
الفصل الحادي عشر 11
بقلم رباب حسين
ذهب يوسف إلي قسم الشرطة وتم أخذ أقواله فيما يخص الحادث ولم يتهم أحد وتم التحقيق مع الرجال الذين تم القبض عليهم في الواقعة ولكن رفضو الأفصاح عن المحرض وقالو أن ما فعلوه بغرض السرقة
عاد يوسف إلى المنزل وذهب إلى غرفته كتب شيئاََ في ورقة وتركها بالغرفة ثم ذهب إلي النوم
الساعة الثانية صباحاََ استيقظ جون وذهب إلي غرفة نور دون استأذان وقال وهو غاضب
جون / فرحانة أوي إنه خلاص مش هيحتاج لجون تاني.... لا وبتباركيله كمان
فزعت نور من دخوله وقالت / إيه يا جون فيه إيه؟ متعصب كدة ليه؟
جون في غضب / مش عارفة متعصب ليه؟ هو انتي بتحاولي تعملي إيه بالظبط؟
نور في هدوء / قولي الأول انا لما قلت ليوسف يا جبان واستفزيته بالشكل ده حسيت انت بإيه؟
جون / نور ردي عليا الأول؟ انتي وعدتيني إنك مش هتخفيني
اقتربت منه نور ووضعت يدها على وجهه وقالت / وانا عند وعدي
أزاح جون يدها في غضب وقال / متحاوليش تضحكي عليا.... انتي بتعملي كل ده عشان تبعديني من طريقك.... بطلي تلعبي وتمثلي عليا دور الحب..... انتي بتحبي يوسف بس وانا اللي واقف عقبة في طريقك..... حتى يوسف بيبعد عنك عشان اللي انا عملته.... انتي بتكرهيني ومش عايزاني
نور / جون انت عارف كويس إني بحبك
جون / كدابة..... وانا غلطان إني صدقتك.... فضلتي تمثلي عليا لحد ما خليتني اعمل اللي انتي عايزاه.... ودلوقتي بتبعديني.... خليتني ابطل كل حاجة بعملها عشان خاطر يوسف.... بس لا يا دكتورة وحياة الحب اللي حبتهولك هخليكي تندمي على كل كدبة كدبتيها عليا.... وأولها هتشوفي حبيب قلبك كل يوم في حضن واحدة شكل.... عشان تعرفي الوجع شكله إيه.... هخليكي تندمي ومش هطولي يوسف في حياتك
تركها وذهب لحقت به نور واحتضنته من ظهره ثم قالت وهي تبكي / هتقدر تلمس واحدة غيري.... هو ده حبك ليا..... انت فاكر إنك لو عملت كدة هشوف يوسف اللي بيعمل كدة؟...هشوفك انت اللي بتخوني يا جون.... ده وعدك ليا؟
ابعد جون يده عنه وقال / انتي اللي خلفتي وعدك معايا في الأول
نور / والله أبداََ لو جاوبت على سؤالي هتقدر تفهم انا بعمل إيه..... ارجوك بس صدقني وقولي حسيت بإيه لما يوسف اتعصب عليا؟..... رد عليا بس يا جون وانت هتفهمني
جون / هو ده اللي هيريحك..... ماشي يا ستي هجاوبك..... أول ما عصبتيه كنت عايز أخرج وارد انا بس يوسف رد بدالي..... وأعتقد إن رد فعله كان أقوى من رد فعلي كمان
نور / وبعدين؟
جون / ولا حاجة حسيت إني مرتاح إنه رد عليكي بس في نفس الوقت حسيت لأول مرة إن يوسف بيتحكم فيا وانا مش عايز كدة
نور / المهم إنك ارتحت لما يوسف رد وحسيت إن المشاعر اللي جواك خرجت صح؟
جون / أيوة.... بس بردة يوسف اتحكم فيا وانا مش عايز كدة
احتضنته نور وقالت / طيب تخيل معايا لو حبيت تحضني زي كده ويوسف هو اللي موجود دلوقتي وحضني مكانك مش هتحس بالحضن ده
جون / أكيد هحس بيكي
ابتعدت نور عنه ونظرت في عينيه وقالت / فهمت أنا بعمل إيه.... بخلي يوسف يعمل اللي انت عايزه من غير ما تظهر وتتخانق معاه عشان تعمله انت.... جون بقولهالك للمرة المية.... انت ويوسف واحد.... انت رغبة يوسف المكبوتة واللي عايزة تخرج و مش عارفة لو خرجت هترتاح انت أول واحد...ساعتها مش هتحس إنه جبان وهتتصالح مع نفسك وده أهم حاجة
هدأ جون وقال / بس انا مش فاهم.... طيب انا مصيري هيبقي إيه؟
نور / هتبقي موجود كل الوقت معاه وهتعمل اللي انت عايزه في أي وقت مش مضطر تستني بليل عشان تظهر ولا لما يوسف يهرب من موقف معين
جون / انا خايف
عقدت نور حاجبيها وقالت / غريبة مع إن جون مش بيخاف..... بس واضح إن المشاعر بدأت تختلط ببعض يعني يوسف معاك دلوقتي
جون / لا.... يمكن عشان بنتكلم مع بعض
نور / بتتكلمو مع بعض إزاى؟!!!
