
رواية إنتقام
الفصل الثالث 3
بقلم رباب حسين
غضبي هو من يقودني فكلما شعرت بأن قلبي ينبض أخرسته بالغضب.... حتى أصبح فؤادي يخشى الحياة فالطلاما شعرت بأن لا يحق لي السعادة فقد وضعتني أمي منذ صغري بمكان واحد ولغرض واحد فقط هو أن أنتقم لأبي الذي لم أراه حتى فقد حرمت منه ومن حنانه وعطفه.... حرمت من الحياة كلها فقد كنت أشعر بالغيرة عندما أرى بنت وأباها يسيران معاََ يداََ بيد وكنت أتسائل دائماََ كيف هو حنان الأب؟ وهل أبي كان سيحبني كما أرى حب الأباء لبناتهم؟ كيف هو الحب؟ ما هو الحب؟ لا أعلم شيئاََ عنه وهل حقاََ ما يشعر به زين تجاهي هو حب أم تعلق أم نتيجة لما فعلته به كي يكون شديد التعلق بي هكذا فهو يعيش في وهم زائف بإني أحبه
ظلت وعد بحديقة المنزل عقلها يفكر بالكثير والغضب يملء قلبها..... ما هذا العبث الذي أعيش به؟ من قتل أبي يقول لي أنا مثله ويطلب مني أن أعتبره أبي ولكن هو محق فأنا زوجة إبنه الوحيد ولا يعلم أني أعرف جيداََ حقيقته التى أخفاها بدهاء كبير ولكن سأفعل مثل ما قال حتى أنال غرضي من هذه العائلة ولن أرضخ حتى أحصل على ما أريد فقد دخلت وكر الثعابين ولن أخرج منه إلا منتصرة لأعوض أمي عن ما رأت طوال عمرها وعن الفقر الذي عاشت فيه
قاطع تفكيرها مكالمة أمها لها فأجابت
وعد : أيوة يا ماما.... عاملة إيه؟
سمر : زفت
زفرت وعد وأغمضت عينيها في ملل وقالت : فيه إيه تاني؟
سمر والغضب يملأها : هيكون فيه إيه غير خالك اللي منغص عليا عيشتي
وعد : ماله بس فهميني؟
سمر بغضب : البيه ماضي على نفسه شيكات ب ٢٠٠ ألف جنيه
وعد في صدمة : يلهوى..... ليه؟ وفين المبلغ ده أصلاََ وداه فين؟
سمر : أكيد صرفه علي الرقاصة اللي ماشي وراها..... مش مهم دلوقتي أنا عايزاكي تسمعي اللي هقول عليه وتنفذيه.... إنتي تروحي زي الشاطرة كدة تطلبي فلوس من زين
وعد في رفض : لا طبعاََ..... عايزاني أطلب منه مبلغ زي ده تاني يوم جواز
سمر في غضب : نعم يا حبيبتي أمال أنا مجوزاكي ليه؟
زفرت وعد وقالت : ماما البيت كله والناس كلها اللي حوالين زين بيقولو إني متجوزاه طمعانة فيه وهو الوحيد اللي مش مصدق ده عايزاني أروح أطلب منه فلوس وأكد كلامهم
سمر : لا نسيب خالك يتحبس وتبقى فضيحتك بجلاجل قدام عيلته عشان نصار باشا يرميكي في الشارع وزين ساعتها مش هيقدر يتكلم.... ولا عايزة حفيده الوحيد يتجوز من عيلة رد سجون.... كلامي يتنفذ فاهمة ولا لا وإلا يا وعد هتشوفي مني وش إنتي عارفاه كويس..... ثم أردفت بغضب وصوت مرتفع : تتصرفي وتجيبي الفلوس ديه
زفرت وعد وقالت : حاضر يا ماما حاضر..... هتصرف
أنهت وعد المكالمة وظلت تفكر في توتر فكيف تطالبه بهذا المبلغ وأخذت تفكر في حيلة لتطلب منه هذا المبلغ ولكن لم تتوصل لشئ نهائي... مضى ساعتين وعقلها يجوب به الكثير حتى أشتدت شمس الصيف الحارقة عليها وقررت أن تدخل إلى القصر وما أن دخلت حتى وجدت سناء وغادة يجلسان معاََ في البهو نظرت لهما في تكبر وشموخ وتوجهت إلى الدرج لتصعد إلى غرفتها حتى أوقفها صوت غادة التى كانت تنظر إليها في كره شديد فهي تراها طماعة وسارقة فقد سرقت إبنها منها وحولته إلى شخصاََ أخر لا يرى غيرها ولا يهتم لأحد من هذه العائلة فقط لأجلها فصاحت في غضب : إنتي رايحة فين؟
