
رواية إنتقام
الفصل الاول 1
بقلم رباب حسين
ما تزرعه تحصده.... زرعت خيراََ تجده زرعت شراََ تجده
هذه هي سنة الحياة فقد زرعت أمي بقلبي الكره وفقدت إحساسي بمتعتة الحياة منذ نعومة أظافري فقدت أبي بعد ولادتي مباشرةََ وأمي على علم بمن قتله طمعاََ بأمواله ونتيجة ليأسها زرعت في قلبي رغبة الإنتقام فهل سأظل أداة بيدها أم مشاعري المدفونة سوف تغير مجرى حياتي؟
هذه أنا وعد محمود عمري خمسة وعشرون عاما.... تخرجت من كلية الأداب فقدت عملت أمي كثيراََ حتى أتمم تعليمي وحصلت وظيفة جيدة بأحد الشركات الكبرى (مجموعة نصار) وكان لي الحظ بأن أكون سكرتيرة المدير التنفيذي (زين عامر نصار) الوريث الوحيد لشركات نصر فهو حفيد العائلة ولكن دعنا من ذلك الآن فاليوم هو أسعد أيامى وكيف لا فمن لا تسعد بهذه المناسبة في حياتها.... المناسبة التي تحلم بها كل فتاة لترتدي الفستان الأبيض وتبدأ حياتها كزوجة لمن أحبها وتعهد لها بإن تكون له وليست لغيره وها هو يوفي بالوعد
أميرة : إفتحي عينك يا عروسة أنا خلصت من بدري..... تعالي يا أم العروسة شوفي القمر بتاعنا
تفتح الباب إمرأة في عمر الخمسون لتنظر إلى إبنتها في المرآة تتأمل جمالها فتقف وعد وتلتفت إلى إمها كي ترى لمعة عينها بالفرحة فهي قليلاََ ما تفرح فالقلب المكسور لا يعرف طريق السعادة بسهولة.... ظلت تنظر لها وتنتظر أن تبدي رأيها
سمر : زي القمر..... بس مش كنتي خليتي أميرة تزود المكياج شوية.... يا بت ده إنتي عروسة
أميرة : هي كدة طبيعية وزي القمر
وعد : العريس مش بيحب المكياج الأوفر
سمر : ده هما مش بيحبو غير الأوفر يا هبلة
وعد : يا ماما بقى يعني حلو ولا وحش
سمر : حلو يا عين أمك
اقتربت منها واحتضنتها بحب وقالت / مبروك يا حبيبتي..... عقبال ما تحققي كل اللي إنتي عايزاه
ثم نظرت في عينيها وفهمت وعد ما الغرض وراء هذا الدعاء وأماءت لها في يقين كأنها تطمئن أمها بأن ما تريده سوف يحدث عاجلاََ
ثم إستمعت إلى أصوات بالشارع وأصوات الزغاريد تعلو في حيها الشعبي وهذا عندما دخلت سيارة العريس الفارهة والتي تعجب لها من بالحي فمنهم من تنظر بإعجاب ومنهم من تنظر في غيرة ومنهم من تحسد وعد علي ثراء عريسها ومنهم من تتمنى السعادة لها فهذه هي الحياة تجد بها من ينتظر وقوعك ومنهم من يتمنى لك السعادة بقلبٍ صادقٍ
دخل الغرفة فضل وقال : يلا يا بنت أختي العريس وصل..... والله ووقعتي واقفة يا وعد مال وجاه وحسب ونسب وكمان شاب صغير..... ده البنات عينها هتطلع عليه تحت
سمر : بس يا فضل وانزل هات العريس خليه يجي ياخد العروسة ولا مستنيها هي اللي تنزل
وعد : أهدى يا ماما..... مالك متوترة كدة مش ده اليوم اللي بتحلمي بيه من زمان المفروض تبقي فرحانة دلوقتي
سمر : فرحانة بس خايفة منك طول عمرك خيبة ومش بتعرفي تعملي حاجة لوحدك
وعد : متقلقيش زي ما اتفقنا كام يوم وهدور علي أي حجة وأخليكي تيجي تعيشي معايا
أميرة : يا بختك يا أم وعد هتروحي تعيشي في القصر
وعد : يلا بقى يا خالي
فضل : حاضر مستعجلة أوي يا ختي