جون / مش مهم..... بس يمكن عشان بدأ يحس بيا
نور / طيب عملت إيه في القسم؟
جون /ولا حاجة يوسف متهمش حد
نور / انا خايفة من نصر ده أوي وخايفة يأذيك
جون / متقلقيش..... انا رحت لعمي عزت امبارح بعد ما وصلتك لبيت إياد واتفقت معاه يبلغنا بأي تحرك من إياد أو نصر
نور / بس انا مش واثقة في عمك ده خالص
جون / لا..... عزت بيخاف علي يوسف بس يمكن أتصرف غلط بس هو لحد دلوقتي بيحميه
نور / طيب.... ممكن تقعد بقي؟
جون / ماشي.... بس طمنيني أخبار أخت إياد إيه؟
نور / فيه تقدم.... بدأت تتكلم معايا النهاردة..... وحاسة كدة إنها عارفة أسرار عن إياد بس انا مردتش أسأل علي حاجة إلا اما تطمن ليا الأول
جون بإبتسامة / واضح إن حبيبتي فعلاََ دكتورة شاطرة
ابتسمت نور وقالت / لا هي مش شطارة..... إحنا بس ساعات بنبعد نفسنا عن الناس عشان مش لاقين حد نرتاح في الكلام معاه..... الفكرة بس إنك تربط علاقة ثقة بينك وبين المريض اللي قدامك
جون / زي ما عملتي معايا.... من أول مرة طلبتي مني أحبك
ضحكت نور / أكيد مطلبتش منها كدة بالعكس ديه هي اللي أتكلمت عشان خافت عليا
جون في قلق / خافت عليكي من إيه؟ حصل حاجة؟
نور / لا هي بس خافت لما قولتلها إن إياد مهتم بيا يعني
وقف جون في غضب وقال / نعم يا أختي..... مهتم بيكي إزاى يعني؟
نور / إيه يا جون ما انت عارف إنه بتاع بنات وكدة
جون في غضب / هو حاول يعمل معاكي حاجة؟
وقفت نور أمامه وقالت / لا طبعاََ انت مجنون.... هو بس عمال يقولي معجب واتغيرت وكلام غريب كدة.... بس انا حاسة إنه صادق مش عارفة ليه؟
جون / لا انتي عايزة تجننيني صح؟ انتي مش هتروحي هناك تاني إنسي
نور في فزع / لا مينفعش..... اسمعني بس يا حبيبي والله ما تقلق انا قولتله إن فيه حد في حياتي
ضحك جون بإستهزاء وقال / وانتي فكرك إياد هيفرق معاه؟
نور / بقولك حسيت انه غير ما إنت بتحكي عنه خالص
جون / والله؟!! ده شكله عجبك بقي
اقتربت منه نور وأمسكت وجنته وقالت / محدش يعجبني غيرك انت..... يلا بقي على النوم.... عشان لازم يوسف يروح الشركة.... وخصوصاََ بعد ما عمه ساب الشغل
جون / لا بقي..... انا مبلحقش أقعد معاكي
نور / معلش حبيبي بس لازم تنام
جون / طيب تصبحي على خير
قبلها يوسف من جبهتها وذهب للنوم
في صباح جديد ذهب نصر إلى العمل باكراََ حيث أنه لم ينام منذ الأمس وظل يفكر طوال الليل كيف ينتهي من وجود يوسف في السوق نهائياََ.... وتوصل إلى فكرة واحدة
قام نصر بالإتصال بإياد وطلب منه الحضور وبعد ساعة وصل إياد إلي مكتب نصر ودخل إليه وبعد تبادل التحية جلس وقال
نصر / أنا عندي ليك عرض يخرجك من مشكلتك نهائي
ابتسم إياد وقال / بجد يا نصر؟.... طيب قول
نصر / انا هعمل دمج مع شركتك ونبقي شركة قابضة والمشاريع تبقي واحدة بينا..... وفي نفس الوقت الديون كمان هتبقي واحدة وساعتها الشركة هتبقي اقوي
