رواية أحببت معقدة الفصل الحادي عشر 11بقلم فاطمه سلطان


رواية أحببت معقدة

الفصل الحادي عشر 11

بقلم فاطمه سلطان


اذكروا الله ..

ربنا يحفظكم من كل شر و يمنع عنكم الوباء و اتاكدوا ان هنصحي في يوم و باذن الله ربنا يكون استجاب لدعواتنا و مبقاش في كورونا و لانه ربنا هو القادر علي كل شي ...

بس برضو اتاكدوا ان مش بس وباء المرض اللي بيقتل في وباء اسمه وباء العقل و ده احنا مصابين بيه اتمني ان احببت معقده تكون ادتكم درس بسيط لاي مراهقه مرت بالموضوع او حتي لسه هتمر تكون فهمت و ان اي ام تعرف ان ابنها او بنتها معرضين لايه فارجوكم قدروا الموقف .. متخلوش أولادكم او بناتكم يلجئوا لحد غيركم لما يمروا باي ازمه نفسيه او اي مشكله او حتي يكون في كلام خايفين يقولوه ليكم انتم .. لان حتي مش دايما الأصدقاء بينصفوا

دمتم يا احبائي سالمين ❤

اسيبكم مع هدير و قاسم 🙊😉❤

_________________________________________

هو : احبك

هى : ماذا ؟ تحبنى ؟!

هو : نعم احبك

هى : اتحب مُعقده لا تستطيع اسعادك مهما فعلت

هو : نعم ... يكفي اننى ساحاول اسعادك و سعادتك هى سعادتى ، فلا تقلقي يا عزيزتى لن اتركك الى ماضيكِ المؤلم لن اتركك وحيده سأكون بجانبك لكى تتخطيه و ساحاول اسعادك

هى : عزيزتك؟!

هو : نعم عزيزتى ، انتِ وحدك عزيزتى انتِ وحدك من احبها

هى : ألن تتركنى كما فعل ابي ؟

هو : ان كان هناك شخص يستطيع ان يحيا بدون قلبه سأتركك

هى: اتقبلنى وانا مُعقده ؟

هو : نعم اقبلك كما انتِ

هى : احبك تلك الكلمه .. هل هي سهله ؟

هو : لا اعلم و لكني احبك يا اجمل مُعقده رأتها عينى

" بقلم رغد حلمي "

_________________________________________

بعد مرور اسبوع تقريبا.. كانت هدير في عملها و امينه تجلس مع هاجر و يحتسون الشاي سويا و كانت عاده لهم الجلوس لساعات طويله منذ الصبا و لكن قطعوها بعد حدوث التطورات في اخر فتره و كأن حديث الناس يفعل و يقطع كل شي حلو لطالما القيل و القال ان كانت صحيحه او خاطئه ستظل

عُقدتنا للابد

هاجر بعتاب رقيق : والله زمان يا أمينه بقالك سنين و انتِ بتقابليني في الشارع لو شفتك صدفه كأنك قطعتي علاقتك بيا خلاص .

امينه باحراج فهي تعلم انها مقصره معها : والله يا هاجر الدنيا بتتشقلب في يوم و ليله انتِ صاحبتي و بعتبرك زي اختي و اكتر و كان غصب عني بسبب موضوع قاسم و هدير محبتش حد يتكلم علينا تاني

و من ساعتها و انا الغضروف تاعبني و لا بروح و لا باجي ممكن بالشهور مروحش لاختي حتي دورين السلم بنزلهم بالعافيه و انا بتسند و ارتاح علي كل سلمه

هاجر بنبره هادئه و ابتسامه رقيقه : الف سلامه عليكي يا ام قاسم و بعدين اللي فات مات كفايا انك موجوده دلوقتي بلاش نتكلم في الماضي

امينه بتأييد و تحدثت بعفويه : فعلا اللي فات مات

انا لسه عارفه من قريب ان قاسم طلب هدير منك

هاجر حاولت ان تبرر لانها شعرت بعتاب في حديث أمينه : والله انا ...

قاطعتها أمينه لتتحدث بحريه مع صديقتها كعادتها : انا مش بعاتبك ... كُنت عاتب ابني انه خبي عليا .. بس ليه هدير معطله الرد يعني و معلقه الواد سنه هو العمر في قد ايه عشان يستني الرد سنين هما لسه هيتعرفوا ؟

هاجر بتفسير : والله يا امينه الموضوع و لا هو في ايدي و لا ايدك هدير لسه خارجه من الجامعه و كانت لسه بادئه الشغل و في راسها الف حاجه و حاجه و انتِ عارفه ان موضوعهم مش بالساهل

و قاسم عارف كده و هدير تعتبر مش معطلاه انتِ عارفه اكيد ان هي قالتله مش مجبور ينتظرها سنه ...

قاطعتها امينه قائله بسخريه : بس انتِ عارفه و كلنا عارفين ان قاسم مستنيها تحن عليه

هاجر ربما لم تغضب من نبره أمينه لانها تعودت علي ذلك منها من طبعها و ايضا لانها تقلق علي ابنها فحاولت ان تتحدث بنبره مرحه : انتِ هتبدائي تعملي حما علي هدير وله ايه يا أمينه من دلوقتي

أمينه بنبره صادقه و لكنها منفعه الي حد ما : و لا حما و لا حاجه يا هاجر انتِ عارفه ان حتي لو مش بشوفك كتير بس انتِ دايما في قلبي و دايما يهمني مصلحتك انتِ و بنت اخوكي

و عارفه ان زمان هدير كانت علاج ليا زي ما كانت لقاسم و اني كنت بحبها و مازلت بحبها و لو شاء ربنا تكون مرات ابني فده شي يسعدني من زمن الزمن مش من النهارده و انا كان نفسي قاسم ياخد الخطوه دي من سنين ..

