
رواية أحببت معقدة
الفصل الثالث عشر 13
بقلم فاطمه سلطان
نمر بالكثير من الاحزان السيئه لا شك ان جميعنا لديه مشاكل و مناسبات حزينه او مناسبات سعيده فلا يوجد شخص يعيش في شقاء للابد او شخص يعيش في النعيم ... لربما كُنا دائما مخطئين فمن منا لديه كل شي ؟! و من منا ليس لديه نقص ؟! .. فهناك من لديهم عائله مستقره و يفشلوا في تعليمهم او زواجهم .. و هناك العكس ... فكن علي يقين ان هناك رزق سترزق به و انك ستمر بالصعاب و ستمر بالفرح و لكن الزم ايمانك عند كليهما ..
● ربنا يحميكم يارب من المرض و يحميكم من كل شر و الاهم ان ربنا يحمينا من شرور نفسنا
_________________________________________
لقد قالتها يوما تلك المُعقده :
فوالله احبك كُنت اخي ... و أقسم انك أبي ... و أقسم بكل ذرة و بكل نبضه من قلبي المسكين أنك الأمان و أنك السند و الملجأ و انتَ الصديق ... و انتَ القريب و لأكون انا في غربه من دونك فما هو الحب ان لم يكن كل ذلك ... عالمك لم يكن صغيراً يا قاسم اعيش فيه .. بل كُنت ايضا الأكسجين و المياه و انتَ ذلك النور الذي يشق الظلام في عالمي الكبير
فانا ان كُنت مُستقله و إن كُنت وحيده فقلبي كان دائما يريدك انتَ ... فسحقا لتلك المُسميات التي وضعها الناس في عقولنا " الأخوه " انتَ حبيبي و انتَ قسمتي و نصيبي ..
فليلعن الله من قرب الفتيات و الشباب من بعضهما بمسميات لا تُخالف الدين فقط .. بل تؤذي شعورنا حتي و إن تبادلناه فهناك عذاب ... فما الاسوء هو من كان يُحب من طرف واحد .. فسحقا لتلك المسميات و ذلك الانفتاح
انتَ دائما قدري و كُنت انتَ ذلك الوطن الذي ألجأ إليه عند ضعفي .. و كُنت الحضن الذي يحتويني في وقت مِحنتي ...
في الحقيقه اريد أن ألعن من وسخ و شوهه صوره الحب و جعلها ستار لإخفاء ذنوبنا و ربط الحب بمفاهيم كان الحب دائما برئ منها ... لعن الله كل شخص كان السبب في ذُبول ورده و ضياع البراءه و ادخل مفاهيم خاطئه في عقولنا
و ألف شكر لكل من ساعدنا في إصلاح انفُجسنا .. فليُصلحنا الله يا قاسم و ليصلحني الله لأكون زوجه تتمناها و ألا تكون انتظرت عبثا او شُعرت بالضجر فحبيبتك مُعقده و ليس من السهل ان تُحب و من السهل عليها الكثير من الأشياء .. كُن وطني و كُن رفيقي في عالمي الكبير و لكنه لا شي بدونك ..
_________________________________________
في صباح اليوم التالي .. فاقت هدير من نومها مبتسمه بعد مكالمتها مع قاسم و كأنها لاول مره افرغت ما بداخلها و تصرفت بدون حذر فسبحان الله فالأيام شي غريب و ربما لان حتي الساعة المُقبله و الدقيقة و الثانيه هي في علم الغيب ... فاليوم له بدايه حزينه و او سعيده و في منتصف اليوم من الممكن ان يكون ممل او ملي بالأحداث المثيره ... و لكن بالتأكيد أن بآخر اليوم لا نعلم كيف سينتهي .. و نجهل في أي دقيقة من الاربعة و عشرين ساعة جعلتنا نبكي او نفرح او نشعر بالوحده
ابتسمت هدير عند رؤيتها لبعض رسائل ساره و رؤيتها الي منشورات عبير المميزه في صباح كل يوم جمعه فهي عيد عند المُسلمين .. ارتدت ملابسها و كانت عباره عن فستان فضفاض قليلا و طوله يصل الي الكاحل و فوقه جاكت جينز .. فهي تحاول ان تكون ملابسها اكثر حشمه من تلك الملابس القديمه و لكن ليش لشعورها بالعار مثل الماضي و لكن لشعورها بانها تريد ان تكون افضل عند الله تدريجيا..
ارسلت رساله قصيره و مُختصره الي قاسم حتي تخبره انها جاهزه بعد انتهت من تناول الفطار مع عمتها .. و بعد دقايق قال لها ان تنزل و ستكون يارا بالأسفل ايضا .. نزلت كلا منهما و صافحوا بعض و حاولت يارا ان تكسب هدير الي حد ما حتي و إن كان اليوم فقط ..
