رواية أحببت معقدة الفصل السادس 6 بقلم فاطمه سلطان


رواية أحببت معقدة

الفصل السادس 6

بقلم فاطمه سلطان


لو كان بيدي ان اختار .. لكنت اخترت عكس كل شي  في حياتي  الان سواك ... فليسقط العالم باكمله  و لن ابالي غير ان اضمك في هذا اليوم لم اجد الأمان ابدا في بيتي ... كنت متاكده انني سوف أجده  بين ذراعيك  ... فلتسقط تلك الافتراءات و تلك الأحاديث  فانا سافعل ما أريده اليوم و ما يريده قلبي و هو شعوره بالأمان

_________________________________________

علي لسان هدير  : زمان كان مفهومي مُختلف الحقيقه انا و لا يوم عدي لغايت الفتره اللي بحكي فيها اللي لو كنت شايفه ان علاقتي بقاسم صح  و ان قربي منه مش غلط مدام مكنتش بعمل حاجه زي اللي في مُخيلتي

انا عمري ما صنفت علاقتي بقاسم من ناحيه الدين حتي لما كنت ببعد عنه و لما هو بعد عني كنت مُتخيله انه واجب و انتهي او انه عايز يمنع كلام الناس محستش يعني انه حرام و لا حسيت انه غلط كلهم قالوا انه غلط بس انا محستش بكده او مقتنعتش بمعني اصح ...

انا كنت زيي زي اي بنت او حتي زي اي شاب بسمع عن العيب و الصح و الغلط و الحرام و الحلال و كل المفاهيم دي بس بسمعه من وجهه نظر الناس عرفت ان مفيش انسان هيعمل حاجه غلط الا و هو بيبرر لنفسه مش بس علشان الشيطان لان مفيش إيمان قوي

كون اننا عرفنا ان الشي ده غلط فلازم نبعد عنه يبقي ده مش اقنتاع و ده اللي الناس بتعمله  ... معتقدش ان في نبي جه قال للناس ان عباده الشمس و القمر و الأصنام  و الشرك بالله حرام و الناس قاله انه صح علطول  ... اقتنعوا لما قدم الادله و البراهين و قدر انه يقنعهم بان ده حرام علشان سبب معين

و هو ده الإيمان الصحيح مش مجرد المعرفه بالحرام و بالحلال انتَ مؤمن ... لان اللي بيخليك تعمل الغلط اسباب كتيره و من اغلبها انك مش مقتنع انه حرام من الأساس  فلازم كل يوم يوقف الإنسان مع نفسه و يعرف ليه هو بيعمل حاجه غلط برغم انه عارف انها غلط ؟؟

_________________________________________

في صباح يوم من ايام الربيع فاننا في شهر إبريل

افاقت هدير من نومها بكسل شديد يصاحبها في الآونة الاخيره و كأنها اصبحت تشعر بكسل في كل شي

ارتدت ملابسها لتذهب الي الجامعه بعد عوده ساره و انتهائها من زفاف اخيها و رجعت لحياتها الطبيعيه

ودعت هدير عمتها و ذهبت لقضاء يوم طبيعي في الجامعه و لكنها لم تكن تعلم ما هو الشي الذي ينتظرها في المنزل  .

________________________________________

كان قاسم ينزل من منزله و في طريقه الي الصيدليه حيث يتواجد كريم  بعد ان اصر عليه ان ياتي و يجلس معه .. و حينما نزل وجد تلك الثرثاره التي تُدعي ام محمد خلفه و تنادي عليه فاستجاب اخيرا لندائها

ام محمد بانزعاج و تافف : ايه يا قاسم مش سامعني عماله بنادي عليك 

قاسم حاول ان يبتسم : معلش مكنتش مركز .. حضرتك عامله ايه و محمد عامل ايه هو و هشام

ام محمد بمكر و كلمات كالخنجر فالمشاعر و الخصوصيات العلاقات من اي نوع ليس من حق اي احد ان يتحدث بها مدام لن يعطيه الطرفين الحق في ذالك فلا يحق لشخص  احراج شخص او الحديث فيما يؤلمه : الحمدلله مبقناش نشوفك يعني  وله خلاص هدير كانت السبب في اننا نشوفك و لا بقيت موجود في جمعيات و لا حاجه ده انا بشوفك صدفه معدي في الشارع لو واقفه في البلكونه و لا بقيت تطلع تسلم و لا اي حاجه

قاسم باحراج و انزعاج في انن واحد : معلش بس مشغول شويه بسبب المعمل و كده 

ام محمد : ماشي يا ابني ربنا يوفقك 

ثم اردفت بتدخل كالعاده في شئون الآخرين: مش ناوي تفرحنا بيك 

قاسم حاول ان يتصنع المرح : ليه هو انا مضايقك يعني

ام محمد :  يا واد يا بكاش قصدي يعني تتجوز و تشوف حالك و تفرح امك بقا

قاسم  باقتضاب : ادعيلي لسه النصيب

ام محمد  بتردد ان تفاتحه في ذلك الموضوع :   هو انتَ زعلان يا واد يا قاسم بسبب موضوع هدير القديم ...

