رواية إنتقام الفصل الثاني 2 بقلم رباب حسين


رواية إنتقام 

الفصل الثاني 2

بقلم رباب حسين


قد رسمت الخطة جيداََ ونفذتها وكم كنت سعيدة وأنا أرى ما خططت له يحدث أمام عيني ولكن لم أفكر في دفع الضريبة فأنا الآن بين يدي من أحاول أن أنتقم منه ولكن بدلاََ من قتله فعليا أن أسلمه أعز ما أملك وعليا إنجاب طفلاََ منه.... كم هذا صعبٌ حقاََ


خرجت سمر من غرفة زين ووعد وهي ليست بغرفة عادية فقد قام زين بإعداد جناح كامل داخل القصر بضم غرفتين معاََ حتى أصبحت بهذا الحجم الضخم لتكون من أكبر الغرف فهي مكونة من غرفة للمعيشة بها تلفاز خاص ومكان للمشروبات وثلاجة وحمامين وغرفة نوم منفصلة عن غرفة المعيشة بباب واحد وزينت بأحدث الديكورات فهي مختلفة عن باقي القصر 

عندما وصلت سمر إلى الأسفل وجدت عامر والد زين يمر أمام الدرج فقالت

سمر : والله زمان يا عامر

نظر لها عامر وعقد حاجبيه قليلاََ وقال : يبقى إحساسي صح.... أنا شفتك قبل كدة

سمر : معلش العمر بقى بيغير الملامح..... أنا سمر مرات محمود الله يرحمه

عامر وقد تذكر من هي : ااااه.... أفتكرتك.... يعني وعد بنت محمود؟!!! 

سمر : شفت بقى الدنيا صغيرة أزاي.... لما وعد جات قالتلي إنها هتشتغل في الشركة عندكم مصدقتش بس المفاجأة الأكبر إن زين إبنك يتجوزها..... مش هوصيك على البت بقى.... ديه بنت أعز أصحابك ولا إيه؟

عامر : أنا عارف إن اللي حصل معاها مش قليل بس متقلقيش عليها بقت في عينيا خلاص

سمر : طيب أستأذن أنا بقي

عامر : لا ميصحش تعالى كلي معانا

سمر : لا ملوش لزوم.... أروح أحسن

ذهبت سمر وظل عامر ينظر إلى أثرها ويتذكر ما حدث بالماضي فكان محمود من أعز أصدقائه ولكن توفى بعمرٍ صغيرٍ وتذكر أن إبنته كانت مازالت بعمر الشهور فهذه هي الحياة لا تدوم لأحد فمنا من يمر كعابر سبيل ومنا ما يصل إلى أرزل العمر

غادة : واقف كدة ليه يا عامر؟ 

عامر : لا ولا حاجة.... طلعتي العشا للعرسان؟

غادة وقد حركت عينيها بملل : عرسان.... لا معرفش.... أكيد الخدم هيتصرفو

رحلت غادة من أمامه وذهبت إلى مائدة الطعام حيث تجمعت العائلة جميعاََ لتناول العشاء معاََ عدا شهد التي صعدت إلى غرفتها على الفور

أما بالأعلى فدخل زين الغرفة وعلى وجهه إبتسامة سعادة فقد حارب الجميع لأجلها فقط حتى أنه كان على إستعداد بأن يترك كل هذا الثراء لأجلها فقط من إستحوذت علي قلبه وأصبح لا يرى غيرها بالرغم من بساطتها إلا أنها تتمتع بروح نقية هادئة ذات عقل متفتح وتعرف ماذا تريد حقاََ وتتمتع بذكاء فقد تفاجأ في بعض الأحيان من قوة شخصيتها وقرارتها وما زاد إعجابه بها أنها لا تخاف أحداََ ولا تعبأ بما يقال فقط تنفذ ما هو صحيح رغم أنف الجميع..... لمح في عينيها نظرة خوف وحزن 

فقرر أن يتروى ولا يندفع فنظر لها بهدوء وقال : مالك يا حبيبتي.... زعلانة عشان ماما؟

