
رواية لا تخافي عزيزتي
الفصل التاسع 9
بقلم مريم الشهاوي
صلوا على الحبيب
كان يزن يشعر بأن عيناها ستغرقه بيوم أسقط نظره إلى شفتيها ولم ينتبه بتاتًا لما يقول عقله استسلم لمشاعره ولكيانه الذي سلب عن إرادته ولا يقدر على إيقاف نفسه أخذ يقترب إلى شفتيها بمهل فأتسعت عينا أسيل من كثرة قربه ودفعته عنها بذراعيها بقوة فوقعت السترة التي فوقعهما و نظر لها يزن بدهشة لا يصدق ما كان سيفعله وتفاجأ بها تصفعه بقوة وخلعت سماعة رأسها ثم هبطت من السيارة تركض مسرعة بخوف وهي تشهق من كثرة البكاء ثم وقفت فجأة ونظرت حولها إذا بها تبللت تماما من المطر وسمعت صوت الرعد مرة ثانية جلست على الأرض واضعة يداها على أذنيها وتصرخ بوجع.
كان يزن واضعًا يده مكان صفعتها على خدّه هل كان يحتاج لتلك الصفعة ليفيق حقا ! هل هو بفتىً مراهق ليضعف هكذا؟ ولكن جميع السبل ساعدته لفعل تلك الخطيئة صوت المطر ولحن الهواء كاد أن يشعل نيران قلبه بالاقتراب أكثر خاصةً بعد أن وضع السترة واقترب منها وأنفاسها الدافئة لامست خداه هو بشر ولديه نفس أمارة بالسوء ولكنه كان ضعيفا ولو لم تمنعه هي كان سيفعل شيئًا يندم عليه طوال عمره.
لاحظها بآخر الطريق جالسة على الأرض تضم ركبتيها على صدرها وواضعة يداها على أذنيها.... إنها تمطر وبالتأكيد هي خائفة... لقد فعلت كل هذا لكي لا ترى المطر أو تسمعه ولكني بالنهاية تصرفت بحماقة .
هبط من سيارته مسرعًا إلى حقيبة السيارة وأخذ مظلة معه وركض نحوها وهو يهتف بإسمها.
كانت جالسه وتجهش بالبكاء وتشعر بألم بجسدها وكأن هذه القطرات كأنها جمرات تحرق جسدها.
ثم شعرت بعدم نزول قطرات مياه المطر على جسدها فظنت أن المطر قد توقف ولكنها حين فتحت عينيها وجدته أمامها واضعًا المظلة فوقها بعدت يداها عن أذنيها قليلا ولكنها وضعتهم مرة أخرى بسرعة حين سمعت صوت المطر.
تحدث معها بحزن ينتابه:"أسيل.... أنا آسف..... بجد أنا آسف عارف إني غلطان وحقك.... بس ممكن أروحك البيت عشان المطر وأنتِ بتخافي.... صدقيني ما هقرب منك..... أوعدك خليني أرجعك البيت عشان أكون متطمن عليكِ."
وقفت ونظرت إليه بغضبٍ وأخذت تضربه بقوة على صدره بيديها وبداخلها كلام كثير لا تقدر على البوح به.. وهو صامدًا مكانه لا يهتز يتحمل ضرباتها القوية يمكن هذا قد يخفف ما بداخلها ولو بالقليل.
سمعت صوت الرعد فارتجفت كل أعضاء جسدها بهلع وارتمت بصدره تحاوط ذراعيها حول ظهره ممسكة به بقوة وهي خائفة وكأنه أصبح أمانها الوحيد التي تلجأ إليه.
ضمها بقوة وهو يأخذ أنفاسه بعنف شديد ويربت على رأسها بحنو :"اهدي يا حبيبتي متخافيش أنا معاكِ."
ماذا قلت؟
حبيبتي !
افعل ما شئت يا يزن لا شيء اسوأ مما كنت ستفعله مسبقًا.
لم تسمع شيئا من المطر فحين تشعر بالسكينة والدفء لا تعمل حواسك بشكل جيد.
وبعد مده طويلة نوعًا ما توقف المطر وأنزل يزن مظلته وهي مازالت تعانقه فكر بأنها سوف تبتعد حين تسمع توقف صوت المطر ولكن الظاهر إنها لا تسمع الآن.
ظل واقفًا لم يمل فهو ينتظرها حتى تبتعد هي ولا يريد قلق سكينتها الداخلية.. وحقا قلبه يشعر بانغمار مشاعره الآن لم تعد مشاعره مختلطة مثل قبل.... هو الآن يراها قد ترتبت !
وبعد قليل فتحت عينيها ووجدت أن المطر قد توقف ابتعدت عنه وحين ابتعادها اتصلت أعينهما بكلام لم يفهمه كلاهما وقرأت أسيل شيء ما بعينه التي تشعر بأنها ستلتهمها يومًا ما فخجلت وابتعدت عنه فورا وقبل أن ينطق بكلمة واحدة كانت تاركه إياه وتعجل بخطوتها.
