
رواية إنتقام الجزء الثاني الفصل الثالث 3 بقلم رباب حسين
إنتقام ( وعد الزين)
تبستم لنا الحياة بعد طول عذاب فكلما ضاقت وأحكمت حلقاتها فرجت وحيناها تشعر بسعادة غامرة لم تشعر بها من قبل..... سعادة تجعلك تفقد كل حساباتك ويقف العقل أمامها وكأنك مغيب ولا تشعر سوى بقلبك الذي ينبض بين أضلعك متراقصاََ على أنغام عشق أكتمل بسماع كلمة الحب ممن تحب
تقف حبيبتي الآن أمامي وأمام الجميع تعلن بأنها سوف تصبح ملكي بعد أن فقدت الأمل بأن تكون لي يوماََ ما ولكن ما أجمل قدرك يا الله.... لا أستطيع التحدث فقط أماءت برأسي لأخيها موافقاََ على ما قاله دون تفكير ونظرت داخل عينيها التي تبتسم لي لأول مرة بهذه الإبتسامة المشرقة..... لم أبالي برفض إمها فهي لأول مرة تقف أمامها وتقول لا.... ولأجل من؟!!!! لأجلي أنا..... هل من شئ يصفعني ليجعلني أتيقن إذا كنت بحلم أم حقيقة؟
بدأت نظرات يامن وشهد المليئة بالسعادة ونظراتها التي تخبره بأنها صادقة معه وترتسم الإبتسامة على وجههما حتى توقف كل هذا ما أن سمعا زين وهو يقول بصوته الرخيم : مالك يا خالتو بتزعقلي ليه كدة؟
نظرت له سناء التي مازالت تعترض على هذه الزيجة وصاحت بغضب أمامه : عشان الهانم بنت خالتك عايزة تتجوز من غير موافقتي
نظر زين إليها وعقد حاجبيه ثم نظر إلى يامن الذي بدأ عقله بالإستيعاب وقال في نفسه : يلهوى أنا طلبت أيد شهد وزين كان هيتجوزها من كام يوم ومن غير ما أقوله الأول
قالت شهد : زين أنا عارفة إن إنت أخويا وهتقف معايا..... إتصرف مع ماما
زين : طيب فهموني الأول فيه إيه؟
جاسر : يامن عايز يتجوز شهد
نظر زين إلى يامن وعقد حاجبيه في تعجب فركض إليه يامن وأمسكه من ذراعه وخرج معه من المشفى إلى الحديقة الخارجية ثم وقف أمامه وقال في توتر : أوعى يا زين تفهمني غلط..... والله يا صاحبي لو الموضوع هيخسرنا بعض مش عايزه
نظر له زين في هدوء وقال : هو إنت بتحبها؟
أماء يامن له بنعم
زين بجدية : من إمتى؟
يامن : من زمان
زين : وطالما بتحبو بعض من زمان ليه مجتش قولتلي وهي ساكتة ليه؟
يامن في إندفاع : لا والله مفيش حاجة كانت بينا عشان نقول عليها
زين في غضب : أمال حبيتو بعض في أسبوعين؟.... ما تنطق يا يامن وتحكيلي الحوار بدل ما أفهمك غلط وتخسرني على حق
يامن : أنا اللي بحبها من زمان وهي مكنتش شيفاني..... مكنتش شايفة غيرك عشان كدة سكت وكتمت حبي في قلبي وعمري ما لمحت ولا قولت كلمة واحدة ليها بس لما الموضوع بتاعكم كان هيتم خلاص حسيت نظراتها ليك بقت مختلفة ولقيتها بتتكلم مع مامتها وهي متوترة رحت سألتها قالتلي إنها مش بتحبك وإتأكدت من مشاعرها ناحيتك ومش عايزة تكمل الجوازة وإنها حاسة إنك أخوها
زين : إمتى الكلام ده؟
