رواية أحببت معقدة الفصل العاشر 10بقلم فاطمه سلطان


رواية أحببت معقدة

الفصل العاشر 10

بقلم فاطمه سلطان


فرح بمرح : مش عارفه انا ليه مش بحلل فلوسي اللي باخدها من فلوس الناس و بعدين يعني هل انا وحشه اوي كده علشان مكونش صاحبتك ؟! .. و بعدين انتِ جايه هنا تنامي يعني يا بنتي ما كنتي نمتي في بيتكم

فنظرت لها هدير باستغراب و ببلاهه في علي الاغلب هذه الدكتوره ستجعلها تجن و تصل الي مرحله ابشع مما وصلت اليه ...

"" بعد وقت من الحديث "" و كانت فرح تسالها اسئله عابره و عاديه تماما تسالها اي فتاه لفتاه اخري حينما تتعرف عليها و هذا من وجهه نظر هدير فهي كانت تتوقع ان تكون المقابله صارمه اكثر من ذلك و لكنها لم تكن تعرف ان الاسئله التي تكون بالنسبه لها عاديه ففرح تكون منهاا نبذه بسيطه و مُصغره عن حالتها ..

فرح بابتسامه هادئه و مشرقه : مدام انتِ حكتيلي عن حياتك شويه فانا هحكيلك عن نفسي انا اسمي فرح و عندي 38 سنه و مش متزوجه و عايشه مع والدي

هدير بصراحه و إستغراب : انا بقالي ساعه بحكيلك انا مين ده انا قربت اروح قبل ما قول انا جايه ليه ...

فرح بنبره هادئه : انتِ جايه هنا علشان تحكي مين انتِ قبل اي حاجه .. و عشان تعرفي مين انا و تعرفي ان مين الشخص اللي انتِ جايه ليه و هترتاحيله او لا

هدير باستغراب ربما لم تقصد ان تكون فظه معها و لكن كانت غريبه تماما عكس ما تتوقعه هي : هو انا اللي هعالجك علشان اعرف انتِ مين

فرح ابتسمت علي صراحتها ربما ان هذه الصراحه ستكون جيده اذا كانت متوافره في شخص ستعالجه : الدكتور النفسي مع اني مبحبش اقول دكتور بسبب ان في مصر الدكتور النفساني بيتخيلوا ان اللي بيروحله مجانين ممكن نقول اخصائيه نفسيه افضل والله و ثانيا باي مصطلح

انتِ بتختاري شخص بتروحيله اكتر من مره و لاني مبحبش مصطلح الجلسات فانت كأنك بتختاري شريك حياه او كأنك بتختاري صديق فلازم تختاري شخص تبقي عارفه هو مين و هو يعرف انتِ مين تخيلي اني احيانا مش برتاح للمريض واضح ان انا اللي محتاجه اتعالج انا مش هحسبلك كام مره جاتلي حالات اول مره زيك كده و مشفتهمش تاني

هدير بعدم فهم : ليه يعني مش فاهمه .. اومال بيجيوا ليه من الاول

فرح بهدوء : انا عايزه اساعد حد يكون حابب ده ميه في الميه مش مجرد ان ممكن يكون حد جابره

و عايزه واحد واثق انه يتعالج لان كل شخش بيدخل العياده هنا المفروض انه عمل اول خطوه في علاجه بنفسه من غير اي تدخل من دكتور .. ان هو حس انه عنده مشكله و دي لوحدها خطوه مهمه جدا ادراك الازمه النفسيه او ادراك اي عيب حتي مش نفسي بس او كل انسان ادرك المشكله او سبب اي حاجه بتحصله هو ابتدي يحللها

بس انا عايزه شخص يكون حاببني كشخص و يثق فيا و ان يكون عنده رغبه تماما ... انا السبب انه مش بيجوا تاني فهو حسب رايي سببين الاول ان هما محسوش اني قادره علي علاجهم او مرتاحوش مع اسلوبي و ده شي وارد و راحوا لحد تاني و ده انا بتمناه

اما السبب التاني انهم حسوا ان الخطوه اللي عملوها غلط .. و ده شخص مش ناوي يتعالج اكيد و كان جاي لسبب ما او يمكن خد قرار هو مش متأكد منه طبعا كل واحد حر و في دكاتره بيشوفوا كلامي غلط و بيعترضوا معايا علي فكره ..

هدير ببلاهه : بصراحه انا مستغربه جدا من ساعه ما قعدت معاكي انا متوقعه اني هاجي انام و اقعد اسرح و احكي مش اني هعمل كده بصراحه

فرح بابتسامة : هنام و هنعمل كل حاجه اكيد و هحلل فلوسك Don't worry بس عيزاكي تعرفي شي مهم ان مفيش حاجه اسمها انا مجنونه عشان بروح لدكتور نفسي لان اي شخص تعرفيه في حياتك عنده عُقده و عنده خوف من شي حتي لو انتِ مش ظاهرلك ده

و اي حد يقدر يكون دكتور نفسي حتي لو جاهل و امي بس مرتحاله و بتثقي فيه و عنده خبره حياتيه بس مش اي دكتور نفسي ينفع يكون كده ... انا هستناكي يوم تاني و اتاكدي ان هكون سعيده لو لمده تلت ايام معملتيش الشي اللي انتِ كتبتيه في الملف و جيتي هنا عشانه ...