علم أنها لا تريد أن تسمع منه شيء ولكنه لن يتركها تعود للبيت وحدها ولا يضمن هي بخير أم لا فقرر أن يمشي وراءها يتابعها حتى تصل للمنزل بسلام
وبينما هي تمشي وجدت ظله ورائها ورأته بمرآة زجاج السيارات وهي تمشي فتأكدت أنه يتبعها لم تنوله انتباهًا ولم تكن خائفة منه ! بالعكس كان مطمئنة وهو يسير خلفها في هذا الليل الحالك تخاف من السير وحدها فحمدت ربها أنه لحق بها ،أسرعت بخطوتها كي تصل سريعًا.
أتظنون أن عقله تركه؟
بالطبع لا.. طوال الطريق وهو متعب ويشعر بألم رأسه من كثرة حديث عقله إليه وإتهامه بشدة... ضميره يؤلمه وخائفًا من خسارتها بعد التصرف الأحمق الذي فعله.
وعندما وصلت أمام منزلها إلتفتت إليه ونظرت له بنظرة ثاقبة بلع يزن ريقه وحدثها بندم:"أنا كنت ماشي وراكِ عشان أتطمن إنك وصلتي بسلام.... أسيل أنا آسف على اللي حصل وأوعدك مش هيتكرر تاني.... صدقيني مكنتش في وعي حرفيًا مكنش فيه بربع جنيه مخ على اللي حصل ولا فكرت في أي حاجة وأنا بغلط نفسي واللي عملتيه حقك وزيادة بس أرجوكِ بلاش أخسرك... آخر فترة أنتِ أصبحتي شيء مهم في يومي بقيت بصحى عشان بس أروح الجامعة أو أتكلم معاكِ... مش عارف لما يتقطع كل ده هبقى عامل إزاي... بس أنا اتعودت أشوفك حتى لو مبنتكلمش إلا قليل... بس عيني أخدت على إني أشوفك فأرجوكِ حاولي تنسي اللي حصل لإنه مش هيتكرر تاني أبدا صدقيني أنا آسف أنا كنت ما صدقت إن علاقتنا ابتدت تتحسن وأنا اتغابيت ورجعتها للصفر من تاني....
زفر بقوة وهو يشعر بألم بداخله:
"أنا آسف لإني السبب في النوبة اللي حصلتلك من شوية...بس أنا والله من ساعت ما المطر نزل وأنا كنت بحاول إني مخليكيش لا تشوفيه ولا تسمعيه.... حتى أما صحيتي حطيت الجاكيت علينا عشان متشوفيش المطر وتجيلك النوبة ومكانش في دماغي أي حاجة من دي إنها تحصل وربنا.. بس..... "
صمت بحرج ثم أكمل وهو يعتذر للمرة التي لا أذكرها بحديثه قائلاً:"أنا آسف.... أوعدك إني هلزم حدودي بعد كده ومش هتشوفي مني أي تصرف مراهقين زي ده تاني أبدا... بس بلاش تبعدي وتتجنبيني من تاني زي الأول أنا ما صدقت قربت منك."
نظر إليها بعينين منكسرتين هو حقا نادم عما فعل هل حقا لم يكن بوعيه لم يقدر العقل على التغلب على مشاعر القلب ولكن هل هناك مشاعر بقلبه تجاهي !
تركته وذهبت من أمامه ودخلت من بوابة منزلها وهو واقف يتابع خطواتها وحك رأسه بحيرة..هل سامحته أم لا؟ ثم توجه إلى سيارته ليعود إلى بيته الذي اشتاق إليه ويود أن يرتاح قليلا من إرهاق ذلك اليوم.
______________________________________
دخلت أسيل من باب المنزل فقابلها والدها وهو يصرخ بوجهها بحدة:"الحراس بيقولوا إنك غايبة عن البيت ومنمتيش هنا... الحق عليا إني وثقت فيكي ! "
أردفت رحاب وهي تقترب منهم محاولة إشعال غضبه أكثر:"نمتي فين طول الليل إمبارح والنهاردة أهو طول النهار مش موجودة وجاية العشاء...كنتِ مع مين؟ أنتِ معندكيش صحاب ولا أهل... يبقى هتكوني روحتي فين غير....."
صمتت لتجعلها آتية من فم شريف وهذا سيؤلم أسيل أكثر... هيا لنستمتع
صفعها شريف بقوة وصرخ بوجهها مرة أخرى وهي دمائه تفور مثل البركان:"يبقى بايتة عند عشيقك... بتخوني ثقتي فيكِ يا أسيل؟؟.... أنا لا يمكن كنت أتخيل إنك بالقذارة دي.... انطقي كنتِ بايتة عند مين وإلا هشرب من دمك أنتِ فاهمة ؟؟ساكتة لييه....ردي عليا كنتِ فين وبايتة طول الليل عند مين؟؟"
صُدمت حين صفعها ودموعها لمعت في عينيها بقهر قاتل مما فعل !
