رواية غرام الفارس الفصل الاول 1 الثاني 2 بقلم فاطمة محمد


رواية غرام الفارس الفصل الاول 1 والثاني 2 بقلم فاطمة محمد

الفصل الاول 

كانت بغرفتها تقف أمام المرآه والحزن يكسو وجهها، كما كانت الدموع تملئ عينيها تتجهز من أجل زفافها علي أبن عمها فسمعت صوت طرقات متعجله علي الباب

ألتفتت برأسها و ابتعدت عن المرآه مكفكفة دموعها التى أنهمرت من مقلتيها قائلة بصوت مبحوح

-أتفضل

دلفت الخادمة عليها من الباب و اقتربت منها متمتمة بخفوت

-سيدي أيمن بيسألك خلصتي و لا لا لسه

أجابتها غرام على مضض

-عشر دقايق و اخلص اطلعي إنتي

أؤمات لها الخادمة و خرجت من الغرفه فظلت غرام مكانها تفكر بشئ ما حيث كانت تشعر بصراع داخلى أتطيع عمها الذى تولى تربيتها عقب وفاه والدها و والداتها فهي بقيت تحت جناحه لمدة ٥ سنوات تطيعه و تنفذ أوامره دون ان تتفوه بحرف او تعترض على شئ

وسرعان ما تذكرت ما حدث معها ليلة أمس عندما أستدعاها أيمن في مجلسه

《فلاش باك》

دلفت غرام المجلس مطأطأه الرأس  وهى تراه بجانب عينيها جالسًا هو و بلال ابنه فخرج صوتها مجيبة إياه بأحترام

- نعم يا عمي حضرتك طلبتني

أيمن بصوت ولهجة غليظة

-إنتي طبعا عارفه إني أنا اللي خدتك بعد موت أخوي و أمك و قعدت أصرف عليكي فلوس ياما و دلوقتي إنتي خلاص تميتي السن القانوني و أنا عاوزك تمضيلي علي الورق ده

رفعت غرام عينيها تنظر له بتسأول عن ماهية الورق

-ورق إيه عمي

أجابها بلال والسخرية و التهكم يملئان نبرته

- ده ورق تنازل منك عن أملاكك لعمك اللي رباكي و حافظ عليكي زي بنته و أكتر

أبتلعت غرام ريقها وعينها تدور على كلا من بلال و أيمن مجيبة إياهم بحزن دفين

- أيوه بس ده حقي أنا و أكيد اللي عمه صرفه عليا السنين دي متجيش حاجه في الأملاك دي يا ابن عمى

غضب بلال و صاح بغضب هادر

- يعني إيه يا بنت عمي هتعصي كلام أبوي

حركت رأسها بنفى قائلة بدفاع عن نفسها

- لا والله مش قصدي انا ق

قاطعها بلال بنبرتع التى لاتزال غاضبة

- اومال قصدك إيه ها

ضرب أيمن بعصاه علي الارض و أمر ابنه أن يصمت و نهض من مجلسه و أقترب من ابنه اخيه و أردف بنظرات غامضة ذات مغزى

-هتمضي و لا لا يا بنت اخوي

أزدردت ريقها للمرة التى لا تعلم عددها و أستجمعت قواها الضائعة أمام عمها و رفعت رأسها قليلًا مجيبة إياه بأسف

- أنا أسفة يا عمى بس إنتو كدا عاوزين تاخدو كل اللي ورايا و قدامي و

كادت أن تكمل لولا تلك الصفعه التى أنهالت على وجنتيها

وضعت يدها مكان الصفعة و تجمعت الدموع بمقلتيها وحاولت الحديث و هى مطرقة الرأس

-يا عمي أنا

قاطعها أيمن وهو يقبض على خصلاتها متمتم من بين اسنانه بنيرة فحيح الافاعى

-هتمضي علي الورق و لا لا سمعيني كده جوابك

غرام ببكاء و شهقات متقطعة

- يا عمي أسمعني

زاد من الضغظ على خصلاتها متمتم بسخرية و برود مميت

ها يا بنت اخوي قولتي إيه مستني قرارك

أؤمات غرام برأسها عدة مرات متتالية بخوف لا متناهى فتلك ليست المرة الأولي التى يتطاول فيها بيده عليها و هي تعلم العواقب التى ستقع على راسها إذا رفضت الرضوخ له