_________________________________________

بعد مرور ثلاثه ايام في المكتب التي تعمله به ساره و هدير كانت ساره قد انتهت من احد المسلسلات التي تتابعها علي الهاتف و كان يتجهز الموظفون للانصراف

ساره بتساؤل و يظهر في نبره جاده : هو انا ظلمت حد في حياتي يا هدير ؟

هدير بانتباه و استغراب في نفس الوقت : مش فاهمه ليه بتقولي كده

ساره بإصرار : جاوبيني بس و ريحيني

هدير بلا مبالاه و استغراب : لا ياستي معتقدش انك ظلمتي حد يعني .. بس في ايه

ساره بشرود و جديه حتي ان هدير صدقت انها غلي وشك البكاء : طيب هل انا مش حلوه يعني

هدير باستغراب : يا ستي انتِ قمر مش حلوه بس في ايه يا ساره مالك

ساره باندفاع و انزعاج مزيف : اومال ليه مفيش حد بيعبرني من ساعه ما سبت الاكس يعني و اول ما اقرا اي روايه البطله بتلفت نظر البطل و خمسه سته معاه هل انا فجله مثلا يعني انا من حقي اعرف انا مش بلفت نظر حد ليه يعني ديما احسن مني في ايه

هدير بانزعاج من هرائها الذي يخفف عنها و لكنه لا ينتهي ابدا فهي قلقت بسببها و كأن هذه السنوات لم تجعلها تعلم خدع ساره : ساره ابوس ايدك بطلي فراغ .. انا افتكرتك بتتكلمي بجد

ساره غامزه و بنبره شبه متذمره : اممم مهوا بجد و بعدين ... لسه مش عايزه تقوليلي بتروحي فين يا هانم .. بتلعبي بديلك وله ايه طب قوليلي ده انا ستر و غطا علي اي يلعب بديله

هدير بتوتر و خجل فهي تعلم انها اذا اخفت عن الجميع لا تستطيع الاخفاء علي ساره لانها اقرب حد لها و تعرف عنها اشياء كثيره و فعلت الكثير من اجلها و يجب ان تعلم حتي تستطيع ان تساعدها في الاخفاء عن عمتها : يا ساتر عليكي يا ساره هلعب بديلي من مره واحده روحتي فيها لوحدك و قولتلك رايحه مشوار قريب ..

ساره متذمره و لكن مع قليل من المرح : لا مهوا انا خت انك معايا يعتبر اربعه و عشرين ساعه ده انا لما اتجوز مش هعوز اشوفه اكتر ما بشوفك

هدير حاولت ان تتحدث و تقول لها قبل ان تشك بها و فالنهايه ساره يجب ان تعلم ذلك فهي لن تصدق ان هدير ستذهب لمكان بمفردها : يا بنتي متحطيش في دماغك خيالات قذره انا بروح لدكتوره نفسيه

ساره حاولت أن تحافظ علي ابتسامتها و تتصنع اللامبالاة فهي تعلم ان هدير تقول ذلك الشي و هي محرجه فحاولت الا تبين اي نظره اندهاش : و انتِ ليه مقولتليش يعني افرضي حابه اجي معاكي

هدير باحراج : هو انا رايحه اتفسح يا ساره انا مكنتش ناويه اقول لحد بس انتِ يعتبر اقرب حد ليا و في نفس الوقت انتِ يعتبر اللي هتغطي عليا قدام عمتي

ساره بمرح حتي تخفف عنها الحرج : مصلحه يعني انا كوبري يابت .. و بعدين ليه يعني انتِ بتعملي جريمه ده مصر كلها بتروح لدكتور نفساني كانهم رايحين النادي تبع الموضه

هدير بنبره خافته : عارفه انه عادي بس مكنتش عايزه حد يعرف و خلاص بس عشان انتِ اقرب حد ليا

ساره بجدية : طيب هو انا ممكن اجي معاكي بجد مش هزار والله ؟؟

هدير بانزعاج و نبره منفعله قليلا : تيجي معايا تعملي ايه ؟؟ .. انتِ هبله انا عايزه اكون لوحدي هو انا هاخذ ولي امري في جلسه عند دكتوره نفسيه

ساره بجديه زائفه و لكن كالعاده يصدقها الناس : لا ما انا مريضه زيي زيك انا مش عارفه ايه مشكلتك بس انا عندي مشكله كبيره جدا جدا الموضوع ده ظهر من حوالي اربع سنين كده

هدير و هي ترفع حاجبيها باستغراب : عندك ايه يا ساره انتِ بتقلقيني

ساره و هي تخفض راسها : انا كنت بفكر كتير قبل كده في الموضوع ده حتي اني روحت لشيوخ و روحت حتي للناس المبروكه بس انا مفكرتش في العلاج النفسي ده

هدير  بقلق علي صديقتها فهي لم تشعر في يوم من الايام ان ساره مريضه نفسياً : في ايه يا ساره مالك

ساره بدائت حديثها بنبره جديه التي لا يستطيع احد كشفها مهما كان قريبا منها  لترجع الي نفس نبرتها  الطبيعيه  : انا بصراحه عُقدي كلها هتروح لو لقيت حد بيكلمني بعد نصف الليل غيرك حد بدقن كده اكيد يمكن انا عندي مشكله نفسيه يعني ديما احسن مني في ايه فين عمر ابلكاشه هيا جماعه هو انا مش لاقيه رجاله حلوه هنا في المكتب ليه  يعني لازم المدير يكون قد ابويا و صاحبه تبا لكم جميعا

