رواية إنتقام الجزء الثاني الفصل الخامس 5 بقلم رباب حسين


رواية إنتقام الجزء الثاني الفصل الخامس 5 
بقلم رباب حسين


إنتقام( وعد الزين)
كذبت..... قلت عكس ما أشعر به وما يؤلم قلبي فقط لأكسب ثقتها من جديد..... فقط كي لا أخسر أخي وصديقي وبالرغم من ذلك مازال القلق يسيطر عليّ..... أخاف من القادم ومن مشاعري التي سئمت من محاربتها...... كيف أتخلص من هذا العشق؟ قد كان مجرد إعجاب عابر وأستطاعت أن أحاربه سابقاََ عندما أصبحت زوجة زين ولكن منذ أن اقتربت منها وتلامست شفتانا وتوهج بداخل قلبي حب صعب التخلص منه حتى أنني بدأت أن أحلم بهذه اللحظة مراراََ وتكراراَََ ولكن لا..... سوف أتغلب عليك حتى إذا أضطررت أن أرتطبت بأخرى فسوف أفعل هذا فلن أخسر زين أبداََ مهما حدث..... فليسامحك الله يا أمي فقد أوقدتي بعقلي الفكرة وها هي تحرقني من الداخل
ظل جاسر يفكر وهو يقود سيارته حتى وصل إلى ملهى ليلي ليقابل به علي..... صف سيارته وذهب إلى الداخل وبحث عنه حتى وجده وجلس بجواره.... نظر له علي وقال له : شكلك كدة وإنت داخل بيقول وراك مصيبة
تنهد جاسر وقال : باين عليا أوي كدة؟!!!
علي : اه جداََ..... بس قبل ما تحكيلي تشرب إيه؟
جاسر : إنت عارف مليش في الشرب
علي : ولا أنا بس ناخد حاجة خفيفة
جاسر : ماشي
طلب علي مشروبات لهما ثم بدأ جاسر أن يقص له ما يؤرق عقله : عارف لما تبقى طول عمرك متعرفش طعم الحب أصلاََ ولما يدق باب قلبك تلاقيها أخر واحدة ممكن تفكر فيها؟
علي : وديه مين اللي بعيدة عنك ومش قادر تطولها؟ ..... ده أنت يا أبني لو وقفت كدة في نص المكان وشاورت لأي واحدة هتجيلك
جاسر : ديه بقى لو قعدت أشاورلها من هنا لأخر عمري مش هتبصلي
علي : يبقى بتحب واحد تاني
جاسر : ومتجوزاه..... وبتحبه لدرجة إنها ضحت بحياتها عشانه
إتسعت عين علي وقال في صدمة : لا.... لا متقولش..... إنت بتحب وعد مرات زين؟
أماء له جاسر بنعم والحزن يكسو ملامحه فقال علي : لا ده صعب أوي يا جاسر..... مفيش حل غير إنك تنساها
جاسر : هنساها..... معنديش حل تاني
أما زين فقد نزل بعد أن بدل ثيابه ووجد يامن يجلس مع نصار وشهد وغادة ومازالت وعد بالحديقة
إبتسم زين وقال : شايف أستاذ يامن لسة موجود
يامن : مستنيك
جلس زين وقال : خير فيه حاجة ولا إيه؟
يامن : عايز أحدد ميعاد معاكم عشان أجيب أهلي ونيجي نطلب أيد شهد رسمي ونقرا الفاتحة
زين : ونكبت الكتاب والدخلة بالمرة
يامن : ياريت والله
ضحكو جميعاََ ثم قال زين : يا إبني أنا بتريق..... أصل نطلب أيدها ونقرا الفاتحة..... مستعجل إنت أوي
يامن : وهجيب الدبل معايا كمان
ضحك زين وقال : طيب يا عم مش لما نوافق عليك الأول
يامن : أخص على الصحاب بجد..... إنت كمان هتعترض عليا