إلتفتت وعد في هدوء وعقدت ذراعيها أمام صدرها وقالت : طالعة أوضتي..... قصدي الجناح بتاعي اللي عمله زين حبيبي ليا وعملي فيه كل حاجة أنا محتاجها عشان مبقاش مضطرة أقعد معاكو وشي في وشكم كدة
وقفت غادة في غضب ولحقت بها سناء ونظرات الحقد تتطاير من عينيهما وأردفت غادة قائلة : إنتي أكيد مجنونة..... يا حبيبتي فوقي إنتي مجرد نزوة في حياته وبكرة يزهق منك ويرميكي..... بصي حواليكي كدة شوفي كام واحدة تتمنى تبقى مكانك وكلهم أحلى وأشيك منك مليون مرة وزين خد منك اللي هو عايزه خلاص وأنا متأكدة إنه هيزهق منك قريب عشان هو زي أي راجل عينه هتزوغ علي حاجة أنضف منك برا وساعتها هتبقي بالنسباله موضة قديمة وبطلت
ثم اقتربت منها وأمسكتها من ثيابها بأطراف أصابها وعلامات التقزز بادية علي وجهها وقالت : إنتي مش شايفة القرف اللي إنتي لابساه.... ده إنتي حتى مش قادرة تجيبي فستان جديد تنزلي بيه يوم صباحيتك قدام العيلة الكبيرة اللي إنتي دخلتيها.... الحمد لله إن محدش هيجي من برا ويشوف القرف ده اللي إنتي لبساه
سناء : اه يا غادة كويس إنك قولتي للستات في الجمعية إنهم هيسافرو برا يقضو شهر عسل وإلا كأنو جم يباركو وشافو القذارة ديه بلاش فضايح قدامهم
تصاعد الغضب داخل وعد وكادت أن تجيب عليهما إلا أن أوقفها صوت زين الذي كان يقف عند الباب وسمع ما قالته غادة وسناء ورأى وعد تقف ولا تجيب عليهما مما جعله يستشيط غضباََ فقال زين : ماااااما
نظرت له وعد وبدلت ملامحها من الغضب واصطنعت الحزن أمامه ثم ركضت إليه وارتمت بين أحضانه وتصنعت البكاء وقالت : زين.... كويس إنك جيت..... أنا عايزة أمشي يا زين..... خدني من هنا يا حبيبي..... أنا مش قادرة أستحمل الأهانات ديه كلها..... من ساعة ما مشيت وهما عمالين يكلموني بطريقة بشعة.... أنا خايفة منهم مكنتش متخيلة أبداََ إنهم كدة....... خبيني منهم يا زين
ثم ضمت نفسها بين أحضانه وحاوطها زين بذراعيه في حب وخوف من فقدانها ثم نظر إليهما في غضب مما دب الخوف في قلبيهما وقال في صوت مرتفع : مكنتش أعرف إنكم كدة أبداََ..... أنا حذرتكم قبل ما أمشي بس الظاهر إنكم مش مصدقين فعلاََ إني ممكن أحرق البيت ده كله لو حد لمس منها شعرة.... لأخر مرة هتكلم معاكم بالذوق المرة الجاية هاخدها وأمشي من هنا ومش هتشوفو وشي تاني وشوفو بقي جدي هيعمل فيكم إيه
ثم جذبها من يدها خلفه وصعد بها إلى الدرج والتفتت وعد إليهما وهي تصعد معه ونظرت إليهما نظرة إنتصار وعلى ثغرها إبتسامة تهكم واضحة فقد نصرها عليهما وهذا ما كانت تضمن حدوثه فقد أصبح لا يرى ولا يهتم لغيرها ونجحت خطة أمها التى وضعتها بإحكام ليقع زين في شباكها.... وصلا إلى الغرفة ورسمت وعد الحزن علي وجهها ثم أغلق زين الباب ونظر إليها ورأي الحزن والدموع داخل عينها فقال في حزن عليها : أنا أسف يا حبيبتي..... متزعليش مني أنا غلطان إني سيبتك..... بس أنا كنت متوقع إنك أقوى من كدة.....أنا عارف إنك قوية وهتقدري تقفي قدامهم ومش هتخافي منهم طول ما أنا في ضهرك لكن مش عارف إنتي ليه وقفتي وسمعتي كل الكلام ده ومردتيش
وعد في بكاء مصطنع : أنا عيبي هو فقري يا زين.... وهما عايروني بيه وشايفين إني طمعانة فيك وخايفة في يوم تصدقهم عشان كدة سكت
أمسك زين وجهها في عشق وأزال دموعها عن وجنتيها وقال : أنا لا يمكن أصدقهم.... والدليل إنك عمرك ما طلبتي مني حاجة أبداََ ورفضتي كل الهدايا اللي كنت بجبهالك قبل كدة وده اللي خلاني واثق إنك مش طمعانة فيا..... أرجوكي متعيطيش ومتزعليش حقك عليا ولو عيبك زي ما بتقولي هو الفقر فا العيب ده مبقاش موجود خلاص..... إنتي مرات زين نصار وفلوسي كلها وكل اللي إنتي شايفاه ده ملكك
