رواية وهم الفصل العاشر 10 الجزء الثاني بقلم احمد نبيل

رواية وهم

الفصل العاشر 10 الجزء الثاني 

بقلم احمد نبيل


(منزل هدى والدة الطفلة)

تدخل وهم الشقة وتغلق الباب خلفها 

هدى : وجايه لحد هنا برجلك ... انت هربتى مش كده

وهم : أنا جاية عشان اكلم معاكى لازم تعرفى الحقيقة

هدى : حقيقة ايه ... الحقيقة الوحيدة انك خطفتى بنتى 

وهم : والله مخطفت حد 

هدى (بحدة) : شوفى لو عملتى ايه عمرى ما هصدقك ولو عايزة تخففى الحكم عليكى ترجعى بنتى ... حرام عليكى دى طفلة عندها عشر سنين باباها مات بعد ما اتولدت علطول يعنى مشفتهوش أنا بالنسبالها أمها وابوها ورفضت اجوز عشان متشغلش عنها انت عملتى فيها ايه ... أنا دماغى راحت لحاجات كتير بسمعها كل يوم عن الأطفال اللى بتتخطف وكل حاجة فيهم ابشع من التانية ومش عايز اصدق حاجة منها 

تتساقط دموع وهم ولا تعلق

هدى تقترب من صورة مريم المعلقة على الجدار 

هدى (تشير الى الصورة بيدها) : بصى في الصورة دى عشان تعرفى انت عملتى ايه ... عملتلك ايه عشان تخطفيها ... ودتيها فين وكسبتى منها كام

وهم لا تعلق وتستمر دموعها في التساقط وهي تنظر الى صورة مريم 

هدى : اوعى تفتكرى ان دموعك دى هتخيل عليا اكيد انتى جايه تساومنى بحاجة بس اسمعى انا مش هسيب بنتى ومش هسيب حقها مهما حصل

وهم (تمسح دموعها) : أنا افتكرت نفسى وانا صغيرة وفى سن بنتك كنت متعلقة بعروسة لعبة جتلى في عيد ميلادى وضاعت منى بعدها ورفضت اصدق انها ضاعت وفضلت عايشه وأنا متأكدة انها معايا وبكلمها وبتكلمنى حتى لما جتلى عروسة غيرها من ابويا وامى رفضت اخدها وقولتلهم عروستى معايا مرحتش منى وفضلت متمسكة انها موجودة في حياتى ورفضت ان أى حد يقولى انى عايشه في الوهم وان الحاجة اللى بحبها راحت منى 

هدى تنظر الى وهم ولا تعلق 

وهم: أنا كان ممكن اهرب ومجلكيش بس لو شايفه ان زيارتى دى ملهاش لازمه انا همشى ... همشى واوعدك انى هواجه التهمة دى وادافع عن نفسى

هدى (تتجه نحو احد الادراج) : انت فاكره نفسك هتدخلى كده بمزاجك وتمشى برده بمزاجك 

تخرج هدى سكينة من الدرج وتوجهها نحو وهم

هدى : انت مش هتمشى من هنا غير لما ترجعى بنتى يا ما هقتلك

وهم : ولما تقتلينى بنتك هترجع

هدى : على الأقل هبقى موت اللى خطفتها وحرمتنى منها

وهم (تبكى) : أنا هربت وجتلك عشان اقولك اللى خبيته عن أقرب الناس ليا واللى يثبت انى مخطفتش حد ومعملتش حاجة في أي حد طول الفترة اللى فاتت ... عايزه تقتلينى اتفضلى على الأقل تريحنى من العذاب اللى انا عايشه فيه ومش عارفه اللى بيحصلى كل يوم ده سببه ايه ... مش عارفه اذا كانت اختى هي اللى بتعمل فيا كده ولا غيرها غير صدمتى في ابويا اللى مش عارف يدافع عنى ومصدق اللى بيحصل فيا

تنظر هدى الى وهم بغضب وهي توجه السكينة نحوها 

وهم (تستمر في البكاء) : أنا هقولك اللى انا مخبياه عشان اثبت برائتى وبعدها اعملى فيا اللى انت عاوزاه

هدى : وانا مش هستنى عليك اكتر من كده

تقترب هدى من وهم وهي توجه السكينة نحوها وتهم بضربها

........................................

