رواية عهد الغرام 3 الفصل السابع عشر 17بقلم محمد محمد علي

رواية عهد الغرام 3

الفصل السابع عشر 17

بقلم محمد محمد علي


في  غرفة غزل – يوم الزفاف

ضوء الشمس يتسلل بخفة من نافذة الغرفة، لينعكس على فستان الزفاف الأبيض المزين بالدانتيل الفاخر. وقفت غزل أمام المرآة، تتأمل انعكاسها بصمت، عيناها الزرقاوان تائهتان في مزيج من المشاعر المتضاربة. كانت جميلة… بل مذهلة، لكن داخلها لم يكن مستعدًا بعد لاستيعاب ما سيحدث خلال ساعات قليلة.


غزل (بهمس لنفسها وهي تلامس قماش الفستان برفق):

"هو ده بجد؟ أنا فعلًا هتجوز النهاردة؟"


ابتلعت ريقها بصعوبة، ثم مررت أصابعها على الطرحة الموضوعة جانبًا، قبل أن تزفر ببطء.


غزل (بابتسامة صغيرة ساخرة):

"يا بنتي إنتي كنتي بتزعقي وبتقولي مش عايزة أتجوز، أهو… دلوقتي لابسة الفستان الأبيض ومستنية حد ياخدك من هنا، إيه الإحساس العجيب ده بقى؟"


رفعت عينيها إلى المرآة مجددًا، حدقت في ملامحها… هل هذه هي الفتاة العنيدة التي أقسمت أنها لن تتزوج أبدًا؟ هل هذه هي غزل الشرقاوي التي رفضت حتى التفكير في الارتباط؟


غزل (بصوت خافت):

"يمكن… يمكن الموضوع مش مخيف زي ما كنت متخيلة، يمكن غيث فعلًا الشخص اللي يقدر يتحملني… بس برضه، الجواز مسؤولية، وحرية أنا مش متأكدة إني مستعدة أتنازل عنها."


توقفت قليلًا، ثم ضحكت بخفة وهي تهز رأسها.


غزل (بغمغمة):

"بس برضه، لو في حد هيتعامل مع جنوني وشروطي العجيبة، فهو غيث… الغلبان وقع معايا!"


*مررت يدها على شعرها المصفف بعناية، ثم أخذت نفسًا عميقًا، محاولة تهدئة التوتر الذي بدأ يتسلل إلى قلبها. قبل ساعات، كانت مجرد فتاة حرة، والآن… هي عروس.


نظرت لنفسها مجددًا في المرآة، ثم عضّت شفتها بتردد.*


غزل (بهمس أخير لنفسها):

"خلاص يا غزل، المركب مشيت… يلا بقى، نتصرف كعروسة محترمة، مش كحد هارب من حكم إعدام!"


قبل أن تواصل حديثها مع نفسها، انفتح الباب فجأة، مما جعلها تستدير بسرعة، محاولًا إخفاء ابتسامتها الصغيرة… فاليوم، رغم كل شيء، هو يومها

***********************


كانت غزل لا تزال تحدق في انعكاسها في المرآة، تحاول استيعاب الموقف، عندما انفتح الباب فجأة، وانطلقت منه ضحكة طفولية بريئة.


حور (بصوت طفولي مليء بالحماس):

"غززززززلللل!!"


التفتت غزل بسرعة لتجد شقيقتها الصغيرة، حور، تركض نحوها بفستانها الوردي المنفوش، عيناها البريئتان تلمعان بالحماس. لم تستطع غزل منع نفسها من الابتسام وهي تجثو على ركبتيها لتستقبل الصغيرة بين ذراعيها.


غزل (بحب وهي تضمها):

"إيه ده كله؟ فين كنتي يا مشاغبة؟"


حور (بضحكة صغيرة وهي تلمس فستان غزل بيدها الصغيرة):

"كنت بدور عليكي! واااااااو، إنتي شبه الأميرات في الحواديت! بس إنتي أحلى من كل الأميرات!"


ضحكت غزل بحنان، ثم طبعت قبلة على جبين أختها الصغيرة، لكن قبل أن ترد عليها، سمعت صوتًا عميقًا مألوفًا خلفها.


سليم (بصوته الجاد لكنه دافئ هذه المرة):

"حور مش قادرة تستوعب إنك هتبقي عروسة بعد شوية، بس الصراحة… أنا كمان مش مستوعب."