يامن : يوم ما وعد إختفت وإنت روحت تدور عليها..... وكلام جدك أكد شكي إنك فعلاََ بتحب وعد عشان كدة لما لقيتها بتقولي الكلام ده...... غلطت..... غلطت يا زين ولمحتلها..... حاولت أعمل أي حاجة عشان مفضلش أندم واتعذب إني حتى مقولتلهاش وساعتها إستنيتها تجيلي وتبقى ليا بس لقيتها واقفة بعد يومين بفستان الفرح جنبك وقررت خلاص هنساها عشان بقت محرمة عليا بس حصل اللي حصل وهي اللي جت وإتكلمت معايا وقالتلي إنها عايزاني وإن خالتك هي اللي ضاغطة عليها صدقني يا زين ده هي حتى اللي فتحت الكلام مع أهلها دلوقتي
صمت زين قليلاََ ثم قال : إنت غلطان...... غلطان إنك مقولتليش...... غلطان إنك لمحتلها وهي خطيبتي وهتبقى مراتي...... غلطان إنك سيبتني أحطك في موقف زي ده وأتجوز حبيبتك قدامك وإنت واقف تبارك وتشتري معايا بدلة الفرح.... طالما إنت عارف إني بحب وعد ليه مقولتليش كنت هبعد عنها فوراََ؟
يامن : كل ده من خوفي إني أخسرك والله أو تفتكر إني ببص لمراتك أو خطيبتك..... إنت عارفني يا زين أنا مش كدة واللي حصل كله غصب عني..... الحب مش بالأيد يا صاحبي وأنا حبيتها أعمل إيه؟
زفر زين ونظر بعيداََ عنه فأردف يامن وقال : أنا أسف إني غلطت في حقك..... بس أنا محتاجك إنت الوحيد اللي هتقدر تقف جنبي وتجوزنا لبعض.... محدش هيحافظ عليها زيي ولا هيحبها أد ما حبيتها...... أنا أتعذبت عشانها كتير أوي ومش هسيبها تضيع من إيدي تاني
نظر له زين وقال في هدوء : للدرجة ديه بتحبها..... كنت قولي يا يامن من زمان وأنا هبعد وافتحلك الطريق
يامن : مكنتش شيفاني..... ولا كنت فاكر إنها ممكن توافق عليا فجأة كدة..... أنا أصلاََ مش مصدق إنها عملت كدة لحد دلوقتي وخايف لتكون إتسرعت
زين : هي الوحيدة اللي تقدر تأكدلك ده وأنا اللي عليا إني أقنع خالتي مع إني شايف الموضوع صعب أوي
يامن في حزن : هو للدرجة ديه أنا وحش في نظرها يا زين؟
أجاب زين سريعاََ : لا مش كدة خالص..... بس الفكرة إن خالتي بتفكر بطريقة تانية..... هي مش معترضه عليك كشخص هي كانت عايزاها تبقي مراتي أنا فاهم
يامن : فهمت..... طبعاََ ما أنا عمري ما هاجي ربع زين نصار
زين : عيب والله تقول كدة..... إنت أخويا وصاحب عمري وأشهدلك إنك محترم وأخلاقك بيضرب بيها المثل وعارف إنك هتحافظ عليها وأنا عن نفسي مش عايز غير إني أطمن على أختي الصغيرة.... الفلوس مش بتعمل راجل يا يامن وإنت راجل وديه أهم حاجة
إبتسم يامن ليه وقال : يعني خلاص مش زعلان مني؟
زين : لا..... بس إدعيلي وعد ترضى عني
يامن : وعد بتحبك
عقد زين حاجبيه وقال : دلوقتي بتحبني؟
يامن : أيوة دلوقتي فعلاََ وعد بتحبك..... كفاية إنها وقفت قدامك عشان تحميك واستحملت كل اللي إنت عملته معاها بس عشان تشوفك مبسوط