زين : لا أنا أصلاََ موافق ومن زمان يعني..... على العموم خليها بعد بكرة بس خالي بقى اللى يبلغ خالتي سناء أنا مليش دعوة بالحرب ديه
غادة : أنا بصراحة إتكلمت معاها بس هي بجد مش سامعة أي حد
نصار : أنا هكلمها..... زين أخبار قضية عامر إيه؟
تنهد زين وقال : تفريغ الكاميرات في الوزارة مش باين أن حد غريب دخل مكتبه وكمان البوفيه مقدمش عصير مانجا لبابا في مكتبه فا كدة هما إتأكدو إن التسمم محصلش في الوزارة لكن هو خرج من مكتبه ومقالش رايح فين والوقت اللي ما بين خروجه من المكتب ووصوله البيت حوالي ساعتين ولسة مش عارفين راح فين في الساعتين دول.... بس بيشوفو بقى شركة الإتصالات عشان يعرفو مكانه في الساعتين دول عن طريق الموبايل
يامن : طيب وسمر فين كل ده؟
زين : ديه بقى محدش عارف عنها حاجة خالص
دخلت وعد من الباب وتوجهت إلى أعلى مباشرةََ ورآها زين وهي تصعد الدرج و تذكر ما حدث منذ قليل مع جاسر وبدأ الشك يدخل قلبه فهو يشعر بشئ غريب بينهما ولا يعلم ما هو....حاول زين نفض الفكرة عن رأسه ولكن ما يشعر به كان قوياََ
بعد قليل غادر يامن وكانت شهد في غاية السعادة.... سعادة لم تشعر بها من قبل وذلك لأن يامن يحبها بصدق وهو ما جعلها مطمئنة وسعيدة بهذه العلاقة فأخيراََ سوف تتزوج وتعيش الحياة التي طالما حلمت بها.... صعدت شهد وتوجهت إلى غرفة سناء التي تجلس وحيدة وترفض التواجد معهم تفكر فقط بشئٍ واحد.... كيف تعيد جمع شهد وزين معاََ ؟ دخلت شهد الغرفة وقالت في حزن : لسة زعلانة مني يا ماما؟
نظرت سناء بعيداََ عنها في إتجاه أخر.... اقتربت شهد وجلست بجوارها وقالت : يا ماما أنا مبسوطة أوي مع يامن..... أنا مش عارفة إنتي ليه مش عايزاني أعيش مبسوطة ؟
نظرت لها سناء بغضب وقالت : دلوقتي أنا مش عايزاكي مبسوطة شيفاني واقفة في طريق سعادتك..... طيب أحب أقولك إن السعادة اللي إنتي فيها ديه مؤقتة..... سعادة مراهقين..... والحب اللي إنتي بتتكلمي عنه ده لما تعيشي في الفقر معاه هينط من الشباك..... إنتي شكلك نسيتي قبل ما أبوكي يموت كنا عايشين في بيت شكله إيه..... إنتي كنتي صغيرة لما مات بس جاسر فاكر كويس أوي وأنا فاكرة كويس اللي حصلي زمان..... إخواتي الأتنين إتجوزو ولاد خالي وعاشو في العز ده وأنا رموني لأي حد لما قالهم بحبها وعايزها وأنا فرحت زيك كدة بالظبط ولما رحت وعيشت معاه عرفت معنى الفقر.... بقيت أشوف أخواتي البنات متهنين وعايشين في العز وأنا يا دوب بيرمولي شوية هدوم من عندهم ولا يجيبو ليكي ولأخوكي طقم على العيد..... كنت بتكسف أمشي جنبهم في الشارع..... إنتي كنتي أكبر من نور بنت منار ومع ذلك غادة مقالتش أجوز شهد لزين لكن أول ما نور