ابتسمت رحاب إبتسامة جانبية وتحدث شريف بصراخ صاخب:"ما تتكلمي... هي رحاب بتقولي أمشيكِ بحراس يراقبوكِ وأنا أقولها لا يا رحاب يراقبوها ليه أنا واثق إنها مش هتعمل حاجة غلط... بس عريتيني...كنت مع مين ونمتي عند مين؟؟؟"
-أسيل كانت معايا يا عمي
نظر الجميع نحو ذلك الصوت ووجدوا يزن يقف وراء أسيل متمتمًا بهدوء :"السلام عليكم... ازي حضرتك... أسيل نسيت شنطتها في عربيتي فكنت جاي أوصلهالها آسف لو أزعجت حضرتك."
توقفت أنفاس شريف بحرارة يخشى أن يكون رآه وهو يصفع ابنته ولكن لحسن حظه لم يره يزن.
نظرت إليه أسيل وتلاقت نظراتهم وبسرعة تبدلت نظرات يزن لقلق شديد حين رأى دموعها وأردف بلهفة:"أسيل أنتِ بتعيطي !"
وبسرعة سحبت رحاب أسيل من ذراعيها وضمتها إلى صدرها وهي تقول :"مش هنسافر تاني متقلقيش.... اديني رجعنا بسرعة أهو.... وبابا مش هيبعد عنك تاني وأوعدك المرة الجاية هنكون واخدينك معانا اتفقنا؟.... اوعي تعيطي يا روحي."
كم تتفنن ببراعة تغيير لونها مثل الحرباء
لم يصدقها يزن وأخذ ينظر لأسيل يود أن تتكلم وتقول له ما بها يشهد الله إن كان له الحق فيها لأخذها إلى منزله لم يخرجها منه ويبعدها عن تلك العائلة المزيفة لن يدع دموعها بأن تهبط أبدا.
ابتسم شريف بتوتر :"خير يا إبني فهمني أسيل كانت معاك إزاي؟ "
تنهد يزن بوجع:"إمبارح قابلتها وهي خارجة من الكلية واغمى عليها ساعتها نقلتها للمستشفى وكان عندها هبوط حاد والدكتور قال إنها لازم تفضل في المستشفى لحد ما تخلص المحاليل ويتم رعايتها طول الليل لحد ما حالتها تتحسن بسبب ضعف جسمها وقلة الغذاء والنهاردة أذنولها بالخروج ورضيت إني أوصلها بالعافية."
ابتعدت أسيل عن رحاب بعنف ونظرت لأبيها نظرة لم ولن ينساها أبدا وصعدت إلى غرفتها مسرعة تتبعها يزن بقلق بداخله يؤكد له أنها ليست بخير.
ابتسمت رحاب :"شكرا يا بشمهندس إنك وصلتها... كتر خيرك سلملنا على عيلتك كتير."
شكره شريف هو الآخر وانسحب يزن وخرج من منزلهم وركب سيارته وهو مازال خائفًا عليها...
أمسك هاتفه وراسلها عبر تطبيق(الواتس)
"أسيل أنتِ كويسة؟"
دخلت غرفتها وأغلقت الباب بالمفتاح وألقت بنفسها على الفراش تجهش بالبكاء بحرقة قلبها يؤلمها كثيرا أهذا هو أبيها؟
تعيش معه تارة خائفة منه و تحبه تارة أخرى تعلم أنه يخشى التعبير عن حبه.... ولكنها الآن تتأكد بالبطيء أنه لا يحبها وينكرها من حياته أمسكت بدفترها لتكتب به وحين فتحته وتقلب صفحاته لتأتي بصفحة بيضاء تكتب بها لاحظت بآخر الصفحات المكتوبة... صفحة مكتوب عليها بخط آخر... إنه ليس خطها !.... إنه خط شخصٍ آخر؟
قرأت عنوان الصفحة الذي حمّسها لقراءة باقي الصفحة بفضول.
"بين الحزن والفرح يكمن سر الحياة."
الحزن ليس عدواً. هو رفيق يعبر بنا محطات الألم. لكنه كالنار، يدفئ إن اقتربنا منه باعتدال، ويحرق إن مكثنا فيه طويلاً. عندما نحزن، نحن نستنزف طاقتنا، نعيد ترتيب ذواتنا، نكتشف نقاط ضعفنا. لكن إذا سمحت له بالبقاء، سيتحول إلى عبء ثقيل يُطفئ روحك ويهدم صحتك.
أما الفرح، فهو نسمة حياة. هو ما يمنحنا القوة للاستمرار. لكنه ليس دائماً كما نتصوره. الإفراط في السعادة يجعلنا ننغمس في لحظاتنا المضيئة حد إهمال واقعنا. قد تجد نفسك غير قادر على تقبل الحزن الطبيعي أو حتى التعبير عنه. تصبح شخصاً يتظاهر بالبهجة في غير وقتها، وتخسر عفوية مشاعرك.
