
رواية أحببت معقدة
الفصل الخامس عشر 15
بقلم فاطمه سلطان
و يؤسفني ان اقول ان ده الفصل الاخير مع رحلتنا مع هدير و قاسم و اتمني اشوف كومنتات مفرحه منكم و لسه في خاتمه هتنزل و هتكون الاخيره اتمنالكم قرايه ممتعه ♥
_________________________________________
اذكروا الله ..
_________________________________________
#قاسم
يالها من ايامٍ سعيده .. هل اخذت حق الاقتراب منكِ ؟
أم مازال هناك سنوات ستضيع قبل أن استطيع الاستمتاع بقسمتي و نصيبي ..
اجيبيني يا هديري ؟؟
فوالله أكاد اصدق انك فتاه خارقه و غير طبيعيه و لكِ قوه سحر خفيه بالتأكيد ... فمتي احببتكِ يا مُعقده ؟! و متي شُعرت انني اريد شُعور خاص و جديد منكِ ؟! متي حدث كل ذلك يا ماكره ؟! متي سحرتيني و أسرتي قلبي ؟! و متي اصبحت أريدك انتِ و في غيابك و في وجودك تموت جميع النساء بعيني ؟؟
اجيبيني يا هديري ؟؟
ما هو الشي المميز لكِ لأكون متيم بكِ ؟ .. متي تغير كل شي في لحظه لينقلب الشعور و يصرخ القلب بالحقائق فلقد صرخ قلبي يا هديري و لقد كان عقلي يصرخ ايضا من تشتتاته ... هل كان هذا سحر .. و اذا كان كذلك
فهل هذا هو السبب انني احببت مُعقده ❤
_________________________________________
بعد مرور عده ايام .. بعد منتصف الليل .. كانت هدير تجلس في غرفتها و تتحدث مع ساره التي اصبحت لا تاخذ حريتها في الحركة إطلاقا منذ ذلك الوقت الذي وجدها والدها مع وليد فيه و حتي انه شبه قيد حركتها تماما فما كان يفعل ذلك معها حينما كانت مراهقه
هدير قررت ان تحدثها بصراحه بشأن تهورها في الحديث دائما مع وليد : انتِ اللي غلطانه يا ساره
ساره حاولت ان تظهر انها ليست مقتنعه بانها مخطئه فهي تعلم انها كذلك و لكن لا تعلم لما تشعر بالغضب هل خجلاً من موقفها الاول معه ام من اجل ماذا : يا سلام انا اللي غلطانه ؟؟ عشان هو قريبك يعني
هدير بتفسير لوجهه نظرها : لا عشان انتِ اساسا غلطانه و كل لما تشوفيه بتشتمي و تبدائي الغلط بسبب و بدون سبب .. لغايت ما اللي حصل حصل بقا مش هنندم علي حاجه مش هتتغير ان عمو احمد مضايق
ساره بانزعاج : ده حتي مش عايزني اروح عند ستي بيقولي عندها اللي بيراعيها .. عمتي و بنتها هناك و انا عايزه اشوفك و كله جه مع بعضه قُعادنا من الشغل كمان و يعتبر مش بشوفك خالص كان الشغل هيكون زي حجه
هدير باعتراف بسيط : هنعمل ايه يا ساره وبعدين بصراحه والدك عنده حق اساسا كفايا انه سابك تباتي عندي شهر بحاله و كتير خيره
ساره باحراج خوفا من ان تكون هدير انزعجت : هدير انتِ عارفه ان بابا مش قصده انتِ خالص و كان ممكن هيسبني اكتر من كده لولا.....
لتقاطعها هدير قائله بصدق : والله انا مش زعلانه ابدا و مقدره موقفه و عنده حق و بديله كل العذر والله
ساره حاولت ان تغير الموضوع : انتِ قاعده لوحدك
هدير بهدوء : ايوه اساسا يارا يعتبر بتحضر شُنط سفرها عشان ابوها مضايق من قعادها هي لسه نازله من ساعه
ساره بتساؤل و انزعاج : يعني انتِ لوحدك خالص ؟
هدير متفهمه انها تقلق عليها : ايوه مشغله القرآن اهو و هقوم اعمل شويه حاجات كده بقالي كتير اوي منضفتش الشقه
ساره بصدمه مختلطه مرح : الساعه داخله علي واحده تنضيف ايه ده صحاب العقول في راحه اقسم بالله
هدير : ظريفه اوي يا خفه
ساره بغرور مصتنع :عارفه ايه الجديد يعني
لتستكمل بنبره خببثه : و بعدين استاذ قاسم ليه مجاش يقعد معاكي بما ان قريبته مشغوله
هدير : يقعد معايا انتِ مجنونه يا ساره علي المسا
ساره بمرح : احنا ممكن نخليكم تضربوا ورقتين عرفي و خلاص و الراجل شاريكي اهو يونسك بمنتهي الأخلاق و مدام في الاخلاق و في سبيل انك متقعديش لوحدك عادي دي فتوه دي
هدير بخجل و ابتسامه علي حديثها الذي يبدو سخيف احيانا و لكنه كفيل دائما ان يهون عليها : انا ساعات بحس ان في فولت او سلكه ضاربه
ساره بانفعال مصتنع في البدايه لينتهي الامر بالمرح كالعاده : انتِ هتلبسيني مصيبه وله ايه انا بقولك عرفي و كله عشان يونسك انتِ دايما تفهمي البني ادم غلط
لا اله الا الله المفروض انه يجي يا بنتي و يونسك و يقولي كلمتين كويسين بدل وحدتك و يهديكي و يقولك كلمتين مش حلوين و كلام قليل الادب عادي هي الحياه شويه فوق و شويه تحت
هدير خجلت و ابتسمت في انن واحد : ارجوكي اسكتي والله فصلت
ساره بنبره هادئه : طب انا عايزه اتجوز شوفيلي حد اتجوزه
هدير بسخريه : حاضر هشوفلك الصبح باذن الله
ساره : هروح احضر العشاء عشان ابويا زمانه في الطريق و احنا مستنينه وهرجع اكلمك تاني متناميش و لو في اي حاجه اتصلي بيا
هدير : حاضر يا ساره مستنياكي
لتُغلق هدير المكالمه مع ساره و كانت تجلس في غرفتها بجانب الشرفه و التي دائما تفتحها لعلها تشعر بالاصوات المزعجه و الضجه التي توجد بالأسفل او حتي حركه بسيطه حتي لا تشعر بالهدوء و في نفس الوقت صوت القران يطمئنها وجدت هاتفها يهتز نظرا للوضح التي تفعله و يعلن عن مكالمه فيديو من قاسم
فأجابت دون اي تفكير حتي لم تفكر ان تصحح وضعها بارتدائها هذا التيشيرت و شعرها مصفف باهمال تماما و عيونها شاحبه كعادتها تلك الفتره
أجابت هدير ليجيبها بابتسامته و هو يجلس في سيارته و علي ما يبدو انه لم يعود الي المنزل حتي الان ..