هاجر بنبره منخفضه : عارفه يا أمينه بس هنعمل ايه في الأول و الاخر هو نصيب و الله اعلم نصيبهم مع بعض وله لا و له حتي امته

أمينه بنبره غريبه : اكيد طبعا نصيب و كله في ايد ربنا و انا بحب هدير بس عمرب ما احبها لما تكسر ابني او تكسر نفسه بعد كل ده ..

لم تعلق هاجر بسبب نبره امينه .. فكانت مختلفه لم تعرف هل هو خوف ام تهديد او انها انفعلت و لكن حاولت الا تجعل الموضوع يطيل و اكملوا الحديث في مواضيع اخري ....

_________________________________________

في صباح جديد من شهر نوفمبر من عام 2018

علي لسان هدير : لم اتوقع يوما ان تمر تلك السنوات بهذه السرعه ... ربما في هذا اليوم و برغم ما فعلته طيله حياتي من سوء او خير .. لم اشعر بهذا الشعور من قبل ... لم اشعر بالغبطه و الغيظ و كأنني اريد ان اهدم حائط لربما اهدا ... لم انتهي من علاجي و لم اتعافي تماما و كنت مستمره في علاجي نفسيا و دينيا و كل شي و اكتشف ذاتي التي طالما بحثت عنها كثيرا ..

و لكن مرت تلك السنه التي وعدت قاسم بها و لم يفاتحني مره اخري ... لو تريدون مني ان اقول الحقيقه لم اكن اعرف الاجابه... التي يجب ان اقولها له و لكني كنت اظن انه بمرور السنه .... سيفتح الموضوع مره اخري .... هل اصبح لا يريدني؟

و لكن انا محتاره في إجاباتي لما اريده ان يهتم هو ؟

_________________________________________

بعد الإنتهاء من صلاه الجمعه و اغلب المصريين يجلسوا علي طاولتهم و يجتمعوا ليتناولوا الفطور و كانت اليوم تشارك هدير و هاجر ( ساره )

و بعد وقت تركتهم هاجر للذهاب الي احدي صديقاتها

كانت ساره تستحي احد المشروبات الغازيه و هدير تشاهد التلفاز و تأكل بعض المكسرات و يجلسوا في غرفه هدير

ساره بلا مبالاه و هي تنظر علي التلفاز : قومي افتحي البلكونه كده يا هدير

هدير بانزعاج : هو انتِ عفريتك عفريت البلكونه يخربيت كده

ساره بلا مبالاه : انا بحب الهوا حتي لو في الشتاء و بكره الكتمه اللي بلاقيها في أوضتك دي و بعدين...

قاطعتها هدير قائله : طيب ياستي مش لسه هنهري

قامت هدير و فتحت الشرفه و هي تأمل ان يكون موجود لتراه و لكن ربما هدير شخص فضولي و لها قدره عاليه في التركيز ... نظرت هدير علي نافذه غرفه قاسم ... فغرفه قاسم مميزه جدا لتواجد شرفه و نافذه صغيره بها ... و هذه النافذه تكشف فراش قاسم و نادرا ما يفتحها و ركزت قليلا لتتسع عينيها بذهول ما هذا هناك ... ارجل امراه ترتدي علي الأغلب منامه قصيره و ساقيها تعتبر شبه عاريه لتنظر هدير ببلاهه و هي تكذب عينيها فماذا يحدث ؟

ساره و هي في الداخل .. تنادي عليها : ايه يا ست هدير هو انتِ مش عايزه تفتحي البلكونه بس نمتي جوا

لم تجد رد لتعيد ندائها مره اخري بصوت مرتفع : هدير .. هي انتحرت وله ايه ؟

قامت ساره و هي مازالت تحمل مشروبها و دخلت ورأت هدير تنظر في الفراغ و لم تاخذ ان بصرها معلق علي النافذه ... تنظر ببلاهه و بدون حركه و كأنها تجمدت و تسمرت مكانها ساره لم تنتبه ما هو الشي الذي سحب تركيزها هكذا

ساره بتساؤل : مالك يابنتي في ايه

هزتها ساره مره اهري فمازالت لا تجيب : مالك يا هدير في ايه

هدير دون ان تحيد نظراتها : بصي كده

نظرت ساره و اخيرا لفت نظرها نافذه قاسم و تلك الفتاه النائمه و نست النافذه مفتوحه ربما لم تعرف او تركز ساره في تفاصيل قاسم

هل هو بيت يقطن به مع عائلته فقط ام لا ؟ او حتي لا تعلم سوي ان قاسم توجد شرفه في غرفته و لا تعلم بأمر النافذه فساره ربما سريعه التصرف و لكن احيانا تفقد تركيزها تماما

= يا نهار اسوود ايه الرجول دي ؟! هو عندها فاتحيين الأوروبي وله ايه ما حد يقفل الشباك ده الشارع كله زمانه شاف السيقان دي

