
رواية إنفصام
الفصل التاسع 9
بقلم رباب حسين
عاد نصر إلى مكتبه وكان الغضب يتطاير من عينيه فلا يرحم أحداََ أمامه في العمل حتى عاد كرم أخيه من الخارج قابله غريب في السكرتيرية
غريب : كويس إنك جيت يا كرم باشا
سمع كرم صوت أخيه نصر وهو يصيح بأحد الموظفين داخل مكتبه فقال : ماله نصر بيزعق كده ليه؟
غريب : هو قالي إنه رايح الألفي جروب ووصلته هناك وبعدها نزل وهو الشر بينط من عينيه.... أنا أتصلت بحضرتك يا باشا تدخل تهديه شوية
كرم : طيب يا غريب روح انت
دخل كرم مكتب نصر وجده غاضب للغاية ويكسر الحاسوب أمامه
كرم : إيه يا نصر فيه إيه؟
نصر وهو يتحدث مع الموظف في غضب : غور من وشي.... واتصرف تبيعو الأرض في ظرف يومين.... غور
خرج الموظف من المكتب سريعاََ
كرم : عايز تبيع أنهى أرض؟.....فهمني يا نصر فيه إيه؟
نصر في غضب : أنا أروح لابن ال*** ويتطردني.... ده أبوه معملهاش..... كنت فاكر إنه هيطلع غيره طلع أغبي منه
كرم : قصدك على يوسف؟
نصر : أيوة... روحت عشان أقوله اللي أتفقنا عليه يقوم يقولي إيه.... مليش في الشمال..... وطردني من المكتب.... غبي.... كنت عايز أخلصه من إياد ونتشارك وساعتها كان هيتقي شري لكن رفض..... يستحمل بقي اللي هعمله فيه..... مش هو دخل المناقصة بتاعت الوزاره بتاعت الإسكان..... أنا عايز أخسره المناقصة ديه..... وهخسرهاله بس عايز سيولة عشان مش معايا دلوقتي ومش عارف أعمل عملية جديدة من ساعة ما بشير مات والحكومة عينيها عليا.... بيع أرض المشروع الجديد أنا مش هعمله دلوقتي..... انا عايز أمحي يوسف من السوق
كرم : طيب أهدى طيب وانا هتصرف في الأرض.... بس كدة هنخسر فلوس كتير ده أحنا أتفقنا علي الخامات وكنا هنزل الحملة الإعلانية كمان
نصر : بقولك مش عايز أي حاجة دلوقتي غير إني أمحيه من علي وش الأرض
كرم : طيب حاضر زي ما انت عايز.... بس ياريت تروح..... كفاية كده.... الناس مش عارفة تشتغل من عصبيتك..... روح وانا هكمل وهعملك اللي انت عايزه
خرج نصر من المكتب وأوصله غريب( ذراعه الأيمن) إلى المنزل..... ثم أنتظر بالخارج وأخذ يتلفت حوله ثم إبتعد قليلاََ وقام بإجراء مكالمة
غريب : أيوة يا عزت باشا..... الوضع عندي ميطمنش...... أيوة نصر باشا من ساعة ما رجع وهو بيحرق أي حد قدامه...... انا مش مطمن شكله كده ناوي على حاجة ليوسف الألفي....... متقلقش أي حركة منه هبلغك بيها علي طول
أنهي المكالمة وظهر علي وجه عزت القلق.... كان يعلم أن ما حدث مع نصر اليوم لن يمر بسلام
أما عند نور فقد وصلت إلي منزل إياد بعد أن أوصلها جون إلى مسافة قريبة من المنزل.... ثم قام بعمل مكالمة هاتيفية وذهب إلى مكان ما
دخلت نور المنزل وصعدت إلى غرفة سارة مع الخادمة وما أنا دخلت الغرفة حتى تعلقت نظرات سارة بها
نور : بردة قافلة الستاير؟
ذهبت نور وفتحت النافذة لتدخل الهواء والنور
نور : أيوة كده..... شفتي وشك نور إزاى أول ما فتحنا الشباك...... شكلك كنتي مستنياني صح؟