-حاضر، حاضر

و بالفعل قامت غرام بالتنازل عن أملاكها لعمها ومضت له على تلك الاوراق

《باك》

فجأها اليوم التالى عندما أخبرها بأن عرسها علي أبنه بلال سيقام اليوم دافعًا بوجهها فستان زفاف.... مجلبًا لها ثلاث فتيات لتجهيزها، فلن يسمح لها بتخريب العرس الذى يحضر له منذ اسبوع تقريبًا ولم يعلمها عنه شئ وكأنها هواء أمامه

وقع عينيها على النافذه المتواجده بغرفتها ففكرت بحل حتي تتخلص من هذه الزيجة و تلك المعضله فهي لن تستلم تلك المره و تنفذ ما يريده فيكفيها ما فعله معها حتي الان و لم يكن أمامها سوى الهروب

أبدلت ملابسها سريعا لاحدى العبائات السوداء الحريرية

وإتجهت ناحيه النافذه و قامت بفتحها و العبور للخارج و لحسن حظها لم يكن يتواجد أي من رجال عمها فتركت العنان لقدميها و هرولت مسرعه مبتعده عن المنزل و صوت طلقات النار الذي تضرب في الهواء أحتفالاً بزفافها

أما عن أيمن فنادي علي الخادمة حتي تنادي غرام و تذهب لمجلس الحريم و يحتلفوا بها

فذهبت الخادمة و طرقت الباب عده مرات و لكنها لم تتلقي جواباً ثم فتحت الباب فلم تجدها بغرفتها فقام بصفع نفسها علي وجهها و هي تردف

-يا مري يا مري اققوله إيه دلوقتي

خرجت من الغرفه فوجدت أيمن في وجهها فأبتلعت ريقها بخوف و اطرقت رأسها أحترامًا له

نظر لها ايمن بتفحص بسبب ذلك التوتر الذى اعتراها

- هي فين بنت المركوب دي أتاخرت ليه

الخادمة بتلعثم

-ستي غرام مش في أوضتها

أتسعت اعين ايمن و قال بترقب

- إنتي بتقولي إيه يا حرمة

-باينها هربت من الشباك يا سيدي

دفعها أيمن من طريقه و دلف غرفتها فوجد الغرفة فارغة و النافذة مفتوحه على مصرعيها  فخرج من الغرفه وهو يصيح علي رجاله أمرهم بالبحث عنها حول المنزل فمن المؤكد انها لم تبتعد كثيرًا

-بنت المركوب دي تروح تشوفوا هي فين و تجبوها هنا تاني أكيد ملحقتش تبعد من هنا يلا اتحركوا و انتو ملكوش عازه اكده

خرج الرجال للبحث عنها تنفيذا لاوامر أيمن فآتي بلال و هو يردف بتسأول

-في إيه، إيه اللى حصل

أيمن بغضب جحيمي

-بنت المركوب هربت فاكره انها ممكن تخلص مني لسه متعرفنيش

قطب بلال حاجبيه وتمتن بضيق

- هو مش خلاص خدنا منها اللي احنا عاوزينه سيبها تغور

- لا مش هسيبها كل ما بشوفها قدامي بتفكرني بابوها عشان كده بحب اذل فيها بشفي غليلي من أبوها

بلال بضيق

-ما خلاص يا بوي بقا انسي و بعدين ده كان اخوك برضو

- بس ابن الخدامه في الأول و الأخر اللي ضحكت علي أبوي و بسببها امي شافت المر الوان و قفل علي السيره بقا كفايه هروب بنت المحروقه دي

.................................................................

كانت تجري مسرعه تحاول الفرار من رجال عمها الذين يلاحقونها بعد هروبها من زفافها علي ابن عمها و لكنهم علموا بهروبها و أستطاعوا اللحاق بها و ها هي تحاول أن تفر منهم فهي لا تريد ان تعود لجحيم عمها مره اخري و خرجت علي الطريق بنفس الوقت الذي كانت سياره فارس تمر من هذا الطريق للرجوع لمنزله بعد ان انهي كل اعماله وقام بتصفيه شركته المتواجده بالقاهره فهو يريد التفرغ لاعمال جده فكان يشعر بأرهاق شديد و فجاءه ظهرت امام السياره فتاه يقوم بسحبها بعض الرجال و من الواضح انها لا تريد الذهاب معهم فقام بالضغط علي فرامل السياره ونزل من السياره و اتجهه ناحيتهم

