
رواية أحببت معقدة
الفصل التاسع 9
بقلم فاطمه سلطان
أحيانا قد نظن ان كتابه النهايات سهله و نظن ايضا ان إختيار مستقبلنا شي هين ... و حتي انني طوال عمري قد تمنيت ان أختار ما اريده و افعل كل شي يجول في خاطري .. و لكن اكتشفت مؤخرا ان الاختيار قد يكن خدعه في بعض الأوقات و قد يكون أحيانا الاعتياد و التعامل مع الواقع مريح و هين بكثير عن اختياره .
فانا تلك المُعقده يا ابن ادم لما تريدني ؟
و ان كنت انا اكره نفسي و لم يحبني احد .. الرجل الوحيد الأحق بحبي لم يكن باستطاعة ان يحبني ... لاقول لك يا قاسم و ساقسم ايضا بذلك فانا لم اعرف ما هو الحب و حتي الآن لم اعرف من هي الفتاه التي تسكن بداخلي !
فأنا تلك المُعقده يا ابن ادم لما تريدني ؟
فانا هاشه و ضعيفه و لم اكن يوما سوي جاهله حتي ان تلك الاشياء كنت اظن ان معرفتها فخر و انها لشي ممتع و لكني لم اجد متعه سوي في الحديث معك
_________________________________________
هدير بتوتر شديد : قاسم انا مش عارفه اقولك ايه انا ....
قاطعها قاسم بهدوء : قولي اللي انتِ حاسه بيه و عيزاه ده مش هيغير حاجه ما بينا سواء قبول او رفض انا دايما جنبك .. بس صراحتك هتفرق معايا
هدير حاولت ان تتغلب علي ترددها لتقول مره واحده : حاسه اني منفعكش يا قاسم
ربما شعر قاسم بألم شديد في قلبه فتلك المُعقده وجعته و بشده بكلامتها المبهمه و المستفزه رغم ان عقله كان يتوقع ان السنوات الاخيره التي مرت لم تتغير من يعرفها ... كان يعرف انها ستقول رد فعل مثل هذا و لكنه لم يعرف هل احبها بهذا القدر ليؤلمه قلبه و كان الكلمه لها معني اقوي و رد فعل قلبه عليها قوي
حاول قاسم ان يجيب بنبره هادئه و بارده رغم انها احرقته رغم انه كان يتوقعه ... فما خفي كان اعظم مما توقعه و مما وصل به عقله : بمعني ؟!
ثم تحدث بنبره حاول جاهدا ان تكون هادئه : بلاش تتكلمي بتوتر يا هدير يعني عمر ما كان في بينا توتر في اي موضوع طول عمرك كنتي بتحكي ليا انا اول واحد كل حاجه و انا كنت بحكيلك عن مستقبلي و مش معني اني طلبتك للجواز يبقي تتوتري .. قصدك ايه متنفعيش يعني شيفاني اخ بمعني اصح و دي حاجه متخلكيش تتوتري لو عايزه تقوليها لانه شي متوقعه ..
لو تعلم هدير كم شعر قاسم بالوجع و دقات قلبه المتلهفه التي تسارعت و تريد ان تسمع ما تريده و في نفس الوقت تدل هذه الدقات السريعه علي الخوف من ان تصيب بخيبه امل و لكنه مجبر في كل الحلات الحفاظ علي تعابير وجهه الهادئه
هدير حاولت ان تقول اي كلمات قد تسعفها : قاسم انتَ اكتر واحد كنت عارف قد ايه نفسيتي مضطربة و قد ايه انا متردده و يمكن تلات سنين دول
انا زاد فيا عيوب و بقيت عندي عُقد و مشاكل و علطول مخنوقه و التلات سنين دول انا متقدمتش فيهم انا اتأخرت ... و انا مش حكايه شيفاك اخ إطلاقا و مش ده السبب انا منفعش ليك يا قاسم و اني اكون شريكه حياه ليك صدقني يا قاسم التلات سنين دول غيروني للاوحش مش للأحسن زي ما ظاهر
قاطعها قاسم بنبره منفعله قليلا و لكن قاسم دائما حتي في حديثه الطبيعي نبرته مرتفعه : هدير انتِ بتقلقيني و بتقتليني بجد يعني ايه اللي اتغير فيكي للاوحش ؟
قاطعته هدير قائله بنبره حاولت اكتساب فيها بعضا من الشجاعه : صدقني يا قاسم انا مش عايزه اوتر نفسي اكتر من كده و اضغط علي أعصابي بس لازم تعرف ان هدير بتروح عادي الاماكن العامه من غير ما يجرالها حاجه هدير اتخرجت بس بقت
اضعف من هدير اللي انتَ كنت في يوم من الايام كل حاجه ليها ... بس هدير بقت اضعف من زمان و افشل من انها تقدر تديك اي حاجه انتَ او غيرك و باي صفه انا مش بقولك منفعش زوجع ليك لاني شيفاك زي اخويا ابدا يا قاسم بس اني اكون زوجه ليك او اني اوافق علي طلب زي ده فانا بشيل نفسي مسؤوليه كبيره اوي في وقت انا مش عارفه اشيل حتي مسؤوليه موقفي و مسؤوليه نفسي ... صدقني انا هشيلك مسؤوليه و هخنقك و مش هكون غير حمل و شي هيكرهك حياتك بقيه العمر اكتر من كوني حمل ليك قبل كده ...