ظل نظرها متعلق بها
نور : برده مش عايزة تردي.... طيب شكلي هكلم نفسي زي إمبارح تاني.... بس مش مهم..... عارفة ساعات الواحد بيبقي عايز يتكلم وميلاقيش حد يسمعه إنتي بقي جيالي لقطة..... أتكلم بقي براحتي لا حد هيسكتني ولا يقولي صدعت.... انتي عارفة يا سارة أنا بروح كل يوم أقعد لوحدي أي نعم هي مصلحة إن الواحد يفصل دماغه مع نفسه كدة بس أيام الأجازات بقي يلهوووووى.... كئابة..... أنا قررت أجيلك يوم أجازتي برده مش بقولك لقطة...... على أد ما الواحد بيبقي عايز يقعد مع نفسه على أد ما السكوت والوحدة بتقتل برده مش عارفة انتي ليه عايزة تقعدي لوحدك.... ده انا حتى لاحظت أن الناني بتاعتك بتحبك أوى و وخايفة عليكي جداََ.... ساعات بنتحرم من أمنا بس ربنا بيعوض... بحما بقي أو بخالة أو بأخت وانتي ربنا معوضك بخوكي و الناني وبيا طبعاََ أنا عوض لأي حد..... ثم ضحكت وابتسمت سارة
نور في دهشه : إيه ده؟!!! ضحكتي..... صح؟ ضحكتي والله.... أيوووووووة بقي..... أضحكي يا شيخة خلي الهم يمشي.... بصي بقي أنا جعانة جداََ والكلام جوعني أكتر.... ممكن أطلب أكل وناكل سوا.... طيب بصي أنا هنزل أدور على المطبخ واطلب أكل لينا أحنا الأتنين
نزلت نور إلى أسفل تبحث عن أحد من الخدم ظلت تبحث حتى وجدت ناهد (الناني)
ناهد : خير يا دكتورة حضرتك محتاجة حاجة؟
نور : أيوة كنت عايزة بس يحضر الأكل لسارة وليا هناكل سوا
ناهد في فرحة : بجد هتاكل؟!!!
نور وهي تبتسم : هحاول يمكن أفتح نفسها على الأكل
دخل إياد ورأي نور تبتسم مع ناهد فقال
إياد : يارتني ناهد والله عشان أشوف الضحكة ديه
زالت نور بسمتها وقالت بوجه حازم : بسرعة يا دادة لو سمحتي عشان عندي مشوار بليل لازم أمشي بدري..... ااااه وياريت تحطي الدوا اللي سيبته هنا إمبارح
ناهد : حاضر يا دكتورة عيوني
كادت نور أن تصعد إلى أعلى حتى سمعت
إياد : طيب مش تسلمي عليا حتى؟
نور : أهلاََ يا أستاذ إياد.... إزي حضرتك؟
إياد : أحسن لما شفتك
زفرت نور وهمت بالذهاب
إياد : طيب إستني بجد مش ههزر خلاص.... بس عايز أعرف سمعتي إيه عني مخليكي مش طيقاني كده
نور : مش مهم
إياد : لا مهم..... مش يمكن ظلماني يا دكتورة..... طيب بصي أنا عارف إن الناس كلها بتقول عليا بتاع ستات وكدة يعني..... بس أنا أصلاََ ملقتش واحدة تبطلني العادة ديه..... مش يمكن لم أحب أتغير
نور : لا هو اللي زي حضرتك ميعرفش يحب لأنه بيتعامل مع الستات علي إنها سلعة.... وأظن أن الحب ده أخر أهتماماتك.... عن إذنك
إياد : بس أنا مش عايز أشتريكي يا دكتورة.... أنا عايز تديني فرصة أقرب منك بس.... مش يمكن لما تعرفيني تغيري فكرتك عني
نور : لا مفتكرش
صعدت نور وتركته ينظر إليها ويشعر لأول مرة بالنفور من نفسه.... فلم يتخيل أبداََ أنه في يوم من الأيام سوف يدفع نتيجة ما يفعله من أخطاء علي يد هذه الفتاة الصغيرة