و كانت تتحدث بعفويه شديده لدرجه ان هدير بدائت تتناسي من هي و تتعامل معها كأنها شريكه مشوارها و طريقها اليوم .... بعد رفض ساره ان تأتي لوجود ضيوف لديها و لا تستطيع تركهم .. خصوصا ان جدتها بمنزل والدها هذا الاسبوع
كانت هدير مع يارا التي تشتري احتياجاتها من ملابس و اشياء مُختلفه من المول و كأنها لا تمتلك ملابس و لكن ذلك لان ملابسها المنزليه او حتي الخروج التي اتت بها لا تتناسب معهم هنا إطلاقا و لكن لن تنكر يارا انها كانت سعيده بتغييرها و ذهابها لاقتناء ما تريده و معرفه اماكن التسوق في مصر ... و لكن كانت هدير مستغربه ... هل هي اليوم اصبحت مُرشده لأحدهم .. تتذكر انها منذ سنوات حينما تذهب الي الموقف القريب من بيتها تكون قد هاجرت و حتي ان الجامعه كانت بالنسبه لها بيت رعب في البدايه .... ستموت هل كانت بهذه السذاجة ... اما كانت العُقد كثيره بها
علي لسان هدير : انا بخرج واحده متعرفش اي حاجه و كأن بقا في حد جاهل اكتر مني وقتها كان يوم طويل و مليان باتصالات قاسم كل ربع ساعه تقريبا كان بيتصل و بيسأل وصلنا لفين كنت شايفه انه يا بيتلكك يا اما قلقان فعلا .. و رجعت انا و يارا و هي مصممه تضفني علي اي موقع تواصل إجتماعي موجود عندي بصراحه مقدرتش ارفض و بعدين حسيت انها شخص كويس و عدا شهر و فهمت انها كانت بتقابل ناس عرفتهم من سنين علي الفيس بوك كانت شبهي في وحدتها اللي كانت في الغربه حتي مع اخواتها و اهلها كانت حاسه بالغربه بينهم اللي محستش بيها مع عمها و ابنه و مراته و معايا .. اكتشفت انها خلال قعدتها في مصر عملت زي بيدج اونلاين لاكسسورات يدويه
و كنت مستغربه اوي لانها فعلا موهوبه ده اولا .. ثانيا انها مش محتاجه فلوس عشان تعمل كده عرفت اني كنت لسه سطحيه لانها اولا بتتمتع باللي بتعمله كهوايه
كنت مستغربه برضو ازاي حد حابب مصر كده بس عرفت ان كان في شاب مصري كانت هناك عند قرايبه لمده اربع شهور و اتعرفت عليه و فضلت تكلمه لمده تلت سنين علي الفيس بوك و الواتس . و كانت جايه تقابله و انها بتحاول تماطل مع باباها و مترجعش
عشان تشوفه اكبر وقت ممكن و اللي عرفته انه دكتور عيون يُعتبر حديث التخرج و في بدايه حياته و سألت عنه من غير ما تعرف عرفت ان سمعته كويسه و انه فعلا عايز يتقدم ليها بس لسه هي خايفه من ابوها
و كاني كنت ناقصه مشاكل حد و عُقد جديده بس فالواقع ريحتني الي حد ما من ناحيه ان حبيبي ممكن يتعلق بيها ..
_________________________________________
مر شهر منذ يوم الجمعه التي ذهبت فيه هدير مع يارا و ياله من شهر ممل بالنسبه لهدير فلم تكن تتحدث مع قاسم كثيرا و لم تكن احوال عمتها تطمئنها و منذ ايام قليله فك قاسم رجله و اصبح يذهب الي عمله ..
و في ذلك اليوم بعد ان انتهت هدير من عملها مبكرا ذهبت الي فرح لاستغلال اليوم و لكن هاتفها كان مغلق و البطاريه فارغه و لم تعلق فهي قالت لعمتها ذلك و ظنت انها لم تتاخر و لعد انتهائها من جلستها كانت تعود الي بيتها لتتلقي صفعه من صفعات الزمن .. دخلت الشارع... لكن مهلا ذلك الموقف كان منذ سنوات !!
نفس نظره الناس الغريبه و عبوس ملامحهم و كأنها حزينه ليست ملامح متذمره او غاضبه او مُحتقره مثل المره الماضيه ... كانت تريد ان تسال ماذا هناك و لكنها ترددت و حاولت الا تهتم حتي مرت أمام صيدليه كريم لينادي عليها بلهفه و سرعه حينما كان يقف امام الصيدليه
كريم بنبره مرتفعه قليلا : هدير !
توقفت هدير باستغراب فهي منذ متي بينها و بين كريم حديث و خصوصا بعد ما حدث هنا و رؤيته لها مع قاسم بذلك الوضع و هي تتجنب حتي شراء شي من الصيدليه و تشتري من اماكن اخري و حاولت ان تتحدث بنبره هادئه و واثقه الي حد ما : كريم ! عامل ايه انتَ و منال ؟
كريم بتوتر و كلمات منقطعه فهو يعجز ان يخبرها ما حدث : احم انا كويس انتِ ..
هدير حينما وجدته توقف و كلماته منقطعه شعرت بالقلق : انا ايه مش فاهمه ...