إياد في سعادة / بجد.... ديه فكرة حلوة أوي.... بس غريبة يعني من يومين رفضت تشاركني ودلوقتي عايز تعمل دمج
نصر / اه بس فيه مقابل
إياد / إيه هو بقي؟
نصر / نخلص علي يوسف الألفي
إياد / نخلص عليه إزاى يعني؟
نصر / نقتله
إياد / نعم!!!
نصر / إيه يا إياد هي أول مرة....
هنعمل زي ما عملنا في ابوه
إياد / لا المرة اللي فاتت إحنا أصلا متفقناش إنك تقتل عمران..... انت استغلتني.... انا عرفت بس اتحكم في نظام الأمن وانت قولتلي إنك هتدخل تتكلم معاه وتهدده ومش عايز دليل وفجأة لقيتك قتلته
نصر / هو اللي أستفذني.... وبعدين اعمل إيه يعني ما هو اللي غبي... وبعدين ما محدش كشفنا خلاص نعملها تاني ونبقي انا وانت ملوك السوق.... ومحدش هينافسك ولا ينافسني هنبقي أقوى شركة قابضة في المعمار في مصر والوطن العربي..... ها قلت إيه؟
إياد في توتر / لا.... لاااا انا مليش في القتل ولا هشاركك تاني في عملية قتل
نصر / تمام.... يبقي الشيك اللي معايا هقدمه للنيابة وهي بقي تتصرف معاك
إياد / ليه بس كدة يا نصر؟ بلاش نقلب على بعض مش حلو أبداََ
نصر / ده اللي عندي فكر ورد عليا.... المقابلة انتهت..... قدامك أسبوع واحد بس تفكر وترد عليا.... مع السلامة
تركه إياد وهو يفكر كيف يفعل ذلك ولكن بداخله رفض تام للفكرة فهو ليس بقاتل
أما يوسف فكان منهك بالعمل تماماََ حيث أنه يقوم بكل العمل داخل الشركة ثم أضطر أيضاََ للذهاب إلي الكومبوند للأطمئنان علي الأحوال هناك بعد مداهمة رجال نصر.... ذهب يوسف إلي الموقع وأخذ يطمئن علي الخامات بالموقع وأحوال رجال الأمن ثم ذهب لتفقد المباني وأثناء مروره بأحد المباني الغير مكتملة تعرقل بأحد الثقالات وسقط من الدور الثاني
اما نور فكانت تستعد للذهاب إلى موعدها مع سارة الحديدي حتى وجدت فريدة تصرخ بالأسفل.... ركضت إليها وجدتها تبكي وتصرخ بشدة
نور في فزع / فيه إيه يا مدام فريدة؟!!!! إيه اللي حصل؟
فريدة في بكاء / يوسف..... يوسف وقع من العمارة اللي في الموقع ونقلوه علي المستشفي
نور في صدمة / إزاى ده حصل طيب هو في أنهى مستشفي؟
فريدة / مستشفي(.....) انا لازم أروحله دلوقتي..... عبد الجليل حضر العربية
نور / أنا جاية معاكي...... ثم تركتها نور وقام بالأتصال علي حازم سكرتير إياد وابلغته أنها لن تستطيع القدوم لموعدها اليوم مع سارة وانطلقت إلى المشفى مع فريدة.... وصلو للمشفى وكان هناك بعض الصحفيين الذين يغطون الحدث ورفضت فريدة التحدث معهم.... دخلو للداخل وأبلغهم الأستقبال أن يوسف بالعمليات.... ذهبو وانتظرو أمام غرفة العمليات وبعد قليل أُذيع الخبر في التلفاز ورآه عزت وجاء للمشفى أيضاََ
ذهبت نور إليه بعيداََ عن فريدة وقالت في صوت منخفض / تفتكر الحادثة متدبرة؟