زين : فاهمك..... وخلاص أتأكدت المرة ديه إنها بتحبني بس معرفش ليه عايزة تبعد
يامن : خايفة يا زين..... طمنها إنك لسة بتحبها وخلي مامتك تطمنها.... حسسوها إنكم عيلتها فعلاََ هي محتاجة ده دلوقتي
زين : أنا عارف وغلطت لما أتعصبت عليها بس أنا بجد تعبان والتوتر اللي كنت فيه كل الفترة ديه مأثر عليا بس خلاص مش هتعصب عليها تاني وهفضل معاها لحد ما تهدى وترجعلي تاني
يامن : إن شاء الله..... بس تعالى معايا نشوف خالتك هديت ولا لسة
عاد زين ويامن إلى الداخل وعندما اقتربا من الغرفة إستمعا إلى صوت نصار وهو يقول : يعني إنتي عايزة تجوزيهم لبعض غصب يا سناء؟
سناء : مش إنت طول عمرك بتقول عيلة نصار متتجوزش من برا؟
نصار : اه..... بس مش معني كدة أجوز الواد والبت غصب عنهم لبعض
سناء : ما أنت جوزت عامر لغادة بالغصب
نصار : غادة كانت بتحبه وعامر اللي جيه طلبها مني
نظر جاسر إلى غادة التي إرتسم الحزن على وجهها تتذكر كيف كان يعاملها عامر بجفاء في أول زواجهما وكيف كان يصيح بإسم حبيبته (منى) في منامه وكم إستغرقا من وقت حتى أصبحت حياتهما طبيعية فقال جاسر في غضب : كفاية بقي يا ماما..... عمالة تجرحي في الناس كلها..... أنا أصلاََ مكنتش عايز شهد تتجوز زين وهو مش بيحبها بس سكتت عشان لقيته مصر على الجواز لكن دلوقتي لا خلاص..... زين بيحب وعد وهي مراته وأنا مش هوافق إني أختي تعيش بالشكل ده
زين : يامن بيحبها يا خالتي وأنا مطمن عليها معاه
إلتفتو إليه جميعاََ ووقع نظر شهد على يامن الذي ينظر إليها في عشق وهربت الدموع من عينيها بسبب خوفها مما يحدث ومما تفعله سناء وأيضاََ غضبها
يامن : أوعدكم إني هحافظ عليها وهعمل كل اللي أقدر عليه عشان تعيش سعيدة معايا من غير ما يكون ناقصها حاجة..... بس أرجوكم متحكموش عليا بس عشان ظروفي
نصار : خلاص يا يامن مش وقته دلوقتي نتكلم في الموضوع ده.... خلوني أطمن على حفيدتي الأول وبعدين لينا قاعدة مع بعض ومن حيث المبدأ أنا مش هلاقي زيك لحفيدتي التانية
إبتسم يامن وشهد ولاحظ زين ذلك وأيضاََ جاسر الذي شعر بالسعادة لأجل أخته الصغيرة وتذكر هذا العشق الذي ينبض داخل قلبه ونفر الفكرة من رأسه وثبت على قراره بأنه سوف ينسى وعد نهائياََ
نصار : عايز أشوف وعد..... شوفو الدكتور بتاعها وأسألوه ينفع أشوفها ولا لا
زين : أنا هروح أسأله
ذهب زين وبعد قليل عاد مرة أخرى وأخبر نصار بأنه يستطيع رؤيتها وأيضاََ غادة التي طلبت رؤيتها بشدة.... دخل نصار الغرفة ونظرت له وعد وابتسمت إبتسامة حزينة تبوح بكل ما تشعر به من يأس وعدم رغبة في الحياة..... اقترب نصار والدموع تتجمع داخل عينيه وجلس بجوارها وأمسك يدها وقال في حزن : عايزة تسيبيني وتمشي؟!