هدير بانزعاج من مرحها الذي جعلها تقلق و في النفس الوقت اضحكها فلا كانت تعلم هل هي غاضبه و حانقه ام مبتسمه : الله يحرقك يا ساره بج و لا مره تقولي كلمه عدله و لا مره تحسسنيني اننا في موقف جد

ساره  بعتاب مبالغ به : علي فكره دي مشكلتك انك مش بتقدري مشاكلي النفسيه احنا عيلتنا عيالهم دخلوا المدرسه يا ماما انا بقيت عانس

وبعدين بصراحه بقا انا عايزه ارتبط و احب انا عندي جفاف لدرجه ان اول واحد هيدخل ناو  اقسم بالله هرتبط بيه ايه رايك بقا

هدير باستغراب و هي تعقد حاجبيها  و تهتف بنبره متسائله : اي واحد ؟

ساره بجديه  : ايوه اقسم  اي واحد خلاص

دلف وليد الي المكتب و سأل احد العاملين و قال انه يمكنه الدخول ليكون اول شخص يدخل الي المكتب الذي هو عباره عن غرفه بها اربع مكاتب تقريبها منهما ساره و هدير

وليد بابتسامه  : مساء الخير

هدير بمكر و في نفس الوقت صدمه من مجيئه فلاول مره ياتي الي هنا و لكن ذلك لم يمنعها من ان تنخفض الي مستوي ساره التي كانت تجلس علي مكتبها و نزلت حينما سمعت صوته : اهو جه

هدير ابتعدت عنها : مساء النور يا وليد

ساره حاولت ان تتحدث بنبره هادئه و لكنها فشلت  : يااارب صبرنا

وليد بانزعاج : ربنا يلهمنا يارب فعلا كلنا محتاجين الصبر

حاول ان يوجه حديثه لهدير : اسف يا هدير علشان جيت فجأه بس تليفوني فاصل شحن و انا عارف انك  هنا و عارف المكان فكنت قريب من هنا  ... و عمتي كانت طالبه الكتب و الحاجات دي و انا مسافر شرم الشيخ اسبوعين فمش هعرف اعدي عليكم لغايت ما ارجع  و سالتهم برا قالوا ان عادي ادخل لان يومكم يعتبر خلص

هدير بابتسامة هادئه : تمام يا وليد انا هبقي اوصلهم ليها

وليد ترك الشنط التي كان يحملها علي المكتب و أصدرت صوت بسيط و لكن حاد قليلا

ساره بانفعال مُفتعل  : ما براحه يا عم في ايه

وليد بانزعاج من تدخلها و ردودها : هو انا كلمتك دلوقتي انتِ مجنونه يا ماما

ساره متاففه : لا مترزعش المكتب ده مش بتاعنا يا استاذ انتَ

وليد بنبره مليئه بالغيظ  : علي فكره انا مش عارف انتِ مستحمله نفسك كده ازاي بجد ده انتِ بلوه من بلاوي الزمن

هدير باستغراب ربما سمعت من ساره عن مواقفهم و لكنها لاول مره علي الطبيعه : في ايه يا جماعه مالكم

ساره بانزعاج و هي تعطيهم ظهرها و تنظر الي النافذه : مليش شوفيه هو

وليد حاول ان يهدي من نفسه فهو لن يزعج نفسه من اجل دقائق سيكون معهاا في نفس المكان و كأنه يكدب علي نفسه فإذا كان يستطيع لكان جلس لساعات طويله و لياخذ ساعات من اليوم الاخر فقط ليسمع حديثها المزعج فقط فحقا علي ما يبدو ان هذه الفتاه تريد قتله بانفاسها الغاضبه و تلك العروق التي تبرز في يديها التي تستخدمها دائما فالاشاره فلا شك انها تمتلك شامه جميله و مميزه اسفل شفتيها المتعجرفه و المغروره و التي يظن انها تخفي بداخلها لسان بطول هذا المبني و اذا كانت تمتلك تلك الصفات السيئه فما المميز بها

= مفيش يا هدير ربنا يهديها عن اذنكم ورايا مشوار مهم و ادي الحاجه لعمتي و انا لما اشحن التليفون هكلمها ..

هدير حاولت ان تلطف الاجواء  : ماشي يا وليد نورت والله

ساره قهقهت بسخريه غريبه فلاول مره تكون سخيفه مع احد بهذا الشكل لطالما تعاملت مع الجميع بمحبه طبقا لشخصيتها الاجتماعيه : اه والله النور بيجي لصاحب المكتب غالي ...

وليد : دمك تقيل بجد ..

ثم تحدث بنبره غاضبه و تشعر بالغيظ : سلام

و خرج وليد لتغضب ساره بسبب هروبه قبل ترد علي غلطه بها بغلط العن

ساره بانزعاج و انفعال حقيقي فهي تغضب عموما حينما لا تاخذ حقها : انا دمي تقيل طب هتشوف يا ربي علي تقل دمه ..