صعدت نور وبعد قليل جاء الطعام وبعد محاولات طريفة مع سارة تناولت قليلاََ من الطعام معها وشربت العصير ونامت أثر المهدأ وعادت نور إلى منزل يوسف
كان جون قد عاد وذهب إلى غرفته وبدل ثيابه واستلقي قليلاََ في إنتظار عودة نور إلا أنه غفي مكانه وبعد قليل إستيقظ يوسف وجد نفسه في غرفته وأخر ما يتذكره هو أن نصر كان في مكتبه.... شعر بالذعر واتصل بنور فكان هاتفها مغلق
يوسف : مش وقتك يا نور بقي.... أكيد لسه مرجعتش
نزل إلى أسفل وهو يدعو أن لا يكون قد حدث مصيبة بالشركة من وراء جون..... بعد قليل دخلت نور إلى المنزل وكادت أن تصعد ثم أوقفها صوت
يوسف : دكتورة
توقفت نور مكانها وهي في غاية القلق من ردة فعله وعلمت أن يوسف من يتحدث.... أغمضت عينيها في محاولة لتهدأت توترها ثم رسمت البسمة علي ثغرها والتفتت إليه وقالت
نور : أهلاَََ أهلاَََ يا بشمهندس
عقد يوسف يده أمام صدره وقال في هدوء: من منظرك كدة واضح أن اللي فكرت فيه صح
نور وهي تسير بخطي سريعة نحوه ومحاولة تبرير ما حدث : والله حاولت علي أد ما قدرت بس جون صعب مش بيسمع كلام حد
يوسف : من الأخر يا دكتورة لو سمحتي..... حصل إيه؟
نور : طيب بلاش هنا.... تعالي في المكتب
نزلت فريدة إلى أسفل ووجدت نور متوترة أشارت لها نور أن تأتي معهم في نظرة رجاء دخلت معهم فريدة وأغلق يوسف الباب ثم قال
يوسف في هدوء وهو يجلس : أصدميني
نور وهي تتمسك بثوبها من شدة التوتر : بص..... هو أول حاجة....أتخانق مع نصر
يوسف : حلو يعني هتقتل قريب
نور : لا بعد الشر أكيد مش للدرجادي يعني.... هو بس طرده من المكتب وهدده
يوسف : بس.... طيب والله كويس.... غيره
نور : ااااا..... وحضر إجتماع المديرين
يوسف : يا صلاة النبي..... وإيه كمان
نور : لا هو بصراحة تابع الشغل كويس بس هو مكنش لابس فورمال..... يعني شال الجراف وجاكت البدله وغير تسريحة شعرك.... ولما لقي المديرين كلهم نفذو التارجت معادا اللي كان عنده ظروف عزمهم علي العشا
يوسف في تعجب : عنده ظروف!!!!.... إزاى يعني؟
نور : هو أتريق عليه كده
يوسف : عزم المديرين علي العشا فين؟
نور : في نايت كلاب
يوسف في دهشه : نعم؟!!!.... وده إمتى إن شاء الله
نور : النهاردة
يوسف : بسيطة هلغيه
نور : لا هما زمانهم وصلو.... معادهم ٧....ومش هينفع نمشيهم كدة..... لأن كل واحد فيهم معاه مراته أو خطيبته أو صحبته
يوسف : ليه هو شغال خطبة؟
نور : لا..... بص بقي من الأخر أنا قولتلهم في الشركة إني خطيبتك وهما حبو يهنوك بالخطوبة فجون عزمهم كلهم وانا معاهم
يوسف : وحضرتك إزاى تعملي كدة؟
نور : غصب عني كنت عايزة أمنع نصر يدخل المكتب لجون ملقتش غير الطريقة ديه..... إتفاجأت بجون قدامي ومعرفتش أتصرف
تنهد يوسف وقال : طيب إتفضلي جهزي نفسك هنروح العشا نص ساعة ونرجع
ذهبت نور سريعاََ وتركتهم
فريدة : شكلك متضايق
يوسف : مبيسبش فرصة إلا وبيقرب منها وهي ماشية وراه من غير حتي ما تعترض
فريدة : عشان بتحبك يا يوسف
