
رواية إنتقام الجزء الثاني الفصل الرابع 4 بقلم رباب حسين
إنتقام( وعد الزين)
سئمت من حرب عقلي وقلبي معاََ..... كلما اقترب مني وضع عقلي ألاف الحدود بيننا الأول كان إنتقامي الكاذب والآن خوفي هو من يقف بيني وبينه..... أخاف أن أعود إليه مرة أخرى وأشباح الماضي تطاردنا وتفرق بيننا..... أخاف من تعلقي به ثم فقدانه ...... أخاف من خسارة هذا العشق الذي ينبض له قلبي وأن أفقد عناقه الدافئ الحنون...... أخاف على قلبي من وجع الفراق بعد التنعم في جمال عشقه..... سامحني يا حبيبي فلن أستطيع أن أُمني نفسي بقربك ثم أُحرم منك
ظلت وعد تتأمل الباب المغلق الذي فصل بينها وبين زين وصدى كلماته وصوته الحزين مازال في عقلها يتردد مراراََ وتكراراََ وتزداد رغبتها في الركض خلفه لتلحق به وترتمي بين أحضانه ولكن الخوف يسيطر عليها فوقفت مكانها لم تتحرك حتى سمعت صوت طرق الباب فدب الأمل في قلبها على أنه عاد إليها مرة أخرى فصاحت بصوت عذب : أدخل
فُتِح الباب ولكن خاب أملها عندما رأت غادة هي من تدخل الغرفة فذهبت إبتسامتها وحل محلها الخوف والتوتر وقبضت يدها ثم نظرت إلى غادة التي تنظر إليها نظرة بريئة ثم قالت : نورتي بيتك يا حبيبتي
نظرت لها وعد ولم تصدق ما سمعت فأخذت تلتفت حولها وكأنها تبحث عن شخصاََ أخر خلفها ربما هناك أحد تتحدث إليه غادة ولكن لم تجد أحداََ فقالت في تعجب : أنا ؟!!
أماءت لها غادة والإبتسامة مشرقة على وجهها وقالت : طبعاََ إنتي..... إنتي عارفة أنا فرحت أد إيه لما عرفت إنك بنت منار أختي؟!!! إنتي مش متخيلة منار ديه كانت بنسبالي إيه..... كانت أختي وصاحبتي..... لما ماتت حسيت إني خسرت حتة من روحي وكمان لما قالو إنك موتى معاها حزني كان أكبر..... كنت بقول يارب كان بس نور تفضل في حضني تعوضني عن غيابها وارجع أقول سامحني يارب مش قصدي بس وجه الفراق وحش..... كانت أختي الصغيرة اه بس كانت أقرب واحدة ليا في الدنيا..... وزي ما يكون ربنا رجعك لحضني تاني بعد ما عامر راح مني
كانت وعد تستمع إلى حديثها وشعرت بصدق مشاعرها وفرحت كثيراََ عندما تيقنت أنها لا تخدعها فنظرات عينيها تبعث حناناََ لم تراه من قبل.... وأين تراه؟! فقد حرمت من حنان الأم وتربت على يد قاتلة طامعة لا تعرف للحب والعاطفة معني ولكن عندما ذكرت إسم عامر تلاشت سعادتها بهذا الحديث وحل محله الحزن والخوف من أن تحملها غادة مسؤلية موت عمها.... لاحظت غادة هروب عين وعد من النظر في عينيها فقالت : إنتي فاكرة إني هشيلك مسؤلية موت عامر؟
نظرت لها وعد بعين باكية مليئة بالدموع فأدرفت غادة : لا إنتي ولا سمر ليكو علاقة بموته..... أنا إتكلمت بنفسي مع المحامي ووكيل النيابة وأكد إن سمر ملهاش علاقة بقتله
وعد : بس أنا..... أنا دخلت البيت عشان أقتله..... ودخلت سمر البيت ده وسطكم..... أنا خدعتكم وخدعت زين..... ومش قادرة أسامح نفسي أبداََ ومش متخيلة إنكم في يوم ممكن سامحوني.....بس والله غصب عني..... لو كنت أعرف الحقيقة مكنتش عملت كدة أبداََ
