رواية أحببت معقدة الفصل الخامس 5 بقلم فاطمه سلطان


رواية أحببت معقدة

الفصل الخامس 5

بقلم فاطمه سلطان


اذكروا الله ❤

فلتصمت كل الألسنة عند رؤيتك حتي و ان مرت سنين احتاجك و بشده .. حتي و ان بعدت عني ساظل اريد وجودك مره اخري اتعلم يا جاري العزيز  ... لم التمس العذر لابي و لم التمس العذر لاي شخص في حياتي قرر الابتعاد عني و لكني لمسته لك انتَ فبالتاكيد انتَ لم تتركني و انتَ راضي عن ذلك ..

لا يعلموا و لا حتي انتَ تعلم ان الطفل كلما يكبر يتعلق بامه و يريدها ان تحبه حتي لو بجانبه مئات الاشخاص يظل يبحث عنها .. و هذا هو حالي مازلت ابحث عن حضن امي حتي و ان كان لي بديل اعلم ان وجودها كان سيكون الافضل ..

لا اعلم ما علاقه قلبي بك و لكن حتي و ان كان بجانبي مئات الاشخاص الذي صور في عقلي انني حينما اقابل رجال و شباب اخريين سيتم محو اسمك من ذاكرتي و كنت اظن ان تعلقي بك لانك الرجل الوحيد القريب مني

و لكن لا يستطيع القلب نسيان الام و لا يستطيع القلب ان ينسي شخص اعاد النبض له و الحياه ...

و هل ينسي القلب يوما شخص استطاع ان يلمسه و يحضتنه بقلبه لم احضتنك يوما ...

و لكن قلبك كان حضن و وطن لقلبي اليتيم و المسكين فلا ينسي القلب وطن أحاط به..

_________________________________________

كان يوم طويل علي قاسم و خصوصا بسبب درجه حراره أغسطس التي يعاني منها الناس و هو اشد الشهور حراره .... تعب قاسم بسبب ذهابه و استفساره عن ترخيص المعمل و استفسر عن كل ما يخص ترخيص معمله ليكون علي اكمل وجه

ثم انتهي به اليوم حينما اذن أذان المغرب ذهب ليصليه في احد المساجد التي كان يمر عليها  اثناء سماعه الاذان ثم ذهب الي محل خاص ببيع

الحلويات ليشتري شيئا لصديقه يقدمه له و هو يدخل بيتخ لاول مره بعد زواجه

و بالفعل ذهب عند صديقه و رحب به كريم و زوجته  ثم تركتهم زوجته حينما جائت لها زياره ايضا في نفس الوقت الذي اتي به قاسم فدخلت بهم الي غرفه اخري لتترك زوجها بحريه مع صديقه و لتكون هي حره أيضا مع أقاربها

قاسم بمرح و سعاده لرؤيه صديقه سعيدا لفوزه بحبيبه عمره : مش مصدق يااه ان بقي ليك بيت و هنخلص من زنك صبح و ليل بقا في حاجه تشغلك و تخليك تحل عننا

كريم بتافف و يتصنع الانزعاج : انا مش عارف انتَ هتفضل تحبني كده لغايت امته ماشي

و بعدين انا بقالي ١٥ يوم في البيت يعني اشتقتلي ياجدع  بكره هتشقلبلك في الشارع عادي جدا لم يعلم ان فرحته لم تكتمل

قاسم و يتصنع الانزعاج ايضا : انزل يا سيدي واضح ان ربنا مش كاتب لينا نرتاح منك

كريم باعتراض : انتَ جاي تطلع قرف الحكومه عليا يا قاسم مهوا مفيش حد يزور عريس بعد ما يتكلم مع مواظفين الحكومه ... بتهني في بيتي والله عيب علينا طب قول الف مبروك قول اي حاجه انفخ فيا شويه مش كده

قاسم بغرور : ما انا رسمت الموضوع قدام مراتك و احترمتك و قولتلك مبروك هي شغلانه بقا

كريم بمرح :  يابني عيب عليك وربنا اللي بتقوله ده

ده انا لو جايبك غصب هتعاملني احسن من كده بس ياله انا عارف انك مش في حالتك الطبيعيه بعد يوم حلو مع الحكومه انا عارف انك مجنون دلوقتي

فضحك قاسم من قلبه : انا بحبك تقدر حالتي ايوه كده ..  ايه اخبار الجواز علي حسك يا شبح

كريم بجديه مزيفه : انا متجوز بقالي ١٥ يوم تقريبا لو هنحسب الساعات اللي بنفرد فيها بمراتي مش هيكون ٥ ايام يا عم ده كل يوم ناس طالعه خارجه

بس الحمدلله علي نعمه الاخوات البنات فعلا هتندم ندم عمرك انك وحيد

قاسم باستغراب : ده ليه

كريم بجديه مزيفه تماما و غيظ من اخوته : عايز اقولك ان من كتر ما مراتي واخذه علي اخواتي و هما بيحبوها حرفيا هما ناقص يباتوا عندنا

حاجه في منتهي التناحه بجد ده بيسهروا عندنا يا قاسم الحمدلله ان بقالهم يومين في البلد عند خالي الواحد عرف يرتاح منهم شويه

فضحك قاسم بشده ثم غمز له  : طب ما تقول لامك تخليهم في شقتهم و يحلوا عنكم شويه كفايا الضيوف

كريم بحسره : كنت اتمني والله يا قاسم ان امي تعرف تتصرف قولتلها احكمي علي عيالك راحت  قالتلي  احكم علي مراتك انتَ هي اللي بتخليهم يطلعوا