كان قاسم مشغول في شي اخر  و لم يهتم بكلامتها وجد سياره تدخل الي الشارع و يقودها حسني و بجانبه شخص ما يرتدي نضاره شمسيه فالواقع لن يحدد ملامحه و وجد ان السياره توقفت عند بيت هدير و نزل منها ذلك الرجل

و هو يرتدي بدلته بكل وقار رجل يعتقد انه في أوائل  الخمسينات ... ربما جسده مناسق لا تستطيع ان تشعر بعمره عن بُعد  و عند القرب .. تري علامات الزمن و خطوطها علي وجهه ... و لا يظهر سوي تلك الخصلات البيضاء التي تنتشر وسط خصلات شعره الفحميه و كان تلك الصغيره ورثته منه ... دخل الي المنزل ... حسني اخذ سيارته و ذهب مره اخري و لا يعلم  الي اين  ... و كان قاسم محتار  هل هو ؟؟

ام محمد و هي تحاول ان تستعيد ذاكرتها : مين الراجل ده انا فكراه ياربي ...

قاسم بتاكيد بعد ان كان مجرد شك حينما  راي في احدي المرات بخطا صوره له مع هدير بالماضي : ده ابو هدير 

ام محمد بتذكر فمرت سنوات كفيله انهي تجعل الانسان ينسي : ايوه هو يا اخويا ده  ... العز باين عليه اما راجل ناقص صحيح مخلي اخته تصرف علي البت و شكله مبسوط

ربما قاسم استغرب قليلا بسبب تفسير ام محمد السريع و كان البدله هي حسابه في البنك فتلك هي ام محمد التي تتغير : طيب عن اذنك يا ام محمد دلوقتي  علشان مستعجل 

و ذهب الي الصيدليه دون قول كلمه اخري حتي يستطيع يتحدث مع هدير  و يري هل هي في المنزل ام لا فهو لا يتنبأ بعلامه خير إطلاقا لرؤيه هدير الي والدها برغم مرور تلك السنوات و لكن القلب مازال وجعه حديث فهو يجهل مفاهيم الزمن

________________________________________

صعد عماد الي المنزل بعد غياب احد عشر عاماً فتحت له هاجر بعد ان دق الجرس

كانت هاجر مصدومه و لا تستوعب هل هو حقا : عماد 

عماد ابتسم لها و اخذها في حضنه ربما يشعر ببعض  الاشتياق لشقيقته  ....  خرجت هدير و ساره من الغرفه بسبب صوت الجرس و بفضول ليعلموا من الطارق .   و لم تسمع هدير إتصالات قاسم

فكان هاتفها صامت وجدته امامها تستطيع ان تشعر بالوجع و القهر لوجوده تستطيع ان تتذكره فلم تتغير علامات الزمن و بعض التجاعيد في وجهه و لكنها تستطيع ان تعلم انه هو

عماد و هو يبتعد عن هاجر و ينظر لهدير: اتغيرتي يا هاجر وحشتيني جدا عارف ان مصدومه بس الموضوع جه فجاه و انا اللي قولت لحسني ميدكوش خبر قبلها

كانت هدير تحاول ان تتماسك و كانت ساره بجانبها و لم تجد سوا انها  تمسك بيد ساره بقوه نفس الشعور تولد لديها من جديد تريد ان تشعر ان هناك قوه تستطيع ان تجعلها تعود للواقف  وكان وجوده استطاع ان يشعرها بالغرفه كان وجودها جعل ذلك الشريط و حياتها لمده العشر سنولات الماضيه ان تمر امام عينيها في اقل من خمس دقائق  .. شُعرت بالغربه التي لم تتخيلها يوما ... شعرت و كان وجوده كفيل ان يجعلها تشعر بالغربه و كانها في مكان غريب و لا يوجد احد تعرفه به و كان جسدها تخشب و تشنق و لكنها تحاول الصمود ..

عماد بابتسامه لم تشعر فيها هدير باي اطمئنان رغم انها تقابل الكثير حتي منهم من تراه لاول مره و لكن كان والدها من استطاع ان يشعرها بالغربه : كبرتي يا هدير لولا ان شوفت صورتك علي الفيس بوك من ابن عمك  مكنتش عرفتك ... 

اقترب منها لياخذها في حضنه و كانت هدير تبتعد بحركه لا ارادايه منها بعد ان تركت يد ساره 

و لكنه لم يبالي و اقترب و اخذها في احضانه لتشعر انها علي وشك الاختناق و ان انفاسها قد ذهبت و روحها سوف تسحب احساس غريب بل انه اشد من احساسها اول يوم لها في الجامعه  ..  لا تريده و لا تريد ان تراه  حتي ... ابتعد عنها عماد حينما شعر بتخشب جسدها في حضنه و كانه يحضن شي جامد فهي حتي لم تحرك ايا من اعضائها كتفاعل معه لم تتحرك يديها فقط مازالت قبضه يديها لم تحرك راسها و  لا اي شي منها تفاعل او شي انه مازال حي حتي ان نبضات قلبها كانت ضعيفه تماما كحال من تدق بداخلها

هاجر شعرت بهذا الشي و ان اخيها منزعج و ان هدير ما هي الا بركان ينتظر اللحظه المناسبه لينفجر او ليخمد مدي الحياه : اقعد يا عماد نورت 

ابتعد عنها عماد  و صافح ساره و حاول ان يبتسم في وجهها بعد ان عرفته بهويتها و هو مذهول هل كان يتوقع منها ان تاخذه بالأحضان او حتي تقول له مرحبا بك ؟؟

جلس علي الاريكه التي توجد بالصالون بجانب هاجر التي كانت تشعر بالتوتر هي و ساره من  ملامح هدير  المبهمه تماما مازالت تحتفظ بتخشبها

عماد بتوتر و عدم راحه من حاله هدير ربما قصي له حسني بعض الاشياء و لكنه لم يذهب باله الي كل ذلك : عارف اني صدمتكم و جيت فجاه كده بس كانت الظروف والله 