لتتحدث و كأنها تخاطب نفسها :  بس بصراحه هو وسيم اوووي ممكن ينفع يعني و بعدين انا اقسمت يعني يقضي الغرض

هدير استغربت من جنونها و الحاله المزاجية التي تتغير كل ثانيه لديها  : ينفع لايه يا ساره

ساره بتلقائيه : اتجوزه يا هدير انا اقسمت اني هرتبط بأول واحد يدخل طب ممكن يعني احسن من أسلوبي يعني و يتجوزني و انا هخلي دمه خفيف و هكون مؤدبه جدا جدا

هدير و تضحك علي طريقتها التي تجبرك ان تدخل الهواء الي فمك : ارجوكي ارحمي نفسك من المسلسلات دي هي اللي ودتك في داهيه و بعدين ابقي خدي الشنط عندك لغايت ما و انا راجعه هاجي اخدهم و هكلم عمتي دلوقتي و هقولها اننا رايحين مشوار  سوا

ساره بنبره عاليه متحمسه  : انا بعشق  الحوارات مووووت ياله اتصلي .. انا اسمي الحقيقي حوره

_________________________________________

شهقت امينه و لطمت علي وجهها حينما اخبرها زوجها بما فعله ابنها في الاونه الأخيره فهي لا تعلم اي شي

و لا تعلم حتي ان ابنها مُعترف تماما بحبه لهدير و حتي انه فاتحها في الموضوع هي و عمتها بشكل جدي و علمت قرار هدير

امينه بانفعال  : سنه  !!! يا ميله بختك يا قاسم يا ميله بختك يا امينه في ابنك اللي هدير بتتحكم فيه

خليل بانزعاج  : ياستي انتِ لما بتصدقي تصوتي هو حصل ايه علشان تندبي كده ليا حق مكنتش اقولك من الأول لاني متوقع انك برضو مش هتهدي نفسك 

امينه بسخريه و حزن في انن واحد  : هو انتَ لسه هتقولي بصوت ليه  ؟؟ يعني احنا قعدنا خمس سنين عشان يعترف لنفسه انه بيحبها و يوم ما ياخد خطوه يستني الهانم سنه عشان تعرف هي تقبل بابني وله لا مش عارفه اقولك ايه و كل ده تعملوه من ورايا ايه هو ابنك انتَ و انا خلاص مبقاش ليا لزمه

خليل بحقيقه لا يمكن نكرانها و لكن تختلف من وجهه نظر كلا منهما : اهدي يا امينه شويه اولا قاسم كبير و مش صغير...

قاطعته امينه بسخريه و غضب : والله كويس انك عارف ان ابنك مش صغير علشان يستني الهانم و يعلق نفسه بيها ابنك داخل علي التلاتيين

خليل بانزعاج و حاول ان يتحدث بنبره حانيه فهو يعلم ان زوجته مثلها كمثل اي انثي تبكي و تغضب علي حال ابنها الوحيد و تريد ان تفرح  به  و تري ابنائه و تري استقراره ايضا  : ابنك مش صغير 

و سبيني اكمل كلامي هو واحد شايف انه بيحب واحده و مش اي واحده و انتِ فاهمه حوار السنين اللي فاتت و اللي مش هنقوله هنعيده و نزيده

هو شايف انه عايز هدير زوجه و هدير لسه مستغربه الوضع و انتِ و الناس كلها عارفه ظروفها يعني لازم تفكر مع نفسها هي عيزاه وله لا و البنت مغلطتش يا امنيه هي قالت لابنك لو خلال السنه

دي شوفت واحده غيري و حسيت انك عايز واحده تانيه هي مش ربطاه بحاجه فابنك استني او لا فده قراره مش قراري و لا قرارك و لا قرار هدير نفسها  هو اللي عايز يستني البنت اللي شاف نفسه معاها برغم كل العواقب هو عايزها هي 

امينه بانفعال  : يعني اسكت و احط الجزمه في بقي صح يا خليل؟

خليل بنبره هادئه و بها بعض الحب و الحنان ليحتوي جرح زوجته فهي تخاف ان يظل ابنها وحيدا دون ان يكون له بيت و أسره  : يا ام قاسم افهمي ده راجل و انا مقدر انك عايزه تفرحي بيه و تشوفي عياله و احنا علي  وش الدنيا بس افهمي انتِ  ابنك من ساعه حتي ما دخل الجامعه و ليه زمايل و بيحتك بناس و طبعا فيهم بنات لغايت دلوقتي عمره جه حكي لتفاصيل حد زي هدير ؟

بلاش كده هل عمره ارتبط او جه حكالنا عن واحده حتي من قبل ما يعترف لنفسه انه بيحب هدير ؟

امينه بانزعاج و تاكيد علي حديثه : لا عمره ما عملها هو وفي حاجه مجنناني غير اه عمره ما عملها

خليل بصدق و حكمه  : كان لازم اتكلم مع ابنك بمنتهي الراحه و كان لازم اشجعه انه يتقدم للبنت اللي بيحبها علشان ميفضلش ملوش موقف

و مينفعش اقوله لا انتَ لازم تفرحنا بيك و اقوم امسكه من ايده اجبره يتجوز ...  هو انتِ عايزه كده يعني هو قاسم بنت ؟ ده لو بنت مش هنغصبها اساسا

امينه بتافف : مقولتش نغصبه بس هو معلق نفسه بيها و هدير بتوجع قلب ابني و بس ..

خليل بلا مبالاه  :  لو راحته في وجع القلب هو حر .. انا مش هقدر اقوله سيبك منها و انا متاكد انه عايزها و بل عدي المرحله دي

و اخليه يكره الموضوع و يفضل ملوش موقف و بيشتغل و بس او يروح يشوفله واحده يرتبط بيها و يظلمها  معاه و يظلم نفسه و هو عايز حد تاني في الاول و الاخر نصيب و ابنك شايف انها قدره و نصيبه ساعات كتير الانسان بيختار اللي يتعبه ..

