
رواية وهم
الفصل التاسع 9 الجزء الثاني
بقلم احمد نبيل
(غرفة وهم بالمستشفى)
وهم تنظر الى سلمى بذهول
سلمى : ايه مستغربه شكلى ... مش ده اللى انتى عملتيه فيا ... حتى العملية معرفتش تجمل شكل وشى ... بصى فى وشى ... بصى فيه
وهم (تبعد نظرها عن سلمى) : انت عايزة منى إيه ... راجعه عايزة ايه
سلمى : جاية اتفرج عليكى وانت هتتحبسى وممكن تتعدمى لو البنت حصلها حاجة
وهم (تشير نحوها) : يبقى انتى اللى ورا كل الللى بيحصلى ده ... انتى اللى عملتى فيا كده من أول الشاب اللى اتهمنى انى شغلته وسرقته وبعدها البنت الصغيرة اللى اتهمونى بخطفها
سلمى : كنت فاكرانى هسيبك بعد اللى عملتيه فى وشى
وهم : انتى اللى عملتى فى نفسك كده ... انتى اللى كنت عايزه تحرقينى
سلمى (بغضب) : انتى رجعتى ليه مش كنت اختفيتى بمزاجك رجعتى عشان تشقلبى حياتنا
وهم : انا رجعت ومدت ايدى ليكى
سلمى : انت مين أصلا ... أوعى تكونى فاكره انى مصدقه حدوتة انك اختى والكلام الفارغ ده تبقى واهمه
وهم : باباكى هو اللى اعترف ... أنا كنت عايشة فى عالم تانى وهو اللى جه وفوقنى منه
سلمى : باباى هرجعه المستشفى تانى وانتى هتتسجنى وكل حاجة هترجع فى ايدى تانى
وهم : انت شيطان مش بنى ادمه
سلمى (بنفس غضبها) : هتشوفى الشيطان ده هيعمل فيكى ايه دلوقتى
تخرج سلمى علبة كبريت من حقيبة يدها وتخرج منه عود وتشعله أمام عينى وهم
سلمى (بشراسة) : مش هتقدرى تهربى المرة دى ووشك هيتحرق زى ما حرقت وشى
تلقى سلمى بعود الكبريت نحو وهم
تشتعل النيران حول وهم وتنتشر فى الغرفة كلها
تصرخ وهم من هول الموقف
.
.
.
.
تستيقظ وهم من نومها
تهب من سريرها وهى تصرخ وتلوح بيدها يميناً ويساراً
تظهر حنان أمامها
حنان : ست وهم اهدى انتى كنتى بتحلمى اهدى أنا حنان
وهم (تصرخ) : كانت عايزة تحرقنى ... كانت عايزة تموتنى
حنان : هى مين دى
وهم : سلمى ... سلمى رجعت وكانت عايزة تحرقنى هى اللى عملت فيا كل ده
حنان : رجعت ازاى بس مفيش حد فى الاودة غيرى انا وانت ... انت كنتى بتحلمى
وهم (تصرخ فى وجهها) : بقولك رجعت وكانت عايزة تحرقنى
حنان : ابوس ايدك اهدى انا دخلت هنا بالعافية وزوغت من أمين الشرطة اللى بره عشان أنا ممرضة وقولتله داخله اديكى الدوا
تهدأ وهم وتلتقط أنفاسها بصعوبة
حنان : ايوه اهدى كده الله يباركلك انا جيت عشان اطمن عليكى واطمن استاذ علاء
وهم : هو ... هو فين
حنان : جمبك طول الوقت وهيموت من خوفه عليكى
وهم : أنا عايزة اخرج من هنا ... عايزة أخرج من هنا
حنان : تخرجى ازاى بس انت تعبانة وبعدين لو خرجتى هتتحبسى انت ناسية المصيبة اللى انت فيها
وهم : انت كمان هتقولى زيهم انا مخطفتش حد
حنان : عارفه يا بنت الراجل الطيب بس الحكومة مش لاقيه غيرك وام البت شهدت عليكى يبقى لازم تفضلى هنا أحسنلك من الحبس والبهدلة لحد ما تظهر البت
وهم تنظر لها ولا تعلق
حنان : بصى أنا هجيلك كل شوية اطمن عليكى وياريت تاكلى وتاخدى الدوا
وهم : انت هتمشى وتسبينى
حنان : لازم امشى احسن الأمين مش هيسبنى والدكتور كمان ممكن يعدى ويكشفنى
وهم : لأ خليكى معايا متسبنيش
حنان : مش هينفع يا ست وهم لازم أمشى وهرجعلك تانى
تنظر لها وهم ولا تعلق
.............................................