هاجر باستغراب و عدم فهم اما هدير كانت صامته تماما  : ظروف ايه ديه 

عماد ربما قص هذه النقطه دون تفكير او مقدمات و لكن الا يعلم ان وضع الوقود فوق النار مشتعله يسبب احداث حريق : حمايا اتوفي اول امبارح فكان لازم اجي للاسف  

نظرت له هاجر باعين مذهوله تماما بما يتفوه به هذا الأحمق ... بعد ثواني من الصمت استطاعت هديى ان تخرج من صدمتها و صدعت ضحكه ساخره تماما من هدير لم تستطع ان تمنعها او تكمل في صدمتها لينظروا لها بقلق و استغراب

هدير بسخريه و أعين حاده و كانها لم تكن مصدومه منذ دقائق فما قاله كفيل بان يخرجها من صدمتها : فعلا كانت الظروقف قويه لدرجه انك قدرت تنزل بالسرعه دي لحقت تيجي و تسيب شغلك و ظروفك ... الحقيقي حماك اتوفي قد ايه

ده شي صعب جدا ده اسوء خبر سمعته اكيد في حياتك كلها بجد زعلنا كلنا  .. ده حتي اسوء من موت مراتك اللي ملهاش حد و  معرفتش تنزلها و كان اسوء حتي من بعدك عن بنتك من عشر سنين ... و لمده تمن سنين مش بتفكر تبعت ليها فلوس ...  ايه بجد الظرف الوحش ده ... بجد مش عارفه انتَ عايز ايه ... و عايز تعمل فيا ايه .. وله ايه اللي جابك اصلا ده كنت جيت و روحت في اي حته كان هيبقي احسن من اني اشوفك انا بكرهم  الغريب عني بيشيل همي اكتر منك

ترد بمنتهي القسوه و الحقد التي تحمله في قلبها لسنوات : انتَ وصلت لمرحله انك بالنسبالي اكتر من شخص غريب .. الغريب بالنسبالي اقرب منك بكرهك بكرهك من هنا لغايت ما امووت

لم يكن عماد قادر ان يتحدث بكلمه واحده و كان كلماتها و تصريحها بكرهه كان كفيل بان يلجمه و يجعله غير قادر علي النطق هل هو يظن ان المصروف الشهري  الذي يرسله لها منذ عامين كفيل بان يجعلها تسامحه و تغفر له

ركضت هدير قبل ان تنهار و فتحت باب الشقه لتخرج من المكان الذي يتنفس به تحت صدمه ساره و هاجر و حتي عماد الذي مازال لا يفهم

كيف يطعنها في كل مره مازال لا يفهم ؟

كيف يوخز صدرها ؟

هاجر و كانها فاقت من صدمتها اخيرا : الحقيها يا بنتي شوفيها راحت فين 

فاستجابت ساره ..

عماد بانزعاج شديد : هي اتجننت و رايحه فين دي .. ازاي تقولي كده  في وشي .. هي دي تربيتك يا هاجر علمتيها تغلط في ابوها

هاجر بانزعاج  : اه تربيتي يا عماد و كنت بكمل واجبك الناقص .. فبلاش كلام يوجع و كلام ملوش لازمه علشان انتَ اللي هتزعل

وقف عماد و في طريقه الي باب الشقه  و يري الي اين ذهبت ابنته و ربما لم يكن يعرف ما هو رد الفعل الذي يجب ان يكون لديه في هذه اللحظه 

هاجر قامت و اوقفته بحده :  ياريت تقعد و متفرجش علينا الناس علشان تتكلموا في الشارع ...  تروح وراها ده لوحده هيسبب ليها مشكله اكبر

و بعدين انتَ لسه مش فاهم في ايه و لا وجودك لخفنها ازاي؟  ..

بعدين ساره نزلت وراها يعني متقلقش

ثم اكملت بنبره منزعجه تماما و منفعله  و كانها هي أيضا لا تستطيع الصمت :  ازاي بكل عين قويه تقول كده و خصوصا قدامها انتَ للدرجاتي اتعدمت الاحساس  ...

_________________________________________

كانت هدير تمشي و هي تبكي و لا تعلم الي اين تذهب مرت بجانب الصيدليه وجدته يقف بالداخل و هو متوتر و يبدو انه يفكر  في شي ما و لكنها لم تكن تعلم انها هي من جعلت عقله يذهب هي من تاخذ عقله و تشغل تفكيره 

هدير بانزعاج شديد و توهان و كانها فقدت تلسيطره علي اي شي ربما لم تمر بنوبه عصبيه شديده و لكنها شعرت بالاسوء من ذلك شعرت و كأن روحها سُلبت منها

هتفت اسمه بضعف شديد جدا و لا تعلم كيف بعد تلك السنوات تريده هو و كأنه ابتعد و لكن لم تنساه : قاسم 

وجد قاسم شكل هدير الذي كان يتوقعه و دموع لا تتوقف و يعلم ان قلبها ينزف و هناك دموع اخري في قلبها يعلمها و لا يراها ... كان يعلم انها حينما تراه ستكون هذه حالتها

و ربما فعلت هدير اسوء شي قد تفعله به في تلك اللحظه لم تعبأ بالمكان و لم تعبأ بما تفعله و لم تهتم باي شي فهي تريد ان تحضنه دون ان تفكر بعواقب او حتي برده فعله ..  اقتربت منه و القت نفسها في حضنه دون سابق انذار لتبكي و تشهق بطريقه غير طبيعيه