اصل المدام بتحب الونس  ...  ااااه اسكت و النبي يا قاسم متقلبش عليا المواجع ده انا في تلت ايام نمت

و سبتهم بيتفرجوا علي التلفزيون و يوم نزلت اقعد مع ابويا تحت و اتفرجت علي الماتش انتَ فاكر اني قاعد متهني هنا ده بيعذبوني يابني ... بس في امل ان شاء الله انفرد بمراتي بعد شهور كده هيكونوا الناس زهقوا مننا بس انا عامل خطه حلوه انا هوقع بينها و بين اخواتي المشكله ان مفيش الا واحده بس كبيره ممكن تكون فاهمه حاجه و متطلعش علطول  لكن الاتنين التانين دول اجارك الله

قاسم ضحك من قلبه علي شكل صديقه و غيظه من اخواته : بجد بموووت يخربيتك فصلتتت  .. علشان تعرف ان قعداك في الصيدليه ارحم

كريم بمرح : فعلا انتَ طلعت مش بتكدب

ثم اكمل بجديه : ياله احكيلي هتعمل ايه

قاسم بهدوء و بنبره يتخللها التعب : ما انا قايلك علي كل حاجه يعني من البدايه للنهايه انا هبتدي الموضوع ازاي كل اللي عملته اني سالت علي الإجراءات الروتنيه اللي يعتبر انا عارف اغلبها  بس كنت  بتاكد و هبتدي بقي اشوف حوار الاجهزه ده كده كده الشقه خلصانه

كريم بتفكير و انزعاج : برضو مصمم علي موضوع الشقه ده .... مش دي الشقه اللي ابوك كان مبسوط انه هيجبهالك علشان بعيد عن الشارع

و في عماره برضو في منطقه تانيه احسن من هنا و بعدين انتَ يعني لما تفتح المعمل ده ان شاء الله  كده  بتلغي جوازك لسنين قدام انتَ عارف ان هيكون

عندك مستلزمات غير انك يُعتبر الشقه اللي هتتجوز فيها هتفتحها معمل غير اقساط الاجهزه اللي هتكون شهريا فلوس ملهاش اول من اخر

قاسم بلا مبالاه : انا عايز المعمل ده و هصرف عليه حتي اخر جنيه معايا

كريم بتفسير  :  طب انتَ كده مثلا لو حبيت تتجوز هتعمل ايه يعني اكيد ظروفك  مش هتسمحلك تجيب شقه علي الاقل لمده سنتين وله حاجه لما ترتب دنيتك و تجيبها و تشطبها و ده لوحدها عايز سنين تانيه ياعم  ده امك تدبحك فيها

قاسم بلا مبالاه :  هي فعلا ممكن تعملها .. يعني انا ورايا ايه يا كريم مستعجل عليه ايه ...  انا و لا خاطب واحده و ابوها مستعجلزي علي الجواز و لا مدي وعد لحد

كريم بخبث و مكر : لنفترض ربنا قدرنا مثلا و حبيت واحده يعني دي المواضيع دي بتحصل في يوم و ليله

قاسم بعد  بتفكير طويل و سكت لدقيقتين ليخبر صديقه بالشي الذي سوف يخبره لوالدته ايضا حتي تطمئن قليلا   : هسكن في شقه عمي اللي تحتنا عمي من بدري بيقول لو لقيتوا ساكن ليها ناجرها

او نبيعها بس ابويا رافض بسبب انه مش عايز حد غريب يكون معانا في البيت و عمي قال اوك كده كده هو مش محتاج فلوس يعني ما شاء الله و الموضوع اتنسي اصلا لان ساعتها كانت الظروف مش مساعده ابويا انه يشتريها

و هو بقاله سنين مسافر كندا و عمره ما هيرجع هنا ده لو لقيت يعني العروسه ممكن اجرها منه و لو ربنا كرمني

اشتريها منه و يبقي البيت تقريبا بتاعنا كده كده ابويا من الاول تفكيره كان غلط انا مش ناوي ابعد عنهم حتي لو اتجوزت و الا بقا هنمشي كلنا مش هما في مكان و انا في مكان هما ملهومش غيري

كريم بمرح :  بس فكر انتَ في الموضوع بتاع الجواز عموما 

ثم اكمل بنبره خبيثه حاول ان يصبغها في لون من ألوان الجديه : هي ايه اخبار هدير  صحيح

قاسم بتوتر و انزعاج ليس من انه سأل و لكنه كان يريد ان يجيب بثقه عن حالها كما كان في السابق ليس فقط ان يراقبها في صمت تام لا يتذكر كم من مره في هذه الفتره كان يراقبها من بعيد في اي مكان تكون به

و اجابه تكون واضحه ليس فقط  بكلام  صديقتها عنها حينما يسألها  

- بتسأل ليه

كريم بمكر : عادي اما اسأل مش جريمه

قاسم تصنع اللامبالاه  : كويسه عادي مفيش جديد ....

