رواية لا تخافي عزيزتي الفصل الخامس 5 بقلم مريم الشهاوي


رواية لا تخافي عزيزتي

الفصل الخامس 5

بقلم مريم الشهاوي

صلوا على الحبيب

اشعلت المرأة مصباح الغرفة ونظرت إليه بخوف 

ويزن كاد أن يتوقف قلبه من شدة الرعب إلا أن رأى وجهها... كانت أسيل 


هدأ قلبه ووضع يده على صدره وهو يأخد أنفاسه بصعوبة ثم نظر إليها:"كنتِ هتقطعيلي الخلف !"


كانت الغرفة عازلة للصوت فلم يسمع أحد من شريف أو عبد الله صراخ يزن وكانوا منشغلين. 


كانت أسيل مرعوبة منه فهي لا تعرفه إنه شخص متطفل يلاحقها بكل مكان وانتهى به المطاف أن يكون بغرفتها ! رجعت بضع خطوات للخلف وكادت أن تفتح باب غرفتها ولكن لحقها يزن وأغلق الباب بسرعة بذراعه ونظر إليها 


تفاجأت أسيل من حركته واقترابه منها وخافت أكثر 

همس بصوت خافت تكاد أن تسمعه هي:"أنا مش هأذيكِ...صدقيني مش هأذيكِ.... اسمعيني بس ولو لمرة..... بس متقوليش إني هنا.... أرجوووكِ."


نظرت أسيل له وحدقت بعينيه ولأول مرة قلبها يخفق بهذه الطريقة شعرت بنبضة غير المعتادة نظر لها يزن وكأنه مسحور من شدة جمال عيونها 

بقيا على هذه الوضعية لثوانٍ


ثم تفاجأ يزن بها تضربه بالمزهرية على رأسه بقوة! 


ابتعد عنها ووضع يده على رأسه وصرخ من شدة الوجع ووضعت أسيل يدها على مقبض الباب لتفتحه ولكن تفاجأت به واضعًا يده فوق يديها ليغلقه مره أخرى ويتكلم من خلفها:"لا ونبي.. وغلاوة أغلى حاجة عندك ما تفضحيني.... "


وكأن مسّتها كهرباء حين أمسك بيديها ابتعدت عنه بسرعة وهي تترقبه بنظراتها ويزن واقفًا أمام باب الغرفة ويده فوق رأسه يترقبان بعضهما البعض بشكل مريب ! 


ذهبت أسيل نحو مكتبها وأخذت دفترها وكتبت به:"مين حضرتك وإزاي دخلت أوضتي وكمان من الشباك كده زي الحرامية؟" 


قرأ يزن ما كتبته وابتسم :"حقك... هقول إيه هعترض مثلًا؟؟... أنا فعلا داخل زي الحرامية لا ولو قولتلك جيت منين هتتأكدي إني حرامي رسمي وكل يوم في شقة شكل." 


ضمت حاجبيها ونظرت إليه ومازال القلق يراودها تجاهه. 


تنهد يزن وأخذ نفسًا عميقًا قائلًا بإرهاق:"انا بجد اتبهدلت أوي في اليومين دول وكله بسببك وكنت فاكر إني لما أبقى في بيتك الموضوع هيبقى أسهل لكن طلع ا.......... "


لم يكمل جملته ورآها ممسكه ببخاخ بيدها وتوجهه أمام عينيه وحين أدرك ما ستفعله كانت نثرته بوجهه . 


صرخ يزن بوجع وهو يضع يديه على عينه التي أحرقته وبشدة بسبب هذا البخاخ ويحاول أن يتحمل ألمه مع ألم رأسه إلا أنه فشل في ذلك و زادت تأوهاته ووقع أرضًا يحاول السيطرة على هذا الألم ولكنه حقًا شديد للغاية ! 