هدير بسخريه و غضب : ده شباك اوضه قاسم

لم تستطع ساره ان تبتلع ما كانت تشربه من مشروبها الغازي لتخرجه مره اخري

ساره لتتحدث بسخافه قليلا : اوضه مين ؟؟؟ هو عنده بلكونه و شباك يا ابن المحظوظه

هدير بانزعاج و غضب لم تفسره : ما ليه حق ميجددش طلبه يجدده ليه

اخذتها ساره و سحبتها قسرا الي الداخل لتجلس هدير علي الفراش و هي غاضبه تماما و تهز رجليها تعبيرا عن شده غضبها و تلف اعصابها مما رأته

ساره بهدوء : بصي ربنا بيقول لو جالنا فاسق نتبين وله ايه

هدير و هي تقضم اظافرها : مين دي ميييين ؟؟

ساره قاصده ان تثير غيرتها و لكنها لا تعلم انها لا تستطيع ان تفعل ذلك اكثر من النار التي تاكلها : وانا ايه عرفني بس شكلها ماشاء الله مزه نايمه .. وتكه

هدير بغضب حاولت بقدر الإمكان ضبطه : ساره بلاش سخافه دلوقتي انا علي اخري ..

ساره بمكر : و انتِ مضايقه ليه يعني و انتِ مالك

هدير بغيره و غضب : هو ايه اللي انا مالي انتِ متخلفه دي اوضه قاسم انتِ شايفه رجلها ده الشارع كله اتفرج اكيد ... و بعدين مين دي اللي هتكون نايمه علي سريره بالمنظر ده

ساره ببرود : ايه المشكله بتزكي عن صحتها هتلاقيها ناسيه الشباك غصب عنها و بعدين يعني ايه اوضه قاسم هو اخوكي يعني ؟ وله خطيبك ده جارك ايكش يقلبها شقه دعاره احنا ملناش فيه مدام مش متضررين

هدير بتفكير و مازالت تهز رجلها : هتكون مين دي يعين هو اتجوز ؟؟ .. نهار اسود

ساره ببرود و تسليه حتي تتحرك هدير : مش للدرجاتي يعني هو لو اتجوز اكيد كانت ام محمد هتعرفك اول واحده الخبر و اكيد الناس هتكون عارفه بصي اتصلي بيه و هزقيه متسكتيش ...

هدير قامت اخيرا و امسكت الاسدال التي وجدته امامها و خلعت ذلك السويت التيشرت لتكون مرتديه توب قصير الي حد ما : انا رايحه اشوف مين دي

ساره لم تتوقع ان هدير ستنفلت للدرجه دي ربما لم تكن كلمات ساره هي المحفز وقتها : استني هنا انتِ هبله تروحي فين

هدير : انا هبله لو معرفتش مين دي

هدير و اردت الاسدال بشكل عشوائي تماما و كأنها وصلت لاعلي مراحل جنونها و نزلت دون حتي ان تلف حجابها و لم تصفف شعرها المتناثر (( لم ترتدي الحجاب حتي الان )) ... حاولت ساره منعها و لكن هدير كانت هذه المره غاضبه بشكل لا يعقل حتي انها لم تغضب هكذا حينما جاء ابيها وقتها كانت تشعر بالألم و الانهيار

ساره حينما فتحت هدير الباب كانت ستلحق بها و لكنها تعلم ان هدير تاركه مفتاحها بالطبع فاجبرت ان ترجع حتي لا يغلق الباب عليهما ليتصرف إحداهما بذكاء علي الأقل و وقفت في الشرفه لعلها تستطيع ان تري ماذا ستفعل و هي تقسم ان هدير المتهوره ستظهر اليوم فقط ....

_________________________________________

نزلت هدير دون تردد و كأنها غافله ان حتي و ان كان ياتي بعشره نساء لا يمكنها حتي ان تتفوه بكلمه فمن هي ؟؟ ... و كأنها لا تفكر حتي و ان كان يأتي بفتاه و تلفت اخلاقه هل سيجعلها تنام في بيت والده ؟

و ربما الشي الذي كان في صالحها ان الورش و المحلات مُغلقه اليوم و الأغلبية ذهبوا الي التجمعات العائليه ... فلم يلاحظها احد

توجهت الي باب منزله و كانت ستدق الجرس و لكنها وجدت شخصا ما خلف الباب و كاد ان يغلقه فدفعته بقوه و دخلت حتي انها بدفعها للباب صدمت قدم قاسم فكاد ان يصرخ او يسب من فعل ذلك و لكنه تسمر امامه حينما رآها ... و تلك المتهوره لم تعبأ حتي ان من الممكن ان يكون والده او والدته بذلك التهور

قاسم اغلق الباب و حتي انه تجاهل الم قدمه : هدير !!

هدير بغضب جامح و عيون مخيفة : ايوه زفته انتَ لسه نازل وله ايه يا باشا

قاسم باستغراب من لهجتها : افندم !! في ايه .. انا مش فاهم انتِ ايه اللي جايبك هنا و بتزقي الباب ليه كده كأنك جايه تتخانقي

هدير بسخريه و هي تشوح بيديها : صح و انا ايه اللي هيجبني هو انا ليا لازمه مثلا

قاسم بنرفزه فهو لا يفهم ما يحدث : بصي انا مش قادر يا هدير و مش شايف قدامي ممكن افهم في ايه الدخله دي و طريقتك بتشوحيلي كمان

هدير بسخريه و استفزاز : ما طبيعي هتكون مش قادر يا عيني و هتكون قادر ازاي يعني

قاسم بانزعاج : استغفر الله العظيم طب هو انتِ ملبوسه يعني انا بقالي قد ايه مشفتكيش اصلا معتقدش اني عملت حاجه ليكي من اساسه

هدير بغضب غير مفهوم و مبهم بالنسبه لقاسم : معملتش حاجه ليا صح هو انا مين عشان تشوفني واضح ان بقا فيه اللي يشغلك .. انا عايزه افهم ...