قاسم بصوت هادي و لكنه مُرهق ايضا : مساء الخير
هدير : مساء النور يا قاسم فينك كده
قاسم ليتحدث بمرح : فينك كده ؟ مفيش ازيك يا بيبي مفيش تتاخري عشر دقايق زي ما بسمع و تحسني شكلك و تسرحي وميكب بقا و الكلام ده وله انا كانت معلوماتي غلط
هدير تتحدث بعفويه : مش محتاجه اعمل كده معاك انتَ شايفني بكل حالاتي من سنين يعني
قاسم بابتسامة جذابه : اجابه مقنعه بس حلووه في كل حالاتك مش مشكله
هدير و هي تعيد سؤالها : انتَ فين بقا لغايت دلوقتي ده الساعه واحده و نصف ؟
قاسم بهدوء : مستني واحد هاخد منه شويه حاجات للمعمل وكنت بودي تحاليل برا عشان في جهاز باظ النهارده و كان بيخرف في الأرقام و النتائج
هدير بانزعاج : طيب و هتعمل ايه
قاسم : هنشوف بكرا المهندس اللي هيجي .. المشكله يعني ايه و هيتصلح وله هنعمل ايه
هدير : و صاحبك ده هيفضل سايبك في الشارع كتير
قاسم بمرح : للاسف محدش بيقدر ايه اللي ممكن يحصل لشاب في الشارع في الوقت ده
هدير ابتسمت ابتسامة بسيطه : فعلا الناس بقت وحشه
قاسم بمرح و إحياء ليفهما مقصده بل قالها صراحاً : توبه اني انتظر حد تاني كفايا انتِ مكتوب عليا الانتظار باين
هدير بخجل و حاولت ان تتصنع انها تفعل شي و تنظر في مكان آخر : واضح انك بقيت بترمي الكلام بشكل زياده عن اللزوم
قاسم : لا لا لسه رمي الكلام مجاش ..
ليتحدث بجديه و اهتمام : قوليلي بقا عملتي ايه النهارده
هدير بتفسير : ابدا صحيت و كالعاده ولا حاجه يوم طبيعي و يارا كانت هنا و نزلت علي الساعه 12 كده
قاسم باستفسار : عمك مجاش النهارده
هدير : لا مجاش بنته تعبت شويه و هي حامل و زي ما يكون حملها صعب هما عندها في المستشفي
قاسم بتفهم : ربنا يششفيها و يقومها بالسلامه
هدير :يارب
قاسم : هبعتلك افلام اجنبي رعب علي حاجات كده عندى تونسي نفسك بيها التلفزيون مبقاش فيه حاجه بس لما اروح
هدير : تمام
قاسم : المهم انت عامله ايه بجد مش مجامله يعني ليه مش بتنزلي تروحي تقعدي هناك مع ماما و يارا بدل ما يارا تجيللك و في ننفس الوقت كلكم مع بعض لان ماما انتِ عارفه انها مش بتنزل كتير او شبه مش بتنزل اصلا
هدير باحراج و تفسير : ابدا يعني انا مش عايزه اضايق عمي او اعمل مشكله تاني حتي لو انتَ مش موجود و عم خليل مش موجود بس كده افضل يعني من ناحيه عمي و من ناحيه أي حد ....
قاسم بتفهم الوضع و هل ما يبدو انها مُحقه : خلاص عندك حق طبعا انا مكنش قصدي حاجه بس انا مش عايزك تقعدي لوحدك خصوصا ان ساره مبقتش بتيجي بس اهم حاجه فعلا اننا منعملش مشاكل علي الفاضي
و ان شاء اله تشتغلي قريب انتِ و ساره في مكان واحد عشان ترجعي تشوفيها و تبدائي تخرجي بشكل اكتر و متحسيش بخنقه لوحدك تاني
هدير بعفويه كما تعودت معه طوال عمرها : يارب يا قاسم لاني بضايق من قعدتي في البيت مش بس زهق بتخيلها كتير ...