(المستشفى)

علاء وحاتم يقفان أمام غرفة وهم التي يقوم بحراستها أمين الشرطة

علاء (للأمين) : لو سمحت سبنى ادخل اطمن عليها 

الأمين : ممنوع يا فندم

علاء : حرام عليك دى بنتى محتاج اطمن

حاتم : يا عمى خلينا نشوف الدكتور الأول

علاء (بغضب) : سألت عليه لقيته مش موجود ومحدش عايز يدخلنى وأنا لازم أدخل وبعدين هما قفلوا الستارة عن الشباك ليه حتى مش عارف ابص عليها واطمن

يظهر الطبيب المعالج ويتجه نحوهم

الدكتور : في ايه

علاء : لو سمحت عايز ادخل اطمن عليها هي كل ده مش في وعيها

الدكتور : حضرتك والدها

علاء : ايوه انا ابوها

الدكتور : انا مقدر قلقك بس انت عارف هي هنا على ذمة قضية ومينفعش حضرتك تدخل الا باذن و ...

علاء : اذن ايه البنت جوه مفيش حس خالص انا لو مدخلتش اشوفها هكسر الباب وان شا الله اتحبس فيها

الدكتور : اهدى يا أستاذ لو سمحت 

يتجه الدكتور نحو غرفة وهم

يبتعد الأمين عن الغرفة

يفتح الدكتور الباب 

الدكتور (يشير الى علاء) : اتفضل انا هدخلك على مسئوليتى الشخصية

يدخل الدكتور ومعه علاء 

يتبعهم حاتم

يقترب علاء من سرير وهم 

تتسع عينا علاء عن اخرها وهو يجد حنان ترقد على السرير مكانها

علاء (يصيح) : حنان

تهب حنان من مكانها وهي تنظر الى علاء والدكتور بخوف وارتباك شديد

حاتم يتابع المشهد بذهول دون تعليق 

..........................................

(مقهى شعبى)

رجب وبيشا يجلسان على القهوة

بيشا (بغضب) : نعم ... بتقول ايه ... بتقرطسنى يا رجب

رجب : انت بتفهم ولا لأ بقولك البت هربت والراجل بيدور على بنته والحوار باظ

بيشا : انت فاكر انك هتضحك عليا بالبوقين دول 

رجب : واضحك عليك ليه متهز نفسك وتروح لحد المستشفى اللى كانت راقده فيها البت هتلاقيها اختفت وابوها بيدور عليها

بيشا (يقف) : رجب يا عطار انا مليش دعوة بالموال ده البت اختفت رجعت فلوسى هخدها

رجب (يقف) : وهتاخدها ازاى احنا اتفقنا على عملية وباظت خلاص كل واحد يروح لحاله بقى

بيشا : لا يا روح ستك انت قبضت بعد ما رتبتها مع حبيبة القلب اللى قرطستك قبل كده وقلت تقرطسنى أنا دلوقتى

يتجمع رواد القهوة حولهم

رجب : انت كده بتخبط يا بيشا واحسنلك تلم الدور وتسرح من هنا

بيشا (يخرج مطوى من جيبه) : لا وحياة الغالية ما هحلك الا لما تدينى فلوسى

رجل : فى ايه يا رجب متلم الدور انت والواد ده هو كل يوم تعملنا موال على القهوة

رجب : محدش له دعوة بالحوار ده أنا عايز اشوف بقى هيعمل ايه

بيشا : هعمل كتير يا بتاع حنان 

رجب (يخلع قميصه) : جبت دروفها يا بيشا وقصة حياتك هتنتهى دلوقتى

يخرج رجب مطوى من جيبه

رجل : انتوا هتسبوهم يا جماعة يشرحوا بعض

رجل : اللى هيدخل بينهم هيتشرح هو كمان

يشتبك رجب وبيشا أمام الجميع

يتابع رواد القهوة وأهل الشارع المشهد

يطعن رجب بيشا بالمطوى فى صدره

يسقط بيشا على الارض غارقاً فى دماءه

يتراجع رجب وينظر الى بيشا برعب

رجل (يصيح) : حد يتصل بالحكومة الواد رجب قتل بيشا

يتسمر رجب مكانه دون حراك وينظر بذهول الى بيشا الذي فارق الحياة ودمائه تسيل على الأرض

.....................................................(غرفة رئيس المباحث)