الحياة توازن. الحزن والفرح هما كفتي ميزان. لا تُسرف في أحدهما، ولا تُقصِّر في الآخر. امنح كلاً منهما حقه دون أن تطغى إحدى الكفتين. التوازن هو الذي يصنع إنسانيتك ويمنحك القوة للاستمرار.
مريم الشهاوي
احملي ورقة وقلمًا، واكتبي عليها كل ما يجلب لك السعادة، كل ما يجعل قلبك يبتسم. فكّري بكل شيء صغير أو كبير يُشعرك بالدفء، ويُخفّف عنك أعباء الحياة.
انتهيتِ؟
علّقي هذه الورقة في مكان قريب، على جدار غرفتك، حيث تستطيعين رؤيتها كل يوم. وعندما تجتاحك موجة حزن، وعندما تشعرين برغبة في البكاء، انظري إلى تلك الورقة. تذكّري أن السعادة ليست بعيدة؛ إنها هناك، في تلك الأشياء التي تحبينها.
لا تدعي الأحزان تسيطر على قلبك. حياتك أثمن من أن تُهدر في التفكير بمن يسببون لك الألم. هؤلاء الأشخاص لا يستحقون مساحة من وقتك أو طاقتك. بدلاً من ذلك، املئي وقتك بما تحبين، بما يُرضيك ويُبهجك. اجعلي من كل لحظة فرصة للإنجاز، فرصة لزرع السعادة داخلك.
لا تتركي نفسك لعقلك في لحظات الحزن، فهو خيّال مبدع حين يتعلق الأمر بالألم. سيخلق سيناريوهات ويُحبك قصصًا لم تحدث، ويقنعك بها حتى تغرقي أكثر في حزن لا مبرر له. تذكّري أن الحل بسيط: أشغلي عقلك بفعل شيء تحبينه. اقرأ كتابًا، استمعي إلى موسيقى تُعجبك، ارسمي، أو حتى رتّبي غرفتك. المهم أن تخرجي من دائرة الأفكار السلبية.
وهناك أمر أخير، أعتذر إن أطلت الحديث، لكنه مهم. عندما يحين وقت النوم، لا تستلقي على فراشك وأنتِ غير ناعسة. لا تمنحي عقلك فرصة لاستدعاء الأفكار الحزينة، لأن الليل هادئ وعقلك حينها مستعد لاستحضار الألم. بدلاً من ذلك، افعلي ما تحبين حتى يغلبك النعاس. شاهدي فيلمًا، اكتبي، أو استمعي إلى شيء مريح. بهذه الطريقة، ستخلدين إلى النوم بسلام، بعيدًا عن أي توتر، وستحلمين بأشياء جميلة مثلك،تصبحين على خير يا فراشتي... لا أدري كيف أصبحتِ في عيني انعكاسًا لهذه الكائنة الرقيقة التي تحيا بخفة لا تُضاهى. وكأنكِ قطعة من نور، انبثقت لتضفي على هذا العالم بهاءً وسحرًا يليقان بروحك العذبة.
حين تضحكين، يتسرب دفء ألوانك كالفجر حين يتسلل على استحياء، فتغمرين من حولك بلحظة آسرة لا تُنسى. أنتِ كالزهر الذي تحمله الرياح بخفة، يترك أثره دون أن يثقله الزمن أو تُثني عزيمته الأيام. فيكِ من الفراشة رقتها، ومن جمالها رونقها الذي لا يُقارن، ومن خفتها ذلك الشعور الذي يلامس الروح بلطف لا يُوصف.
هل تأذنين لي أن أطلق عليكِ "فراشتي"؟ هذا اللقب يليق بكِ كما يليق الضوء بالشمس. إنكِ لستِ مجرد فراشة، بل أنتِ فراشتي المفضلة، التي كلما طافت في حياتي، أضفت عليها رونقًا فريدًا لا يسعني وصفه بالكلمات. أنتِ تجسيدٌ للحياة التي تحلّق فوق آلام الأرض، تُذكرنا أن الجمال يمكن أن يكون في أبسط الأشياء وأكثرها عمقًا في الوقت نفسه.
تصبحين على خير يا من تنسجين الألوان في عالمي. اخلدي إلى النوم، وأنتِ تحملين يقينًا بأن هناك قلبًا لا يرى فيكِ سوى بهاءً يعجز الزمن عن طمسه.
لا تعرف لمَ تلك الابتسامة الواسعة التي على شفتيها الآن ولمَ كل هذا الخجل من كلماته الأخيرة ولكن سعيدة !
لا تعرف متى كتب لها هذا ولكن خطه جميل ووصفه أجمل ،كلماته هدأت من غصة قلبها ونصبت على وجهها الإبتسامة المشرقة وهي تقلب الصفحة لتنتقل لصفحة جديدة وتكتب بها ما تحبه حقًا وكأنه يومها الأول في التدرب على السعادة.