قاطعها قاسم حينما لفت نظره مظهرها الذي جعله بغضب ايضا : اقفلي بس سوسته اسدالك يا ماما الاول و بعدين قبل ما تفكري تتكلمي بصي لشكلك و مدام لابسه الاسدال البسي طرحته بدل ما رقبتك و ما شاء الله ...

كان ان يكمل و لكنه توقف حتي لا يقول لها ان التيشرت الذي ترتديه اسفل اسدالها علي وشك ان يظهر جزء اخر منها و بعد نظره عنها ..

هدير باحراج اغلقت سحاب اسدالها : مين دي اللي في اوضتك ؟! و مدخلناش في مواضيع تانيه

قاسم التفت لها مره اخري : مين اللي في اوضتي مش فاهم ؟

هدير بنرفزه كان مبالغ بها لم يعرف شخصيه هدير الهادئه : متستعبطش

قاسم بغضب ايضا و نبره شبه مرتفعه فهو لا يفهم اي شي مما تحاول هي قوله فتحدث بنبره محذره ايضا : هدير مطوليش لسانك مش عشان دايما بكلمك كويس تفتكري انك تطاولي عليا ماشي ؟؟؟

و بعدين مين دي اللي في أوضتي مش فاهم

هدير بسخريه و عيون حاده تماما : علي اساس انتَ متعرفش مين اللي في اوضتك يعني اومال مين اللي المفروض يعرف

قاسم بغضب و عدم فهم : هدير انا مطبق من امبارح و عايز اطلع انام فلو مش هتتكلمي بوضوح انتِ جايه ليه يبقي امشي و كفايا مناهده علي الفاضي

ليستكمل بنبره محذره و يتخللها الانفعال بسبب غيرته : و ابقي شوفي شكلك قبل ما تنزلي حضرتك نازله الشارع مش داخله صاله بيتكم

هدير بانفعال و مازالت لا تسيطر علي انفعالاتها : مطبق من امبارح كمان الله علي الجمال هزغرط و ايه كمان يا قاسم قولي

ليصدع صوت والده و هو يتسائل عن تلك الأصوات الحاده من الأعلي : مين اللي تحت انتَ جيت يا قاسم ؟

قاسم يجيب والده و رفع صوته : ايوه يا بابا

خليل و مازال في الأعلي : مين اللي بتتكلم معاك

قاسم و هو يريد ان يخنقها و يكتم انفاسها ليستطيع ان ينتقم منها عما فعلته به بسبب مظهرها المتهور و غيرته عليها .. و ربما يكتم أنفاسها بقبله يجعلها تسكت طوال عمرها و لكن ليس كل ما يأتي في عقلنا هو الصحيح او هو الذي نستطيع فعله : دي هدير يا بابا

خليلو مازال يقف امام شقته في الأعلي : طيب اطلعوا .. اطلعي يا هدير يا بنتي واقفين تحت ليه

قاسم : حاضر

ليدخل خليل الي شقته و كان قاسم يضع قدمه علي اول درجه من السلم لتوقفه هدير بغضب : انتَ مردتش عليا و طالع و لا كاني هنا ما تطردني احسن

قاسم بسخريه و هو معطيها ظهره : لا مش هطردك هطلع اشوف مين دي اللي في اوضتي لو تحبي تعالي ابويا ندا عليكي برضو

صعد قاسم لتلحق به هدير بخطوات حاده و متهوره تماما .. كان مستغرب مما تقوله و مستغرب ايضا من غضبها ربما لم يعرف عن اي هراء تتحدث و لكن هل ما يعرفه انها الان تمر بغيره شديده و ربما تصرفت بتهور بتهور

طلع قاسم الي شقته لتدخل هدير بعده بلا مبالاه

خليل بترحاب : اهلا يا بنتي

هدير بتوتر و كأنها أدركت انها تصرفت بتهور اخيرا و حتي و ان كانت هناك امرأه في غرفته هل سيكون لديها تفسير مقنع عن سبب وجودها هي : اهلا بيك يا عمو

لتخرج امينه من المطبخ و تجد هدير فتشعر بالاستغراب : هدير !!

هدير بتوتر و حرج : اسفه جيت فجاه بس

قاطعها خليل : تيجي في اي وقت يا بنتي ده بيتك طبعا

امينه بابتسامه تلقائيه : ايه هاجر مجتش معاكي ليه

هدير لم تستطع ان تجاوب عليهم في البدايه و حاولت ان تستجمع اي شي : راحت مشوار

امينه : طب ما تقعدوا واقفين ليه كويس انك لقيتي قاسم يفتحلك الباب بقالك سنين مطلعتيش هنا

لتخرج فتاه من غرفه قاسم .. اقل ما يقال عنها او لوصفها انها حوريه ترتدي منامه قصيره و ساقيها البيضاء ظاهره حتي ركبتيها و جسدها منحوت تماما و كأن الوزن المثالي كان يقصدها هي

و لا يستطيع احد ان ينكر طول شعرها الاسود المموج الذي يصل الي ظهرها و تلك العيون العسلي ربما كانت هدير اجمل في عيونها و لكنها فاقتها جمالا حتي انها تمتلك شفاه مكتنزه و انف تلائم وجهها