ارتفعت عينا غزل لتلتقي بوالدها، سليم، الذي وقف عند الباب بثوبه الرسمي، تبدو عليه مزيج من الجدية والمشاعر المكبوتة. كان رجلًا صارمًا بطبعه، لكنه الآن، وهو يراها بفستان الزفاف، بدا وكأنه يحاول كتم مشاعر كثيرة لا يريد أن يُظهرها.


غزل (بابتسامة دافئة، وهي تقترب منه):

"وأنا كمان مش مستوعبة يا بابا… بس خلاص، المركب مشيت."


سليم (بتنهيدة وهو ينظر إليها بفخر):

"المركب مشيت، بس أنا كنت بتمنى تفضلي طفلتي الصغيرة للأبد."


نظرت إليه غزل بحنان، ثم أمسكت بيده برقة، وضغطت عليها بخفة.


غزل (بصوت خافت لكنه مؤثر):

"وهفضل طفلتك يا بابا… حتى وأنا متجوزة."


نظر إليها سليم للحظة، ثم رفع يده ومسح على رأسها برفق، كما كان يفعل عندما كانت صغيرة.


سليم (بصوت ثابت لكنه دافئ):

"يلا يا عروسة… العريس مستني تحت، ولازم أسلمك بنفسي."


شعرت غزل بوخزة غريبة في قلبها، لم تكن حزينة، لكنها مزيج من الرهبة والتأثر. التفتت لحور التي كانت تتابع المشهد ببراءة، ثم انحنت وطبعت قبلة على وجنتها الصغيرة.


غزل (بهمس وهي تبتسم):

"خلي بالك من بابا لما أمشي، أوك؟"


حور (بحماس وهي ترفع إبهامها الصغير):

"أوك، بس هو مش هيبقى زعلان، لأنه بيحب غيث، وأنا كمان بحبه!"


ضحكت غزل بينما تنهد والدها بخفة، ثم مدت يدها له بثقة، ليأخذها من يدها بحنان نادر، ويقودها خارج الغرفة… نحو بداية جديدة تمامًا في حياتها

********************

في  قاعة الاستقبال – فيلا الشرقاوي


كانت القاعة مزينة بأجمل الديكورات الفاخرة، الأضواء الهادئة تضيء المكان، والكل في انتظار نزول العروس. صوت الهمهمات يملأ الأجواء، بين أفراد العائلة والأصدقاء، بينما تقف ميار وسط القاعة تبحث بعينيها عن ابنتها الصغيرة.


ميار (وهي تنظر حولها بقلق):

"حد شاف حور؟ كانت معايا من شوية واختفت!"


شغف (بهدوء وهي تبتسم):

"أكيد مع غزل فوق… مستحيل تسيبها في يوم زي ده."


ميار (تزفر بضيق):

"يا بنتي عارفة، بس البنت دي مش بتقعد في مكان واحد، وخايفة تكون عاملة مصيبة فوق."


أوس (وهو يضع يده على كتف زوجته شغف):

"اهدي يا ميار، غزل معاها، يعني في أمان، دي أختها الكبيرة."


رمزي (والد غيث، وهو يتحدث بهدوء إلى شيرلين زوجته):

"أنا مش قادر أصدق إننا هنا… ومستنيين ابننا يبقى عريس وسط العيلة دي."


شيرلين (تبتسم بلطف وهي تنظر إلى العائلة حولها):

"فعلاً، كلهم طيبين، حسّيت كإني وسط أهلي بجد."


أمجد (الصغير وهو يشد ذراع غيث بحماس):

"غيث! غيث! هو إنت خايف؟"


غيث (يضحك وهو يربت على رأس شقيقه الصغير):

"ليه بقى؟"


أمجد (بجدية طفولية):

"أصل كل العرسان في الأفلام بيكونوا خايفين."


مصطفى (وهو يضحك ويضع يده على كتف غيث):

"والله مش عارف يا أمجد، بس أهو غيث وشه بيقول إنه متوتر."


ضحك الجميع بينما هز غيث رأسه بابتسامة، محاولًا إخفاء توتره الحقيقي.


سليم الابن (ابن عم غزل، وهو ينظر إلى الدرج بمكر):

"يلا بقى، العروسة فين؟ الناس بدأت تقلق."


رهف (بمزاح وهي تضحك):

"أكيد قاعدة فوق تفكر تهرب!"