وضعت لوحاتها وأمسكت بفرشاتها وأخذت ترسم بسلام تحب أن ترسم من خيالها دون النظر إلى صورة تحب أن تعطي لخيالها المجال بالإبداع.
كم استطاع يزن بتغيير حالتها مئة وثمانون درجة فمنذ قليل كانت تستعد لدورة صياح وكتابة ما يحزنها فتحزن أكثر وتهاتف والدتها من النافذة مثل العادة ولكن اليوم مختلف.
______________________________________
اتسعت عينا يارا بدهشه كيف.. كيف سيتزوجها ؟!
يارا بصوت أشبه بالصراخ:
"كتب كتاب إيه يا عمر؟؟؟ أنتو اتجننتوا !"
نهضت بسرعة من جلستها وذهبت نحو الباب وخرجت من المكتب تود الرحيل ولكن أوقفها مصطفى وهو يتمتم بحب ممزوج ببعض الألم على أخته:
"يارا.... أنا عرفت كل حاجة... عمر قالي... وده الحل الأنسب إن ماما متعملش فيكِ أي حاجة من هنا لحد ما نعرف مين الزبالة اللي عمل فيكِ كده... أنا مصدقك وعمر كمان مصدقك وهندور عليه لحد ما نلاقيه أوعدك لو لقيته لخليكِ تدوسي برجلك على وشه ويتعاقب وياخد جزاء اللي عمله."
اقترب عمر منهما يحاول التوضيح ليارا قائلاً:
"هنكتب الكتاب وأي خطوة طنط رحاب هتعملها تجاه العملية وهتجبرك على حاجة أنتِ مش عاوزاها رني عليا وأنا هاجي أوقفها."
تحدثت يارا بإستفهام:
"وافرض عرفت إننا كتبنا الكتاب؟ "
أجابها عمر :
ما ده اللي عايزينه... يارا أنا عاوز يبقى ليا الحق إني أمنع طنط رحاب إنها تإذيكِ.. وده أنسب حل للمشكلة دي."
زفرت يارا بضيق:"وبعدين؟ "
أكمل عمر:"هقولها إني كاتب كتابي عليكِ وإنك مراتي ومن حقي إني أمنعها وهطلب منها إني آجي أطلب إيدك من عمو شريف ونتجوز."
صرخت يارا به فهو غير طبيعته نعم هذا ما توده طوال عمرها ولكنها صرفت النظر عنه بتاتا حين علمت بحملها :
"يعني إيه نتجوز أنت كده بتفكر صح يعني؟؟؟ "
هتف مصطفى بملل :"تتجوزوا يا يارا مش عارفة يعني إيه جواز وإحنا مش بنهزر."
نظرت يارا لمصطفى معقبة على حديثه بحزن:"هيتجوزني في السر !"
أجابها عمر بسرعة يخشى أن تفهمه خطأ:"لا لا... سر إيه يا يارا.... هقول لأهلي إننا كتبنا الكتاب وهتبقي مراتي شرعًا قدام الكل."
ابتسمت يارا بسخرية:"وطبعا كل دي تمثيلية ؟"
هتف عمر بتأكيد:"بالظبط.... أنا هتجوزك وكلوا هيبقى فاهم إنك مراتي وحملك مش هيأثر ولا هتنزلي البيبي وهروح معاكِ نعمل قضية و.... "
صرخت يارا به:"ولما بطني تبتدي تبان؟.... هتقول ده إبن مين؟ ها ؟؟ رد عليااا."
-إبني
هتف بها عمر وهو ينظر إليها ويجيبها بلا وعي هو الآن يريد أن يتزوج من يارا قبل أخيه أن يقع بتلك الورطة !
دفعته يارا من أمامها بغضب وذهبت بخطوات مسرعة وخرجت من البناية ولحقاها هما الاثنان يوقفوها عن الرحيل بصوت واحد حتى وقفت يارا وصرخت بهم بوجع :
"أنتو فاكرين إنها لعبة؟.... فاكرين ماما هتسكت إن يتلوي دراعها؟ وأنت يا عمر هانت عليك مودة كده عادي ! وبالنسبة لوالدتك هتقولها إيه لما تعرف إن اتكتب كتابك وهي متعرفش ووالدتك وأختك وأخوك وأبوك موقفهم إيه لما الكبير الناضج يفكر زي المراهقين ويتجوز في يوم وليلة !... الجواز مهوش لعبة.. أنا مش هتجوز يا عمر بالطريقة دي أنا مأذنبتش عشان أتهان بالشكل ده.... حد فيكم فكر فيا و في مشاعري لما أتجوز عشان بس جوزي يقدر يستر عليا بحاجة أنا مليش ذنب فيها ويحميني من عيلتي ومن الفضيحة ! أخدتوا بالكم من الجملة أساسا؟متجوزاه عشان ياخدلي حقي وبعد ما ألاقي اللي عمل كده كل شيء قسمة ونصيب ونتطلق ويبقى إسمي مطلقة وأم لطفل واللقبين أنا مكنش ليا رأي فيهم أبدا !!"