وعد والتوتر يزداد والخوف يدب في قلبها فهي حقاََ لا تعرف كيف ستكون بين يديه وبقلبها هذا الكره له فقد كانت تجيد تمثيل العشق عليه ولكن عليا الآن أن أثبت له هذا العشق ولا أستطيع فعل هذا فنظرت له نظرة حزينة خائفة وقالت : أنا عايزة ماما

ضحك زين كثيراََ حتى كاد أن يسقط أرضاََ ثم نظر لها وقال : هي مش ماما لسة كانت بتديكي يعني شوية نصايح دلوقتي ولا إيه؟

وعد : ها.... لا.... اه اه بص بقي أنا عايزاك تطلع برا ومتدخلش خالص

زين : يا حبيبتي فيه أوضة تانية جوا أدخلي فيها وغيري هدومك براحتك وفيه حمام جوا كمان والدريسينج كل حاجة

نظرت وعد صوب الباب وقالت : ماشي.... بس إنت تفضل هنا

زين : حاضر

دخلت وعد الغرفة وإذا بزين يلحق بها ما أن لمحته يدخل الغرفة خلفها حتى صعدت علي الفراش بسرعة ووقفت عليه وقالت : إنت كداب قولتلي هتستني برا..... أنا مكنتش أعرف إنك كداب كدة..... لو سمحت يا زين أطلع برا

زين وهو يبتسم : يا بنتي إهدي.... أنا داخل أخد طقم ليا من هنا وهدخل الحمام التاني..... وعد إنتي بجد خايفة مني أوي كدة.... هو إنتي متخيلة إني ممكن أعمل حاجة غصب عنك.... ده أنا روحي فيكي ولو حسيت في يوم إني جرحتك لا يمكن أسامح نفسي أبداََ..... إطمني يا وعد مش هعمل حاجة أبداََ إنتي مش عايزاها

هدأت وعد قليلاََ عندما رأت في عينيه عشقه الصادق لها فعلى الرغم من أنها غير صادقة معه ولكن تعلم جيداََ أن زين يعشقها بجنون

وعد : طيب يعني لو نزلت مش هتقرب مني

رفع زين يده وخطى إلى الخلف

نزلت وعد من على الفراش وهي تثبت نظرها عليه ولكن وجدته يقف مكانه لا يتحرك فقالت : روح خد اللي إنت عايزه وأخرج

إبتعدت وعد عن طريقه ولكن توقف وقال : طيب مش عايزاني أساعدك في حاجة..... يعني لو مش عارفة تفكي حاجة أن هساعدك

إلتفتت وعد في ذعر وقالت في صوت مرتفع قليلاََ : شفت بقى.... أنا عارفة نيتك كويس

زين : ولا عارفة نيتي ولا زفت.... يا حبيبتي إهدي..... أنا قصدي على الطرحة هتعرفي تفكيها لوحدك

وضعت وعد يدها عليها وقالت في خجل : لا مش هعرف

زين : طيب أقعدي علي الكرسي ده وأنا هساعدك

جلست وعد علي الكرسي أمام المرآة وطالعت إنعكاسه في المرآة وهو يقترب منها وينظر لها في حب ثم وضع يده على رأسها وبدأ في نزع غطاء رأسها عنها وهي تتابعه في صمت ظل وقت قليل ثم أمسكها بيده وقال وهو يبتسم : خلاص خلصت

ثم وضع يده على شعرها وبدأ يصففه بيديه ثم اقترب منه وأخذ يستنشق عبيرها ثم نظر لها بالمرآة وقال : بقيت مدمن خلاص

ضحكت وعد ونظرت أرضاََ في خجل وجلس زين بجانب الكرسي على ركبتيه بالأرض وهو يطالعها بالمرآة وقال : زي القمر.... أنا متجوز قمر

