
رواية أحببت معقدة
الفصل الرابع عشر 14
بقلم فاطمه سلطان
■ لعل هذه الأزمة العالمية هو ان الله يريد ان تَحيا البيوت بذكر الله و تحيا بصلاه الأهل جماعه و فتح المصاحف التي هُجرت في المنازل و تحيا بكثره الدعاء و التسبيح
البيوت اللي نسيوا القرآن و حياتهم أصبحت اغاني يمكن مش عقاب من ربنا او غضب يمكن تكون فرصه لصلاح الناس و تكون فرصه لينا احنا يبقي عندنا وقت نفكر في نفسنا في الفراغ ده من غير ضغط جامعه أو شغل او مدرسه دي فرصه نعيد حساباتنا .. ادعوا يا الدعاء بيحقق معجزات و ادعوا للناس كلها مش بس ليكم و لقرايبكم .. لعل احدكم أقرب الي الله من الآخر ..
فلا يعجز الله رب المعجزات و هو القادر علي كل شي بأن ينهي هذا الوباء في ليله فهو القدير العليم و لكن له حكمه في ذلك ❤
________________________________________
سألني الكثير ما هو الحب و لكني متأكد ايضا ان هناك الكثير من سألوا أنفسهم او هناك من سالهم .. الحب هو حب راحه حبيبك حتي و ان كانت مع اخر ..
الحب هو ان تكون خيرا لحبيبك اما لا تكن له شي .. ان المحب لا ياذي حبيبه سوي بالاشتياق و نار الحب و لوعته و لكن ان تصيبه بشر .. فهذا يُدعي اي شي غير حُب .. كان أبسط مفهوم في عقلي
_________________________________________
وليد بعدم استيعاب : انا بجد انا مش عارف انتِ جنس ملتك ايه ده انتِ عايزه تتاخدي قلمين اقسم بالله علي طوله لسانك دي
ساره علي وشك الصراخ : مطلوش لسانك
وليد بسخريه : انتِ اللي طولتيه
ساره بانزعاج : ملكش دعوه بيا عشان مقلش أدبي عليك
ليقاطعهم صوت أحمد : ساره !
التفت وليد و ساره ايضا التي شعرت بالرعب و تلك الرعشة التي دبت في اوصالها فهي تقسم ان والدها سيقتلها بعد تحذيراته القديمه .... ذهب وليد و صافحه بهدوء و ملامح هادئه و بارده تماما و كأن شيئا لم يكن .. ليصافحه احمد بانزعاج فهذه هي المره الثانيه ليصادفه مع ابنته فعلي ما يبدو ان التحذير و ما فعله المره الماضيه معها لم يكن كافي فهو يريد قتلها و لكن مهما حدث لن يقوم باهانه ابنته امام احد .. لم يسمع شي ملحوظ فقط هو غضب حينما وجدهم بالصدفه البحته
ساره بتوتر و هي تعلم ان من الممكن ان يشفق عليها والدها و يأخذ عزاها ام سيجده كثيرا عليها .. فعقلها يرسم جميع السيناريوهات التي تأتي في بال اي شي : بابا !!
احمد بتفسير و بقدر الإمكان حاول التحدث بنبره هادئه حتي لو كانت كاذبه فسيحاول ان يتصنعها : انا لسه جاي و كنت رايح عند ستك بس قولت اعدي عليكم و اسلم علي هدير الاول ...هو انتِ كنتِ فين
ساره بتوتر و تلعثم رغم انه لم يقول شيئا و لن يقول حتي أمامه و لكنها تعلم ان هناك الكثير و الكثير ينتظرها : انا ... انا ... لسه جايه من هناك
لينظر لهما احمد بشك و كأنه يرصدهما من اسفل الي أعلي ربنا لن يفعل شي أمامه و لكنه لم يستطع ان يخفي ضيقه هذه المره ...
ليحاول ان يتحدث وليد و ان يقول اي شي قد يجدي نفعاً : انا عايز اشكرك يا عم احمد انك سايب ساره هنا عشان الظروف يعني حضرتك عارف اللي هدير بتمر بيها و كده ... و وجود ساره اكيد فارق معاها والله حد غيرك مكنش هيوافق
احمد بلا مبالاه و بنبره يتخللها الغضب المكتوم : لا شكر علي واجب هدير برضو زي بنتي
وليد كان يحمل بعض الأكياس و بها علي ما يبدو معلبات و اشياء قد ارسلهم حسني لها و كلفه بإعطائه لها قبل ذهابه الي العمل
وليد تحدث بنبره واثقه فهو لم يفعل شيئا حتي يخاف منه : تمام انا هروح شغلي و كويس اني قابلتك هنا عشان مطلعش و اتأخر ... اكتر من كده
ترك الاكياس علي الأرض و ودعهم ثم ذهب فبالنهايه هو لم ياتي لغرض اخر
احمد : اطلعي طلعي الحاجه ليها و انا مستنيكي هنا
ساره بتوتر و خجل : يا بابا والله
احمد بغضب و انزعاج شديد : دي تاني مره يا ساره و مش عشان قدرت الظروف و سبتك تباتي معاها اني اكون سيبهالك علي البحري بقالك شهر هنا و متكلمتش بس لو هتفكري تقصري رقبتي يومك مش هيبقي ليكي ملامح
ساره بصدق : والله يا بابا قابلته بالصدفه و كنت لسه راجعه من عند ستو و كانت عمتو و بنتها هناك
احمد بانزعاج و مبره غاضبه لا يعلم احد اذا لم يكونوا في مكان غير مكانهم ماذا كان يحدث : ماشي اعملي حسابك من بكرا ترجعي البيت تاني و مدام عمتك و بنتها هيقعدوا مع ستك لفتره يبقي ترجعي بقا انا مش هسيبك تاني داخله علي شهر هنا عملتي اكثر من الواجب و زياده اوي و احنا مش سايبين طلعي ياله الحاجات دي
ليهتف بنبره حازمه و لا تقبل المجادلة : و انا مستنيكي ياله
تجد ساره ان نبره والدها جاده للغايه فاخذت تلك الاشياء و اعطتهم لهدير و قصت مع حدث باختصار امام قاسم و يارا و هدير ثم نزلت مره اخري لتتلقي غضب والدها طوال الطريق و حتي وصولها الي منزل جدتها لم يرحمها من المعاتبه و الكلام اللاذع الذي لم تسمعه منه طوال حياتها كلها ... و ايضا لحقها قاسم و نزل من عند هدير و ذهب لعمله و ترك يارا معها و حتي بعد وقت انضمت لهما ام محمد ...