يوسف : عارف..... بس مش هينفع يا ماما.... الموضوع مستحيل
فريدة : يا بني ما لما تخف هتقدر تعيش حياتك طبيعي
يوسف : حتى لو خفيت.... هفضل في نظرها ونظر نفسي قاتل..... أنا مستحقهاش..... خليها تعيش بعيد عني.... أنا لولا جون متمسك بيها وبيهددني مكنتش سيبتها هنا دقيقة واحدة
فريدة : يوسف إنت مش قاتل.... إنت مريض وفيه فرق بين الأتنين وهي مقدرة حالتك وعارفة إنك مش كدة
يوسف : ماما أنا مش هستني لما في يوم الأيام تقف قدامي وتقولي إنت قتلت قبل كدة.... خلاص يا ماما نور أخر واحدة ينفع تبقي شريكة حياتي..... أنا هبعدها بطريقتي
خرج يوسف وصعد إلي غرفته وأرتدي حلته السوداء التي بدا فيها بمظهر جذاب ثم خرج من غرفته وجد نور تخرج وهي ترتدي ثوب للسهرة كانت في غاية الجمال حتى أنه لم يستطع إبعاد نظره عنه.... وقفت تطلع إليه في عشق وإعجاب..... إنتبه يوسف لنفسه ثم عقد حاجبيه ومر من أمامها ثم قال : ورايا
نظرت له نور وظهر علي وجهها نظرة طفل عابس ومطت شفتيها في غضب طفولي ثم قالت في نفسها : مفيش حتي كلمة إعجاب.... ماشي يا يوسف
لحقت به وخرجو من المنزل ثم دخلت إلي السيارة خلفه وأملت نور العنوان علي السائق وبعد قليل من الوقت وصلو إلى المكان..... خرج يوسف من السيارة ولم ينتظر حتى نور تخرج منها وذهب إلى الداخل.... لحقت به نور وهي غاضبة من عدم إكتراثه بها.... دخل يوسف إلى المطعم وقد حُجِز بالكامل إلى لصالح الشركة اليوم.... وجد يوسف المديرين جميعهم بإنتظاره ومع كل أحداََ منهم رفيقته.... لحقت به نور وجلست إلى جواره علي رأس الطاولة
يوسف : أهلاَََ وسهلاََ.... شكراََ علي تلبية الدعوة.... النهاردة مفيش كلام في الشغل تقدرو تتعاملو معايا بدون تكليف..... إتفضلوا إرتاحو
جلسو جميعاََ وأشار يوسف إلى النادل ليحضر قائمة الطعام ثم جلسو جميعاََ ينتظرون قدوم الطعام
وبعد وقت قليل جاء الطعام وبدأ يأكلون
بدأ النساء يتحدثون مع نور
حلو أوي فستانك
نور : شكراََ حبيبتي
الصراحة إنتي زي القمر.... فعلاََ يوسف بيه عرف يختار
إبتسمت نور في خجل.... ثم قال أحد المديرين : إحنا كلنا إتفاجأنا بالخطوبة الصراحة
كان يوسف لا يأكل فقط يحمل بيده كوب من العصير يرتشفه بهدوء وينظر إليهم دون حديث ولم يتطلع إلي نور أبداََ
نور : هو الموضوع جيه بسرعة بصراحة.... بس لسه الخطوبة رسمي متمتش
يوسف في هدوء وهو ينظر إلى الكوب بيده : ومش هتم
نظرو جميعاََ إليه في دهشه وأيضاََ نور التي شعرت بالأحراج من كلامه
ثم أردف يوسف : الصراحة أنا جيت النهاردة عشان بس أصلح سوء التفاهم ده...... إنتو عارفين أنا لا ليا في السهر ولا الخروج.... بس لما لقيت كل الشركة بتتكلم علي خطوبتي من الأنسه لقيت إني لازم أوضح الأمور...... هي بس كانت فترة تعارف يمكن نكمل ويمكن لا..... بس للأسف الموضوع مش مناسب خالص..... كنت فاهم غلط وفاكر إن الدكتورة مناسبة ليا..... بس لا مش مناسبة..... فا أنا جيت النهاردة عشان أعلن فسخ الخطوبة ديه
