟ مين فيكم كان بيحاول يبقى صريح ؟ خطفتي جوزي مني وف الاخر بتقولي محدش كان عايز يكسر قلبك  كله كان كذب في كذب. وزي ما فهمت دلوقتي، كل ده كان مخطط منكم بس انا مش هسكت وهجيب حقي منكم"


عادل (يحاول التماسك أكثر، لكن صوته يفضح قلقه):

" داليا والله وسام م ليها اي ذنب انا غلط بعترف بس مش خيانة وسام مراتي ع سنة الله ورسوله 


داليا (تقاطع حديثه، عينيها تشتعل حقدًا):

"انت انسان مش قادر تعترف بخيانتك ليا خبيت عني ومخلتنيش اختار واعيش ف كدبة كبيرة دا مش هيعدي مش هتخرجو من هنا غير لما تتحملو تبعات اللي عملتوه


وسام (تسحب نفسها بعيدًا عن نظرات داليا، تحاول أن تجد الكلمات لتخفف من حدة الموقف):

"داليا، أنا مقدرة كل اللي حصل، بس أنا مش في ايدي شيء. أنا لسه حاسة بالذنب... بس أنا مش هقدر أغير حاجة."


داليا (تقترب من وسام، تنظر إليها بنظرة متجهمة، تكاد تقطع أنفاسها):

"أنتِ مش هتقدري تغيري حاجة؟! أنتِ كنتِ جزء من اللعبة، يا وسام. والنهاردة، هتكوني جزء من الثمن. مش هتطلعِي من هنا زي ما كنتِ فاكرة. إنتِ مش هتكوني هنا، مش في حياتي ولا في حياة عادل، انا هقتلك خالص


عادل (يتنفس بصعوبة، يحاول أن يتدخل ليوقفها قبل أن تنفجر أكثر):

"داليا، لو سمحتِ، سيبيني أتكلم. ده مش وقت تهديد ارجوكي


داليا (تنظر إليه بعينين حانقتين، تقف في مكانها وكأنها تسلخ جروح الماضي على وجهه):

" كل جرح هتدفع تمنه ياعادل انت والبنت اللي فضلتها عليا وانا مش بهدد ياحبيبي انا بعمل ع طول وهتشوف


وسام (صوتها يهتز من شدة الخوف، دمعها يغطي وجهها):

"داليا... أنا مش عايزة ده يحصل. مش هقدر أتحمل أكتر من كده. أنا آسفة... أنا آسفة على كل حاجة بس بلاش تاذيني."


داليا (تضحك ضحكة غير متزنة، ثم تلتقط مسدسًا من جيبها وتوجهه نحو وسام):

 . لو عادل مش هيتصرف معاكي  بالطريقة اللي ع هوايا معايا ناس يعملو الواجب


عادل (في لحظة جنون، يصرخ وهو يركض نحوها، يمسك يديها ويحاول أن يسحب المسدس منها بعد م حرر نفسه بصعوبة بالغة):

"خلاص يا داليا، كفايا ! أنا هواجه كل حاجة، بس مش على حسابها. 


داليا (بصوت عميق، يكاد يكون تهديدًا قاتلًا، تنظر إليه بعيون مليئة بالكراهية وتصرخ وبشده صادمة عادل ووسام ف هي حقا علمت بكل شيء):

"مش هتقدر، . انا عرفت انها حامل ياعادل طلقها والا هموتها انا مستعدة اخليها تعيش بس تكتب ابنها ب اسمي ونعيش سوا لو معملتش كدا هقتلها ياعادل هقتلها ياعاااااااادل


عادل (محدقًا في عينيها، يحاول جاهداً أن يظل ثابتًا في مكانه):

"إنتي هتندمي لو عملتي كده، . مش هخليك تدمري حياة الناس اللي بحبهم كفايا انا."


داليا (تتراجع قليلاً، ثم تلتفت فجأة إلى وسام، تمسك المسدس مرة أخرى):

"لو مش هتنسب  اسم الطفل ليا ، هخليكم تشوفوا الدنيا بشكل تاني ع ايدي . "


وسام (تبكي بحرقة، تحاول أن تجد ملاذًا في عادل):

"ابني ياعاااادل ابني بالله عليك."


