رواية نبض قلبي لأجلك الفصل الرابع والثلاثون 34 والخامس والثلاثون 35 بقلم لولا


 رواية نبض قلبي لأجلك

الفصل الرابع والثلاثون 34

والخامس والثلاثون 35

بقلم لولا


ركض الي غرفتها مسرعاً بقلب لهيف ليطمئن عليها ....

علي ضوء هاتفه المحمول بحث عنها في الجناح باكمله لم يجدها وقد تأكد من ماهيه الشعور المقبض الذي اصابه قبل قليل عندما وجد هاتفها المحمول موضوع مكانه كما كان علي الكومود بجانب الفراش !!!

نزل الدرج يهدر بصوت جهوري افزع كل من بالمنزل

حتي وصل صداه الي الحرس في الخارج ، تتبعه ناريمان بخوف...

وصل الي صندوق الكهرباء المسؤل علي اضاءه الفيلا باكلمها وجده مفتوح وجميع الازرار مغلقه!!!

زفع ازرار الكهرباء مسرعاً فعادت الانوار تضيء المكان مره اخري....

اذاً فانقطاع الكهرباء تم عن عمد وليس صدفه!!!!

تأكد انها ليست بالمنزل ،خفق قلبه بقوه وهوي بين قدميه وهو ينسج سيناريوهات في عقله حول اختفائها !!!!

بحث عنها في كل شبر داخل المنزل ولا يوجد لها اي اثر!!!

فزعت بدور وام ابراهيم واستيقظوا علي صوت صراخه وخرجوا من غرفهم يهرولون خلف بعضهم ليروا ماذا يحدث؟؟؟؟


دلف الي حجره مكتبه بخطوات غاضبة والقلق والرعب يسكن ملامحه.

اعاد تشغيل كاميرات المراقبه واسترجع تسجيل الكاميرات ربما يجد بها اي شيء غريب .

ازاح شاشه عرض الكاميرات من علي مكتبه عندما لم تسجل شيئًا بسبب انقطاع التيار الكهربائي!!

وخرج مسرعاً يصرخ علي الحرس الخاص اللذين تجمعوا حوله في ثواني يعطي لهم اوامره :عاوزكم تقلبوا الدنيا سوار هانم مش موجوده في البيت مش عاوز اشوف وش حد فيكم غير لما تلاقوها..

وانا هاخد عربيتي وهطلع ادور عليها هي اكيد ما بعدتش عن هنا ..

ثم القي اوامره لمجموعه منهم : وانتوا اتحركوا في الاتجاه التاني وكلموا عدي يبعت لكم ناس زياده .

ثم اشار الي مجموعه اخري: وانتوا تفضلوا هنا مفيش جنس مخلوق يدخل او يخرج من الفيلا الا علي جثثكم ....

تحركوا جميعهم ينفذون اوامره بآليه شديده ...


انطلق بسيارته يبحث عنها في الشوارع الجانبية حول منزله وهو يتلفت حوله يميناً ويساراً عله يلمحها ....

ضرب علي عجله القياده بغضب هاتفاً بجزع: يا تري انتي فين يا سوار .... يا رب استرها يا رب يا رب!!

حسم امره بعد تفكير وتردد وادار عجله القياده متوجهاً نحو منزل شقيقها فربما تكون ذهبت اليه ...

بعد ربع ساعه كان يقف امام فيلا الناجي ويطرق علي بابها بعنف ويده الاخري تضغط علي الجرس دون انقطاع....

استيقظ هشام وزوجته مفزوعين من صوت الطرقات العاليه التي تكاد تدك المنزل فوق روؤسهم من شدتها.

داليا بفزع: في ايه هشام ايه الخبط اللي علي الباب ده؟؟؟

هشام وهو ينظر في ساعه يده : مش عارف استرها يا رب .

قفز هشام الدرج بسرعه شديده وفتح الباب ليري عاصم يقف امامه بملامح مرتعبه .

سأله هشام بقلق مدهوشاً من حضوره في مثل ذلك الوقت المتأخر من الليل: عاصم !!!!

خير يا عاصم انتم كويسين ، سوار حصل لها حاجه.

تخطاه عاصم ودلف الي الداخل ينادي عليها بصوت قوي: سوااااار.... سوااااار.

صدح صوت هشام من خلقه يسأل بعدم فهم: في ايه يا عاصم ما تفهمني ،سوار مش هنا ..

عاصم بشك: مش هنا ازاي ولا هي قالت لك تقولي كذه علشان زعلانه مني ومش عاوزه ترجع معايا...

هشام بصراخ: وانا هنكر وجودها ليه ، انا عاوز افهم اختي فين ، وايه اللي حصل يخاليك تيجي تدور عليها في بيتي في نص الليل؟؟؟

ايقن عاصم من عصبيته انها لم تاتي الي هنا وهو لا يعلم عنها شيئاً.

بعدين يا هشام بعدين/ قالها وهو يتحرك ينوي المغادره ولكن عاجله هشام ووقف امام الباب يسده عليه يمنعه من المغادره هادراً بغضب: مش هتمشي من هنا غير اما اعرف عملت ايه في اختي وخاليتها تسيب لك البيت وتمشي....