عزت / لا.... لو كان فيه حاجة زي كدة كنت عرفت..... وأكيد مكنتش هسمح إن ده يحصل..... على العموم اصبري لحد ما يفوق يوسف ونعرف منه اللي حصل بالظبط
يعد قليل خرج الطبيب وركضو إليه جميعاََ
فريدة / طمني يا دكتور أرجوك
الطبيب : الحمد لله.... انا كنت قلقان يكون فيه نزيف داخلي بس الحمد لله إنه نزل على الأسمنت اللي تحت العمارة.... فيه كسر في الكوع الشمال والرجل كمان وكدمات في الجسم..... أحنا جبسنا الكسور ونقلناه علي أوضة عادية تقدرو تشوفوه هناك
شكرو الطبيب وذهبو إلي الغرفة معاََ.... كان يوسف تحت تأثير البنج وظل يتفوه بكلام غير مفهوم
يوسف : متمشيش..... متسبنيش
نظرت فريدة إلي نور ثم ذهبت نور إليه وأمسكت يده وظلت تبكي بجواره.... بمرور الوقت أستيقظ يوسف وابتسم عندما رأي نور أمامه
نور/ يوسف..... انت كويس حاسس بحاجة؟
يوسف / انا كويس متخافيش
فريدة / حمد الله على سلامتك يا حبيبي..... انا كنت هموت من الرعب عليك
يوسف / أنا كويس والله متخافوش..... انا بس رجلي وجعاني أوي كل جسمي بصراحة بيوجعني
عزت / أنا هقول للدكتور يجي يديك مسكن
نظر له يوسف وقال / انت بتعمل إيه هنا؟
عزت / عايزني اعرف اللي حصل ومجيش يا يوسف؟
يوسف / اه متجيش.... انا قولتلك مش عايز اشوفك تاني
فريدة في تعجب / يوسف بتكلم عمك كدة إزاي؟!!!
يوسف / ماما انتي مش فاهمة حاجة..... اتفضل أخرج من هنا
خرج عزت وذهب إلي الطبيب وطلب منه أن يذهب إلي يوسف وظل ينتظر بالخارج ليطمئن عليه... خرج الطبيب وبدأ مفعول المسكن وهدأ يوسف قليلاََ
نور / انت وقعت لوحدك يا يوسف ولا مقصودة؟
يوسف / لا انا اللي وقعت لوحدي.... الصراحة كنت تعبان ومش مركز من كتر الشغل
نور / عمك كان شايل شغل عنك كتير يا يوسف.... هو يمكن غلط بس انا متأكدة إنه بيحبك وبيخاف عليك..... لما كلمني عشان احذرك كان خايف عليك أوي.... اسمعه يا يوسف وحاول تديله فرصة
فريدة / ممكن اعرف إيه اللي بيحصل بالظبط؟
نور / أنا هحكيلك يا مدام فريدة بس الأول خلي أستاذ عزت يتكلم معاه..... ها يا يوسف أدخله؟
يوسف / دخليه
خرجت نور وفريدة ودخل عزت إلي الغرفة وسردت نور ما حدث إلى فريدة.... اما بالغرفة
عزت / انا غلطت يا يوسف لما ساعدته بس انا في الأول مكنتش اعرف إنه هيقتلهم وبعد كدة لما عرفت رفضت بس هو قالي لو معملش كدة هما هيقتلوك لأنك بتفكر زي والدك بالظبط..... خفت عليك.... انت أبني يا يوسف.... انا لا اتجوزت ولا خلفت وربنا يعلم بعتبرك زي أبني بالظبط
يوسف / كان لازم لما تعرف إنه بيقتل تمنعه
عزت / واتفرج عليك وانت ميت زي أبوك لا يا يوسف.... مش هستحملها.... الناس ديه يا يوسف مبتفكرش زينا..... الناس ديه أسوء مما تتخيل.... معندهمش ضمير ولا يفرق معاهم القتل
يوسف / عمي انا كنت فاكر إنك هتساعدني مش تستغل مرضي