عادل (بحزم، ينظر إلى داليا بنظرة صارمة، ثم يصرخ بأعلى صوته):

"داليا لو حاولت تضريها ، هخليكي تشوفي غير اللي كنتِ متوقعاه مني هاتي المسدس يادااااليا هااااتيه 

بقولك"


وفي تلك اللحظة، يعلو صوت آخر، صوت يقطع كل شيء في المكان، صوت كمال، يأتي مثل البرق في سماء الظلام.


كمال (صوته يتردد، يعلى في المكان):

"كفاية، يا عادل! كفاية كل شيء انتهي اللعبة خلصت لحد هنا جيم اوفر


داليا (تتجمد في مكانها، تنظر إلى عادل، ثم إلى كمال، وتبقى في حالة صدمة كاملة).


❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️

بينما كان الجو في غرفة البدروم 


مشحونًا بالضغط

 والتوتر، ومع كل ثانية يمر فيها الوقت، كانت الأحداث تتسارع وتصل إلى نقطة اللاعودة. فجأة، وسط المواجهة العاصفة بين عادل ووسام وداليا، انقطع الزمن كما لو أنه توقّف فجأة، ليغمر المكان ظلامٌ قاتم، وتحولت الأجواء إلى مشهد من الماضي، يكشف عن أسرار كانت مخفية طوال الوقت. كان


 الفلاش باك هو بداية لحظة الكشف الكبرى التي ستغيّر كل شيء.


❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️

 فلاش باك

كان مكتب كمال غارقًا في الضوء الخافت، والأوراق متناثرة حوله. نظراته كانت مليئة بالتخطيط، وعينيه لم تفارقا الشاشة أمامه التي تعرض صورًا ومعلومات حساسة عن الأشخاص الذين كانوا جزءًا من اللعبة الكبيرة. كان يتنفس ببطء، مستشعرًا وجود خطر يقترب منه. كان يعرف أن اليوم هو اللحظة الحاسمة.


كمال (بصوت هادئ، وهو يحدق في الأوراق): "كنت عارف. كنت شايف كل شيء. كانت بتلعب لعبة أكبر من كل اللي إحنا فاكرينها... كانت دايمًا تخطط لحاجة أكبر، بس النهاردة هوقف كل ده."


وداليا حيث كانت تجلس في مكتبها في الشركة، هادئة المظهر لكن عينيها تحملان ملامح جشع وطمع. كانت تجري مكالمة هاتفية مع شخص مجهول، وكل كلمة تصدر منها كانت مدروسة بعناية، مليئة بالمكر والذكاء.


داليا (بصوت هادئ، تخاطب الشخص عبر الهاتف): "أيوه، المعلومات هتوصل لك في خلال ساعة. بس زي ما م تفقنا، لازم تزيد الحصة من الأرباح. بدل ما كنا متفقين على 20%، لازم تبقى 30%. إحنا محتاجين نكون في المقدمة في الصفقة دي."


الشخص الآخر (من خلال الهاتف): "لكن ده هيكلفنا كتير، مش كده؟"


داليا (تضحك بسخرية): "الخسارة حاجة مؤقتة. المهم نكون دايمًا في الصدارة. لو عايزين نكسب، لازم نكون الأوائل."


بينما كانت تغلق الهاتف، لاحظت حركة غريبة في الغرفة. كان كمال يراقبها عن كثب، مختبئًا في الظلام، يتابع كل حركة. كانت في تلك اللحظة تظن أنها تلعب اللعبة بحذر، لكنها لم تكن تعرف أن كمال كان يراها ويعرف كل شيء.


ف مكتب  كمال


، حيث كان يراقب الشاشات أمامه، لا تفوته أي تفاصيل. التوتر كان يسيطر عليه وهو يلتفت إلى مساعده.