حبيبة (تغمز بمكر):

"غزل مستحيل تهرب، بس أكيد عاملة فيلم درامي مع نفسها في المراية."


وسط ضحكات الجميع، التفتت ميار إلى الدرج مجددًا، ثم تنهدت براحة عندما رأت سليم والد غزل يهبط أخيرًا ممسكًا بذراع غزل، وخلفهما حور الصغيرة تمشي بخطوات سريعة لتلحق بهما…


ميار (تبتسم أخيرًا):

"أهو جايين… وطبعا حور كانت فوق معاهم."


التفتت العيون كلها نحو العروس، وتوقفت الهمسات… فقد حان الوقت أخيرًا ليبدأ الحفل المنتظر

********************


بدأت همسات الجميع تخفت تدريجيًا، وتحولت الأنظار إلى أعلى الدرج، حيث ظهرت غزل في فستانها الأبيض الفاخر، تمسك بذراع والدها سليم، بينما تسير بخطوات هادئة. حور الصغيرة تقفز بجانبهما بسعادة، بينما ميار تراقب المشهد بعينين دامعتين من الفرح.


غيث كان واقفًا في مقدمة القاعة، يحدّق في غزل باندهاش واضح… وكأنه يراها لأول مرة. لم يستطع منع نفسه من ابتسامة صغيرة وهو يراها تقترب منه ببطء.


سليم (بصوته العميق وهو ينظر إلى غيث بجدية):

"وصيتك يا غيث… غزل بنتي، قلبي، حياتي… أمانة في رقبتك."


شعر غيث بثقل المسؤولية في صوت سليم، لكنه أومأ برأسه بحزم، وعيناه تشعان بالاحترام والجدية.


غيث (بصوت ثابت):

"في عنيا، يا عمي."


نظرت غزل إلى والدها، لأول مرة تشعر بثقل اللحظة… هذا الرجل الذي كان دائمًا سندها، وها هو الآن يسلّمها لشخص آخر. حاولت أن تخفي مشاعرها، لكنها شعرت بقبضة والدها على يدها وهي تشتد للحظة قبل أن يتركها لغيث.


سليم (بصوت أكثر هدوءًا، لكنه يحمل معاني كثيرة):

"خلي بالك منها… هي عنيدة شوية، بس قلبها أبيض."


غيث (يبتسم بخفة وهو ينظر إلى غزل):

"عارف، ومش هخلي حد يزعلها أبدًا."


شعرت غزل بقلبها ينقبض للحظة، ثم تنهدت بخفة وهي ترفع رأسها، تنظر إلى والدها بعينين ممتنّتين… لكنه لم يمهلها فرصة للكلام، فقط ربت على يدها، ثم استدار ليعود إلى ميار التي كانت تراقبه بمشاعر مختلطة بين السعادة والدموع.


أما غيث، فقد مد يده نحو غزل بلطف، وكأنه ينتظر منها أن تمسك بها… بعد لحظة من التردد، وضعت يدها في يده أخيرًا.


تعالت الزغاريد في القاعة، وهتف الجميع بسعادة، بينما وقف الجد نادر يراقب المشهد بنظرة مليئة بالفخر والرضا.


"الآن… بدأ فصل جديد في حياة غزل وغيث."

*********************


بدأت الأضواء الخافتة تملأ القاعة بألوانها الدافئة، بينما انطلقت الموسيقى الرومانسية في الأجواء، معلنة بدء الرقصات بين الأزواج والأقارب. وسط تصفيق الحضور، بدأ كل ثنائي يتحرك بانسجام على أنغام الموسيقى، يحملون مشاعرهم المختلفة في تلك اللحظات السحرية.


1. غزل & غيث


غزل كانت تحاول أن تبقى متماسكة، لكن لمعة عينيها فضحت تأثرها وهي تمسك بيد غيث، الذي لم يرفع عينيه عنها طوال الوقت.


غيث (بابتسامة هادئة وهو يهمس لها):

"لسه مصدقة اللي بيحصل؟"


غزل (تتظاهر باللامبالاة وهي ترفع حاجبها):

"مش عارفة… بس متأكدة إنك ناوي تخليني أندم على كل شروطي اللي فرضتها عليك!"


غيث (يضحك):

"أنتِ بس استعدي، أنا همشيك عليها بالحرف!"


ضحكت غزل، رغم كل شيء، شعرت بشيء مختلف… شيء يشبه السعادة الحقيقية.