عزت / والله ما استغليتك أبداََ.... انا كنت خايف عليك يا يوسف..... يمكن مفكرتش كويس بس ساعات الواحد بيضطر يعامل الناس بالطريقة اللي يفهمو بيها
يوسف / خلاص يا عمي.... مش هلوم عليك انك ساعدتني في الغلط وانا أصلاََ اللي بيغلط
عزت / ولا تزعل من نفسك يا يوسف..... مش انت اللي عملت كدة
يوسف / الدكتورة تقولي انتو واحد وانت تقولي لا ده هو مش انت
عزت / الدكتورة نور بتخاف عليك أوي يا يوسف.... انا حاسس كده والله أعلم إن العلاقة مش علاقة مريض ودكتورة أبداََ صح؟
يوسف / هتفضل علاقة مريض ودكتورة يا عمي.... مينفعش تاخد شكل تاني غير ده
عزت / بس شكلها بتحبك وانت كمان قعدت تهلوس بكلام وانت في البنج
يوسف في فزع / قلت إيه؟
عزت / مش مهم بس فهمت إنك مش عايزها تمشي وتسيبك
اما عند فريدة ونور
فريدة في غضب / يعني عزت عارف وكان بيساعده كمان؟!!!!
نور / ساعده من غير ما يعرف نيته
فريدة / أعمل إيه بس في المصايب اللي بتتحدف عليا ديه؟ ..... انا خايفة الناس كلها تعرف حالته..... ساعتها مستقبله هيضيع
نور / متقلقيش يا مدام فريدة
فريدة / نفسي يرجع زي ما كان
نور / أظن يا مدام فريدة أن يوسف محتاج يرسم حياته بنفسه..... ده شئ أساسي في علاجه.... عشان كدة بطلب منك تسيبيه ياخد قرارته بنفسه.... وكفاية أوي تحكم بحياته كدة
فريدة / هو انا السبب في مرضه زي ما قال جون صح؟
نور / مش بالظبط..... بصي يا مدام فريدة ساعات خوفنا الزيادة بيأذي اللي بنحبهم وبنخاف عليهم.... بس ده ميمنعش إن حبنا ليهم أكبر من أي حاجة في الدنيا..... يوسف مش أخوكي ومش هيكون زيه..... أحنا مهمتنا نربي أولادنا كويس أوي عشان لما يطلعوا للعالم الخارجي يبقي عندهم قناعتهم ومعتقادتهم اللي يقدرو يواجهو بيها المجتمع ونبقي واثقين إن قراراتهم هتبقي صح وفي صالحهم..... وفي ده انا أشهدلك إنك أم عظيمة قدرت تربي شاب ناجح طموح محترم كل الناس تتمنى قربه.... ثم ابتسمت وقالت وانا واحدة منهم بس هو يعبرني
ابتسمت فريدة وقالت / يوسف بيحبك بس مش عارف ياخد قرار ومتخبط أوي.... أديله وقته يستوعب اللي هو فيه وانا متأكدة إنه مش هيسيبك
نور / يارب يسمع منك ربنا
ابتسمت فريدة وظلو ينتظروا بالخارج حتى خرج عزت ودخلو إليه
فريدة / يوسف انا هفضل معاك النهاردة وهخلي السواق يروح نور
نور / لا يا مدام فريدة انا اللي هفضل معاه.... انتي ناسية جون ولا إيه.... هفضل انا مش هقدر اسيبه أبداََ أخاف جون يظهر وتحصل مصيبة.... أو حد من الدكاترة يلاحظ
يوسف / علي أساس لما بتكوني مع جون مش بيحصل مصايب صح؟ ..... المرة ديه بقي هتقولي إيه مراته؟
نظرت له نور في غضب وقالت / لا المرة الجاية لو حاولت تحرجني تاني هقولهم إني مراتك عرفي واخلي شكلك وحش قدام الناس كلها