فارس بانعقاد حاجبيه

-إيه اللي بيحصل هنا ده ممكن افهم

نظر الرجال بخوف لفارس فمن في الصعيد لا يعرف فارس العمري كبير الصعايده

أجابه احدهم قائلًا بنبة يشوبها التوتر

- مفيش يا بيه دي بنت اخو الحاج ايمن و انهارده دخلتها علي ابنه ايمن و هربت مننا و الحاج أمرنا نجبها

فارس بملامح متهجمه و هو ينظر لهم

- تقوموا سحبنها بالمنظر ده ليه بهيمه هي إياك

نظرت له الفتاه بلهفه بعدما لاحظت  خوفهم منه

فأردفت مسرعه

- الحقني أرجوك عاوزين يجوزوني غصب أرجوك ساعدني

نظر للرجال و أمرهم أن يتركوها مشيرًا لهم بالرحيل 

أسرعت غرام مهروله تجاه و قامت بتخبأه نفسها خلفه و قامت بالتشبث بملابسه كالطفل

فصاح على الرجال هاتفًا

-روحو قولوا لأيمن أن بنت أخوه عندنا في دوار العمري

أبتلعوا ريقهم بعدما تبادلوا النظرات وغادرو من أمامه مهرولين

فألتفت للفتاه و نظر لها و أردف بنبره متسائله

-إنتي كويسه

أماءت برأسها له و أردفت بهدوء

- هو انا فعلاً هروح الدوار

أؤما لها فارس برأسه وهو يفتح باب السيارة

-ايوه هتقعدي عندنا في الدوار لحد ما عمك يجي و نشوف إيه المشكله بينكم

أماءت برأسها مره أخري وأستقلت بجواره

نظر لها فارس وقال بهدوء

- إنتي اسمك إيه

نظرت له مجيبة إياه بخفوت

- غرام !!!

.................................................................

بعد مرور بعض الوقت

كانت تختلس النظرات له بين الحين و الاخر فكم سمعت عنه و عن شهامته و لكنها تراه للمره الاولي فعندما رأته لم تعرفه لكنها سرعان ما علمت هويته بفضل حديثه مع رجال عمها

نظر لها فارس فوجدها شارده

فلزم الصمت و نظر امامه مره اخري حتي وصلو للدوار

لم تفق من شرودها إلا عندما قام بنغزها في كتفيها

فارس و هو يضيق عينيه

-بقالي ساعه بنادي يلا وصلنا

أماءت له بموافقه و ترجلت من السياره فسار أمامها و فتح الباب لها ثم دلف و شاور لها ان تدلف هي الاخري و بمجرد ان دلفت غرام الدوار

سمعت صوت أنثوي يردف بغل و غيره واضحه

-مين دي يا فارس؟

نظر لها فارس نظره جعلتها تصمت مبتلعه باقى حديثها بجوفها

- أطلعي أوضتك يا فرح

والتفت ينظر تجاه غرام مره اخري و شاور لها حتي تتبعه و سار أمامها و هي خلفه ثم ألتتفت غرام حتي تنظر لفرح فوجدتها تبادلها النظر و لكن نظرات غيره و غيظ فنظرت أمامها مره أخري و سارت خلف فارس فظلت تتسأل مع نفسها أهذه زوجته فهي تعلم بأنه متزوج أحدي بنات أعمامه

وجدت فارس يقف أمام أحدي الغرف ويفتحها و يشاور لها حتي تدلف الي الغرفه و بالفعل دلفت غرام الغرفه فاردف فارس و هو يقف علي الباب بنبره هادئه بارده

فارس

- هتباتي هنا الليله لحد منشوف عمك هيعمل إيه

أؤمات له بموافقه دون أن تنظر و كاد يغادر فنادت عليه

غرام بتردد

- فارس

وقف فارس مكانه بعد أن سمعها تنادي بأسمه وألتفت لها و أقترب من الباب مره اخري ينظر لها بتسأول

غرام بخجل

- هو يعني الصراحه أنا

فارس بنفاذ صبر مصطنع

-عاوزة إيه أنطقي

غرام بخجل شديد

- أنا مكلتش حاجه من الصبح و بصراحه بقا عصافير بطني بتصوصو

كادت أن تفلت ضحكه منه علي اسلوبها الطفولي و خجلها الذي جعل وجنتيها حمراء مثل الفراوله و لكنه رسم الجديه علي وجهه و اردف بهدوء

فارس بأيماءه

-هقولهم يبعتولك اكل

أبتسمت له غرام

- أنا متشكره جداً لو مكنتش وقفت بعربيتك كان زماني متجوزه غصب بجد شكراً ليك جداً

فارس ببرود و هو يغادر

- العفو

ظلت غرام واقفه مكانها تنظر عليه حتي أختفي من امامها و بعدها دلفت الغرفه و اغلقت علي نفسها باب الغرفه

.................................................................