كريم باحراج و لكن حاول ان يتكسب القليل من الشجاعه : هقولك حاجه و متزعلش يا قاسم و اسمعها و متردش حتي عليها انا مش عايز الا مصلحتك و اشوفك مبسوط

قاسم ربما هو يحتاج لكلام صديقه حتي و ان احرجته و حتي و ان ازعجته : قول يا كريم

كريم بشجاعه : انتَ حبيت هدير علي فكره و قبل ما تتنرفز و تزعل انتَ حبيتها بس ممكن بتحاول حتي متعترفش بكده قدام نفسك علشان متبانش لحد انك كنت بتستغلها او ان كلامك انها اختك

كان غلط ..... انا فاهمك اكتر ما انتَ فاهم نفسك و علي فكره مش عيب يعني انك في البدايه كنت بتحميها و انها اخت ليك  و بعدين مشاعرك اتحولت و خصوصا لما بعدت عنك ...  احنا بشر و مش بنتحكم في مشاعرنا و عواطفنا و اكتر شي بياكد كلامي هو تغيرك الجذري في حاجات كتيره في طباعك من ساعه ما بعدت عنك  و علاقتكم اتغيرت ...

انقذت زوجه كريم زوجها من كلمات حاده من الممكن ان يتفوه بها قاسم او من غضبه و انقذت حتي قاسم حينما منعته من احراجه او محاولته لإيجاد كلمات مناسبه للرد ... نادت علي زوجها ليسلم علي الضيوف و يودعهم قبل ذهابهم و ذهب ضيوف زوجته و  بعدها استأذن قاسم فهو جلس اكثر من حقه او تهربا من صديقه

كريم يعلم انه لابد ان قاسم انزعج منه و لكنه كان يجب ان يصارحه بالشي الذي يصعب عليه قوله امام نفسه

_________________________________________

في المساء جائت ساره حتي تبيت مع هدير لمده يومين لا اكثر و ذلك لان جدتها سافرت الي البلد فسوف تجلس مع صديقتها يومان ثم تعود لبيت والدها


بعد ان استطاعت ان تقنع والدها بان ليس هناك رجال في البيت غير صديقتها و عمتها  .. فوافق والدها بعد معاناه

في غرفه هدير

كانت ساره جالسه علي الفراش و تاكل بعض من المقرمشات و تعبث في اي شي في هاتفها و هدير  كانت تصفف شعرها

ساره بانزعاج و تافف فهي لم تتعود علي هذا الهدوء و لكنها اصبحت تحب هدير و احبت ان تكون معها خصوصا بعد تعودها عليها في الفتره الاخيره

- يا ست انتِ ده انا مليت بعد ما عمتك نامت دي كانت مفرفشاني اكتر منك ... ده انا هيجيلي اكتئاب مجاليش و انا مفركشه

هدير بسخريه و مرح في انن واحد فهي احبت ساره كثيرا ربما لم تشاركها بعض الاشياء و لكنها ملأت فراغ كبير في حياتها و هي تجعلها تواجه الكثير من التحديات و تساعدها في اشياء كثيره : طب اعملك ايه علشان تفرفي يعني ارقصلك ؟

ساره بمرح : والله فكره كانت تايهه عن بالي يا ظريفه ده انا هروح بيت ابويا حالا ده انا اخواتي الولاد كانوا فرفوشين عن كده

هدير انتهت من تصفيف شعرها و لمته علي هيئه ضفيره لتظل محتفظه بذالك الشكل البري الذي لم تغيره السنوات .... جلست بجانبها و حاولت ان تتصنع المرح  : والله واضح ان العيب مش فيا يمكن في الاوضه هي اللي بتخلي الانسان يكتئب ؟

ساره قهقت بسخريه : علي اساس انتِ برا الاوضه فرفوشه اوي يابت !! متخلنيش اتكلم  ده انا حاسه انك انتِ اللي اتفسخت خطوبتك و انا بقويكي ده انتِ مكتئبه اكتر مني

هدير : اتلمي يا ساره انا مش مكتئبه انا عادي كده

ساره بمرح : والله انا بفكر انا ازاي خليتك البيست بتاعتي لغايت دلوقتي مش عارفه يابت انتِ عملتيلي سحر وله ايه

هدير بفقدان ثقه و انزعاج حاولت اخفاءه : ليه هو انا وحشه للدرجاتي

ساره حاولت ان تصحح ما قالته فهي لم تقصد ذلك : لا مش وحشه انتِ احسن حد و اكتر حد قلبه طيب انا عرفته برغم اني عارفه ناس بعدد شعر راسي بس

مبقتش برتاح الا ليكي بس يعني انتِ علشان مختلفه في حاجات كتيره في حياتك عني و شخصيتنا مش متشابهه بكرا هنخرج انا و انتِ

هدير باستغراب  : نخرج نروح فين ؟

ساره بلا مبالاه  : ارض الله واسعه مش انتِ قولتي انك محوشه فلوس من  ايام الجامعه و ان الغويشه اللي بعتيها من  ذهب مامتك  الله يرحمها  علشان تجيبي اللاب توب لسه باقي منها فلوس

فهنروح نشتري لبس و نغير تسريحه شعرك دي و نغير استايلك  شويه

هدير بانزعاج : نجيب لبس ماشي بس اغير تسريحه شعري ليه انا مبحبش كده و اغير استايلي ازاي انا بحب طريقه لبسي ...