حين رأته اسيل وقع أرضًا ركضت للباب مرة أخرى وفتحته لتطلب النجدة ولكنه شعر بخطواتها وعلم ما ستفعله مد يده للأمام ممسكًا بقدميها وقد نجح 


فوقعت أسيل على الأرض مثله تتأوه 


حاول يزن الوقوف على قدميه ونجح ولكن أسيل ركلته بقدمها ليقع مرة أخرى على الأرض فصرخ يزن :"يلهوييي هو كل شوية أعييد !!"


ظلا هم الاثنان على الأرض في منظر مضحك حتى زاد ألم عيني يزن فجلس وقال لأسيل بتوسل:"منغير ما تفضحيني أنا هطلع صدقيني والله العظيم هطلع من أوضتك بس شوفيلي حاجة لعيني دي قبل ما اتعميي."


وقفت أسيل على قدميها ومالت أمامه تتفحصه بعينيها حقا إن مفعول هذا البخاخ ممتاز وإن وصفتها قد نجحت ابتسمت بانتصار حتى سمعت صراخه مرة أخرى


-آآآآآه....دي بتحرق أوي يا أسيييل... اسمعي أنا لا حرامي ولا جاي أأذيكِ بالعكس أنا جاي أنقذك."

أخرج حاويته من جيب بنطاله وفتحها كان بها بطاقة هويته.. 


رفعها أمامها ليريها إياها:"انا راجل محترم مهندس في شركة بابايا وهو بيكون صاحب باباكِ باشمهندس شريف.... صدقيني أنا مش شخص وحش... عارف إن طريقة دخولي عليكِ مكنتش ألطف حاجة بس مكنتش أعرف إنك في الأوضة دي... ودلوقتي أرجوكِ ما تبلغيش حد إني هنا... أنا ممكن أطلع منغير ما حد يعرف بابايا برا ولو عرف إني طالع من أوضة حد من أهل البيت مش هتبقى حلوة أبدا خصوصا لو من أوضتك."


نظرت أسيل إلى بطاقته وأيقنت أنه ليس بشخص سيء مثل ما ظنت


كان مغلق عينيه ولا يقدر على فتحهما فتحدث معها:"في حاجه أغسل بيها وشي؟... عيني بتحرقني أوي."


كان لا يستطع الرؤية وهي للأسف لا تتكلم فتفهم يزن الموقف قائلًا:"طب دليني على حمام أوضتك عشان أغسل وشي." 


ظلت واقفة مكانها لا تتحرك فقط تتفحصه ولا تعلم ماذا تفعل.. وحدثت نفسها 


أتساعده أم لا؟... هيا يا أسيل.... نحن لا نرفض مساعدة أحد إن كان بأيدينا ذلك وأنتِ السبب في ألمه فساعديه أن يخفف منه القليل فأنتِ لا تحبين رؤية أحد يتألم أمامك.


أمسكت أسيل قميصه بأناملها وأوقفته ثم سحبته بإتجاه المرحاض


أدرك يزن ما تفعله وحدّث نفسه:"إيه المسكة دي هو أنا فار؟... ليها حق ما أصل أنا اللي جايب لنفسي التهزيق." 


وجهته إلى الحوض وفتحت محبس المياه وتركته ليغسل وجهه وخرجت من المرحاض 


ظل يزن يغسل وجهه مرارا وتكرارا ولكن لا فائدة مازالت عينيه تحرقه فتكلم بصوت مسموع:"أنا هموت من الحرقان والمايه مش جايبة نتيجة !" 


وقفت أسيل ونظرت إليه بحزن على حالته وفكرت في حل ليهدئ من ألم عينيه 

فتحت خزانتها وأخذت منها منشفة ورأت كوب الحليب على مكتبها فأمسكت به وأنزلت بكوب الحليب الدافئ على المنشفة 


وكل هذا ويزن واقفًا مغلقًا عينيه زفر بضيق وخرج من المرحاض وتكلم معها:"أنتِ مشيتي ولا إيه؟؟.... يا أسيل !"


خطر في باله أن أسيل ذهبت وأخبرت الجميع بوجوده والآن الصمت يعم لأن جميعهم بالغرفة وتخيل أن أبيه أمامه ويعاتبه ويصرخ بوجهه ! 