صدح رنين هاتف عاصم معلناً عن وصول اتصال اليه، اخرج الهاتف من جيبه واجاب بسرعه علي عدي: ها يا عدي لقيتوها؟؟؟

عدي محاولاً تهدئته: اهدي يا عاصم لسه ملقنهاش بس انا قدرت اوصل لتسجيلات كاميرات المراقبة

بتاعه الفيلا اللي جنبكم وهنبدأ افرغها ،فتعالي بسرعه علشان تشوفها...

عاصم بأمل: عشر دقايق واكون عندك....

هشام بحزم: مش هتمشي غير اما افهم كل حاجه بالتفصيل..

ازاحه عاصم من امامه بقوه هاتفاً بنفاذ صبر: حصلني علي البيت وانت تعرف وتفهم كل حاجه.../

..........................

جلس عاصم يشاهد تسجيلات كاميرات المراقبة الخاصه بفيلا احد جيرانهم ، بعدما استطاع عدي اقناعهم ان هناك محاوله لسرقه فيلا جارهم عاصم ابوهيبه وقد قام السارق بفصل الكهرباء مما تعذرت كاميراتهم الخاصه من التسجيل..

انضم اليهم هشام الذي وصل بعد عاصم بدقايق قليلة

بدأ عدي في تشغيل محتوي الكاميرات بعد تفريغها كان كل شيء طببعي حتي اظهرت الكاميرات امرأه ملتفحه بالسواد وهي تجري مسرعه في الشارع تنظر خلفها من ان يكون احد استطاع اللحاق بها وبعدها اشارت الي سياره أجره استقلتها وسارت بها مختفيه من امام الكاميرات في نفس وقت اختفاء سوار !!

ولسوء حظهم لم تستطيع الكاميرات التقاط صوره واضحه للسياره الاجره ولم يتمكنوا من معرفه ارقامها وبالتالي الوصول الي سائقها لكي يعلم منه المكان الذي انزلها فيه!!!!!

استمروا في مشاهده باقي التسجيل والذي لم يظهر فيه اي جديد!!!


صرخ هادراً بغضب اعمي وقلبه يتمزق من الرعب عليها وهو يلقي كل محتويات المكتب علي الارض منفساً فيها عن غضبه ...

كان يتنفس بلهاث قوي وعينيه مشتعلتين كجمرتين من نار: اكيد هي ، يعني كانت مرتبه لهروبها وعامله حسابها ولابسه نقاب يبقي اكيد حد ساعدها من البيت هنا...

عند هذه النقطه لمعت عينيه بشراسه مخيفه واسم واحد يتردد في ذهنه وهو الوحيد الذي يستطيع فعل الامر كما فعل من قبل !!!!

، نظرالي عدي وآمره بصوت قوي: عدي عاوزك تقلب مصر كلها عليها من شرقها لغربها

وتكلم معارفك في الداخليه في المطارات والميناء

معاك ميزانيه مفتوحه وتجيب الرجاله اللي انت محتاجهم انشالله تشغل معاك كل شركات الحراسه اللي في البلد .....

تم تحرك خارج مكتبه بخطوات غاضبه ويجآر بصوته ينادي علي بدور بصوت افزع الاموات في قبورهمً!!

هرولت بدور تلبي ندائه وتنتفض من شده الخوف،

وقفت امامه مطأطأة الراس واجابته بصوت مرتعش مهزور :ااافندممم يا ععاصم بيه!!

صفعه مدويه سقطت علي وجنتها جعلتها تسقط ارضاً من شدتها والدماء تنزف من جانب شفتيها...

شهقه عاليه صدرت من ناريمان الجالسه في احد المقاعد في بهو المنزل تهز رجلها بتوتر وخوف مما قد يحدث اذا علم عاصم بما فعلته!!!!

شحب وجه بدور بشده وسقطت دموعها بغزاره من الم وجنتها وعلمت ان اوان الحساب قد حان!!!

جذبها من خصلاتها وهو يطالعها بنظرات جحيميه يفح من بين اسنانه: عملتي فيها ايه انطقي، ودتيها فين؟؟، انتي اللي هربتيها من هنا باوامر من الوسخ اللي مشغلك مش كده!!!

وحياه امي لو ما نطقتي وقلتي عملتي ايه لاكون دافنك بالحيا!!!

بدور بنبره مرتعشه والدموع تتساقط من عينيها كالشلال: انا معملتش حاچه والله ما اعرف هي راحت فين..

كدابه !!! صرخ بها وهو يصفعها مره اخري سقطت ارضاً علي اثرها ثم اخذ يركلها بقدمه بغضب في جميع انحاء جسدها وبدور تصرخ وتتلوي من شده الضربات حتي غطت الدماء وجهها بالكامل ...

قيده عدي من الخلف ووقف هشام امامه يدفعونه بعيداً عن تلك التي اوشكت ان تموت علي يده.

عدي صارخاً فيه: اهدي يا عاصم مش كده...

هشام بفزع من منظرها: البت هتموت في ايدك يا عاصم ،شكلها مش هي اللي ساعدتها ....

جثت ناريمان علي ركبتيها ارضاً بجانب بدور تتفحصها وضميرها يؤنها ويخبرها انها يجب ان تعترف بعاصم بفعلتها وتنقذ هذه المسكينه من براثنه.


وقفت امامه وهو مقيد من قبل عدي وهشام وهتفت بقوه واهيه وهي تفرك كفيها بارتباك...