اقتربت منها غادة في حزن وضمتها إلى صدرها هنا وشعرت وعد بعاطفة الأمومة التي لم تشعر بها قط..... أغمضت عينيها وهدأت كطفل رضيع يبحث عن أمه ووجدها حقاََ..... ما هذا الشعور الدافئ؟.... أشعر وكأني بأمان فلا خوف ولا حزن.... إختفت ألامي كافةََ بين ذراعيها.... هدأت وعد كثيراََ وشعرت غادة بذلك فظلت ترتب على ظهرها في حب وإبتسامة رضا مرسومة على وجهها وبعد قليل من الوقت رفعت رأسها إليها ونظرت إلى وجهها الباكي وقالت : أنا ربنا مرزقنيش ببنات..... وأول ما منار ولدتك قولتلها دي هتبقي بنتي وهاخدها لزين..... تخيلي إنك مخطوبة لزين من وإنتي في اللفة..... قعدنا أول سنة مش عارفة أنزل وأشوفك وزعلت أوي لما حصلت الحادثة من غير حتى ما أشيلك بين أيديا...... إنتي متخيلة الحضن ده متأخر بقاله ٢٥ سنة...... الحمد لله إنك رجعتي لحضني وإنك مرات إبني..... من هنا ورايح أنا ماما مش خالتو ولا حماتك..... تقوليلي ماما
أماءت لها وعد وهي تبكي من السعادة وقالت : يعني إنتي مش زعلانة مني؟
غادة : ولا عمري هزعل منك..... حتى لو زين جيه واشتكي منك في حاجة هقوله برده إنت اللي غلطان..... تعالي أقعد بقي وأرتاحي إنتي لسة تعبانة..... وبعدين بطلي عياط الدكتور قال إيه!!!!
نظرت لها وعد في سعادة وقالت : ياااااه..... أنا عمر ما حد خاف عليا كدة..... هو ده شعور الأمومة بجد؟!!!
هربت الدموع من عين غادة ووضعت يدها على شعر وعد وقالت : الله ينتقم منها اللي حرمتنا من بعض...... قوليلي يا وعد عملت فيكي..... أحكيلي
وعد : لا لا.... مش عايزك أفتكر حاجة..... عايزة أفضل في حضنك بس.... حضنك حلو أوى.... أنا عرفت زين جايب الحنية منين
إبتسمت غادة وفتحت ذراعيها لها وضمتها مرة أخرى وظلت وعد تضع رأسها على عاتقها وقالت : يا ترى خالتو سناء وشهد زعلانين مني كمان؟!!!
تنهد غادة وقالت : بصي شهد مش زعلانة منك خالص..... ديه أنا متأكدة منها..... إنتي عارفة إن شهد واخدة شوية من طبع منار مامتك..... كل اللي شهد بتعمله ده بسبب سناء
وعد : بصراحة مش مصدقة..... أصل أكيد زين لغى الجواز وشهد زعلانة
غادة : شهد مش زعلانة ولا حاجة..... شهد هتتخطب ليامن قريب....كنا مستنين ترجعي بالسلامة ونعمل الخطوبة
إعتدلت وعد في صدمة ونظرت إليه وقالت : إيه ده؟ معقول؟!!!! لا لا مش مصدقة..... يامن وشهد..... وده حصل إمتى؟
غادة : يامن كان بيحبها من زمان بس سناء بقى كانت زارعة في دماغها إنها مش هتتجوز غير زين.... ولما الموضوع دخل في الجد شهد حست إن زين مينفعش يبقى جوزها وإنه أخوها وبس..... ولما حصل اللي حصلك ده إتكلمت مع زين وخدو قرار سوا وبعدين يامن إتقدملها
وعد : بجد مفاجأة..... يعني كدة شهد فعلاََ مش زعلانة مني واللي قالته تحت ده كان حقيقي؟
غادة : حقيقي..... شهد فرحانة إنك طلعتي بنت خالتها فعلاََ وأنا متأكدة إنكم لو قربتو من بعض هتحبو بعض أوي زيي أنا ومنار
إبتسمت وعد في سعادة وقالت : ياااااه يعني هيبقي ليا أخت كمان.... الحمد لله يارب..... ده أنا كنت هطلب من جدي يجبلي شقة برا
غادة : لا شقة إيه..... إنتي عايزة زين يسيبني ويمشي؟!!!