إتولدت قالت ديه مرات إبني مع إن الفرق بينهم كان ١٠ سنين وأديكي شايفة أهوه أول ما عرفت إن وعد تبقى نور شالت فكرة جوازك من زين من دماغها أساساََ وليه عشان طبعاََ وعد شايلة إسم عمك بدر لكن إنتي تبقي بنت مين عشان تتجوزى زين نصار..... فوقي من الوهم اللي إنتي عايشة فيه..... أنا عايزة ألحقك من الوحل اللي إنتي بتغرزي فيه وإنتي مش حاسة مش عايزاكي تبقي نسخة مني..... فكري تاني في الهبل ده وإبعدي عن يامن ده خالص وحطي إيدك في إيدي عشان نبعد وعد عن زين 
وقفت شهد أمامها في غضب وقالت : مين قال أصلاََ إني محتاجة فلوس..... أنا شغلي مش مخليني محتاجة حاجة من حد ويامن كمان مرتبه كويس جداََ وشاطر في شغله
وقفت سناء أمامها وقالت في غضب : بس نمرة إتنين..... ليه أنا وولادي مكتوب علينا ناخد البواقي وهما ياخدو كل حاجة....منار إتجوزت بدر اللي حبها بجنون حتى غادة إتجوزت عامر غصب عنه وخلفت الحفيد الوحيد للعيلة اللي هيورث كل حاجة..... أنا خدت إيه؟!!! قاعدة ضيفة في بيت خالي ووعد اللي جاية من الشارع وقفت وقالتلي ده بيتي وإنتي ملكيش صفة هنا ولما جدك يموت وعد اللي إنتي بتقولي عليها أختك ديه هتطردنا من هنا وهتاخد كل حاجة وساعتها أنا وأخوكي هنرجع لبيت أبوكى القديم وإنتي هتبقي عايشة في الشقة ال ٩٠ متر اللي يامن جايبها
شهد : يا ماما الفلوس مش كل حاجة
سناء بغضب : لا كل حاجة وبكرة تتأكدي من كلامي لما تلاقي وعد وعيالها عايشين في نعيم وإنتي بتاكل زلط
شهد : ماما أنا كل ده مش فارق معايا ولا يهمني ولاد غيري عايشين إزاى..... أنا كل اللي يهمني أعيش مع حد يعاملني بإحترام ويحافظ عليا وده أهم حاجة عندي
تركتها شهد وغادرت بعد أن شعرت أن النقاش معها لن يجدي نفعاََ..... شعرت شهد بالضيق وأنها تحتاج إلى التحدث إلى إحد فتوجهت إلى غرفة وعد وطرقت الباب.... كانت وعد تجلس وحيدة تفكر بما مرت به بداخلها سؤال واحد هل سيسامحها زين عما فعلت معه سابقاََ ويثق بها مرة أخرى أم دخل الشك إلى قلبه ولن هيصدقها بعد الآن؟ قطع تفكيرها صوت طرق الباب فسمحت للطارق بالدخول ودخلت شهد الغرفة وعلى وجهها إبتسامة وقالت : هو ينفع أتكلم معاكي شوية؟
إبتسمت وعد وأشارت لها وقالت : إدخلي إدخلي
دخلت شهد وأغلقت الباب وجلست أمامها وقالت : بصي بقي النهاردة لازم نصفي كل حاجة بينا وبكرة هنبقى أخوات بجد وننسى كل اللي حصل
وعد : من غير ما نصفي كمان..... إعتبري كل اللي فات محصلش
قالت شهد في تردد : يعني..... يعني نسيتي موضوع الفستان الأسود اللي جبته والكلام اللي قولته ساعتها
وعد : كله.... متقلقيش
شهد : والله زين ده أخويا بجد زي جاسر وكل اللي كنت بعمله ده كان بسبب الفكرة اللي حطوها في....