ثم ألتفت إليها وقال : أنا مش مصدق إنك هنا..... عارفة لما خلصت الأوضة ديه وفرشتها كدة وقفت فيها وتخيلت إنك هنا معايا فيها حسيت ساعتها إن لما يحصل ده هبقي ملكت الكون كله بين إيديا.... إنتي أحلى هدية جاتلي في حياتي..... إستنتها كتير أوي وأخيراََ جيتي..... كنتي فين ده كله بقى يا هانم؟

نظرت وعد له وقالت : كنت موجودة عادي

زين : لا أنا بس بجرب كلام المتجوزين ده.... بس أحنا مش هنبقي زى أي حد

وعد وهي متيقنة أن ما في عقلها من خطة للإنتقام منه ستجعل هذا الزواج عبرة يعتبر بها كل من حاول أن يخطئ : فعلاََ مش هنبقي زى أي حد أبداََ

وضع زين يده على شعرها واقترب منها في بطئ وحذر حتى نال ق*بل*ته الأولى منها ثم أبتعد عنها ونظر لها وجدها تغمض عينيها بقوة فرفع يده ولامس وجنتيها المتوهجة بالأحمرار ففتحت عينيها ونظرت له وإذا بعينيه عشق صادق حقاََ ولأول مرة تشعر بشعور مختلف جعلها تنسى سبب مجيئها إلى هنا وتنسى العالم كله واستسلمت له وقف زين وأمسكها من عاتقها ورفعها إليه ونظر لها وقال : لسة خايفة

أماءت له بلا حملها بين يديه ووضعها على الفراش وجلس بجوارها ثم قال : لو حسيتي في أي لحظة إنك متضايقة قوليلي وأنا هبعد فوراََ.... أنا مش عايز أعمل حاجة غصب عنك ولا مستعجل على حاجة.... أنا عايزك تبقي بين إيديا وإنتي متأكدة إن عمري ما هأذيكي

أماءت له ثم قالت : طيب أنا عطشانة

زين : حاضر

نهض وخرج من الغرفة ليحضر الماء من الخارج وما أن خرج حتى أخرجت وعد دواء لمنع الحمل من ثنايا ثوبها ثم وضعت حبة بفمها ووضعت باقي الدواء تحت المزهرية التي علي الكومود بجانبها فعلى الرغم من تعليمات سمر لها بإن تصبح أم لولد يرث إمبراطورية نصار إلا أنها لا ترغب في ذلك فقررت أن لا تفعل ذلك دون علمها.... عاد زين وابتسمت له وعد ثم أخذت الماء من يده وشربته.... جلس زين مرة أخرى بجانبها وقال : إنتي جعانة صح؟ 

وعد : لا

زين : طيب أنا دوقت حاجة كدة من شوية كان طعمها حلو أوي ومش قادر عايز أدوق منها تاني 

ضحكت وعد في خجل مما جعل قلب زين يرفرف عالياََ ولم يدع مجال للحديث فبدأ بحديثٍ أخر يبث لها كل ما بقلبه من عشق وحب لها ثم أخذها بين أحض*انه ليعلنها زوجةََ له حقاََ وبعد وقت إبتعد عنها وأخذها بين ذراعيه ليطمئن قلبه أنها أصبحت له بعد طول إنتظار وعناء حتى هدأت أنفاسهما وذهبا في نومٍ عميق وعلى عكس هذا الهدوء والحب الذي يخيم عليهما هناك من تعتصر حزناََ وألماََ فقد تمنت أن تكون هي من بهذه الغرفة بين أحضان زين فكم تخيلت نفسها بين يديه ولكن ذهب كل هذا هباءََ فلم يختارها وفضل عليها هذه الفتاة السوقية وهذا ما زاد ألمها أكثر فكيف قارنها بهذه الفتاة وأيضاََ يفضلها عليها ولكن قررت أن لن تدعها تنعم بهذا الثراء والحب طويلاََ فعليها أن تفعل ما بوسعها كي تبعد هذه الفتاة عنه