نظر لها يوسف في تعجب وعقد حاجبيه وقال / لا كدة يبقي انتي اتجننت رسمي يا دكتورة
نور / الصراحة هي فكرة جون بس انا ندمت إني معملتهاش المرة اللي فاتت.... فا قدامك حل واحد مفيش غيره.... إنك تثق فيا
فريدة / فيه إيه يا ولاد أهدو مش كدة..... خلاص يا يوسف بقي بلاش كلام يزعل.... نور يوسف أمانة عندك.... وبلاش خناق
نظرت نور إليه وقالت / اتمني
ذهبت فريدة وتركت نور مع يوسف..... اما عند نصر فكان ينظر إلي أخبار حادث يوسف ثم قام بطلب غريب
نصر / غريب عايزك تروح مستشفي(.....) وتجيب ممرضة من هناك
غريب / ليه يا باشا انت تعبان ولا حاجة؟
نصر / اسمع الكلام من غير نقاش.... تروح تجيبلي ممرضة بس عايزها من اللي تنفذ كل اللي انا عايزه.... فاهمني طبعاََ
غريب / فهمتك يا باشا اعتبره حصل
ذهب غريب وظل يراقب وهو بالطوارئ حتى وجد ممرضة تتحدث مع أهل مريض وهي تمضغ علكة بطريقة مقززة وتقول
عزة / يا أستاذ متقلقش أنا معاها بس كلك نظر يعني
الشخص في غضب / انتي إيه مبتشبعيش؟!!
عزة / خلاص يا أستاذ متزقش علي راحتك بس متجيش تقول خلي بالك وبلغيني واتصلي بيا
الشخص / خلاص خدي ده انتي إيه عاملة زي المنشار
ذهب إليها غريب وقال / معندوش نظر والله....مش أي حد يقدر المجهود اللي بتعمليه.... انا محتاج ممرضة بس لمريض عندي في البيت بس إيه راجل أعمال هيديكي المبلغ اللي انتي عايزاه بس هو تعبان ومحتاجين ممرضة معاه النهاردة
عزة / ماشي.... بس هاخد حسابي مقدم
غريب / لا متقلقيش هتاخدي المبلغ اللي انتي عايزاه بقولك رجل أعمال كبير
ابتسمت عزة وقامت بمضغ العلكة بذات الطريقة / إذا كان كدة ماشي..... هاخد إذن واجي معاك
غريب / طيب يا...
عزة / اسمي عزة
ذهبت عزة وأخدت إذن ثم ذهبت مع غريب.... بعد قليل وجدت نفسها في فيلا ضخمة ظلت تنظر إليها في إندهاش قال غريب/ مش قولتلك..... تعالي بقي لما ادخلك للباشا
دخلت معه إلى الداخل وكان نصر ينتظره ثم طلب من غريب أن يذهب ويتركهم
نصر / خدتي حسابك يا....
عزة / خدامتك عزة يا باشا.... اه خدته
نصر وهو يشعل سيجاره / طيب إيه رأيك لو تاخدي ١٠٠ ألف جنية
لمعت عين عزة وقالت / ١٠٠ ألف مرة واحدة.... بس لا أنا مليش في الشمال يا باشا
نصر / ومين قال إني عايزك في كدة..... انا بس فيه واحد عندكم في المستشفى عايز أخلص منه
عزة / إيه؟!! لا يا باشا مليش فيه
نصر / متقلقيش هي حقنة هتعمل سكتة قلبية قضاء وقدر.... ومحدش هيشك فيكي..... ولو نفذتي هتبقي السكرتيرة الخاصة بتاعتي..... هديكي مرتب ١٠ أضعاف اللي بتاخدي من المستشفى..... ده غير المبلغ اللي هتاخدي لو وافقتي
عزة / خلاص يا باشا اعتبره حصل
نصر / تمام.... خدي بقي ده اسمه.... خلي بالك تنفذي النهاردة ومن غير ما حد يشوفك
عزة / أمرك يا باشا
فتحت عزة الورقة ووجدت اسم ( يوسف عمران الألفي)...