بدور ملهاش ذنب يا عاصم .. اانا اللي سساعدت سوار علشان تسيب البيت...

جحظت عين عاصم من الصدمه ، ونظر لها عدي ياستنكار بينما هشام كان لا يفهم شيئًا مما يدور حوله ..

نفض ذراعيه بقوه حتي يخلص نفسه من قيدهم ووقف يطالعها بنظرات غاضبه مدهوشه وهوغير قادر علي استيعاب ما تفوهت به!!!

سالها باستنكار شديد: انتي!!!!

انتي اللي خالتيها تعمل كده ؛ طب ليه ..لييييه؟؟

قالت بهدوء : ممكن نتكلم لوحدنا شويه لوسمحت.

دون تفكير دفعها امامه بقوه الي داخل مكتبه واغلق الباب خلفه ، ثم وقف امامها يطالعها بنظرات كارهه وهو يمسكها من ذراعها يضغط عليه بقوه كادت ان تكسره وفح من بين اسنانه المطبقه بقوه: انطقي عملتي كده ليه ، ودتيها فين .. اتكلمي!!!

اجابته صارخه والدموع تنهمر علي وحنتيها وآلم ذراعها يكاد يقتلها

ايوه انا ....انا يا عاصم بيه ...

.. انا اللي ساعدتها تعمل كده ....

نطرت ذراعها منه وهدرت بحنق: عاوز تعرف ليه ؟؟

علشان بحبك ومش شايفه نفسي مع رجل غيرك ...

انا مستنيه اللحظه اللي تحس فيها بحبي من زمان انت مش قادر تحس بالنار اللي جوايا وانا شايفه حبك ليها وعشقك اللي باين في كل تصرفاتك..

انا كنت بموت وانا شايفاك مش شايف ست في الدنيا دي كلها غيرها ،حتي وانت بتنتقم منها كنت بتحبها..

كان لازم اعمل كده واستغل الفرصه الوحيده اللي فاضله لي علشان لما تلاقيها مش قدامك تقدر تشوفني وتحبني زي ما بحبك...

انا بحبك يا عاصم بحبك .....

قالتها بمشاعر صادقه ثم قطعت المسافه الفاصله بينهم ووضعت شفتيها علي شفتيه تقبله بجنون ونهم علها تستطيع ان تعبر له عن مدي عشقها له.../

دفعها عنه بقسوه وصفعها علي وجنتها قائلاً بغضب: العيب مش عليكي العيب عليا انا اني سمحت لك تدخلي ببتي وتتدخلي بيني وبين مراتي ويمكن ده اللي مش هيخاليني آذيكي ....

تلمي هدومك وتغوري من هنا ومش عاوز اشوف وشك هنا تاني وتنسي انك قابلتي وعرفتي عاصم ابوهيبه فس يوم من الايام...

بس قبل ده كله عاوز اعرف ساعدتيها تروح فين واوعي تكدبي لحسن لو عرفت انك بتضحكي عليا لهندمك ندم عمرك يا ناريمان.

اجابته بصدق: والله ما اعرف هي راحت فين ، هي طلبت مني اني اشتري لها نقاب علشان تلبسه وهي ماشيه علشان محدش يعرفها ...

وطلبت كمان اني احاول اشغلك علي قد ما اقدر علشان تقدر تخرج من البيت براحتها، والباقي انت عارفه...

كانت دماؤه تغلي داخل اوردته من الغضب ، قبض علي قبضته بقوه حتي يسيطر علي غضبه ولا يهشم راسها ....

اطلعي باره... قالها بنبره خطره رغم هدؤها قذفت الرعب في قلبها....

نكست راسها وخرجت تجر قدميها تبكي ندماً وحزناً علي قلبها الذي وقع بعشق قلب لم ولن يكن يوماً من نصيبها....


وقف يتنفس بقوه وهو يربط الاحداث ببعضها فهي تفذت تهديدها وتركته ...

سخر من نفسه هتافاً بألم: تستاهل انت اللي عملت كده في نفسك .../

دلف هشام الي مكتبه بعدما لمح ناريمان تخرج من عنده ...

وقف امامه هاتفاً بحسم : عاوز اعرف كل اللي حصل بالظبط ...

اومأ له عاصم موافقاً وجلس علي الاريكه خلفه بتعب ثم بدأ يقص عليه كل ما حدث يالتفصيل ...

....................

تدلف من باب المنزل الخلفي وهي ترتجف من الخوف تتلفت حولها يميناً ويساراً من ان يكون احد قد رأها او سار خلفها .../

ولجت الي داخل حجرتها ، توصدها خلفها بالمفتاح .

سارت باقدام مرتعشه ،تقف امام مرآه الزينه تنطر الي ملامحها الشاحبه شحوب الموتي .

رفعت كفوف يدها امام ناظريها تتطلع الي دماؤه القذره التي تسيل منها !!!

نظرت الي نفسها في المرآه تحدثها وكانها شخص يبادلها الحديث: هو السبب، هو اللي خالاني اعمل كده ، محدش يلوي دراع سميه ابوهيبه ابداً...

ثم تعالت ضحكاتها تضحك بهيستيريه وكأن اصابها مس من الشيطان!!!!!!

................


تهدلت اكتافه بحزن مع اخر كلماته وهو يقص علي هشام شيء...