يارا ابنه عم قاسم و في الثانيه و العشرون من عمرها و تخرجت حديثا من كليه الحقوق لتتحدث بنبره بها بقيه نوم و حتي لا تدرك في أي ساعه هي الان : good morning

هدير لم تستطع انتنكر انها جميله و لم تستطع ان تنكر انها تريد قتلها و ذلك الماكر الذي يكذب عليها

هدير لتنظر له بغضب و تحدثت بنبره شبه منخفضه : اتفضل

لينظر لها قاسم و كأنه فهم عما تتحدث و لكنه مثلها تماما فلا يعرف من هي ؟ فهو منذ الأمس في معمله بسبب الحالات التي جائت له في اخر الليل

في الآونة الاخيره اصبح مشغولا بسبب مجي دكتورين معه في نفس العماره ليقع تحت ضغط شغل رهيب و معه شاب اخر حديث التخرج ..

قاسم تحدث اخيرا : مين دي

خليل بتفسير : دي يارا بنت عمك جات علي سته الصبح كده

يارا بابتسامة هادئه : امم انتَ قاسم ؟

قاسم اؤما راسه موافقا علي تحديدها بالطبع لهويته

صافحته يارا تحت نظرات هدير فاذا كانت النظرات لديها فك ... لكانت هدير اكلتها حتي لا يتبقي بها سوي العضم

يارا بهدوء : واضح اني جيت فجاه وعملتكم كلكم قلبان بس انا برضو فاجئت بابا بالسفر

خليل بنبره هادئه و نظر نظره لامينه لتفهم من خلالها أن ملابس يارا ليست مناسبه تماما : ابدا يا بنتي ده بيتك

امينه فهمت زوجها و ستتحدث معها و التفت الي ابنها : معلش يا ابني مقولناش ليك عشان مردناش نخضك الصبح كده و احنا عارفين ان وراك شغل و مشغول في المعمل ..

لتسال يارا بفضول عن هويه هدير : مين دي ؟

قاسم بابتسامه مستفزه و تسليه و هو يشير علي هدير و لم ينتظرها حتي ان تتحدث : هدير جارتنا و ساكنه قصادنا بالظبط

لتحضنها يارا بعفويه شديده : اتشرفت بيكي

هدير لم تبادلها الاحضان و جابت في نبره جامده : و انا اكتر

خليل : اقعدوا يا جماعه هتفضلوا واقفين كده

لتجلس يارا و امينه التي حاولت ان تتحدث بصوت منخفض ليارا و تنبها انه ليس الحال هنا كما في البلد التي تقيم بها فيجب ان تراعي ملابسها في الخروج و في المنزل ايضا خصوصا في وجود قاسم

خليل و هو يتحدث الي قاسم : خش بقا خد هدوم ليك و غير و نام في اوضتي انا و امك لغايت ما ينضفوا الشقه تحت ليارا و الستات اللي تحت تخلص ... علشان خلناها تنام في اوضتك

قاسم بتفهم الوضع و فهم ما كانت تقوله هدير و ربما اذا كان يريد الحق فهو يريد ان يقبل يد يارا بما فعلته بهدير اليوم

خليل : ما تقعدي يا هدير واقفه ليه

هدير بانزعاج و احراج من موقفها هنا : ابدا يا عمو انا اصلا نازله

أمينه باستغراب ايضا : جيتي في ايه و نازله في ايه يا بنتي انتِ كنت عايزه حاجه طيب مدام مش عايزه تقعدي و واخده في وشك كده

هدير بتوتر و حرج : أصل ...

قاسم بتفسير و استفزاز : اصل يا ماما هدير شافت شباك اوضتي مفتوح تقريبا

امينه بعدم فهم : مش فاهمه

هدير حاولت ان تكتسب شجاعتها التي اتت بها او بمعني اصح تهورها لان ليس هناك مجال للهرب فتحدثت باحراج : احم اصل ... يا طنط الشباك كان مفتوح و انا شوفتها (( كانت تشير الي يارا ))

لتتحدث باحراج شديد : و هي نايمه يعني بما انه بيكون كاشف السرير فقولت اقولكم يعني ...

لتتنحنح بحرج : عشان محدش يفهم حاجه غلط

قاسم شعر بالانزعاج من فعل ابنه عمه حتي انه يريد ان ينهرها و لكن لا يستطيع ان يفعل ذلك في اول مرع يراها بها و بالتاكيد والده هو من يتحدث في هذا الوضع و في نفس الوقت يريد ان يشكرها لما فعلته اليوم و ذلك التهور التي جعلت هدير به

يارا بتذكر لما فعلته و اعتذار لهم : والله

I'm so sorry

بس انا متعوده علي كده و مش متعوده علي الكتمه و حسيت ان الاوضه مكتومه و الجو بالنسبالي حر هنا

أمينه بحكمه : لازم تراعي يا بنتي انك في مكان تاني في ناس غير اللي انتِ كنتي عايشه فيه و معاهم

خليل و هو يوجه حديثه لهدير و يحضر ما يجب ان يسمعه ليارا و لكن بمفردهم : تشكري يا بنتي

هدير بتوتر و اقتربت من الباب حتي تفر هاربه : علي ايه بس يا عمو عموما انا نازله عن اذنكم عشان صاحبتي جايه مع السلامه اجيلكم وقت تاني ..