2. سليم (والد غزل) & ميار (والدتها)


كان سليم يمسك بيد ميار برقة، ينظر إليها نظرة مليئة بالحنان.


سليم (بهدوء وهو يتأملها):

"شايفة يا ميار؟ بنتنا كبرت… امبارح بس كنتِ بتقوليلي مش مصدقة إنك بقيتِ أم."


ميار (بدموع خفيفة وهي تبتسم):

"وكأنها لسه طفلة في حضني… بس هي دلوقتي في أمان، متأكدة من ده."


سليم:

"طول ما إحنا معاها، هتفضل في أمان."


3. زين & تقى


زين جذب زوجته تقى بلطف، وهو يراقبها بعينين تملؤهما المودة.


زين (بابتسامة):

"لسه متذكر أول مرة رقصنا مع بعض في فرحنا؟"


تقى (تضحك بخجل):

"طبعًا، كنتَ بتدوس على رجلي كل شوية!"


زين (بمرح):

"أنا كنت مركز في وشك مش في رجلي!"


4. رهف & عامر


رهف كانت تضع رأسها على كتف زوجها عامر، تشعر بلحظة من الصفاء.


رهف:

"فاكر لما كنا بنتخانق على أبسط حاجة؟ دلوقتي حتى لما بنتخانق، بحس إنها مش حاجة كبيرة."


عامر (يبتسم):

"عشان حبنا بقى أقوى…"


5. حبيبة & هشام


حبيبة كانت تضحك وهي تحاول أن تتماشى مع إيقاع هشام العشوائي.


حبيبة:

"أنتَ أكيد مش بتعرف ترقص، اعترف!"


هشام (بمزاح):

"أنا مش عايز أرقص… أنا عايز أضحكك بس!"


فضحكت حبيبة، وهي تشعر بمدى حظهما لأنهما معًا.


6. أدهم (خال غزل) & زهرة


كان أدهم ينظر إلى زوجته زهرة بإعجاب، وهي تبتسم برقة.


أدهم:

"عارفة إني عمري ما كنت بحب الزحمة؟ بس في وجودك، كل حاجة ليها معنى."


زهرة:

"أنا هنا دايمًا… في زحمتك وهدوءك."


7. سيف & دنيا


دنيا كانت تحاول كتم ضحكتها بينما سيف يرقص بجديّة وكأنه في مهمة رسمية.


دنيا:

"ليه مكشر كده؟ حد مجبرك على الرقص؟"


سيف (جديًا):

"أنا مركز، متستهونيش بقدراتي!"


ضحكت دنيا وأرخت رأسها على كتفه.


8.مازن&ملك 


مازن جذب زوجته ملك بخفة وهو يهمس لها بمكر.


مازن:

"هتعملي إيه لو خطفتك دلوقتي وهربنا من الزحمة دي؟"


ملك (تضحك):

"أكيد هتودي نفسك في ورطة!"


9. إياد & فريدة


إياد كان يراقب فريدة بدهشة، لم يكن يتوقع أن يجد نفسه مستمتعًا برقصه معها.


إياد:

"أنتِ مين بالظبط؟ وليه حاسس إنك أول مرة تظهري في حياتي بالطريقة دي؟"


فريدة (بثقة):

"يمكن لأنك عمرك ما حاولت تبص أبعد من دايرتك الصغيرة"


10. رمزي & شيرلين


رمزي كان يحرك زوجته بلطف، بينما شيرلين تبتسم بسعادة.


شيرلين:

"غيث كبر يا رمزي… بقى راجل بجد."


رمزي:

"وأتمنى يكون أسعد واحد في الدنيا."


11. سليم (ابن عم غزل) & ميار (ابنة خالها)


سليم كان يراقب ميار بخفية، بينما هي تحاول تجنب نظراته.


سليم (يهمس بمكر):

"لو حد سألني دلوقتي عن أكتر لحظة بستناها، هقول لما تشوفي في عيني اللي مش قادر أقوله."


ميار (متوترة):

"أنت بتقول إيه؟"


سليم (يبتسم):

"ولا حاجة… بس هتعرفي قريب."


12. مصطفى & سهى


مصطفى كان مرتبكًا بعض الشيء، بينما سهى تراقبه بابتسامة مسلية.


سهى:

"إيه؟ أول مرة ترقص ولا إيه؟"


مصطفى:

"بصراحة؟ آه!"


13. الأطفال


أمجد & حور: كانوا يقفزون بدل الرقص، يضحكون كالأطفال المشاغبين.