صمتت حينما وقف قاسم و خلع جاكت بدلته و خلع و شمر أكمام قميصه مما جعل هدير تتوتر و تشعر بالاستغراب حتي ان بعض الناس نظرت لهم
و جلس ايضا بنرفزه فهي ستقتله بما تقوله فهو ايضا لديه قوه تحمل و شعر بالصداع الشديد
قاسم و هو يجز علي أسنانه و حاول : طيب خليني اتكلم بوضوح اكتر علشان انا شويه و هفرج الناس علينا انا عايز افهم انتِ عماله تتوتري و بتحاولي تقولي ايه من الصبح و وحش ايه اللي انتِ بقيتي فيه و اتكلمي كلام مفهوم عن كده
هدير حاولت ان تتمالك نفسها قدر المستطاع : متصعبش الموقف يا قاسم عليا يعلم ربنا انا بقول الكلام ده ازاي مش انتَ قولتلي اكون صريحه معاك
قاسم بسخريه و كانه الغي تلك النبره الهادئه : و هي دي الصراحه من وجهه نظرك ؟
هدير عقدت ساعديها و بنرفزه : اه
قاسم بسخريه : جتك اوه ... صراحه ايه انتِ خليتي دماغي تودي و تجيب
ثم اكمل بسخريه : ده شويه و هتقوليلي انك بتاجري في المخدرات لو رافضه الموضوع بلاش كلامك ده انه بينرفزني اكتر و بيخلي دماغي تشتغل بشكل هيودينا في داهيه
كأن كلماته التي كانت يوما ما سبب في ابتسامتها اصبحت كلماته اليوم سبب في ارتباكها تخاف ان يعرف الشخص الاهم بالنسبه لها حقيقه ما وصلت إليه
يا ليتها توقفت عند المشاهده بل هي اصبحت تتراسل معهم ايضا و اذا لم تجرب ان تتكلم مكالمات صوتيه في احد المرات
فاردفت هدير بنبره مرهقه و فاقده الأمل تماما : انتَ عايز ايه يا قاسم ؟
قاسم بكلمات لا تقبل النقاش و كأنه شعر ان هناك شي اخر : عايز افهم ايه اللي عماله بترغي فيه من الصبح
هدير بنبره خاليه من المشاعر فعلي الاغلب تداخلت مشاعرها وأحاسيسها لتصبح لا تعلم ما هو شعورها الان : مش انتَ طلبت تتجوزني ؟
قاسم بتأكيد علي كلامها : ايوه طلبت
هدير بهدوء مُزيف : تمام و انا مش عارفه ارد عليك دلوقتي و كنت بحاول اتهرب بشكل كويس
قاسم : تمام يعني برضو موصلتش لحاجه ايه اللي اتحولتي للاوحش و متنفعنيش و الكلام ده كله كان ايه و عايزه توصلي بيا لفين يا هدير ؟
هدير تحاول ان تبرر له ربما صراعها النفسي كان اقوي من اي شي و خوفها من ان يكتشف احد امرها و لكن لا يمكنها تجاهل هذه الحقائق ايضا حتي و ان كانت سليمه و لا تعاني من اي مشكله نفسيه : بص يا قاسم انا طول عمري صريحه معاك اكلمك بشكل اوضح اكتر من كده يا قاسم ... انا لغايت دلوقتي مش عارفه حقيقه مشاعري تجاهك و تايهه و دي اول حاجه ... اما تاني حاجه انا بمر بحاله نفسيه وحشه و لاسباب كتيره اووي تعرفها و متعرفهاش .. اما تالت حاجه بقا لازم تعرفها ان مشاكلي مع ابويا زايده و انا حاليا مش حمل اني اطلب منه يجهزني في عز ان هو ابتدي
يقطع مصروفي الطبيعي اللي هو شبه ابتدي يقطعه اصلا لما عرف اني اشتغلت يعني اللي لازم تعرفه اكيد ان الجواز عموما او الخطوبه او اي حاجه انا هحتاج حد يجهزني مثلا و اكيد مش هطالب عمتي بده و لا حتي هجبر اي حد يتكفل بشي مش الزامي عليه ... انا لسه متخرجه و لسه ابتديت اشتغل
و بحاول اقف علي رجلي و اعتقد ان فكره الارتباط بيك او بغيرك حتي لو خطوبه بس صعبه عليا يا قاسم و اعتقد ان خطوه زي دي مش قبل حتي تلت سنين
قاسم لم يهمه اي حرف مما قالته فهو اكثر مما يعرف ما ذلك فلا تحتاج ان تعلمه شي عنها : حلو الكلام ده كله لدرجه اني مخبيش عليكي اقتنعت و هل ده الي كنتي بتهري فيه
هدير بانزعاج فهي بها ما يكفيها : جرا ايه يا قاسم في ايه انتَ عمال تتريق عليا ايه اللهجه اللي بقيت بتتكلم بيها دي