نظرت نور إليه ولم تصدق ما تسمع ثم نظرت إلى كل المدعوين وشعرت بأنها تريد الأختفاء من أمامهم ولا تعرف كيف تهرب من نظرات الشفقة بعيونهم..... وقفت نور وركضت إلى الخارج.... ترك يوسف الكوب ووقف وقال: أستمتعو ببقيت السهرة.... والحساب أتدفع خلاص..... عن إذنكم.... تصبحو علي خير
لحق يوسف بها وجدها تركض بعيد عن السيارة
يوسف : دكتورة نور.... رايحة فين؟.... أستنى لو سمحتي
وقفت نور والتفتت إليه وهي تنظر إليه في غضب واقتربت منه وقالت : وانت مالك أنا رايحة فين
يوسف : أهدى يا دكتورة انا عملت كدة لمصلحتك
نور : والله فين بقى مصلحتي ديه..... إنك تحرجني قدام الناس ديه كلها بالشكل المهين ده
يوسف : إنتي اللي أحرجتي نفسك لما أعلنتي خطوبتي عليكي من غير ما تخدي رأيي ولا تستأذنيني
نور : قولتلك غصب عني..... كنت بحاول أساعدك ده جزائي
يوسف : للأسف يا دكتورة معاملة المجانين مش سهلة.... أظن إن حضرتك متوقعة أي رد فعل من مجنون زيي... وده رد فعلي لما واحدة تحاول تدخل نفسها حياتي غصب عني..... من الأول وانا شايف تصرفاتك ومحاولاتك عشان تكسبي جون وأنا ساكت بس عشان إنتي الوحيدة اللي قادرة توقفي جون عند حده..... لكن مش معني ذلك إنك تتعدى حدودك معايا....وقولتهالك قبل كده أنا مش جون يا دكتورة ولو حضرتك مش واخدة بالك أنا الأصل اللي هبقي..... يبقي متفرحيش باللي جون بيعمله معاكي لأنه يوم ما هيختفي هيختفي كل أملك في إنك تبقي مرات يوسف الألفي
نظرت له نور في حزن وغضب وأردات أن تمشي: رايحة فين يا دكتورة؟... العقد بينا لسه مخلصش..... إتفضلي معايا على البيت
عادت نور إلى السيارة لم تتحدث معه أبداََ.... صعد يوسف إلى السيارة بجوارها وفي الطريق كان يشعر بالغضب من نفسه... لقد أهانها بشكل لا يحتمل..... نظر إليها رآها تنظر من نافذة السيارة ولا تتحرك..... أبعد نظره عنها كان يريد الأعتذار بشدة.... يريد أن يضمها بين ذراعيه ويعترف بحبه لها ولكن يفكر فقط أن هذا في صالحها
وصلو إلي المنزل وخرجت نور من السيارة ثم دخلت إلي المنزل وصعدت إلي غرفتها دون التحدث مع أحد.... رأتها فريدة وقد ظهر علي وجهها أنها تريد البكاء.... دخل يوسف خلفها ونظر إليها في حزن وهي تصعد الدرج
فريدة : فيه إيه يا يوسف مالها نور؟
يوسف في حزن : جرحتها أوي يا ماما..... أوي
فريدة : ليه يا أبني كده؟
يوسف : عشان انا وحش يا ماما..... انا شخص سئ..... انا مستحقش حد في حياتي..... انا مش هعرف أديها حاجة غير الأذية
تركها وذهب إلي المكتب..... لحقت به فريدة وأغلقت الباب وقالت : ليه بس بتقول علي نفسك كده؟
يوسف : تاني يا ماما؟ ما أنا لسه قايلك إني واحد قاتل..... عايزاني أعيش كدة عادي..... تضمني منين إن الحكومة مش هتعرف إني القاتل ؟ولما أتعرف إني قتلت كل الناس ديه هيبقي مصيري إيه؟ يا هترمي في مصحة نفسيه بقيت عمري يا أما هتعدم...... عايزاني بقي أخليها تربط أسمها بيا وتبقي مراتي؟ مرات سفاح؟..... لا مش هيحصل.... بعدها عني رحمة ليها.... هتزعل شويه وبعد كدة هتنساني