قاسم بهدوء و ابتسامه مشجعه : كل ما تتخيليها اقريلها الفاتحه و ادعيلها يمكن مش حاجه تحزن
شي حلو انها تفضل في بالك لأنها كانت عايزه كده و مدام القرآن شغال متخافيش انتِ عشان بس لوحدك و مواركيش حاجه فبتسرحي شويه و طبيعي تتخيلها وبعدين كلنا معاكي يا هدير و انا معاكي
هدير بانزعاج من نفسها : انا علطول محسساك بالكئابه كده
تضي شاشه هاتفها بصوره قاسم و ابتسامته الهادئه و هو يتحدث : لو مبقتش معاكي و مستحملك وقت حزنك خصوصا اننا فتره و هنتخطب رسمي
وبعديها هنتجوز يبقي مستاهلش اني افرح معاكي ساعات كتير الوقوف وقت الحزن اهم و انا متأكد ان هدير يوم ما اكون مضايق هتكون اول حد يسمعني و من زمان و انا الشخص اللي بتحكيله حزنك و فرحك اول واحد و مش هيتغير ابدا ده دايما هكون الأحق في تحمل مسؤولية كل شي بيحصل معاكي او حتي بتحسي بيه ...
هدير : ربنا يخليك يا قاسم
قاسم بغرور مصتنع : يارب يخليني ليكي و للكل انا مهم للبشريه
هدير بابتسامة : مهم فعلا انا اشهد بده و ياله اقفل بقا و شوف صاحبك فين الساعه داخله علي اتنين و شويه
قاسم بهدوء : ماشي يا هدير نامي بقا و متسهريش و اصحي بدري بكرا الجمعه اقري سوره الكهف و فوقي بدري احسن الصبح بيكون احسن وقت انك تفكري و تفكي عن نفسك و انك تعملي اي حاجه
ليجيب بنبره ذات معني : و لان الليل ساعات بيكون للشوق و ساعات بيكون يخليكي تفكري اكتر في الهموم
هدير : هحاول انام لو ساره متصلتش
قاسم بمرح : لا نامي و السهر ده ماثر علي شكلك حتي اهتمي بهالاتك السوداء
هدير باستغراب : هالاتي السودا مره واحده ده انتَ اتجرأت
قاسم بنبره مرحه : لا مهوا في حاجات محتاج اعلق فيها مش كجارك بصراحه
ليتحدث بجديه حينما رن هاتفه بإسم صديقه : ياله صاحبي جه و بيرن مجبور اقفل
هدير : ماشي مع السلامه و خلي بالك من نفسك .. و ابعتلي رساله لما تروح
قاسم اشار لها : مع السلامه
ليقول بهمس لم يكن مسموع سوي لنفسه : يا مشكله و عقده حياتي و انتِ الحل و العقده ربنا يحميكي ليا و تكوني دايما هاديه و مستوعبه الموقف ..
_________________________________________
في الصباح و تحديدا بعدما انتهي حسني من صلاه الجمعه و كان يجلس في البيت بعدما ذهبت زوجته و ابنته الي بيت ابنته الاخري و وليد ذهب الي صديقه فاتصل بعماد وكان يخبره باخر التطورات و رغبه قاسم بطلب هدير
عماد بدهشه : قاسم ابن خليل ؟
حسني : اه هو
عماد : انتَ مش كنت مبتحبوش و مش طايقه ايه اللي جد يعني .. و بعدين انا مش عارف بصراحه
حسني بانفعال : كل شي اتغير و من امته انتَ بتبقي عارف اسباب كل شي ؟! .. طبيعي مش عارف تيجي تحضر عزاء اختك ... انا اتوقعت منك اي حاجه في الدنيا و حاولت ابرلك الف عذر و عذر في اي حاجه عملتها خلال السنين اللي فاتت و لاني زيك برضو مش ملاك
و لكن مقدرتش ابرر انك متجيش وقت موت اختك و تقف جنبي .. اختنا الوحيده ماتت يا عماد و انتَ لسه مش مستوعب بنتك لوحدها و انتَ لسه مش مستوعب كل حاجه حصلت بسبب انك مش عارف .. انا موت هاجر فوقني و عرفني حاجات كتيره اوي و شوفت حاجات كتيره بنظره مختلفه و فهمت حاجات عمري ما فهمتها صح
عماد لا شك انه شعر بالإهانة و الخجل من حديث أخيه و لكنه لم يشعر ما يجب ان يشعر به في تلك اللحظه : جرا ايه يا حسني في ايه انتَ اتجننت وله ايه متصل عشان تهزقني و بعدين انتَ عارف كويس اني كنت بمر بازمه صعبه و مقدرتش اسيب كل المشاكل دي و انزل ... محدش كان هيرضي يسبني اسافر بالفلوس اللي كانت عليا
حسني بسخريه : حاجات كتيره كنت المفروض تكون فيها و من غير مشاكل مجتش مش هتيجي علي دي .. و ياتري لما اموت هيكون عندك ازمه برضو ؟!! زي ما مراتك و بعدها بنتك مكُنتش بتيجي عشانها و بعديها اختك هتيجي عليا انا يعني
عماد باحراج و تافف: بعد الشر عليك .. انا مكنش قصدي مجيش بس ظروفي مكنتش تسمح و لو جيت هعمل ايه عني في النهايه ...
