
رواية وهم
الفصل الثامن 8 الجزء الثاني
بقلم احمد نبيل
(قسم شرطة)
وهم تجلس على مقعد في أحد أركان غرفة رئيس المباحث والخوف يكسو وجهها
علاء يجلس على المقعد المقابل لمكتب رئيس المباحث
علاء (بحدة) : يافندم انا بنتى ملهاش علاقة بأى حاجة ... أكيد فى حاجة غلط
رئيس المباحث (بهدوء) : أستاذ علاء ممكن حضرتك تهدى
علاء (بنفس الحدة) : اهدى ازاى بس يا فندم واحنا اتاخدنا من طريق سفر على القسم واتقال ان بنتى متهمة فى جناية
رئيس المباحث (بنفس الهدوء) : عشان كده لازم تهدى عشان تعرف الانسة متهمة فى ايه بالظبط
يصمت علاء ولا يعلق وينظر الى وهم التي تتابعهم بخوف شديد
رئيس المباحث (يشير الى وهم) : الانسة متهمة بخطف طفلة عمرها 10 سنين كان عندنا بلاغ من اهلها باختفائها واللى خطفها واحدة مسمية نفسها وهم وبعتولنا صورتها ولما لجنة التفتيش شافت صورة بنتك فى البطاقة اتقبض عليها
وهم (بارتباك) : أنا ... أنا مخطفتش حد ... مخطفتش حد
رئيس المباحث : والدة البنت قالت ان بنتها كانت بتتواصل معاكى على الانترنت وقلتلها انك عايزها تمثل في مسلسل فى التيفزيون وكنت محتاجها تجيلك عشان تعمل تيست الأول والبنت راحتلك واختفت بعدها
وهم : كدب ... انا معرفش حاجة عن الكلام ده
رئيس المباحث : عموما والدة البنت جاية دلوقتى وهنشوف هتتعرف عليكى ولا لأ
علاء : اهدى يا حبيبتى اكيد هتيجى وتقول مش انت ونمشى علطول
طرقات على باب الغرفة
ينفتح الباب ويدخل امين شرطة
الأمين (يؤدى التحية) : والدة البنت المخطوفة يا فندم وصلت بره
رئيس المباحث : خليها تدخل
ينصرف الأمين من الغرفة
تدخل سيدة فى العقد الرابع من العمر وملامح الحزن والقلق تكسو وجهها
رئيس المباحث : اتفضلى يامدام هدى
تتجه هدى نحو مكتب رئيس المباحث وتجلس على المقعد المقابل
علاء ينظر اليها بترقب
وهم تتابع من بعيد بخوف شديد
رئيس المباحث : هو سؤال واحد هسأله لحضرتك ... لو شفتى اللى خطفت بنتك هتعرفيها
هدى : ايو هعرفها أنا نفسى اشوفها واعرف ودت بنتى فين
رئيس المباحث (يشير لوهم) : طب بصى كويس للانسة اللى قاعدة هناك دى وقوللى هي اللى خطفت بنتك ولا لأ
تلتفت هدى الى وهم ثم تقف وتقترب منها وهى تحدق النظر فيها
تقف وهم وتنظر الي السيدة بخوف شديد
علاء يتابع بترقب
هدى (تصرخ وهى تشير نحو وهم) : هى دى ... هى دى اللى خطفت بنتى
تنظر وهم بذهول الى هدى
هدى (تندفع نحو وهم وتمسك برقبتها وهى تصرخ) : بنتى فين ... بنت فين يا بنت الكلب
يندفع علاء نحوهم ويبعد هدى عن وهم
يضغط رئيس المباحث على زر الاتصال الداخلى
ينفتح باب الغرفة ويدخل أمين الشرطة مهرولاً
رئيس المباحث (بصرامة) : طلع المدام دى بره دلوقتى
يدفع امين الشرطة هدى الى الخارج
هدى (تصرخ) : بنتى فين يابنت الكلب ... مش هسيبك ... بنتى فين
علاء : يا فندم ... يافندم دى كدابة بنتى متعملش كده
رئيس المباحث (بنفس الصرامة) : أستاذ علاء من فضلك
رئيس المباحث (ينظر الى وهم) : انت مقبوض عليكى بتهمة خطف الطفلة
تنظر وهم اليه بذهول ثم تمسك رأسها وتشعر بدوار وتسقط مغشيا عليها
علاء (يصيح) : بنتى ...
...............................................