لتفتح هدير الباب و تنظر لقاسم بغضب قبل خروجها ربما اكتشفت ان قاسم بري و لكن شعرت بالغيره الشديده فهذه الفتاه من الطبيعي ان تجذب اي رجل و علي ما يبدو ان قاسم صرف نظر عنها

هل يُعرفها علي انها جارته حتي علي الأقل ليُعرفها بانها شخص عزيز عليه هكذا كانت تحدث نفسها و تتحدث بغباء

خليل و كانه يعطي لابنه الاشاره : انزل كده يا قاسم شوف الست اللي تحت خلصت الشقه وله لا بقالهم اربع ساعات و عشان عمك عايزها تنزل تحت و اقعد في الشقه بتاعته خلال الفتره اللي هتقعدها هنا ...

ليبتسم قاسم لوالده انه جعله يتحجج ليلحق بها و يستأذن منهم و ينزل

_________________________________________

كانت هدير تنزل بغضب و هي تتحدث او تشتم و تخرج منها كلمات غير متناسقه بالمره و لا يفهم لها معني فهي لا تفهم لما هي غاضبه بهذا الشكل فهي من تمنعه دائما فلما الان تشعر بالغضب

قاسم و هو ينزل خلفها : استني يا هدير

هدير تعثرت قليلا بسبب ان الاسدال طوله غير ملائم لها تماما فهي شعرت بالغضب و الغيره و الإحراج امامهم فهي ما كان يجب ان تاتي حتي و ان رأت نساء العالم في غرفته فهي حمقاء كان يجب ان تستمع لكلمات ساره لتسقط هدير فتاوهت بوجع

قاسم حاول ان يمسك ذراعها ليساعدها

لتنهره هدير و تحذره من الاقتراب : متلمسنيش ... انا هقوم لوحدي

قاسم بمرح و في نفس الوقت بغيظ من تكبرها في الأوقات الخاطئه فاردف متسائلا : هتعرفي يعني ؟

هدير قامت رغم انها متالمه لتستكمل نزولها و هي تتحامل علي نفسها و كأنها تتحداه انها لا تحتاجه فاي شي مهما كان صغير او كبير .. حتي وصلوا الي فناء البيت و مدخله

قاسم ببرود : ما تستني انتِ مش بكلمك و بنادي عليكي

هدير التفت له بغرور مُصتنع : خير عايز ايه عرفت اني مش بهري ... و نازل ليه

قاسم باستفزاز و ابتسامه اغضبتها اكثر : هعوز منك ايه انا نازل عشان اوكره الباب بايظه و قولت افتحلك الباب لانك نزلتي بسرعه و نسيت اديكي المفتاح

هدير بغيظ من بروده : نازل عشان المفتاح ؟؟

ثم اردفت ساخره : ماشي شكرا يا جاري العزيز

قاسم بتسليه و نبره حاول ان تكون جامده اكثر من كونها مستفزه او مرحه : العفو يا هدير الجيران لبعضها ده النبي صلي الله عليه و سلم .. وصا علي سابع جار

هدير بانفعال : عليه افضل الصلاه و السلام و ابقي خاف علي سمعتك عشان الجيران برضو لتاته وله ايه

قاسم بهدوء و هو قاصد استفزازها : والله انا مش عارف اقولك ايه كويس انك فهمتيها عشان لو نامت في اوضتي تاني تاخد بالها و تقفل الباب

هدير بغضب من تلميحاته ربما ليس لان تفكيرها او ظنها الخاطي و لكن قاسم هو من يوحي لها بذلك و يلمح لها : افتح الباب يا قاسممم

لتتحدث هدير بصوت تظن انه لم يسمعه و لكنه ظهر شبح ابتسامه علي شفته حينما اردفت : افتح الباب بدل ما افتح انا دماغك

قاسم توجه الي الباب و وضع المفتاح به : لو عوزتي حاجه ابقي رني عليا او في حاجه عايزه تقوليها بلاش تتعبي نفسك يعني و تيجي

هدير بانفعال و نبره حانقه : صح هبقي اقولك بعد كده لو في حاجه ... ما احنا جيران وده واجبنا نتعب لبعض مش انا جارتكم اللي ساكنه قصداكم لازم تراعوا ان في فناس قصادكم و تقفلوا الشبابيك

قاسم بمرح و هو معطيها ظهره لتعدل خصلات شعرها المهمله و ترفع طرحه الاسدال و تلفها ... حاضر المره الجايه ... هبقي افهمها لما اطلع برضو تاني

ليفتح الباب و لكنه شبه مغلق لم يفتحه علي آخره

لتتحدث هدير بغيره طفوليه و مشاعر غريبه : واضح انك لقيت اللي تتكلم معاها مره و اتنين

قاسم بمرح : مش عارف انتِ متعصبه ليه يعني لو في حاجه مضيقاكي تقدري تحكيلي يعني زي زمان

هدير بسخريه : صح عشان انا جارتك .. و ده واجبك ؟

قاسم ببرود : عشان عنيده فلازم اهتم بيكي لو في حاجه مضيقاكي مش هيجرا حاجه لو سمعتك ... هو في حاجه بينا اكتر من انك جارتي ؟

هدير باحراج و كأنها لا تملك اجابه و تريده ان يسأل فما هذا العذاب و التردد: افتح الباب يا قاسم

قاسم : طول عمره مفتوح بس انتِ مش شايفه .. امته جيتي و لقتيه مقفول

هدير نظرت في عينيه لم تكن هذه نظره استفزازيه منه و لم تكن سوي نظره مطمئنه كعادته و لكن هذه المره كان يتخللها عشق

هدير بتوتر: احم اطلع نام يا قاسم انتَ سهران من امبارح

قاسم بادل توترها و برودها باستفزاز فهو يريد منها كلمه حتي و ان كانت رفض لما دائما تضعه في حيره : فعلا معاكي حق انا سهران بقالي كتير اوي

ليكمل بنبره استفزازيه : بس للأسف مجبر اسهر كمان عيب لما انام و عندنا ضيفه فوق لازم اقعد معاها ده انا اول مره اشوفها حتي ..