كريم مازال مترددا فعلي الأقل يعرف ان الخبر صعب : هو انتِ محدش كلمك ؟؟
هدير باستغراب و نفاذ صبر: حد زي مين .. مش فاهمه .. ما تتكلم يا كريم بوضوح و تقول في ايه
كريم وجد ان الحل النهائي هو اخبارها : اصل
ليقطع حديثه صوت فرمله قاسم فجأه بسيارته و توقف قبلهم بمسافه بسيطه جدا فكاد ان يصدمهم لتشهق هدير من الفجاه ... تلك السياره التي قد اشتراها منذ فتره كسياره مُستعمله تقضي غرضه دون ان يزود من اقساطه الشهريه
لينزل قاسم من السياره بعيون غاضبه بسبب الأفكار التي دارت في رأسه بسببها : انتِ تليفونك مقفول ليه .. انا عايز افهم انتِ كنتِ فين
هدير شعرت بالانزعاج من نبرته الغاضبه و لا تفهم لما و في نفس الوقت امام كريم و في الشارع : انتَ ازاي تزعق ليا كده ... ايه اللي حصل اصلا لكل ده
قاسم بنبره منفعله بسبب ذلك القلق الذي شعر به : تليفونك مقفوله من الصبح ليه و المكتب بتاعك مقفول ليه من قبل ميعاده و انتِ كنتِ فين
كريم تنحنح قائلا ليهدي من انفعال صديقه و يجعله يركز في الحدث الأساسي و تبادلوا النظرات فيما بينهم مما كان يجعل هدير تستغرب منهما : اهدا شويه يا قاسم !!
قاسم اول اني تذكر ذلك الخبر الذي أتي من كريم بحضور سياره إسعاف و اخذت هاجر منذ ثلاثه ساعات تقريبا و هو تارك معمله .... و ذهب الي مكتب هدير بعد محاولاته العديده ليوصل لهاتفها
و حينما تحدث مع ساره اخبرته بانها لم تذهب الي العمل اليوم و ذهب الي المكتب و علم انهم أغلقوا مبكرا لظرف طارئ و يكاد أنه كان علي وشك الإصابة بالجنون يوما ما بسبب تلك المُعقده
فاتي مره اخري لعله يجدها في المنزل او يفعل اي شي فكان ذاهب الي الجراج الذي يركن به سيارته في اخر شارعهم و لكنه وجدها تقف مع كريم ليكاد يصدمهم و توقف فجاه ...
هدير بانزعاج : هو انتم مالكم في ايه شكلكم غريب و مش طبيعي و لو مفيش حاجه مهمه فمعلش عن اذنكم انا مش فاهمه اي حاجه منكم و لا فاهمه انتَ كنت بدور عليا ليه اصلا
قاسم كاول ان يخفض من نبرته و من ان يقلل انفعاله : احم لا استني تروحي فين .. ممكن تيجي معايا
هدير باستغراب شديد و شك و هي تحاول ان تقرأ اي شي من ملامحه او تقرأ اي شي مرسوم علي ملامح كريم فهو ياخذ وضعيه و كأنه فقط النطق : اجي معاك فين ؟؟
قاسم بغباء و كأنها ستصدق فهناك فرق كبير بين كونك مُعقد و كونك ساذج و كونك غبي : مشوار كده ... مهم
هدير باستغراب شديد و استنكار بما يحدث: مشوار ايه ده اللي ملوش مسمي انا مش فاهمه .. استغفر الله العظيم
كانت تريد حتي لعنهما فمن يفعل و يقول كلماتهم الغير مُرتبه و الغير مفهومه ؟!
- فبالتأكيد ان قاسم و صديقه قد شربوا شيئا ما اثر علي عقولهم اليوم و كانها لا تعلم انها ستشرب من الصدمات الكثير و الكثير ..
هدير : انا لازم اطلع عشان عمتو زمانها قلقت اتصلت بيها بفون من كشك لقتها مش بترد فلازم اطمنها عليا .. و ياريت لما تعرفوا انتم مالكم قولوا ليا عشان بجد انا علي اخري
كانت ستذهب و لكن اوقفها قاسم للمره الثانيه بنبرته الحنونه و لكن لا فايده من المماطله فبالنهايه الخبر ليس سي لهذه الدرجه فالاسوء لم يأتي بعد : هدير دقيقه بجد احنا مش بنهزر لازم نروح ....