فتسارعت دقات قلبه من أن يكون هذا حقيقي ففتح عينيه بسرعة لكي يتأكد ولم يرى أحدا ووجدها هي فقط بالغرفة كانوا ثوانِ الذي فتح بهم عينيه وأغلقهما بسرعة ولكن تلك الثوانِ البسيطة كانت كفيلة بإرتفاع حرق عينيه أكثر. 


تأوه من الألم حتى شعر بها ممسكة بقميصه مرة أخرى بنفس الطريقة الأولى وتسحبه تجاه الفراش ليجلس أمامها.


ولا يعلم ما ستفعله فتسائل بفضول:"هتعملي إيه؟؟ موضوع إنك مش بتردي عليا ده معصبني...أه أنا آسف نسيت إنك مش بتتكلمي طب اعملي أي حاجة؟؟...سايباني كده ! "


زفر مرة أخرى ثم تكلم بضيق:"أسيل أنا رجعت في كلامي أخرجي قوليلهم على كل حاجة المهم أخلص من الحرق اللي في عيني لإني هموت... شطة جوا عيني دي ولا إيه كده اتعميت؟؟..يا أسيل ردي عليا....أووف... أه يا عيني.... خلاص معدتش هشوف بيها تاني.... يا أسييل... أنا...."


شعر بإصبعها الصغير على فمه لتوقفه عن الحديث فشعر برعشة بسيطة تصيبه من لمسات اصبعها على شفتيه وأسيل تتحدث بداخلها:"ينهار أبيض عليا اسكتت شوية !!"


أنزلت اصبعها ثم وضعت أسيل المنشفة على عينيه ولفتها حول رأسه


فتكلم يزن :"ده إيه ده؟؟... حطيتي إيه؟ ...أنا مبقيتش متطمنلك بعد اللي عملتيه فيا... إيه اللي حطيتيه على عيني ده يا أسيل؟؟ "


ظهر الغضب على وجه أسيل فقد نفذت قدرة تحملها لهذا الثرثار ! 


وبعد دقائق بدأ حرق عينيه يهدأ وعندما شعر بالتحسن سحب المنشفه من على رأسه وفتح عينيه ليجدها أمامه تنظر إليه مبتسمة


عندما رأته بخير ابتسمت وحمدت ربها أن عينيه لم تتأذى 


وقف على قدميه ونظر لغرفتها بتعجب من كثرة الرسومات بها كان المنظر رائعًا فهي فنانة حقًا 

كانت تعشق الطبيعة والأسماك واستطاعت أن تحول غرفتها إلى حوض أسماك وكأن هذه الأسماك حية من شدة دقة رسمها كان المنظر مريحًا والألوان هادئة إنها تعشق اللون الأزرق حتى إن غرفتها مليئة بهذا اللون.


ابتسم يزن ومازال متعجب من روعة وجمال رسوماتها فنظر إليها وهو مبتسم :"الله بجد... رسمك تحفة تبارك الرحمن."


كانت أسيل ستبتبسم ولكنها بصقت عينيها به مرة أخرى ونظرت إليه بغضب ثم أمسكت بدفترها وكتبت به:"بقيت بخير تقدر تمشي دلوقتي." 


قرأ يزن ما كتبته وقال بداخله:"يعني بعد كل العذاب ده برضو همشي ومش هاخد منها لا حق ولا باطل... أنا اتبهدلت أوي وفي الآخر أطلع على مافيش !" 


فنظر إليها وتحدث بلوم:"حاضر همشي... بس عايز اسألك سؤال واحد.... أنتِ مبسوطة هنا؟؟.... أنا سمعت عياطك في القبو يوميها وساعتها شوفت الرسمة من تحت الباب وأظن إن زعلك أو حزنك من مرات أبوكِ مش كده؟"


اتسعت عيني أسيل من تطفله فكتبت بدفترها :"ده شيء ميخصكش وأيًا كانت إجابتي على اسألتك هتهمك في إيه ؟ أنت متعرفنيش ولا أنا أعرفك وأظن إنك اتأخرت على والدك وزمانه مستنيك اتفضل اطلع برا." 


