رواية جمعتنا الذكريات الفصل الثامن 8 بقلم حنين شريف


رواية جمعتنا الذكريات الفصل الثامن 8
 بقلم حنين شريف


ساره بلقلقه
ع..علي فكره الدكتور قال ان فيه نسبه اني اقوم من العمليه واكون بخير و...

سعد قاطعها بغضب 
ولو ، انا مش مستعد اني اخاطر بحياتك ولو واحد في الميه ، ساره انت عارفه انت بالنسبالي ايه ، لسه بتعملي فيا كده( تابع بقسوه )
الطفل ده لازم ينزل

ساره بصتله بصدمه
ااايه!!، انت بتقول ايه؟!

سعد بجمود
الي سمعتيه ، انا معنديش استعداد اني اخسرك

ساره بغضب وخوف علي ابنها
ف تقتل روح ربنا خلقها.... انا مش مصدقه انك بتقول الكلام ده

سعد بجمود
ساره ده مش حرام ، مادام هيكون فيه خطر علي صحتك ف ده مش حرام 

ساره بهدوء 
وانا مش هنزله

سعد بعصبية 
لا هتنزليه بمزاجك او غصب عنك 

ساره بدموع 
وانا مش هقتل ابني....

سعد بعصبية 
انت ليه بتعملي كده...انت بتحبي تعذبيني ، انت عارفه كويس اني مش هقدر اعيش من غيرك ، وان انت الحاجه الي انا عايش علشنها ، ليه مسره تبعدينا عن بعض ، ليه؟؟..

ساره بدموع
علشان انا تعبت يا سعد ، تعبت من احساسي اني عاجزه مش قادره اجيبلك طفل ، تعبت من فكره انك ممكن تتجوز عليا، تعبت من كتر ما بشوف في عيون الناس نظراتهم ليا وكلامهم ليك انك تتجوز عليا!!