قاسم لاول مره تشعره بهذا الكم من الاستفزاز بها رغم انها فعلت الاكثر من ذلك و لكن ربما لانه شعر ان هناك شي بها غريب و انه لم يكن يجد بها ذلك البرود بهذا الشكل : هو انتِ بارده وله غبيه وله يعني ايه الوصف الصحيح ليكي يعني حتي كنت منتظر منك تسأليني انا طلبتك ليه .. تساليني ايه اللي خلاني اخذ خطوه زي دي لو عريس متقدملك صالونات و اول مره تشوفيه هتساليه عن اختياره ليكي او جاي ليه انت محسساني ان اني اتقدملك ده شي متوقع مثلا او اني كنت قاري فتحتك و انتِ صغيره
شعرت هدير بالاستغراب فهو محق علي الاغلب تلك الاخبار الغريبه التي اخذتها عن موضوع الزواج جعلتها في موضع الحمقاء
فاي فتاه حينما يتقدم منها شاب فمن الطبيعي ان تسأله ما دفعه الي الزواج او اختياره لها علي الاقل
هدير و هي تشعر بانها حمقاء : احم يعني مش قصدي اكيد كنت هسالك
قاسم بمكر : ايوه ها اسأليني ؟
هدير و اخيرا شعرت بالفضول حيال هذا الموضوع : ايه اللي خلاك تفكر تطلب ايدي يا قاسم برغم اللي حصل زمان
قاسم بنبره هادئه و ابتسامه لم تفارقه طوال حديثه : هعتبر اننا لسه في الاول بعيدا عن المقدمه اللي لازم افهم ايه اللي كنتي بحاولي تشليني بيها و اللي تاكدي اني لازم افهم انتِ قصدك ايه بس نسيب الموضوع ده شويه ...
ثم سكت و كانت هدير تستمع له جيدا و تحاول الا تقاطعه لفضولها اولا .. و ثانيا لانها لا تمتلك اي تعليقات او إجابات
ليستكمل قاسم حديثه و هو محتفظ بنبرته الهادئه و هو يشعر ان تلك اللحظه تساوي الكثير فلاول مره يبوح بما يكنه و ليس لاي احد لها هي : اللي حصل زمان ... محصلش حاجه تحتاج تفسير انا حبيتك فعلا كاخت ليا هونتي عليا موت اختي الله يرحمها زمان كنتي سبب في ابتسامتي
مره تانيه و سبب للبهجه اللي رجعتلي تاني لاني كنت متعلق بيها جدا و مجيك بعدها كان رحمه من ربنا عليا لاني شفتك فيها تمن "" ثمانيه "" سنين عدوا و انتِ بتكبري قدامي و بتعلق بيكي اكتر و بدخل في تفاصيلك اكتر و يعلم ربنا انا طول السنين اللي كنت معاكي فيها اني عمري ما بصتلك بنظره تانيه صحيح
ممكن اكون اديت فرصه للناس تفهمنا بشكل غلط وقتها واضح اني كنت عقلي مش في محله بس كلنا بنتعلم من غلطنا .. و بعدت عنك علشان احكميكي مش حبا في البعد اللي في يوم من الايام افتكرته هين
ليستكمل بنبره مليئه بالصدق و العاطفه : و عمر ما كان بعدك عندي شي هين انا كنت عايز اكون معاكي في كل لحظه خلال السنين اللي فاتت كان نفسي افتح البلكونه و الاقيكي عايز اضايقك بالاغاني اللي بسمعها و انا عارف انك مش نايمه و انك بتسمعيها و انتِ جوا و شايف خيالك .. كنت عايز اصحي الصبح اوصلك و اجيبك .. عايز اكون اول حد تحكيله همك و عايز لاكون اول حد تستنجدي بيه لو عندك مشكله .. عايز اكون جنبك في كل نتيجه و اقولك مبروك يا هدير اول واحد
كانت هدير تحاول ان تتفادي النظر اليه فهي تقسم ان ضربات قلبها ستفضحها و انه يخجلها بحديثه اكثر من تلك المشاهد المُخله التي تراها و تسللت الحمره لتشعل وجهها و كأن تلك الكلمات كانت كفيله ان تجعلها تشعر بفرحه في قلبها و ارتجاف مشاعرها البكر ..
ليستكمل قاسم حديثه و هو يري خجلها و نظرها علي الطاوله لعلها تتفادي تلك النظرت و يكفي اثر كلامه العذب علي اذنيها
- عايز اقولك مبروك و انتِ قدامي .. مش مجرد كومنت سخيف بعمله علي بوست نزلتيه .. عايز اقولك مبروك مش مجرد رساله جافه .. عايز اكون جنبك و اشوف انتِ ايه اخبارك مش بمجرد سؤال مش بيفيدني إجابته كل شي مكنش ليه طعم .. كل يوم انا كنت عايزك و كل يوم مشاعري بتتغير كل يوم و انا خايف اخد خطوه مش ضعف بس خوف من خسارتك .. خوف من اني اكون بظلمك لغايت ما اتاكدت ...
ليتحدث بعفويه تماما و لم يكن قصده شي : بعد لما حضنتيني ...