علاء يجلس فى غرفة رئيس المباحث 

علاء (بعصبية) : أنا عايز أعرف بنتى راحت فين

رئيس المباحث (بصرامة) : بنتك هربت يا استاذ علاء وهى كده ثبتت التهمة على نفسها

علاء : أنا ميهمنيش أى حاجة دلوقتى غير انى اعرف بنتى فين

يضغط رئيس المباحث على زر الاتصال الداخلى 

يدخل امين الشرطة (يؤدى التحية) : تمام يافندم

رئيس المباحث (بصرامة) : هاتلى البت الممرضة من الحجز

ينصرف الأمين من المكتب

علاء يتابع ولا يعلق

يعود امين الشرطة ومعه حنان

رئيس المباحث (للأمين) : سبها وامشى انت

ينصرف امين الشرطة ويغلق الباب

يقف رئيس المباحث ويقترب من حنان

يتابع علاء المشهد

حنان تقف مرتبكة والخوف يمتلكها

رئيس المباحث (بصرامة) : هى فين 

حنان (بارتباك) : قلت لحضرتك قبل كده معرفش

رئيس المباحث : متعرفيش ... يعنى دخلتلها بحجة انك ممرضة وضحكتى على العسكرى اللى واقف قدام الاودة وبعدها هى هربت ونمتى انت مكانها وكل ده ومتعرفيش راحت فين

حنان (بنفس الارتباك) : أنا ممرضة ودخلتلها عشان اطمن عليها بعد ما عرفت انها مش عايزة تاخد الدوا بس هيا فاقت وضربتنى ولما فقت أنا كمان ملقتهاش ولقيت نفسى فى سريرها

رئيس المباحث : والله عايزينى اصدق الهبل اللى بتقوليه ده 

رئيس المباحث (يلتفت الى علاء) : ما تقولها حاجة يا استاذ علاء خليها تقولك بنتك راحت فين

علاء يتبادل النظرات مع حنان التى تبعد نظرها عنه

رئيس المباحث (بصرامة) : للمرة الاخيرة بسألك راحت فين انت كده بتضريها وانا كنت عايز اساعدها

حنان لا تعلق وتنظر بخوف الى رئيس المباحث

رئيس المباحث (يصيح فيها) : انطقى يا بت متخلنيش اوريكى الوش التانى

ترتجف حنان من الخوف ولا ترد وتتبادل النظرات مع علاء

رئيس المباحث (بنفس الصرامة) : ما شى انت اللى اخترتى والليلة ليلتك بقى

ينفتح باب الغرفة ويدخل امين الشرطة

الأمين : يا فندم

رئيس المباحث (بغضب) : فى ايه

الأمين : والدة الطفلة المخطوفة بره ومعاها ...

رئيس المباحث (يقاطعه بغضب) : معاها مين

تدخل هدى الغرفة ومعها وهــم 

تتسع عينا رئيس المباحث عن آخرها في ذهول

علاء (يصيح) : بنتى

يندفع علاء نحو وهم

رئيس المباحث : أفهم بقى انتوا ازاى اجمعتوا مع بعض

تتبادل وهم وهدى النظرات

تقترب هدى من رئيس المباحث 

هدى : أسفة يا فندم أنا غلطت الانسة ملهاش دعوة بخطف بنتى

رئيس المباحث : انت بتقولى ايه ... مش انت اتعرفتى عليها وقولتى انها هى اللى خطفتها

هدى : بقول لحضرتك اسفة مش هيا

ينظر رئيس المباحث الى هدى بغضب شديد

يبتسم علاء وينظر الى وهـم بسعادة كبيرة 

وهم تنظر الى هدى ولا تعلق

.........................................

(أمـام القسـم)

وهم تخرج بخطوات سريعة من القسم 

علاء (يتبعها وهو ينادى عليها) : استنى

تقف وهـم 

علاء (يقترب منها) : إيه مش من حقى أعرف حصل ايه

تلتفت له وهم ولا تعلق

علاء : اظن أنا ابوكى ومن حقى اعرف كل حاجة

وهم : الموضوع خلاص انتهى واظن انت شوفت بنفسك وسمعت انى معملتش حاجة يعنى ظنك فيا مكنش فى محله

علاء : ظنى فيكى ... انا كنت هموت عليكى وانت راقده في المستشفى ومش عارفه ادخلك وخوفت اكتر لما عرفت انك هربتى  

وهم : أنا هربت عشان اثبت برائتى اللى انت مصدقتهاش

علاء : عشان انت مكنتيش صريحة معايا لما سألتك كنت فين وكل يوم بكتشف مصيبة جديدة وبرده مش عايزة تصارحينى

وهم تنظر له ولا تعلق

علاء : على العموم خلاص زى ما انتى قولتى الموضوع انتهى خلينا نروح دلوقتى ونكلم في أي حاجة بعدين

وهم : معلش انا هروح لوحدى

علاء : يعنى ايه تروحى لوحدك

وهم : يعنى عايزة ابقى لوحدى

علاء : مش عايزانى معاكى ولا ناوية تهربى منى وتبعدى زى المرة اللى فاتت

وهم : اطمن خلاص أنا فوقت ومش ههرب تانى من أي واقع أنا عايشاه

يتبادل الاثنان النظرات ثم تتركه وهم وتنصرف من مكانها

يتابعها علاء وهي تبتعد ودموعه تتساقط على وجهه

...........................................