عادت سمر وفضل إلى المنزل ويبدو علي سمر الإنزعاج فهي تشعر بأن وعد لن تستطيع تنفيذ ما خططت له ولا تشعر بالراحة من نظرات وعد إلى زين ولاحظ فضل وجه سمر العابس فقال : المفروض تبقي فرحانة دلوقتي..... لكن شكلك كدة وراه حاجة

سمر : البت ديه مش مريحاني

فضل : ديه عاملة زي الخاتم في صباعك يمين يمين.... شمال شمال

سمر : بس دلوقتي مبقتش تحت إيدي.... والواد بيحبها بجد.... خايفة لا تقع فيه هي كمان تبقي مصيبة

فضل : طيب ناوية على إيه؟

سمر : لازم أدخل القصر.... ومش هسيبها تخرج عن طوعي أبداََ هتنفذ كل اللي أنا عايزاه.... ما أنا مقعدش أرسم وأخطط كل ده وتيجي هي بهبلها ده وتبوظ كل حاجة

فضل : أحلى حاجة بحبها فيكي قلبك الأسود ده

سمر : بقولك إيه قوم روح على شقتك

فضل : ما تخليني هنا معاكي يا أختي

سمر : ليه بقي إن شاء الله

فضل : الصراحة الواد عبده قاعدلي في الرايحة والجاية

سمر : أكيد خدت منه بضاعة وضربت عليها

فضل : هي الدماغ ديه مش من حقها تتكيف

سمر : يا خويا عايز تتكيف أتكيف من جيبك

فضل : بكرة بنتك هتغرف من زين وتدينا وساعتها هسدد اللي عليا كله

سمر : ليه وإنت عليك كام؟ 

فضل : ٢٠٠ ألف

سمر في صدمة : يا نهارك أسود.... مكيف دماغك ب ٢٠٠ ألف

فضل : لا لا.... أنا الصراحة إتكيفت بحبة وبعت الباقي بس إتزنقت في قرشين فا خدت تمن البضاعة

سمر : إتزنقت.... ولا صرفتهم على الزفت بتاعتك

فضل : يووووه بقى.... إنتي متضايقة منها ليه بس؟

سمر : عشان رقاصة يا عين أمك وبكرة هتروح في داهية بسببها

فضل : لا داهية إيه.... إنتي بس أقعدي فكري كدة في خطة تخلي بنتك تجيبلي الفلوس من زين.... ده مبلغ تافه بالنسبالهم

سمر : طيب هشوف

فضل : حبيبتي يا ختي

صمتت سمر تفكر بحيلةٍ ما لسلب أموال زين

إنقضي اليوم وسطعت شمس النهار لتتغلغل أشعتها إلى عين وعد فقامت بفتحها ببطئ ثم نظرت بجانبها لترى زين فلم تجده فجلست بالفراش سريعاََ وجدت زين يقف أمامها يزين وجهه إبتسامة مشرقة وأدركت أنها دون م*لابس فرفعت الغطاء على جسدها في خجل ولاحظ زين ذلك فقال : أظن بعد اللي حصل إمبارح مفيش كسوف بقى

اقترب منها ونظر لها في عمق عينيها وقال : صباح الخير يا أحلى عروسة

نظرت وعد له وشعرت بأنها مسلوبة القوة أمامه مرة أخرى فقالت بهدوء : صباح النور

لاحظت وعد أنه يرتدي حلته فقالت : رايح الشغل برده؟ 

زفر زين في ملل وقال : غصب عني..... إنتي عارفة الصفقة ديه مهمة لو خدناها خلاص مش عايزين أي مناقصات السنة ديه..... وللأسف بابا عنده إجتماع مع الوزير ميقدرش يأجله

وعد : متضايقش روح ربنا يوفقك..... بس هتسيبني أنزل أول مرة كدة ليهم لوحدي

زين : لا طبعاََ.... بصي أنا هنزل على إنتي ما تجهزي وبعدين هطلع تاني أخدك وأنزل معاكي عشان الكسوف ده اللي مش هنخلص منه أنا عارف

أماءت له بنعم مؤكدة حديثه فقبل وجنتها وخرج من الغرفة ونزل إلى أسفل وجد العائلة مجتمعة علي طاولة الطعام فقال : صباح الخير