و حاوطت عنقه كانت تلك اللحظه قد فعلت ما لم يتخيله قاسم يوما ما حتي و هي صغيره لم تحضنه يوما و كان  وقتها سيقول طفوله ... تجمد قاسم شعر ان النفس اصبح ثقيل و كان الدنيا توقفت بسببها  و اشعلت بداخله اشياء كثيره لم تكن مفهومه

و كان عقارب الساعه توقفت و توقف كل شي لا يشعر بشي سوا بضربات قلبه و قلبها و يشم رائحتها و يسمع بكائها و شهاقتها التي لم تتوقف و كأن حاسه الشم و السمع و الشعور لم تعمل الا في صالحها و من اجلها

هي

لم يتحرك باي حركه واحده و لم يضمها له و لم يحرك يديه و كانه غير قادر ان يفعل شي حتي انه غير قادر علي أبعادها عنه في نفس الوقت و كأن عقله توقف عن العمل و كان جسده تخشب ايضا و كانه تمثال

هدير بخوف لم يكن مبالغ مقارنة بما تشعر به  : انا خايفه اووي مش عايزه اشوفه خلووه يمشي انا حاسه اني كنت هموت لما شفته مش حاسه انه ابويا مش حاسه اني اعرفه شفته كاني شوفت شيطان معرفش ليه معرفتش ابصله و خوفت اووي حاسه انه هيموتني وجوده و كانه كتم نفسيو

قاسم بوجع قلب و استسلام و مازال عقله مغيب و قلبه يحاول ان يواسيها : اهدي يا هدير صدقيني محدش هيقدر ياذيكي اهدي و بطلي عياط علشان خاطري

لم تتوقف هدير عن البكاء و لم يستطع ان يبعدها بيديه فهو ليس قادر علي لمسها يكفي ما فعلته به بسبب قربها

فهو ليس بقديسا بالنهايه كان بدأ يرفع يده ليضعها علي ظهرها لعله يقترب منها قدر المستطاع  طوال العامين الذي منع نفسه منها سوي  بتلك المحادثات السخيفه

فميف ذهب عقله بما يحدث .. كيف نسي مكان تواجدهم فعلي الاغلب قد نسي الكثير من الأشياء

و في تلك اللحظه دخل كريم بعد ان دخل من الطُرقه التي توجد بنهايتها باب لغرفه يصله بفناء منزلهم

فاستاذن من قاسم انه سوف يصعد فزوجته تريده في امر ما ... و اخذ فنجانين من القهوه  الذي وعد قاسم بها حينما وجده متوتر و  قلق علي هدير

شعر كريم بالصدمه حينما وجد الاثنان مغيبين تماما حتي ان قاسم يكاد يتهور حقا و يده تقترب منها لتضمها اليه .. حتي ان فناجين القهوه سقطت من يديها  ليصدر صوت كسر الزجاج مما جعلهم يفيقوا من هذه الكارثه الذي يفعلونها ليعودوا الي ارض الواقع

ابتعد كلا منهما باحراج شديد فتنحنح كريم فهو شعر بالغضب من غبائهم و شعر بالاحراج ايضا

و تصنع انه يلم الزجاج اما هدير خجلت و احرجت مما فعلته و قاسم يكاد يلعن نفسه فهو هذه المره سيجعل الفضيحه في الشارع باكمله و لا يعلم هل راهم احد ام لا فاين كان عقله وقتها اذا كانت هي ساذجه 

كانت هدير تبكي باحراج و ضيق و اعطتهم ظهرها و كل المشاعر التي تجعلها تبكي و لكنهم سمعوا أصوات صرييخ غير طبيعيه مما جعلهم يتركوا مشاعر الاحراج و مشاعر الغضب و دخول الطفل ...

________________________________________

لنذهب الي الخارج و ما كان يحدث في وقت هذا العناق الغريب الذي ذهب بعقولهم الحمقاء

كانت ساره تعثرت علي الدرج و هي تحاول اللحاق بهدير  و خرجت من المنزل و لكن كانت هدير تتسابق مع الزمن و لا تعرف الي اين تذهب

و لكن ساره وجدتها دخلت الصيدليه فكانت تريد ان تلحق بها و لكن خطواتها لم تساعدها كثيرا و حينما اقتربت من الصيدليه و هي تعرج و تحاول ان تلحق بها و لكن كان وليد يري ساره تمشي بتلك الطريقه فشعر عن هناك خطب ما بها فعلي الاقل ليساعدها فهو يعلم انها صديقه هدير المقربه ..

و حينما كانت ساره تقترب من الصيدليه وجدت ان هدير بحضن قاسم مما جعلها تشهق فهي ستجلب لنفسها المصائب تلك الساذجه فما تفعل امام الناس و لكنها وجدت الاسوء من ذلك ان وليد يقترب منها

و هو يشاور لها فذهبت خطوات سريعه تجاهه حتي تحول بينه و بين الصيدليه فهي لم تكن تعرف كيف توقف هدير في ثواني فقط

تمنع مشاهده وليد لكل شي تصنعت انها تعثرت في احدي الاحجار الصغيره  الموجوده في الشارع فترنحت قاصده  فهي كانت قريبه منه لم يستطع ان يمنعها من سقوط فلم يلحق سوا ظهرها و امسك يديها و لكنها بالفعل كانت  عند قدمه ... كانت ساره نصفها علي الارض تقريبا و النصف الاخر يستند علي  وليد و تمسك رجله من الاسفل بتملك غريب