رن هاتف قاسم ليعلن عن اتصال من والده امسك هاتفه و كأن الخبر قوله صعب ليصبح اصعب الان .. و كان يتحدث والده الذي ذهب مع زوجته الي المستشفي كالعديد من الجيران و حاول ان يقول له ان هاجر انتقلت الي رحمه الله اثر سكته قلبيه مفاجأه بعد شعورها بأعراض غريبه كالهبوط و اسباب كثيره فكانت هاجر تمر بنوبات قلبيه بسيطه او تتكرر معها علي فترات متباعده و لكن كانت هذه المره شديده تمزق في عضلة القلب في بعض أجزائها التي ضعفت من جراء النوبة القلبية، فنشأ ثقب في القلب أدي إلي الموت السريع و المفاجي
انصدم قاسم و و كانه فقد النطق فهو كان يخشي اخبارها بأن هاجر مريضه و في المستشفى و لكن ماذا يفعل في هذه اللحظه فعلي ما يبدو انه يواجه احد لحظات حياته الصعبه مع المُعقده فمتي ستأتي تلك الأيام التي يعيش معها لحظات من السعاده و الحب و الهدوء الا يستحقوا ؟! .. يفهم كريم من وجه قاسم أن هناك شي ما
هدير باستغراب و قلق اصبح يراودها فقاسم و كريم ليست اشخاص تتحدث في هراء او يعطلوها بلا جدوى : في ايه يا قاسم بتكلم مين تنحت كده ليه و لازم نروح فين .. ده ايه اليوم االي مش باين ليه ملامح ده
كريم حاول ان ينقذ الموقف و تحدث باي شي اتي علي باله في تلك اللحظه و اي كذبه : هدير ممكن تيجي تدخلي معايا الصيدليه واضح ان قاسم مش طبيعي دلوقتي و انا كنت عايز من بدري اسالك حبه اساله عشان ابن خالتي الضرايب هرياه
هدير باستغراب و استنكار من هرائهم : انا اللي هفيدك ده انا لسه مخلصه تدريب من فتره قليله
كريم : تعالي بس
ليشير لها و تدخل مُجبره علي التخلص من هرائهم و سخافتهم الغريبه و لكنها لم تتوقع شي كهذا رغم قلق قلبها و لكنها لم تحب ان تكون متشائمه ... دخلت و هي ترمق قاسم بنظره غير مستوعبه لحالته و لم تستطع فعل شي .. و لكنها بالتأكيد انها ليست مطمئنه إطلاقا
دخل كريم معها و تحدث معها في هراء و كلام غير مُرتب و كانت هدير مستغربه و لا تفهم اي شي ربما كريم لا تستطيع التحدث معه بحريه او حتي فهمه و لا تستطيع احراجه خصوصا في وضع قاسم الغير مفهوم
دخل قاسم بعد دقائق و يأخذه كريم من يديه و يخبر هدير بان تغلق باب الصيدليه حتي لا ياتي احد لمده دقائق يصعد هو و قاسم الي البيت من الباب الداخلي للصيدليه متحججا بانه سياتي بعلب دواء و ليساعده قاسم في حملها
لتذفر هدير بضيق من غرابتهم و تغلق الباب و وجدت شاحن في الصيدليه فبالتاكيد تبع كريم فاخذته و وضعت هاتفها ليشحن و ما هيا الا دقيقتين ليفتح و يتصل بها وليد علي الفور حينما جائته رساله بأن هاتفها مُتاح .. لتجيب هدير ليطمئن وليد انها بخير و حتي لم يسأل علي مكانها ليخبرها بالصدمه دون حتي مقدمات
وليد : احنا في المستشفي يا هدير .. عمتك تعبت الصبح و الاسعاف جت خادتها
هدير بلهفه: مستشفى ايه و هي عامله ايه دلوقتي
وليد : هدير عمتك تعيشي انتِ
هدير برفض تام و كأنها لا تصدق ما سمعته : انتَ بتقوب ايه يا وليد انتَ ..
لتنقطع كلماتها سقط الهاتف من يديها و تصلب جسدها و كانها .. ليدخل قاسم وكريم الذي يفصلهم عنها باب بسبب صدع صوت الهاتف لاصطدامه بالارض .. ليدخل قاسم و هو يجد أن دموعها بدائت بالنزول دون تعليق ليمسك يديها و يري انها حتي لم تهتز او تتحرك فقط دموع تنزل كالشلالات و يشعر بتلك البروده
و كأنها اصبحت جليد .. لا استطيع ان أنكر أن دموعه نزلت معها ايضا لا شي يفرق معه سوي ضمها ليبعد كريم نظره و للاسف لم يمنعه.. لم تبادله او تتحرك سوى انها بعد دقائق و كأنها استوعبت اخيرا ما يحدث .. صرختتتت و هي في حضنه و قريبه من صدره لينتفض قلبه اصر صراخها و كأن قلبه صرخ معهاا ..لينصهر هذا الجليد لتخور قواها تماما و تفقد الوعي يصرخ قاسم خوفا عليها .. و يمسكها و يحاول كريم ان يفيقها معه و لكنها كانت ترفض ان تستجيب لأي محاوله و نبضاتها ضعيفه بشكل غير طبيعي و كانها تنسحب عن هذا العالم المُخيف....