هب هشام واقفاً من مقعده وصاح هادراً: كل ده حصل لاختي وانا معرفش ، كنت ناوي تحكيلي امتي لما هاااا،

ثم هدر بجنون: ابن الكلللللب كان مرتب لكل حاجه ، سقطها وخطف ولادها وحرمهم منها ...

ثم نظر له بغضب جحيمي: وانت جيت كملت عليها بفكرتك الجهنميه وسبتها تتقهر لحد ما طفشت منك واحنا منعرفش عنها حاجه ....

ارتحت دلوقتي ، خطتك نجحت يا عاصم بيه !!!

تدخل عدي هحاولاً تهدئه الوضع : هشام بيه .. انا مقدر اللي انت فيه ، ومقدر قلقك وخوفك علي اختك بس العصبيه والنرفزه مش هتحل حاجه ، احنا لازم نهدي علشان نعرف نفكر ونوصل لسوار باسرع وقت لان حياتها ممكن تكون في خطرلو في حد مراقبها من طرف طليقها ، ممكن يخطفها لا قدر الله ....

شحب وجه هشام وشعر بالاختناق من مجرد تخيل الفكره .،،

جلس بانهزام ينظر الي عاصم بغضب يحمله مسؤليه ما حدث: اقسم بالله يا عاصم لو اختي حصل لها حاجه ما هيكفيني فيك عيلتك كلها ....

ويكون في علمك اول ما ترجع بالسلامه انا هطلقها منك لانك ما تستاهلش ضفرها.../


كان يستمع له محاولاً التحكم في غضبه فهو محق في خوفه وقلقه عليها ، وربما هو اخفق في حساباته وهو ينفذ خطته ولم يحسب حساب تمردها عليه..

ولكنه كان سيصارحها بحقيقه الموضوع ولكنها لم تمهله الفرصه لذلك ، عاقبته اشد واقصي عقاب وهو بعدها عنه...

زفر بعمق مغلقاً عينيه يفكر فيها بقلب ملتاع ولكنه هب صارخاً بجنون في شقيقها عندما تحدث عن طلاقها منه..

وقف امامه بهتف بجنون وتملك يهاجمه كالاسد الذي يدافع عن لبؤته: علي جثتي لو ده حصل ، سوار مراتي وهتفضل مراتي لحد اخر يوم في عمري وعمرها ومش هسمح لحد انه يدخل ما بينا .

انت شايف ان غلطت وحسبتها غلط ماشي وانا اهو بدفع ثمن غلطتي ومستعد اعيش عمري ادفع تمن الغلطه دي بس وهي مراتي وفي حضني وان شاء الله هقلب الدنيا وهلاقيها وساعتها هعرف ازاي اخاليها تسامحني وتنسي اللي حصل .


رن هاتفه معلناً عن وصول رساله ، اخرجه من جيبه ينظر اليه بأمل ربما يكون هناك خبر منها../

وجد رساله من رقم غريب غير مسجل ، فتحها وقرأ محتواها بوجه خالي التعبير !!!

نظر امامه بجبين مقطب هاتفاً : معقول!!!!

....................


الفصل الخامس والثلاثين


في احدي الاحياء الشعبيه البسيطه التي يشتهر اهلها بالطيبه والشهامه والجدعه ....

كانت الست امينه انتهت من وضؤها استعداداً لأداء صلاة الفجر وهي تنادي بصوتها الرنان علي اولادها...

يالله يادكتور ايهاب اصحي علشان الفجر خلاص هيأذن ...

ايهاب ببشاشه: انا صاحي يا ست الكل واتوضيت وهنزل اصلي الفجر جماعه ان شاء الله في الجامع.

دعت له والدته بعاطفه اموميه حنونه وهي تربط علي كتفه: ربنا يبارك لك يا ابني ويكرمك ويرزقك ويطعمك ما يحرمك قادر يا كريم واشوفك متهني مع اللي تسعد قلبك يا رب

آمن علي دعائها بابتسامه باهته متذكراً بشجن الانسانه الوحيده التي احبها ولكن للاسف كان حباً افلاطونياً من طرف واحد!!!!

دلفت الي حجره ابنتها توقظها هي الاخري....

يا ملك .. يا ست ملك اصحي علشان صلاه الفجر.

ملك بنعاس : حاضر يا ماما ، حاضر هقوم اهو...


جلست الست امينه علي الكنبه تسبح علي مسبحتها الطويله في انتظار الاذان...

سمعت طرقات علي باب الشقه ،همت ان تقوم لتري من الطارق ولكن صوت ايهاب اوقفها مكانها...

خاليكي انتي يا ماما انا هشوف مين ده تلاقيه حسن جاي علشان ننزل نصلي سوا...

وضع يده علي مقبض الباب وقام بفتحه، نظر الي الواقفه امامه ترتدي النقاب باستغراب !!!!

سألها باستغراب: اي خدمه ؟؟

سالته من خلف نقابها بصوت خافت متردد: مش دي شقه داده امينه ،قصدي الست امينه والده الدكتور ايهاب؟؟؟

اجابها باستغراب اكثر : ايوه هي حضرتك مين؟؟؟

رفعت نقابها واظهرت وجهها له الذي عرفه علي الفور وهل يخطيء وجهها يوماً ...