_________________________________________
اتي حسني قبل (( قاسم و المحامي )) و تحدث مع هدير و حاول ان يوصل الود بينهما و يعرفها انها يمكنها الإعتماد عليه فمن تبقي لها الآن غيره ؟ فلقد ذهب الجميع و يجب ان يتم ربط الصله بينهما فمهما حدث هو عمها و لكنه لم يكن يتحدث باي شي يدل علي ملكيه البيت .. و لكنها لم تستطع ان تتحدث في شي لان الموضوع لم يفتحه حسني بأي طريقه و شعرت بالاحراج من بدء الحديث فقالت انه من الممكن انه ينتظر المحامي ليتحدث بطريقه افضل فلاخر وقت كانت تظن ان هناك شي غريب و حاولت ألا تستعجل و تنتظر ان تمشي الامور كما يرتبها الله فقط تعيش اللحظه ..
علي لسان هدير : بصراحه انا كنت مستغربه من كلامه معايا مكنش في غيري انا و هو .. لان يارا كانت لسه ماشيه من شويه فمكنتش مطمنه بصراحه و كنت مازلت حاسه اني هتصدم صدمه عمري لما يجي المحامي و حبيت اني مضايقش نفسي و اسيب كل حاجه تمشي زي ما تمشي .. و نشوف ايه اللي لسه متخبي ليا
_________________________________________
■ { بعد وقت جاء قاسم و صافح حسني مما جعل هدير تستغرب فلا تظن انها حدثت في مره بعد ذلك اليوم الذي صفعها فيه حسني انه قد صافح قاسم في مره او كان بينهم حتي هذا الهدوء } .. و المحامي قدم التعازي لها فهي قد راته غالبا مرات قليله لا تتجاوز ثلاثه مرات طوال هذه السنوات فكان اذا هناك مشكله او اي إجراء قانوني كانت تلجأ له و تذهب الي مكتبه
نظر قاسم لحسني ... فنظر له حسني نظره تعبر عن { موافقته } بانه مازال لم يتحدث بشي معها و علي عهده الذي اتفقا عليه عند المحامي ..
فلاش باك
في مكتب المحامي الخاص بهاجر منذ سنوات
قاسم بنبره حاسمه : زي ما قولتلك انا متاكد من الخطوه دي و مش ناويه ارجع لهدير ملكها ..
المحامي بانزعاج : بس احنا مكناش متفقين علي كده يا استاذ قاسم احنا كُنا متفقين انك هترجع لهدير ملكها و انا شايف انها واعيه
و بتسأل عن النظام و عايزه تكلمني يعني هي عارفه و مُدركه لكل شي حواليها و مش في صدمه و متنساش ثقه مدام هاجر فيك
قاسم بلا مبالاه و نبره مبهمه : الاتفاق اتغير
المحامي بانفعال حاول السيطره عليه فهو لم يوافق في البدايه فكان يظن ان هذا الشي سذاطه من هاجر فمن يثق بأحد لهذه الدرجه : قاسم في ايه انا مش فاهم و حتي لو غيرت الاتفاق ياتري انتَ جاي هنا تقولي انك غيرت الاتفاق ؟؟ و خونت عهدك .. انتَ معاك كل اللي يثبت انك مشتري نصيب هاجر و دافع حقه و متوثق كمان ... من بدري مش محتاجني في حاجه يعني عشان تسمعني الكلمتين دول
قاسم بهدوء و نبره واثقه : لا محتاجك تكلم عم هدير دلوقتي و تخليه يجي من غير ما تقوله ان انا هنا و جه الوقت اللي الاتفاق يتكشف
المحامي بعدم فهم فهو من يتذاكي علي الناس اصبح لا يفهم اي شي الآن : انا مش فاهمك انتَ عايز توصل لايه يعني يا قاسم ؟ يعني ايه تكشف الاتفاق لحسني ؟؟؟
قاسم شرح له كل شي يريد فعله و اقتنع المحامي و اتصل بحسني ليخبره انه يريده في شي هام يخص السيده هاجر و بالفعل بعد مرور ساعتين او اقل .. قد جاء حسني و لبي طلبه .. و حدث مشاده بينه و بين المحامي بسبب كذبه عليه و انه اتصل به من اجل قاسم و اخفي عليه انه يتواجد هنا و حاول ان يتدخل قاسم فهو السبب في النهايه