ساره بتفسير : بصي يا هدير انا مش قصدي حاجه انتِ مش بتلبسي وحش و لا حاجه بس

احنا عايزينن نغير تسريحه شعرك مش بالمفهوم اللي انتِ متخيلاه يعني نساوي شعرك كده هو طويل ما شاء الله و نظبطه شويه مش اكتر  كفاايا ضفاير بقا

ثم اكملت بمرح : يعني انتِ شعرك احلي مني انا رايحه افرده ببروتين

هدير بسخريه  : قري بقا

ساره بمرح و ابتسامه  : لا مبعرفش اقر بس بعرف احسد

هدير بتساؤل  : طب شعري و فهمناها بس ايه علاقه لبسي

ساره بتفسير  : لبسك كله تيشرتات و بناطيل و في الشتا سويتيشرتات ... عايزين نجيب لبس انثوي شويه يعني نجيب دريسات و نجيب بلوزات شيك كده و لبس فورمال شويه علشان لما نروح مؤتمر او حاجه

ثم اكملت بمرح : بس يعني عايزين نجوزك و نظهرك للناس شويه  انا مش ناويه استني لما تبوري جنبي انا مش قعدالك العمر كله

هدير بسخريه و مازالت غير مقتنعه : اسكتي بقا و انتِ شبه ستي

ساره بلهجة حاده مفتعله حاولت ان تصبغها بالجديه و لكنها فشلت : اللبس خلاص هنجيبه و مش عايزه اي اعتراض من  النهارده انا مواريش حاجه غيرك انتِ من النهارده انا لازم اشوفلك عريس و اخطب صاحبه انا متوقفيش حال

هدير بسخريه  : ملكيش دعوه بيا  ياختي شوفي اللي انتِ عيزاه بعيد عني ..  و بعدين ده انت لبسه فاسخه الشبكه ياستي

ساره بابتسامه بلهاء : عادي انا عايزه اتجوز دلوقتي حالا عندي جفاف عاطفي  ... ناوووو

هدير بعدم فهم : يابنتي انتِ عايزه تشتغلي و بتاخدي كورسات وله عايزه تتجوزي  نفسي افهملك انتِ شغاله في انهي اتجاه

ساره بمرح  : الاتنين ياستي انا بشتغل بعون الله في اي اتجاه اصل انا  قدراتي عاليه و بعدين ابويا فقد الامل ان اخويا الكبير يفكر يتجوز فهو عايز يفرح لان كل اخواته عيالهم اللي اصغر مني اتجوزوا و اللي اصغر من اخويا مخلفين عادي

و انا عايزه مصلحه البشريه مش عشاني علشان ابويا الغلبان اللي عايز حفيد و حاليا نفسه يجيلي عريس و اتجوز بكرا و انا بصراحه معنديش مشكله ايزيي يا عزيزي

ثم اكملت بمرح : اصل انا  عايزه اتباس و اتحضن و معنديش مشكله اصلا  ...

هدير باحراج و ابتسامه في انن واحد  : يا بنتي بطلي سفاله بقا

ساره تصنعت الجديه : يعني اكدب عليكي انا عايزه ورد و اتبااس يا ابراهيم  ... و بعدين دي مشاكل الاجازه معايا كلها  اسبوعين و نرجع لحياه الاستقلالية و احقق مستقبلي لكن حاليا والله اول عريس يدخل لاتجوزه دلوقتيييي

فضحكت هدير

ساره بمرح و كأنها تستطيع ان تعطي الطاقه الإيجابية للناس حتي و هي تريدها :  استهدي بالله و قومي ارقصي يعني يا هدير طلعي طاقتك في حاجه يا ماما شغلي لينا اغاني علي اللاب توب حللي فلوسه

هدير برفض  : الساعه  ١٢ يا ساره اغاني ايه دلوقتي ده ام محمد تفرج علينا الشارع 

ساره بمرح و كأنها لا تفوت اي موقف  :  ايه ده عندها محمد و ياتري بيفكر يكمل نصف دينه وله لا ؟؟

ثم اكملت بضجر : هو دي جي يا ماما هنشغل بصوت واطي يعني مش هنسمع الناس اكيد م

فتحت هدير اللاب توب و حاولت ان تجد اي اغنيه تشغلها لعلها تتخلص من ساره و احاديثها ربما ساره بهذه الحركه

جعلتها تتذكر ايام كانت تحاول نسيانها ....

قامت ساره و توجهت الي الشرفه فكانت تفتح البا بعد ان ازاحت الستار

هدير  بصوت عالي و انفعال : بس يا ساره متفتحيش البلكونه سبيها

ساره باستغراب شديد  : ليه يعني فزعتيني

هدير  بتوتر : كده متفتحهاش و خلاص

ساره لم تكن تعرف السبب ربما ان تتوقع ان هدير تفعل ذالك لمجرد ان قاسم امامها و لكنه لم يأتي في بالها شي من هذا القبيل : بت انتِ انا هفتحها انا حرانه و المروحه مش عامله اي حاجه و الاوضه كاتمه جدا يبقي عندك بلكونه في الاوضه كبيره كده و تقفليها انتِ متخلفه ؟؟ 

هدير  بتوتر مبالغ: علشان متكشفش الاوضه للي قدامنا

ساره بلا مبالاه  :  لا عادي انا شايفاها مش كاشفه اي حاجه و بعدين دي باباها ناحيه باب اوضتك

يعني و لا بتكشف الكرسين و لا التسريحه و لا السرير و بعدين احنا هنقعد جوا اصلا و لما ننام نبقي نعمل الستاره لكن انتِ ناقص تقفليها بقفل

فتحت ساره الشرفه غير مباليه باعتراض هدير

فهدير لا تفتح هذه الشرفه طوال تواجدها فيها فتفتحها في الصباح قبل ذهابها و تغلقها حينما تعود

او  من الممكن حتي تمشي  دون فتحها و تفتحها عمتها حتي تدخل الشمس الي الغرفه  ... كانت تمنع نفسها حتي ان تراه  فهي اذا رأته تريد بشده ان تتحدث و تخبره ان هناك اشياء كثيره تود قولها له اشياء كثيره

لا تستطيع حتي برغم تقربها من ساره ان تحكي لها لم تحتاج له في اي وقت  اكثر من الان ...   لا يكفيها تلك الرسايل و المحادثات البارده ربما كان يكفيها ذلك الشي مع اي حد غيره هو فليس هناك اجمل من لقاء من نحبهم و ليس فقط محادثتهم من خلف الشاشات الإلكترونيه  ....