(أمام منزل حنان)
حنان تقف مع رجب العطار أمام بيتها
رجب (بغضب) : اسمعى بقى انا صبرت عليكى كتير هو انتى كل شوية تطلعيلى بحدوتة شكل
حنان : بص يارجب انا استجدعتك في الواجب اللى عملته مع البت دى وابوها بس لازم تكمل بقى
رجب : اكمل ايه أنا مالى بقى اذا كان اتمسكت تانى في حدوتة جديدة ... البت دى شكلها شمال ووراها حواديت كتير فاحسنلك تبعدى عنها وتعالى نجوز وننجز
حنان : وانا مش هجوزك الا لما تجبلى قرار الحوار ده
رجب : أنا عايز أعرف هي من بقية أهلك مش كفاية الراجل ده هو وبنته اطردتى بسببهم من شغلك عايزه منهم ايه بقى
حنان : يا اخى اعمل حاجة عدلة في حياتك انا وافقت اجوزك لما لقيت جواك كويس بس لما رجعت تميل تانى على الواد بيشا الخمورجى خلتنى ارجع افكر تانى واكش منك
رجب (بارتباك) : وانا قولتلك قطعت علاقتى بيه
حنان : بلاش كدب يارجب انا لسه شايفاك امبارح من الشباك وانت نازل من بيتك وهو كان مستنيك في الشارع
رجب (بنفس الارتباك) : ده حوار كده وكان عايزنى فيه وخلص
حنان : خلاص انت حر بقى عايزنا نجوز شوفلى قرار موضوع البت ده
رجب (يتنهد بعمق) : ماشى ياحنون بس خلى بالك انا خلقى ضيق وصبرى مش طويل
تتركه حنان وتدخل بيتها
رجب يتابعها ثم يخرج هاتفه ويتصل بأحد الأرقام
رجب : ايوه يابيشا عايزك في حوار كده
................................................(مستشفى)
وهم ترقد على سرير فى احدى الغرف وغائبة عن الوعى
يظهر أمين شرطة أمام الغرفة ويقوم بحراستها
علاء يتابع وهم من النافذة الزجاجية للغرفة بقلق شديد
علاء (يحدث نفسه) : ياترى مخبية عنى ايه ... كنت فين الفترة اللى فاتت مهو اللى بيحصل ده كله اكيد مش طبيعى ... رد عليا أنا كنت هموت وانت بعيدة عنى وهموت دلوقتى وانت بتروحى منى
يصل حاتم ويقترب من علاء
حاتم : هى لسه ما فقتش
علاء : بقالها يومين فى الحالة دى والدكتور بيقول انها رافضه العلاج وفاقت بليل وصرخت وادوها حقنة مهدأة ورجعت تانى في دنيا تانية
حاتم : مهو مش ممكن اللى بيحصلها ده اكيد فى حاجة غلط
علاء : انا مش عارف فى ايه ... خلصنا من موال الولد اللى اتهمها بالسرقة دخلنا فى الست اللى اتهمتها بخطف بنتها
حاتم : مش معقول يكون اللى بيحصل ده كل صدفة
علاء (يلتفت له) : تقصد ايه يعنى بنتى هى اللى عملت ده كله
حاتم : أنا مقصدش بس بفكر مع حضرتك بصوت عالى انت سألتها قبل كده كانت فين طول المدة اللى فاتت وهى رفضت تكلم
علاء (بحدة) : اسمع متحاولش تشككنى فى بنتى هى عمرها ما هتعمل حاجة وحشة
حاتم : وانا عمرى ما هصدق عليها اى حاجة بس متنساش انها كانت بتتعالج مع دكتور نفسى ويمكن يعنى
علاء (يقاطعه بنفس الحدة) : يمكن إيه بنتى مش مجنونة ولا فيها أي حاجة انت فاهم
علاء : فاهم انت متعرفش هى بالنسبالى ايه
علاء ينظر له ولا يعلق
حاتم : طب احنا لازم نروح لوالدة الطفلة المخطوفة دى ونعرف منها اتهمتها ليه اكيد فى حاجة مش فاهمنها
علاء : أنا حاولت معاها وطلبت أقابلها بس هي رافضه
حاتم : انا هحاول معها ومش هسبها غير لما اعرف الموضوع كله
ينصرف حاتم
تظهر حنان فى الممر وتقترب من علاء
حنان : هى عامله ايه يا استاذ علاء
علاء ينظر لها ولا يعلق
حنان : اطمن يا استاذ هتبقى كويسة روح انت استريح وانا هفضل واقفه هنا جمبها ومش هسبها
علاء : انا مش همشى غير لما تفوق واطمن عليها
حنان : انت لازم تريح يا استاذ علاء عشان تعرف تكمل
علاء : قلت مش همشى سبينى بقى
حنان لا تعلق وتنظر الى وهم
علاء (يتمتم) : تفتكرى هتخف ولا هتفضل كده
حنان : هتخف يا أستاذ علاء ادعيلها
ينظر علاء الى وهم وتتساقط دموعه على وجهه
تتابعه حنان ولا تعلق
يظهر رجب ويقترب من حنان
رجب (بغضب) : مش كفاية بقى وتلمى نفسك
حنان : مش وقته يارجب انت جاى ليه
رجب (بغضب) : جاى اشوف خطيبتى وهى بتتمسح في راجل اد ابوها
حنان : اسمع يا رجب انا طلبت منك حاجة وشكلك مش عارف تعملها يبقى تمشى من سكات وتلم الدور
رجب (يمسك ذراعها بعنف) : اسمعى ياروح امك انا مش شخشخة فى ايدك تلعبى بيها كل شوية احنا هنجوز الخميس الجاى
حنان (تبعد يده عنها) : سيب ايدى
صوت صراخ وهم
تلتفت حنان ورجب الى وهم التى تستفيق وتتلفت حولها
يندفع علاء نحو باب الغرفة
يعترض طريقه امين الشرطة الذى يحرس الغرفة
الأمين (بصرامة) : ممنوع يا فندم
علاء : بنتى فاقت عايز أخش اشوفها
الأمين (بنفس الصرامة) : ممنوع يا فندم
يتسمر علاء مكانه وينظر الى وهم التي تعود الى مكانها وتغيب عن الوعى
يتابع حنان ورجب المشهد دون تعليق
..........................................