انهمرت بالبكاء أمامهم وتعالت شهقاتها بقهر
عانقها مصطفى بحب وهو يربت على ظهرها بحنو ويحزن على حال أخته وعمر واقفًا مكانه يفكر ما العمل؟
______________________________________
دخل المنزل ورحبت به والدته:
"يزن حمد لله على سلامتك... يالهوي المطرة مغرقة الدنيا اطلع غير هدومك بسرعة قبل ما تاخد برد.... صاحبك عامل إيه دلوقتي ؟"
تنهد يزن بتعب وهو يتوجه للسلالم ليصعد إلى غرفته مسرعا:
"إلى حد ما كويس الحمد لله دعواتك يتحسن... أنا تعبان أوي يا ماما عاوز أريح على سريري."
أوقفته قبل أن يصعد السلالم:"استني أحطلك تتعشى... يا عبدو انزل يزن جيه."
يزن بتعب:"لا لا أكلت.... ومش جعان خالص عاوز أطلع أريح عشان مش قادر."
نزل عبد الله للاسفل ووقف أمام يزن بابتسامه وعانقه بحب:
"عندنا ليك خبر حلو."
ابتسم يزن بتمني:
"ياريت... قول بسرعة."
صرخت يسرى بفرحة:
"زينة راجعة بكرة من السفر."
فرح يزن كثيرا بقدوم أخته الذي اشتاق إليها كثيرا، إنها غائبة منذ سنة خارج البلاد فإنها تدرس وتحضر دكتوراه بالخارج زينة طبيبة قسم جراحة العيون وهي ماهرة كثيرا وتتقن عملها بشكل رائع.
صعد إلى غرفته وأخرج زفيرا عميقًا
وأمسك بهاتفه ونظر لمحادثته إليها ولكنها لم تجيب عليه لم ترى الرسالة من الأصل هل هي الآن تبكي أم إنها قرأت ما كتبه وتحاول أن تفعل شيئا تحبه الآن؟... اتمنى ذلك حقا.
وجد صديقة مازن الطبيب النفسي متصل به عبر الهاتف مرتين !
ترك الهاتف من يده بلا مبالاة ففي الصباح سيتصل به الآن هو مرهق بدنيًا وعقليًا ولا يطيق الحديث مع أحد ولكن خطر بباله أن يكون مازن لديه أخبار جديدة عن حالة أسيل.
اتصل به فورا ووضع الهاتف على أذنه منتظره يجيب الاتصال بفارغ الصبر وأخيرا أجابه مازن قائلا:"إزيك يا يزن عامل إيه ؟"
-الحمد لله... إيه في أخبار جديدة؟
-يزن هي تقدر تيجي معاك العيادة؟
-ليه الموضوع كبير للدرجة؟
-أيوة الرسمة معبرة جدا والبنت دي بتتعرض لأذى نفسي شديد وحالتها ممكن تسوء أكتر فبجد لو عرفت تجيبها جلسه واحدة يكون أحسن ليها البنت حالتها النفسية مش مستقرة وده بتطلعه من خلال هوايتها الرسمة تعبر عن حاجات كتير عن عجز الكل لإنقاذها من شخص ما أنا لازم أقابلها.
زفر يزن بحزن فها قد تأكد أن حالتها تسوء:
"ماشي يا مازن هحاول معاها وأجيبها بس اديني شوية وقت."
أغلق معه وتوجه إلى غرفته يفكر كيف سيقنعها لتأتي معه للطبيب بعد الذي حدث
ثم هتف بعفوية قائلا :
"أخطفها؟ "
ثم رد على نفسه ليهدئ من عفويته وحماسه الزائد:
"لا تخطفها إيه بس صلِّ علنبي في قلبك الأول نتكلم معاها نحاول نفتح معاها مواضيع... ونحاول نلطف الأول بعد اللي هببته ده أما نشوف أصلا سامحتك وهتقبل تتكلم معاك تاني ولا لا..... طب وبعدين؟... مهي أكيد مش هتيجي معايا... لازم تكون واثقة فيا عشان ترضى تروح معايا للدكتور."
دخل المرحاض وأخذ حمامًا دافئًا وعند انتهائه خرج وألقى بجسده على الفراش أحداث اليوم تتكرر برأسه ويتذكر أدق التفاصيل ولا يقدر على نسيان ما حدث الليلة.
أغمض عينيه وأخذ مشهد تقاربهم لبعض يتخيله بذهنه مرات المرات وضع يده على قلبه هنا كان رأسها عندما عانقته بخوف تحت المطر وكالأبله عانق نفسه متخيلا أنه يعانقها هي.
أغمض عينيه ونام بثبات عميق مبتسما يستعد للغد للقاء أخته الحبيبة "زينة".