وعد : لا.... أنا... أنا كنت همشي لوحدي
غادة : لسة زعلانة منه؟
وعد : مشاعري متلغبطة أوي..... وفيه حاجات كتير جوايا مخوفاني
غادة : طول ما إنتي في وسطنا متخافيش من حاجة..... خدي وقتك وأنا متأكدة إن زين مستنيكي وهيفضل مستني.... هسيبك ترتاحي لحد معاد الغدا..... قوليلي تحبي تاكلي حاجة معينة؟
وعد : أكتر أكلة ماما كانت بتحبها
إبتسمت غادة وقالت : من عيوني.... بس يارب تعجبك
أمسكت غادة يد وعد وجذبتها خلفها حتى وصلا إلى الفراش ووضعت وعد به وقامت بدثرها تحت الغطاء جيداََ وقبلتها ثم ذهبت إلى أسفل لتعد لها الطعام وما أن نزلت إلى أسفل حتى وجدت سناء تقف أمامها والغضب يسيطر عليها فقالت : إطمنتي يا أختي عليها..... طبعاََ ما هي حبيبة القلب بنت منار الغالية لكن أنا وبنتي ملناش لازمة صح..... مش فارق معاكي بقى بنتي تتجوز مين ولا ترموها لواحد فقير زي ما رميتوني زمان صح؟!!
غادة : إيه يا سناء اللي إنتي بتقوليه ده..... إنتي ليه شايفة الموضوع كدة؟ هو أنا أعترضت على شهد من الأساس بالعكس ده أنا كنت بحاول بكل الطرق أخليها تتجوز زين بس البنت قالت مش عايزاه وزين قلبه إختار واحدة تانية وكل واحد فرحان باللي هو فيه ومبسوط في حياته..... عايزاني أعمل إيه بجد أجوزهم غصب وأعيشهم في جحيم عشان خاطر ديه بس رغبتك؟
سناء : متضحكيش عليا يا غادة..... إنتي من ساعة ما عرفتي إن وعد تبقى نور وإنتي الفرحة مش سيعاكي..... ونسيتي بنت أختك اللي إنتي مربياها على إيدك وعايزة تخلي إبنك يفضل مع وعد تربية سمر..... سمر اللي قتلت أختك صح؟
غادة : أياََ كان مين اللي رباها.... ديه بنت منار..... بنت أختك إنتي كمان اللي إتحرمت من حنان أمها..... اطلعي شوفي البنت حالتها إزاى..... شوفي قلبها بيتقطع إزاى من حرمان الحب والعاطفة طول حياتها..... مش كفاية اللي سمر عملته فيها هنيجي إحنا ونكمل عليها يا سناء..... إهدي كدة وفكري بعقلك..... يامن شاب محترم وميتخيرش عن زين أبداََ وهيحافظ على بنتك بس إنتي إديله فرصة
ذهبت غادة إلى المطبخ وتركت سناء تقف وحيدة وعزمت الأمر على إفساد كل شئ وأن يتزوج زين وشهد وسوف تفعل كل ما تستطيع لتصل إلى ما خططت له
أما زين فقد ذهب إلى الشركة وما أن دخل مكتبه حتى دخلت خلفه جومانا وقالت : حمد الله على السلامة يا مستر زين..... أنا مصدقتش لما شفت حضرتك داخل المكتب
جلس زين وقال : الله يسلمك يا جومانا..... عاملة إيه؟
إبتسمت جومانا وقالت : مش ناقصنا والله غير وجود حضرتك.... الشركة من غيرك هادية كدة
إبتسم زين وقال : معلش بقى كانت ظروف وعدت..... قوليلي أخبار المساعدة الجديدة إيه؟
جومانا : الأتش أر مجبوش حد تاني بعد أخر واحدة حضرتك رفضتها
زين : أنا بس صعبان عليا تشتغلي هنا وماسكة الشغل مع جاسر كمان
جومانا : أنا قلت لحضرتك من بدري إني ممكن أقوم بالأتنين عادي..... ولا حضرتك خايف أطلب زيادة في المرتب؟!!