أنت بتقول إيه يا بن المركوبه أنت و هو

أحدي الرجال

- يا حاج احنا مكناش نقدر نقوله لا ده كان ممكن يقتلنا فيها

أيمن بغضب بعد أن علم بوقوع غرام في يد فارس

- و بعدين وياك يا بن العمري هتقعد تقفلي زي اللقمه في الزور كدا كتير و لا إيه

دلف بلال و صاح بغضب

-صحيح يا بوي أن ابن العمري خد غرام عنده في الدوار

أيمن بغل

- أيوه بس مش هسيبها حداه يلا بينا يا ولد

.................................................................

في غرفه فارس و فرح

فرح و هي تجز علي اسنانها :

- مين دي يا فارس و جايبها هنا ليه

تجاهلها فارس و لزم الصمت فأزداد غضبها بسبب تجاهله ذلك

فرددت سؤالها مره اخري

و لكن هذه المره غضب فارس و صاح بغضب

-أخرسي بقا مش عاوز أسمع صوتك فاهمه و لا لا

فرح و هي تحاول أمتصاص غضبه

- انا مش قصدي حاجه والله أنا بس عندي فضول أعرف مين دي اللي جبتها معاك و أنت جاي من مصر

فارس و هو يغادر الغرفه

-ملكيش صالح يا بنت عمي

.................................................................

بالاسفل وصل أيمن و ابنه بلال لدوار عائله العمري و طلب مقابله فارس

دلف الغفير الدوار و اتجهه ناحيه المجلس فوجد فارس جالساً بهيبته المعتاده

الغفير بأحترام مطرقًا رأسه للأسفل

-الحاج أيمن بره يا كبير و طالب يقابل جنابك

فارس بصرامه

- خليه يدخل

و بالفعل خرج الغفير و اصطحب معه ايمن و بلال

و بمجرد ان دلف أيمن المجلس ظل يتبادل النظرات مع فارس فاردف فارس

فارس بصوت غليظ

- هتفضل واقف عندك كتير و لا إيه

أيمن بنظرات غامضه

- ينفع يا كبير تاخد بنت اخوي و عروسه ابني و تقعدها هنا في الدوار

فارس بحده

-أولاً أنا مخدتش حد هي اللي هربت منكو

بلال بأنفعال

- و رجالتنا لحقوها و مسكوها و لولاك كانت زمانها مراتي دلوقتي

فارس بتهكم و سخرية لاذعة

- رجاله فين الرجاله دول عاد اللي كانو بيتشطروا علي حرمه و بيسحبوها بالطريقه دي

أيمن و هو يحاول تهدئه الجو المشحون

- طيب يا كبير حقك علينا ناديلي بنت أخوي بقا عشان ترجع معانا

فارس بنفس النبره الصارمه

- هترجع معاكم بس بشرط تلغي جوازه ابنك منها

أيمن باستنكار

- ازاي يعني الكلام ده لا طبعا مينفعش انت عاوز أهل البلد يقولوا ان مقصوفه الرقبه دي هربت من ابني يوم دخلتهم

فارس بهدوء ظاهرى

- ده اللي عندي تلغي الجوازه تاخد بنت اخوك مش هتلغيها مش هتاخدها و هتفضل هنا

غضب ايمن من تحكمه وصاح بأنفعال

-لا انت زودتها اووي أنا همشي دلوقتي و هاجي بكره للحاج نبيل نشوف إيه الحكايه بالضبط

غادر أيمن و بلال تحت نظرات فارس البارده

.................................................................

بعد أن غادر أيمن القصر تبدلت ملامحه من الغضب للخبث فأستغرب بلال من تبدل والده و عقد حاجبيه و اردف باستفهام

-ممكن افهم في إيه بالضبط و أنت ناوي علي ايه

اجابة بنبرة ذات مغزى

- هقولك بعدين المهم دلوقتي عاوزك تنشر في البلد خبر ان غرام بنت اخوي هربت يوم دخلتها و اللي ساعدها علي كده فارس العمري و مخليها في الدوار حداه خلينا نشوف ابن العمري هيعمل إيه في الفضيحه ديه و هيلمها أزاي

يتبع ........