قاسم حاول ان يكسبه بقدر الإمكان و يحاول تهدئته : طب انا ممكن افهم انتَ متعصب ليه دلوقتي هو في عداوه ما بينا يعني ؟ و بعدين كل اللي حصل كان موضوع مر عليه خمس سنين و كان سوء تفاهم و برضو غلط مني كنت متهور شويه وقتها و بعتذر لحضرتك دلوقتي
ذفر حسني بضيق و اشاح وجهه الي الناحيه الاخري
المحامي حاول ان يهدأ الجو بينهما : اهدا يا استاذ حسني يعني احنا مكنش قصدنا حاجه استاذ قاسم كان عايز يتكلم معاك وكان عارف انه لو قال لحضرتك بنفسه انك تيجي .. حضرتك عارف اللي كان هيحصل
حسني بانزعاج و ضيق و لا يعلم حتي لما يكرهه لهذا الحد : عايز ايه مني يا قاسم ؟؟ و عايز تتكلم معايا في ايه
قاسم بهدوء و هو مسلط بصره عليه : تحط ايدك في ايدي و نقرا الفاتحه سوا .. و اننا نسمع بعض النهارده و نصفي قلوبنا في الأول و الاخر انا زي ابنك واعتبرني كنت متهور و غلطت و برضو كان السبب مش انا في المشكله في الزفت اللي اتكل علي الله ده فبلاش تفتح القديم و نهدا ... السنين عدت و مش هنفضل متخانقين العمر كله عشان مشكله سهله زي دي
تحدث المحامي لمده دقايق مع حسني حتي هدأ و تمت قراءه الفاتحه و بدأ قاسم بسرد ما حدث منذ شك هاجر رحمها الله في مرضها و طلبها بأن تكتب تلك الاشياء باسمه و قص له حتي رفضها بان يعيدهم مره اخري حينما اطمأنت ان تلك الاشياء أوهام ...
سيطر الحزن علي ملامح حسني طوال حديث قاسم .. فهل لهذه الدرجه كان يُخيف اخته ؟ فهل كانت اخته تشعر بذلك الشيطان الذي كان يسيطر عليه... فهو كان مجرد شيطان و لكنه يُقسم ان الدنيا لا تساوي الحديث مع اخته لدقائق و يبث لها حزنه او ضيقه بسبب زوجته او اي شي و كانت هاجر تسمعه حتي و ان كان بينهم خلاف بينهم قديم .. فالاخت لا تعوض و هاجر لن تُعوض ...
فذلك هو الشيطان الذي يجعلنا نفكر باشياء عجيبه و يسيطر علينا و نسلم رأسنا و تفكيرنا له تماما و لكن في النهايه هناك معدن بداخلنا و بذره جيده ستظهر مهما بلغنا من سوء و وحشه فليس هناك منا شخص نستطيع وصفه بالشيطان او الملاك ... و حتي ان المحامي اعطا له ورقه بخط اخته و بها الإعتراف الصغير بما فعلته حتي لا يظن انهما فعلا ذلك كحيله او كذبه و لكنه لم يشك بهما فليس من مصلحتهما قول شي كهذا .. و إن لم يثق بقاسم فهو يثق بالمحامي علي الأقل ...
حسني حاول ان يسيطر علي دموعه التي كانت تهدد بالسقوط تحدث في نبره جامده : و انتَ عايزني يعني اعمل ايه بعد اللي سمعته ده افرح وله اتعصب وله اكره اختي و تخليني اشيل منها عايز توصل لايه يعني بكلامك و حكاويك دي ...
المحامي حاول ان يتحدث بوضوح اكثر من ذلك : بص يا استاذ حسني اللي حصل حصل .. الله يرحم مدام هاجر ... فأي تصرف عملته هي كانت عايزه مصلحه الكل و قاسم ناوي يعمل اللي هي عاوزاه
حسني باستغراب : و انتَ بتكلمني انا ليه الموضوع ده في ايد هدير انك ترجعلها ملكها انا دوري ايه ؟
قاسم بتوضيح اكثر : بص يا عم حسني دلوقتي انا مكتوب اني شاري الشقتين تاقدرا بثمن انا مدفعتش منه جنيه ....