كل اللي احنا نقدر  نعمله  نقول ربنا يهدي

و يرزقه بالزوجه الصالحه و اللي يرتاح معاها العمر كله سواء هدير او غيرها

امينه بنبره متحسره  : انا عارفه كل ده بس انا مش عاجبني إنتظار ابني و قلقانه و لا عاجبني تعليقه افرض كسرت بقلبه في الاخر ... قالتله لا

خليل بحكمه  : هيتحمل نتيجه اختياره وقتها و هيزعل شويه و بعدين بقا هيشوف حياته هي الدنيا كده بتمشي حسب تساهيل ربنا و اللي ربنا كاتبه هيكون و لا رأي قاسم و لا رأي هدير اللي بيمشي في الآخر 

_________________________________________

دخلت هدير العياده و كالعاده استقبلتها فرح بسعاده و تحدثت معها و سألتها علي ما فعلته في هذا الاسبوع  و بدائت هدير تسرد منذ اول يوم رأت ذلك المنشور و حذفت الشخص و حتي يومها هذا

فرح  بتقائيه و هي تعقد ساعديها و هدير جالسه امامها علي كرسي مريح تماما و تغوض في ضهره و تلك المساند اللينه و الرقيقه لتكون جالسه براحه : حلو جميل جدا

هدير باستغراب من طريقتها فهي لم تبتدي اي رد فعل  : هو ايه اللي جميل يا دكتوره ؟

فرح بنبره ليست قريبه من الجديه او حتي المرح لم تحدد هدير انفعالها و لم تساعدها طريقه فرح في ذلك : اللي حكتيه يعني مجاتليش حاله مشابهه لكده فده في حد ذاته هيفيد شغلي

هدير بتقائيه و هي مسترخيه  : انا بحس انك تاجره مش دكتوره و احنا في سوق

فرح بتقبل ذلك : شكرا يا هدير  هي التجاره شطاره انا لازم اكون تجاره لو انتِ دكتوره انتِ واخذه مكاني

هدير باستغراب فهي لم تفهم قصدها  : انا دكتوره ؟ خت مكانك ازاي ؟

فرح بتأكيد  : ايوه انتِ بتحكيلي بقالك ساعه و نصف و قربنا نقفل العياده و في الاخر تقوليلي انا عندي ادمان  " مشاهده المواقع الإباحية " ده انتِ حتي مشخصه حالتك فلازم انا اروح ابيع بطاطس بقا

هدير بإصرار علي تشخيصها لنفسها  : ما انا مُدمنه فعلا

فرح بجديه و نبره مريحه لسماعها فقط : بصي يا هدير مفهومك عن الإدمان غلط مش مجرد انك قريتي مقال و الي حد ما مريتي بحاجات زيه تبقي انتِ مدمنه

لتاخذ نفسها و تستكمل حديثها و هدير تركز معها بكل حواسها : انتِ عارفه ايه هو الإدمان .. كل شي في حياتنا الافراط فيه بيكون ادمان و ده حصل في الايام دي يعني لو هنرجع بالزمن لورا شويه عمرنا ما كنا نتخيل ان في حاجه اسمها ادمان مواقع السوشيال ميديا ان حد يدمن حاجه من ورا الشاشه لمجرد تضييع وقت و البحث عن ذاته .. و لا حاجه اسمها إدمان القهوه و لا كان في حاجه اسمهامدمن او عنده هوس البورصه و .... الخ

الإدمان هو الاعتياد علي شي معين غالبا بتكون اسبابه او دايما نفسيه بمعني ان الإنسان بيحاول يشوف حاجه تريحه و يدور عليها في شي  غير مألوف و ده بيختلف من عصر لعصر

هدير بنبره متسائله  : بتختلف ازاي

فرح بتفسير و حاولت ان تتحدث بوضوح اكثر  : يعني زمان كان الإدمان ده شي بشع اوي لان الناس بتحاول تدمن مخدرات او خمره و يسكروا بمعني انهم ينسوا نفسهم ...  لان ده كان الشي الغير مألوف عندهم زمان لما حصل  اختلاف و الدنيا اتطورت

و مع دخول عالم التكنولوجيا ظهرت مفاهيم جديده في الإدمان  زي اي حاجه في الدنيا ظهرت مع التطور  ده في حاجه اسمها ادمان الألعاب الإلكترونيه !!!

هدير  ببلاهه و مازالت لا تفهم المغزي : انا المفروض اعمل ايه بكل ده اكتئب اكتر

فرح بتفسير : الانسان المدمن مبيقدرش يبطل شي انا معاكي في دي مغلطيش ...

قاطعتها هدير : طب كده انا مدمنه

فرح بوضوح  : حسب ما قولتيلي عمرك حتي ما فتحتي اي اكونت و اتكلمتي مع حد في عز ان في حد معاكي او ان في حاجه شغلاكي تانيه زي فيلم او اي حاجه

هدير بتأكيد  : صح 

فرح : و ذكرتي ان حتي لو فاتحه الاكونت و حد بيبعتلك رساله مش بتهتمي ابدا؟

هدير بتأكيد مره اخري : اه !