الفصل الثاني

في صباح يوم جديد

أستيقظ فارس من نومه فوجد فرح ما زالت تغط في النوم فنهض من علي الفراش و تناول هاتفه ليجدها التاسعه صباحا فدلف الحمام حتي يستعد للنزول و الفطار مع العائله و بالفعل أستعد فارس و عندما أنتهي قام بأيقاظ فرح من نومها

فارس بصوت متحشرج : فرح فرح يلا قومي الساعه تسعه

فرح و هي تفتح عينيها : خلاص صحيت يا فارس

فارس بنبره شبه آمره غليظة : طيب يلا قومي ألبسي و حصليني علي تحت و متتأخريش زي كل يوم

فرح بتأفف : مش هتأخر حاضر

نزل فارس للأسفل فوجدهم يتناولون طعام الأفطار

فارس بصوت غليظ : صباح الخير

الجميع بصوت واحد : صباح النور

جلس فارس بمكانه بجانب جده و بدأ بتناول طعامه حتي أردف جده متسائلاً عن زوجته

فارس و هو يقضم الطعام و ينظر ناحيه جده : نازله يا جدي و بعدين أنت عارفها عادتها و لا هتشتريها

ثم نظر أمامه مره اخري فتذكر غرام فنادي علي هنيه الخادمة

فارس بصوت عالي : هنيه

أتت الخادمه مهروله : ايوه يا بيه

فارس : روحي أوضه الضيوف و بلغي الضيفه تيجي تفطر معانا

هنيه و هي تؤمأ برأسها : حاضر يا بيه

و غادرت من أمامهم حتي تنفذ ما أخبرها به

رفع فارس رأسه فوجد الجميع ينظرون له باستفهام!!!

نبيل باستفهام : مين الضيفه دي يا ولدي

فارس بهدوء : دي تبقا بنت راشد المنشاوي قابلتها أمبارح و أنا راجع علي الطريق كانت بتجري من رجاله عمها أيمن كان عاوز يجوزها غصب من أبنه بلال

أوما نبيل له براسه و هو ينظر له نظرات غامضه و هناك ما يدور بعقله

أتت غرام أثناء حديثهم فنظر لها الجميع

فارس و هو ينظر لها: تعالي اقعدي عشان أفطري يلا

أقتربت غرام من الطاوله

غرام بخجل : صباح الخير

رد عليها الجميع ما عدا الجد فظل ينظر لها نظرات غير مفهومه غامضه لـ تلاحظ غرام نظرات الجد فسيطر عليها التوتر و الارتباك

اشار لها فارس حتي تجلس فـ أقتربت و جلست معهم و بدأت في تناول الافطار معهم حتي دلف عليهم أحد الغفر ثم اقترب من الجد و همس له ببعض الكلمات الذي جعلت الغضب يسيطر عليه

نهض نبيل العمري من علي الطاوله و هو يضرب بعصاه علي الارض و يردف بلهجه حاده و غاضبه : فارس قوم ورايا علي المكتب

نهض فارس بأستغراب و أندهاش من نبره جده و دلف خلفه المكتب

الجد : انت متاكد أن انت ساعدتها للحرمه اللي قاعده بره دي

فارس بأنعقاد حاجبيه : انت بتشكك في كلامي و لا ايه يا جدي

الجد بغضب : البلد كلها بتكلم عنك أنت و هي بيقولوا أن فارس العمري هو اللي هرب بنت المنشاوي يوم دخلتها و جابها الدوار حداه و بيقولوا عليها انها عشيقتك 

فارس بغضب : ايه الحديث الماسخ ده انا هقطع لسان كل اللي أجرء يجيب سيرتي علي لسانه

و كاد فارس ان يخرج فأوقفه الجد

الجد بغضب : انت رايح فين دلوقتي

فارس بغضب اشد : رايح اوقف كل واحد جاب سيرتي عند حده مش فارس العمري اللي يحصل معاه كده

خرج من غرفه جده و هو ينوي أن ينهي هذا الموضوع

.................................................................