قاطعه حسني بنبره شرسه : فعلا بقا وجودك زي عدمه بلاش الكلام ده عشان مبقاش ليه لزمه العتاب
ثم اردف متسائلا اياه : هتيجي عشان قاسم وله لا علي الاقل بعد شهر كده هيعملوا خطوبه علي الضيق و يلبسوا دبل و نشوف بعدها بقا حسب الاتفاق و الولد كويس و احنا عارفينه من زمان و يعتبر شريكنا في البيت
عماد بلا مبالاه و كأنه لم يسمع شيئا : مش عارف وقتها ظروفي هتسمح وله لا انا بعت ذهب مراتي كله والله عشان اسدد ديوني و لسه مخلصتش بقت شريكه معايا في الشركه و من هنا لشهر يحلها ربنا
حسني برد حازم عليه حتي يتصرف بناءاً علي ذلك : عماد بلاش نسرح علي بعض لو مش هتيي قول و بلاش نحور و نتوه لما يجي الشهر ... عشان منطلعش عيال مع الناس و اكون من الأول كلامي واحد بلاش اقولهم ابوها جاي و ارجع اقولهم ابوها مش هيقدر نحترم نفسنا و شكلنا قدام الناس و انا اللي اقف في الموضوع من الأول
عماد بتوتر و احراج من كلمات حسني : انا غالبا مش هعرف اسافر وقتها لمده سنه بس اوعدك خلال الشهر ده هبعتلها مبلغ كويس حتي من قبل ما هو يتقدم و
انتَ اللي عارف الموضوع من اوله و لو هي موافقه خلاص و الولد واضح ان هو و ابوه مبسوطين و الا مكنش عرف يشتري نصيب اختك .. و انتَ أدري بمصلحتها و اللي عارف كل شي عنها ..
و بعد وقت من الحديث المستفز اغلق حسني و هو يشعر انه كان يريد لكمه لو كان أمامه لم يعرف أن اخيه سيصل به الجحود الي هذا الحد .. و لكن هل كل اب أخطأ و ارتكب المعصيه و زنا من حقه ان يترك نتيجه أفعاله.. هل من حقه ان يحمل فتاه طوال عمرها ذنب لم تقترفه بل هو و زوجته من اقترفوه ؟؟ فهل سيرتكه الله في الدنيا ؟؟ و هل سينجو من الاخره
_________________________________________
علي لسان هدير : اخبرني في اليوم التالي تقريبا بحديثه مع أبي و لكن لأول مره لم احزن و لاول مره حتي ان تلك الكلمات لم تؤثر بي ؟؟ هل كان ذلك يعبر عن النضوج ام يعتبر عن فقدان الأمل ؟! و لكن النتيجه واحده مهما تعددت الاسباب ...
فبالله كيف يؤثر بي عدم مجيئه حينما يتقدم احد لي ؟!! .. هل اتوقع من لم يأتي وقت وفاه زوجته حتي و إن تزوج غيرها لم يكن مبرر للقيام بواجباته هى سيأتي من اجلي الآن ؟! و هل اتي حينما كُنت طفله هاشه و ابكي طوال الليل كأنني في الثلاثون من عمري ؟؟ ... و امر بالكثير من المشاكل و خيبات الأمل
هل اتوقع الشخص الذي لم يستطع ان يُكرمني بامواله او يكرمني بمشاعره و عطائه و بسؤاله في اهم ثمانيه سنوات في عمري ان ياتي الان ؟!
فابي هو الشخص الذي لم يهمه وفاه شقيقته و يذكرني بعدم اتيانه مره اخري رغم مرور سنوات الا أنني لم اعني له شيئا ...
هل سانتظر شي منه .. هل سانتظر من اب لم يكون يوما يعرف معني الكلمه ؟؟ فلتعلم يا ابي و ان فعلت اي شي بعد هذا اليوم انتَ اصبحت ايضا لا قيمه لك بالنسبه لي ..
_________________________________________
بعد مرور ثلاثه اشهر ...و عملت هدير باحدي الشركات كمحاسبه و حتي انها قدمت لأخذ دبلومه لتكون محاسبه قانونيه و ارتدت دبله قاسم في اصبعها كخطبه صغيره في بيتها دون اي احتفال ملحوظ فوعدها قاسم انه في يوم الزفاف و حينما تكون هاجر قد مر عليها فتره مناسبه سيكون زفافهم في المكان التي تريده و باختيارها...
حاول ان تستحق حبه و وده و احترامه لها و اعترافه بذنب انها كانت في حضنه لمرتين فهو يحاول ان يحسن من نفسه ايضا حسب قوله ..
اصبحت هدير ترتدي الحجاب و تحاول ان تعتاد علي شكلها به و ترتديه و تجربه في المنزل قبل ان تعلن هذه الخطوه لأحد
و كانت اليوم عند فرح و كالعاده في نهايه الجلسه دار الحوار بينهما كالآتي
هدير بحيره : انا مش عارفه انتِ بتعالجيني وله بتحيريني يا فرح انا المفروض اعمل ايه دلوقتي انا مش هينفع اتحجج و اقول لا خصوصا امه نفسها اتكلمت معايا عارفه انه براحتي و قراري بس ..