هربت الدموع من عين وعد وقالت : أنا خسرت كل حاجة يا جدي..... إبني..... إبني يا جدي
ثم بكت وهم نصار بإحتضانها وهو يبكي أيضاََ وقال : المهم إن إنتي معايا يا بنتي.....والولد ربنا يرزقك بواحد غيره..... إنتي وزين لسة صغيرين والعمر قدامكم
إبتعدت عنه وعد قليلاََ ونظرت إليه وقالت وهي تبكي : لا يا جدي..... أنا مش هرجع لزين خلاص..... فيه حاجات إتكسرت بينا كتيرة أوي.... أنا واثقة إنه مش هيسامحني..... هيفضل يبصلي على إني السبب في موت أبوه وعمره ما هيصدقني.....هو دلوقتي بس سامحني عشان أنقذت حياته لكن في يوم من الأيام هيفتكر و هيتغير معايا وأنا مش هستحمل أعيش معاه كدة..... مش هيعرف يعاملني زي الأول وأنا مش هستحمل كدة أبداََ
نصار : إديله فرصة يا وعد..... إدي لنفسكم فرصة مش يمكن ترجعو زي الأول وأحسن...... بصي مش وقته الكلام ده..... أحنا سألنا الدكتور وقال إنك هتقعدي هنا كام يوم وبعدين تخرجي عشان حالتك بتستقر خلاص مش هنتكلم في أي حاجة دلوقتي وعايزك تعرفي إن محدش هيغصب عليكي تعملي حاجة إنتي مش عايزاها..... وأي حاجة تطلبيها هعملهالك حتى لو طلبتي تعيشي برا لوحدك أنا موافق بس توعديني متأذيش نفسك ولا يجرالك حاجة..... يا بنتي عوض ربنا جي وأنا واثق إنك هتعدي من كل ده وتعيشي مبسوطة وسطنا.... وسط عيلتك
لم تتحدث وعد فهي تعلم جيداََ أن كل العائلة تكرهها بشدة ومن المؤكد أن سناء وشهد يكرهونها أضعافاََ الآن وذلك بسبب ما يفعله زين معها وأيضاََ ما حدث بالزفاف وتيقنت أن زين قد ألغى زواجه من شهد وهذا ما سوف يثير غضبهما أكثر وتذكرت غادة وعلمت أنها لن تسامحها أبداََ بسبب قتل عامر وأن بالرغم من فشل سمر في قتله إلا أنها حاولت وهذه كانت نيتها أيضاََ..... عن إي عائلة تتحدث يا جدي ولكن لا بأس سوف أذهب من هذا البيت ولن أعود له مرة إخرى وسوف أبحث عن عمل لي وأترك لهم كل شئ فقد خسرت زوجي وإبني وعائلتي ولن أبالي بأي شيئاََ أخر
رفضت وعد رؤية أي أحداََ أخر من أفراد العائلة وجلست مع الطبيب النفسي وتحدثت معه قليلاََ وحاول أن يجعلها تعدل عن فكرة الإنتحار وتكررت الجلسات لعدة أيام.... كان زين مازال يقيم بالمشفى بالرغم من رفض وعد لرؤيته ويكتفي فقط بالأطمئنان عليها من الطبيب وأيضاََ من نصار الذي يأتي إليها كل يوم ويجلس معها وحاول نصار معها أن تسمح لزين برؤيتها ولكن كانت دائمة الرفض مما جعل نصار يشعر بالشفقة على زين وهو يراه كل يوم ينتظر فقط رؤيتها ولو عن بعد..... مرت أيام حتى سمح الطبيب لوعد بالعودة إلى المنزل مع تحذيرها من عدم الإنفعال أو البكاء والضحك الكثير حتى يلتئم الجرح تماماََ ويعود القلب لحالته الطبيعية