قاطعتها وعد وقالت : عارفة..... وخلاص نسيت كل حاجة
إبتسمت شهد ونظرت حولها وقالت : الجناح رجع حلو تاني أهوه
نظرت وعد إليه وقالت : اه جدي فرشه تاني بعد ما زين شال العفش منه
شهد : شال العفش؟!!! ده كسره يوم ما طلقك.... ياااااه كان يوم صعب أوي يا وعد.... عمري في حياتي ما شفت زين كده أبداََ....وزي ما بيقولو فعلاََ على أد الحب على أد الزعل..... مش هترجعو لبعض بقى يا وعد؟
شعرت وعد بالحزن عندما تخيلت وضع زين وما تسببت له من ألم وأذى ثم نظرت إلى شهد وقالت : تفتكرى زين سامحني ولا هيفضل طول عمره فاكر إني خدعته ؟
شهد : زين بيحبك أوي يا وعد..... كل لحظة عدت عليه وإنتي مش موجودة كانت بتأكدلي هو بيحبك أد إيه.... طيب فاكرة لما شكينا إنك إنتي اللي قطعتي الفستان وضربك بالقلم؟.... يومها لقيته واقف في البلكونة وبيشرب سجاير مع إنه بطلها من زمان أوي ووعد عمي عامر ميدخنش تاني أبداََ وزين عمره ما بيخلف وعده..... إديله فرصة يا وعد
ظلا يتحدثان معاََ وتعالات أصوات ضحكاتهما وسمعها زين وهو يذهب إلى غرفته وشعر بالراحة لمجرد سماع صوت ضحكها مرة أخرى... دخل غرفته وجلس بالشرفة وكان لا يستطيع إبعاد الشك عن عقله وبعد وقت عاد جاسر ويبدو عليه الأرهاق ودخل غرفته وهو يشعر بدوار خفيف أثر ما تناوله مع علي بعد قليل دخلت سناء الغرفة وتحدثت إليه بأمر زواج شهد ويامن وطلبت منه أن يوقف هذا الزواج ولكن رفض جاسر وطلب منها أن تتوقف عن التدخل بحياتهما فكان يشعر بالضيق منها فهي من اقترحت عليه أن يتلاعب بمشاعر وعد ثم طلب منها أن تغادر الغرفة.... غادرت سناء الغرفة وقررت أن تتصنع أمامهم بأنها وافقت على الزواج ثم تنفذ ما خططت له للإيقاع بينهما.... أما علي فعاد إلى المنزل وأخبر منصور بما قاله جاسر وطلب منه أن يعرض العمل على جاسر بالشركة عنده فهو يعلم أن زين يعتمد على جاسر بالعمل كثيراََ وأراد أن يستغل ما حدث ويبعد جاسر عن الشركة
إنقضى اليوم وفي الصباح إستيقظ زين على صوت رسالة بهاتفه فنظر بها ثم نهض وأخذ حمام دافئ وارتدي ثيابه وخرج من القصر دون أن يبلغ أحد..... وبعد قليل ذهب جاسر إلى العمل ونزلت سناء لتناول الطعام معهم وأخبرتهم بموافقتها على زواج شهد ويامن وتحدثت قليلاََ مع وعد ولكن كانت وعد تشعر بأن ما بقلب سناء تجاهها بعيداََ عما تقوله لها.... تناولت وعد الطعام وكانت تشعر بالإشتياق لزين كثيراََ وظلت بغرفتها تحاول أن تضيع الوقت حتى موعد عودة زين إلى المنزل.... بدلت ثيابها ووضعت قليل من مساحيق التجميل ثم توجهت إلى أسفل وجلست مع غادة ونصار وكانت تتطلع بالباب كل دقيقة.... لاحظ نصار هذا وتوقع أنها تنتظر عودة زين وبعد وقت قليل دخل جاسر القصر وحياهم وجلس معهم
لاحظ نصار إرتباك وعد فبدى عليها أنها تريد أن تسأل عن زين فقال : جي لوحدك يعني يا جاسر....فين زين؟
جاسر : معرفش
وعد في قلق : ليه هو مش الشركة؟
جاسر : لا.... هو قال لجومانا إنه هيبدأ شغل من بكرة
وعد : مين جومانا ؟
جاسر : المساعدة بتاعتي وبتنظم مواعيد زين
وعد : إتصل بيه يا جدي..... ده خرج من الصبح
إتصل نصار به ولكن وجد الهاتف مغلق 
وعد في خوف : ده اللي أنا كنت خايفة منه...... طول ما سمر برا حرة كدة زين لسة في خطر وخصوصاََ إنها متعرفش إني عرفت الحقيقة ولا إن البيبي مات..... كلم البوليس يا جدي خليه يدور عليه
جاسر : البوليس مش هيتحرك قبل ٢٤ ساعة..... أنا هكلم حد في المرور يشوفه فين
نهض جاسر وقام بعمل إتصال هاتفي مع أحد من معارفه 
نصار : إن شاء الله مش هتعمله حاجة..... خصوصاََ إن فضل محبوس والبوليس بيدور عليها
وعد : يارب يا جدي
مضى الوقت ولم يعد زين إلى المنزل وقامت شهد بالإتصال بيامن وبدأ بالبحث عنه في الأماكن التي يتردد عليها ولكن لم يجده فذهب إلى القصر ينتظر عودته.... شعرت وعد بالخوف والتوتر ولم تتحمل ما تشعر به فبدأت تبكي وتترجى نصار بأن يبلغ الضابط الذي قام بتأمين حفل الزفاف ويطلب منه كطلب شخصي أن يبحث عنه وبالفعل قام نصار بذلك وبدأ الضابط بالبحث عنه وما أن أنهى نصار المكالمة حتى جاء إتصال لجاسر وعلم أن زين ذهب إلى الأسكندرية بالصباح.... تعجبو جميعاََ لذلك وظلو بإنتظار زين حتى إنتصف الليل وعاد زين إلى القصر وما أن دخل حتى ركضت وعد إليه وهي تبكي وارتمت بين أحضانه.... تفاجأ زين بفعلها ووضع يده على ظهرها وقال في تعجب : فيه إيه يا وعد؟!! 