ثم أخرج من معطفه كارت البنك الخاص به وأعطاه لها وقال : من بكرة تنزلي تشتري كل اللي نفسك فيه وتجيبي كل حاجة عجباكي
نظرت له وعد في حزن وقالت : عشان متبصش برا صح؟.... هو إنت ممكن تشوف وتحب واحدة غيري يا زين؟
زين : إستحالة..... أنا أخترتك إنتي وبس ومش عايزة حد في الدنيا غيرك.... بطلي عياط بقى وأدخلي إرتاحي شوية وأنا هنزل أطمن جدي علي الصفقة وارجعلك على طول
التفت ليغادر فأمسكت يده وقالت في دلال : متتأخرش عليا
إبتسم زين لها وقال / هوا.... ثواني وهتلاقيني قدامك
ثم قبل وجنتها وذهب إلى أسفل والغضب يتطاير من عينيه فقد أهانو زوجته بهذه الطريقة أمام عينه ولم يبالو بتحذيره لهم جميعاََ ولن يسمح بحدوث هذا مرة أخرى وعندما اقترب من الدرج وجد نصار يتحدث مع سناء وغادة : قولتلكم متعندوش معاه ومحدش ليه دعوى بيها
قال زين وهو ينزل الدرج : قولهم يا جدي عشان مش هسمح باللي حصل ده يتكرر تاني
نصار في حزم : خلاص يا زين....إنت كمان غلطان إزاى تكلم أمك وخالتك بالشكل ده؟
زين : إنت مشفتش يا جدي كانو مسكينها إزاى كإنهم ماسكين فار وقرفانين منه..... وعد بقت مراتي لازم تستوعبو ده وأنا مش هقبل أبداََ تتعامل بالأسلوب ده في بيتها
غادة : إحنا كنا بنرد عليها إنت مسمعتش هي قالت إيه
زين في غضب : بطلو ظلم بقى فيها.... أنا شايفها واقفة قدامكم ومنطقتش بكلمة ولما شافتني جريت عليا زي العيلة الصغيرة عشان أنقذها منكم..... البنت قاعدة بتعيط فوق لحد دلوقتي.... إنتو إيه معندكوش رحمة
ضرب نصار عكازه أرضاََ في غضب وقال : خلاص.... مش عايز أسمع صوت تاني..... وإنت تعالى ورايا علي المكتب وقولى عملت إيه
زين وهو ينظر إلى غادة في غضب : حاضر يا جدي
ذهب زين معه ونظرت غادة إلى سناء وقالت في حزن : شايفة يا سناء.... زين إتبدل بقى واحد تاني..... ده عمره ما وقف قدامي كدة
سناء في غضب : طبعاََ.... البت ديه جننته خلاص.... مين يصدق إن في ظرف شهرين يبقي خاتم في صباعها بالشكل ده..... بس خالي معاه حق.... كل أما هنقف قدامه هيعند أكتر ويتمسك بيها.... زين عنيد وإنتي عارفة ده كويس
غادة وهي تبكي : أنا حاسة إني خسرته خلاص يا سناء.... منها لله فرقت بيني وبين إبني الوحيد
أخذتها سناء بين أحضانها ورتبت عليها حتى هدأت قليلاََ أما وعد فقد زالت دموع التماسيح من على وجهها وهي تفكر كيف تطلب من زين هذا المبلغ بعد ما قاله الآن..... فهو متأكد أنها لم تطمع بماله بسبب رفضها كل شئ أحضره لها قبلاََ وإذا طلبت من هذا المبلغ الآن سوف يدخل الشك بقلبه وتخسر كل ما حققته من قبل.... ظلت تنظر إلى كارت البنك بيدها وتخشى أن تأخذ منه هذا المبلغ وإذا حاولت أن تقنعه بأنها اشترت به ملابس جديدة فأين هي الملابس.... ظلت تفكر حتى قاطعها صوت هاتفها فزفرت في ضيق وقالت : أكيد ماما
نظرت بالهاتف وجدت رقم مجهول فأجابت : ألو
غالب : إزيك يا حلوة
عرفت وعد صوته فهو منافس زين في العمل وقد رأته من قبل في أكثر من مكان ودائماََ ما ينتصر عليه زين في العمل لشدة ذكائه فهو رجل أعمال ناجح جداََ حتى أنهم يطلقون عليه نصار الثاني بسوق العمل ولكن تعجبت من إتصاله وقالت : غالب بيه!!!!