قاطعتها فرح قائله : بس انتِ مش عارفه تقولي نستني ليه و شايفه انه من حقه يكون ليه رابط رسمي بينك و بينه اكتر من كد و شايفه ان حججك خلصت و عايزه تريحي والدته و تكتبوا الكتاب بعد مرور فتره قليله لما يمر فتره ان عمتك كلها ست شهو او سبعه تكون تمت سنه و تعملوا الفرح خصوصا ان قاسم عامل اللي عليه و بيجهز شقه عمو تحت بعد ما يُعتبر اجرها ايجار قديم ... و في نفس الوقت مش هتنكري انك نفسك في كده بسبب دافع حبك ليه
هدير باستغراب :ما كويس اهو انتِ فاهمه الموضوع اهو اومال محسساني انك من بنها ليه
فرح بتفسير : بصي يا هدير خلينا نتكلم بصراحه بما ان ده واجبي كدكتوره اكتر منةكوني صديقه لو كوني صديقه انا هقولك اتجوزيه زي ساره بالظبط و مش هختلف عن رايها .. لكن واجبي كدكتوره افهمك كام نقطه ... انتِ متعافيه تماما من كل مشاكلك و ترددك و متعافيه من السبب الاساسي الي دخلتي فيه عيادتي هنا و بقالنا كتير مع بعض يمكن سنتين تقريبا بس ده حصل لاني سافرت اكتر من مره في مؤتمرات و كُنت باجل
و لان انا كنت بحب اني امشي واحده واحده ااناا كانسانه منطقيه لو هفكر في اتجاه قاسم انا هديله الف حق و حق بس انا مش هقدر اقولك اقبلي في وقتنا ده و لازم في الاول و الآخر يكون قرارك انا منكرش انك بدأتي تفهمي الكورس التاني من العلاجات كويس و بدأتي تفهمي كل الأعراض و بدأنا نناقش كل افكارك عن الفتره الجايه
هدير اومات براسها موافقه
فرح : في ظروف شخص طبيعي معندوش اي مشاكل لو جه خد رايي هقول سبع شهور كتب كتاب كتير اوي زيها كأنها فتره خطوبه طويله
احنا بشر و الانسان ساعات بيدي نفسه حقوق اكتر من اللازم خصوصا انك شخص يعتبر طول الوقت لوحدك الا لو عمك جالك في فتره بس انا مش قصدي حاجه بس كلنا بشر و ضُعاف قدام نفسنا و بنبتدي نقرب..
المفهوم اكتر بحيث ان الشخص ده جوزي و جوزي و مش حرام و....و....و الخ .. خصوصا ان الستات و البنات زي ما بيقولوا جنس عاطفي او ناعم و بيضحك علينا و ده مش بس بقوله عشانك انتِ و قاسم بس ده شي علي مستوي البشر كلهم بخلاف النقطه
دي لازم تفهمي انك تمضي علي ورقه جواز ده في حد ذاته بيدي قاسم حقوق للتدخل في كل مشاويرك يعني يمكن زي ما راقبك بالصدفه و اتبعتله اشعار بانك في مكان قريب منه بالغلط يبتدي يدخل انتِ بتروحي فين و ليه و محدش يقدر يقول لواحد متعملش كده و هو جوزك و خصوصا انه اصلا بدأ فعلا يتدخل من ساعه الخطوبه و عرف انك بتروحي لدكتوره نفسيه
..حقه كراجل ان انتم تقربوا المسافه شويه ما بينكم حتي مش بالمفهوم الغلط يعني ممكن يحصل مداعبات ما بينكم و ده شي مش حرام و مقدرش احرمه و لا احلله لاني مش شيخه في جامع و لا ده مكان للحديث في الدين.. و في الأول و الآخر انا شرحتلك الوضع بشكل افضل و لازم تكوني واثقه انك ١٠٠ % قابله تقرب او صله جديده بينك و بين قاسم و تفكري مع نفشك و لا برايي و لا براي ساره شوفي هدير حابه و مستعديه لده في الوقت الحالي
هدير بهدوء : انا بحب قاسم و بثق فيه و بحبه اكتر من اي شي في حياتي قاسم كان المعني لكل حاجه حلوه في حياتي سواء مفيش غيره او في غيره ملايين في حاجات ربطتني بقاسم الحب و الأمان و السند و الاحتواء.. التفاهم انا مبحسش اني وحيده الا لما يغيب قاسم هو عالم هدير البريئه الصغيره اللي كانت بدور علي صديق و رفيق درب و قاسم هو حلاوه العالم الكبير ... انا فعلا مبحش اضايقه خصوصا من ساعه ما بقي فيه رابط تاني ما بينا اننا مخطوبين بس انتِ فعلا كلامك صح انا هحاول اخلي عمي يقول حاجه و ناجل شهر نكون خلصنا اغلبيه الجلسات و مش هيكون فاضل غير اتنين صح ؟ ..
_________________________________________
بعد مرور اسبوع تقريبا و تحجج طلعت بحجه ظهرت لقاسم انها غير مرتبه و حتي انه علم انها لم تفعلها بشكل مباشر و لكنه لم يعلق فهي أيضا يجب تكون موافقه علي كل خطوه بينهما مثله تماما
في المساء فتحت هدير الحساب الخاص بها علي الفيس بوك لتجد كالعاده منشور من عبير و لكن لا تفوته اطلاقا
المنشور :
مساء الخير يا جماعه ..موضوع النهارده اني عايزه ابلغكم بخطوبتي الحمدلله و علي شخص عمري ما اتوقعت اني ممكن اوافق عليه مش عشان هو شخص وحش بس أسباب كتيره اوي كانت تخليني ارفض و لكن كلها كانت اسباب شخصيه .. انا بقالي كتير اوي بستخير ربنا في الموضوع ده و عرفت ان الاستخاره سحرها غريب و مختلف عن راي والدي و والدتي
الي هما فوق رأسي بالتأكيد بس برضو كنت متشوشه و رغم حكمتي و مساعدتي لناس كتير و ده مش غرور بس انا فعلا فشلت في اني اساعد نفسي انا عديت التلاتين سنه و اتلهيت في حاجات كتيره في حياتي فكان عندي زي عقده عموما من الجواز ما علينا
بالمقدمات دي بس انا عايزه اكلمكم عن الاستخاره و يمكن مش كلامي كلها حاجات يمكن تكون معروفه بالنسبه للناس و علي النقيض تماما ممكن تكون غريبه بالنسبه لناس تانيه و يمكن تسعين في الميه من المسلمين عارفين الاستخاره و اللي بيعملها منهم قليل اوي
الاسْتِخَارَةُ في اللُغَةً : طَلَبُ الْخِيَرَةِ فِي الشَّيْءِ .