(منزل علاء)
علاء يجلس في غرفته وهو يمسك بصور وهم وسلمى وينظر إليهم بحزن
يلتقط هاتفه ويتصل برقم ما
علاء (عبر الهاتف) : أخيرا ردتى
مرفت (عبر الهاتف) : علاء ... انت عايز ايه
علاء (عبر الهاتف) : عايز اكلم بنتى يا مدام
مرفت : بنتك ... افتكرتها دلوقتى
علاء : أنا عمرى ما انسى بنتى
مرفت : اومال مسالتش عليها ليه من ساعة ما سافرت وعملت العملية
علاء : انا كلمتها وكلمتك مليون مرة ومحدش بيرد عليا
مرفت : كفاية عليك بنتك التانية اللى كنت مخبى عليا طول السنين اللى فاتت ان عندك بنت
علاء : اسمعى يا مرفت بلاش تنبشى في الماضى احنا خلاص اطلقنا وكل واحد مشى في طريق بس بناتى ملكيش دعوة بيهم
مرفت : اسمع انت ... بنتك عملت العملية ورافضه تكلم أى حد
علاء : أنا مش حد أنا ابوها ولو سمحت تدهالى أو افتحى المايك وخليها تسمعنى
مرفت : ماشى يا علاء انا في اودتها وفاتحه المايك قول اللى انت عايزه
علاء : سلمى ... سلمى يا حبيبتى أنا بابا ... حمدا الله على سلامتك ... أنا والله مبعدتش عنك انا كل يوم كنت بتصل بيكى وبوالدتك بس محدش رد عليا بس النهاردة وصلت لرقم اودتك في المستشقى واطمنت عليكى انك عملتى العملية وفاضل تشيلى الرباط من على وشك وان شاء الله هيرجع أحسن من الأول ... متزعليش يا حبيبتى منى أنا مقدرتش اسيب اختك ... هي بتمر بمحنة كبيرة وادعيلها تخرج منها ... عايز اقولك انها بتحبك ومش شايله منك وعايزك انتى كمان متشليش منها وتنسى اى حاجة حصلت بينكوا ولما ترجعى تبدأوا مع بعض من جديد وتخلوا المطعم بتاعكوا أكبر مطعم في البلد ... انتوا الاتنين بناتى ومش ممكن افضل حد فيكوا عن التانية ... ياريت تكونى سامعانى وفهمانى ... الف حمد الله على سلامتك ومستنيك تقوللى هترجعى امتى عشان استناكى
ينتهى الاتصال
تتساقط دموع علاء على وجهه وهو ينظر الى صور وهم وسلمى التي يمسكها بيده
جرس باب الشقة يرن
يمسح علاء دموعه ويترك غرفته ويتجه نحو باب الشقة
يفتح الباب ويجد رجب العطار أمامه
رجب : مساء الخير ياباشا
علاء : انت مين
رجب : محسوبك رجب العطار
علاء : رجب العطار مين انت عايز ايه بالظبط
رجب (يدخل ويغلق الباب) : طب ادخل الأول اصل الكلام على باب الشقة ده مش حلو لمؤاخذة
علاء : اسمع يا تقول انت مين وعايز ايه ياهطلبلك البوليس أنا اللى فيا مكفينى
رجب : شوف يا باشا انت يظهر نسيت السحنة اللى علمت عليك أول مرة وانت مرمى لمؤاخذة يعنى فى المستشفى بعد ما قليت عقلك مع خطيبتى
علاء : هو انت الـ ...
رجب : ايوه أنا الــ ... قصره انا عرفت الحوار اللى بنتك اتعكشت فيه وجاى النهاردة اخلصهولك بعون الله
علاء : يعنى عرفت البنت المخطوفة فين
رجب : إلا عرفت لو رجب العطار غلب أومال مين اللى هيعرف
علاء (يمسكه من ذراعه) : طب قول هي فين ومين اللى خطفها ... اكلم بسرعة
رجب (يبعد يد علاء عنه) : اهدى بس وهتعرف كل حاجة
علاء : مفيش وقت انطق قولى البنت فين
رجب : موجودة بس لازم تدفع مهرها الأول
علاء : مهرها انت تقصد إيه ... انت عرفت مكانها ولا
رجب : تانى مقولتلك رجب العطار مش هيغلب
علاء : طب قولى عايز ايه بسرعة
رجب : هو ده الصح ... انت عايز البت ترجع لأمها وبنتك تخرج والليلة دى تتلم والحوار يخلص
علاء : أيوه قولى وأنا اعملك اللى انت عايزه
رجب : مليون
علاء : مليون ايه جنيه
رجب (يبتسم بسخرية) : جنيه ايه يا باشا الجنيه راح من زمان وراحت أيامه أنا عايز مليون دولار
علاء : بتقول كام
رجب : مليون دولار ورق اخضر تجبهم البت تظهر وترجع لحضن أمها وبنتك ترجع لحضنك والحوار يخلص
علاء : بس انا معييش المبلغ ده
رجب : بس عندك مطعم في حتة محترمة تقدر تبيع وتقبض وتقبضنى
علاء ينظر الى رجب بغضب ولا يعلق
رجب : معاك يوم بحاله تفكر وتوزنها ولو وافقت وجهزت المبلغ هكلمك بكره بس خلى بالك تبلغ البوليس عنى ويعرفوا اللى حصل هقول انى معرفكش وخليهم يكملوا بقى تدوير على البت وبنتك هتلبسها هتلبسها
ونبقى نزورها بقى أنا وانت في سجن النسا
يتجه رجب نحو باب الشقة
رجب (يفتح الباب) : سلام يا ... بابا
ينصرف رجب بسرعة ويغلق الباب
علاء يتابعه بغضب شديد ثم يجلس على أقرب مقعد دون حراك..