غالب وهو يبتسم : عرفتي صوتي بسرعة كدة.... من ساعة ما شفتك وأنا قلت عليكي ذكية جداََ..... وعشان متأكد إنك ذكية مش هترفضي طلبي أبداََ
وعد : وده إيه إن شاء الله؟
غالب : أنا سمعت إنك نجحتي وإتجوزتي زين.... وعارف إن زين واقع فيكي على الأخر عشان كدة محدش هيعرف يساعدني غيرك
إبتسمت وعد في تهكم وقالت / وأنا أساعدك ليه بقى؟
غالب : عشان عارف حقيقتك كويس.... وعارف أصل عيلتك عامل إزاى..... فضل شغال ديلر عندي
فتحت وعد عينيها في صدمة ولم تجيب
غالب : متخافيش متخافيش..... أنا ميهمنيش كل ده..... أنا عايز منك خدمة وأبقي متشكر أوي
وعد في خوف : خدمة إيه؟
غالب : زين خد المناقصة النهاردة مني..... وفيه مناقصة كمان يومين وأنا عارف إن زين بيحتفظ بأوراق المناقصات عنده علي اللاب توب الخاص بيه وهو مش بيسيب اللاب توب ده نهائي أنا بقي عايزك تجيبيلي الملف بتاع المناقصة اللي جاية بس كدة
وعد في توتر : طيب ما هو كدة هيعرف إني خدت الملف منه خصوصاََ إنه مش بيسيب اللاب توب غير وهو هنا في أوضته
غالب : وهيعرف منين..... إنتي هتجيبي الملف وأنا هشوف المبلغ اللي هو قدمه وأقدم مبلغ أقل وأخد الصفقة وخلاص على كدة
وعد في خوف : لا أنا خايفة زين في الشغل مش بيهزر
غالب : هجمد قلبك بالمبلغ اللي إنتي عايزاه
تذكرت وعد المبلغ الذي طلبته أمها منها والخوف يزداد بقلبها بسبب معرفة غالب بحقيقة عمل فضل فقررت أن تساعده وقالت : طيب هجيبلك الملف بس تديني ٢٠٠ ألف جنيه
غالب وهو يبتسم : بس كدة.... من عينيا يا ستي
وعد : بس إنسي إني أساعدك تاني ولو قلت كلمة واحدة على خالي لزين مش هسكت وهقوله إنك ههددتني عشان تاخد الملف وساعتها هو هيصدقني أنا
غالب : ماشي.... بس تجيبي الملف ده النهاردة
وعد : حاضر.... أقفل بقى متتصلش بيا تاني....أنا هكلمك
أنهت وعد المكالمة وعزمت علي تنفيذ ما طلبه غالب منها فهي تفعل كل شئ تطلبه سمر دون تفكير أياََ كانت الوسيلة وقررت أن تنتظر بعد أن ينام زين وتأخذ الملف بعد قليل صعد زين مرة أخرى إلى الغرفة وكانت وعد تتصنع الحزن والبكاء وظل زين يطيب خاطرها بكل الطرق وطلب منها ألا تنزل للأسف اليوم وأنه سوف يظل معها طوال اليوم بالغرفة وعند مغيب الشمس إتصل يامن بزين
زين : ألو
يامن : مبروك يا عريس
زين : من قلبك
يامن : طبعاََ.... ومبروك المناقصة كمان
زين : الله يبارك فيك
يامن : أنا سمعت إن غالب كان وشه بيطلع دخان النهاردة
ضحك زين وقال : هو اللي مصر يقف قدامي يامن : أظن الصفقة ديه هتحقق تارجت السنة كلها وفوقه كمان
زين : اه الحمد لله
يامن : طيب بالنسبة للصفقة اللي بعد يومين هتعمل فيها إيه
زين : هدخلها طبعاََ عشان مش هسيبها لغالب
ضحك يامن وقال : عارفك أنا من يومك مش بتسيب حقك.... المهم هتيجي بكرة؟
زين : لا.... إعتمد علي نفسك شوية بقي
يامن : ماشي يا عريس
أنهى زين المكالمة وجلست وعد بجانبه وقالت : إنت خدت الصفقة؟