ساره بصرااخ حتي ينتبه من تريد ان تثير انتباهه : اااااااه  يا رجلي مش قادره

صوتها اثار  تجمع الجميع حولها

احدي النساء : مالك يا بنتي

ساره و هي متصنعه الوجع و لا تتوقف عن الصراخ : جنبي بيوجعنيي يا حجه مش قادررره

وليد باحراج هي تمسك قدمه يعتبر و كانها تمنعه من الحركه و لكنه مستغرب فهي تصرخ صراخ غير طبيعي و في نفس الوقت تخطا فما تقوله : هو مش كانت رجلي  دلوقتي جنبك

ساره متصنعه الألم : مش عارررررفه انا في ايييه وله ايه انا مش عارفه ايه اللي تاعبني اااه

احد الرجال : ما حد يسندها و يوديها للصيدليه يشوفوا مالها  البنت شكلها تعباان نوديها المستشفي  وله ايه حد يشوف مالها

وليد  كان يحاول ان يبعد يديها و يبتعد عنها  مما جعله يتحدث نبره غاضبه : ما تسيبي رجلي يا بنتي في اييه

ساره بصراخ  يصدع صوتااا لياتي الكثير فهي لفتت الانتباه  مره اخري

احدي النساء : يا بني حرام عليك البت بتتوجع دي و لا صويت واحده جايلها الطلق

ساره : العن يا حجه العن من الطلللق

جاء كريم و قاسم يتبعه بعد ان دخل احد الاطفال ليخبرهم ان هناك فتاه سقطت علي الارض و خلفهم تجري هدير و هي تجد صديقتها تصرخ  و الجميع ملتفين حولها ...  ربما لم يكن وليد في حاله تجعله يركز اين كانت هدير او جائت مع قاسم ام لا فهو كان ينظر علي تلك الشيطانه التي لا تترك قدمه و تصرخ فلعن نفسه انه تدخل ليساعدها فهي تخجله و لا يفهم لما كل ذلك الصريخ

هدير بتوتر من تجمع الجميع  : مالك يا ساره في ايه 

ساره و حمدت ربها انها امامها و علي الاقل يبدو ان الموقف قد انتهي و الا تلك الغبيه ستجعل نفسها محط انظار الجميع : الحمدلله

وليد بانزعاج  : مدام انتِ كويسه اتنيلي سيبي رجلي بقا 

ساره بانفعال : متزعقش يعني انتَ موقعني و بتتكلم 

وليد  بغضب و صدمه مما تقوله :  انا وقعتك انتِ مجنونه يا بت انتِ وله ايه ده انا كنت جاي اشوفك بتعرجي ليه

هدير استغربت مما يحدث فما علاقه وليد بساره

ساره بغضب  : متغلطش ده ايه 

كريم حاول ان يهدا الوضع  : انسه ساره مال رجلك وله ايه اللي تاعبك

ساره : وقعت علي رجلي و اتلوت

كريم :  قومي كده هتقدري تقفي وله لا 

تركت ساره قدمه فبالنهايه هدير معها و حاولت ان تقوم و امسكت يد هدير و كأن ملامح الالم قد اختفت في ثواني فيالها من ماكره 

وليد بانفعال  : انتِ مش طبيعيه بجد ما انتِ قادره تمشي اهو اومال عماله تجعري كده ليه 

ساره بغضب من احراجها بسبب هدير  : انا بسمع  كلام الدكتور و ايه بتجعري دي احترم نفسك  و ياريت تسكت بقا و تتكل علي الله بعد ما كعبلتني

احدي النساء :  خلاص ياله كل واحد يروح لحاله شكلها كويس اهو 

وليد بذهول من اتهامه له  :  انا كعبلتك انا .. انتِ مجنونه وله ايه 

كريم بانزعاج مما يحدث سواء ما كان يحدث بالداخل او الخارج  : خلاص اهدوا يا جماعه حصل خير

يعني شكل رجلك كويسه في حاجه وجعاكي  علشان تروحي المستشفي

ساره بانزعاج : لا انا كويسه جدا ... ياله يا هدير نروح مشوارنا

ثم وجهت حديثها لوليد : و انتَ لو رايح عند عمتك ابقي قولها اننا كويسين

و ذهبت هي و هدير و كان شيئا لم يكن حتي ان تلك العرجه البسيطه التي كانت تظهر عليها اختفت و وليد ذهب و هو غاضب حتي انها لم تجعله يفكر في قاسم او في هدير او في اي شخص و لم يصعد حتي لبيت عمته و كانت ساره تتمالك نفسها حتي لا تاكل هدير الي ان يذهبوا الي البيت علي الأقل و لم ترد علي استفسارات هدير طوال الطريق

_________________________________________

و دخل كريم  و قاسم الي الصيدليه و اغلق كريم باب الصيدليه حتي يتفرغ لهذا الأحمق  .. و جلس علي احد الكراسي و وضع رجليه علي كرسي اخر  و ربع يده 

كريم بنظرات خبيثه و عتاب شديد لقاسم : ابقي يا اخويا لم فناجين القهوه اللي اتكسرت و امسح الارض 

قاسم بحرج شديد فمازال يعاتب نفسه و محرج مما حدث  : ليه هو انا اللي وقعتها  وله ايه و بعدين انا مبقتش شغال معاك انا اصلا نازل اقعد معاك بس 

كريم بخبث و انفعال : بس مكنوش هيقعوا الا بسب اللي شوفته 

قاسم باحراج شديد  : بقولك ايه يا كريم متستعبطش انتَ مش فاهم حاجه .