ادهم & ميار الصغيرة: ادهم كان يرقص بطريقة تقليدية، بينما ميار تحاول إقناعه بأن يكون أكثر مرحًا.


مازن & زينة: زينة الصغيرة كانت تضحك وهي تحاول تقليد الكبار.


محمد & سارة: محمد كان يحاول إقناع سارة أن تترك شعرها و تركز على الرقص معه، بينما هي رفضت ذلك 


عمر & رنا: كانا يرقصان بحماس، وكأنهما أبطال في قصة خيالية.


كان الجميع يرقصون ويضحكون، وفي هذه الليلة، شعر الجميع أن الحب والسعادة يملآن الأجواء… وأن هذا الزفاف لم يجمع فقط غزل وغيث، بل وحّد القلوب من حولهما أيضًا

*******************


وسط الأجواء الرومانسية، كانت شغف تتمايل بخفة بين ذراعي زوجها أوس، الذي كان يراقبها بنظرة مليئة بالعشق، وكأنهما وحدهما في القاعة رغم ازدحامها بالحضور.


أوس (بابتسامة وهو يهمس):

"مش مصدق إنكِ بقيتِ زوجتي فعلًا… ولسه مش متعود إننا مش بنتخانق زي زمان!"


شغف (تضحك):

"احتمال كبير ده يكون مؤقت، فاستغل اللحظة قبل ما أرجع لنشاطي الطبيعي!"


أوس (يميل نحوها بمكر):

"طب لو قلتلك إني بحب خناقاتنا؟"


شغف (تغمز له):

"مش أكتر مني!"


أوس شدّها إليه أكثر، يدور بها بخفة، فتضحك وهي تشعر وكأنها تعيش في حلم جميل. لم تكن تتخيل يومًا أنها سترقص معه كزوجته، لكنها الآن هنا، بين يديه، سعيدة أكثر مما توقعت.


أوس (بنبرة دافئة وهو ينظر في عينيها):

"تعرفي إيه أحلى حاجة في زفاف غزل؟"


شغف:

"إيه؟"


أوس:

"إنه فكرني بأحلى يوم في حياتي… يوم ما بقيتِ مراتي."


شغف شعرت بقلبها يخفق بقوة، لم تجبه بكلمة، فقط وضعت رأسها على صدره، وهي تبتسم، مستمتعة بكل لحظة بجانبه

********************


بعدما بدأ الضيوف في المغادرة، اجتمع الجد نادر مع عائلة غيث في ركن هادئ من القصر، بينما كانت غزل واقفة بجوار غيث، تراقب ما يحدث بصمت. رمزي وشيرلين، والدا غيث، بدت عليهما الحيرة، بينما غيث نفسه لم يكن قادرًا على استيعاب الأمر تمامًا.


الجد نادر (بابتسامة هادئة وهو ينظر إليهم):

"أنا عارف إنكم ناس كرام وعندكم عزة نفس، وعشان كده مش هقول إن ده تفضل مننا… لكن خليني أقولها ببساطة، غيث بقى واحد من عيلتنا، وإحنا لازم نوفر له كل حاجة زي أي ابن لينا."


رمزي (بقلق وهو ينظر لزوجته ثم للجد):

"بس يا حاج… إحنا… يعني… مش متعودين ناخد حاجة مش بتعبنا."


سليم (بصرامة وهو يضع يده على كتف رمزي):

"محدش قال إنكم هتاخدوا حاجة ببلاش، إحنا بنقدّر تعبكوا ونقدر موقفكم، لكن بنتي مش هتعيش في مستوى أقل من اللي كانت فيه، ودي مش إهانة، بالعكس… ده حقها علينا."


شيرلين نظرت إلى غزل، التي اكتفت بإيماءة صغيرة تؤكد كلام والدها، بينما غيث كان لا يزال مصدومًا، غير قادر على النطق.


غيث (بصوت منخفض وهو ينظر إلى غزل ثم إلى الجد نادر):

"طيب… الفيلا… ليه؟"


الجد نادر (بحكمة وهو يضع يده على كتف غيث):

"عشان تبدأ حياتك الجديدة براحة، وعشان تبقى قادر تركز على دراستك وعلى مراتك، بدل ما تفضل شايل هم مصاريف أهلك ومسؤوليتهم."