دخلت ساره الشرفه و استنشقت الهواء و اخذت من الغرفه وسادات لتجلس هي و هدير عليها و حاولت ان تجعل الستاره كحاجز بسيط لهما حتي لا يكشفهم احد ....

دخلت هدير خلفها و وجدت ان الستاره علي الاغلب حجابتهم و فاخذت ساره منها الحاسوب و كانت تري ما هي الاغاني التي توجد عند هدير فوجدت  اغنيه سوما " ده حبيبي " وجدت ان هدير تحتفظ بها

ساره بملل  : والله مش متوقعه غير انك تسمعي الكئابه دي بس انا هسمعها معاكي لاني بحبها و بعدين هشغل اي حاجه تفرفشني ...

كانت هدير تؤما براسها فقط و كانت تحاول ان تسترق النظر من فتحات الستاره الصغيره و وجدت ضوء غرفته منبعث من غرفته و لكنه لم يقف في الشرفه إطلاقا 

و بعد دقائق صغيره وجدت خليل يدخل الشرفه و يحمل كوب من الشاي و يلحقه قاسم و معه لعبه الطاوله علي الاغلب انهم ايضا يشعرون بالضجر ..

و شغلت ساره الاغنيه  ... كانت ساره تراقب هدير دون ان تحرجها و تسترق النظر لهدير لتلاحظ محاولتها ان تشاهد شيئا و هي جالسه علي الارض لم تكن تفهم شي 

الاغنيه : حبيبي عارفين يعني ايه حبيبي يعني الدنيا

فى عينيا واغلي الناس عليا ... و حبيبي الحضن اللى مواسيني والفرحه ... اللى فى سنيني وايام حلوه جايه

ده بعيد بعيد بعيد بعيد بعيد عن عيني لكن شايفاه

فى كل الاماكن ده انا نايمه وصاحيه بيه و قريب قريب قريب قريب قريب قريب يا دمع عيني يا زمان مفهوش حبايب اخدت حبيبي ليه حبيبي

كانت قاسم يلاحظ و يسمع تلك الاغنيه و علم انها غالبا تنبعث من  شرفه هدير خصوصا حينما لاحظ ضوء الغرفه و لكنه كان مستغرب  فلم تكن عاده هدير استماع الاغاني و فتح الشرفه في هذا الوقت

من الليل حتي بالماضي لم تكن شغوفه هي باستماع الاغاني كانت من عادته هو  او حتي الجلوس بالشرفه لهذا الوقت المتاخر علي الاغلب هناك اشياء كثيره

تغيرت و كان شارد و هو يلعب و لكن خليل كان يلاحظ ذلك و لم يريد احراجه فهو ايضا لاحظ ان هدير موجوده رغم انهم لم يروها

انتهت الاغنيه لتتحدث ساره : الله يحرقك يا شيخه ده انا اكتئبت يارتني ما شغلتها ...

وجدت ساره ان هدير مازالت تحاول ان تراقب او تري اي شي: يا بنتي انتِ باصه فين مش بكلمك ؟؟

هدر تتحدث بصوت منخفض و إحراج  :  ياله ننام يا ساره انا صدعت خلاص و فصلت

ساره بتفهم حينما نظرت و ازاحت جزء بسيط من الستاره و رأت قاسم : خلاص ياله ندخل

دخلت ساره و هدير و طلعوا علي الفراااش

ساره بخبث  : ايه اخبارك انتِ و قاسم

هدير بلا مبالاه  : عادي زيها زي اي اخبار مفيش حاجه احنا جيران مش اكتر  ... مهمته انتهت معايا من زمان و بصراحه مجتش عليه هو ناس كتيره سابتني

ساره و هي ترفع حاجبها  : سابك ازاي ؟

هدير بضيق و دمعه نزلت من عينيها و رفضت الخدوع لجفنها :  بلاش تتكلمي في الموضوع ده

ساره بتفسير  :  اعتقد ان قاسم عمره ما سابك مش عارفه هل انا هكون بفشي اسرار و غير امينه

وله لا بس لازم اقول دلوقتي لان الدمعه اللي في عينك دي علي شخص بيقدرك و بيعزك و يمكن بيحبك

هدير بتجاهل لجميع كلامتها : اسرار ايه مش فاهمه

ساره بتفسير  : فاكره اول مره شوفتك بعد الثانويه  فيها لما كنتي في الكافيه معاك

هدير باستغراب  : ايوه مالها

ساره : مش انتِ ساعتها روحتي الحمام و غبتي يجي خمس دقايق كده

هدير : ايوه  ...  مش فاهمه

ساره  : سبتيني معاه انا و هو لوحدنا فبصراحه عادي انا مكنتش مكسوفه

ثم اكملت بنبره مرحه : اصل انا بجحه عادي

ثم اخذت لتتحدث بجديه : ساعتها قال انه عايز يكلمني بخصوصك و انه معندوش وقت لان ممكن ترجعي في اي لحظه فهمني ان عندك مشكله اللي هي زي فوبيا من الاماكن العامه

فقالي اني مسبكيش ابدا و لو حصلك اي مشكله او ضيق تنفس او حتي تعبتي يعني زي ما حصل و انتم قدام الجامعه او اي حاجه اكلمه