فريدة : يا ابني طيب هتعالجك إزاى دلوقتي وانت بتجرح فيها كده؟
يوسف : متقلقيش.... دكتورة شاطرة زيها هتعرف تتعامل مع الموقف..... وأكيد هتفصل الشغل عن حياتها الشخصية..... ماما سيبيني لوحدي شوية أرجوكي
خرجت فريدة وصعدت إلي غرفة نور سمعت صوت بكائها ظلت تطرق الباب ولكن نور رفضت أن تفتح الباب لها وهي تبكي بشدة.... شعرت فريدة بالشفقة عليها ولكن لم تستطع فعل أي شئ لها وذهبت وتركتها
ظلت نور تبكي حتى نامت من شدة التعب وبعد منتصف الليل سمعت طرق الباب بشدة
جون : نور إفتحي...... إفتحي يا نور متقلقنيش عليكي..... إفتحي يا حبيبتي عشان خاطري
نهضت نور وعينيها متورمة من شدة البكاء....خرجت فريدة ورأته وهو يطرق الباب بغضب وعلمت أنه ليس يوسف فقالت في نفسها: يوسف هيجنن الدكتورة قريب
بعد قليل فتحت نور الباب دخل جون واحتضنها بقوة
جون : حقك عليا..... والله لو كنت اعرف إنه هيعمل كدة مكنتش عزمت حد..... ياريتني مشيت ومحضرتش الإجتماع.... حقك عليا يا نور
بكت نور بين أحضانه مما جعل جون يبكي أيضاََ
جون ببكاء : طيب أعمل إيه عشان أراضيكي؟..... أنا أسف..... خلاص عشان خاطري لو بتحبيني بطلي عياط
خرجت نور من أحضانه وقالت : والله أنا مبستغلك أبداََ.... ولا بستغل مرضه..... والله كنت بحاول أساعد..... أنا مش قادرة أصدق إني سمعت الكلام ده منه..... أنا بموت كل أما أفتكر هو رأيه فيا إيه
جون : من ورا قلبه يا نور..... صدقيني من ورا قلبه..... مش إنتي دايماََ تقولي إن كل المشاعر اللي بيخزنها بتجيلي أنا.... بصيلي يا نور.... بصي في عينيا..... هموت من الندم على اللي حصل وهموت من اللي قاله خلاكي في الحالة ديه.... ليه موقفتيش وقولتي إنك مراته عرفي وفضحتيه؟
نور : لا طبعاََ مقدرش أسوء سمعته قدام الناس
جون : غبي.... يوسف ده غبي..... أسمعي مني يا نور ونخفيه وانا أفضل
نور : جون بجد مش وقته خالص
جون : هو أنا ليه حاسس إني أنتيمك إللي بتشتكيله من حبيبك وانا اللي بصالحك؟ ..... مش فاهم بجد
نور : وهتفضل كده
جون في غضب : نعم يا ختي..... يعني انا عمال ادلع وأخرج وأقول كلام حلو وفي الأخر هو الحبيب وانا الأنتيم
نور : لا.... انت حبيبي وصاحبي وأخويا وكل الناس يا جون..... أنا مليش حد في الدنيا غيرك..... بكره لما تبقو واحد ونفضل مع بعض.... هاجي أشتكيلك منك وتصالحني وتقولي متزعليش مني.... عشان أنا كده كده معنديش حد أشتكيله
نظر لها جون في حزن وأزال دموعها من علي وجنتيها وقال : عمري ما هزعلك وهفضل جنبك طول عمري مش هسيبك.... متزعليش..... أنا مكنتش عايز اتكلم عن اللي يوسف بيحس بيه عشان أنا أصلا َ مش عايزك تحبيه..... بس بجد كل الكلام اللي قاله النهاردة من ورا قلبه
أحتضنها جون ورتب علي ظهرها...
لقراءة جميع فصول الرواية من هنا