زين : اه يا حبيبتي
وعد : مبروك
زين : الله يبارك فيكي.... أنا كدة مطمن علي الشغل بكرة بقي هفضل معاكي عشان عندي صفقة تانية بعد يومين وهضطر أنزلها
وعد : هي مهمة يعني الصفقة ديه؟
زين : لا بس أنا مش هسيبها لغالب أنا عايز أقضي عليه في السوق عشان مبفكرش يقف قدام زين نصار تاني
وعد : حبيبي المغرور
زين : مش بذمتك من حقي؟
وعد : حقك طبعاََ
زين : طيب بالنسبة للحقوق بقى.... فيه حاجة كدة بقت من حقي إمبارح وعايزها تبقى في حضني دلوقتي
وعد : حاضر.... بس ممكن أدخل أخد شاور الأول
زين : إنت براحتك يا باشا
ذهبت وعد للداخل وأخذت الدواء سريعاََ ثم توجهت إلى الحمام وبعد قليل خرجت ووجدت زين ينتظرها بالفراش وما أن رآها وقف أمامها وعينيه تنظر إليها بعشق صادق وأخذها بين أحض*انه وذهبو إلى عالمهم الخاص وفي الليل وبعد أن تأكدت وعد من نوم زين حتى نهضت من الفراش وتوجهت إلى الخارج في هدوء وأخذت الحاسوب الخاص بزين وفتحته ووضعت الملف الخاص بالصفقة علي هاتفها ثم أعادت الحاسوب مرة أخرى وبعثت برسالة إلى غالب بأن الملف حتى أرسل لها الأموال علي حسابها الخاص بالبنك ثم بعثت له الملف وما أن جاءها رسالة من البنك حتى بعثت لسمر بأن الأموال أصبحت معها
نظرت سمر إلى فضل الذي يجلس أمامها وقالت : البت جابت الفلوس
فضل : حبيبتي يا سمورة..... كدة بقي هعرف أنزل من البيت
سمر : المهم تتلم بقى وتبطل سرمحة ورا الزفتة بتاعتك
فضل : يا سمورة البت ديه المزاج كله
سمر : المزاج اللي هيوديك في داهية
فضل : لا داهية ولا حاجة البركة في وعد أنا أصرف وهي تديني.... أمال جوزناها الواد ليه
سمر : لا يا حبيب أختك..... مش عشان تاخد شوية ملاليم.... أنا عايزاك تتلم لحد ما الخطة تخلص وبعدين كل ثروة نصار هتبقى بتاعتنا
فضل : ماشي..... نستنى
إنقضى اليوم ومر اليوم التالي دون أي جديد فزين ووعد ظلا بغرفتهما لما يخرجا منها أبداََ فكان زين سعيد بوجود وعد بجواره لا يفترق عنها أبداََ يتحدث إليها ويتأمل وجهها الذي يعشق تفاصيله ويغترف من عشقه ويغمرها به.... وفي الليل يجلس زين بالفراش وتضع وعد رأسها على صدره ويضمها زين بين ذراعيه ثم قال : بكرة تنزلي تشتري الحاجات اللي إنتي عايزاها كلها..... على العصر هبعتلك عربية بسواق ومعاه حرس عشان أبقى مطمن عليكي
وعد : حاضر.... بس تفطر معايا هنا..... صحيني قبل ما تنزل
زين : بس بكرة هصحي بدرى أوي.... أنا هخليهم يطلعو الفطار ليكي هنا
ظلت وعد نائمة بين أحضانه وقلبها ينبأها أن هناك شيئاََ سوف يحدث غداََ وتشعر بالخوف إذا علم زين بأمر المناقصة ثم نامت بعد صراع مع التفكير
في الصباح إستيقظ زين ووضع بجانب وعد وردة جوري جميلة وقبلها وهي نائمة وذهب إلى الأسفل وجد نصار يجلس بالبهو فصاح بإسمه فأتي زين وقال : صباح الخير يا جدي
نصار في غضب : بقالنا يومين مشفناش وشك