فرح  : اكيد اتفرجتي علي افلام كتيره و شوفتي ان الإنسان المدمن لما حد بيرميله بودره او مخدرات حتي لو قدام ناس غريبه مش بيسيطر علي نفسه و بيروح واخدها و الدنيا تخرب صح ؟ 

هدير  بتساؤل فمازالت لا تفهم : ايوه ايه العلاقه

هدير  : يعني افهمي يا هدير الإدمان هو نفس الاعراض و نفس كل شي باختلاف الحاجه اللي الإنسان بيدمنها

معني ان حد كان يبعتلك فيديوهات و انتِ تشوفي منها حته او تشوفي رسايل موحيه للموضوع حتي لو قاعده مع حد و تسيطري علي  نفسك كده يعني عقلك موجود معاكي في  كل لحظه كنتي فيها بتعملي كده 

هدير بإنكار تماما  : مش معني اني بسيطر علي نفسي ابقي مش مدمنه يعني انا مثلا ممكن مكونش بعمل كده و مش بفكر في الموضوع و ده بدافع اني خايفه 

فرح بوضوح اكثر  : بصي يا هدير إدمان  المواقع الاباحيه هو ادمان سلوكي يعني مش عايز مصحه عشان تبطليه لان أولا و اخيرا انتِ عقلك بيكون متحكم بصرف النظر ان في حالات بتعدي كده بس احنا مش حيوانات و مهما كان الإنسان شهواني عمر ما تتغلب شهوته علي عقله ...  بس انتِ مازال عقلك متحكم فيكي بنسبه ٨٠ % ..  غير مثلا إدمان المخدرات هو بيعمل اي حاجه وقت ما يكون شارب و ده لانها حاجات طبيه بتبدا تغيب عقله هفهمك اكتر مثال مشهور جدا

سمعنا في الفتره الاخيره عن شباب بتكون شاربه و تغتصب واحده حتي  اخواتهم تفتكري ده ليه هل لو هما حتي مدمنين بس جرعه المخدر بتاعتهم مش واخدينها و لسه عقلهم فيها هيفكروا في كده ؟

لتجيب علي نفسها :  ابدا يا هدير بس هو بيعمل كده و هو مش في عقله فدي حاجه و دي حاجه مثلا انتِ لسه موصلتيش للادمان لانك لو وصلتي للادمان كان ممكن توصل معاكي ان تحاولي تشبعي رغبتك و انتِ و تمارسي العاده دي  في الشغل بل بالعك

انتِ حتي مش بتفكري في كده و انتِ في البيت  لمجرد ان عمتك صاحيه او حد بايت معاكي او حتي في فيلم شاغلك دايما  كانت أعراض إدمان المواد الإباحية تختلف على حسب الشخص، بالنظر لمقدار المواد الإباحية اللي بيتعامل معاها

و طول الفترة الزمنية اللي تعامل خلالها الفرد مع هذه المواد إن كانت قد امتدت به لسنوات أم كانت أقل من ذلك

يعني الموضوع مش بمجرد انك قريتي بعض المعلومات حتي لو من مواقع معروفه انك تحددي حالتك انتِ محتاجه شخص يبص للموضوع من منظورك و يسمعك انتِ لانك بتبحثي في ادمان المواقع الاباحيه من قبل ما تفهمي فكره الادمان عموما  

هدير بعدم فهم  : ممكن تكلميني بشكل اوضح ازاي عقلي بيكون موجود 

فرح : سالتك سؤال في وسط الكلام هل في موقف فكراه اوب و خفتي حد يكشفك ... انتِ لما عمتك في مره و صحيت من النوم فجاه و مجرد انك سمعتيها بتعطس و داخله الحمام عقلك نبهك انك توقفي العاده و توقفي اشباع رغبتك في لحظتها تماما معني كده ان عقلك كان موجود قبلها بس عقلك الباطن شغال انه يقنعه يسكت برغم انك طول ما انتِ حاسه بالذنب

و انتِ بتعلميها او حتي و انتِ بتتكلمي مع شخص يبقي عقلك موجود بس مش قادر ينبهك  بيحاول ينبهك بالزعل خصوصا انك في السنه الاخيره حسب كلامك في عز ما انتِ بتتكلمي مع شخص بتحسي انك قرفانه من نفسك بالرغم انك بادئه الكلام لتشبعي رغبتك و فطرتك بس تروحي قافله الاكونت كله و تعيطي ده دليل انك مش مدمنه

تحدثت بشكل اوضح : لان المدمن استحاله يبدا في حاجه تخص ادمانه لشبع رغبته ايا ان كان نوع الادمان و يتوقف عنها في النص قبل ما يوصل لمراده يبقي انتِ عمرك ما كنتي مدمنه و ده لازم تعترفي بيه 

هدير باستفسار  : طب لو مش مدمنه انا حالتي ايه 

فرح : انتِ اعترافك انك عندك مشكله دي خطوه في العلاج حتي لو شخصتي مشكلتك غلط و اصرارك انك تيجي مره تانيه و تقعدي اسبوع من غير ما تفتحي  الاكونت ده في حد ذاته شي جميل و فكره

انك كرهتب طبيعتك الانثويه و حسيتي انك عار

و بقيتي بتكرهي نفسك فلازم نوقف عند النقطه دي لانك معترفه تماما بان الموضوع حرام 

و هقولك برضو كام آيه علشان تعرفي ان الكلام البسيط ده ذنبه كبير علشان اكدلك للمره التانيه انه حرام 

{ قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم و يحفظوا فروجهم ذلك أزكى لهم إن الله خبيرٌ بما يصنعون} [ سورة النور اية ٣٠ ]

وقال تعالى: (إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسئولا) [الإسراء: 36]

وعن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (كتب على ابن آدم نصيبه من الزنا مدرك ذلك لا محالة: العينان زناهما النظر، والأذنان زناهما الاستماع، واللسان زناه الكلام، واليد زناها البطش، والرجل زناها الخطا، والقلب يهوى ويتمنى، ويصدق ذلك الفرج أو يكذبه) متفق عليه. قال ابن بطال: "أطلق على كل مما ذكر (زنى) لكونه من دواعيه".