أجابو جميعاََ : صباح النور

جلس زين ومال عليه جاسر وقال : مبروك يا عريس

زين وهو يبتسم له : الله يبارك فيك يا جاسر.... والله إنت الوحيد اللي محسسني إني عريس وكدة

أمسك نصار عكازه واتكأ علي كرسيه بشموخ وقال في حزم : مالك يا زين على الصبح؟ 

زين في تهكم : لا ولا حاجة..... أصل شكلكم فرحان أوي لدرجة إن هيغمى عليا.... مش كفاية نازل الشغل يوم صبحيتي 

نصار في حزم معهود عليه : مش عايز تروح متروحش محدش جبرك

زين : لا مجبور للأسف.... الصفقة مهمة

نصار : كويس إنك لسة عندك مسئولية

زين : ليه إنت شايف إني شخص مش مسئول يا جدي؟ 

نصار في غضب : والله اللي إنت عملته الفترة الأخيرة أثبتلي عكس كدة لما اخترت البت ديه علينا كلنا

زين : هو لما اختار الزوجة اللي عايز أكمل معاها حياتي أبقى شخص مش مسئول..... جدي أنا عارف إنك مش عايز حد يدخل غريب العيلة بس الكلام ده قديم أوي يا جدي

غادة : البت ديه طمعانة فيك.... أنا مش عارفة إنت هتفضل أعمى كدة لحد إمتى 

زين : أنا مش أعمى.... إنتو اللي بتحكمو على الناس من وجهة نظركم بس.... شايفين عيلة نصار كلها فوق والدنيا كلها تحت رجليكم 

غادة : شايف يا عامر إبنك بيتكلم إزاى.... مسحتله مخه

نصار في حزم : خلاص يا غادة 

غادة : يرضيك كدة يا خالي

عامر : خلاص بقى يا جماعة.... الكلام مبقاش ليه لازمة دلوقتي.... هي بقت مراته رسمي ياريت نبطل نتكلم في الموضوع ده..... كل يا زين

زين : مستني وعد تنزل

ألقت شهد المعلقة من يدها في غضب فنظر لها زين وقال : فيه حاجة يا شهد؟ 

شهد : لا بس بصراحة إنت أوفر أوي.... أمال لو كانت أحلى من كدة شوية كنت عملت إيه

زين : كنت هخبيها عن عيون الناس كلهم وزي ما حطيتها في قلبي وقفلت عليها هقفل عليها باب الدنيا كلها

زاد غضب شهد وكادت أن تجيب حتى أمسكت يدها سناء ثم قالت سناء له : طيب وهي العروسة منزلتش ليه؟ 

زين : هطلع أجيبها دلوقتي

غادة : ليه مش عارفة السكة؟.... اه صح هي واخدة على عيشة الحواري أكيد هتوه في القصر ده

وقف زين في غضب وقال : طيب بصو بقى عشان نبقي علي نور كدة من الأول..... وعد بقت مراتي..... مرات زين نصار كرامتها من كرامتي واللي هيمس كرامتها يبقى غلط فيا أنا شخصياََ وديه حاجة مش هسمح بيها أبداََ

ثم صعد إلى غرفته مرة أخرى في غضب فقد سئم منهم جميعاََ ولكن لن يترك أحد يهين وعد أبداََ فهو وعدها بأن يكون أمانها في هذه الحياة ولن يخل بوعده أبداََ.... دخل غرفته وصاح بإسم وعد فخرجت من الغرفة وقالت : أيوة خلاص جهزت

لاحظت وعد بروز فكه دليلاََ علي غضبه فاقتربت منه وقالت : مالك متضايق ليه كدة؟.... اه سمعت كلام وحش علي الصبح

زين : لو مش حابة تنزلي تفطري معاهم أنا ممكن أطلب الفطار ليكي هنا 

وعد في تحدي : لا طبعاََ هنزل تحت عادي.... أنا مش بهرب ولا بخاف يا زين.... ولازم يفهمو إن ده بقى بيتي زي زيهم ويتعودو على وجودي وسطهم