زين : وعد كانت متضايقة شوية وأنا قلت أبعدها بعد الموقف ده عشان مش عايز مشاكل تاني
نصار ومازال غضبه يظهر على وجهه : وده مبرر إنك متبصش في وشنا كلنا..... إسمعني كويس يا زين إنت وريث العيلة ديه وفي يوم من الأيام هتبقى كبيرها..... العيلة لازم تتجمع واللي أنا بنيته في سنين ميتهدش..... ولازم مراتك تعرف إن العيلة ديه مهما حصل بينهم بيتجمعو في الأخر وينسو كل مشاكلهم علي السفرة
زين : أنا عارف ده كويس يا جدي بس الكلام ده لما يكونو هما بيتعاملو معاها على إنها من العيلة
نصار : وجودها علي السفرة وسطهم هيخليهم يتعودو على وجودها لكن طول ما هي عايشة لوحدها كدة مش هتبقى في دماغهم
زين : حاضر يا جدي.... إن شاء الله ننزل على العشا.... بعد إذنك أنا لازم أمشي عشان عندي معاد مهم
ذهب زين وقد أقتنع بما قاله نصار فيجب أن تشعر العائلة بأن وعد أصبحت جزءاََ منهم وهذا سيجعل المشاكل تتلاشى.... ذهب زين وعندما دخل إلى الشركة وجد يامن ينتظره
يامن : كويس إنك جيت
زين : خير حصل إيه؟
يامن : هو إنت غيرت في ورق الصفقة؟
زين : اه.... نزلت السعر للنص
يامن : ليه يا زين كدة بخسارة
زين : مش فارقة معايا بس عشان أضمن إن محدش ياخدها غيري
يامن : طيب.... يلا عشان نروح سوا
ذهب يامن وزين وأخذت شركة نصار المناقصة وعند إعلان النتيجة كان غالب في حالة صدمة فقد قدم سعر بناءاََ علي الملف الذي أرسلته وعد ولكن المبلغ بعيد تماماََ عنه ووقع نظره على زين الذي ينظر إليه في تكبر فشعر غالب بالغضب أكثر والتفت إلى الحرس وقال في غضب مكتوم وعينيه تطلق شرار الغضب : أنا عايز وعد محمود عندي النهاردة..... لو إتأخرتو عن النهاردة متجوش الشغل بكرة
ثم ذهب مسرعاََ وتحرك الحرس وأخذو سيارة سوداء كبيرة وذهبو إلى قصر نصار ووقفو بالخارج حتى تخرج وعد..... ظلو بالخارج حتى جاءت السيارة التي أرسلها زين إلى وعد وخرجت وعد بعد قليل وصعدت بها..... لحق الحرس بالسيارة حتى توقفو عند أحد المتاجر الكبرى ونزلت وعد ولحق بها الحارس..... ظلو بالسيارة وانتظر حتى خروج وعد من المتجر.... بعد ساعة خرجت وعد ويحمل الحرس حقائب عديدة وما أن اقتربت من الطريق حتى هجمت سيارة الحرس عليها وأخذوها إلى داخل السيارة.... إنتبه الحارس إلى ما حدث وألقى الحقائب على الأرض وصعد بسيارة أجرة وطلب من السائق اللحاق بهم وقام بالإتصال بزين فوراََ
زين : أيوة يا عدوي
عدوي : زين باشا وعد هانم إتخطفت
وقف زين في صدمة وبرز فك وجهه من الغضب وقال : إتخطفت إزاى؟ وإنت كنت فين؟
عدوي : كنت قدامها يا فندم بس الموضوع حصل بسرعة واضح إنهم كانو مرقبينا.... بس متقلقش يا زين باشا أنا خدت تاكسي وروحت وراهم مردتش أخد العربية عشان ميحسوش إني مراقبهم.... أول ما يقفو هبعت لحضرتك لوكيشن لأن واضح إن عددهم كبير وأنا لوحدي
زين : طيب يا عدوي أنا هجهز الرجالة وهستني رسالة منك