ليقاطعه حسني بتأفف : ده انا فهمته علي فكره
قاسم بتوضيح اكثر و بإظهار كل شي فعلي الاقل حسني يجب ان يعرف كل شي ليكمل كل شي فاذا كان بينه و بين هدير نصيب فلن يجد غيره و هو لا يكرهه لهذه الدرجه : من سنه و نصف كده ... كنت عايز اتقدم لهدير و كلمت مدام هاجر الله يرحمها فالموضوع بحيث اني اخذ منها هي و هدير موافقه مبدائيه و اتأكد ان هدير قابله اني اتقدم ليها .. قبل ما اخد ميعاد معاك و تكلم عمو عماد و يجي بس ساعتها هدير مكنتش موافقه و لحد الان انا معرفش ردها ايه
حسني لا يهمه اي شي قاله قاسم فلم يزعجه شي و لكنه حتي الان لم يفهم ما يريد ان يصل بهذه المقدمات الكثيره و هذه المفاجآت : عايز توصل لايه يا قاسم
قاسم بوضوح و صراحه اكثر : انا عايز اتقدم لهدير رسمي و تكلم ابوها لو عايز يجي او حتي لو مش عايز هو حر برضو المهم عندي الراجل اللي حتي لو علاقتي بيه وحشه بس كنت بشوفه هو و ابنه مهتمين بالوضع حتي لو مش يوميا .. و حتي لو و بيني و بينه مشاكل
حسني بنبره حازمه الي حد ما و لكن لم تكن مُنفعله : اللي انتَ بتقوله حلو و صحيح احنا مفيش بينا عداوه و كان سوء تفاهم و راح لحاله و في الأول و الاخر انتَ يُعتبر زي ابني بس متزعلش مني مهما كانت علاقتك بهدير و انك عارف وضعها مع ابوها من زمان
فالنهايه هي بنته و حتي لو بينهم مشاكل ملهاش اول من اخر مش هسمحلك تتكلم عن اخويا حتي لو في عيوب الكون كله دي مشاكل تعتبر عائليه و لحد دلوقتي انتَ ميحقلكش انك تدخل من الأساس
المحامي حاول ان يلطف حده حسني بالكلام تحديدا حينما شعر بغضب قاسم الذي يحاول جاهدا الا يسب ذلك الاب و لكن كلام حسني لم يكن خطأ : هو مش قصه كده ... اكيد قاسم قصده ان لو حصل في الامور أمور لو أستاذ عماد مش عايز ينزل حضرتك تقدر تحل محله و زياده يعني
لم يعلق قاسم فهو يكرهه و لا يستطيع ان يحاول ان يُجمل اي كلمه من كلماته عن عماد فهذا الشخص سبظل يكرهه للابد حتي و ان لم يتزوج هدير سيظل يكره تلك الدموع التي ذرفتها هدير و اثرت به انسانيا دموع لا تحصي من طفله صغيرة و لم تكن حبيبه وقتها فلن يسامح من اذي شعورها يوماً حتي لو سامحت هي نفسها ..
حسني بانزعاج : خلاص عرفنا انك عايز تتقدم ليها و لاحظ ان لسه اربعين اختي مجاش عشان نتكلم في حاجه زي دي و اعتقد ان كل اللي قولته دلوقتي مكنش يستدعي انك تخليني اجي عند محامي و لا حتي كان المهم اني اعرف ايه اللي اختي عملته و لو عايز ترجع حق هدير كان سهل انك تكلمها في الموضوع ده
المحامي تحدث اخيرا بعد هذه الأحاديث الجانبيه التي لا تهمه علي الأقل : احنا عارفين وضع هدير دلوقتي يا أستاذ حسني و أن هدير يُعتبر والدها غير متكفل بمصاريفها و تحديدا انها لسه في بدايه شغلها و بتبدا في كيان جديد و اكيد مرتبها مش هيكفيها كمصاريف شامله لكل شي و سواء اتجوزت استاذ قاسم
و غيره حسب النصيب هي ان البيت يتكتب باسمها شي مش هيفيدها إطلاقا انه يرجعلها في الوقت الحالي و بعدين تبيعه لحد تاني و تروح تاجر شقه و تسكن في مكان بعيد
و حتي لو وافقت علي قاسم او لا شقتها وسط الناس اللي تعرفهم امن بكتير من انها تكون في منطقه جديده لوحدها .
حسني باقتناع : معاك حق و في كل الاحوال انا مش هسيب بنت اخويا و لو حبت تاخد شقه هخليها تاخد شقه جنبنا و مش هنسيبها
قاسم تحدث اخيرا بالكلام المفيد الذي يريد ان يقوله منذ الصباح : هتكلم معاك بوضوح اكتر ان لو رجعت لهدير دلوقتي البيت هتتفاجي طبعا و ما علينا بكل ده لو اتجوزتني احنا عارفين ان هدير من الاخر حتي الذهب اللي معاها مش هيجبلها حاجه عشان جهازها و حتي لو موافقتش عليا هي هتحتاج مبلغ يطلع ليها فلوس كل شهر من الوديعه و في نفس الوقت تكون وسط الناس اللي هي عارفاهم
و تحدث بنبره و هو يجز علي اسنانه لمجرد التخيل انها من الممكن ان تكون لغيره و لكنه يجب ان يقول ذلك في سياق الحديث : و حتي لو نصيبها مع غيري فهي هتحتاج فلوس لجهازها
و الناس هنا عارفاها و هي خدت عليهم و انتم عارفين الجيران و عارفين الناس و أكيد احسن ما تقعد في منطقه جديده و حل رجوع بيتها ليها مش حل كويس .. فعشان كده احنا محتاجينك معانا عشان ارجع دين اللي اتقدر بيه ثمن البيت .. اللي مكتوب في العقد لكن في الورقه انا مدفعتش حتي جنيه
ليتحدث بصراحه و وضوح اكثر : صحيح انا معيش المبلغ كله عشان اديها الفلوس كلها ... معايا يعتبر النصف و احنا محتاجينك تقولها ان عمتها باعت البيت قبل ما تموت و باي حجه قانونيه انها هي اللي تقدر تاخذ المبلغ ده و ان هي باعت لحد غريب و حتي مش هتقولها انه انا اللي اشتريت ...