قرأ يزن ما كتبته ونظر إليها للمرة الأخيرة هو فقط لا يريد أن تبقى حزينة وينتهي بها المطاف لشيء مهلك مثلما حدث مع صديقه... ولكنها الآن لن تتقبل منه أية كلمة أخرى فلقائنا بهذا الموقف كان خاطئًا من البداية. 


فتح باب الغرفة بيأس و ودعاها ثم نظر خارج الغرفة ليطمئن بأن ليس هناك أحدا 


واتسعت عينيه حين رأى رحاب....... 

_________________________________


ظل يحاول استيعاب ما قالته ويشك بسمعه حتى قررت جملتها مرة أخرى:"أنا حامل يا عمر ومش عارفة من مين !!"


أبعدها عن صدره ونظر إليها بإندهاش وهي تبكي أمامه بشدة


لا يعرف ما يقوله... لم يصدق أن الموضوع خطير إلى هذا الحد !!.... جميع الأخبار السيئة خطرت بباله ولكن هذا الخبر لم يتخيله أبدا 

ويارا تبكي بقهر أمامه 


وقعت يارا أرضًا ووضعت ركبتها نحو صدرها وهي تبكي وتردد:"الدكتور شافت تحاليلي وقالتلي إني حامل بس أنا مصدقتهاش وروحت عملت إختبار حمل بس طلعت حامل فعلًا أنا كنت رايحة للدكتور عشان أعرف ليه جسمي مكسر بالشكل ده وليه مش بقدر أتحرك بس مكنتش أعرف إن ده الموضوع.... فكرة إن حد لمسني دي مخلياني قرفانة وعايزة أرجع...لا وكمان مش فاكرة أي حاجة حصلتلي !! أنا مش مصدقة إن في يوم وليلة حياتي اتشقلبت.... أنا بموت يا عمر.... من ساعت ما عرفت وأنا مش قادرة حاسة إن روحي بتنسحب مني...أنا فقدت الذاكرة ولا إيه ؟يعني إيه مفتكرش حاجة كبيرة زي دي يعني إيه أبقى حامل ومعرفش مين اللي عمل فيا كده وإزاي حصل كده وإمتى وفين ومين؟؟؟؟" 


ضربت نفسها على وجهها وصرخت بصوت عالٍ غير مصدقة حالها ! 


نزل عمر على ركبتيه وأمسك بيدها التي تضرب بها نفسها وأوقفها ثم أخذها إلى صدره وهو يحاول تهدأتها دون أن يتحدث أو يبوح بشيء... هو لا يعلم ماذا يقول لم يوضع بهذا الموقف من قبل حزين على رفيقته وما حدث لها إنها مسكينة حقا صوت صراخها وجع قلبه وعانقها كي يخفي دموعه التي نزلت غصب عنه دون أن يدري.


وبعد أن هدأت يارا من البكاء ساعدها في الوقوف وركبا السيارة ولم يتحرك عمر ظل واقفًا بالسيارة معها بالداخل ينظر إليها وهي تحدق بزجاج السيارة في صمت. 


تحدث عمر بهدوء:"إحنا ممكن نعمل محضر ونجيب الكلب ده متخافيش من حاجة يا يارا."


نظرت إليه يارا بآخر أمل بداخلها وأكمل عمر حديثه:"قولتي إنك روحتي للدكتورة عشان حاسه بألم في جسمك بقالك قد إيه بتحسي بكده؟ "


أجابته يارا بصوت مبحوح:"شهرين أو أكتر." 


تحدث عمر بغضب يحاول كتمانه:"شهرين يا يارا... ومخبية ليه شهرين؟؟؟" 


يارا:"عشان أنا باخد فيتامينات وعندي مشكلة في عضمي باخدله أدوية فمتعودة إن دايما جسمي يبقى تاعبني فلما زاد الألم مهتمتش." 


عمر:"وجيتي تهتمي دلوقتي !!" 