ساره بنبرتها المرحه :  و راح طلب رقمي والله انا قولت هديهوله حتي لو هيعاكسني والله انا راضيه ده قمر يعني 

هدير شعرت بالضيق : بطلي بقا سفاله كملي

ساره بانزعاج : بس رجع خيب املي اااااه  ... و كسر طموحاتي و انا بحلم اني خلاص داخله اولد ابننا و رجع قالي انه هيتصل بيا كل شويه او يبعتلي رساله يطمن عليكي ساعتها

عرفت ان انتِ اللي داخله تولدي

هدير شعرت بالاستغراب حتي انها ابتسمت علي مزاح ساره الذي لا ينتهي و في دقيقه انزعجت مشاعر مختلفه في انن واحد هل هي لديها فوبيا و ليش شي طبيعي و هل هو يعلم ذلك و يتركها

ساره : مش  كده و بس اليوم ده بقي يوميا  يسألني عنك و مكمل تجريح في قلبي و قررت اقطع  شرايني زي ما انتِ عارفه بس قولت ان اكيد هلاقي حد من اصحابه حلو زيه فسكت و بعدين

هدير بانزعاج حينما سكتت ساره : ما تخلصي أحلام اليقظه و كلامك ده و فهميني بعدين ايه

ساره بتفسير : يوم ما اتخانق مع الواد في الشارع هو اللي طلب مني اجي و اشوف الوضع ايه و انه خايف ان عمك و ابنه يعملوا فيكي حاجه و حقيقي انا ساعتها جيت بس انتِ كنتي رافضه تشوفي حد و بعديها بقا من ساعتها ممكن كل يومين يسألني عن احوالك عن اصحابك بتعملي ايه في الجامعه

ثم اكملت بمرح : و حطم قلبي للمره المليون و قالي ان انا زي اخته و هو خايف عليكي و في نفس الوقت مش عايز يخلي حد يتكلم عليكي او يقول عنك كلمه وحشه

و مش عايز يعلقك بوجوده و انك تعتمدي علي نفسك في نفس الوقت و قالي ان لو سؤاله عنك بيضايقني و انه يكلمني علي الفيس و كده هيزعلني او هو بيزعجني قولتله لا يعني براحته

هدير بمشاعر متناقضه تماما مع بعضها : كل ده و بعدين بيسالك  انتِ ليه و ما يسالني انا و ازاي كل ده و انتِ بتنقلي ليه ؟

ساره : مدام كله بما يرضي الله يبقي انا زي الفل هو انا عملت حاجه غلط الراجل بيطمن عليكي لو هتقلبي وشك كده  هتخليني اندم اني قولتلك ...

هدير : مش عارفه افرح وله ازعل حاسه ان كل حاجه زي ما هي حتي لو بيطمن عليا انا كنت عايزاه جنبي حتي لو سأل النالس كله في حاجات جوايا عارف اني مش بحكيها حتي لو ليكي ..

ساره : انا وافقت علي خطيبي و كده و قولت اني فتره الخطوبه هتعود عليه و اعرف طباعه فضلنا خمس شهور مكنتش عيزاه يقولي بحبك كل عشر دقائق لاني منطقيه جدا انه اكيد ملحقش يحبني او حتي عارف يعبر عن حبه بس في حاجه مفقوده مكنش في لغه حوار بقيت بحس اني مش عارفه اتناقش معاه بيزعل لما يسمعني و بيضايق لو قولت راي تاني في اي حاجه  عايز يلغي شخصيتي ... ببقي ماشيه معاه و انا مش حاسه بالأمان .. مش حاسه انه حاميني ..  بقيت بخبي عليه حاجات في حياتي لمجرد أنه مش هيعجبه رايي او انشطه بعملها او مؤتمر بروحه ... عرفت انه مش بيحترم وجودي كانثي و شايف ان لما يسمع كلامي ده ضعف منه و ده كان بيقولي ان في المستقبل مش هيسمعني ...   عمره ما حسسني اني مطمنه و انا معاه احساس غريب .. مبشتاقش ليه ... محستش ان قلبي مطمن في وجوده ... مبيشاركنيش تفاصيله .. مخافش عليا في مره .. تخيلي رغم انه قالي بحبك مدخلتش قلبي ..  اوعي تفرطي في قاسم لان كل ده حب اشتياقكم لبعض لغايت دلوقتي حب انتِ مش فهماه

ياله تصبحي على خير

التفتت ساره و أعطت ضهرها لهدير لتنام و تتركها بين مشاعرها و قلبها الذي اصبح يشعر بالتوهان و اصبح يفقد صوابه و طريقه و كان الطرق و المشاعر كلها اصبحت متوتره

نامت ساره لتلحقها هدير بعدها بفتره و لكنها فاقت في الساعه السادسه صباحا و هي تلهث و تلك الضربات السريعه .. و كأن الحلم اقترن بالواقع

استوعبت هدير ان كل ما حدث كان حلم حينما وجدت ساره بجانبها لا تصدق ما رأته مازالت غير مستوعبه

- يخربيتك يا ساره خلتيني اتجنن و احلم بحاجه زي دي ..