ليحملها قاسم و يخرج و يغلق كريم باب الصيدليه تماما و يتسائل الناس عن وضع هدير ليجيب عليهم كريم بأن علمت الخبر و سقطت في الصيدليه فلم يتحدث قاسم بكلمه فليحترق العالم كله فلا شي يهمه سوا قلبه فهدير هي قلبه فتلك الأحلام المخيفه التي يحلمها بشانها دائما تتحقق فما هذا العذاب
ذهبوا بها الي المستشفي ليتصل الناس الذين كانوا في الشارع و شاهدوا هذا المنظر .. يتصلوا بحسني و يخبروه ما حدث و لكنه لم يكن باستطاعته ان يغضب علي احد او يفكر في شي ... سوي أن وليد طلب من خليل أن يتصل بابنه الان ليعلم وليد ان هدير في نوبه عصبيه بسببه فلعن نفسه و لكنه لم يكن يقصد ان يفعل اي شي فهو لو يفكر في اي احتمال و كأن عقله هو من توقف عن العمل و ذهب لهم حتي لا يترك ابنه عمه مع شابين أغراب فليشكروا علي مَعروفهم و كفي .. لم يعاتب أي شخص الاخر و لم يريدوا ان يفعلوا شي اسوء مما يحدث
________________________________________
تم دفن هاجر و هي تاركه في نفس أخيها حسني و نفس هدير و نفس وليد و في نفس كل شخص عرفها أثر طيب كان حسني يبيت مع هدير في الايام الأولي و زوجته كالعاده لم تبالي
و ساره اقنعت والدها انها لن تستطيع ان تترك صديقتها و وافق احمد علي مضض و حتي ان خليل عرض علي حسني أن يبيت في شقه اخيه و تبيت يارا مع هدير ..
فيارا حزنت علي هدير رغم انها لم تعرفها لفتره طويله غالبا لم تتجاوز شهرين ... لكن حسني لم يوافق ان يبيت لدي أحد .. و لكنه رجع الي منزله و يأتي في الصباح و يرجع في المساء حتي يترك الفتيات علي راحتهم و لأنهم يستطيعوا التعامل معها بشكل افضل فهو لم يشك لذهابه المتكرر و لأنه ايضا حزين علي اي يوم فكر فيه في إرث و فكر تلك الأفكار الشيطانيه فوالله لا تسوي الدنيا بدون اخته
_________________________________________
لقد قالها ذلك الذي وقع في شِباك معقده : يبدو أن الحب صعب و اصعب مما ظننت فلا يمكنك أن تفوز بطريقه سهله علي قلب شخص اخر و من الصعب هو ان تجتمع مع القلب الذي مال له قلبك و الأصعب هو العيش بسلام معه ..
فلم يكذب أن الحب يُعني المرض و الحب هو أن تحترق شوقاً للاخر و لتشعر بالغيره من يواسي حبيبك و تكون انتَ مُجبر علي الإنتظار كأنك شخص غريب لا استطيع حتي أن العنك يا مُعقده
و لا يجرؤ لساني ان يلعنك يا حُوريه .. و لكني حزين اكثر منك او بقدرك علي الأقل فيجب ان أكون أنا من اتواجد بجانبك و ليس هؤلاء الناس ... فأنا الأحق بقربك
_________________________________________
كانت هدير ترفض الحديث سوي ان يتركوها بمفردها ليس يأس او حتي صدمه فقط و لكنها شعرت نفس ذلك الاحساس التي شعرت به و هي صغيره في عام 2005 .. حينما ماتت والدتها و كانها اصبحت يتيمه مره اخري تكره نفسها و تكره تلك الليالي التي لم تهتم بهاجر و لم تظهر لها انها ابنه باره ..
كانت تحبها كثيرا فهي سبب الحياه فهي من اهدتها كل شي و لم تاخذ شي و لم تنتظر حتي مقابل و سبب كل شي معها فلم تحزنها هاجر يوماً او حتي قالت لها كلمه احزنتها بالخطأ و لم تشعرها يوماً انها عبء .. كانت تحبها و لكن كانت لم تُعبر لها عن حبها اكثر فقلبها يؤلمها و بشده لم تكن تعرف انها ستفقدها هي ايضا فمن تبقي لها ؟؟ .. نفس ذلك الاحساس تشعر بنفس ذلك البرد و تغطي جسدها و تحاول تحجب نفسها عن العالم ... و كأنها عادت تلك الطفله الصغيره
لقد قالتها يوماً تلك الفتاه المُعقده : فسامحيني يا هاجر سامحيني يا أجمل امرأه رأيتها و لن يكون احدٍ يوما بطيبتك و انني اتذكر كل كلمه تفوهتي بها انا هدير ابنه هاجر و انتِ ليست مُجرد عمه ..
فلاش باك
كانت هدير بحضن هاجر علي فراشها و تغلغل أصابعها في خصلات شعرها و كانت تحدثها عن لقائها بزوجها
هدير باستغراب و نبره هادئه : مش عارفه ليه كل مره بتحكيلي نفس الشي لكن ببقي عايزه اسمع تاني
هاجر بابتسامة و هي مازالت تعبث في خصلاتها و كأنها طفلتها مهما كبرت : المهم تكوني فهمتي انا قصدي ايه
هدير بمرح : و أنا من امته بفهم يعني
هاجر بهدوء : انك عمرك ما هتاخدي كل حاجه مثلا انا اتعلمت و متخرجه من زمان بتقدير كويس جدا لكن مشتغلتش ... انا كان ليا أهل كويسين و أبويا كان راجل كويس و شوفت العز كله معاه و العز مش معناه الغنا معناه انه كان بيصرف اخر جنيه في جيبه عشان خاطرنا ..