قاطعته هدير بارتباك : والله انا مكنتش قصدي حاجه يا قاسم وقتها والله
قاسم علم انه احرجها و لكنه تحدث بعفويه اليوم شديده و لم يكن بوسعه ان يُحضر ما يقوله او يفكر فكان يقول كل ما كتمه بداخله من البداية : اسكتي يا هدير .. و سبيني انا اتكلم و انا مش قصدي حاجه أو اني احرجك ابدا .. انا عارف ان كان تصرفك متهور و مقدر الحاله اللي انتِ كنتي فيها و مقدر انك انتِ كنتِ نازله حالتك عامله ازاي و مش بلومك لان كان تصرف عفوي منك و متاكد انك ندمتي عليه لانها غلط و انا حتي غلطت و انبت نفسي بعدها اني مبعدكيش ..
ليراها خجلت و لكن هدائت الي حد ما بعد كلماته التي بثت فيها الراحه : بس انا من بعد اليوم ده و انا بستخير ربنا ... و من بعد اليوم ده انا بفكر في كلام ابويا و بفكر في راحتي اني اتقدم ليكي و بفكر في حاجات كتيره اووي عارف انك مُعقده زي ما انا كنت بتريق عليكي زمان كهزار
و ممكن كان عندك فوبيا و حبه عُقد صغيره كده بس انا ملقتش حد لمس قلبي زي ما انتِ عملتي .. انا بعدت عنك و شعوري ان اخوكي كان تعود و قولت خلال السنين دي همل من اني اسأل عليكي ساره ..
كان يخاطبها و دقات قلبه شديده و عنيفه فلاول مره يعترف بها صراحه امامها هي : همل من اني اعرف اخبارك و اكيد هقابل اللي تشغلني و تعرفني ان علاقتي بيكي كان تعود و شعور هينتهي مع الوقت ... عدي بدل السنه تلاته يا هدير مفيش يوم الا و انا عايز اكون معاك و عايز اخرج في تفاصيلك اكتر من الاول ..
ليستكمل بابتسامه قليله الحيله و هو يعلم ان الاحتمال الاكبر بعد كل ذلك هو ان تقول لا و لن تفرق معها ما قاله و لكنه سيخرجه و هو ينتظر اي نتيجه فيكفي الكتمان بسبب الخوف النانج عن اسباب كثيره : عرفت بنات بعدد عُقدك لو تحبي اوصفك كده مدام انتِ
شايفها كتير محستش بعفويه مع واحده الا زي ما حسيتها معاكي ... محستش اني حبيت اشارك واحده باللي حاسه برغم اني عرفت ناس اكبر منك و طموحين جدا و في منهم اللي فكرت فيها كزوجه بس ملقتش قلبي راضي
ليتكمل بعد ان اخذ انفاسه و اما هي كانت صامته لم تكن يوما شخص يستمع لهذه الكلمات برغم وجودها امامه لسنوات لم يشعرها بهذا القدر من التميزز و لكنه اليوم مدحها : محستش بالراحه و انا بتكلم و بحكي لحد عن اللي عايز اعمله الا معاكي و بحقق احلامي .. بس انا معرفتش ابني احلامي او احكيها لحد غيرك
انتِ الوحيده اللي حبيت اشاركها مستقبلي .. انا لما صليت استخاره خلال الفتره دي كلها يمكن لمده خمس شهور انا كل يوم بتزيد رغبتي في طلبك اكتر .. مش عارف اقولها ليكي وله لا بس انا بحبك يا هدير و بحبك مش كاخوكي النهارده و مستعد اني اتحملك بكل عقدك و بكل شي .. و كل اسبابك المنطقيه و الغير منطقيه للاسف انا عايزك بيها .. و انا بطلبك يا هدير و لو موافقه انا مستعد اكلم عمك و ابوكي لو قولتي اه و لو قولتي لا انا مش هقدر اجبرك علي حاجه و تقدري
ليكمل بوجع قلب حاول اخفائه اسفل ملامح بارده و مبتسمه : و تقدري تعتبريني اخوكي لو قولتي لا
شعرت هدير بالخجل الشديد و تقسم انها لم تخجل بالرغم حديثها مع العديد من الشباب علي تلك المواقع الإلكترونيه و تلك المواضيع و الألفاظ التي تشمئز حتي الان من سماعها بالرغم من كتابتها و لكنها
لم تشعر بهذا الخجل
علي لسان هدير : صعبه صح انا مكسوفه ؟؟ مكنتش متخيله اني هتكسف بالشكل ده من قاسم او من غيره بعد اللي وصلتله الفتره اللي فاتت انا بقيت بقول و بتكلم بابشع الالفاظ اللي ممكن
حد تخيلها في يوم او حتي انا اتخيلها و ابشع المواضيع وكنت بحاول اتكلم مع شباب بافظع الحاجات اللي ممكن حد يقولها و كنت بفتخر بكوني جريئه اكتر و كنت شايفه ان كده افتخر بجرائتي مع ان المفروض ان البنت تفتخر بحيائها
ليه المفاهيم بتختلف مع الزمن و ليه الكلمه دي كسفتني بشكل بشع كسفتني و حسيت نني طايره لسه فاكره الاحساس عمره ما بيتنسي اول اعتراف صريح من راجل لبنت عمرها ما بتنساه مهما كانت نهايه علاقتهم و مهما كانت حبت بعده سماع الكلمه لاول مره بيعلم لبقيه العمر
ربما كان صدع صوت هاتف هدير و هو يعلن عن إتصال من عمتها لينفطع فجاه تلك المشاعر و حديث القلب لتجيب هدير و عمتها تحثها علي الرجوع الآن فعلمت من رساله بعتتها ايضا ان وليد في البيت فاغلقت معها و تفهم قاسم الوضع و تفهم ايضا ان تلك الجنيه تريد الهرب و لكن الي متي ستهرب ؟! و الي متي ستظل تسمع تلك المخاوق و متي تتبع صوت قلبها ؟!