(منزل أم الطفلة)
حاتم يجلس مع هدى أم الطفلة فى الريسبشن
هدى : انا بنتى سابقة سنها ومتفوقة في دراستها وكل المدرسين كانوا بيشكروا فيها وبيقولوا عليها ليها مستقبل كبير وكانت دايما بتقولى لما تكبر عايزة تبقى مذيعة او ممثلة وفى يوم لقيتها بتقولى انها لقيت على النت صفحة وطالبين فيها طفلة في سن بنتى عشان تمثل في مسلسل هيتعرض في التليفزيون وبعتت صورتها على الصفحة وردت عليها واحدة على الخاص اسمها وهم وكانت حاطه صورتها وقلتلها تعالى اعملك اختبار او تيست كاميرا وقالتلى بس انا رفضت وفضلت تلح عليا وبرده رفضت وفى يوم لقيتها اتاخرت عن ميعادها في المدرسة والباص بتاعها جه من غير ما ما تكون فيه ولما اتصلت بالمدرسة قلولى انها مشيت في ميعادها مع واحدة قالت انها خالتها جريت على المدرسة وعرفت انها مشيت فعلا مع واحدة معرفش عنها أي حاجة وحتى كاميرات المدرسة مش موضحة ملامحها وعلطول بلغت والبوليس موصلش لأى حاجة لحد ما عرفت انهم لقوها وهى مسافرة شرم الشيخ وبعتولى اتعرف عليها
حاتم : كلام حضرتك بيقول انك مشفتهاش وشوفتى صورتها بس اومال ليه قلتى انك شوفتيها ومتاكدة انها هي مش يمكن أي حد حاطط صورة الانسة دى على النت
هدى : يعنى هيكون مين ... هى مفيش غيرها اللى خطفت بنتى وانا مش هسيبها غير لما الاقى بنتى انا مليش غيرها ابوها مات وسبهالى
حاتم : حضرتك الانسة دى ملهاش دعوة بحاجة واكيد حد استغل صورتها عشان تلبس الموضوع
هدى (تقف بغضب) : لو سمحت كفاية كده واتفضل اطلع بره والبنت اللى جاى تدافع عنها دى انا هعرف اجيب حق بنتى كويس اوى منها
حاتم (يقف) : انا اسف بعد اذنك
ينصرف حاتم
تتابعه هدى دون تعليق
................................................
(المستشفى)
وهم ترقد على سريرها وغائبة عن الوعى
تستيقظ من نومها مرة واحدة وتنظر حولها
تتذكر صوت رئيس المباحث
(انت مقبوض عليكى بتهمة خطف الطفلة)
وهم (تصرخ) : لأ ... أنا مخطفتش حد مخطفتش حد
تندفع نحو باب الغرفة وتحاول فتحه دون جدوى
تعود الى سريرها مرة أخرى وتجلس عليه
تتذكر صوت علاء الحوفى
(حقك عليا يا بنتى انا اسف ... خلينا ننسى كل اللى حصل ونبدأ من جديد)
تغمض وهم عينيها ودموعها تتساقط على وجهها
ينفتح باب الغرفة مرة واحدة ويدخل منه أحد الأشخاص ويغلق الباب خلفه
تهب وهم من مكانها وتنظر الى الشخص الذى دخل عليها
وهم : انت مين
يقترب الشخص من وهم
تنظر وهم اليه بذهول
وهم (تردد) : انت
تظهر سلمى أمام وهم
سلمى (بابتسامة كبيرة) : ايوه سلمى ... أنا رجعت يا اختى العزيزة