كمال (بصوت هادئ، وهو ينظر إلى مساعده): "داليا كانت بتسرب معلومات للمنافسين. مش بس كده، هي كمان كانت بتسرق أموال من الشركة لصالحها. كل ده كان بيحصل قدام عيني بس كنت ساكت علشان مصلحتي. لكن دلوقتي... لازم نوقف كل ده."


المساعد (بصوت حذر): "إزاي ممكن نوقفها؟"


كمال (بعيون حادة، وهو يلتفت إلى المساعد): "أنا عارف إنها كانت بتخونا كلنا. مش بس كانت بتخون الشركة، كانت بتخون عادل كمان. عارفة كل حاجة عن علاقته بوسام، وكانت بتستغل ده لصالحها. لكن دلوقتي لازم نكشف كل شيء برافو عليها بتعرف تمثل ع الكل اوي اشهدلها لو كانت تحت ايد حد غير كمال الجندي كان صدقها وعمره م خونها."


باك


بينما تتلاشى الذاكرة الماضية، نجد أنفسنا في نفس البدروم، حيث يواجه عادل ووسام داليا. الجميع في حالة صدمة. لكن داليا، التي كانت تحاول التماسك، أدركت الآن حجم الخيانة التي وقعت فيها، وكم أن الماضي كان مخيفًا وملئًا بالمفاجآت التي لا يمكن تجاهلها بعد الآن.


عينيها تحترقان بالغضب والخذلان، لكنها لم تكن تعلم بعد أن كمال قد سبقها في كشف كل شيء.


❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️

كانت الغرفة مشحونة بالتوتر، وصوت قلب عادل كان يتسارع بينما كان يراقب الموقف بشدة. كان كمال يقف هناك، كالظل الذي يغطي كل زاوية في المكان. كان يمسك بزمام الأمور بكل قوة، بينما كانت داليا تقف أمامه، محطمة، وعينها مليئة بالدموع التي كانت تترقرق على وجنتيها.


عادل (بصوت مرتجف، وهو يحاول أن يفهم ما يحدث): " انا مش فاهم حاجة يابابا 


كمال (بصوت هادئ، لكنه مليء بالقوة والتهديد): "اللي حصل، ، إننا كنا طول الوقت تحت رحمة خيانة كبيرة. داليا كانت بتلعب لعبة أكبر من اللي إنتو فاكرينها،  خانت الكل ياعادل


داليا (بصوت ضعيف، تحاول أن تكبح دموعها): "كمال... أنا كنت عايزة بس أحمي نفسي. واضمن حقي انا محستش بحب عادل ليا غصب عني النفس غلبتني سامحني ياكمال"


كمال (بعينين باردتين، يقترب منها أكثر): "تحمي نفسك؟!. ده مش حماية. ده طمع. مش أكتر انتي تستحقي السجن."


داليا (بصوت متكسر، تهز رأسها في محاولة للتبرير): أنا كنت محتاجة أضمن نفسي. كنت خايفة. خايفة من كل حاجة... من كل الناس. من كل اللي حصل حواليا."


كمال (بعينين مليئتين بالحدة، يقترب منها أكثر): "خايفة؟! مش خايفة! كنتِ بتديري كل شيء لصالِحك. كنتِ بتسربي معلومات، بتسرقي وبتتلاعبي بالكل. كل ده كان بيحصل قدام عيني. كنت فاكرة إنك ممكن تكملي في الخداع؟ لأ، ما فيش مفر دلوقتي وحالا هتيجي معايا السجن."


في تلك اللحظة، كان وجه داليا ينهار، وكانت أصوات أنفاسها ثقيلة، وكأنها تستشعر النهاية تقترب منها. لكنها كانت تحاول أن تجد مخرجًا من هذا المأزق.


داليا (بصوت ضعيف، وهي تلتفت إلى عادل): "عادل... أنا بحبك، كنت بحاول أعمل كده عشان نحافظ على مكاننا عشان نكون أقوى... مش عايزة أضيع كل حاجة."


لكن عادل كان يراقبها بعينين مليئتين بالدموع والغضب، كان يشعر بخيبة أمل كبيرة، لكن في داخله كان يحاول أن يفهم لماذا فعلت كل هذا.