أما فرح فبعد نزول فارس للافطار مع العائله غطت في النوم مره اخري و لكنها استيقظت علي صوت طرقات علي الباب نهضت فرح و فتحت الباب فوجدت والدتها أمامها

فرح بتأفف : في إيه ياما علي الصبح

وأتجهت ناحيه الفراش مره اخري

وفاء بغيظ من تصرفات ابنتها و لامبالتها : أنتي نايمه هنا و مش دريانه باللي بيحصل من ورا دهرك

فرح و هي تعتدل علي الفراش و تنتبه لحديث والدتها : إيه اللي حصل ياما

وفاء بكره وغل : ابن فاطمه جايب واحده الدوار و مقعدها في أوضه الضيوف و البلد كلها بتحكي عليهم بيقولو أنها من عيله المنشاوي و كان فرحها علي أبن عمها و أنه جوزك هربها يوم الفرح و جابها هنا و بيقولو كمان انها عشيقته

فرح بصدمه : أنتي بتقولي إيه ياما

ثم استرسلت حديثها:  أنتي متأكده من اللي بتقوليه ده

وفاء و هو تجز علي أسنانها : أنتي إيه مبتفهميش بقولك البلد كلها بتكلم عليهم

.................................................................

خرج فارس من الدوار و أتجه ناحيه الغفر فرآه الغفر فنهضوا من مجلسهم أحتراما له

فارس بلهجه حاده و صوت غاضب : عاوز اللي مسئول عن اللي حصل يبقا عندي هنا و تحت رجلي مفهوم و لا لا

اماء له الغفير متمتم: مفهوم جنابك

رحل فارس من أمامهم عائدا للدوار مره أخري

.................................................................

بعد أن سمعت فرح هذا الحديث من والدتها غضبت كثيرا فنهضت من علي فراشها و اتجهت ناحيه باب الغرفه و فتحته بعنف و خرجت مهروله من الغرفه تنوي ان تلقن تلك الفتاه درسا لن تنساه و اتجهت ناحيه غرفه الضيوف و وفاء خلفها و ظلت تطرق الباب بعنف و هي تردف بصياح غاضب

فرح بغضب جحيمي : أفتحي الباب، افتحى الباب ده

فزعت غرام من هذا الطرق العنيف و ابتلعت ريقها بخوف و اقتربت من الباب تنوي فتحه و معرفه ما يحدث

فرح و هي تطرق الباب بعنف : بقولك افتحي يا و**

فتحت لها غرام و انصدمت مما فعلته فرح بها فهي بمجرد ان فتحت لها الباب قامت بجذبها من خصلاتها و ظلت تكل لها الصفعات و الضربات هي و والدتها

وفاء و هي تسدد لها اللكمات : اه يا فاجره عاوزه تخربي علي بنتي وتخدي منها جوزها

فرح بصياح : مش هسمحلها ياماما سامعه مش هسمحلك تاخديه مني

كل هذا تحت صراخ غرام من عنفهم و ضربهم لها فتجمع كل من بالمنزل ناحيه الصوت لـ يجدو وفاء و فرح يضربان الضيفه

فاطمه بغضب : في ايه يا وفاء بتضربوها ليه اكده

فرح : الهانم الحلوه تبقا عشيقه جوزي و البلد كلاتها عرفت و بيكلمه عنهم عرفتي بنضربها ليه يا خالتي

في نفس الوقت كان فارس يدلف للدوار و وصل لمسامعه صوت صريخ و أصوات عاليه قادمه من ناحيه غرفه الضيوف فأتجه بسرعه ناحيه الغرفه فوجد زوجته و والدتها يضربون غرام بعنف و هي علي الارض و تصرخ و كل من بالمنزل شاهدوا هذا ووالدته تحاول الفض بينهم اما غرام فكانت قد استسلمت لهم تماما بعدما راخت قواها

فارس بصوت عالي و غاضب  : فرح ابعدي عنها

أبتعدت فرح عنها و أقتربت منه و أردفت بغل : خايف عليها ليه ها يبقا الكلام مضبوط و بنت الكلب دي عشيقتك

صفعها فارس علي وجها بعدما أحتدت عيناه ونظراته ونظر لخالته وفاء : خالتي طلعي بنتك أوضتها و خليها تخاف علي نفسها

أبتلعت وفاء ريقها بخوف منه فهي تعلم انه لن يمر الامر مرور الكرام فأخذت ابنتها من يديها و صعدت بها و هي تلعن تسرع ابنتها و تلعن نفسها لانها لم توقفها و تمادت معها