_________________________________________
انا لا اسمع ما يقوله قلبي من تشوشي و حيرتي فالعمر ليس مقياس للعقل و لا مقياس للنضج و تلك المشاهد ليست دليل علي الجرأة و ليست دليل علي قله الحياء
و حتي و ان ذكرنا ان البعض تكون هوايه لديه و لا يعترف بانها خطا فهذا شي اخر ...
و ربما تلك الاشياء كلها كانت بسبب امراض نفسيا من الممكن ان تؤثر علينا فلتلعن الوحده و يلعن الصمت و يلعن الله كل شخص كان السبب في وحدتي ...
_________________________________________
كان وليد يجلس مع هاجر و يطمئن علي احوالها ربما ما حدث بينه و بين هدير يختلف كل الاختلاف عما حدث بين هدير و قاسم في السنوات الاخيره
فاقترب وليد من هاجر و هدير بشكل افضل و تحسنت علاقتهم كونه ابن عمها و ليس اكثر من ذلك و دائما كان يسأل عنهما عن ربما كان حديث هاجر يوم صفع والده لهدير جعله يشعر انه قصر معهما و دائما كان يمشي و يتبع كلام والدته دون الاهتمام برأيه الشخصي
وليد باستفسار : ايه يا عمتي هي هدير بتتاخر كده في الشغل
هاجر بتوتر : لا مش اووي بس بتجيب حاجات مع ساره و زمانها جايه
وليد حاول ان يخرس صوت قلبه و عقله الذين حينما يسمعوا صوت هذه الشريره يشعروا بالغضب الشديد او هكذا يفسره وليد لنفسه : تمام ... هي ايه اخبارها مع عمي عماد يعني ايه اللي حصل ما بينهم مفهمتش من ابويا حاجه بصراحه
هاجر بانزعاج و غضب من اخيها : والله مخبيش عليك يا وليد يا ابني عمك من ساعه ما هدير اتخرجت و هو مطنش موضوع انه يبعت مصروف و لازم هي تتصل بيه و تفكره و بصراحه هي نفسها عزيزه عليها و بتحاول تعتمد علي نفسها زي ما قالتله من بدايه الجامعه انها لما تشتغل مش هتطلب منه جنيه
انتَ عارف ان مرتبها يعتبر مش موجود اصلا و هي تعتبر في فتره التدريب لسه هو شكله مدام ابتدي يستعبط و يتاخر يبقي ناوي انه يقطع الموضوع خالص و هي مبقتش بترضي تاخد مني فلوس
وليد بحزن عليها و غضب علي عمه و علي والده ايضا لربما حتي يومنا هذا لم يفهم وليد ما هو موقف ابيه و في اي صف يقف : والله يا عمتي انا مش عارف عم عماد ليه بيعمل كده معاها
هاجر و تذكرت حديث والده هدير بالماضي و قولها علي انها سلمت نفسها لعماد قبل الزواج و علي الاغلب حملت والدتها بها قبل ان تكون زوجه عماد حقا و ان عماد حينما علم بمده الحمل الحقيقي تغير الوضع بينهم و كان الخطأ كان خطئها لربما كانت دائما ساذجه و لكن هاجر ستكتم هذا السر للابد فحتي اخيها لا يعلم انها تعرف هذا الشي فهي لن تفضح امرأه في دار الحق و حتي و ان حدث كل ذلك فليس لهذه الفتاه ذنب
هاجر حاولت ان تقول اي شي : انا نفسي مش عارفه زمان كان بيحب امها اوي الله يرحمها و لدرجه انه عارضنا كلنا عشانها و اول فتره في الجواز كانت الي حد ما مستقره بينهم و احنا حاولنا نقنع بابا انه يتقبل الموقف خصوصا لما اتجوزها من ورانا
وليد بتساؤل : طب كده هنتصرف ازاي مع هدير ؟! يعني هتصرف منين ؟!
هاجر بتفسير : اهو بتمشي علي قد مرتبها و علي قد المصروف اللي لسه بيبعته بس بعد ما بينشف ريقها و يتاخر
وليد باقتراح و عرض المساعده : عمتي لو اقدر اساعدها باي حاجه مش هتاخر ؟!
هاجر بابتسامه : هي مش بتقبل مني يا ابني علشان تقبل منك يعني كفايا سؤالك علينا و تقربك لينا الفتره اللي فاتت اللي ابوك شبه قاطعنا من ساعه ما عمك سافر ...