اتجوزت راجل محترم و طيب و بيحبني و اتحسدت عليه لمستواه الإجتماعي كمان بس مخلفتش و ربنا يرحمه مات بدري و كان زماني لوحدي فانتِ كنتِ عوض .. اللي عايزه اقوله ليكي يا هدير انك عمرك ما هتاخدي كل حاجه و دايما في حاجات لازم ربنا بياخد مننا شي عشان يدينا شي تاني و دايما عوضه حلو
هدير بابتسامه راضيه : و نعم بالله .. ده عشان اتفائل يعني و قاسم يكون عوض ليا
هاجر بابتسامة : انا مش من النوع اللي هلف و ادور عشان اقولك وافقي علي قاسم عشان هو العوض لأن ده قرارك انتِ و مفيش حد يقدر يقول كلمه بعد صاحبه الشأن ... بس انا أحب أعرف رايك بينا و بين بعد لان موضوع السنه ده مش داخل دماغي ...
هدير بانزعاج : مش عارفه انا ليه قولت كده بس أنا لو كنت قولتله انا موافقه كنت حاسه اني هخسر و لما قولتله انا مش عيزاك هخسر و مش عارفه انا قولت كده ليه بس متوقعه انه هيسبني و هيمل قبل السنه ما تخلص
هاجر بصدق و حكمة : بس احنا عارفين انه مش هيمل .. بصي يا بنتي افهمي يا قلبي حاجه واحده بس .. ان كل حاجه عملتها من اليوم اللي بقيتي في مسؤوليتي انا عملتها عشانك و عشان مصلحتك دايما في المقام الأول
و فضلتك حتي علي مصلحتي انا في أحيانا تانيه لأنك انتَ كنزي اللي هيفضل بعد ما اتكل علي الله
هدير بسخريه : بعد الشر عليكي ... ليه بتقولي كده
هاجر بصدق و حقيقه : دي الحقيقه يا بنتي الشخص اللي ملوش اولاد بينقطع عمله الا لو كان ليه صدقه جاريه او علم ينتفع به او ولد بيدعي ليه
و الحقيقه ان الدنيا فانيه و صغيره اوي و العمر بيسرق انا عارفه الخلفه و الجواز بتاع ربنا بس متسبيش الدنيا تسرقك سواء مع قاسم او غيره ..
انا عارفه برضو ان في ناس كتيره ربنا مش بيرزقها بأن يكون عندها عيله او عيال زيي ربتا مرزقنيش او انها متخلفش و ده في الأول و الآخر نصيب بس اوعي تخلي الدنيا تسرقك و تلاقي نفسك بعد سنين لوحدك كوني عالم جديد و انجحي في شغلك و برضو تكوني اسره ...السنين مفيش اسرع منها
هاجر حينما وجدتها صامته تماما فاردفت قائله : مالك
هدير بقلق : ابدا كلامك يخوف...
هاجر بنبره هادئه : سيبك من الكلام ده بس انا عايزاكي تكون بخير في وجودي و في غيابي بخير و في وجود اي حد و من غيره متكونيش ضعيفه و خليني مفتخره بيكي سواء عايشه او ميته تأكدي انك مش هتتكسري من ناحيتي و لا تسمحي لحد يكسرك
هدير تشبست بها بقوه : بلاش كلامك ده بجد يضايقني
هاجر بانزعاج : انا بقول الحقيقه يا بنتي لازم تتصدقي عليا بعد موتي ليا و لامك و تفتكريلي دايما كل حاجه حلوه
باك
دمعت عين هدير لتقوم و تتوجه الي المرحاض و توضأت لتصلي و تدعي لها لتركض بسلام من اكرمتها و لم تهينها برغم ارتكابها الكثير من الأشياء
_________________________________________
في الصباح الباكر قد تم مرور عشرين يوماً علي وفاه هاجر ... اتت أمينه اليوم حتي تهون علي هدير برغم انها من تحتاج الي من يُهون عليها فهي ايضا فقدت شخص عزيز عليها
و حزنت بقدر هدير و اكثر اقنعت ساره هدير بأن تقوم و تخرج و تقابلها فعيبٍ ألا تصعد حتي و ان كان تحججها بحالتها النفسيه اردت هدير ذلك الاسدال الاسود التي كانت تحبه عمتها و أردته و صافحت أمينه و حينما حضنتها بكت في حضنها لتبكي امينه و ساره ايضا حزناً عليها ... و بعد دقائق ابتعدت هدير عن حضنها و حاولت أن تتمالك نفسها قدر الإمكان لربما لا تريد أن تسوء حالتها اكثر ما عليه فمازالت لا تتعافي من مشاكلها النفسيه و لكن سيبقي الحزن للابد
أمينه بنبره حنونه : كله نصيب يا بنتي و هي فراقها واجعنا كلنا وربنا يعلم الايام اللي فاتت انا كنت بحاول اتمالك نفسي قبل ما اطلع عندك .... بس مجرد ما دخلت و هي مش موجوده و انا مقدرتش اتحمل لما شوفتك
هدير بحزن شديد : ربنا يرحمها يارب و يسامحها
أمينه بعفويه و كأنها ايضا ستعبر و تفهم الوضع من الآن : قاسم كان عايز يجي معايا والله هو و خليل بس محبوش يضايقوا عمك عشان لو جه علي فجاه
هدير بنبره منكسره و هادئه و رزينه : كأنهم جم كفايا وجودك .. و ممكن تقولي لقاسم يا طنط لو معاه رقم المحامي بتاع عمتو يبعته لساره عشان انا تليفوني الشاشه اتكسرت و مش عارفه اوصل لحاجه و تليفون عمتو مش لقياه خالص ..