أما فارس فاتجه هو و والدته ناحيه غرام التي كانت أعتدلت في جلستها و ضمت ركبتيها و كانت تبكي بشده

نظر لوالدته و هو اردف بهدوء ظاهرى

فارس : أمي لو سمحتي دخليها أوضتها و أنا هبعتلك هنيه خليها تمسحلها وشها و تدهنه

أؤمات له والدته و نظرت لغرام بشفقه و قامت بمساندتها علي النهوض

فاطمه : قومي يا بنتي قومي

فنهضت معها غرام و دلفوا الي الغرفه

.................................................................

أيمن : عفارم عليكم يا رجاله هو ده الكلام الصح

دلف بلال مجلس والده فوجده مجتمع برجاله

بلال بغضب : اطلعو برا

فنظر الرجال لايمن الذي أؤما لهم برأسه حتي يغادروا

بعد أن خرج رجاله أردف بلال بأنفعال

بلال : البلد كلها بتحكي عن غرام و فارس يا بوي بيقولو انها عشيقته

صدح صوت ضحكات والده بالمكان و اردف من بين ضحكاته

أيمن : طب و أنت إيه اللي مضايقك

بلال بأستنكار : أزاي يعني يا بوي دي بنت عمي في الاول و الاخر يعني من لحمنا و دمنا و احنا متفقناش علي كده انت قولتلي انهم هيحكو انها هربت و اللي ساعدها فارس لكن عشيقته دي لا يا بوي كده سمعتها بقت علي كل لسان في البلد

أيمن : متتحمقش اووي بس كده و بعدين هو ده اللي انا عاوزه يحصل

بلال باستغراب : عاوز سمعتها تبقا علي كل لسان ليه يا بوي !!!

أيمن بخبث : عشان اغسل شرفي بيدي و اقتلها و محدش يقولي تلت التلاته كام فهمت بقا

بلال بانفعال : بس أحنا مكناش متفقين علي أننا نموتها و بعدين عاوز تموتها ليه ما انت خدت اللي انت عاوزه

أيمن بغل : صحيح خدت اللي انا عاوزه بس انا مش هسيبها عايشه لازمن تحصل ابوها مش هطيق حاجه من ريحته تبقا عايشه و فيها نفس لازمن تحصل ابوها و امها

.................................................................

دلف فارس الغرفه و قام بدفع الباب خلفه بقوه  فوجد خالته ما زالت مع زوجته بالغرفه و تحاول تهدأتها فهي ما زالت غاضبه

فارس بصرامه : أطلعي بره يا خالتي

نظرت لابنتها و أومأت له راسها و خرجت من الغرفه

فاقترب فارس من فرح : أنا عاوز افهم بقا ايه اللي انتي عملتيه ده ؟

فرح بغل : تفهم !

هو انت عاوزني اشوفك جايب عشيقتك لحد هنا و اسكت و اسيبها كدا في حالها

فارس بسخريه : لا اضربيها و بهدليها

وسرعان ما أقترب منها و قام بجذب شعرها

فارس بصوت كفحيح الافاعي : انتي عارفه كويس اني مبحبش امد ايدي علي حرمه بس انتي زودتيها اوووي انهارده يا فرح

فرح بوجع : اه يا فارس شعري

فجذبه بقوه اكبر : عارفه يا فرح لو اللي حصل ده اتكرر تاني

فرح بتوجع : ااه خلاص بقا سيب شعري يا فارس

ترك فارس خصلات شعرها و قام برفع سبابته و اردف بنبره محذره

فارس: أنا قولتلك و أنتي حره يا بنت عمي

وخرج من الغرفه مغلقًا الباب من خلفه بغضب

.................................................................