قاطعه كريم بغضب و نبره منفعله ليفيقه مما كان يحدث و يعاتبه  : صح فعلا انا مش فاهم حاجه و انتَ ما شاء الله فاهم كل حاجه انا كنت هستني بصراحه اللي ممكن يحصل بعد الحضن  ده حاجات مينفعش تتشاف بقا .. 

 يا ابني ارجوك متحرقش دمي انتوا كان ناقصلكم دقيقه واحده اقسم بالله و هتعملنا مصيبه ايه اللي انتَ فيه ده يا قاسم انتَ مش متخيل اللي حصل ايه ده ربنا عمل معجزه ان محدش دخل علي فجأه و ان شاء الله محدش شافكم

قاسم فلا يستطيع سماع تلك الكلمات المعاتبه و المحرجه فيكفيه ما يمر به  : خلاص يا كريم متعصبنيش انا

قاطعه كريم للمره الثانيه :  انتَ هتستني لغايت امته يعني يا اما هي هتروح منك يا اما هتفضحوا نفسكم علي الفاضي يا ابني اخلص

و اتقدملها انا لغايت دلوقتي مش مستوعب اللي انا شوفته بجد انتَ بتقاوح في ايه وله هتحاول تشرحلي و تبررلي ايه اكتر من انها في حضنك يعتبر في الشارع

متتكلمش يا قاسم انا مش بحرجك بس اللي حصل النهارده كارثه اللي لو كان حد شافكم خلاص و لا في مراهقه و لا في شفقه  و اساسا انتَ و لا انسان مش كويس و لا دي اخلاقك انك تحضنها في ظروف زي دي و لا صح و لا حتي حلال و لا حتي مكانه

و لا حتي انك تعذب نفسك و هي مش وش كده انا مش عارف بجد انتَ بتحسبها ازاي وله بتفكر ازاي ايه الشلل ده 

قاسم بانزعاج من نفسه و خجل : يا كريم افهم ...

كريم برفض تام :  انتَ مجنون لو اتكلمت  تاني بعد النهارده  و لا في اخوه و لا في نيله  الموقف  غلط  

انا مش منتظر افهمك حسن او سوء نيه بس علي الاقل لازم تاخذ موقف بجد اللي شوفته بعيني بغض النظر انه غلط يبقي مينفعش بعده و كدب و بعدين ده ابن عمها بينه و بين الصيدليه كام خطوه انتَ مستوعب

و بعدين  معتقدش انك لو خت خطوه هدير هتقول لا

لو انتم عايزين بعض ليه تسمعوا كلام من الناس عليكم انتم مش وحشين علشان تخلوا ناس بتصرفاتكم الغلط يظنوا فيكم  ......

ابتعد عنه قاسم لا يريد ان يسمع شي اكثر من  ذلك و اتجه لمسح و تنظيف الزجاج و القهوه  و لم يريد كريم ان يضغط عليه اكثر من ذلك  ... ثم ترك الشارع و المنطقه باكملهاا

________________________________________

في بيت هاجر بعد ان اتصلت بها ساره و اخبرتها انهم في بيت جدتها 

عماد كان يشعر بقليل من القلق  : كويس اننا اطمنا عليها 

رمقته هاجر بنظره عتاب ام هي انزعاج منه 

عماد : احكيلي ايه اخباركم و احوالكم  اخبار هدير 

هاجر بسخريه : للاسف غيبتك طولت عشر سنين مش هينفع احكيهم في ساعات او حتي عشر ايام .. اخبار هدير انا مش محتاجه اقولها كفايا ان انا عارفاها و بس 

عماد باحراج للمره الثانيه  : هدير بنتي حتي لو قصرت معاها 

هاجر بانفعال : هدير بنتك في الشهاده لكن انا اللي بقيت امها و قبلي كانت مراتك اللي ماتت من غير ما تحضر جنازتها  انتَ ابتديت تسافر اساسا و هدير عندها خمس سنين فمتجيش تسال دلوقتي 

عماد بعد وقت من الحديث و العتاب دخل في حديثه الذي يريد ان يقوله : انا عارف اني بعتلك نصيبي في البيت هنا لما بعت الشقه بتاعتي من عشر سنين

و اني كنت مزنوق في وقتها بسانا عايزك تفتحي الشقه اللي في الدور الارضي يعني علشان اقعد فيها انا و مراتي و عيالي الكام يوم دول اكيد ميرضكيش ان اخوكي يقعد عند اهل مراته علشان ملوش بيت

او نروح فندق و بعدين انا عايزه اعرفك علي عيالي و مراتي و انتِ عارفه ان الشقه هنا مفيهاش غير اوضتين ليكي و لهدير 

هاجر  بسخريه : و هي بنت اللواء هتقعد علي عفش من ايام التسعينات و كراكيب بقالها كتير اووي محدش دخلها يمكن من سنتين و بعدين انا معيش المفتاح بتاعها و اعتقد  الفندق هيبقي احسن 

عماد باستغراب  : ليه معكيش المفتاح مش فاهم يعني لو ضايع ممكن نجيب حد يفتحه او نجار وله حاجه و تجي اي واحده تمسحها و تنضفها

يعني اعتقد انك مغطيه الحاجه و بعدين مش هننزل الا علي النوم انا عارف انها من ممتلكاتك و اني مليش حق اطلب منك كده بس ميرضكيش احراج لاخوكي 

هاجر بمكر  : والله يا اخويا لو بتوعي انا مكنتش اعزها عليك و علي مراتك و عيالك مهما اختلفنا برضو  لازم احترمهم انا زيي زي ام محمد هنا