حسني باستغراب و مازالت لم تضح الصوره كامله أمام عينيه : و انتَ مش عايز تقول ليه انك المشتري ؟
قاسم تحدث بنبره هادئه و هو يحاول منذ الصباح ان يفهم الجميع وجهه نظره : انا مش عايزها تفتكر اني لو اتقدملها تاني يكون في اي رابط ما بينا او البيت يكون ليه دخل و لا انها عايشه في ملكي و لا اي حاجه و اعتقد ده مش وقت ندخل هدير في حاجات قديمه و جديده و تبريرات و الكلام ده كله و وعد مني لو هدير موافقتش عليا و مكنش معايا المبلغ اللي المفروض اديهولها اللي هو النصف التاني انا هتنازل عن الباقي و هديها بيتها او الشقه التانيه اللي هتكون مخدتش فلوسها ...
حسني باستفسار فكل شي اتي فجاه و يحاول ان يستوعب و يجمع ما يقولونه : و هقولها انتِ هتقعدي بناء عن ايه
نظر قاسم للمحامي ليبدا بسرد ما سوف يحدث : هتقولها انك كتبت عقد بينك و بين المشتري عقد إيجار يعني ... و انك مضيت و كأنك انتَ اللي ماجرها و هي تقعد فيها و تدفع ايجارها عادي جدا من غير اي مشاكل
قاسم : و الإيجار ده خده منها كل شهر علي اساس انك انتَ هتوصله لصاحب الشقه و اتبرع بيه او حطه فأي طريق يوصل منه صدقه و خير علي اسم مدام هاجر الله يرحمها
المحامي : و في كل الأحوال مدام انتَ قولت لهدير انك كتبت عقد معتقدش انها هتسالك و تشوفه و ممكن اجهز اي عقد سوري لو هي حبت تطلع عليه معتقدش ان تفكيرها هيجي كده و خصوصا لان هي معلهاش ضرر لانك انتَ اللي ماجر .. و انا هظبط التفاصيل و كل شي و هحضرها الأوراق اللي تحب تشوفها لو حبت
قاسم بفضول ليعرف رده و لكن حلمه لن يخيب ابدا و يعلم انه سيساعده باذن الله: ها قولت ايه ....
بااك
جلس المحامي و قص علي هدير ما اتفقا عليه معهما و كانت هدير تحاول ان تمسح دموعها التي تسقط دون إرادتها فمازالت عمتها تفاجئها حتي بعد موتها فوالله لن تذهب من عقلها يوما ... من فعلت معها ما لم يفعله والده و ما لم يفعله اي شخص معها !!
كانت تحاول ان تسيطر علي نفسها و علي انفاسها و تلك الشهقات التي تكتمها حزناً علي تلك الطيبه و الانسانه التي لن تعوض
المحامي بعد ان أقنع هدير بالأشياء التي ارادات للإستفسار عنها و لكن لنكون صادقين لم تكن هدير تركز في اي شي تراه و نصف الكلام لم تكن مركزه غير في وجع قلبها علي تلك الحبيبه : من بكرا احنا عايزينك تروحي و تفتحي حساب في البنك عشان يقدر الشخص ده انه يحولك المبلغ
حسني بهدوء : انا هاخدها و هنروح بكرا ان شاء الله
فبادلته الابتسامه باستغراب من ذلك اليوم الملئ بالمفاجات :طيب و كده يا عمي حضرتك يعني و بابا .. ؟؟
حسني بنبره هادئه و هو فعلا راضياً و نادم علي تلك الأوقات التي تمكن شيطانه منه فيها و كان قاسم يتابع الموقف و سعيد بحسني فعلي الأقل لتشعر هدير ان هناك احد يحبها ربما ليس اكثر منه و لكنه يشعر انه تغير عن الماضي و يبدو ان السنوات قد كان لها تاثير ايجابي عليه من ناحيتها : والله يا بنتي عمتك عملت الصح انا مكنتش هحتاج حاجه و انا كده كده لسه عندي شقه فوق و كمان انا الحمدلله عيالي اللي اتجوزت و اللي بتدرس و الحمدلله انا مآمن مستقبلهم و كان لازم عمتك تفكر في مصلحتك انتِ
المحامي و هو يفجر اخر قنبله لا يعلمها احد سواه : والله يا استاذ حسني مدام هاجر برضو مسابتكش انتَ من غير حاجه و لا سابت حاجه في ورثها تمشي حسب الشرع بصراحه و هي مقسمه كل حاجه قبل وفاتها ..
لينظر الجميع له باستغراب قاسم و هدير و حسني
حسني بعدم فهم : مش فاهم
المحامي بنبره هادئه : حضراتكم نسيتم شقه مدام هاجر اللي اتجوزت فيها وله ايه ده الشقه كلها ملكها دون أي شريك من اهل جوزها الله يرحمه
قاسم باستغراب : يعني كده هتتوزع علي اخواتها بشكل شرعي ؟
المحامي بابتسامه خفيفه : لسه قايل فوق انها مقسمه كل حاجه ... في الواقع مدام هاجر كتبت وصيه قبل موتها بفتره متتعداش تلاته شهور و كان إصرارها غريب باعت الشقه تماما كنت مستغرب من اللي عملته و فلوس الشقه دي النصف بالنصف هيتاخد بين استاذ حسني و انسه هدير ..