حكمها هل هي فرض وله سنه ؟
- أَجْمَعَ الْعُلَمَاءُ عَلَى أَنَّ الاسْتِخَارَةَ سُنَّةٌ , وَدَلِيلُ مَشْرُوعِيَّتِهَا مَا رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ عَنْ جَابِرٍ رضي الله عنه ( اللَّهُمَّ إنِّي أَسْتَخِيرُكَ بِعِلْمِكَ , وَأَسْتَقْدِرُكَ بِقُدْرَتِكَ , وَأَسْأَلُكَ مِنْ فَضْلِكَ الْعَظِيمِ ( الحديث ..
فإن العبد في هذه الدنيا تعرض له أمور يتحير منها وتتشكل عليه ، فيحتاج للجوء إلى خالق السموات والأرض وخالق الناس ، يسأله رافعاً يديه داعياً مستخيراً بالدعاء ، راجياً الصواب في الطلب ، فإنه أدعى للطمأنينة وراحة البال . فعندما يقدم على عمل ما كشراء سيارة ، أو يريد الزواج أو يعمل في وظيفة معينة أو يريد سفراً فإنه يستخير له .
يقول الإسلام ابن تيمية: ما ندم من استخار الخالق ، وشارو المخلوقين ، وثبت في أمره
وقد قال سبحانه وتعالى : ( فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللّهِ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ ) (سورة آل عمرا ن : 159)
المشاورة :
الاستخارة مع الله ، والمشاورة مع أهل الرأي والصلاح ، وذلك أن الإنسان عنده قصور أو تقصير دنيوي أو ديني ، والإنسان خلق ضعيفاً ، فقد تشكل عليه الأمور ، وقد يتردد فيها
هام دعاء الاستخاره :
- عَنْ جَابِرٍ رضي الله عنه قَالَ : كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يُعَلِّمُنَا الاسْتِخَارَةَ فِي الأُمُورِ كُلِّهَا كَمَا يُعَلِّمُنَا السُّورَةَ مِنْ الْقُرْآنِ يَقُولُ : إذَا هَمَّ أَحَدُكُمْ بِالأَمْرِ فَلْيَرْكَعْ رَكْعَتَيْنِ مِنْ غَيْرِ الْفَرِيضَةِ ثُمَّ لِيَقُلْ : ( اللَّهُمَّ إنِّي أَسْتَخِيرُكَ بِعِلْمِكَ , وَأَسْتَقْدِرُكَ بِقُدْرَتِكَ , وَأَسْأَلُكَ مِنْ فَضْلِكَ الْعَظِيمِ فَإِنَّكَ تَقْدِرُ وَلا أَقْدِرُ , وَتَعْلَمُ وَلا أَعْلَمُ , وَأَنْتَ عَلامُ الْغُيُوبِ , اللَّهُمَّ إنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّ هَذَا الأَمْرَ (هنا تسمي حاجتك ) خَيْرٌ لِي فِي دِينِي وَمَعَاشِي وَعَاقِبَةِ أَمْرِي أَوْ قَالَ : عَاجِلِ أَمْرِي وَآجِلِهِ , فَاقْدُرْهُ لِي وَيَسِّرْهُ لِي ثُمَّ بَارِكْ لِي فِيهِ , اللَّهُمَّ وَإِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّ هَذَا الأَمْرَ (هنا تسمي حاجتك ) شَرٌّ لِي فِي دِينِي وَمَعَاشِي وَعَاقِبَةِ أَمْرِي أَوْ قَالَ : عَاجِلِ أَمْرِي وَآجِلِهِ , فَاصْرِفْهُ عَنِّي وَاصْرِفْنِي عَنْهُ وَاقْدُرْ لِي الْخَيْرَ حَيْثُ كَانَ ثُمَّ ارْضِنِي بِهِ . وَيُسَمِّي حَاجَتَهُ ) وَفِي رواية ( ثُمَّ رَضِّنِي بِهِ( رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ (1166)
كيفية صلاة الاستخارة ؟ الخطوات بالترتيب
1- تتوضأ وضوءك للصلاة .
2- النية .. لابد من النية لصلاة الاستخارة قبل الشروع فيها .
3- تصلي ركعتين .. والسنة أن تقرأ بالركعة الأولى بعد الفاتحة بسورة (قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ) ، وفي الركعة الثانية بعد الفاتحة بسورة (قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ) .
4- وفي آخر الصلاة تسلم .
5- بعد السلام من الصلاة ترفع يديك متضرعا ً إلى الله ومستحضرا ً عظمته وقدرته ومتدبرا ً بالدعاء .
"" باقي الخطوات علي موقع هذكر اسمه في الخاتمه "
● انتهت هدير من صلاتها لتنام دون ان ترهق حالها و لانها شعرت بالراحة و السكينه فيحق لها النوم الان بعد كنابتها لعباره بسيطه
《فلاش باك لبدايه الفصل الاول 》
تحلم بانها تكتب في تلك الاجنده و قد كتبت تلك الكلمات قبل ان تنام ... كثيرا منا لديه هموم و ربما المقارنه بينك و بين الآخرين تكون فيها نفع او ضرر احيانا فاذا حاولت المقارنه بينك و بين من هم في حاله اسوء منك تاخذ العبره و العظه و تعلم نعم الله عليك الذي اعطاها لك و ذلك يكون الجانب النافع اما الجانب الضار هو مقارنه نفسك بمن هو في حاله افضل منك
دعوني اكون صريحه في نقطه لم اتخيل يوما ان ادون ما عشته علي هيئه كلمات و لا استطيع ان اقول غير انك يجب ان تعلم انك افضل من اي شخص سواء كنت تري من هم اقل منك او اعلي منك فلا تقارن حتي و ان كانت نافعه فانت لا تعلم ما بداخل كل نفس فبالنهايه استطيع ان اؤكد للجميع ان المقارنه ليست شي جيد علي الإطلاق ...