عماد باستغراب  : مش فاهم انتِ قصدك ايه يعني ايه مش بتوعك 

هاجر بمكر   : والله انا زيي زيك برضو اتزنقت و قررت ابيع الشقه الي انا عايشه فيها و ابيع الشقه اللي تحت و نصيبي في حصه الارض 

عماد بصدمه : انتِ بتقولي ايه يا هاجر و بعتي ايه مش فاهم و ازاي تعملي حاجه زي دي 

هاجر بلا مبالاه  : والله انا حره يا اخويا زي ما انتَ اتزنقت و بعت انا حبيت ابيع و لا عيب و لا حرام

و لا في كلمه في اللي قولتها مش مفهومه و اعتقد زي ما اخوك طلعت اجر شقته اللي فوق من اكتر من عشرين سنه فهو حر و انا حره و انتَ كنت حر في البيع

عماد  بانزعاج : انا عايز افهم انتِ ازاي تبيعهم كده من دماغك و ازاي بايعه الشقه دي كمان اومال انتِ عايشه ازاي انت و هدير 

هاجر بهدوء : والله انا بعت زي ما قولتلك و قولت للمالك انه يكتبلي عقد ايجار جديد يعني مفيش حاجه تستدعي اني اتناقش فيها 

عماد  بعصبيه : انا مش مستوعبك بجد و بعدين انتِ ايه الفلوس اللي احتاجتيها

علشان تبيعي شقتين مره واحده  و تقعدي في ايجار في عز انك عندك شقه جوزك الله يرحمه 

هاجر بتفسير : والله انتَ عارف اني مكنتش الشقه باسمي كلها  و ان في ورثه معايا من اخواته

و النفوس اتغيرت من سنين و هما الاول كان الموضوع ودي ما بينا و بعد كده لما لقوا اني سيباها فاضيه طمعوا كان لازم اشتري نصيبهم و الشقه تبقي بتاعتي

لوحدي لاني مش هفرط فيها مهما حصل حتي لو مش  قاعده فيها مش هسيبها و الفلوس كانت غاليه حبتين بسبب بقي المنطقه هناك و كده 

عماد بتساؤل و استغراب  : هو مين اللي اشتري الشقتين دول ان شاء الله في بيت زي ده قديم و وافق انه بعد ما يشتريهم يسكنك فيهم 

هاجر بدون تردد  : قاسم 

عماد باستغراب  : قاسم مين 

هاجر : قاسم ابن خليل اللي ساكنين في البيت اللي قصادنا من زمان واضح ان الغربه نسيتك 

عماد : و ايه الي يخليه يعمل كده و جاب الفلوس دي منين ده عيل صغير باين .. و ايه اللي يخليه يجيب شقتين في عز ان هما عندهم بيت اصلا و وافق يعملك ايجار كمان يعني مش محتاجهم ..

هاجر  بلا مبالاه : الصغير كبر .. و  والله الدنيا عرض و طلب انا عرضت و هو فلوسه جاهزه مش هحقق معاه جاب فلوسه منين و له اشتراهم ليه

و كونه انه عملي عقد فهو المستنفع بيستفيد بالايجار

عماد  بتساؤل و انزعاج : اخوكي حسني يعرف الموضوع ده ؟؟

هاجر : انا واحده عندي سته و اربعين سنه و مش محتاجه اقول لحد انا هتصرف في ممتلكاتي ازاي 

عماد : خلاص براحتك يا هاجر ممكن  بقا تخليني اقعد الفتره دي في شقتك اللي هناك لو سمحتي 

هاجر و هي تفاجئه : انا اجرتها مخزن 

عماد بانزعاج و عصبيه : مخزن ده بناء علي ايه اومال العفش و الحاجه 

هاجر بتفسير : اهو في منه  اللي باظ و اللي لسه سليم و سلامه النظر الشقه هنا مكنتش فيها العفش

اللي يخليني اعيش انا و هدير كويس انا كل اجهزتي الكهربيه هنا غير اوضه هدير اتجددت و الحاجات اللي باقيه هناك كلها في اوضه واحده و اجرتها مخزن لمحل لبس في الشارع ..

عماد بانزعاج  : ماشي يا هاجر افهم من  كده انك بتعقدي الدنيا في وشي 

هاجر و حتي و ان لم تفعل ذالك لن تجعل هدير تري من سيجعولها تموت من القهر و تري تلك العائله التي فضلها عليها  :  لا افهم من كده اني اتصرفت زي ما انتَ و اخوك طول عمركم بتتصرفوا في مصالحكم من غير ما تشوروا حد 

عماد تساؤل : طيب و الذهب اللي عندك 

هاجر بتفسير و قوه : بنتك بتاخد كوسات و جابت لاب توب و ليها مصاريف غير اللي بتبعته انتَ كل شهر فبعنا منهم شويه و الباقي

انا بعته و خت حقي اني صرفت علي هدير السنين دي كلها اكيد مكنتش ببلاش انا فلوسي اللي في البنك خلصت علي هدير فكان لازم ابيع الدهب

و اعمل وديعه  اصرف منها كل شهر و برضو بصرف منها علي اكل و شرب و حاجات مستلزمات البيت اللي باقي دبله بتاعتها و حلق و هدير بتلبس الحلق و شايله الدبله معاها 

عماد بانفعال شديد : انتِ اكيد بتهزري انتِ ازاي تتصرفي في الكلام ده مش كفايا انك منعتيني اخده منين

و في الاخر بتبيعيه من دماغك مش ده ملكي  ؟؟؟؟

انا و دهبي انا و هدير  وله ملكك  انتِ و مدام انتِ مش عايزه تصرفي عليها  ليه عملتي كده من الاول 