زين : لا أبداََ..... وأكيد لو عايزة زيادة هتاخدي طبعاََ..... بس أنا مش عايز أعمل ضغط شغل عليكي
جومانا : متقلقش يا مستر زين..... أنا عارفة أقوم بالأتنين عادي جداََ..... لو حضرتك هتبدأ تنزل الشغل من بكرة أبدأ أنظم جدول المواعيد؟
زين : لا خليها بعد بكرة..... أنا الصراحة بقالي فترة كبيرة مش بنام كويس ومحتاج أرتاح....أنا معرفش جيت هنا ليه النهاردة بس يمكن المكتب وحشني
جومانا : أو يمكن متضايق أو بتهرب
صمت زين قليلاََ وبداخله يعلم أنه حقاََ يهرب من المنزل فوجود وعد بجواره ولا يستطيع أن يقترب منها أو يتحدث معها يؤلم قلبه ففضل الهروب
لاحظت جومانا صمته وعلمت أنه يفكر بشئٍ ما فقالت : مستر زين.... حضرتك كويس؟
نظر لها زين وقال : اه..... اه كويس..... أنا هقعد بس أشوف الشركة واصلة لحد فين وبعدين همشي.... وبعد بكرة إن شاء الله نبدأ بالمواعيد وأهم حاجة عايز إجتماع مع المدراء كلهم
خرجت جومانا وبعثت برسالة لمنصور تخبره بأن زين عاد للشركة وأنها أصبحت مساعدة له.... إستلم منصور الرسالة وهو يجلس مع غالب فنظر له بعد أن قرأها وقال : شفت.... الخطة ماشية مظبوط
غالب : يا باشا كان زمانا مخلصين
منصور : إفهم بس..... دلوقتي زين هو الوريث الوحيد من غيره كل الأملاك ديه هتروح لجاسر وخالته وأمه وبنت خالته...... جاسر ده بقى أصعب من زين بمراحل..... زين زكي في الشغل اه زي نصار بس جاسر مبيرحمش..... قلبه ميت لو عرف إن إحنا اللي قتلنا زين وعامر هيخلص علينا..... خلينا ماشيين زي ما احنا وقريب أوي هنوصل للي إحنا عايزينه..... وبعدين أنا مش إديتك مبلغ رفع معاك الشركة وسددت ديونك مستعجل على إيه بقى؟
غالب : يا باشا حضرتك أمرت بقتل عامر وأنا نفذت وقتي وكمان إيه محدش شك فينا لحظة فا كنت فاكر هتخلصني من زين وقتي برده
منصور : كله هيتم.... بس الصبر حلو.... خلينا بقى نشوف أخبار البضاعة وهنستلمها فين
أما وعد فقد إستيقظت وأخذت حمام دافئ و نزلت إلى أسفل وجدت جاسر ويامن وشهد يجلسون معاََ بالبهو ولحق بها نصار على الدرج وقال : وعد..... كنت لسه هقولهم يصحوكي
إلتفتت وعد له وقالت في إبتسامة : وأنا كنت لسة بدور عليك يا جدي
اقترب منها نصار وأمسك يدها وقال : تعالي بقى نقعد معاهم على ما غادة تجهز السفرة عشان نتغدى سوا
اقتربت وعد منهم ثم جلس نصار وجلست بجوارهم
إبتسم يامن وقال : حمد الله على السلامة يا وعد..... الحمد لله إنك رجعتي بيتك
نظرت له وعد وتعجبت من إبتسامته وقالت : الله يسلمك
يامن : من قلبي على فكرة..... مالك مستغربة كدة ليه؟
وعد : بصراحة فيه حاجات كتير مستغرباها
شهد : وأكيد أنا من ضمنهم..... صح؟
أماءت لها وعد بنعم
شهد : معاكي حق بس والله مش بكدب عليكي
يامن : إحنا لازم نعمل هدنة عشان خلاص هنبقى عيلة واحدة..... مش هنحدد ميعاد الخطوبة بقى يا نصار باشا؟