ارتفعت حواجبه الي اعلي مدهوشاً برؤيتها بعد كل هذه السنوات هاتفاً باسمها بخفوت: سوااار!!!!!

......................


معقول!!!!!!!

صدح صوت عدي من خلفه يسأله باستفهام: في ايه يا عاصم ، فيها ايه الرساله دي؟؟؟

هشام بأمل : فيها اي اخبار عن سوار...

اجابهم عاصم بذهن شارد يفكر في فحوي الرساله.:

لا ، بس اللي بعتاها بتقول انها نهي مرات ايمن طليق سوار وطالبه مساعدتي وبتقول عندها معلومات مهمه عن اللي حصل لسوار!!!!

وهتتصل بكره الساعه10 الصبح...

تبادلوا النظران بينهم بحيره وكل منهم يفكر في مدي جديه هذه الرساله...

ساله عدي مباشراً: وانت صدقت؟؟

عاصم بتفكير : مش عارف...

هشام بتخمين: مش يمكن تكون بجد عندها معلومات تفيدنا...

تنهد عاصم بإرهاق هاتفاً بجمود: هيبان كل حاجه لما تتصل ده كلها كام ساعه وهنعرف ...

ثم اعتذر منهم وطلب منهم ان يرحلوا : وانتوا كمان روحوا ارتاحوا وانا محتاج كمان اقعد مع نفسي ارتب افكاري.../

تحدث عدي بجديه: انا مش هروح انا هتابع مع الناس بتوعنا اخر التطورات ، وانت اطلع ريح لك شويه ..

اومأ عاصم بصمت وهو يهم بالصعود الي اعلي ،اما هشام فغادردون تعقيب ...

............


دلف الي جناحهم الذي كان يغرق في الظلام الدامس مثل حياته التي اصبحت مظلمه برحيلها...

جلس علي الفراش بجسد منهك ، وعقل يكاد ينفجر من كثره التفكير، وقلب يعتصر آلماً علي غيابها...

فهي لم تتعدي بضع سويعات قليله غائبه عن احضانه ولكنه يشعر بها كانها دهر من الزمان....

ارتمي بنصفه العلوي علي الفراش خلفه وقدميه تلامس الارض وعقله يعمل كالمكوك يفكر اين يمكنها ان تذهب ؟؟؟

هب من رقدته وتوجه نحو غرفه الملابس يفتح احدي الضلف التي يوجد بها خزنه حديديه خاصه يضع بها بعض الاوراق الهامه جداً ومجوهرات سوار ....

ضغط علي بعض الارقام لتفتح الخزنه، بحث بين الاوراق عن جوزات السفر الخاصه بهم فوجدها مكانها كما هي...

زفر ببعض الراحه مطمئناً انها لم تفكر في مغادره البلاد علي الاقل هي لازالت موجوده معه في نفس البلد وعلي نفس الارض...

هم ان يغلق الخزنه كما كانت ولكنه وجد انها تركت جميع مجوهراتها كما هي ولم تاخذ معها اي شيئاً منها ، حتي كروت الفيزا الخاصه بها وجدها ايضاً في مكانها !!!!

ابتسم ساخراً فهي تركت خلفها كل شيء ورحلت ، تريد ان تعطيه درساً قاسياً وتجعله يعض علي انامله ندماً علي ما اقترفه في حقها....

نادم .. نادم حتي اشتكي منه الندم ولكن بماذا يفيد الندم بعدما رحلت وتركته...

ساعه .. هي كل ما كان يحتاج اليه حتي يوضح لها حقيقة الأمر وبعدها سيتركها تفعل ما يحلو لها وتعاقبه كيفا تشاء ولكن وهي بين احضانه وتحت جناحه...

لم يكن يوماً مبالياً بالمشاعر والحب ولكنها جاءت وقلبت دنيته رأساً علي عقب ... لم يعرف معني الانانيه والتملك الا معها ...

نعم اناني ...اناني هو في حبها ،متملك فيها وفيما يخصها حد الجنون ، يعشق تفاصيلها ،وقع صريعاً لهواها منذ اول مره لمحها تنزل درج بيتهم بعزه وكبرياء...

غصب عنه انانيته تحكمت فيه وجعلته يفعل ما فعله ، خوفاً من بعدها عنه ولكن في النهايه رحلت وتركته تائه وضائع من دونها ....

اااااه حارقه خرجت من جوفه .. ليته ما كذب عليها ، ليته صارحها منذ باديء الامر ، ليته ما جرحها ..

ليته وليته وليته ...

اعتصر قلبه من شده الالم ولكنه لن ييأس ...

لمعت عينيه ببريق الاصرار والتحدي ،سيجدها ويعيدها اليه ، الي مكانها الطبيعي بين اخضانه ،

سيفعل المستحيل حتي تسامحه وتغفر له ذلته ،حتي لو لم ترضي وتسامح ستعود اليه وانتهي الامر ،

حتي لو اضطر لاستخدام القوه معها سيفعل وبعدها هو كفيل بمراضاتها ومداواهً جروحها ، سيسقيها من نبع عشقه المجنون بها حتي تثمل....

...............


تنبهت حواس الحاجه امينه عندما استمعت الي اسمها ونهضت تجري الي باب المنزل وهي تزيح ابنها المتصنم مكانه بفاه مفتوح وهي تمد يديها تجذب سوار الي الداخل تضمها داخل احضانها بعاطفه اموميه صادقه وشوق كبير....