وفي صباح يوماََ جديد حزم زين أمتعته بالمشفى وذهب إلى غرفة وعد التي تساعدها الممرضة على حزم أغراضها وأيضاََ إرتداء ملابسها..... ظل زين ينظر إلى باب الغرفة ينتظر خروج وعد بفارغ الصبر حتى فُتِحَ الباب وخرجت وعد منه وارتسمت الإبتسامة على ثغره دون شعور فقد تراقص قلبه لرؤيتها وظل ينظر إليها يتأمل ملامحها في عشق ثم اقترب منها ومد يده لها حتى تتكأ عليه ولكن إلتفتت وعد وأمسكت بيد الممرضة وطلبت منها أن تساعدها للوصول إلى السيارة..... نظر زين إلى يده وقبضها في يأس ثم نظر إليها وهي تمضي أمامه وهو يعزم الأمر على جعلها ملكه مرة أخرى.... لحق بها وفتح لها السيارة وصعدت بجواره ولم تنظر إليه أبداََ ولم تتحدث معه.... قاد زين السيارة وهو ينظر إليها بين الحين والأخر ولكن دون جدوى
في فيلا منصور يجلس ويتناول الطعام حتى نزلت إبنته ولحقت به على مائدة الطعام مقبلة وجنته وقالت في إبتسامة : صباح الخير
منصور : صباح النور يا حبيبتي.... رايحة الشغل؟
جومانا : اه..... سمعت إن وعد هتخرج من المستشفى النهاردة يعني كدة زين هيرجع الشغل تاني
منصور : المرة ديه ملكيش حجة..... شهد وخلاص هتتجوز يامن وكدة الطريق فضي ليكي على الأخر وكمان جاسر بقى واثق فيكي تماماََ والورق اللي جبتيه أخر مرة هنفذ بيه خططتي زي ما اتفقنا بس لازم إنتي تقربي من زين وتلعبي عليه..... هو أكيد مش هيرجع لوعد تاني بعد ما حاول خالها يقتله وكمان العيل اللي في بطنها نزل..... شدي حيلك بقى وعايز أسمع أخبار حلوة عشان أضرب ضربتي
جومانا : حاضر يا بابا هعمل اللي أتفقنا عليه
منصور : غالب عمال يزن على دماغي عشان أخلصه منه زي ما خلصني من عامر..... وأنا مأجل كل ده لحد ما توقعي زين وتبقي مراته وساعتها كل حاجة هتبقي ليكي.... وكمان هدور على طريقة أطير بيها جاسر بس أخوكي يجيلي بخبر عدل
جومانا : متقلقش كل حاجة هتمشي زي ما أتفقنا..... أنا شبعت هقوم بقى ألحق أروح الشغل..... مع إني هموت وأرجع أشتغل في شركتنا تاني
منصور : إعتبري ديه شركتك كمان..... هي مسألة وقت بس
جومانا : ماشي..... يلا باي
ذهبت جومانا وظل منصور يفكر ويخطط كيف يقوم بإيقاع زين واستغلال الأوراق التي معه حتى ينهي عائلة نصار نهائياََ ثم نظر إلى صورة زوجته المتوفاة وظل يتطلع بها قليلاََ في إشتياق ثم قال بصوت منخفض : هنتقم من اللي فضل بيني وبينك طول عمرنا..... هنتقم من اللي عمله فيكي...... هنتقم من الراجل اللي حبيته وكنتي بتفكرى فيه وإنتي في حضني لحد ما انتحرتي وسيبتيني وحرمتي ولادي منك وحرمتيني من حبك ووجودك جنبي..... كل ده عشانه... فيه إيه زيادة عني؟ .... ده أنا عملت نفسي مداس تحت رجليكي عشان تحبيني ومع ذلك وبرغم كل تمثيلك عليا إنك نسيتيه كنت دايماََ عارف إن قلبك معاه..... بس خلاص يا منى هاخد حقي وطاري منه
عاد زين ووعد إلى القصر ووجدو جميع العائلة تقف في إستقبالها عدا جاسر وسناء.... اقترب نصار منها وأحتضنها وقال في سعادة : نورتي بيتك يا حبيبتي..... حمد الله على سلامتك..... ده البيت نور بوجودك..... إنتي فعلاََ نور البيت ده