عادل (بغضب، وهو يحاول أن يكبت مشاعره): "كل اللي عملتيه ده كان ليه؟، بتخوني الثقة اللي بينا. ما كانش فيك الأمانة.  إزاي ممكن تحبي وتخوني في نفس الوقت؟"


داليا (تسقط على ركبتيها، عينيها مليئة بالدموع): "كنت بحاول... كنت خايفة من النهاية... من خسارتي كل حاجة كنت مضطرة اعمل كدا. وانت خونتي بلاش تعيش دور الضحية والملاك كلكم ناس قذرة كلكم"


ولكن كلماتها كانت تأتي ببطء، وكأنها تغرق في بحر من الذنب الذي لم تستطع أن تفر منه. في هذه اللحظة، كانت الحقيقة واضحة. كمال كان يعرف كل شيء، وعادل الآن يعرف الحقيقة المرّة التي كانت داليا تخفيها.


كمال (بصوت حاد، مليء بالتهديد، ينظر إليها بحزم): "أنتِ مش بس خنتِ عادل. إنتِ خنتِ نفسك،  لو كنتِ فاكرة إنك هتخفي كل ده، فإنتِ غلطانة يلا قدامي."


داليا كانت تهز رأسها بخوف، عينيها تتنقلان بين كمال وعادل، وكل كلمة تنطق بها كأنها تتجرع مرارة الحقيقة.


داليا (بهمسات مكسورة، وهي تضغط على صدرها):   لو اتسجنت .. هعيش في ذل طول العمر. وهتهان."


كانت نظراتها ملؤها الخوف، وتدرك أن النهاية أصبحت لا مفر منها. كان الذنب يلتهمها، بينما كانت العواقب لا مفر منها.


كمال (يصرخ في وجهها، وهو يتقدم خطوة للأمام): "يلة يامدام داليا قدامي


وفي لحظة انهيار مفاجئة، ارتفعت يد داليا بسرعة نحو طاولة المكتب، واختلست مسدسًا صغيرًا كان موضوعًا هناك. جميع الأنفاس توقفت، وعينيها مليئتين باليأس.


داليا (بصوت مبحوح، تحاول التماسك): "ما فيش مفر... مفيش. هخلي النهاية دي تنتهي بسرعة... مش هعيش في ذل."


لكن قبل أن تضغط الزناد، كانت يد عادل تتحرك بسرعة أكبر من تفكيرها، لكنه لم يكن سريعًا بما فيه الكفاية.


داليا (صوتها يكاد لا يُسمع، الدموع تتساقط): "أنا آسفة... ... أسفة."


ثم قبل أن يستطيع أي شخص أن يتخذ خطوة أخرى، سقطت داليا على الأرض. كانت سقطتها بطيئة، كما لو كانت الحياة تُسحب منها ببطء، كل أملها يتبخر في لحظة. صوت سقوط المسدس على الأرض كان أعمق من كل شيء.


عادل (ينفجر بالصراخ، وهو يركض نحوها): "داليا! لا... لا، ما تعمليش كده!"


لكن صوتها كان قد انقطع، وأغشي عليها تمامًا، وجميع من في الغرفة شعروا بالخوف. كانت اللحظة ثقيلة، مليئة بالحزن والصدمة.


وسام (تصرخ بصوت عالي، عينيها مليئة بالفزع، وتنهار على الأرض): "داليا! لا... دي مش النهاية. دي مش النهاية!"


كمال كان يقف هناك، بوجهه البارد وعيونه الجادة، كان يعلم أن الأمور لن تكون كما كانت، لكنه لم يتوقع أن النهاية ستكون بهذه الطريقة.


كمال (بصوت هادئ، يغمض عينيه لفترة قصيرة): "ده كان لازم يحصل... ده كان خيارها."


كل شيء توقف في تلك اللحظة، وكان الصمت يعم الغرفة، لا أحد يعرف ما يجب فعله الآن.


     الفصل الثالث عشر والرابع عشر من هنا 

     لقراءة جميع فصول الرواية من هنا

تعليقات