_________________________________________

لتمر شهور اخري و كلا منهما محتار .. كل شخص منهما يؤلمه قلبه و تؤلمه افكاره المزدحمة ... بالفعل افتتح قاسم معمله و سلك طريقا جديدا في حياته  و لكنه مازال يحمل همهاا حتي و  ان كان يجعلها تظن ان سؤاله لها كل فتره غير مهم و لكنه كان مهم له و اذا حدثها مره في الهاتف ليهنئها في اي مناسبه يستطيع

ان يأخذها كحجه لسماع صوتها الذي حُرم ان يسمعه و تلك الأعين البريئه التي كانت تجعله يشفق عليها اشتاق لهم و لكنهم حُرموا عليه و ما زاد الطين بله مقابلته لهاجر و ما كلفته به و الهم الذي استطاعت ان تحمله له مره اخري و كأنه مهما بعد عنها حتي و ان كان ظاهريا  تجبره الظروف علي البقاء فماذا يحدث له باي شي يشعر و باي شي يُختبر هل هذا اختبار من ربه علي فقدانه حقيقه ما يشعر به .. ام ان هذا الشي بسبب عدم مصارحته لنفسه ..

هل يكفر عن ذنب لا يعلمه ... فلما كل ذالك التفكير و التعب و لما لا ينتهي الموضوع هنا .. لما لا يستطيع التقرب منها و لا يستطيع البعد عنها

اما هدير  بدائت في عامها الثالث في الجامعه ربما شغلتها الجامعه مره اخري و لكن كلما تنفرد بنفسها تزدحم افكارها السوداء حول كل شي .. و تلاحقها احلام وردية  و لكنها تراها سخيفه و كان عقلها الباطل يتعلق بسخافات غريبه و يؤلف أحلام غريبه ..

_________________________________________

علي لسان هدير او ما كتبته يوما حينما شعرت ان القلم اصبح يحتفظ بسرها : صعبه صح ؟؟ .. مفيش اصعب من  انك تحس ان بلخفنه ..

و تحس انك مش عارف انتَ حاسس بايه ولا عارف المفروض تعمل ايه يمكن لاني كنت ناسيه حاجه مهمه اووي لمده سنين طويله .. انا كنت ناسيه هدير اللي شخصيتها ضاعت من وسط شخصيات كتيره عشتها و من وسط معتقدات كتيره اعتنقتها

خلوني اقول ان بعد سنين طويله و انا بكتب الكلام ده و برغم الحاجات دي متمسحتش من ذاكرتي في ايام و مواقف بتعلم العمر كله مهما عدت السنين و  ناس بتفضل معلمه في حياتنا سواء بالسلب او بالايجاب مش بنقدر ننساهم

خلوني اقول اني مُعقده و اني في يوم من الايام حسيت اني مريضه نفسيا ... بس مين فينا مش مريض نفسي باي مرض ... مين فينا اقل شي معندوش عُقده من شي معين .. مين فينا محسش انه لوحده رغم وجود الكتير ... يمكن لاني نسيت هدير و نسيت رب اللي خلقها  هدير اللي عمره ما نساها .. 

_________________________________________


في شهر مارس من عام ٢٠١٦ و هذه هي السنه الحاديه عشر بعد وفاه والده هدير و تمر هدير في كل فبراير من كل عام بحاله نفسيه سيئه جدا و الألم و الوجع مازال يعيد نفسه

و انغمست قليلا في تلك الايميلات و الحسابات التي تفعلها بشخصيه مستعاره كانفصام في الشخصيه و كانت تحاول ان تتحدث مع الناس دون خجل ظننا منها ان خجلها سبب عُقدتها في الحياه ... ربما كانت قد تركت تلك الحسابات لفتره و لكنها عادت لها حينما اختفت ساره قليلا بسبب انشغالها في زفاف اخيها الذي قرر اخيرا الزواج و تغير اعتقاده و لكن كان حفل زفافه في البلد

كانت كالعاده تبحث هدير عن اي شي في الفيس بوك لعلها تستطيع إكتشاف شي جديد يشغل وقتها فدخلت علي صفحه ما بالخطا الشائع الذي قد يحدث مع اي شخص

لتظهر  لها فيديوهات و مناظر لم تتخيلها في حياتها حتي ربما الشي الذي تعرضت له الفتره الأخيره حينما رات تلك الصور لم يكن شيئا شعرت بالاحراج و الخجل مما رأته لم تتخيل ان تلك الاشياء تصور هكذا

كانت تظن أن تلك الاشياء مُحرمه او ان هذا الشي يكون في تلك  المواقع الاباحية التي ليست متوفره او يعلمها الجميع لم تتخيل ان هذا الشي انتشر في الاستخدامات اليوميه

هل تصبح العلاقات التي يجب ان تكون علاقات خاصه بين الرجل او المرأه حينما يجمعهم الزواج او حتي و ان كان ذلك الشي بغير زواج و زنا

هل تُصور في اي حاله تلك اللحظات ؟؟ و تنتشر بهذا الشكل ؟؟

المره الماضيه كانت بعض الصور لبعض الفتيات و هي شبه عاريه  ..  و لكن الإنسان لم يكن يوما ملاك و للأسف  ليس هناك اسوء من الشيطان و نفسك الاماره بالسوء لتشجعك انكرت هدير المنظر تماما حتي انها خجلت و شعرت بالتقزز و لكن هذه المره دفعها فضولها لتتابع بعض التعليقات التي تركها بعض الاشخاص

كانت متعجبه من كميه الاشخاص الذي من الممكن ان يعلقوا علي شي كهذا كانت من الممكن ان تقل دهشتها اذا وجدت ان هذه الفيديوهات في صفحه غير عربيه

و لكن تلك التعليقات كانت غريبه و عالم غريب و مصطلحات تقسم انها لم تكن تفهمها لتقابل تعليقات اخري تشرح مفهوم مختلف تماما عن المتعه و عن تشرح تلك المصطلحات التي لم تفهمها في تعليقات اخري اغلقت كل شي حتي انها كانت علي وشك ان تفرخ ما في جوفها و لكنها تحاملت حتي لا تقلق عمتها عبثا

لم تكن ساذجه لتفهم بعض الاشياء التي للاسف وجدت اشياء ليس يجب ان تعلمها

  عن العلاقات من هذا النوع و لكنها لم تتخيل ان تجد هذه الكميه من البشر لا يخجلوا مما يكتبوه .. طبعا تعلم انهم بالتاكيد ليست هذه الحسابات الرسميه لهم و لكن هل من الممكن ان يكتب تلك الكلمات شخص جيد ؟؟  ...