هتفت الحاجه امينه بفرحه حقيقه: سوار!! يا حبيبتي يا بنتي وحشتيني وحشتيني اوي يا نور عيني...

بادلتها سوا بحضن اقوي وهي تضم نفسها بقوه داخل اخضانها تشدد عليه مغمضه العين تمنع دموعها من ان تسيل ، فهي كانت بحاجه ملحه لمثل ذلك الحضن الذي يتحتويها بصدق دون خيانه اوتزييف....

هتفت سوار بنبره مختنقة بالدموع: وانتي اكتر يا دادا أمينه وحشتيني اووووي...

اخرجتها من احضانها ونظرت الي هيئتها الغريبه عليها والي ملامحها الذابله ثم ادركت الساعه التي هم فيها عندما تعالي اصوات الجوامع من حولهم تأذن للصلاه...

هتفت تسالها بقلق: خير يا سوار .. ايه اللي حصل خالاكي تسيبي جوزك وولادك في ساعه زي دي؟؟

سحبت سوار نفساً عميقاً داخل صدرها زفرته مره واحده وتحدثت بنبره مثقله بالهموم : هقولك علي كل حاجه انا اصلاً محتاجه اتكلم وحد يسمعني...

تنحنح ايهاب بحرج وهو يوجه حديثه لوالدته: احم ، يالله يا حاجه امينه نصلي الفجر كلنا حاضر الاول وبعدين نفطر احلي فول وطعميه سخنه مولعه بالشطه من عند عم سند وبعدها تحكوا زي ما انتوا عاوزين...

ونظر لوالدته نظره ذات مغذي فهمتها علي الفور وتحركت مع سوار تنفذ كلمات ولدها وقلبها يخبرها بان ما سوف تسمعه لا يطمئن ابداً..//


بعدما انتهوا من اداء الصلاه وتناول الافطار جلسوا جميعهم يحتسون الشاي في صاله المنزل ...

وجهت سوار حديثها الي ايهاب : انت اتغيرت اوي يا ايهاب انا معرفتكش لما فتحت لي الباب وقلت ان خبط علي شقه غلط..

ابتسم ايهاب بشجن معقباً علي حديثها: للدرجه دي نسيتي ...ثم تدارك نفسه سريعاً ، اكيد اتغيرت احنا بقالنا كتير ما انقابلناش ،اخر مره شوفتك فيها كنت في ثانويه عامه وانتي اولي ثانوي، وبعدين احنا سيبنا البيت عندكم بعد وفاه بابا الله يرحمه .

بس الغريب بقي انك فاكره ملك ومش فاكراني...

تحدثت ملك بمرح: طبعاً يا ابني لازم تفتكرني هو انا اي حد وبعدين انا وسوار مقطعناش مع بعض خالص وكنا كل فتره بنتكلم بس من ساعه ما اتشغلت في رساله الماجيستير واحنا ما بقناش نتكلم كتير زي الاول...

هتفت الست امينه تستوقف استرسالهم في الحديث : بس بقي خالوني اطمن علي ينتي واعرف مالها ...

ثم نظرت الي سوار وربطت علي فخدتها بحركه توحي بالاطمئنان: احيلي شايله ايه في قلبك يا ضنايا...

اومأت لها سوار وبدأت تحكي لهم حكايتها منذ بدايه زواجها بأيمن حتي ذلك اليوم....


" الست امينه : كانت مربيه سوار وكان زوجها يعمل سائق لدي والد سوار وعاشوا معهم في بيت الناجي وانجبت الست امينه اولادها ايهاب الذي يكبر سوار بعامين وملك الني تصغرها بثماني اعوام ولكنهم تركوا الخدمه لديهم بعد وفاه عزالدين زوج امينه وعادوا الي منزلهم وانقطعت اخبارهم عن بعض"

...........................


كان عاصم يدور حول نفسه داخل مكتبه كالاسد الحبيس داخل قفص حديدي بعدما فاق من صدمه حديثه مع نهي زوجه ايمن التي كشفت له الحقيقه كامله امام عينه ...

استمعت نهي بمحض الصدفه الي مكالمه تليفونيه بين ايمن وسميه علمت منها حقيقه تورطه معها فيما حدث لسوار من اجهاض وهروبه بأولادها والسفر بهم الي دبي دون علمها بفعل التخطيط المسبق بينه وبين سميه مستخدمين الخادمه التي تعمل لديه في تنفيذ مخططاتهم الشيطانيه ...

كما استمعت له عندما كان يتشاجر معها عندما علم برغبه عاصم في الانجاب منها مره اخري ورفضه لتطليقها ، استمعت اليه وهو يعترف بمحاوله السابقه في قتل عاصم والذي استعان باحد البلطجيه المأجورين اللذين يعملون مع ابن خالته حسن في تنفيذها ولكنه فشل واصابه في كتفه...

كان يستمع اليها بذهول وهو لا يتخيل مدي الكره والحقد الذي يقبع داخل قلوبهم ورغبتهم المريضه في تدمير زواجهم....

كما انها حكت له عن طريقته السيئة في معامله اولاده خصوصاً آسر الذي يكرهه بشده وتدهور الحاله النفسيه لهم ...