هاجر بثبات انفعالي تحسد عليه : والله ده ملك هدير و انتَ وافقت او عملت نفسك موافق انهم يكونوا بتعوها

و لكن انتَ كنت ناوي ترجع تاخدهم بعد سنين علشان انتَ عارف اني مش هفرط فيهم .. بس انا خت حقي و انا كتبالك في ورقه حق كل جرام و حق كل جنيه بنتك صرفته من  الدهب  اللي باعته علشان تجيب حاجات ليها . و برضو احاسبك انا خت ايه منه مقابل ايه صرفته اعتقد اني مصرفتهمش علي نفسي دول اتصرفوا علي بنتك و انتَ قولتلي انك موافق يفضلوا لبنتك وله ايه 

عماد بصدمه  : انا بجد مش مصدقك ده ملكي مش من حقك تتصرفي فيه

هاجر : والله يا عماد  انا برضو مكنتش مصدقه جحودك كل السنين اللي فاتت دي

مكنتش مصدقه انك كده بس صدقت لما اتصرفت بنفس الطريقه كل واحد حر ... و اعتقد انك لازم تكون جنب مراتك في وقت زي ده جيت علشان حماك

صدق انا شايله هم لو موت متجيش جنازتي وله لا هتكوز مش فاضي بصراحه هانت عليك مراتك و من بعديها بنتك مش بعيده تهون عليك اختك 

عماد بانزعاج  : بس كفايا يا هاجر اللي عملتيه

قاطعهم صوت جرس الباب و دلف حسني

و اخبره اخيه عماد  بما فعلته اخته حتي انه حدث بينهم مشاده عنيفه خصوصا حينما علم حسني ان قاسم شريكه في المنزل  بذلك الشي كان يريد ان يذهب له و يلكمه و لكن

هل سيلكم او يعارك مع شخص يمتلك اكثر مما يمتلكه هو في منزله و هل سيتشاجر معه شخص لمجرد انه امتلك شيئا فهو معه وثائق رسميه

بما هو ملكه و اعطتهم هاجر نسخه من الاوراق فظنوا ان هاجر ساذجه و لم تفعل ذلك و لكنها تضمن حق تلك الفتاه التي تعلم جيدا ان حسني  اول من  سياكل حقها و من بعده والدها  فبطبيعه الحال من سيرث هاجر الا اخواتها فهي لا تمتلك

و لا زوج و لا ابن و لن تسمح بان تضيع تلك السنوات علي فتاه و  حينما تموت ياكلوا حقها  فهي تعلم ضعف هدير و ضعف شخصيتها و حالتها النفسيه المضطربة و لم توافق هدير علي الذهاب لاي دكتور

فاذا كتبت هذه الاشياء باسمها يستطيعوا بكل حرفه فرض القانون عليها و اذا ضغطوا عليها نفسيا سيقولون انها لا تصلح لتكون صاحبه املاك ....

_________________________________________

في بيت ساره كانت تضع الثلج علي ركبتها فهي اصطدمت بها بالفعل علي الدرج

هدير مازالت ماخوذه فيما حدث من مجي والدها او حتي  ما فعلته مع قاسم هل تهورت لانها كانت تحتاجه ان لانها اصبحت تشاهد تلك الاشياء و كانت تسال نفسها لما فعلت ذلك فهي خجله و محرجه من قاسم كيف تراه مجددا بعد ما فعلته و كيف تري كريم يا ليتها ماتت قبل ان تفعل ذلك فبالتاكيد قاسم سيشك بامرهاا

ساره بسخريه : سرحانه في ايه

هدير بتوتر  : ابدا و لا حاجه بس احكيلي ايه اللي حصل  و انتِ جيالي

ساره بسخريه من نفسها: كان ناقص اقلع ابن عمك البنطلون من كتر ما انا شاده و ماسكه رجله و اتفضح بسببك علشان متفضحيش انتِ ...

________________________________________

علي لسان هدير : ساعات بنعجز نوصف احساسنا او اغلبيه الوقت مبنقدرش نوصف فعلا او نحدد السبب اللي خلانا نعمل كده  ... يمكن لو قبل ما اشوف البلاوي دي حضنت قاسم مكنتش هتكسف من نفسي  خليني اقول ان ده اليوم الاول اللي حسيت اني وحشه حتي مفكرتش اني كنت محتجاه علشان كده حضنته او حتي حاولت ابري نفسي كنت متاكده اني اجيت عملت كده و ان تفكيري اتغير و كل الصفات الوحشه اللي ممكن اطلعها في نفسي بس مكنتش عارفه ان لسه عقلي ساذج ان ممكن قاسم بسبب حضني ليه يظن اني بشوف حاجات علشان كده اتصرفت بالشكل ده .. موصفتش اني كنت خايفه و عايزه احس بالأمان ... يمكن دي تاني اسوء صفه ممكن يواجهها حد بيشوف الحاجات دي بيبتدي يحس انه شخض يكسف و يتنمر علي نفسه .. و ممكن حتي ان يتخيل ان كل الناس هتعرف لو عمل حاجه ان سببها كده و بيتخيل ان الناس دايما هتشك فيه او شاكه فيه و دايما سيئين النيه و مازالت مش مقتنعه اني عملت حاجه حرام .. كنت مقتنعه ان قاسم هيشك فيا و بس و اني مش هقدر ابص في وشه رغم ان تصرفي غلط هل قاسم ممكن يكون شك في اخلاقي؟


                الفصل السابع من هنا 

     لقراءة جميع فصول الرواية من هنا

تعليقات