و الكلام شارح نفسه و مش محتاجه افسرلك و انا قولته من باب الصداقه لانك اكيد مش جايه تسمعي كلمتين في الدين ... هكلمك بقا كلام عادي

هدير براحه غريبه حتي انها فاقت تلك الراحه التي شعرت بها في حديثها مع عبير : ايه هو

فرح : انتِ موصلتيش لدرجه الادمان فانتِ مش مدمنه .. عندك بما يشابه الاكتئاب او بتحاولي تعيشي لحظات في شخص  كارهه كل شي بيعمله بس بتحاولي تنسي ضعف شخصيتك فالبتالي انتِ عايزه تحصلي علي شخصيتك الحقيقه اللي لغايت دلوقتي مش لقياها  .. بالنسبه لمشاهدتك للفيديوهات اللي انتِ  اصلا كارهه الفديوهات العنيفه و المقاطع المؤذيه و تصوير العلاقه بشي مؤذي فده دليل انك كويسه و انك هتتعافي في وقت قليل .. المشكله تكمن في اكتشافك لذاتك و تكتشفي هدير الحقيقيه  و تكشتفي الشي اللي بتحبيه  و اللي مش هتعمليه حتي لو صاحبتك هتعمله فتروحي معاها و حتي لو عمتك هتعمله تعملي زيها لا لازم يكون ليكي رأي خاص بيكي انتِ مش تعيشي في ظلهم لازم يكون ليكي هوايات و رغبات و اماكن تحبي تروحيها لوحدك و تتعرفي علي ناس جديده و المشكله تكمن برضو بسبب وصفك و كلامك  انك لغايت دلوقتي مش فاهمه يعني ايه علاقه او يعني ايه جواز يعني جوازك من اللي اسمه قاسم او غيره فيه عُقده يعني حاولت ابسطلك الدنيا بقدر الإمكان  

هدير  بتساؤل : ايه مشكلتي  

فرح بهدوء :  انتِ مسلمه طبعا ؟ و عندك أخلاق اكيد حتي لو مش محجبه فانتِ عارفه الصح و الغلط و مقتنعه بدينك حتي لو بتعملي حاجات غلط

هدير : الحمدلله 

فرح : انتِ عارفه ان في فئات في المجتمع منقبه و مش هقولك فرض بس مثلا لو دخلت علينا واحده منقبه حتي ما تكشف وشها و احنا عارفين انها ست و بتتكلم عادي هل في احتمال ان مثلا يكون عندها تلت عيون او مناخير عند ودانها و ودان

هدير باستغراب : لا طبعا 

فرح بانزعاج  : حلو يعني انتِ حتي لو مش شايفه وشها فانتِ عارفه اجزائه حتي لو مخفي صح ؟

هدير بدون تردد : اكيد

فرح : حلو جدا هل مثلا لو دخلت علينا واحده تانيه لابسه فستان واسع هل هتتوقعي ان عندها مثلا دراع تاني عند بطنها او حتي عندها عمود فقري واحد قدام و عمود فقري ورا 

هدير بعدم فهم : اكيد لا يعني انتِ عايزه توصلي لايه

فرح : و انتِ قدامي لابسه بنطلون و تيشيرت و يعني مبين  تفاصيل جسمك صح و لو دخلت واحده عريانه تماما فانتِ هتشوفي الشي اللي في جسمها

و اكيد متوقع زي اي حاله 

هدير : ايوه يعني انا مش فاهمه 

فرح : يعني عندك انا و انتِ و المنقبه و المحجبه و لابسه خمار و فستان انتِ عارفه تفاصيل جسمهم الجسديه من قبل ما تشوفيها حتي لو لابسه نقاب و ملحفه و مفيش اي تفاصيل باينه الا صوابع ايديها و متغطيه بجوانتي يعني اللي عريانه عندها نفس الشي اللي المنقبه تمتلك نفس الشي اللي انا و انتِ نمتلكه 

هدير بسخريه و كأن فرح تحدث طفله: ايوه ده شي طبيعي 

فرح : جميل يعني انتِ طبيعه اي انثي ماشيه في  الشارع حتي لو محتشمه تماما و طبيعه اي راجل انتِ عارفه تفاصيل جسمه باختلاف العيوب الخُلقيه و كذالك مفهوم العلاقه الجسديه او العلاقه الاسريه بمعني اوضح يعني كونك انك بتشوفي فيديوهات فيها علاقه بلاش اقولك مؤذيه او عنيفه علاقه طبيعيه حتي  بس انك شفتي الموضوع قدامك و طبعا تفاصيل جسمهم هل ده شي مكنتيش تعرفيه ؟

بدهيا انتِ عارفاها يعني شي مش جديد تماما و الفيديوهات دي مفيهاش اي شي يخلي اي انسان لو عاقل و بيفهم حتي ...  مش هقولك متدين حتي  لو ملحد بس عنده درايه هيفهم انه شي طبيعي بيحصل بس طبعا الانسان اللي علي خلق هينكر الشي اكتر بخلاف الحرمانيه بس انا بكلمك