ذهب ايمن مع رجاله بعد ان رفض بلال أن يذهب معه فهو لا يوافق علي ما يريد ابيه فعله بابنه عمه الي دوار العمري و طلب أن يقابل نبيل العمري

بلغ الغفير نبيل العمري بمجئ أيمن المنشاوي

فقام الغفير بأصطحاب أيمن و لكن دون رجاله لحديقه الدوار فاصطنع ايمن الغضب و هو يقترب من نبيل العمري

نبيل : تعال يا أيمن

أقترب ايمن منه و هو يردف : انا عاوز بنت خوي يا حاج

أومأ له نبيل : حقك طبعا دي بنت اخوك

أتي فارس من خلفهم و اردف بتحدي

فارس : لا مش حقه لما يبقا عاوز يجوزها ابنه غصب يبقا مش حقه يا جدي

أيمن بغل و غضب مصطنع : أنت بذات متتكلمش بعد عملتلك السوده بقا اجيلك أمبارح عشان أخدها من هنا تقولي يأما الجوازه تتلغي ياما مش هأخدها و في الاخر تطلع بتعمل كله ده عشان الهانم تبقا عشيقتك

أقترب فارس منه و هو يسدد له اللكمات: لما تتكلم مع فارس العمري تتكلم بادب فاهم و لا لا

ضرب نبيل بعصاه علي الارض : كلام فارس مضبوط يا أيمن من امتي بتتكلم ويانا بالطريقه دي

أيمن بأسف مصطنع : معاك حج يا حاج حقك عليا بس أنا عاوز بنت أخوي لازمن ترجع معايا

فارس بعند : مش هترجع و مش هتجوز غصب

أيمن بسخريه : هو انت فاكرني لسه عاوز اجوزها ابني و لا ايه

ف اكمل بغل : لا انا عاوز اغسل عاري بايدي

فارس بدهشه : عار ايه اللي بتكلم عنه يا راجل انت انا بنت اخوك أول مره اشوفها كانت امبارح

أيمن : اه و انا المفروض أصدق الكلام ده صح

ثم نظر لنبيل : انت يا حاج كبير البلد دي و معروف بانك بتحكم بالعدل و انتو دلوقتي واخدين بنت اخوي و انا عاوزها لازمن اغسل عاري اللي اتلوث بسبب حفيدكم

نبيل و هو يقف من مكانه : لم لسانك يا ايمن و اعرف انت بتكلم عن مين و عند بعند بقا بنت اخوك مش هتتحرك من هنا

ايمن بصدمه : يعني إيه الكلام ده هتتستر عليهم و هتخليله عشيقته هنا حداه فى الدوار

فارس بغضب و يمسكه من قميصه بعد ان فهم ما يدور بذهنه : بقولك ايه متستعبطش علينا و قول أنك بتلكك عشان تقتل بنت اخوك و لقيتها حجه عشان تتخلص منها

نبيل باستفهام : ايه اللي انت بتقوله ده يا فارس ؟

فارس بغضب : اصل بالعقل كده يا جدي رجالته كانو مسكينها يوم الفرح و بيرجعوها معاهم بالعافيه و انا شفتهم و انا راجع و خدتها منهم و رجالته شاهده يبقا منين مصدق إني أنا اللي هربتها و مش بعيد يكون هو اللي مطلع الأشاعه دي عشان عاوز يقتلها

ثم نظر لايمن : قولي بقا عاوز تقتلها ليه ها

أيمن بكدب : إيه التخاريف اللي بتقولها دي انا رجالتي ممسكوش حد و محصلش اي حاجه من اللي انت بتقولها دي و بنت خوي هاخدها يعني  هاخدها

فارس بغضب : و انا قولت كلمتي ووريني هتاخدها ازاي

نادي فارس علي الغفر و آمرهم باخد ايمن و رجاله و طردهم من الدوار فخرج ايمن من الدوار و هو يتوعد بانه سيعود و سيرحل بها المره القادمه فهو لن يعود الا بها

.................................................................

بعد رحيل أيمن جلس فارس مع جده حتي يجدو حل لتلك المعضله

نبيل و هو يزفر بضيق : أيمن مش هيسكت و الفضيحه دي لازمن تتلم

فارس بأنفعال : طب يبقا يوريني هيعمل إيه

نبيل بتفكير : مش هو اللي هيعمل اهل البلد هما اللي هيكلمو اكتر و اكتر و هيقولو انك طمعت في بنت اخوه و خدتها من ابنه و بعدين سمعه البت انضرت خلاص بعد ما قالو عليها عشيقتك و اسم عيله العمري هينضر من اللي حصل ده

صمت فارس بغضب من ايمن و من اهل البلد اهذا جزائه لمساعدته لهذه الفتاه اليتيمه

فارس : طب و بعدين يا جدي ايه الحل

نبيل بتفكير : مفيش حل غير انك تتجوزها....


         الفصل الثالث والرابع من هنا 

 لقراءة جميع فصول الرواية من هنا


تعليقات