زين : أنا بس مش عايز حد يضايقك

وعد : متخافش عليا

ثم تعلقت بذراعه وهي تنظر له في عينيه ثم خطا معاََ إلى الأسفل ولاحظت وعد عند وصلهما لأسفل الدرج أن عين شهد مركزة عليهما فأرادت أن تعبث معها قليلاََ فوقفت ونظر لها زين في قلق وقال : مالك يا حبيبتي.... رجعتي في كلامك؟ تحبي تطلعي فوق تاني؟ 

اقتربت منه أكثر ووضعت ذراعها فوق عاتقه وقالت في دلال وهمس : لا طبعاََ.... بس إفتكرت إنك هتمشي دلوقتي وملحقتش أودعك فوق ومش هعرف أودعك قدامهم

نظر زين إلى وجهها القريب من وجهه وأنفاسها الساخنة التي تصطدم به وتأمل ملامحها عن قرب وقال : بقولك إيه أنا أصلاََ نازل بالعافية بلاش الدلع ده أحسن أسيب كل حاجة واخدك علي الأوضة تاني 

ضحكت وعد في دلال وأخفضت وجهها أرضاََ ثم رفعت وجهها ونظرت إلى جهة شهد التي تشتعل غضباََ ثم نظرت إليه وقالت : لا طبعاََ... بس تخلص بسرعة وتيجي علي طول..... هستناك..... ثم تحدثت بوجه طفولي وقالت : يلا بقي عشان أنا جعانة أوي

زين : يلهوى علي الدلع يا ناس..... يا بنتي متستفزنيش

ضحكت مرة أخرى وتعلقت بذراعه وخطا معاََ إلى مائدة الطعام وهي تنظر إلى شهد بتحدي وقوة وما أن اقتربت من المائدة حتى وقفت وقالت : صباح الخير

ولكن لم يجيب أحد ولم ينظر إليها أحد فسعلت بقوة حتى نظرو إليها وقالت في تحدي وقوة : صباح الخير

لاحظو نظرات زين الغاضبة فقالو جميعاََ : صباح النور

جلست وعد بين زين وجاسر وأمامها غادة وسناء وشهد ونظرات التحدي والقوة تخرج من عينيها فهي كارهة لهم جميعاََ وتعهدت بأخذ حقها منهم جميعاََ دون رحمة ثم قال جاسر : مبروك 

تبدلت ملامح وعد ونظرت له في سعادة وقالت : الله يبارك فيك يا مستر جاسر

جاسر : بلاش مستر ديه بقي

وعد : ماشي.... الله يبارك فيك يا جاسر

ثم قال زين : حبيبتي تحبي تاكلي إيه؟ 

شهد في تهكم : مش تعرفها الأول إيه الأكل اللي قدامها.... أكيد متعرفش هو إيه

نظرت لها وعد وقالت بسخرية وقوة : ليه حد قالك إني كنت عايشة علي المحاليل قبل كدة

ثم نظرت إلى زين في حب ودلال وقالت : أنا اللي المفروض أحطلك الأكل يا حبيبي..... تحب تفطر إيه.... لا لا أنا عارفة إنت بتبحب إيه..... ثم نظرت إلى شهد بجانب عينيها لآثارة غضبها وقالت : بتحب ااااا.... طبعاََ غيري يعني... التوست الأبيض والزبدة

هنا وانتفضت شهد من على الطاولة فلم تستطع أن تحتمل هذا الدلال الزائد أمامها أكثر من ذلك وصعدت إلي غرفتها في غضب فقالت وعد في هدوء : شهد حبيبتي مش هتكملي أكلك