علي وجهه نظر علميه اكتر من دينيه .. و انا اصلا مش هناقشك بفكره الفيديوهات اللي هي مصوره الموضوع بمنتهي الفظاظه و بتخلي حتي اللي يشوف كده يكون فكره مختلفه تماما عن الزواج و العلاقه

اللي بتكون في إطار شرعي لمجرد انه عمل زي قاعده و مفهوم غلط تماما عن الحقيقي و بيفعِل دماغه بشكل غلط عشان كده فكره الاغتصاب مع التطور و العلم و التكنولوجيا مقلتش بل زادت لان الشاب نفسه فهم الموضع غلط و البنت بقت فاهمه انه مصيبه و كارثه و باختلاف الحالات التانيه

  لان حتي لو فاهمين علميا او دينيا فده شي فطري و شي ربنا أباحه في إطار الشرع عشان استمرار النسل و حاجات كتيره اووي تقدري تبحثي فيها فكرهك لطبيعه تفاصيل جسمك دي نقطه غلط 

هدير بتساؤل  : و قاسم 

فرح بتذكر  : حضنك ليه ملوش علاقه باللي بتشوفيه لان حتي لو مش بتحبيه فاحيانا الانسان بيكون محتاج حد يلجئله خصوصا انك اتخذلتي في حد  هو دايما بيدوس عليكي

اما بالنسبه انك  توافقي او ترفضي بتحبيه او لا ده شي يخصك انتِ لوحدك و لا انا و لا اي حد تاني

بس عموما  مش من حقه يعرف انك كنت بتعملي حاجه زي دي و لان ربنا سترك حتي الان فاياكي تفضي سرك لمخلوق حتي لو صاحبتك و مجرد ما تتعالجي تمحي الموضوع من حياتك  و زي ما انتِ بتقولي

مواظبه علي الصلاه و بتفكري في الحجاب فدي خطوه كويسه ليكي قبل اي حد و انتِ متعرفيش حياه قاسم بالشكل الكافي ممكن يكون عنده عيوب و ده اكيد و غلط في حاجات انتِ متعرفهاش

فمتشغليش بالك بيه يعرف وله لا هو الطبيعي انه ميعرفش و ده اللي لازم تعمليه لانك مخنتهوش مثلا او خونتي ثقته لانك حتي الان لا يربطك بيه شي ..

ثم ابتسمت : و احنا مشوارنا طويل مع بعض 

_________________________________________

بعد مرور ايام معدوده كان قاسم يجلس مع صديقه في الصيدليه بعد انتهي عمله كعادته يمر علي صديقه قبل ان يصعد الي بيته فامينه اكتفت بالصمت و حاولت الا تعاتبه اكثر من ذلك فيكفي ما يشعر به من الأم

كريم : ايه يا عم حطلك الفلوس في البنك انتَ مش ناوي تقولي بتحوش لايه 

قاسم  بهدوء و تفسير فهو لا يخفي اي شي عن صديقه ابدا : عادي فلوس بشيلها عشان اشتري شقه عمي اللي في البيت يمكن انا بقيت معترض علي الشارع و الصيع الي بقوا فيه و القهاوي بس ابويا و امي متعلقين بكل حاجه هناك و انا نفسي خت علي حياتي و خت علي الجيران الكويسه و علي الجيران حتي اللي مش كويسه

كريم  بسخريه و مرح : وطبعا ام محمد اول واحده ...

قاسم بمرح متصنع ايضا : انتَ هتقولي ده دي لوحدها ليها مكانه خاصه في قلبي

كريم : عموما انا بحوش بعد ما ادفع الاقساط  اللي ورايا و اكون مبلغ و اروح حاطه في البنك لاي ظرف او لاي حاجه مش هيخسر و بعدين موسي عامل ايه 

كريم متاففا حينما تذكر بكاء ابنه الصغير : بيعيط ليل نهار مفيش نوم اخواتي البنات فرحانين بيه اوي فبيطلعوا بقا يساعدوها و كده و يقعدوا معاها و لما بزهق من صوتهم و صوته بنزل انام تحت في اوضتي 

قاسم بمرح  : انا بقول طلع ابوك و امك فوق و اقعد لوحدك تحت

كريم : فكرت فيها و علي وشك التنفيذ  .. و بعدين متضغطش علي احزاني قولي الحظر هيتفك امته 

قاسم بحزن لم يستطيع ان يخفيه عن عينيه و نبرته المتألمه كحال قلبه : اهو السنه قربت تخلص و بعدين هي يمكن وقتها مكنتش عايزه تحرجني او ترفضني مباشره  

كريم و هو يتسائل عن ساره :طب و اللي بتسرب الاخبار  صاحبتها ؟

قاسم بهدوء : هي بتقولي انها بتروح دكتوره نفسيه بس من غير تفاصيل يعني  مش عايزه تفشي سرها و انا مش عايز افرح

كريم حاول ان يشجعه : صدقني هدير ليك يا قاسم 

قاسم بابتسامه :  عارف انها ليا حلمي عمره ما كذب بس  بضيع وقت في انتظار اكبر حلم ليا..


           الفصل الحادي عشر من هنا 

     لقراءة جميع فصول الرواية من هنا

تعليقات