وطلبت منه ان يساعدها في انقاذها من براثن ايمن هي واينها واولاد سوار ، فايمن قد انتهي عقد عمله هناك وسوف يعودون الي مصر في غضون ايام وهي لا تقوي علي الوقوف امامه وحدها فهي اصبحت لاتعرفه فهو اصبح مجرم عتيد الاجرام لا تآمن علي نفسها وابنها معه....

وعدها عاصم بمساعدتها والوقوف بجانبها وانقاذها منه وقامت باعطاؤه رقم رحلتهم ومعاد وصولها....


دلف اليه عدي في غرفه مكتبه بالمنزل وجده في غير حالته الطبيعيه...

ساله عدي بتوجس من حالته فلم يجد اي جديد بشان سوار: مالك يا عاصم في حاجه جديده حصلت ؟؟؟


التفت له عاصم وطالعه بنظرات تستعر بلهيب حاوق وعروق رقبته نافره من شده الغضب وهسهس بنبره خطيره: هقتلهم وحياه حرقه قلبي وقلب سوار لقنلهم ورحمه ابني اللي ماشوفتوش هقتلهم...

عدي بعدم فهم : مين دول اللي عاوز تقتلهم.

عاصم بغل : الوسخه سميه والكلب الواطي ايمن..

جحظت عين عدي عندما فهم ما يقصده : تقصد ان سميه طليقتك هي اللي ....

عاصم بقهر : ايوه هي ، هي الحلقه الناقصه الي بتربط بين ايمن وبدور....

عدي بمهادنة: طب اقعد كده واحكيلي كل حاجه عرفتها من الاول...


........................


انتهت سوار من قص حكايتها عليهم ما عدا اقتراب عاصم منها دون ارادتها وانخرطت بعدها في بكاء مرير داخل احضان مربيتها جعلت قلوبهم تبكي علي بكاؤها....

اخذت امينه تهدهدها داخل احضانها وتمسح علس شعرها تقرأ عليها بعض الآيات القرانية حتي هدأ بكاؤها...

هتفت امينه بطيبه: يا عيني عليي وعلي باختك يا بنتي كان مستخبي لك ده كله فين ....

منه لله طليقك الاهي ما يربح ولا يكسب ويقعد له في عينه وعافيته قادر يا كريم ...

ثم اضافت متحسره: ولا التاني اللي من كلامك عنه قلت بيحبك وربنا عوضك بيه طلع انيل منه...

عقب ايهاب معارضاً حديث والدته: خلاص يا ماما ملوش لزوم الكلام ده اللي حصل حصل ولو ان انا ليا وجهه نظر في الموضوع ده...

اعتدلت سوار ونظرت له تستمع له بانتباه فأكمل مستطردا ً: من خلال اللي حكتيه ده ، في حاجه مش مفهومه.!!!!

منين بيكرهك وهيتجوز عليكي وجابها تعيش معاكم في البيت ، ومنين بيغير عليكي وضرب قريبها ..:

ده اولاً ، ثانياً بقي ازاي طليقك قدر يوصل انه يحط الدليل اللي عاوز يدينك بيه في وسط حاجتك مكان ما جوزك لقاها...

ثالثًا بقي وده الاهم انا عاذر جوزك شويه ، اصل مش سهل علي اي رجل دمه حره يكتشف ان مراته بتخونه وتقتل ابنه ويلاقي دليل ادانتها في دولابه في اوضه نومه وما يشكش فيها ...

اي رجل مهما كان بيحب مراته هيتهز وثقته فيها هتتهز ...

وده غالباً اللي حصل مع جوزك علشان كده اختفي شهر لكن الغريب انه رجع وعاوز ينتقم منك بالشكل اللي قلتي عليه ...

بس برضه من خلال كلامك عنه وعن شخصيته وانه صعيدي وطبعه حامي انه يفضل باقي عليكي وما بطلقكيش لا وعاوز يخلف منك كمان.

ده اي رجل مكانه لو بس عنده ذره شك في مراته كان قتلها وشرب من دمها وانا لو مكانه هعمل كده...

هتفت ملك صارخه بغضب : طبعاً ما انت بتبرر له اللي عمله علشان انت رجل زيه وتحلل لنفسك كل حاجه تخون تنتقم تنجوز علي مراتك وتقهرها وتجيب ضرتها تقعد معاها في قلب البيت لا وكمان تساعدها تهرب وتقولها ان وجودها هو اللي مصعب الدنيا قدامهم ...

لكن الست حلال فيها كل حاجه ولو اعترضت يعمل زي طليقها وينتقم منها وياخد عيالها غصب عنها ويحرمهم منها ده ايه الجبروت اللي انتوا فيه ده!!!!

إيهاب بعقلانية وهدوء: يا متخلفه مين قال ان انا مع اللي حصل ده انا بشرح وجهه نظري مش موافق طليقها في حرمانها من ولادها ولا موافق جوزها علي انتقامه منها زي ما قال ...

انا بقول اللي المفروض كان هيعمله لو كان متأكد انها خاينه فهمتي يا انسه ملك...


كانت تتابع حوارهم بتركيز شديد ، سالت ايهاب تستفهم باستنكار : يعني انت تقصد ان عاصم كان مصدق ان انا بريئةً وعمل اللي عمله ده تمثيل!!!!