وليد باحراج مما فعله ابيه و حاول ان يغير الموضوع و يظهر ابيه بشكل افضل مما وضع نفسه به : انتِ عارفه انه مشغول بسبب فرح مريم علشان قرب
هاجر و هي تذم شفتيها فهي امثر من تعرف اخيها : بلاش تكدب عليا لانك مش هتعرف
لاني انا اكتر واحده عارفه اخواتي و انه واخد علي خاطره بسبب اني بعت نصيبي لقاسم بس انا عرفت انه معهوش فلوس يشتري و انا كنت محتاجه اني ابيع و لقيت انه مش هتفرق معاه مين
وليد بلا مبالاه : مش محتاجه يا عمتي تفسري ليا ده ملكك و حقك و انتِ حره فيه سواء بعتيه للي اسمه قاسم او غيره انتِ حره في كل الأحوال
ثم حاول ان يحسن وضع ابيه : و بعدين يا عمتي ابويا مش زعلان بسبب بانك بعتي .. هو اضايق بس علشان اللي حصل قبل كده بين قاسم و هدير و مش بيتقبله و لا انا بصراحه ليا بيه علاقه اصلا و طبعا الموقف معلم في ذهن ابويا لغايت دلوقتي
هاجر بلا مبالاه : براحته يا وليد انا مش هطلب منه يجي يسأل عني و اللي حصل زمان ده كان سوء فهم من الناس و بعدين حتي هدير نفسها تعتبر قطعت علاقتها بقاسم و هي نفسها متعرفش ان قاسم اشتري و لا الحوارات دي كلها هي فاكره اننا عادي عايشين في نصيبنا
وليد باستغراب : هدير متعرفش ؟
هاجر بتفسير : محستش اني المفروض اشغلها بحاجه زي دي لان ملهاش لزمه
وليد لا يعلم لما اتت في باله تلك الساحره الخبيثه
و التي تستطيع اغضابه و بشده و كأنها كابوس حياته و المؤسف انه لا يقابل غيرها صدف : هي ساره دي كويسه يعني علشان تبقي رايه جايه مع هدير و هدير تروح عندها كده
هاجر بهدوء: اه كويسه جدا حتي ساعات بتبات عندنا و بعدين بقالنا سنين نعرفها و كانوا زمايل في المدرسه و من ساعه ما دخلوا الجامعه و هما الاتنين مبيفارقوش بعض و تعتبر هي اقرب صاحبه لهدير
ثم اكملت باستغراب : بس انتَ بتسال ليه
وليد بغيظ : لا ابدا اصل صتدفتها كذا مره و باين عليها انها مجنونه يعني مش طبيعيه
هاجر و هي تبتسم : هي لاسعه حبتين بس دمها خفيف و جدعه جدا و مسابتش هدير تحت اي ظرف
وليد بغضب مكتوم : لاسعه بس يا عمتو دي لسانها طويل و بجد مستفزه بشكل بشع
هاجر باستغراب و معه قليل من المكر : و انتَ ايه عرفك بكل ده
وليد بتهرب من نظرات عمته : ابدا صادفتها مرتين و كانت هتقع فيهم بس مش اكتر و علطول بتتخانق مع دبان وشها
هاجر بخبث : يمكن والله ..
و دخلت بعد دقائق هدير و سلمت علي وليد
و بعد فتره ذهب وليد لتقص هدير ما حدث علي هاجر التي لم تعلق او حتي تعقب علي كلامها فقط اكتفت بقولها ان تفكر فهذه حياتها و اما عن نفسها فهي ليس لديها اي اعتراض
_________________________________________
بعد مرور اسبوع اتصلت هدير بقاسم و اخذت الشجاعه من عبير و ساره ... و لكن بالطبع ساره او عبير كلا منهما يشجعونها من وجهه نظر مختلفه فاحداهما تعرف ما لا تعرفه الاخري
اتفق معها قاسم ان يقابلها في نفس الكافيه الذي كانوا يجلسوا به في المره السابقه ..
لتذهب هدير و هي تنتظره و هي تري ان هذا اسلم حل وصلت له بعد تفكير عميق ... و جاء بعد فتره قاسم و هو يشعر بالقلق حيال ما تريده به و كأن قلبه كان يشعر ان القلب الملئ بالعُقد و الوجع ... الذي يحبه لن يكون استقر علي رأي او حتي انه لن يكون وصل الي قرار يعجبه
بعد فتره من الحديث المعتاد فمل قاسم او بمعني اصح الفضول الذي يملأ قلبه لم تكن بحاله تسمح له ان ينتظر : ايه يا هدير كنتي عايزه تشوفيني ليه ؟ .. ياتري وصلتي لقرار او في حاجه تانيه
هدير بشجاعه مزيفه فهي تفضل ان تقول هذا القرار بدلا من ان ترفضه و بدلا من ان تقبله ليعلم حقيقه ما تفعله : انا وصلت لقرار و مليش كلام بعده و اتمني تفهمني و تسمعني للاخر ...