سليم (مقاطعًا بحزم لكن بنبرة مطمئنة):

"والدك هيشتغل معانا في الشركة، براتب محترم، وأمجد الصغير مصاريف دراسته على حسابنا، وإنت… مش مطلوب منك غير تهتم بغزل ومستقبلك."


غيث شعر أن الكلمات أكبر منه، كل شيء يحدث بسرعة لم يستوعبه بعد، لكنه يعرف جيدًا أنه لو اعترض أكثر، سيبدو كمن يرفض نعمة لم يكن يتوقعها.


غيث (بصوت متردد لكنه صادق):

"أنا مش عارف أشكركم إزاي… بس بوعدكم… عمري ما هخذل غزل."


غزل نظرت إليه، لأول مرة ترى في عينيه نظرة مختلفة، ليست فقط الصدمة… بل الإصرار.


الجد نادر (بابتسامة وهو يربت على كتفه):

"إحنا عايزينك تشوف شغلك وتعيش مبسوط… وكفاية إنك تكون سند لغزل، ده أكبر شكر لينا."


شيرلين أمسكت يد زوجها، وابتسامة ممتنة على وجهها، بينما أمجد الصغير الذي كان نصف نائم، سأل ببراءة:


أمجد:

"يعني هنعيش في بيت كبير زي بيت غزل و حور؟"


ضحك الجميع، بينما غيث زفر نفسًا طويلًا، وأدرك أن حياته على وشك أن تبدأ بشكل مختلف تمامًا عما تخيله… لكنه قرر أن يقبل ذلك، من أجل غزل، ومن أجل نفسه

*******************


بعدما وافقت عائلة غيث على العيش في الفيلا الجديدة، ظن الجميع أن المفاجآت قد انتهت، لكن الجد نادر كان لديه شيء آخر في جعبته.


الجد نادر (بابتسامة هادئة وهو يخرج ظرفًا من جيبه):

"في حاجة تانية كنت مجهزها، بس كنت مستني اللحظة المناسبة."


الجميع نظر إليه بترقب، بينما غيث شعر بأن قلبه ينبض بسرعة، فقد كان واثقًا أن أي شيء سيقوله الجد لن يكون عاديًا.


الجد نادر (موجهًا حديثه لغيث):

"إنت كنت دايمًا بتحلم بالسفر لفرنسا، مش كده؟"


غيث عقد حاجبيه بدهشة، بينما غزل نظرت إليه باستغراب.


غيث (بصوت متردد):

"آه… بس أنا… إزاي حضرتك عرفت؟"


رمزي والد غيث ابتسم وهو ينظر إلى ابنه بفخر.


رمزي:

"لأنك ابني، وأنا حافظ كل حاجة بتحلم بيها حتى لو عمرك ما طلبت مني حاجة."


الجد نادر مد يده بالظرف إلى غيث، الذي أخذه ببطء وفتحه، ليجد تذكرتين إلى باريس، مع حجز فندقي فاخر لمدة شهر!


غيث (بصدمة وهو يرفع عينيه للجد نادر ثم لوالده وسليم والد غزل):

"إيه ده؟!


سليم (بابتسامة جانبية وهو يضع يده على كتف غيث):

"ده شهر العسل بتاعك إنت وغزل، وسفركم كمان يومين."


غزل (باندهاش):

"إيه؟!


غيث (ما زال غير مستوعبًا):

"بس… بس أنا… فرنسا؟ بجد؟!


الجد نادر (بهدوء):

"طبعًا بجد، كنت متأكد إنك مش هتطلب حاجة زي دي بنفسك، فقررت أحقق لك الحلم ده بنفسي."


عيون غيث امتلأت بالدهشة والامتنان، لقد كان يحلم بالسفر إلى فرنسا طوال حياته، لكنه كان دائمًا يعتبره مجرد حلم بعيد المنال. أما غزل، فنظرت إليه بابتسامة صغيرة، كان واضحًا أن هذه المفاجأة جعلته سعيدًا حقًا.


غيث (بصوت ممتن لكنه لا يزال غير مصدق):

"مش عارف أقول إيه… بس… شكرًا، والله شكرًا."


سليم (بمزاح وهو ينظر لابنته):

"غزل، أوعي تعذبيه هناك، خليه يستمتع بشهر العسل بدل ما يندم إنه اتجوز!"


غزل (بضحكة وهي ترفع حاجبها):

"أنا؟ ده اللي هيتعب هو أنا!"