نصار : مستعجل على إيه؟ مش لما تجيب أهلك الأول
يامن : أنا ممكن أروح أجيبهم دلوقتي
ضحكو جميعاََ وقال نصار : الصراحة يا يامن زين مش عاجبني خالص.... ده حتى خرج ومرجعش لحد دلوقتي..... لما يرجع هشوف هنحدد الميعاد إمتى وأهلك يشرفونا إن شاء الله
يامن : زين في الشركة مرديش يروح
ثم نظر إلى وعد وهو يتحدث وقال : واضح إن فيه حد لسة زعلان منه
نظرت له وعد ثم عادت النظر إلى نصار
شهد : والله يا وعد لو تشوفي حالة زين كانت عاملة إزاى وإنتي في العمليات كنتي نسيتي كل اللي حصل وسامحتيه
وعد في حزن : فيه حاجات كتير وجعاني مش عارفة أنساها بسهولة.... عايزة وقت..... معلش إنتو عدي عليكو ال ٣ أسابيع دول وحسيتو بيهم وأكيد نسيتو بس أنا لسة فاكرة إني كنت هنا من يومين شيفاكي واقفة جنبه بفستان الفرح
لاحظت وعد نظرة يامن لشهد وكأنه يشعر بنفس ألمها فقالت : أنا مش قصدي يا يامن أضايقك..... بس يمكن إنت أكتر حد هيحس بيا عشان وجعنا في اللحظة ديه كان واحد ويمكن أنا وجعي كان أكبر..... حاولو تستوعبو اللي أنا فيه
نظرت لها شهد في حزن وقالت : أنا عارفة إني كنت السبب في وجعك وبجد عايزة أعتذرلك عن حاجات كتير أوي.... بس أكتر حاجة مزعلانا كلنا إن إنتي وزين بعاد كدة
وعد : محدش عارف بكرة فيه إيه
نصار : خلاص يا ولاد بلاش كلام في القديم..... إحنا ولاد النهاردة والحمد لله إن زين كويس ووعد رجعت بالسلامة وإنتي هتتجوزى يا شهد..... فاضل جاسر اللي قاعد ساكت ده
نظر جاسر له وقال : سامعكم يا جدي والله
يامن : هو بس جاسر الوحيد اللي مش هيعتذر لوعد عشان كان كويس معاها وعمره ما اعترض على جوازها من زين
نظرت له وعد وبداخلها تشعر بالخوف مما فعله جاسر وقاله لها مسبقاََ.... نظر لها جاسر وأخفض عينيه في خجل فهو يتمنى أن يعتذر لها ولكن لا يعلم إذا كانت ستقبل إعتذاره أم لا
بعد قليل دخل زين القصر وجدهم يجلسون جميعاََ وتقوم غادة بإعداد طاولة الطعام
غادة : أهلاَََ يا حبيبي..... يلا تعالى على الغدا معانا..... يلا يا جماعة الأكل جهز.... وعد تعالي حبيبتي عملتلك أكلة يارب تعجبك
نهضت وعد ونظرت لزين الذي يتأملها من بعيد ولكن أخفضت عينيها في هدوء وكأنها لم تراه ثم اقتربت من غادة وذهبا معاََ إلى الطاولة ولحق بهم الجميع وجلسو على الطاولة وجلس زين بجوار وعد كالسابق فنظر لهما نصار وأبتسم وقال : يااااه..... أخر مرة كنتو قاعدين كدة مكنتش طايقكم..... دلوقتي حاسس إني فرحان وأنا شايفكم كدة