بعد وقت بدأ فيه الجميع في البكاء علي تلك المراه التي ستظل ذكراها ... في أذهاننا للابد فليس انجبت هي ام و لا يحق اطلاق لقب "" الاب و الأم "" الا لمن يستحقه ..
بعدما ذهب قاسم و هو حزين علي بكاء محبوبته يا ليته يستطيع الجلوس معها اكتر و أن يخفف جراحها مثل الماضي و لكن ماذا يفعل ان كانت تلك المُعقده هي السبب في بُعدهما و السبب في الا يكون بينهم اي شي حتي الان فهو لا يمتلك اي حق رغم انها ملكه و رغم انه يجب ان يكون معه ما الحقوق فتلك معادله صعب فهمها ..
"" تحدثت هدير مع حسني في موضوع ما ""
هدير : حضرتك موافق يا عمي ؟
حسني بابتسامه و هو سعيد بفكره هدير : والله يا بنتي انا موافق انا كده كده الفلوس دي مش هحتاجها فحاجه فلو طلعنا ناس عمره بجزء منهم و الجزء التاني اتبرعنا بيه باسمها هي و جوزها خصوصا ان الاتنين معندهمش أولاد فده هيفضل ليهم في ميزان حسناتهم و حسناتنا العمر كله ..
هدير بحرج خوفا من ان تكون اجبرته و وافق من اجل إحراجها له : احم .. طب عمي انا هتبرع بفلوسي و ممكن حضرتك تتبرع بجزء و ممكن لا حضرتك حر يعني انا مش ...
قاطعها حسني حينما فهم تفكيرها : صدقيني الفلوس ملهاش لزمه و اختي فكرت فيا و فيكي بس انا مش هحتاج الفلوس في حاجه اختي أولي بصدقه جاريه العمر كله ليها باكتر من طريقه و لسه هنشزف افضل طريق غير اللي اقترحتيه ... و صدقيني ده نابع مني مش عشان انتِ اقترحتي انا لو حاسس اني هحتاجهم مكنتش وافقتك
هدير بحزن حينما تذكرت هذا الموضوع : هو بابا مفكرش يجي يعين ده عمتي خلاص هتدخل علي الأربعين يا عمو للدرجاتي امي و عمتي مكنوش في غلاوه حماه ؟
حسني بنبره هادئه رغم انه منزعج من برود أخيه و حينما حل مشكلته قد نساه و لم يري ان موت اخته هام : ابوكي من زمان كده يا بنتي و خلاص متقلبيش علي نفسك المواجع او تنكدي علينا كفايا اللي احنا فيه هو في همه و احنا في همنا وانا كنت عايز اتكلم معاكي في حاجه تانيه
هدير باستغراب : اتفضل يا عمي !
حسني : لازم تعرفي ان عمري ما كرهتك و حتي كنت بشترك مع عمتك و انتِ صغيره في سبيل فرحك برضو و لو حصلت مشكله و مديت ايدي عليكي في يوم فده مش عشان بكرهك والله يا بنتي بس ساعتها ربنا يعلم انا حسيت ....
قاطعته هدير بنبره واثقه و هادئه : خلاص يا عمي انا برضو كنت السبب في ان الناس تقول عني كلام زي ده وحضرتك كان تصرفك اندفاعي و انا مش زعلانه وحضرتك قولت مش هنتكلم في حاجه قديمه
استكملت هدير بصدق : حضرتك موجود قدامي من زمان و حتي لو مكنتش بشوفك كتير فانتَ غالي عليا و برضو كنت بتغيب تغيب و ترجع و تشوفنا و عملت جزء من اللي اخوك مفكرش فيه حتي لو كان مجامله
■ حضرتك بالنسبالي اغلي من ابويا نفسه و حتي لو مديت ايدك عليا فده كان خوف عليا و حتي لو كان عشان كلام الناس كفايا انك حسيت اني شرفك و عرضك في عز أن ابويا مفركش حتي بنته عايشه ازاي لوحدها زمان و دلوقتي فأنا اللي بشكرك
نزلت دموع هدير بسبب كلماتها التي كتمتها لسنوات لتؤثر في حسني لا يعلم متي أصبح عاطفي لهذه الدرجه و لكنه يتذكر ان هاجر كانت توصيه علي هدير كثيرا في الايام الاخيره لها .
بعد وقت و بعد سكون هدير اردفت حسني قائلا : كُنت عايز اكلمك في موضوع يا هدير .
هدير باستغراب و لكن باطمئنان جديد لاول مره معه : اتفضل يا عمي
حسني بنبره هادئه : الموضوع مش وقته بس احب اعرف ردك في .. موضوع كده لسه عارفه من كام يوم قاسم طلب الجواز منك مره تانيه و المره دي بشكل رسمي الأكيد انه من الايام دي هيتقدم بس انا عايز اعرف ردك
علي لسان هدير : مهلا هل تلك الدقات العنيفه كانت سببها طلبه ؟ و لما كان لساني و كان قلبي يتسابقوا علي الرد و اتذكر إحمرار وجهي رغم أنني لم انظر في المرأه و لكني كنت اشعر باحمراره ..