(منـزل هـدى)

تعود هدى الى منزلها 

تدخل المنزل وتقترب من صورة بنتها مريم

هدى (تتحدث معها بحزن) : حقك عليا ... أنا مفرطتش في حقك ومش هسيبك ومش هسيب اللى عمل فيكى كده وخدك منى ... أنا عايزاك تسامحينى وتعرفى انى بحبك أوى وانك وحشتينى أوى

جرس باب الشقة يرن

تتجه هدى نحو باب الشقة

تفتح الباب وتنظر الى الشخص الواقف أمامها

هدى (تصرخ) : مريــــم

تظهر مريــم أمامها 

تحملها هدى فى فرحة كبيرة وتحتضنها وتقبلها

............................................

(منزل وهــم)

تعود وهم الى منزلها

تدخل المنزل وتغلق الباب خلفها ثم تتجه نحو أقرب مقعد وتجلس عليه

تنظر وهم الى صورة والديها المعلقة على الجدار

وهم (تتحدث معها بحزن) : شايفين حصلى ايه ... أنا مش قادره اعترفله بالحقيقة ... بس ده حقى ... حقى ان محدش يعرف عنى حاجة زى كده وهو لو مصدقش من نفسه انى معملتش اى حاجة من اللى بتحصل دى يبقى مش ابويا وانا غلطانة انى صدقته ... بس أنا عايز أعرف مين اللى بيعمل فيا كده ... أنا معملتش حاجة فى حد ... مين اللى عايز ياذينى بالشكل ده ولسه هيعمل فيا إيه تانى ...

هاتف وهــم يصدر رنين

تنظر وهم الى هاتفها وتجد حاتم يتصل بها

وهم تنظر الى الهاتف ولا ترد

اشعار رسالة على هاتف وهم

تنظر وهم الى الهاتف ثم تمسكه وتهم بفتح الرسالة ثم تتراجع وتعيده الى مكانه 

تنظر مرة أخرى الى الهاتف بتردد ثم تلتقطه من مكانه وتفتح الرسالة الواردة 

تجد رسالة صوتية مرسلة من حاتم

تستمع وهم الى الرسالة 

صوت حاتم " وهم مش بتردى عليا ليه ... أنا عارف ان المشكلة اتحلت ورجعتى البيت ... أنا عمرى ما شكيت فيكى وانا عارف انك عمرك ما هتعملى كده ومستعد اقف معاكى لاخر عمرى ... وهم أنا هقولهالك تانى ... انا بحبك ... ايوه بحبك وعايز اكمل حياتى معاكى ... أنا جتلى فرصة شغل بره في كندا ومش عايز اسافر الا وانت معايا ... خلينا ننسى كل اللى فات ونجوز ... فكرى وهستنى ردك ... حاتــم

تغلق وهم هاتفها وتنظر اليه ثم تفتحه مرة أخرى وتهم بالرد على رسالة حاتم 

تتراجع وهم وتغلق الهاتف وتضعه بجوارها

جرس باب الشقة يرن

تقف وهم وتتجه نحو باب الشقة

تفتح الباب وتجد سيدة منقبة أمامها

وهم : انت مين

تدفعها السيدة الى الداخل وتغلق الباب

تخلع السيدة النقاب ويظهر شاب في منتصف الثلاثينات

وهم : انت مين

الشاب : مش فاكرانى يا مزة

وهم تنظر له بخوف ولا تعلق

الشاب : أنا السبب في كل اللى بيحصلك ده 

وهم : انت ... انت مين 

الشاب : أنا رضــا ... رضــا الممرض ... ايه لسه مش فاكرانى

تنظر له وهــم بذهول ولا تعلق..


           الفصل الحادي عشر من هنا 

 لقراءة جميع فصول الرواية من هنا

تعليقات
×

للمزيد من الروايات زوروا قناتنا على تليجرام من هنا

زيارة القناة