قاسم بهدوء مزيف فلا هناك حقيقه اكثر من النار المشتعله في قلبه : اتفضلي يا هدير
لعن قاسم تلك الحمقاء فمنذ متي لم يسمعها ؟؟ و من متي لم يفهمها ؟!! فقط يعلم انها تخفي شي او أن هذا بسبب التوتر طبقا لشخصيه هدير المتوتره التي يعلمها جيدا و لاكون صادقه لم يشعر قاسم حتي هذا اليوم ان هدير من الممكن ان وصلت بها الحاله لفعل ما تفعله ...
هدير بتفسير و حاولت ان تنظر له حتي تظهر له انها واعيه و قويه و مدركه تماما لما ستتفوه به : انا مش اقل من سنه او ممكن اكتر علشان اقدر اقولك حتي اه او لا يا قاسم
قاسم بدهشة فاردف متسائلا عما سمعه و يتمني ان يكون خاطي : سنه ؟!
هدير بتفسير و نبره هادئه واثقه لما تقولن : ايوه سنه يا قاسم علشان اقدر اقول رأي هدير لان اي قرار هقوله دلوقتي متاكده اني هندم عليه ... لاني مش عارفه افكر السنه دي لازم اثبت لنفسي انا مين و لازم اثبت لنفسي ان هدير قادره ان يكون ليها قرار سواء رفضت او قبلت .. و علشان اكون قبلت لازم اكون عارفه ازاي اقدر ارتبط بيك .. الفتره دي هتبقي تأهيل لنفسي ممكن متفهمنيش كويس بس انا رايحه لدكتوره نفسيه و هبدا في كورس و بعده هبدا في تحضير نفسي علشان اكون محاسبه قانونيه و طبعا ده كله مش في سنه بس يعني دي خططتي ...
اخذت نفس عميق لعلها تصلح بشاعه ما تقوله علي قلبه : انتَ طول عمرك كنت شخص عزيز عليا يا قاسم و مازالت و باي صفه و اتمني وجودك جنبي
و مش بس انتَ اللي كان نفسك تكون جنبي السنين الاخيره انا كمان و علشان كده انتَ هتكرهني لو اديتك قرار دلوقتي في اي حاله
انا مش بطلب منك تستني سنه و حتي لو خلال السنه دي انتَ اتعرفت علي واحده و ممكن جدا مشاعرك تتغير انا مش هزعل ابدا ...
لاني مليش عين اطلب من حد كان ليا نعم الصديق و الاب و الاخ و رفيق دربي و كنت ليا ضهر كل حاجه و مازالت ...
ثم اكملت بابتسامه بسيطه ليست متكلفه : عارفه انك في ضهري فمقدرش اطلب منك تستني سنه و انا مش عارفه اقولك ايه بعدها ..
صمت قاسم و شعر بالصدمه ربما توقع ان تخبره بانها غير موافقه علي الارتباط او الزواج به
و لكنها تخبره علي الانتظار سنه كامله و من الممكن ان بعد ذلك ان تقول له * لا *
هدير حاولت ان تستكمل حديثها حينما وجدته شعر بالحيره الشديده : انا مش منتظره رايك دلوقتي
بس بعد سنه من النهارده لو لسه قلبك زي ما هو من ناحيتي و مغيرتكش الايام و لسه عايزني اطلبني وقتها لو اتغيرت من ناحيتي او شوفت اللي تستحقك قبل ما انا اكون انسانه تستحقك .. فانا بتمني ليك الخير برضو
قاسم مازال يحاول ان يعرفها انها غاليه و ليست هينه مثلما تظن و انها غاليه عليه فمازال يحاول ان يلطف جرحها بالرغم من ان جراح قلبه تغوور و تنزف و هي لا تعبأ به هل هذه الضريبه التي يجب دفعها بسبب حب هذه المُعقده
قاسم بابتسامة لا يعرف هل هو يريد ان يبتسم برغم ما قالته ام انه يبتسم ليخفي جراحه ام انه يهون علي تلك العيون التي بها شي مخفي عنه : اولا لو مكنتيش تستحقيني مكنتش فكرت فيكي .. و علي الأغلب لسه معرفتيش قيمه نفسك يا هدير .. انتِ غاليه اووي و وجودك كنز في حياه اي حد و اللي ميقدرش كده اتاكدي انه هو اللي خسران مش انتِ
ثم اكمل بنبره مرحه : لينا لقاء لو لسه كاتبلي عمر بس مش هقبل غير انك تطلبي ايدي بنفسك ..
_________________________________________
علي لسان هدير : تخيلوا عدي شهور و دخلنا في السنه الجديده مكنتش عارفه ابطل الموضوع كنت بقعد بالعشر ايام مبكلمش حد و بصلي و برجع في لحظه صفي و فراغ و افتح الاكونت تاني
و اكلم اناس و مكملش لدقايق حتي و ارجع انب نفسي و اقفل بس ببقا كارهه نفسي اكتر اني مش عارفه ابطل حسيت اني مدمنه فعلا
و علاقتي بقت قويه مع عبير بمعني اني بقيت اكلمها كتير بس من الاكونت الفيك رغم اني كنت بتابعها من الاساسي بس برضو كنت لسه مكسوفه اني اعرف شخصيتي ليها و شايفه انه عار كبير
و نصحتني عبير اني اروح لدكتور او دكتوره نفسيه بس بصراحه كنت زي اي شخص جاهل مش بس فكره اني مش معترفه بالأمراض النفسيه اللي انا متكونه منها و اساسيه في شخصيتي بس
انا كنت مكسوفه من فكره اني اروح و اتكلم مع حد في موضوع بيضايقني بالشكل ده حتي لو الشخص ده قادر علي علاجي برضو كنت محرجه ...