نصار في غضب : كنت فين يا زين كل ده.... وتليفونك مقفول ليه؟
زين : كنت في إسكندرية وتليفوني فصل شحن..... أنا كويس يا وعد إهدي
جاسر : بطلي عياط يا وعد مش كويس عشان العملية..... إنتي مبطلتيش عياط بقالك ٧ ساعات
نظر له زين والشك يزداد داخل قلبه فأبعد وعد عنه في هدوء ونظر إلى نصار وقال : معلش يا جدي.... بس هيكون حصلي إيه يعني يخليكو تقلقو كدة؟
يامن : إنت ناسي سمر؟
زين : اااااه..... طيب أنا أسف إني قلقتكم بجد..... عن إذنكم هطلع أرتاح لإني تعبت أوي النهادره وعندي شغل الصبح
صعد زين إلى غرفته وهو يشعر بضيق صدره لما يفكر به..... فما سر إهتمام جاسر وقلقه الزائد على وعد؟..... فالشك مرض إذا تغلغل داخل القلب ذهب معه كل شعور جميل..... فكان يشعر بالسعادة عندما وجد وعد بين أحضانه وتبكي قلقاََ عليه ولكن عندما دب الشك بقلبه مرة أخرى تلاشى هذا الشعور الذي كان يشتاق إليه...... أما وعد فنظرت إلى آثره وهو يصعد الدرج ووجهها ملئ بالدموع وشعرت بالقلق عليه فصعدت خلفه وغادر يامن بعد أن أطمئن على زين وصعد باقي العائلة إلى غرفهم..... دخل زين غرفته ووقف بها قليلاََ ثم وجد وعد تفتح الباب وتدخل الغرفة وأغلقت الباب خلفها ثم توجهت إليه وقالت : إنت كويس؟ 
نظر إليها زين وقال : اه
وعد : مش باين.... فيه حاجة حصلت؟ 
زين : لا مفيش حاجة حصلت
وعد : طيب إنت زعلان مني؟ 
نظر لها زين مطولاََ فهو يريد أن يسألها عن جاسر ولكن لا يعلم كيف يسألها عن ذلك فلم يجيب 
اقتربت وعد منه ووقفت أمامه ونظرت في عينيه وقالت : ليه حاسة إن جواك حاجة مش عايزة تقولها..... فيه إيه يا زين فهمني؟..... طيب زعلان مني عشان ببعد عنك؟
ظل زين ينظر إلى عينيها ولم يجيب 
وعد : والله غصب عني..... أنا مش عايزة أبعد وجوايا أحساس إني عايزة أفضل جنبك ومعاك طول حياتي..... بس أنا مش عارفة إنت هتصدقني ولا لا.... خايفة أقرب وبعدين تبعدني إنت عنك...... خايفة تكون مش مصدق أصلاََ إني بحبك..... وأنا والله بحبك أوي..... عارفة إني قولتها قبل كده كدب كتير لكن من ساعة ما دخلت البيت ده وأنا حاسة بيها في قلبي...... أنا خدعتك في الأول وكدبت عليك بس لما بقيت مراتك وفي حضنك وأنا فعلاََ مشاعري إتحركت ناحيتك..... نفسي تصدقني..... نفسي تثق فيا تاني
نظر زين إلى عينيها وقال : مش مخبية عني حاجة؟
شعرت وعد بالتوتر قليلاََ وتذكرت ما حدث بينها وبين جاسر وأرادت أن تخبره ولكن شعرت بأن الوقت غير مناسب وأيضاََ لم ترغب بعمل مشكلة جديدة داخل العائلة بسببها فقالت : لا مش مخبية...... بس واضح إن فعلاََ مش هتثق فيا تاني
إبتعدت وعد عنه قليلاََ ونظرت إليه في حزن وقالت : حقك.... وللأسف مقدرش ألومك..... أنا اللي عملت فينا كدة وبعدتك عني وكسرت الرابط اللي كان بينا