أمينه باستغراب : ليه يا بنتي عايزه المحامي ؟
هدير بتفسير : عشان اعرف وضعي ايه بس ما عمي صاحب كل حاجه و لكل حاجه و انا مش ناويه استني لما اسمع من حد كلمه وحشه
ساره حاولت ان تهدأ هدير و تجعلها تفكر بشكل إيجابي : ليه بس يا بنتي في ايه يا هدير يعني عمك هيطردك و بعدين ده بيجي كل يوم عشانك
هدير باستغراب : مفيش حاجه مضمونه يا ساره صحيح لغايت دوقتي الوضع صامت بس انا عارفه من الاول ان ابويا ملوش حاجه هنا و بايع نصيبه حتي لو ليه مش هتفرق من ورث عمتي لانه اكيد هيبيعه و مش هيفرق معاه حاجه و لا هيفكر فيا .. فلازم اعرف رأسي من رجليا و عشان لو كده أجر شقه ..
امينه بانزعاج و استنكار من تفكيرها : هقوله يا بنتي و بعدين بلاش تحطي في دماغك الأفكار الوحشه دي و بعدين شقه ايه اللي تاجريها انتِ هتعيشي لوحدك وله ايه ..
هدير بحكمه : للاسف ده اللي هيحصل يا طنط لو الظروف حكمت بكده ...
أمينه : ده عندنا البيت كله بتاعك يا بنتي و بعدين ده الواحد كان شايل هم أنك تكوني لوحدك قصادنا .. لا كمان تعيشي في حته منعرفهاش
ساره حاولت ان تلطف الأجواء : اتفائلوا شويه يا جماعه ده مش وقت نزودها علي نفسنا اكتر
أمينه بصدق و جراءه : الكلام ده مش وقته يا بنتي بس كان المفروض تردي ... علي قاسم من بدري و لو انتِ موافقه فمش لازم تشغلي بالك بالأماكن
و الكلام ده طبيعي اننا مش هنسيبك حتي لو الفتره اللي قبل الجواز تقعدي معانا تحت في الشقه بتاعت عم قاسم و ابو يارا و لو علي الناس تكتبوا كتب الكتاب
خجلت هدير و لم تستطع ان تتحدث في هذا الوضع و كأن الظروف ضدها
أمينه بانزعاج : هو مش وقته يا بنتي اكيد بس انا اتكلمت حسب الظروف و حسب اللي بتقوليه
هدير بنبره هادئه و احمر وجهها لموقفها مع قاسم كنوع من انواع الخجل و غضبها و قلقها علي مستقبلها : شكرا علي خوفك عليا يا طنط ربنا يخليكي ليا و صدقيني كله في الأول و الآخر نصيب و لما قاسم يفكر مع نفسه في الوضع الجديد و يكون ثابت علي قراره
قاطعتها أمينه قائله بنبره تتخللها السخريه : هو انتِ لسه يا بنتي بتقولي ثابت علي قراره يعني انتِ مش عارفه
ساره جاولت ان تخفف الوضع بل هي تزيده علي هدير : احم احم يا طنط متحريجهاش احنا عارفين انهم لبعض .. بس الوضع دلوقتي ميسمحش يعني ان هدير تقول حاجه او تفكر هي اكيد محرجه و زي ما حضرتك قولتي مش وقته
لترمقها هدير بنظره غاضبه الي حد ما
و فهمت أمينه بعد فتره من الحديث أن قاسم اذا تقدم ستقول له هدير نعم و لكن هناك الكثير من الأشياء التي يجب ان يفكروا بها
_________________________________________في مكتب المحامي الخاص بهاجر منذ سنوات
قاسم بنبره حاسمه : زي ما قولتلك انا متاكد من الخطوه دي و مش ناويه ارجع لهدير ملكها ..