بص استقريت اني اكون انسانه كويسه خصوصا بعد كلمتي لقاسم و حتي اكون كويسه علشان نفسي
لسه فكره التاريخ يمكن كان عندي شغف بكتابه التواريخ و نبذه بسيطه عن اليوم
شغفي التواريخ كان اكبر من المحاسبه او بينهم علاقه
_________________________________________
في منتصف مايو عام 2018 دخلت هدير العياده بعد حضورها لدرسها الديني في احد الجوامع و اخيرا اتت
بعد ما قالته لها عبير و قررت ان تكون إنسانه طبيعيه و ان تتخلص من تلك الاشياء ... اعتمدت علي الفيس بوك لمعرفه دكتوره نفسيه ماهره سمعت عن دكتوره
و تُدعي فرح خالد في اواخر الثلاثينات من عمرها
دخلت هدير بعد ان تركتها السكرتيره و هي تري فتاه ترتدي حجاب و بنطلون فضاض كانت قصيره و نحيفه ايضا ترتدي نضاره طبيه فالواقع لا يظهر عليها عمر إطلاقا فلا يعديها احد انها تخطت الثلاثين
فرح بابتسامه جميله و مشرقه : اهلا اقعدي علي الكرسي
فجلست هدير بارتكاب و كأنها تنتظر ان يتم التحقيق معها لتستكمل فرح حديثها : تشربي ايه بقا
هدير شعرت ان هذه الفتاه مجنونه هل هذه الدكتوره حقا ام انها مزحه : افندم ؟
فرح مازالت محتفظه بتعابير وجهها : تشربي نسكافيه او ايه مشروباتك السخنه اللي هي ياريت متعديش عن النسكافيه و الشاي و النعناع علشان
مفيش غيرهم اما لو بتشربي حاجه سقعه فده موضوع تاني
هدير و كأنها لا تصدق طريقتها و ديكور مكتبها و كانها ليست في عياده بل هي تزور احدي صديقاتها في صالون بيتهم : هو حضرتك دكتوره فرح خالد ؟
فرح و هي تذم شفتيها و تتصنع الضيق : والله هو انا فعلا اللي انتِ بتسالي عنها بس انا مبحبش وصفي بدكتوره ده اللقلب ده علشان اريح ابويا كان نفسه اطلع دكتوره باطنه وله حاجه
افيد بس ما علينا انا فعلا فرح خالد و حضرتك هدير عماد صح ؟ فبلاش مقدمات كتيره قوليلي تشربي ايه و ياريت اجابه سريعه
هدير باستغراب : اي حاجه
فرح بتساؤل : بتشربي شاي ؟
هدير و هي تقسم ان هذه الفتاه هي من تحتاج لدكتور نفسي مثلها تماما : عادي
فرح بنصر : كويس اهو ارخص حاجه
بعد وقت بالفعل صنعت فرح كوبين من الشاي
باستخدام هذه الطاوله الصغيره التي توجد في الغرفه فوقها بعد الكاسات و الاكواب و بجانبها غلايه كهربائية و اعطتها لهدير
فرح بتفكير : خليني اخمن سنك
اجابت بعد ثواني : في اوائل العشرينات صح
هدير باستغراب : اه
فرح بهدوء و هي تستحي الشاي : حلو شغاله ايه بقا وله قاعده في البيت منتظره ابن الحلال
هدير و هي تقسم انها بالفعل مجنونه فهي تتوقع ان تكون شخص هادي هل هي اتت الي هنا لتتعرف عليها او تستحي مشروب : انا شغاله محاسبه ..
فرح بسعاده : بحب البنت اللي بتشتغل علطول بعد الدراسه من غير ما تضيع وقت ... تحبي تعرفي معني اسمك ايه و له انتِ عارفه
فلم تجيب هدير بسبب استغرابها فهي ستصاب بحاله نفسيه منها
فرح بهدوء : الهدير هو صوت الحمام الذي يردده في حنجرته وهو صوت الأبل في غير شِقْشِقَةٍ أي الذي يتردد في حنجرته ولا يخرج من فمه حيث يعرف الصوت الذي يردده الأسد من داخل حنجرته باسم الهدير .. برغم من ان صوت الاسد يعرف بالزئير .. انا عايزه
هدير ببلاهه: ده بجد ؟ هو انا حاسه اني جايه اقابل واحده صاحبتي مش دكتوره نفسيه في عياده انتِ مسالتنيش ايه مشكلتي طب سرير انام عليه و اعصابي تهدا
فرح بمرح : مش عارفه انا ليه مش بحلل فلوسي اللي باخدها من فلوس الناس و بعدين يعني هل انا وحشه اوي كده علشان مكونش صاحبتك ؟!
و بعدين انتِ جايه هنا تنامي يعني يا بنتي ما كنتي نمتي في بيتكم .....