ذهب فضل واستقبل العريس وصعد به إلى منزل وعد المتواضع وأشار له فضل إلى الغرفة التي بها وعد
أماء له واقترب من الغرفة في شموخ بحلته السوداء وينظر إلى بابها بعينيه الثاقبة يحمل بيده باقة الورد التي إنتقاها بعناية لأجل الفتاة التي خطفت قلبه منذ الموهلة الأولى فهي جميلة بيضاء اللون وشعرها البني وجسدها الممشوق وروحها النقية وهو أيضاََ وسيم ذو بشرة بيضاء وذقن بارز.... اقترب من الغرفة وطرقها ودخل بهدوء وما أن رآها واتسعت عينيه وظهر علي ثغره إبتسامة السعادة والعشق فقد تحدى عائلته لأجل هذا الزواج وأصر على الزواج منها رغم إعتراض العائلة عليها ولكن لم يستطع أحد أن يعدل قراره بالزواج منها فهو قوي الشخصية حازم ولن يرضخ لرأي أحد وخصوصاََ في قرار مصيري كالزواج فلن يقبل برأي أحد ولن يرضخ لتهديد العائلة فقد خيرهم إما الموافقة أو الرحيل عن المنزل والشركة فوافقو رغماََ عنهم فلا يستطيعو أن يتحملو بعد الحفيد الوحيد لشركة نصار
اقترب زين من وعد وهو ينظر إلى عينيها التي تبتسم له في سعادة وحب وأعطى لها باقة الورد وقبلها من رأسها وأغمض عينيه ليستمتع بعبيرها يتغلغل داخل أنفه كأنها إدماناََ له ثم إبتعد عنها وقال
زين : مبروك يا أحلى عروسة
نظرت وعد في عينيه وتأملت ملامح وجهه في عشق وقالت : الله يبارك فيك
أمسك يدها ورفعها إلى ثغره ليقبلها ثم وضعها في ذراعه كأنه يعلن ملكيته لها ثم خطي بثبات خارج الغرفة إلى أن وصل إلى أسفل عند سيارته وسط التهاني ويلحق بهما سمر وفضل.... توقفت وعد قبل أن تصعد إلى السيارة ونظرت إلى زين وقالت : هو إنت جي لوحدك؟
زين : اه
وعد : واضح إنهم لسة مش موافقين
زين : مش مهم.... المهم إنك معايا وبقيتي ليا ومحدش هيقدر يفرقنا عن بعض أبداََ
ثم وضع يده على وجهها وقال في همس : خايفة
وعد : لا
أمسك يدها وهو يبتسم واصطحبها إلى السيارة وفتح لها الباب وصعدت به ثم فتح الباب الخلفي لسمر وفضل ثم صعد بجانب وعد وقاد سيارته إلى قصر نصار
وتنظر له وعد وترى كل معاني الحب بوجهه عينيه التي تلمع معلنة العشق لها وحدها يده التي تتمسك بيدها كأنها كنزه الثمين فقد حصلت على ما تريد وها هو بجوارها وتبقي دقائق معددوة لتصبح زوجة زين نصار
تنظر لها سمر بالمقعد الخلفي وتتابع نظراتها إلى زين ولا تعلم ما تفكر به وعد وهذا ما زاد القلق بقلبها
وصلو إلي القصر الملئ بالمدعوين الأثرياء بملابسهم الباهظة وحليهم الثمينة يقفون علي طاولات و يتناولون مشروبات وبعد المقبلات في إنتظار ظهور زين نصار وزوجته التي لا يعلم أحداََ من هي.... من التي فازت بقلب وريث أكبر عائلات البلد وفضلها عن جميلات العائلات الثرية بالمجتمع فقد كان فتى أحلام جميع الفتيات.... دلف زين وبيده وعد وخلفه فضل وسمر وما أن رآها المدعوين اللذين يعلمون من هي فمالو على من بجانبهم مما لا يعرفونها وبدأت الهمهمات داخل حديقة القصر فقال بعضهم
مش ممكن!!!
معقول إتجوز السكرتيرة!!!
ملقاش غير ديه ويتجوزها؟!!
ساب كل البنات اللي كانت بتترمي تحت رجليه واختار ديه!!!!