ليستكمل حسني حديثه : عشان لو لا اقوله من دلوقتي و برضو انا مش هسيبك تاني إلا لما اطمن عليكي سواء مع قاسم او مع غيره و في النهايه برغم اللي حصل زمان كنتم صغيرين و طايشين و انتِ اكتر حد عارفه قاسم و تقريبا طول عمرك قدامه انا صحيح علاقتي بيه مكنتش حلوه .. و لكن في النهايه هو شخص كويس ناجح في شغله و ابوه و امه عارفينهم و اخلاقه كويسه ..
هدير بغباء شديد و عفويه كانت تحاول ان تقول اي شي : احم .. هو حضرتك عرفت منين هي عمتي كانت قيلالك ؟
حسني باستغراب من سؤالها : لا قاسم قالي من كام يوم قابلته كده لو انتِ موافقه فنستني فتره لما يمر وقت .. و نكلم ابوكي و انا حبيت اعرف رايك
هدير بخجل و توتر و في نفس الوقت هي ايضا لا تستطيع ان تفضل نفسها علي حزنها علي عمتها : يعني عمتو مكملتش الأربعين حتي
حسني بحكمه : يعني مش هتخطبوا بكرا و بعدين هو مش هيتقدم دلوقتي لو انتِ موافقه عشان منعلقهوش تاني .. لو رافضين نقوله كل شي نصيب ... انا بتكلم كموافقه مبدائيه انتِ رايك ايه
هدير بخجل : حضرتك شايف ايه يعني
حسني بمكر و مرح : الله لو انا شايف ايه ياستي هقولك ايه مش بينزلي من زور بس فالنهايه مش ان اللي هتجوزه .. و بعدين ردك بقا و انا من بكرا هاجي اقعد معاكي مدام صاحبتك ماشيه اهو اطفش من البيت شويه ..
_________________________________________
بعد مرور ايام .. في الصباح الباكر في عياده الدكتوره فرح حينما أصرت علي تغيير ميعاد الجلسات حتي تاخذ اكبر عدد ممكن من الجلسات قبل ذهابها الي العمره و كانوا قد انتهوا ..
فرح : اشوفك علي خير بقا لما ارجع من العمره
هدير :يارب والله هتوحشينا
فرح بابتسامه : و انتِ كمان و برضو لو في اي حاجه حبيتي تتكلمي فيها او جد في الأمور امور ابعتيلي رساله علي الفيس بوك او اي حاجه و اول ما أمسك الفون هرد عليكي
هدير بادلتها الابتسامه : حاضر متنسيش تدعي لعمتو و تدعي ليا ..
فرح بابتسامه و تشجيع لها : هدعيلها ربنا يرحمها يارب المفروض ادعيلها و افتخر انها ربت واحده قويه زيك و دي مش مجامله انتِ فعلا اكتر حاله متناقضه اتعاملت معاها اللي هو ساعات عاقله جدا و ساعات العكس تماما .. و اكتر حاله قويه و كان ليها رغبه في العلاج من اول يوم جيتي فيه
ثم اكملت بنبره هادئه و يتخللها المرح : انا اتمني ان حتي لما الموضوع يخلص كعلاقه دكتور و مريض اننا نفضل علي تواصلو اصحاب و برا العياده انا الطف من كده بكتير
هدير بابتسامه : انتِ لطيفه في اي مكان والله و انا اللي سعيده اني اعرفك..
بادلتها فرح كلامها بابتسامة جميله
هدير تحدثت بصراحه كما تعودت معها : انتِ معلقتيش علي موضوع قاسم
فرح بجديه : مش محتاجه رأيي لان المفروض انتِ بقيتي واحده رأيك من رأسك و مفيش حد هيقدر يفكر في الأحسن ليكي لان قاسم شريك حياتك انتِ
و هدير من الواضح انها اختارته بقلبها مش عشان مفيش بديل .. لأن بخلاف كل اللي مريتي بيه في شخص انتِ معرفتيش تنسيه رغم انه اتقدم غيره شخص مراجش من تفكيرك رغم انك بتتعاملي في حياتك اليوميه مع غيره يبقي انا هقول ايه غير ان اتمنالك الخير معاه
ثم اكملت بابتسامة خفيفه و محذره ايضا : بس مش قبل ما نخلص علاجنا اللي مبقاش فاضل كتير فيه عشان نكسر حاجز ربطك بشويه مشاهد و علاقتك الفتره الجايه بقاسم لكن غير كده انتِ بقيتي شخص مُستقل و تقدري تتخطبي له في الوقت الحالي عادي
هدير بتفسير : انا تقريبا من ساعه ما جيت عندك و انا الموضوع اتلغي من دماغي وبقيت بصلي بشكل منتظم و بقي عندي حاجات كتيره في يومي تشغلني واتغير تفكيري تماما انا مش خايفه من الخطوه اللي وافقت عليها مع قاسم لاني بحبه .. و مش خايفه اني ارجع للموضوع تاني لاني استحاله ارجع ليه ان شاء الله كش عشان قاسم او غيره بس الفكره كلها خوفي من اني احس بحاجز معاه هو نفسه .. لو حسيت بالذنب ناحيته
قاطعتها فرح قائله : متكمليش يا هدير انا فهماكي كويس و لسه قايله هنبدا لما نرجع و اكيد انتم مش هتتجوزوا علطول خصوصا انه لسه متقدمش و والدك مجاش و غير وفاه عمتك بس اللي انتِ تعرفيه
ان مفيش داعي تحسي بالذنب أبدا و ده تبع مرحلتنا الجايه اني اطمنت انك اتعافيتي من مشكلتك و بقيتي انسانه كويسه بس قاسم ملكيش حق تحسي بذنب تجاهه و يمكن عشان الفتره اللي فاتت مكنش شغلنا عليه هو و علي موضوعك معاه
بس الفتره الجايه هنتكلم في كل حاجه و متفتكريش انك هتتجوزي ملاك قاسم شخص كويس بس اكييد عنده عيوب كتير و عمل حاجات كتيره غلط
ثم اكملت بحكمه و انا كمان اكيد عملت حاجات كتيره غلط الفرق انك متعرفيش !!!