هربت دمعة من عينيها والتفتت لتذهب ولكن أوقفها زين ونظر إلى عينيها ووضع يده على قلبها وأمسك يدها ووضعها على قلبه وقال : الرابط اللي بين قلوبنا لا يمكن يتكسر بسهولة..... مين قال إني مش مصدق إنك بتحبيني؟ ده إنتي ضحيتي بحياتك عشاني وكنتي عايزة تنزلي الولد عشان تحميني من سمر..... لو كنتي فعلاََ بتقربي مني عشان الفلوس عمرك ما كنتي فكرتي تنزلي الولد اللي هيورث كل أملاك جدي.... مين قال إني مش مصدقك يا وعد..... أنا حاسس بنبض قلبك تحت إيدي وعينيكي اللي مليانة حب ليا..... إنتي ليا أنا وأنا ملكك وحبك في قلبي عمره ما قل لحظة واحدة..... أنا تايه من غيرك وحاسس إن روحي مش في جسمي..... برغم كل اللي حسيت بيه وكلامك ليا لما عرفت الحقيقة وكلمة بكرهك اللي فضلت ترن في ودني لحد ما كنت هتجنن وكسرت الأوضة كلها بسببها إلا إني كنت مشتاقلك ومشتاق لريحتك ووجودك في حضني..... كل ده ميجيش لحظة واحدة عيشتها وأنا واقف في المستشفى على باب العمليات مرعوب لحد يخرج يقولي إنك سيبتيني ومشيتي..... كان الموت عليا أهون من إني أعيش لحظة من ديه..... إتمنيت ساعتها إن الرصاصة كانت جت في قلبي أنا لكن قلبك ده يفضل عايش...... إتمنيت أكون أنا اللي مت ولا أشوفك مكسورة كدة وإنتي بتقولي إبني يا جدي..... إبني راح عشان أنا أعيش..... بلاش تبعدي عني يا وعد إنتي كمان..... أنا محتاجلك وتعبان من غيرك...... حاسس إني بحارب في كل إتجاه وكل أما أرجع هنا وأقول لنفسي وعد في البيت يا زين خلاص هتترمي في حضنها وتنسي وجعك ألاقيكي بعيدة عني.... متبعديش عني تاني يا وعد عشان خاطري
بكت وعد وارتمت بين أحضانه وقالت : أنا أسفة..... أنا كمان محتاجالك..... أنا مليش غيرك يا زين..... من ساعة ما بعدت عن حضنك وأنا حاسة إن الدنيا كلها ملهاش لازمة.... عمرك ما هتتخيل أنا حسيت بإيه وأنا شايفة شهد جنبك ومعاك وواخدة مكاني
زين : أنا أسف يا حبيبتي..... كان غصب عني
إبتعدت عنه وعد ونظرت إلى عينيه وقالت : متعتذرش..... ديه مش غلطتك.... أنا اللي معرفتش أحافظ عليك
وضع زين يده على وجهها يداعب وجنتها بأنامله ويتأمل وجهها في عشق وقال : يبقى حافظي عليا المرة ديه ومتخلينيش أبعد عنك تاني
وعد : مش هسمحلك تبعد عني تاني..... إنت ليا أنا وبس
اقترب زين منها وقبلها في عشق ليشعر بالسعادة التي غابت عنه منذ وقت طويل يضمها بين ذراعيه ويغمرها في عشقه الدافئ لينهي هذا البعد والجفاء الذي أرهق قلبهمها ويغرق كل منهما الأخر في شعور الحب والإحتياج والأمان الذي غاب عنهما ليذهبو إلى عالم خاص بهما بعيداََ عن الخداع والكذب.... عالم ملئ بالمشاعر الصادقة



تعليقات