بيئة أوي
ظل يتقدم زين ومعه وعد التي تمشي بجانبه في ثقة وكلاََ منهما يعلم ما يقال عنهما ولكن لا يهتمان بهذا الحديث حتى وصل زين ووعد إلى الطاولة الكبيرة بداخل الحديقة وجلسا معاََ واقترب فضل وجلس بجوار المأذون وعلى الجهة الأخرى جلس زين ووقف والده عامر خلفه وبجانبه جده نصار وخلفهما وقفت غادة أمه ثم مد زين يده إلى فضل الذي صافحه وبدأت مراسم الزواج حتى يعلن المأذون بعد قليل زواجهما سائلاََ المدعوين للدعاء لهما
"بارك الله لهما وبارك عليهما وجمع بينهما في خير.... ألف مبروك"
إنحنت سمر مقبلة وعد في سعادة وهي تجلس بجوار زين وقالت : مبروك يا حبيبتي
ثم ألتفت زين ونظر إلى وعد والسعادة تشع من وجهه وأمسك يدها وأوقفها أمامه وغمرها بحب ورفعها من الأرض وقال : مبروك يا حبيبتي
ثم إبتعد عنها واقترب منه جميع العائلة وأصدقائه وقامو بتهنئته ولم ينظر أحد إلى وعد أو هنأها سوى جاسر وقال : مبروك يا وعد
وعد : الله يبارك فيك يا مستر جاسر
ثم اقترب منها يامن صديق زين المقرب وقال : مبروك يا عروسة
وعد : الله يبارك فيك يا مستر يامن
يامن : لا مستر ديه في الشركة بقى من النهاردة يامن بس ده إنتي بقيت صاحبة الشركة كلها
شعرت وعد بأن يامن يريد أن يوضح لها بأنه يعلم أن زواجها من زين طمعاََ به ليس أكثر فابتسمت له إبتسامة باردة وقالت في تحدي : صح معاك حق خلاص بقي من دلوقتي أنا أقولك يا يامن وإنت تقولي يا مدام وعد..... أو وعد هانم اللي إنت تحبه مش فارقة كتير معايا
نظر لها يامن في سخط فهو حذر زين من هذه الزيجة ولكن كالعادة لم يستمع له فعشقه لها أعماه ويرى أن وعد قد فعلت ما بوسعها ونصبت شباكها جيداََ حوله حتى أصبح لا يرى غيرها فا في خلال شهرين أصبحت كأنها بمثابة إدمان له لا يقوى علي بعدها عنه
إنتهى زين من تلقى التهاني ثم ألتفت إلى وعد ولاحظ نظراتها مع يامن وشعر بأن هناك خطباََ ما فاقترب منها وقال : مالك يا روحي فيه حاجة؟
نظرت له وعد ورسمت علي وجهها بسمة سعادة وقالت : لا أبداََ خالص.... ده يامن ومستر جاسر كانو بيباركولي
نظر زين إلى جاسر نظرة إمتنان فقد لاحظ أن جميع العائلة لم يتحدثو إلى وعد أبداََ عدا هو إبن خالته ثم قال : شكراََ يا جاسر..... مش هنسالك الموقف ده
جاسر : على إيه يا زين..... إحنا طول عمرنا إخوات واللي يفرحك يفرحني
نظر زين إلى وعد وأمسك يدها ثم جذبها خلفه وذهب إلى ساحة الرقص ووضع كلتا يديه علي خصرها وقرب وجهه من وجهها وبدأت الموسيقى الهادئة لتتمايل وعد بين يديه في سعادة ويتراقص قلب زين على أنغام عشقه لها تاركاََ من يتحدث بالسوء يتحدث فقد أصبحت لي وأنا لها ظل ينظر إليها وهي تغمض عينيها خجلاََ من اقترابه هكذا منها ولاحظ بعد قليل إختفاء بسمتها كأنها تفكر شيئاََ ما فابتعد عنها قليلاََ ثم نظر إليها وقال : يامن ضايقك؟
فتحت وعد عينيها ونظرت له وقالت : عادي مش مهم
تنهد زين وقال : مش عارف ماله.... عمره ما كان كدة طول عمره ذوق في الكلام وعمري ما حسيت إنه شايف الدنيا من فوق زي عيلتي كدة بس في موضوعنا ده أنا إتفاجأت بيه