ضحك الجميع، بينما غيث ظل يحمل التذاكر في يده، وهو يشعر وكأنه في حلم جميل لا يريد أن يستيقظ منه. أخيرًا… سيسافر إلى فرنسا، ولكن هذه المرة، ليس وحده… بل مع زوجته و حبيبته 

*********************


بعد فترة قصيرة ، 


وصلت السيارات إلى الفيلا الجديدة، فتحت الأبواب ونزل الجميع، غيث ما زال غير مصدق أن هذا المكان الفخم أصبح منزلهم. رمزي وشيرلين تبادلا النظرات بدهشة، بينما أمجد الصغير كان يقف في مكانه، يفتح عينيه باندهاش شديد.


أمجد (بصوت مرتفع وحماسي وهو يركض نحو البوابة):

"إييييه! البيت دا بتاعنا بجد؟ مش هزار؟"


رمزي (بتأثر وهو ينظر للفيلا الضخمة):

"يبدو أن هذا حلم، لكنه حقيقي."


شيرلين (تغالب دموعها وهي تنظر لزوجها):

"عشنا عمرنا كله في شقة صغيرة… دلوقتي عندنا بيت زيه زي القصور!"


غيث نظر لزوجته غزل، التي كانت تبتسم له بحنان، بينما أمجد الصغير بدأ يركض في الحديقة الواسعة بسعادة لا توصف.


أمجد (بحماس):

"الحديقة كبيرة! عندنا أشجار! ونافورة! وعصفور كمان!"


ضحك الجميع على رد فعله البريء، بينما غزل اقتربت منه وربتت على رأسه بحنان.


غزل (بابتسامة دافئة):

"وعندك غرفة لوحدك كمان، مش هتضطر تشارك حد."


أمجد توقف فجأة ونظر إليها بعينين واسعتين من الدهشة، ثم قفز بسعادة.


أمجد (بحماس شديد):

"أنا؟ عندي غرفة؟ مش هنام مع غيث؟"


غيث (مازحًا وهو يعبس):

"ليه؟ كنت بتحب تنام جنبي؟"


أمجد (يضع يده على خده بحزن مصطنع):

"كنت بحب أخد نص المخدة بتاعتك!"


انفجر الجميع ضحكًا، بينما غيث أمسك بأمجد ورفعه بين ذراعيه وهو يضحك.


غيث:

"مش مهم نص المخدة، المهم إنك مبسوط!"


أمجد (وهو يلف ذراعيه حول رقبة غيث بحب):

"مبسوط أوي أوي! دا أحلى يوم في حياتي!"


رمزي وشيرلين تبادلا نظرة ممتنة، ثم نظرا إلى غزل، التي ابتسمت لهما بود. لقد كانت هذه العائلة تستحق السعادة، وقد حصلوا عليها أخيرًا

**********************


جلس غيث مع زوجته غزل على الأريكة، بينما رمزي وشيرلين كانا يجلسان بالقرب منهما، لا يزالان في حالة من الامتنان والدهشة لما حدث في الأيام الأخيرة.


شيرلين (وهي تنظر إلى غزل بحنان):

"بجد، مش عارفة أشكرك إزاي يا بنتي… إنتي مش بس بقيتي زوجة لابني، إنتي نعمة دخلت بيتنا."


غزل (بخجل وابتسامة دافئة):

"يا طنط، إحنا بقينا عيلة واحدة، وصدقيني أنا حاسة إني بين أهلي هنا."


رمزي (وهو ينظر لغيث بفخر):

"أنا لسه مش مستوعب اللي بيحصل، كأننا في حلم… غيث، عمرك ما تخيلت إنك هتوصل للي إنت فيه النهاردة، صح؟"


غيث نظر حوله، إلى الفيلا الفخمة، إلى زوجته غزل، ثم إلى والديه… لقد تغير كل شيء في حياته في لحظات.


غيث (بتنهيدة عميقة وابتسامة صغيرة):

"بصراحة… لا. عمري ما توقعت ده. كنت فاكر إن حياتي هتفضل كفاح وشقى على طول… بس ربنا رزقني بغزل، وهي غيرت كل حاجة."


غزل (مازحة وهي تميل رأسها):

"مش ناوي تقول كلام حلو عني شوية؟"


ضحك الجميع، بينما غيث أمسك بيد غزل بلطف ونظر في عينيها بحب.


غيث (بابتسامة صادقة):

"إنتي أجمل وأغلى حاجة حصلتلي في حياتي."