توقفت هدير عن قراءه ما كتبته حينما سمعت صوت عمتها و هي تناديها لمساعدتها في ترتيب البيت كعاده كل يوم و لكنه لم يكن مثل اي يوم .. لتخرج و تجد عمتها تحمل صندوقين
هدير باستغراب : ايه ده يا عمتو
هاجر : دول عشانك و عشان كتب كتابك النهارده .. انا هروح عشان ورايا حاجه مهمه و انتِ هتعرفي تظبطي البيت لوحدك صح ؟
هدير بهدوء : تمام
لتمشي هاجر و تبدأ هدير في اكتشاف الهدايا .. كانت احداهم حجاب طويل و كبير و كانه مفرش فراش و ليس حجاب و لكنها استطاعت ان تظبطه ليغطيها باكملها و الاخر مسكت بطايه هويه يكتب في ظهرها إسم قاسم كزوج ..في ظهرها و لكنها بكت كثيرا حينما تأخرت عمتها
تفيق هدير من نومها و هي تشعر بالارتياح و التعرق و كأنها كانت تبكي حقا حينما افاقت وجدت أذان الفجر يقام في الجامع القريب منها تقوم و تفتح شرفتهاحتي تستطيع ان تشعر بنسمه هواء قليلا و وجدته يقف في شرفته و هو يجلس علي الكرسي و علي رحله يضع الحاسوب الخاص به .. و استغرب من استيقاظها
قاسم : هدير !! في حاجه وله ايه مش كنتِ نايمه
هدير بدون تردد و كأن هذه الرؤيه بمثابه معجزه بالنسبة لتغير رأيها : قاسم انا موافقه !
_________________________________________
بعد مرور شهر تقريبا كانت هدير تقف في غرفتها و معها ساره و منه ابن عمها التي اقربت منها الي حد ما في الأيام الماضيه
ساره بغضب من اعتراض هدير علي ما فعلته في وجهها و وضعت لها بعض مستحضرات التجميل الهادئه و لكنه لا يعجبها : هدير بطلي استفزاز بقا اساسا اختيار الفستان كان زفت بصراحه و اللون رمادي مدي الي اسود.. و قولنا مش مشكله لكن مش كل ما هحط حاجه هتقوليلي لا كتير
لتتحدث بمرح و سخرية : عايزين نداري عيوب وشك شويه
منه بعدم فهم : طيب ممكن افهم انتم عاملين مشاكل ليه
ساره بتافف و هي نشير علي وجه هدير : عشان بنت عمك غبيه باين بزمتك اللي احنا حطناه ده كتير عشان عايزه تمسحه
منه بصراحه : لا مش كتير ده المفروض كمان كنتي تروحي لبيوتي سنتر او كنا نجيب ميكب ارتست و انتِ قولتي لا و اللي ساره حطته خفيف جدا ده انا حاطه اكتر منك يا هدير اتقي الله
ساره و هي ترفع يديها : و شهد شاهد من اهلها
هدير بانزعاج ليس له سبب : خلاص يا جماعه مش همسح حاجه
منه بتفسير لحالتها : واضح انك متوتره عشان كده بتحاولي تداري الموضوع في ميكب ساره
هدير بصدق و تجاهد مع نفسها حتي لا تغلبها دموعها و تبكي حينما تذكرت هاجر و امنيتها بحضور هذا اليوم : مش متوتره هتوتر ليه يعني الفكره بس اني مضايقه شويه يعني عشان عمتو مكنتش اتمني حد يكون جنبي غيرها علي الاقل
لتترحم عليها منه و ساره حاولوا كتم دموعهما و هدير غلبتها حتي هدأت و مسحتها
لتحاول ساره كالعاده ان تهون عليها : اعتقد انها موجوده و روحها حوالينا و تتمني تشوفك اسعد واحده دلوقتي لانك هتتجوزي من واحد بيحبك جدا و جدا دي كلمه قليله صحصحي بقا اكيد مكنش هيرضيها تكوني مبوزه كده
هدير برجاء : طيب مكن تسبوني خمس دقايق لوحدي
ساره باستغراب و مرح أيضا : ليه هتهربي وله ايه قاسم يدبحنا والله مفيش سنين تانيه الراجل هيستناها وربنا ده هيشقنا اتنين
هدير ابتسمت و لكنها أعاده طلبها : لا مش ههرب بس سبوني خمس دقايق غقبال ما قاسم يتصل لو سمحت
منه نظرت لساره نظره ذات معني : خلاص تمام براحتك ..