نظرت له وعد وأبتسمت قليلاََ وقالت : هو اه أنا أسمي نور بس قولي وعد يا جدي..... مش هخسر إسمي كمان
نصار : يا حبيبتي المهم إنك في حضني وقدامي دلوقتي.... مش مهم إسمك إيه المهم إنك موجودة
اقتربت غادة منها في سعادة وقامت بضمها إليها وسط نظرات وعد المتفاجأة ثم قامت شهد بجذب غادة من بين يديها وقالت : سيبيها بقى شوية يا خالتو
ثم قامت بضم وعد ونظرت إليها وقالت : عارفة إنك مش هتصدقيني بس بجد كان نفسي أحضنك كدة من أول ما عرفت إنك بنت خالتي..... فرحت أوى إن بقى ليا أخت
ظلت وعد تطلع بهما ولا تصدق ما ترى حتى أنها توقعت أن يكون كل هذا مجرد حب مصطنع أمام نصار فمن المؤكد أنه حذرهم من مضايقتها فنظرت له في عدم إستيعاب فجذبها من يدها ونظر إلى زين وقال : خلي الخدم يطلعو الشنط فوق
أماء له زين وصعد خلفهما حتى وصلت وعد إلى الجناح الخاص بهما ودخلت ولحق بها جدها وظل معها قليلاََ حتى أطمئن عليها وخرج من الغرفة وجد زين ينتظر بالخارج وما أن خرج فدخل إلى الغرفة وأغلق الباب خلفه ونظر إلى وعد التي تقف أمامه وتنظر إليه في توتر وقالت : جي هنا ليه؟
إبتسم زين في هدوء واقترب منها ونظر في عينيها وقال : إنتي ناسية إنها أوضتي؟
وعد : أعتقد أوضتك الجديدة برا اللي وضبتها ليك ولمراتك الجديدة
زين : كانت غلطة ومش هتتكرر
وعد : زين أنا لسة عند رأيي ومش عايزة أفضل مراتك
نظر لها زين في عينيها بنظرة العشق التي كانت دائماََ حليفة له وهو أمامها وقال : أنا من غيرك أموت..... حبي ليكي زي ما هو مقلش حتة صغيرة حتى وده كان سبب غضبي الأكبر..... كنت بعمل كل حاجة عشان أثبت لنفسي إنك خلاص مبقتيش تأثري عليا بس الحقيقة إنك دايماََ في قلبي ولسة في قلبي زي ما أنتي.... أنا بحبك يا وعد ومش عايز أبعد عنك وتعبت من كتر بعدك عني والله..... أنا أستنيت اللحظة ديه كتير أوي..... لحظة ما تقفي قدامي بين أيديا مطمن إنك معايا مروحتيش مني.... متبعديش عني تاني
نظرت وعد داخل عينيه وتاه عقلها آثر حديثه المعسول وكأنها غابت عن الدنيا ظل زين يتأمل ملامحها عن قرب فقد إشتاق إليها كثيراََ حتى وقفت نظراته على شفتيها وظل ينظر إليهما في إشتياق ثم اقترب منها ببطء وما أن حاول أن يقبلها حتى أبعدت وعد وجهها عنه.... أغمض زين عينيه في حزن ورفع رأسه ونظر بعيداََ عنها.... إلتفتت وعد موالية ظهرها له فقال زين في حزن : موحشتكيش...... مش مشتقالي طيب؟.....إنتي وحشتيني أوي أوي
لم تجيب وعد وأغمضت عينيها تحاول أن تسيطر على مشاعرها تجاهه
تذكر زين تحذيرات الطبيب له بعدم الضغط عليها بأي طريقة وتنفيذ كل ما ترغب به حتى تعود لحالتها الطبيعية فأدرف زين : ماشي يا وعد..... مش هضغط عليكي..... وهسيب الأوضة وهنام في أوضة تانية لو ده اللي هيريحك..... بس هفضل مستنيكي لحد ما تجيلي وتقوليلي وحشتني
ذهب زين في حزن وخرج من الغرفة وأغلق الباب خلفه.