شيرلين وضعت يدها على قلبها بسعادة، بينما رمزي ابتسم وهو ينظر إليهما.


رمزي:

"أنا مش خايف عليكوا… متأكد إنكم هتكونوا سند لبعض، وده أهم حاجة في الجواز."


غزل (بحماس):

"طبعًا! وإحنا هنا عشان نعيش أحلى حياة مع بعض."


شيرلين نظرت إليها بحب، ثم وقفت وربتت على رأسها بلطف.


شيرلين:

"أنا رايحة أنام، اليوم كان طويل، وبكرة عندكم رحلة لشهر العسل."


غزل (بحماس وهي تلتفت لغيث):

"صح! لسه مش مصدقة إننا رايحين فرنسا!"


غيث (مبتسمًا وهو يراقب حماسها):

"وأنا لسه مش مصدق إن حلمي أخيرًا هيتحقق."


رمزي وقف وربت على كتف ابنه بفخر.


رمزي:

"خد بالك من مراتك، وفرحها على قد ما تقدر."


غيث (بابتسامة واثقة):

"دي حياتي كلها دلوقتي."


ابتسمت غزل بخجل، ثم ودّعهم رمزي وشيرلين وذهبا للنوم، تاركين غيث وغزل معًا، يستعدان لرحلتهما وبداية جديدة في حياتهما

********************


غرفة النوم بسيطة ولكن أنيقة، مليئة بالألوان الدافئة، مع نافذة تطل على الحديقة الكبيرة. غيث دخل أولاً، ثم تبعته غزل وهو يغلق الباب وراءه. الجو هادئ وهادئ للغاية بعد اليوم الطويل.


غيث (وهو ينظر إلى غزل بابتسامة دافئة):

"إيه رأيك في المكان؟"


غزل (تنظر حولها وتبتسم، ثم تنظر إليه بحب):

"أنا مش قادرة أصدق إن ده بقى بيتنا... كل شيء هنا جميل."


غيث اقترب منها بهدوء، ثم رفع يده ليلمس خصلات شعرها بلطف.


غيث (بصوت هادئ):

"مهمتي دلوقتي هي إنك تبقي سعيدة، وإننا نبدأ حياتنا مع بعض من غير أي هموم."


غزل ابتسمت بلطف، وعينها مليئة بالحب والامتنان. ثم جلست على السرير ووضعته رأسها على الوسادة، معبرة عن الراحة.


غزل (بصوت ناعم):

"بجد أنا مش قادرة أصدق"


غيث جلس بجانبها، وضع يده حولها بلطف واحتضنها برفق.


غيث:

"وأنا كمان... في يوم من الأيام، كنت بحلم إني أكون معك هنا. مش بس زوجين، كمان أصدقاء، نساعد بعض في كل حاجة."


غزل رفع رأسها إليه، فالتقت أعينهما للحظة طويلة، ثم ابتسمت بحب.


غيث:

"أنتِ بتخلي حياتي أحلى من أي حلم. مش مهم أي حاجة تانية طالما أنتِ معايا."


أمسكت غزل بيده وأخذت نفسًا عميقًا، وكأنها تشعر لأول مرة أنها قد وجدت المكان الذي تنتمي إليه.


غزل:

"إحنا مش لوحدنا هنا... دي بداية جديدة لينا. دي بداية لحياة مليئة بالحب والصداقة."


غيث (بتفكير عميق):

"وأنا مستعد أعيشها معاكِ، ونكتب كل فصل مع بعض... ونحقق كل أحلامنا."


ابتسمت غزل، ثم نظرت إلى نافذة الغرفة وهي تعكس الضوء الدافئ من الخارج، بينما كان غيث بجانبها، يشعر أنه وجد المكان الآمن في هذا العالم.


غزل (بهمس):

"مفيش حاجة الدنيا تقدر تفرقنا."


غيث (وهو يمسك يدها برفق):

"أكيد... لأنه أنتِ حياتي، وأنا هكون دايمًا هنا ليكي."


ثم احتضنها برفق،  و أصبحت زوجته قولا و فعلا و فتحا صفحة حياتهما الجديدة، وهما يعرفان أنهما معا الآن، وهذا هو كل ما يحتاجان إليه  ، هل ستدوم سعادتهما أم أن للقدر رأي آخر ؟؟


            الفصل الثامن عشر من هنا 

    لقراءة جميع فصول الرواية من هنا

تعليقات