هنا وانفجر جاسر وزين ضحكاََ عليها فنظرت سناء إلى جاسر وقالت في غضب : جاااسر

جاسر وهو يحاول أن يتحكم في ضحكته : أسف أسف.... هسكت خلاص

ولكن لم يتمالك نفسه وضحك أكثر ولاحظ نظرات عين سناء له في غضب أكبر فقال وهو يحاول السيطرة على ضحكاته أكثر مما جعل وعد تضحك هي الأخرى وقال : لا كدة أنا هقوم أحسن أروح شغلي

غادر مسرعاََ ووضعت وعد أمام زين الطعام ثم تناولا الطعام معاََ تحت نظرات غادة وسناء الغاضبة ونظرات نصار الثاقبة

حتى أنها طعامهما وقال زين : أنا أتأخرت.... ثم نهض وأمسك يد وعد وقال : تعالي وصليني

نهضت معه وذهبا خارج القصر ثم قال نصار : البت ديه مش سهلة

ثم نظر إلى عامر وقال : هي ديه اللي نزوة يا عامر؟.... إبنك معمي بيها خلاص

غادة : أنا قولتلك من الأول يا خالي أنا مش مرتاحة ليها أبداََ

عامر : يا جماعة أصبرو وبكرة الأيام هتثبت مين فينا الصح

نصار في غضب : أستنى لحد ما تجيب حفيد لينا.... عايز حفيد عيلة نصار يبقي من البت ديه

عامر : طيب أعمل إيه؟.... فيه حد عنده حل؟ 

غادة : أنا هطفشها من هنا

عامر : خلي بالك كل ما تغلطي فيها إبنك هيقف قصادك عشانها وممكن تخسريه..... إنتي حرة أنا حذرتك أكتر من مرة

غادة : أنا هستنى أي غلطة ليها ومش هسكت أبداََ

زفر عامر ووقف وقال : أنا أتأخرت وهمشي

خرج عامر ووجد زين مازال يتحدث مع وعد ولاحظ نظرات العشق التي تنبعث من عينيه ولأول مرة يرى زين بهذه السعادة فهو علي عكسهم يريد سعادة ولده فقد فعل ما لم يقدر هو على فعله عندما أجبره نصار بالزواج من إبنة أخيه بعد تجربة حبه الأولى الفاشلة مع فتاة طمعت بأمواله فقد عندها الثقة بالنساء ووافق مجبراََ علي الزواج من غادة ولهذا لا يتمنى نفس النهاية لزين أبداََ ويدعو له من قلبه أن تصبح زوجته مدى الحياة ولكن ما تريده وعد أبعد عن الطمع بمراحل

ذهب زين بسيارته وظلت وعد تتبعه بنظراتها ثم ألتفتت ووجدت عمار ينظر إليها وشعلت نار الحقد والكره بداخلها فهي تكرهه كثيراََ وتتمنى أن تأخذ ثأرها منه أولاََ ثم رسمت إبتسامة مصطنعة علي وجهها ومرت بجواره فقال : أنا عرفت إنك بنت محمود الله يرحمه

وقفت وعد ونظرة له ثم أردف : أبوكى كان من أعز أصحابي.....وعشان كدة إعتبريني زي أبوكى بالظبط ومتخافيش مني.... بكرة تعرفي إني غيرهم كلهم

نظرت له ولم تجيب وفي عقلها صوت واحد تريد أن تصيح به..... أتريد أن تكون مثل أبي؟!!! يلا سخرية القدر..... أتقتل أبي وتريد أن تأخذ مكانه؟!!! فحقاََ كما قالت أمي عائلة نصار شياطين متجسدة في هيئة بشر 

أماءت له ثم ذهب من أمامها وهي تنظر إليه حتى أبتعد بسيارته وخلفها الحرس فهو وكيل وزارة وله مكانته بعيداََ عن شركة أبيه وظل نظرها متعلق به في غضب وهي تقسم بداخلها لن أتركك تعيش كثيراََ في القريب سوف أراك بجوار أبي تحت التراب أعدك يا حمايا العزيز لن ترى السعادة مرة أخرى وسوف أسلب منك حياتك بيدي...



                 الفصل الثالث من هنا 

   لقراءة جميع فصول الرواية من هنا 

تعليقات