كيف تنتشر الفاحشه بهذا الشكل فالوقت الذي انتشر به النور علي الاقل ..  كيف تكون هذه الأشياء محل فخر و تلك الكلمات هل يستطيع احد كتابتها حتي و ان كان لا ينطقها ظلت تردد انهم لابد ان يكونوا اشخاص سيئه ..

هل  تصبح المواقع الإلكترونيه التي تهدف لنشر الثقافه و التكنولوجيا و العلم و التطور و التواصل بين الناس

هل من الممكن ان يكون بها كل ذلك السوء ؟؟؟

نامت بعد فتره من الأفكار الغريبه و تولد لديها شعور لاول مره تشعر به هو انها تريد التجربه و استكشاف كيف يفكروا الناس بهذا الشكل تريد ان تعلم شعورهم كان فضولها و شيطانها مسيطران عليها بشكل كامل

و مع مرور الايام كانت هدير كل ليله حينما تنفرد بنفسها تقرا تلك التعليقات و تلك الكلمات ربما صور عقلها الباطن ان هناك متعه في ذلك مثلما يقولون .... حتي انها اصبحت لا تفتح حسابها الشخصي كثيرا ...

اهملت الاشخاص الجيده التي كانت تقرا لهم .. ربما كانت محتفظه و مازالت  متعلقه  بقراءه منشورات عبير نيازي ... كانت دائما هدير في صراع نفسي بين ضميرها و بين نفسها دائما تلوم نفسها علي ما تقرأه او ما تراه

ربما لم تكتب شي او كلمه و لم تعجب بشي  فقط تشاهد تلك الفيديوهات و تقرأ التعليقات في صمت ليس حبا في هذه الأشياء و لكنها كانت تصنع لنفسها شي مختلف تريد ان تشبع فضولها في أشياء تلوم نفسها عليها .. تريد ان تنسي هدير و تنسي قاسم حتي لو لمده دقائق في اليوم ثم تنتهي من المشاهده و تبدا لومها لنفسها ... و كره ذاتها ... و لكن مازالت نفسها تحرضها بانها لا تفعل شي غير المشاهده فهناك من يفعل اكثر منها فهي شخص جيد بالنسبه لهذه الاشخاص ... و كأن تلك المقارنه السخيفه  ترضيها لفتره من الزمن  ... ربما لا تستند علي إيمان قوي بأن هذه الاشياء ذنب و لا يوجد به نقاش

و بدائت صراعها مع ذاتها و دخولها لعالم ملئ بالاثم و الذنوب و الامراض النفسيه و العصبيه ... 

_________________________________________

علي لسان هدير  : الفضول ممكن يطلع الانسان السماء لما يستخدمه في الصح ... و ممكن ينزل الانسان الارض و علي جدور رقبته ... خليني اقول كلمه اللي بيخلي الانسان يتجه لحاجات

كتيره مش بس في الحاجات دي هو الفضول لان كلنا عندنا فضول بس لازم يكون في محظورات و حاجات تترفض و قلبنا و إيمانه يقول عليها لا قبل ما حتي فضولنا يقودنا ليها

مفيش احساس اصعب من انك تحس انك كاره نفسك و تحس بانك مش واثق هل اللي انتَ عارف انه حلال  هو حلال فعلا و ان اللي انتَ عارف انه حرام ده حرام فعلا ؟؟

فهمت متأخر اوي ان في فرق بين اللي الناس بتقول انه حرام او انه حلال من غير فهم او انهم يحاولوا يقولوا سبب

و في فرق باللي انا مقتنعه بيه و فرق كبيرر بين اللي الناس بتقول انه في الدين و اللي انا اللي لازم ابحث و اعرف و اقتنع مش اردد بس انه حلال او حرام الإيمان في الدين او في حاجه في الدنيا مبني علي الإقناع و الاقتناع و عمر الدين ما يتاخد من ناس مش فهماه من الأساس

عرفت ان كل حاجه الناس بتقول عليها غلط بيقولوا انه غلط علشان ناس تانيه متتكلمش عليهم مش علشان هو حرام ....

 

_________________________________________

في صباح يوم من ايام الربيع فاننا في شهر إبريل

افاقت هدير من نومها بكسل شديد يصاحبها في الآونة الاخيره و كأنها اصبحت تشعر بكسل في كل شي

ارتدت ملابسها لتذهب الي الجامعه بعد عوده ساره و انتهائها من زفاف اخيها و رجعت لحياتها الطبيعيه

ودعت هدير عمتها و ذهبت لقضاء يوم طبيعي في الجامعه و لكنها لم تكن تعلم ما هو الشي الذي ينتظرها في المنزل  ...


             الفصل السادس من هنا 

     لقراءة جميع فصول الرواية من هنا


تعليقات