يارا:"عشان..... "


صمتت وخجلت من أن تتحدث وتقول له إنها شكت بشيء حين تأخرت الدورة الشهرية لديها 


تكلم عمر بصوت حنين:"الموضوع صعب... بس أنا عارف إنك أقوى من كده وهساعدك لحد ما تاخدي حقك من الحيوان ده... هنلاقيه... متخافيش من حاجة أنا جمبك كوني متأكدة إن لو العالم كله أجمع إنه ضدك فأنا معاكِ." 


حاولت أن تبتسم ولكن شفتاها غير قادرة فقط تريد البكاء


سمعت رنين هاتف عمر أخرج عمر هاتفه ورد على الاتصال:"أيوة يا علا... إحنا جاينلك... أه أنا ويارا استأذنت من أخوها ووافق هو ووالدته إنها تقعد معانا كام يوم... خلاص هجيبها وجايين أهو."


نظرت إليه يارا باستغراب:"أنت مقولتليش إننا رايحين لعلا؟"


أجابها بخفوت وهو يبدأ التحرك بالسيارة قائلًا:"مهو مينفعش تروحي البيت تاني بعد اللي أنا عملته وطنط رحاب شكت بحاجة... خلينا الأول نفكر في حل أنا وأنتِ قبل ما نواجهها أو نعرفها حاجة من المصيبة دي ممكن تموت فيها الأم مش بتستحمل حاجة زي دي على بنتها."


اغرورقت عيناها بالدموع ونظرت له:"عمر... أنا مش وحشة... ولا بكدب عليك أنا فعلا معرفش مين عمل كده وأك..."


نظر إليها وحدثها باستنكار:"إياكِ يا يارا تحطي في بالك إني هفكر في الهبل اللي بتقوليه ده ،أنا يستحيل أكدبك وأطعن في شرفك لاني واثق إنك شريفة وعارف أخلاقك ومش شاكك ذرة في كلامك.... أنا بقول نفكر في حل إننا نلاقي الحيوان اللي عمل فيكِ كده... وكفاية عياط عشان بتوجعيلي قلبي... أنا مبحبش أشوفك كده."


______________________________________


نظر وليد خلفه ولم يرى هدير فضرب مصطفى الذي ظل ممددًا جسده على الأرض ويسيل في دمائه من كثرة الضرب :"هربت...أه يابنت ال.... عاجبك كده؟؟... أنت مال أهلك أنت؟؟... بتدخل ليه؟؟؟"


كان عندما ينهي كل جملة يركله بقدمه حتى سمع صوت هدير تصرخ وهي تجري نحوهم:"أيوة يا حضرة الظابط... المكان شارع *****"


اتسعت عينا وليد وشعر بتوتر حتى أغلقت هدير هاتفها وصاحت به:"أنا عملت محضر وزمان الشرطة جايه دلوقتي... اللي زيك لازم يترموا في السجن يا زبالة الزبالة."


كان سيذهب ليضربها ولكن تراجع... فيجب أن ينجي نفسه الآن وإلا سيقع بمصيبة ركض بعيد عنهم 


ومن ثمَ رأته هدير يبتعد إلا أن ركضت نحو مصطفى الذي فقد وعيه نزلت على ركبتيها ووضعت رأسه على فخذيها وهي تحاول إفاقته وتشعر  بتوتر :"يلهوي... ده مش بيفوق !! .. قوم يا أخينا متوقعش قلبي عليك.... قوووم.... ليكون مات ؟"


صمتت للحظات لاستيعاب ما قالته وبعدها صرخت بخوف:"لا لا... مات إيه بس." 


أنزلت راسها ووضعت أذنيها على صدره لتسمع دقات قلبه لعله شيء يطمنئها على أنه حي ولم يمت. 


ثم زفرت براحة عندما سمعت دقات قلبه وبعدها صاحت مرة أخرى به لكنه لم يفق 


بدأت عينيها تُدمِع:"طب هعمل إيه دلوقتي؟... ومفيش حد هنا هيساعدني ولا أنا هعرف أشيل الهجمة ده !.. يا أخينا فوق بالله عليك." 