المحامي بانزعاج : بس احنا مكناش متفقين علي كده يا استاذ قاسم احنا كُنا متفقين انك هترجع لهدير ملكها و انا شايف انها واعيه
و بتسأل عن النظام و عايزه تكلمني يعني هي عارفه و مُدركه لكل شي حواليها و مش في صدمه و متنساش ثقه مدام هاجر فيك
_________________________________________
بعد مرور ايام ذهبت ساره الي جدتها و كانت ستعود مره اخري .. صعد قاسم مع يارا في الصباح الباكر قبل الذهاب الي عمله متحججا انه سيعطيها تلك الاشياء التي ارسلها والده من السوبر ماركت لها
فصعد قاسم و دخلت يارا حتي تتركهم علي انفراج لتضع الاشياء في المطبخ و كانت هدير صامته و عاقده ذراعيها و ترتدي أسدالها
قاسم بابتسامته المُشرقه : صباح الخير
هدير اخيرا تحدثت بشي : صباح النور ايه الحاجات اللي انتَ و يارا جايبنها دي
قاسم مازال محافظ علي ابتسامته : هو انا طالع انا و يارا بيها فعلا بس مش مني دول من ابويا عشان تاريخ الصلاحيه بتاعهم هيخلص قال يلبسهملك
هدير حاولت الا تبتسم فهي لن تقبل شيئا من احد فهي باعت اشياء من ذهب والدتها بسبب جلوسها لما يقارب شهر في المنزل و لم تذهب للعمل فقط مواظبه علي جلسات فرح و لكن ما اوقفها عن العمل ليست مشكلتها بل مشكله صاحب المكتب نفسه فهو علي وشك ان يُغلق : افندم .... بجد جبت الحاجات دي ليه
قاسم بصدق : والله عمك خليل اللي قالي اجبهم و مقاليش حاجه
هدير بتفسير : بس انا مطلبتش حاجه و ..
قاسم بسخريه و هو يحك ذقنه : ده علي اساس اني بتاع الدليفري يعني ما انا عارف انك مطلبتيش حاجه
هدير بخجل و بنبره متذمره : طيب تمنهم كام
قاسم تصنع التفكير : امم كتير اوي يعني .. بس ملوش لزوم
هدير بإصرار : انا مش هاخدهم الا لما ادفع تمنهم
قاسم بابتسامة مستفزه و هو يعلم نظارته : كنتي بتطفحي بالتلاته كيلو فراوله و متساليش عن حاجه
هدير بصدمه من تعليقه : انتَ بتكلمي كده و بعدين انا كُنت صغيره و مبهزرش
قاسم باستفزاز : طيب و انا مبهزرش و بعدين انتِ لسه صغيره مكبرتيش علي فكره و بعدين النهاره انا جايلك الساعه سته عشان المحامي عايزك بخصوص حاجات عشان كده مبعتش الرقم
هدير باستغراب : حاجات ايه
قاسم باستغراب : مش عارف حاجات ايه .. تمام هتكون ساره جت كمان .. و بعدين انا مش عارف اتصرف
هدير باستغراب : تتصرف في ايه
قاسم بنبره اعتراض : في نصيبيي .. كفايا استعباط انا بجد عايز أكون جنبك مش طالع سرقه كفايا اوي دلع
لتخرج يارا من المطبخ فابتسمت لهم
يارا بابتسامه هادئه : اعتقد اني اتصرفت كويس بس خشي اطمني علي مطبخكم بصراحه
لتبتسم هدير بخفه
قاسم بمرح و هو يوجه حديثه لهدير : طيب هو اولا انتِ لازم تجيبي تليفون عشان اطلبك و ثانيا لازم اطلبك ..
هدير ظنت انه يتحدث عن الهاتف
_________________________________________
في فناء المنزل دخلت ساره و وجدت وليد و يتحدث في الهاتف و لكنه أغلق و هي تصعد علي الدرج
ليوقفها وليد : ايه السلام عليكم حتي يعني ده انتِ لو داخله و شايفه يهود مش هتعملي كده
ساره بانزعاج : انا حره الله خليك في نفسك بقا انتَ هتاخد عليا وله ايه
وليد لام نفسه حتي انه جعل لها ثمن و كان يريد ان يسلم عليها : يا شيخه انا امي مربتنيش أساسا عشان فكرت أسأل علي مدب زيك يا ساتر عليكي و علي اللي يعبرلك
ساره بانزعاج و ملامح حاده : بقولك ايه اقسم بالله مش هخلي حد يشوفلك وش من قفا انتَ سامع انا طالعه بيت صاحبتي متاخدش عليا مش عشان قريبها
وليد بعدم استيعاب : انا بجد انا مش عارف انتِ جنس ملتك ايه ده انتِ عايزه تتاخدي قلمين اقسم بالله علي طوله لسانك دي
ساره علي وشك الصراخ : مطلوش لسانك
وليد بسخريه : انتِ اللي طولتيه
ساره بانزعاج : ملكش دعوه بيا عشان مقلش أدبي عليك
ليقاطعهم صوت أحمد : ساره !