هدير بغيره : صح اقعد يا قاسم .. افتح الزفتت ده

قاسم بسخريه و التفت لها : شكلك حلو و انت غيرانه

هدير بخجل : و انا هغير ليه ان شاء الله انا قصدي يعني تراعوا ان في بنات ساكنه قدامكم و في جيران يعني و شباب فوقينا مثلا

قاسم بسخريه صبغها بالاستفزاز : هو فعلا لازم نراعي ان في شباب فوقيكم و في جيران بس انا عمري ما شفت بنات قصادنا انا اعرف انك انتِ اللي موجوده

لتغضب هدير منه و فتح لها قاسم الباب و هو سعيد و بالفعل قد استيقظت كل حواسه و حلت شحنه من النشاط لاول مره يشعر بها

_________________________________________

علي لسان قاسم : فلتُحرم عليا الدنيا ان لم تكوني شريكتي يا معقده و لاموت اعزب ان لم اتذوق العشق معكِ ... فستكوني لي فلم يكدب حلمي يوما

اريدك و بشده و تلك العُقد ربما هي سر تعلقي بكي لتبقي انتِ شاغله قلبي و عقلي و ليبقي غضبك و عيناكي يسجنوني في سجن حبك للأبد ... حتي و ان لا يعلم احد او لا تعلمي حتي انتِ فلن اقبل بغيرك

_________________________________________

لتصعد هدير و قصت لساره ما حدث و وجدتها ساره بالفعل تشعر بالغيره الجامحه بل ان قاسم غيظا بها اغلق الشرفه تماما و أسدل الستار و أغلق النافذه تماما

ليتركها يدور في رأسها الف فكره و فكره لم ترد ساره ان تضايقها او تزعجها فيكفي ما تشعر به

و لكنها لم تصمت الا و أن فتنت لهاجر ببعض الكلمات لتفهمها ما حدث و ان هدير اصبحت اليوم هدير اخري

_________________________________________

بعد مرور ما يقارب ثلاثه ايام ذهبت هدير كعادتها الي فرح في العياده و كان فرح تقص عليها بعد مرور شهور و هما مستغرقان في العلاج و اصبحت هدير متعافيه بنسبه 89 % علي الاقل من مشاهده تلك الاشياء بل ان فرح تحاول ان تجعلها تكتشف مواهبها و تكتشف اين يكمن شغفها و تكتشف ذاتها التي فقدتها طوال تلك السنوات ...

فرح بهدوء و لكنها ملاحظه ان تركيز هدير منعدم تماما : طبعا الفتره اللي فاتت احنا كنا شغالين في حاجتين و جبنا ورقه وقلم و قولنا هدير حققتت ايه لغايت دلوقتي و ايه اللي هدير تتمني تحققه و بقيتي شريط زمني لنفسك و قولنا ان الموضوع ده مش هياثر فينا يعني مش هنندم علي حاجه ححقنها وحشه

و هنركز احنا عملنا ايه حلو يعني مثلا اتخرجتي و اشتغلتي و قولتي انك ختي كورس في المكان الفولاني و حاجات تانيه و حكتيلي ايه اللي حسيتي ان الموقف ده فرق معاكي زي حضنك لقاسم مثلا او مكالمتك لوالدك بعد الثانويه او حتي يوم ما في ولد ضايقك في الجامعه و رديتي عليه و ختي حقك و كنتي لوحدك و حاولنا نشوف ايه الحاجات اللي اثرت فيكي و شوفنا ايه الوحش اللي اتعلمنا منه و ايه الحلو اللي بني كيان كويس فيكي ...

هدير بتركيز شبه معدوم و تجاريها في الحديث : اه عملنا كده

فرح استكملت حديث عن المراحل السابقه : و تاني حاجه حاولنا نشوف افكارك كانت مختلفه عن افكار غيرك وله لا و قارنا مثلا اختيار الكليه حسب التنسيق و مفكرتيش بايه اللي ممكن تبدعي فيه حتي لو حبتيها بعد كده و اشتغلتي عشان ساره ساعدتك و ده مش حالك لوحدك انا واحده من الناس كان دخولي الكليه بناء علي رغبه بابا في الاول

يعني تقريبا معظم الناس بتمشي بحسب راي اللي حواليها او بتنساق مع الطبيعي و المعروف عشان كده بتلاقي دكتور فاشل و محاسب فاشل و مدرس مش طايق مهنه التدريس

و صانيعي مش ناجح في مجاله و العكس صحيح محدش بيحاول يقعد ما نفسه و يشوف خياله و ابداعه عايزه يعمل ايه ؟؟ يمكن لظروف البلد بس الاغلبيه و المعظم اننا بنمشي حسب التقاليد من غير إبداع و بدائنا نفكر انتِ مقتنعه بدينك وله لا ؟ وله انتِ مسلمه عشان اهلك مسلمين ؟