نظر زين لها ولكن لم تنظر له وعد وهذا ما جعل حزن زين أكبر فهي تتجاهله تماماََ وهو لا يستطيع أن يضغط عليها أكثر.... وضعت غادة الطعام أمام وعد وأخبرتها أن هذه كانت وجبة والدتها المفضلة وأعجبت وعد بها كثيراََ وبعد أن تناولت القليل ذهبت إلى الحديقة..... سأل نصار عن سناء ولكن أخبرته غادة بأنها تناولت الطعام سابقاََ وحدها.... إنتهو جميعاََ من الطعام وصعد زين إلى غرفته وهو يشعر بالحزن من معاملة وعد له فهي لا تنظر إليه ولا تكترث لوجوده.... شعر بالضيق فقرر أن يقف بالشرفة قليلاََ وعندما خرج رأي وعد تجلس بالحديقة وتذكر ما حدث مسبقاََ عندما رأته يحتضن شهد أمامها بنفس المكان..... شعر زين بأن وعد تتذكر ذلك أيضاََ فكانت تنظر إلى ذات المكان الذي رأتهما به.... هم زين بالذهاب إليها ولكن وجد جاسر يقترب منها ويجلس بجوارها فوقف قليلاََ ينتظر ذهاب جاسر
كانت وعد تنظر إلى جاسر وتشعر بالغضب يتصاعد بداخلها ونظرات الإشمئزاز جالية على وجهها مما جعل جاسر يشعر بالخجل من ذاته أكثر فقال في أسف وخجل : أنا عارف يا وعد إنك متضايقة مني وزعلانة من اللي عملته..... بس والله أنا مكنتش أعرف إنك بتحبي زين..... ولو كنت أعرف مكنتش عملت حاجة زي كدة أبداََ..... زين ده أخويا بجد وأنا لا يمكن أعمل كدة مع مراته..... أنا بس كنت شايف إن اللي زين بيعمله معاكي ده حرام وكمان كان بيأسس حياته ومش مهتم بيكي.... وإنتي صعبتي عليا يا وعد والله.... والله أنا نسيت كل الكلام الأهبل اللي قولتهولك ده.... ومش شايفك دلوقتي غير أختي وبنت خالتي ومرات أخويا..... أرجوكي يا وعد سامحيني
مد يده وأمسك يدها فسحبت وعد يدها سريعاََ فقال جاسر : أسف مش قصدي..... والله شايفك أختي..... أرجوكي إنسي اللي حصل وإعتبريه محصلش خالص..... وأوعدك مش هضايقك وبكرة تتأكدي من كلامي
وعد : مش خايف أقول لزين؟
جاسر : لو ده اللي هيريحك وهتسامحيني بعدها أعملي كدة..... أنا غلطت وعارف إن غلطي كبير ومش هزعل منك لو قولتي اللي عملته
وعد : وأنا لو عايزة أقول كنت قولت من زمان بس سكتت عشان عارفة زين بيعتبرك أخوه ومش عايزة أجرحه ولا أضايقه
جاسر : أوعدك مش هتشوفي أي حاجة تزعلك مني أبداََ
أماءت له وعد وقالت : خلاص أنا نسيت اللي حصل
إبتسم جاسر وقال : يااااه هم وإنزاح من على صدري..... خلاص يا بنت خالتي صافي يا لبن
وعد : خلاص مفيش حاجة
ذهب جاسر وظل زين ينظر إليهما وتعجب من رد فعل وعد عندما أمسك جاسر يدها وشعر بالغيرة فلما قام جاسر بإمساك يدها هكذا؟ أيضاََ تعبيرات وجه وعد لم تكن مريحة أبداََ..... دخل زين إلى الداخل وهو يشعر بالغضب
أما جاسر هتلاشت إبتسامته بمجرد أن صعد إلى السيارة..... فهو يحارب ما يشعر به بشدة أيضاََ ويضع حدود لقلبه من الإنجراف في هذا العشق..... أمسك هاتفه واتصل بصديقه يرغب في التحدث معه قليلاََ لعله يشعر بهدوء قلبه وينسى ما مر به أو يجد عنده الحل
جاسر : أيوة يا علي..... إنت فين؟..... طيب أنا عايز أشوفك أجيلك البار؟..... طيب خلاص أنا جي
أنهى علي المكالمة ثم نظر إلى منصور وقال : جاسر هيقابلني في البار
منصور : عايز أخبار حلوة
إبتسم علي في مكر وقال : متقلقش..... هعرف عمل إيه وأقولك.