ايهاب مؤكداً علي حديثه: بنسبه كبيره جداً ، بس اكيد عنده اسبابه...

هدرت فيه ساخطه: ايا كان اسبابه ازاي ما صارحنيش بيها وسمح لنفسه يلعب بمشاعري ويجرحني وهو عارف انا بحبه قد ايه..

ايهاب بنفس هدوءه: هو اللي المفروض يجاوب علي اسئلتك دي.

سوار بعناد: ولا اساأل ولا يجاوب الموضوع خلاص خلص لحد كدهً...

إيهاب باستفهام: وانتي ناويه علي ايه وعلشان كده فكرتي فينا ولجأتي لنا../

سوار بحسم: هطلق منه....ثم تابعت بحرج: ويعني ده لو مكانش يضايقكم انا هقعد عندكم يومين بس لحد ما اظبط اموري والاقي شغل وهمشي من هنا ومش هعرضكم لاي مشاكل .

ااعترضت امينه تؤنبها: تمشي ده انتي مش هتمشي من هنا انت هتقعدي معايا انا لا يمكن اسيبك تتبهدلي تاني وكل اللي انت عاوزاه هيحصل ان شاء الله...

كفايه كلام لحد كده وادخلي ارتاحي شويه في اوضه ملك علي ما احضر لكم الغداء ...

وانت يا ايهاب اتوكل علي الله روح شوف عيادتك والستات الحوامل بتوعك يالله هوينا...

ثم جذبت سوار من يدها تدخلها غرفه ملك وهي تدعو الله ان يصلح حالها.....

.................

بنت الابلسه!!!

هتف بها عدي شاتماً سميه بعدما علم كل شيء من عاصم ...

ايه دماغها دي ، دي شيطان في هيئة انسان....

نظر الي عاصم بتفخص عله يفهم ما يدور داخل راسه وسأله مستفسراً عن خطوته التاليه: ناوي تعمل معاهم ايه....

نظر له عاصم وهتف بغموض: هتعرف كل حاجه في وقتها الاول بس عاوزك تجهز نفسك انت والرجاله علشان عاوز اول ايمن ما رجله تخطي ارض المطار يكون عندي والولاد تجيبهم علي هنا ومش عاوز هشام يعرف حاجه انا مش ناقص وجع الدماغ بتاعه.

عقب عدي مؤكداً علي كلامه: ما تقلقش انت من الحوار ده اعتبره خلصان..

ساله عاصم بأمل ان يكون توصل لشيء بشأنها: في جديد عن سوار...

حرك راسه دلاله علي النفي : مفيش جديد بس انا مش ساكت ورجالتي بتتحرك في كل اتجاه وان شاء الله قريب هترجع بالسلامه....

اومأ عاصم دون رد وهو يقبض علي كف يده بقوه وهو يتوعد لايمن وسميه بالهلاك...

نظر الي عدي وآمره بحسم: عاوز بدور تكون قدامي حالاً.

حاضر يا عاصم هخالي حد من الحرس يجيبها من الاوضه اللي في الجراچ .

تحدث عدي مع الحارس وآمره باحضار بدور الي مكتب عاصم في الحال....


ثواني وكانت تقف بدور مخفضه راسها وترتجف امامهم وتزرف الدموع علي وجنتيها التي تغير لونهم وتدرج ما بين الاحمر والازرق جراء صفع عاصم لها...

تحدث عاصم بجمود: قربي يا بدور .. تعالي .

اقتربت منه حتي وقفت امام مكتبه دون ان تنطق بحرف.

تحدث عاصم بنبره قويه بثت الذعر في قلبها: انا عاوز اعرف بالتفصيل سميه طلبت منك تسقطي سوار ازاي!!!

رفعت نظراتها تنظر اليه بيأس وتحدثت بهدوء عكس رعبها منه : هقولك علي كل حاجه يا بيه علشان انا تعبت من الحمل اللي شيلاه وعاوزه ارتاح.

وضع عاصم زراعه علي مسند الكرسي الذي يجلس عليه مستنداً براسه علي كف يده واضعاً انامله امام شفتيه قائلاً بهدوء ما قبل العاصفه: وانا سامعك!!


بعد فتره كانت انتهت بدور من سرد تفاصيل اتفاقها مع سميه منذ ان طلبت منها ان تأتي للعمل عنده في منزله الي اتصالها الاخير معها قبل رحيل سوار وتحديداً يوم الحفل...

هتفتت بتلعثم من اثر بكاؤها: ههو ده اللي حصل والله يا عاصم بيه.....

كانت دماؤه تغلي داخل عروقه وهو يستمع الي تفاصيل خطتهم الحقيره يود لو يكونوا امامه ليزهق ارواحهم بيده بعدما يقوم بسلخ جلودهم عن عظامهم ولكن لن يشفي غليله منهم ابداً....

تظر اليها طويلاً ثم آمرها بجمود وعينه تستعر بلهيب حارق : اتصلي بسميه وقوليلها اللي هقولك عليه بالظبط من غيرما تزودي او تنقصي حرف....

اومأت له تهز رأسها لاعلي واسفل بسرعه دلاله علي موافقتها وهي تلعن غباؤها الذي اوقعها في براثنه....


الفصل السادس والثلاثون والسابع والثلاثون من هنا 

    لقراءة جميع فصول الرواية من هنا 


تعليقات