سعد بصدمه
انت شايله كل ده في قلبك

بااااااااااااك 
يوميها روحت ساره البيت وبعد كده اتمشيت في الشارع ، مش عارف اعمل ايه، كان صعب عليا اني اق*تل ابني ، بس في نفس الوقت مش هقدر اعيش من غير ساره ، كنت حاسس اني تايه ، مش عارف اعمل ايه وعقلي مشوش ، روحت يوميها البيت متأخر ، وساره كانت في غرفه النوم ، دخلت بهدوء الغرفه ولقيت ساره مداريا وشها في المخده وبتعيط بشكل هستيري ، لاول مره احس اني مش قادر اعمل حاجه لساره ، بتعيط قدامي ومش قادر اهديها ، كانت فاكره ان بالنسبالي سهله كلمه اني انزل الطفل ، مش عارفه اني جوايا صراع رهيب ، مابين ساره حبيبتي ومابين ابني او بنتي ، متعرفش اني لما كنت بقولها ننزل الطفل كنت بتقطع من جوايا ، علي فكره اصعب احساس لما تحس انك عاجز ..ومش قادر توقف جمب الناس الي بتحبهم وخصوصاً لو كانت مراتي ، ساعتها مقدرتش اقعد في الغرفه واشوف ساره بتعيط ، دخلت غرفه الاطفال ولاول مره انا وساره نتخانق ونبات بعاد عن بعض ، دايما متعودين اننا منسيبش الغرفه دي مهما كانت الخناقه ، واننا منباتش زعلانين من بعض ، لكني لاول مره ابات بعيد عن ساره وهي زعلانه مني ، فضلت يومين علي الحال ده ، انا وساره بنتكلم علي القد ، ساره كانت موجعه مني ، وانا كنت حاسس عاجز واحساس اني عاجز ده بيقتلني ، مش قادر اعمل حاجه ولازم اختار اتنين مهمين بالنسبالي ، يا مراتي يا ابني ، كنت حاسس ان الدنيا دي بتعاندني عايزه تاخد مني اي حد غالي عندي  او عايزه تكسرني باي طريقه ، وفي يوم روحت الجامع اشكي لربنا ..لقيت شيخ معروف اوي قاعد بيستغفر ربنا ، روحت وسألته اعمل ايه ، مكنتش قادر اني استشير حد ، وهو انا هستشير مين ..ابوها ولا ابويا ، المهم سألته وهو قالي"بص يا بني الاعمار بيد الله ، وانا وانت منقدرش نقول غير كده، انا هقولك علي راي وانت اعمل الي انت عايزه ، انا من راي انك تخلي مراتك تكمل حملها ، لانك لو نزلت الطفل ده هي مش هتقدر تنسي الي عملته ، وعمرها ما هتقدر تنسي ، خليها تكمل حملها يابني وافضل ادعي ربنا سبحانه وتعالى انها تقوم بالسلامه" ، بصراحه اقتنعت بكلامه ، لاني لو فعلا نزلته ساره عمرها ما هتسامحني ، وفعلا روحت لساره وقولتلها اني موافق علي حملها، شوفت في عيونها الفرحه وفرحت لفرحتها ، لكن كان كل يوم قلقي وتوتري بيزيد ، كنت بحس ان اليوم بيخلص بسرعه اوي ، كنت بحاول علي قد ما اقدر اني اقعد مع ساره كتير ، كنت حاسس وكأني عايز اشبع منها ، كنت بحاول اكدب احاسيس كتيره كانت بتراودني ، كنت خايف وقلقان وكنت كل يوم بدعي لساره أنها تقوم بالسلامه ، عديت الشهور بسرعه كبيره ، وساره بقت في اخر الشهر التامن ، وفي يوم كنت راجع من الشغل بليل متأخر وكنت متعصب جدا، اول مره اكون متعصب كده 
، كان عليا ضغط شغل كتير ومشاكل في الشغل ده غير قلقي الي مبينتهيش علي ساره ، رجعت البيت ومتكلمنش مع ساره ،كنت مدايق جدا وقتها والغريبه انها كمان متكلمتش معايا، وتاني يوم صحيت متأخر علشان ساره راحت عليها نومه ، قومت واتعصبت عليها زياده عن اللزوم ، كانت بتبصلي بنظرات غريبه ماقدرتش افهمها، عارف اني زودتها لكني كنت مضغوط جدا ، وكانت فيه تراكمات كتيره جوايا وكأني ما صدقت اني اطلع كل الي جوايا ، بس للاسف الحد ده كان ساره ، روحت الشغل ، عدي ساعه بالظبط ولقيت بابا بيرن عليا ، قفلت عليه لكنه رن كذه مره، رديت"نعم يا بابا ، خير، بابا بقلق"الحق يا سعد مراتك في المستشفى بتولد وحالتها صعبه"، 
اتجمد مكاني، ايه!! ، ساره بتولد ، جه اليوم الي كنت خايف منه !! ، روحت بسرعه للمستشفى الي بابا قالي عليها ، ولان شغلي كان بعيد عن بيتي ف اخدت تقريبا نص ساعه عقبال ما وصلت، يعتبر كان اطول مده بالنسبالي (بدأت عينيه تدمع ) ولما روحت المستشفى ووصلت قدام غرفه العمليات ملقتش غير والدي بس ، كانت عينيه مدمعه وفي ايده طفل حديث الولاده ، في البدايه مفهمتش لكنه قالي بدموع"ابنك ياسعد، ده ابنك"،حسيت بأحساس غريب ، مش فاهم ايه الي حصل اول ما بابا خلاني اشيله ، حسيت بحاجه غريبه ، وكاني نسيت كل المشاكل الي عندي ونسيت حتي ساره ، ابتسمت بفرحه مختلطه بدموع ،فضلت شويه ببص لابني وانا مبتسم ، وبعد كده لاحظت صوت عياط ، حاولت اركز في الصوت وكان صوت والده ساره، افتكرت ساره ، قولت بقلق "بابا ساره فين؟!" ، رد بحزن وهو بيطبط علي كتفي "ربنا افتكرها ، شد حيلك يا بني علشان ابنك" ، الكلمه نزلت عليا كالصاعقة ، الغرببه اني معملتش اي رده فعل ، حسيت ان جسمي اتهز ، لدرجه اني مكنتش قادر اشيل ابني ، وبابا الي شالوه بسرعه قبل ما يقع مني ، 
كاني شوفت كل ذكرياتي مع ساره ، افتكرت كل لحظه مع ساره ، افتكرت اول مره شوفتها فيها ، افتكرت اول مره اشوف ابتسامتها الي بتسحرني ، افتكرت كل حاجه بتجمعني بيها ، افتكرت قعدتنا مع بعض قدام النيل ولما نشغل اغنيتها المفضله ، مش مصدق ان خلاص مش هقدر اشوفها تاني

سعد قعد يعيط زي الطفل الصغير وسليم كان بيطبط عليه ، حسيت اني كمان عينيا دمعت وكنت هعيط استأذنت ومشيت بسرعه اسيبه لوحده مع حفيده

عند سعد 
سليم بيحاول يواسيه
خلاص بقي يا سعد ، مش كل ما تفتكر تعمل كده( تابع ) يلا نمشي دلوقتي ونيجي بعدين

فلاش بااااااااااااك 
عند سعد فاق من ذكرياته مع ساره وجري علي غرفه ساره واقتحمها بالرغم من ان الممرضات حاولو يمنعوه

سعد قدر يدخل غرفه ساره الي كانت مغطيه وشها ، سعد جري عليها وشال الغطي من وشها وقال بدموع وهو ماسك ايديها:
انا عارف والله انك مدايقه مني علشان زعلتك بس والله غصب عني ، انت عارفه انا بحبك ازاي ، علشان خاطري يا ساره خليكي معايا (زاد بكائه) والنبي يا ساره متسبينيش انا من غيرك ولا حاجه ، طيب من الي هيربي ابننا ، علشان خاطري يا ساره قومي اتخنقي معايا او قومي لومني قوليلي ايه حاجه بس متسكتيش كده ( مسح علي شعرها ) انت عارفه اني مش بحب اشوفك تعبانه ، قومي يا حبيبتي وانا هعمل ااي انت عايزاه ، ( بدأت الممرضات تشدوا وهو لسه ماسك فيها) ساره!! قومي! ساااااره!!

محسش بنفسه غير لما حد من الممرضين اداله حقنه واغمي عليه


                 الفصل التاسع من هنا 

تعليقات