لتخرج ساره و معها منه فقامت هدير و عقدت شعرها و رفعته لأعلي و طلعت ذلك الحجاب الذي اشترته بمفردها و بدون اي شخص لكن حجاب كبير لتلفه هدير و كأنه خمار دون ان تنظر الي المرآه و حتي ذهبت لها لتبتسم ابتسامه جميله لأول مره تنظر الي المرآه و تكون راضيه عن شكلها و عن نفسها وعن تكوينها لم تري اي عيب الآن في نفسها و كأن ذلك الحجاب من جمل الرؤيه .. و بعد وقت دقت الباب ساره لتخبرها بان قاسم و عمها و الجميع قد آتي لتخرج و اول من يندهش رؤيتها هي ساره و منه و ابتسموا و هنئوها علي قرارها دون الدخول في تفاصيل لتنزل و يتفاجي بها الجميع حتي قاسم نفسه رغم انه تقريبا يحادثها يومياً و يطمئن علي حالها و لكنها لم تخبره انها تفكر في
اتخاذ قرار كهذا و لكن هل هذا سيمنعه من ان يبارك لها اولا علي حجابها و يفتخر بها انه اختارها ربما هي مُعقده ليست لمشاكلها و عقدها النفسيه و لكن يصعب عليك فهم ما يدور برأسها فلما كل يوم يشعر انه يحبها و كان قرار صائب لم يندم يوما علي تغير علاقتهما بل انه اجمل قرار قد اتخذه ..
_________________________________________
كانوا يكتبوا كتب في احد الجوامع المعروفه دون حضور الكثير فقط بضعه اشخاص من أقارب قاسم و ايضا هدير و عمها و عائلته و ساره و والدها التي كان يحتجزها بجانبه .. و بالطبع كريم و زوجته لم يعزموا غير الاشخاص الذي كانوا طوال عمرهم معهما و شاهدوا علي هذا الحب المعقد و يشهدوا علي توثيقه بأن يكون عقد قرآن
كان عم هدير هو وكيلها بالطبع لم تفتقد هدير و لو لحظه غياب والدها فليعلم حتي لم ياتي في بالها هدير قد نضجت و ادركت قيمتها عند كل شخص ..
علي لسان تلك المُعقده : فلما اشتاق لوجود ابي .. و هو لم يجعلني أدرك معني هذه الكلمه ؟
لينتهي الماذون بتلك اكلمه التي تمني قاسم سماعها قبل هدير : بارك الله لكما وبارك عليكما وجمع بينكما في خير
و كأن هذه الكلمه لها سحر اقوي و لكنه كان يعلم ان هذه الكلمه هي الاخيره لتأكيد ملكه لها في حياتها الماضيه و التي تؤكد بدء امتلاكه لها الفتره القادمه
قام قاسم و قبل يد والدته التي بكت كثيرا اثناء عقد القرآن فتمنت تلك اللحظه لسنوات مسح دموعها ثم قبل يد والده و احضتنه و احضتن كريم و صافح الآخرون و ثم سلم علي وليد و احضتنه و احضتن حسني الذي لم يظن حسني يوما انه سوف يفرح في عقد قران هدير اكثر من بناته
بعد ان انتهت هدير من البكاء مع ساره و امينه و منه اما زوجه حسني اكتفت هي و ابنتها البكري بالمصافحه البارده
● اقترب قاسم منها و ابتسم لها و اقترب اكثر و ليقبل جبهتها و حضنها ... ربما كان هذا الحضن مُختلف اكثر من اي اقتراب ... منهما حتي و لو كان بحسن نيه فكان خاطي الآن هي حلاله و زوجته و حصل علي قسمته ..
همس في اذنيها بمرح : بلاش تعيطي ابوس ايد امك مش وقته خالص يعني بعدين انا زمان قولتلك هكون معاكي يوم ما تتجوزي عشان اقول لعريسك انك كئيبه بس دلوقتي مش هقدر للاسف اللي بيعيب بيلاقي
ابتعد عنها بعد ان ابتسمت قليلا و لان الجميع خلفهم .. و انتهي اليوم بتناولهم العشاء في احد المطاعم كانت ليله مختلفه تماما لم يكن بها غزل اكثر من مواقف مضحكه مرت ... و لكن لا احد يعلم ان هذا الحب المُعقد سيبقي للابد
و ليكتب قاسم هذا في تاريخه انه في يوما ما
(( قاسم حصل علي قسمته ))
بعد ان وصلوا الي شارعهم و كان قد نام الناس تقريبا الا القليل فالساعه الان الثانيه بعد منتصف الليل
قبل ان تصعد هدير الي بيتها اوقفها قاسم في فناء المنزل
● ليتحدث دون مقدمات قائلا : النهارده بقيتي قسمه قاسم فعلا .. و تأكدي انك عُمر قاسم و محدش استهلك وقتي و تفكيري و قلبي قدك انا حبيتك و عشت معاكي تفاصيل كتيره اوي قبل ما اعترف بحبي ليكي او حتي لنفسي ..او حتي بعد ما حبيتك عشت معاكي تفاصيل منسهاش .. بس انتِ عُمري يا هدير
عُمر قاسم كله كان ليكي و الباقي عشانك و متأكد ان عمري هيكون عشان حد يستاهل اني اضحي بأي شي عشانه ..
حضنته هدير فور انتهاء حديثه .. و لم ترد عليه كان ردها تلك الدموع التي ذرفتها من أجل هذا العاشق الذي كانت نصيبه حب مُعقده و لكن هل سيكون خيرها اكثر من ذلك السوء التي مرت به ؟
هدير : مش عارف اقولك ايه غير انك كل حاجه ليا ..
ابتعدت عنه و لوحت له بخجل و صعدت علي الدرج كطفله صغيره متلهفه علي الصعود و ابتسامه غريبه علي وجهها رغم الدموع التي كانت تتساقط ..
وصعدت شقتها سعيده و تذكرت عمتها فترحمت عليها و قرأت لها الفاتحه و اقسمت انها ستكون شي يستاهل ان يكون عمر قاسم و أقسمت انها ستجعل ذكر عمتها حتي بعد موتها ستظل عامره في قلوب الكثير فليرحم الله من كانت الرحمه لكل من مر بحياتها ♥...