نظرت له وعد في عشق وقالت : مش مهم عندي الناس شايفيني إزاى المهم إنت شايفني إزاى..... أوعى في يوم يا زين تصدق كلامهم عني وتبعد وتسيبني..... أنا صدقت وعدك ليا وإنك عارف كويس أوي إني مش طمعانة فيك ولا حاجة.... إنت أكتر واحد عارف أنا أد إيه حاولت أبعد عنك عشان مش عايزة أعملك مشكلة بس في كل مرة كنت إنت اللي بترجعني ليك تاني
زين : وعمري ما هسيبك تبعدي عني.... ده أنا ما صدقت لقيتك ومتأكد إن في يوم من الأيام هيشوفوكي زي ما أنا شايفك..... أرجوكي متزعليش منهم إن محدش باركلك.... إنتي عارفة بابا وجدي شايفين الأمور كلها إزاى وبيحسبو كل حاجة بالماديات وماما زعلانة عشان بنت أختها شهد مع إني واضح معاهم من زمان إني مش هتجوزها
وعد : حبيبي أنا عارفة كل ده ومتقلقش أنا مش زعلانة أبداََ بكرة كلهم يعرفوني وابقى واحدة منهم بس الموضوع محتاج صبر
اقترب منها مجدداََ وتاه ببحر عينيها كل هذا تحت نظرات الغيرة المشتعلة بقلب شهد والتي تقف و تنظر إليهما ويبدو علي وجهها الغضب وتقف بجانبها سناء والدتها التي فشل مخططها لزواج إبنتها من زين
شهد والتوتر جالي علي وجهها : شايفة يا ماما.... البت ديه منرفزاني..... شايفة بيبصلها ازاي
سناء : أنا هتجنن.... البت ديه أكيد عملتله عمل.... أصل الناس البيئة ديه تتوقعي منهم إيه غير كدة..... وبعدين من كلام أخوكي جاسر إن زين اللي كان بيجري وراها
شهد : لا أنا مش مصدقة الموضوع ده.... أكيد جاسر بيقول كدة عشان بيدافع عنها
سناء : جاسر وزين مش مفهومين نهائي
شهد : أخر حاجة كنت أتوقعها إن جاسر يقف ضد سعادتي
سناء : جاسر بيحب زين أوي زي أخوه بس أنا متأكدة إن إنتي عنده أهم
شهد في غضب : اللي معصبني أكتر إنها باردة أوي يا ماما..... مهما أستفذها ألاقي إن أنا اللي بيتحرق دمي.... حتى خدتي بالك إن محدش عبرها ولا باركلها وهي ولا فارق معاها واقفة ترقص معاه وتضحك عادي.... طبعاََ هي كانت تطول ولا تحلم حتى بربع اللي هي فيه ده
على طاولة أخرى يقف يامن وجاسر يشاهدون ما يحدث في صمت وقد بدأت الأغاني الصاخبة الخاصة الأعراس ووعد وزين يتراقصون بسعادة معاََ
جاسر : مالك بس يا يامن؟
يامن : ولا حاجة
جاسر : أنا عارفك كويس.... قولي بس إيه اللي مضايقك من وعد؟
يامن : أنا مش متضايق منها بس بجد مش مرتاحلها أبداََ حاسس إن الوش اللي هي رسماه ده مش حقيقي..... وش البراءة والحب ده وراه حاجة تانية
جاسر : هيكون وراه إيه بس.....خلي بالك زين بدأ يلاحظ معاملتك معاها ديه بقت مراته دلوقتي يا يامن
يامن : أصلاََ مش هشوفها تاني كدة أريح
على طاولة أخرى يجلس نصار وولده عامر وخلفه مساعده زياد
نصار في عدم رضا : نفسي أعرف إبنك ده طالع دماغه ناشفة كدة لمين؟
عامر : أظن الأجابة معروفة يا بابا
نصار : قصدك ليا صح..... بس أنا طول عمري عارف أنا مين وإبن مين لكن إبنك رمي كل حاجة ورا ضهره... وشوية كمان وكان هيرمي العيلة كلها