______________________________________
مصطفى:"طب تعالي ندخل جوا ونتفاهم هنتكلم في الشارع؟ "
يارا بدموع ووجع:
"نتفاهم إيه يا مصطفى !... أنت سامع هو بيقول إيه ؟؟"
صرخ عمر بها:
"أنا بحاول أحميكِ.... خايف أخسرك في عملية خطيرة زي دي... ولو اعترضت هبقى مين عشان أعترض وبردو هتنفذ اللي في دماغها يارا أنا بعمل كده عشانك أنا مش هستفاد حاجة من الجوازة دي غير إني خليتك في أمان وهاخدلك حقك وندور على اللي عمل كده."
أردفت يارا ونظرت إليه بتساؤل:
"ومودة... أنت هتقدر تكسرها بالشكل ده ؟! "
تعجب مصطفى من كثرة سؤالها عن مودة؟.... هو يعلم إنها تحب عمر وظن أنه حين يعرض عليها بأن يتزوجها ستقبل فلماذا ترفض وتطمئن على مودة؟ حمقاء هي أم ماذا؟
أردف عمر بعصبية:
"مفكرتش في مودة أكيد أنا دماغي كلها بتفكر فيكِ من يوميها بس أكيد هفهمها وهخترع أي حجة غير إنك حامل أنا هتصرف معاها ملكيش أنتِ دعوة."
يارا:"يا سلام ! مليش دعوة إزاي وأنا عارفة إنك بتحبها ويمكن جوازنا يفرقكم ...لا أنا مرضهاش على نفسي عشان أرضاها على غيري."
زفر عمر بضيق:"قولتلك مودة أنا هتصرف معاها.. نسيبنا من موضوع مودة نبقى نحله بعدين دلوقتي تعالي معايا هنكتب الكتاب ولو حصل أي حاجة أنا هتدخل وهنقول لطنط رحاب ساعتها إننا كتبنا الكتاب و.... "
قاطعته بإصرار ودموعها تسبقها:"لا يا عمر مش هكسر أمي بالشكل ده.. كفاية نظرتها ليا أما عرفت إني حامل.... كمان هتجوز من وراها وألوي دراعها.....هي عملتلي إيه عشان أوجعها بالشكل ده؟ دي أمي يا عمر وبغض النظر على اللي بتعمله فينا لكن هتفضل أُمِنا أنا ومصطفى وهنفضل نحبها طول عمرنا مش هنقبل نكسرها بالشكل ده.... وأنا مش رخيصة عشان أروح أكتب كتابي من ورا أهلي عشان أداري على غلطتي اللي أصلا مليش ذنب فيها ولا فاكرة حصلي إيه."
رفعت رأسها للأعلى تحاول أخذ أنفاسها بصعوبة ثم أعادت النظر إلى عمر بلوم:
"أنا زيي زي البنات يا عمر بلاش تقلل مني لسبب أنا مليش دخل فيه... عاوز تتجوزني عشان يبقى ليك الحق في حمايتي تتجوزني بطريقة صحيحة وتدخل البيت وتطلبني من أهلي... أنا من حقي يبقى ليا كرامة واللي هيتجوزني يكون متجوزني زي البقية هييجي في بالك إني مش زي البنات وإني بقيت أم ! لكن أنا زي مانا لإني مليش ذنب في اللي حصلي وراضية بقضاء ربنا وعارفة كويس إنه مش هيسيبني مادام أنا مظلومة ولو مش أنت اللي هتجيبلي حقي فربنا هيجيبهولي ولو ممسكتش اللي عمل كده فواثقة إن ربنا هينتقملي منه وهيردهاله في حد من إخواته أو محارم عيلته... أنا فوضت أمري لربنا من بدري ومش مستنياك تيجي وتقولي هتجوزك أستر عليكِ وأحميكِ من كلام البشر... ربنا هو اللي هيسترني بأي طريقة بقى. "
كانوا ينظرون لها بدهشة تأكدوا اليوم أن يارا حقا قوية ومؤمنة بالله واحترامها لأمها زاد إعجابها بقلب عمر أكثر استهزأ بفعلته كان أحمقًا حين فكر بهذا ومصطفى أخيها فكر بنفس منطقه ولكن لا أحد فكر بمنطق يارا... ما ذنبها ليتم أول زفافها بهذا الشكل؟
ربت مصطفى على كتفها بإبتسامة مشرقة :"أنتِ صح وإحنا غلطانين إننا فكرنا بالطريقة دي... بس اعرفي إن الهدف من الخطة الغبية دي هو إننا كنا عايزين نحميكِ."
فرّت دمعة من عينيها بوجع وقالت:
"تحموني من أمي ؟! لا يا مصطفى أنا وانت عارفين كويس ماما عانت قد إيه في حياتها مع بابا وشوفنا ده بعينينا يمكن تكون مش بتعرف تعبر عن حبها أوي بس إحنا متأكدين إنها بتحبنا لإننا عيالها... مش هعمل كده في أمي متستاهلش مني كده يكفي إني حامل وده في حد ذاته وجعها وكسرها من ناحيتي."