و شوفنا ميولك السياسيه و الدينيه و دي كانت تاني خطوه عملناها و هي اننا شوفنا افكارك و معتقداتك مبنيه علي اساس فكر غيرك وله اقتناعك .. و كانت الخطوه التالته انك بقيتي تعتمدي علي نفسك و بقيتي تروحي الشغل حتي لو ساره غايبه و بقيتي تشتري الحاجات اللي انتِ عيزاها حتي لو ساره مش معاكي و بدائتي بنسبه ٧٠% تعتمدي علي نفسك و ان هدير قويه لان برغم كل حاجه هدير مرت بيها هدير لسه عايشه

و هدير ليها رغبه تكون ليها كيان انتِ فعلا قويه لانك معتمده علي نفسك و قويه لانك منهارتيش برغم كل المواقف اللي مريتي بيها

ثم اردفت بنبره مشجعه اللي انا عن نفسي كدكتوره لو مريت بمواقف من مواقفك اعتقد مش هكون بصلابتك

لتبتسم هدير لها علي تشجيعها

فرح تبادلها الابتسلام و تستكمل حديثها : الخطوه الرابعه اللي احنا اتوقفنا بنسبه كبيره من السلوك الوحش من ناحيه مشاهده الفيديوهات و من ناحيه انك بداتي تغيري اسلوب لبسك و طريقتك و كل ده بيجي واحده واحده .. الخطوه اللي بعدها احنا حاولنا نرتب يومك و حياتك و نرتب كل شي و يومك مبقاش عشوائي بقا في وقت للصلاه و وقت للترفيه و وقت للقرايه و وقت للنوم و ده شي بيفرق جدا مع اي شخص

هدير بعدم تركيز : اه

فرح باستغراب : يا هدير في ايه انتِ مش مركزه خالص بقالي ساعه بتكلم في حاجات قديمه و انتِ كأنك بتاخديني علي قد عقلي و بالاجبار جايه

هدير بشرود : لا ابدا

فرح بابتسامه هادئه : اعتقد اننا اتخطينا مرحله اننا نكدب علي بعض و لو فيه اي حاجه فانتِ المفروض تحكيهالي انا اول واحده قبل اي حد

هدير بتوتر و كأن فرح ضغطت علي الزر لتبدا هدير بشرح ما حديث من ثلاثه ايام

فرح : عشان كده انتِ مش مركزه .. اولا هدير قويه و مينفعش تقصر في علاجها حتي لو عشان اقرب حد ليها حتي لو عمتك لو صاحبتك لازم تكوني مركزه فاللي انتِ جايه عشانه مش تقضيه واجب كان ممكن تتصلي بيا و ناجلها يوم كمان

هدير بتفسير : مش عارفه بس انا محبتش اقصر و أجل و ممكن اكسل و كده

فرح بوضوح : قعادك مش مركزه زي كأنك مجتيش و بعدين قاسم معملش حاجه و طبيعي انه يحاول يستفزك بدافع الحب او حتي بدافع الهزار اللي بينكم زمان و حتي لو أعلن انه اتجوز و داخل بمراته فده شي ميهزش فيكي حاجه

هدير بانزعاج : ايوه بس انا اضايقت اوي من استفزازه ليا حسيت انه زي ما يكون اتخلي عني بأي صفه

فرح بهدوء : بصي يا هدير انتِ طبيعي هتتاثري بدافع انك حبتيه بجد و ده الاحتمال الاكبر او حتي بدافع انك غيرتي من ان هيهتم بحد غيرك او بدافع الأخوه مثلا و كل ده مليش دعوه بيه انا مقدرش اقولك انتِ بتحبيه او لا كل اللي اقدر اقوله احنا اتفقنا هدير بتتعالج عشان ايه ؟

هدير و هي تجيب عليها : عشان نفسها

فرح بابتسامه: كويس جدا فبالتالي قاسم بيستفزك عشان يثير احساسك الانثوي و انك تغيري اكتر او لانه بيحبك او حتي علي حسب كلامك انه بيتجاهلك فده احتمال بعيد بس حتي لو كده فانتِ ده شي ميخلكيش تسرحي و احنا ماشيين في طريقنا لان هدير هتبقي احسن عشان نفسها سواء هتكون لقاسم او هتتجوزي غيره او حتي مش هتتجوزي انتِ جيتي هنا لهدف واحد عشان نفسك و حتي لو كان قاسم طلب ايدك هو ده السبب اللي خلاكي تيجي بس احنا مكملين عشان هدير و بس و لازم نكون صرحه مع بعض

و في كل الاحتمالات هدير قويه و هتكمل للاخر و مش هتكون ضعيفه او تنهار قصاد انها تكسب حد او قصاد انها تخسر حد وله ايه

هدير بهدوء : معاكي حق

فرح بابتسامه هادئه و مشرقه : و عموما حبك لقاسم باي صفه او باي إحساس ده مش هتلاقي تفسيره غير قدام نفسك و مش هتلاقيه عند دكتور نفساني ده هتلاقيه جواكي انتِ صاحبه قرارك و صاحبه إحساس قلبك بس هنا احنا شغالين في موضوع تاني خالص مش عايزينه يتقصر ... نكمل موضوعنا وله تمشي و تيجي مره تانيه

هدير بتشجيع و حماس رغم ان قلبها قلق و لكن عقلها يريد ان يكون له كيان : هنكمل مش هنضيع وقت ...


             الفصل الثاني عشر من هنا 

     لقراءة جميع فصول الرواية من هنا

تعليقات