نظرت حولها ووجدت نقال للرمال خطرت في بالها فكرة 

أنزلت راسه على الأرض مرة أخرى ووقفت لتركض نحو هذا النقال وتأتي به وتضعه أمام مصطفى


هدير :"طب هشيله من علارض أحطه عليه إزاي؟!... يارب قويني يارب هو أه نصاب وميستاهلش بس يكفي إنه في الحالة دي عشاني يارب... بسم الله..." 


وبدأت في وضع ذراعيه حول رقبتها لتوقفه بصعوبة فهو ثقيل عليها كونها امرأة ضعيفة وهو رجل ذو قامة طويل وأكتافه عريضة.... وبعد محاولات كثيرة استطاعت أن توضعه داخل هذا النقال وتجره بصعوبه تجاه بيتها. 


هدير:"ازي حضرتك يا ميس سلوى... أنا آسفة إني اتأخرت على حضرتك النهاردة." 


لولا أن ملابس هدير كانت سوداء لكُشفت بسبب دماء مصطفى حين حملته كان الكثير من الدماء على ثيابها. 


ابتسمت سلوى إليها بود:"لا يا حبيبتي ولا يهمك بصي هما فضلوا يلعبوا مع فارس لحد ما ناموا فإيه رأيك تسيبيهم؟؟ الوقت اتأخر وكده كده بكرة يجهزوا مع فارس ويروحوا سوا علمدرسة وأوديهم أنا ؟"


كانت ستعترض هدير ولكن فكرت بمصطفى الذي بمنزلها هي كانت خائفة من ردة فعل أخواتها عليه وسيخافون منه ! 


فرأت إن هذا أفضل فرؤية أخويها لرجل غريب بالبيت غير مناسب إطلاقا وهم بهذا العمر. 


شكرتها هدير وانصرفت إلى منزلها مرة أخرى وأخذت مصطفى إلى فراشها وأتت بماء دافئ لتوقف الدماء التي على وجهه وهي تتفحض وجهه شعرت بقشعريرة وهي تلمس شفتاه المجروحة وجانب أنفه وأسفل عينيه... حزنت لحاله فهي لم تتمنى ذلك إطلاقًا ولو لم يتدخل كان وليد فعل بها شيئًا شنيعًا لولا وجوده اليوم لما كانت بخير. 


ظلت بجانبه تنظر إليه وتفكر في شهامته وشيء ما بداخلها يشعرها بالراحة والطمأنينة وبعد مرور دقايق أفاقت نفسها فلم تعلم كم مر الوقت وهي تنظر إليه دخلت إلى المطبخ وأتت بزرعة بصل لا تعلم أي تجارب أخرى غير هذه الطريقة فقط لتوقظه. 


وضعتها على أنفه ليشم رائحة البصل ويبدأ في الاستيقاظ 


فتح عينيه بهدوء ونظر لها حين رأته استيقظ فرحت كثيرًا وابتسمت له وهي تردد :"حمد لله على سلامتك...كويس إنك بخير."


نظر إليها وابتسم وقال:"كل مرة بحلم بيكِ مبقولش حاجة.. لكن المرة دي مش هسكت هستغل الحلم ده كويس."


لم تفهم هدير منه شيئًا فظنت أنه يخرّف كالمرضى


نظر إليها وهو مبتسم بهيام وردد بهدوء:"أنتِ جميلة أوي."


خفق قلبها وحين أمسك مصطفى يدها اشتعل جسدها وأحست بنبضات قلبها مسموعة وهي تنظر إليه ولا تعلم ما تقوله فاختفى كل الكلام ولسانها مربوط بشيء تود سماعه وتشعر بقشعريرة من ملامسته لم تشعر بهذا الشعور من قبل ! 


ابتسم مصطفى وأكمل :"عارف إنه مش هيحصل في الحقيقة لإني جبان... فعلى الأقل أكون عشته حتى لو في حلم... هدير أنا بحبك." 

دمتم بخير 

سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم 

اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد  



            الفصل السادس من هنا 

تعليقات