تحدث عمر بحيرة:
"طب وهنعمل إيه؟ أنا مش عايزك تنزلي الطفل وأنا هتكفل بيه يا ستي ملكيش دعوة.. و يا يارا مش شفقة ده حب.... أنتِ أختي يا يارا وبخاف عليكِ زي مصطفى بالظبط إحنا اتربينا سوا الباب في وش الباب ومقدرش أبدا اشوفك في خطر ومتصرفش."
تنهدت يارا بتعب:
"أنا كمان عاوزة آخد حقي ومنزلش الطفل وخايفة على نفسي قبلكم... كمل خطتك يا عمر بس تتجوزني زي ما الدين بيقول تحفظ كرامتي عشان محدش ييجي يعايرني في يوم إني رخصت نفسي بالشكل ده الناس كلها تكون فاهمة إني لاقيت واحد قدرني واحترمني أه هيبقى جواز صوري بيننا بس قدام الكل جواز محترم زي بقيت الناس متكسرنيش بالشكل ده....أنا تعبانة أوي وعاوزة أروح وكمان المطرة خلصت من بدري وأنا جسمي تلج."
نظرت لأخيها وسألته:
"أنت جاي بعربيتك؟"
هز مصطفى رأسه بإيجاب فتحدثت يارا بإرهاق:
"تمام يلا نروح... سلام يا عمر وحقك عليا لو قولت كلام ضايقك بس اعقلها قبل ما تاخد أي قرار... مع السلامة."
أمسكت بيد أخيها وذهبت معه نحو سيارته وعمر يتابع أثرها بحيرة... حيرة من مشاعره لقد احترم يارا كثيرا بعد ما قالته... ركب سيارته وتوجه لمنزله وهو يفكر فيما سيحدث غدًا ؟... كيف يقنع أهله بالمجيء معه لخطبة يارا !! كيف سيكون رد فعل علي؟... سيخسره للأبد من أخذ حبيبته منه... فكر بعقل يا عمر كن رزينًا.
______________________________________
كانت رحاب جالسة بغرفة يارا تنتظرها بغضب مكتوم بداخلها وشريف طمأنها إنها مع مصطفى.
دخلت من باب المنزل مع أخيها وحاول مصطفى أن يطمئنها وجعلها تصعد إلى غرفتها لترتاح قليلاً.
دخلت غرفتها وألقت نظرها على والدتها وحين رأتها ركضت إليها لتعانقها بشدة كانت تبكي بصدرها وتفاجأت رحاب بفعلتها وكانت ستصرخ بها ولكن بادلتها العناق ومسدت على خصلات شعرها بحنان بداخلها وجع على إبنتها الوحيدة هي تظن أن والدتها سيئة ولكن تالله لا هي حقا موجوعة من الداخل ولكن طبيعتها جامدة قليلا ولكنها خائفة على إبنتها وحزينة عليها و التي لم تكن تعلمه رحاب أن إبنتها علمت كل هذا ولم تقبل على كسرها مرة أخرى.
همست يارا بتعب :
"ممكن أنام في حضنك النهاردة يا ماما؟... مرة واحدة بس.... أرجوكِ."
كانت غاضبة منها كثيرا ولكن كل هذا تم محوه حين سمعت بكاءها إنها أم
لا تقدر الأم على تمثيل الغضب بمدة طويلة على أولادها إنها تلين مع الوقت وهي تشعر بغصة قلب إبنتها وتريد أن تطمئنها.
مددت جسدها على الفراش وفتحت ذراعيها ليارا التي ألقت بنفسها وسط عناقها لأول مرة ونعست بثبات.
لم تنم رحاب فمن الأم التي تنام بعد علم ذلك على إبنتها ظلت طوال الليل دموعها تسيل بصمت وتتذكر الأيام التي لم تكن تحنو على إبنتها ولا تصاحبها ولا تسمعها وإنها أيضا لها يد بتلك الخطيئة وظلت تفكر بحل لهذه المصيبة.
______________________________________
وبعد أن أنهت أسيل رسمتها ألقت نفسها على الفراش وضحكت كثيرًا فراحةً كبيرة بقلبها تشعر بذاتها وأخيرا تغلبت على الحزن وأوقفته بوقته ولم تجعله يتمادى حين وضعت رأسها على الوسادة نامت فورا استجابت لنصيحته فهي لم تمدد جسدها على الفراش إلا عندما تكون غافلة تماما لتنعس بسرعة دون تفكير.
______________________________________
استيقظ الجميع وظلت أسيل بغرفتها كالعادة لم تنزل لتفطر معهم ولم تذهب لجامعتها لإنها بإجازة نصف العام وذلك اليوم التي فقدت وعيها به بعد الجامعة كان آخر إمتحان لها.
جلست يارا ومصطفى وشريف ورحاب على طاولة الإفطار والجميع صامت لا حياة بينهم.
وكل واحدٍ منهم يفكر بمشكلته الخاصة ويبحث عن حلها بأعماق أفكاره.
لا حول ولا قوة الا بالله
استغفر الله العظيم واتوب اليه.