أنهى زين المكالمة وهو يجوب بالمكتب في غضب..... كيف حدث هذا ومن فعل هذا بها؟.... هل أحداََ من أعدائه أم أحداََ من العائلة؟.... ثم طلب الحرس الخاص بالشركة وطلب منهم أن يتجهزو وينتظرو إشارة منه.... بعد قليل وصلت السيارة إلى أحد المباني المهجورة وحملو وعد خارج السيارة وهي فاقدة للوعي ورآهم عدوي من بعيد حتى لا يكشفون أمره ثم أرسل إحداثيات المكان إلى زين الذي إنطلق فور وصول الرسالة ورآه يامن يخرج من مكتبه في غضب فقال في قلق : خير يا زين حصل إيه؟
زين وهو يركض إلى الخارج : بعدين يا يامن بعدين
خرج زين وأخذ الحرس وذهب إلى المكان وعندما وصل قابل عدوي وقال : هنا يا زين باشا
زين في غضب وهو يشهر سلاحه : هما فين؟
عدوي : أنا شفتهم شالوها ودخلو بيها المبني ده وكان مغمى عليها
أمر زين الحرس بإن يلتفو حول المكان ويظل معه عدوي فقط...... أنا وعد فقد فتحت عينيها في ذعر بعد أن ألقى غالب عليها الماء فنظرت إليه وقالت في غضب : إنت أتجننت
غالب في غضب : أنا اللي إتجننت....إنتي فاكرة إنك تقدري تضحكي عليا كدة بسهولة
وعد بصوت مرتفع : ضحكت عليك في إيه؟ أنا نفذت الإتفاق اللي بنا
غالب : فين ده؟ السعر اللي بعتيه أقل من اللي زين قدمه النهاردة في المناقصة بحوالي نص المبلغ..... فكراني هسيبك تنفدي منها بسهولة كدة..... بس لا إنتي لعبتي مع الشخص الغلط..... أنا بقى هقول لزين كل حاجة يا إما ترجعي الفلوس
فتحت وعد عينيها في صدمة فإذا علم زين بما فعلت فمن المؤكد أن يطلقها فهو صارم جداََ في عمله فقالت في رجاء وخوف : طيب أنا ذنبي إيه إنه غير السعر.... أنا بعت الملف اللي على اللاب توب.... أرجوك بلاش تفضحني قدامه.... والمبلغ للأسف مش معايا
غالب : كمان..... مليش فيه أنا عايز حقي
وفجأة إستمعو إلى صوت عيار ناري صادر من سلاح زين الذي أقتحم المكان ووجد وعد تجلس مقيدة بأحد الكراسي ويقف أمامها رجل يواليه ظهره فصوب رصاصة بالهواء فالتفت إليه غالب ثم صوب زين سلاحه عليه وقال في غضب : إبعد عنها يا غالب
رفع غالب كلتا يديه إلى أعلى وصوب الرجال حوله أسلاحتهم علي زين
غالب : نزل يا إبني سلاحك إنت وهو..... ده زين ده حبيبي
أخفض الرجال أسلاحتهم وظل زين يصوب بوجهه وقال في غضب : وصلت بيك الحقارة إنك تخطف مراتي؟
غالب : لا إنت فاهم غلط.... أنا مليش في السكك ديه.... كل الحكاية إن ليا حاجة عند المدام
نظرت وعد إليه في فزع وهي تراقب الموقف وقلبها يهوى بين قدميها في خوف ورعب مما سيفعله زين بها.... نظر زين إلى وعد ثم أعاد النظر إلى غالب وقال في تعجب : حاجة إيه اللي ليك عندها؟
غالب : أنا هقولك.... المدام أخدت مني فلوس عشان تجيبلي ملف المناقصة من عندك وضحكت عليا وجابتلي ملف مضروب ولهفت مني ٢٠٠ ألف جنيه.... الهانم بتضحك عليا
نظر زين إلى وعد في صدمة مما سمع وهي تنظر إليه وقد شحب وجهها من الرعب ثم عاد النظر إلى غالب في غضب ولا يصدق ما سمع الآن ولا يفهم كيف حدث هذا؟