و كلنا مستورين و ربنا بس اللي عارف احنا عملنا ايه او بنعمل ايه و الذنب ده لو هيكون موجود يبقي تجاه ربنا و بس و ربنا رحيم انك مريتي بكل ده و خصوصا موت عمتك و منهارتيش قولي الحمدلله انتِ احسن من غيرك كتير من البدايه انتِ احسن .. و ربنا مازال بيجبك لانه سترك و لانه فوقك بدري ..
_________________________________________
نزلت هدير من عند فرح كالعاده افضل من الحاله التي ذهبت لها بها ظلت تمشي لوقت طويل فقط تشاهد الناس في الشارع و تسرح بخيالها و تري قصه كل شخص من عينيه و ما يخفيه بداخلها
فالجميع يظهر لها مهموم علي ما يبدو ان الجميع لديه همه و سره الخاص و عقده ... وقفت عند كورنيش النيل .. بعد وقت من السير لا تعلم كم ثانيه او دقيقه او ساعه مره حتي استقرت قدمها هنا و هي تفكر ما الذي يجب ان تفعله الفتره القادمه و تأمل ان تقبلها أحدي الشركات التي قدمت بها بمفردها او ما قدمت بها مع ساره ... حتي لا تجبر علي الجلوس في المنزل حتي و ان كان معها أشخاص..تشعر بخطواتها في المنزل و بصوتها و ندائها عليها لم تذهب من بالها رغم وجود الكثير و رغم حتي تفكيرها في موضوع قاسم لا يستطيع أن يجعلها تذهب من بالها
جاء ذلك الشخص الذي اوقعته في شبكها و في عُقدها
سند قاسم مثلها علي السور لتنظر له بدهشه : قاسم !!!!
نظر قاسم أمامه و انزل نظارته الشمسيه و وجه بصره الي النيل و اردف بنبره متسائله بعد دقائق من صمت هدير و سرحت ايضا و لم تهتم من اين أتي فيكفي انه هنا : حلو النيل ؟
هدير بعفويه و كلا منهما ينظر أمامه : مش حلو او منظر يستاهل المشاهده زي بلاد برا يمكن الميه مش حلوه و شكلها مش نضيف ..
قاطعها قاسم و هو يخفي ما يريد قوله في كلمات معقده اكثر من التي امتلكت قلبه : بس يمكن رغم كل ده النظر فيه احسن من مليون مكان برا و كفايا انه قادر يخطف النظر رغم كل ده و قادر انه يكون مميز
هدير بعفويه و مازال غبائها يلازمها : فعلا شي غريب
قاسم بابتسامة هادئه و لم ينظر لها حتي الآن : غريب جدا و انا اكتر حد يدرك المعني ده و فاهمه كويس
هدير : لقتني ازاي
قاسم بمرح : يمكن براقبك
هدير باستغراب : و تراقبني ازاي و ليه
قاسم مازال ينظر و يسلك بصره علي النيل : للاسف من زمان و انا مواريش غيرك يمكن انا قاسم بس انتِ قسمتي !!
هدير بخجل و حاولت ان تظل مُسلطه بصرها ايضا في الفراغ : مش عارفه ارد اقل ايه غير .. انك غريب و نادر الوجود واحد غيرك كان زهق من الانتظار
قاسم بنبره ساحره و عاشقه : فعلا شي غريب و نادر زيك و زي عُقدك و لانك سحر زي سحر النيل اللي معرفتيش ايه هو سر تميزه.. و انا نفسي مستغرب بس مفيش حد بيمل من حاجه بتاعته و عارف انها هترجعله حتي لو بعد سنين قولتي و انتِ صغيره لما كسرتي صورتي هدير قسمت قاسم !! بس الحقيقي ان هدير قسمه قاسم ..
هدير بنبره عفويه اكثر من كونها اعتراف : هدير لقاسم لو مفيش غيره او حتي في ألف ..
لتنقطع كلماتها حينما أدركت انها بدائت تتحدث كثيرا و خجلت
قاسم بمرح و حاول الا يحرجها فهناك الكثير من الوقت لفعل ذلك : حلو جدا الكلام ده .. وانا عايز اكل عموما و بقالي كتير راكن العربيه وماشي وراكي تسمحيلي اعزمك علي الغداء و نضيفه علي حساب الفراوله...