عامر : عشان كدة يا بابا مقدرتش أضغط عليه وحاسس إنها بس نزوة وبكرة يزهق منها ويسيبها
نصار : يارب يفوق قبل فوات الأوان
بعد وقت إنقضي العرس ووقف زين ووعد يتلقون التهاني من المدعوين حتى غادرو جميعاََ وظلت سمر وفضل ولاحظ زين تعلق نظر وعد بسمر ونظرات الحزن تخيم علي وجهها فسوف تفارق أمها اليوم وتبدأ حياتها معه ويعلم جيداََ تعلق وعد بها أقترب منها وأمسك يدها وقال : يلا حبيبتي عشان نطلع أوضتنا
نظرة له ثم عادت النظر إلى سمر
زين : أنا عارف إنك مش عايزة تسيبيها
وعد : أنا قلقانة عليها أوي يا زين إنت عارف إنها تعبانة وخايفة أسيبها لوحدها
زين : مش أنا قدامك عرضت عليها تيجي تعيش معانا وهي رفضت
وعد : لا.... ماما عندها عزة نفس وكرامة..... مش هتقبل تعيش هنا أبداََ خصوصاََ وهي ملاحظة إن العيلة كلها واخدة موقف مني
زين : بس أنا عرضي لسة قائم وأتمنى تيجي تعيش معانا
وعد : كلمها إنت يا زين ديه بتحبك أوي.... يمكن لو ضغطت عليها شوية توافق
زين : حاضر يا نور عين زين.... بس يلا بقى نطلع أوضتنا
خجلت وعد ونظرت أرضاََ فابتسم زين وأمسك يدها وجذبها خلفه وصعدت خلفهما سمر والدموع بعينيها وأوصلتهما إلى غرفتهما ثم قالت في بكاء : مبروك يا حبايبي
زين : ليه بس بتعيطي يا طنط؟
سمر : والله طنط اللي طالعة منك ديه هي اللي بتسكتني.....خلي بالك منها يا زين ديه يتيمة وغلبانة
زين : في عينيا والله
ثم نظرت إلى وعد وعادت إلى البكاء حتى كادت وعد أن تبكي أيضاََ فقالت سمر : طيب هو أنا ممكن أقعد معاها شوية قبل ما أمشي..... عايزة أفهمها حاجة كدة
فهم زين ما ترمي إليه سمر وقال : اه طبعاََ.... إتفضلي في الأوضة معاها وأنا هستني هنا
دخلت وعد الغرفة وتبعتها سمر وأغلقت الباب وهي تنظر إلى زين بنظرة رضا ثم ألتفتت إلى وعد وتبدلت ملامحها وتحدثت في همس وهي تجذبها من يدها : بت أنا مش مرتحالك
وعد : ليه بس يا ماما
سمر : ليه؟!!! شايفة كدة نظرات في عينيكي مش عجباني..... عارفة يا وعد لو نسيتي حرف من إتفاقنا عليه هعمل فيكي إيه..... ولا جيتي قولتيلي بحبه ومش عايزة يجراله حاجة هقتلك أنا بإيدي وأدفنك جنب أبوكى اللي راح مني على إيديهم
وعد : علي فكرة مش محتاجة تفكريني..... أنا فاكرة كويس وبنفذ اللي إتفاقنا عليه بالحرف وكلها كام يوم وهخلي زين يروح لك بنفسه ويجيبك هنا القصر في المكان اللي إنتي تستحقيه وبعدين نظرات إيه اللي إنتي بتتكلمي عليها ما إنتي عارفة إن كل ده تمثيل وأنا إستحالة أحبه ولو أخر راجل في الدنيا
ثم طرق زين الباب فبدلت سمر ملامحها وتحدثت ببكاء مصطنع : أيوة يا حبيبي
ثم نظرت إلى وعد وقالت : زي ما أتفقنا والحاجة معاكي متنسيش فاهمة
ثم ذهبت إلى الباب وفتحته ونظرت له بنظرة بريئة : معلش يا حبيبي خدتها منك شوية
زين : لا أبداََ يا طنط أنا بس كنت عايز أقول لحضرتك إن العيلة مستنية حضرتك علي العشا تحت
سمر : لا مقدرش.... أنا يا إبني مش بحب أضغط على حد أنا همشي وخلي بالك من البت
زين في حب : حاضر..