
رواية جمعتنا الذكريات الفصل الواحد والعشرون 21 بقلم حنين شريف
في بيت حسام وسهر
سهر بدموع
ليه كده؟.... ليه عملت كده..
حسام بعصبية
ليه انا عملت كده !؟، وليه انت مصره تعملي فيا انا كده ، ليه دايما لازم انا الي اجي علي نفسي ليه لازم انا الي اسكت علشان معملش مشاكل ، والمطلوب مني اني اسكت على الاهانه وفي نفس الوقت انك تقابليه وهو يتكلم عليا وانت طبعا متفتحيش بؤقك معاه لكن انا لا ..لازم اسكت واسكت واعدي علشان معملش مشاكل ، بس من دلوقتي لا ، مفيش سكوت ، والراجل ده مش داخل هنا تاني ولا انت دخلاله بيت ، خلاص ولو مش عجبك الباب يفوت جمل.....
حسام خرج من البيت ورزع الباب بغضب
سهر بصيت لطيفه بحزن وهي ضمه بنتها الي صدرها ، سهر:
خلاص يا حبيبتي مفيش حاجه...ششش
عند حسام ، حسام خرج من البيت بغضب شديد ، كان ماشي في الشارع لكن لقي ناس مجتمعه حوالين شخص ، حسام خاف ليكون الشخص الي في دماغه ، جري علي التجمع ولقي كريم مغمي علي ، قال بذعر:
كريم!!....
______________
حسام وقف بخوف قدام غرفه العمليات
الدكتور خرج ، حسام بخوف
طمني يا دكتور...
الدكتور
للاسف الحدثه اثرت علي دماغه ودخلته في غيبوبه...
حسام
طط..طيب هو هيقوم امتي
الدكتور
والله ممكن اسبوعين شهرين..ده في علم الغيب
الدكتور مشي وحسام بص لغرفه كريم بأسف ، مش عارف المفروض يعمل ايه ولا هيقول لسهر ايه ولا حتي لزينب ، ولا عارف هيوري وشه ازاي لسهر بعد الي حصل بسببه.
_________
سليم كان ماشي في الشارع وحاطط ايديه في جيبه.
ليه... ليه ياسعد تخبي عني كل ده ، ليه توهمني وتوهمنا كلنا بقصه خياليه ، ايه الي يخليك تعمل فيا انا كده ، ياتري ايه غرضك يا سعد ، عمري ما تخيلت ان جدي يكون بيكدب عليا ، ده كنت دايما في مشاكل مع ابويا بسببه ، دايما كان بيقولي متسمعش كلامه ، ده كداب لكني عمري ما اقتنعت بكلامه وفضلت اقرب منه لغايه ما بعدت عن ابويا.
سليم وقف محتار مش عارف يروح لبيت سعد ولا يعمل ايه ، في الاخر استقر انه مش حمل مواجهه دلوقتي خالص وهيروح يبات عند صاحبه ويأجل مواجهه سعد
_____________
سهر كانت قاعده في الصاله بتبص للساعه بقلق:
حسام اتأخر اوي ، الساعه بقيت١١ وهو لسه مرجعش...
صوت باب الشقه اتفتح ودخل حسام ينظر لسهر بتفقد ، سهر دورت وشها ليه بعد كده لقت وشها تاني ، حسام قعد جمب سهر منكس الراس ، سهر تجاهلته تمام وكانت هتقوم لكن حسام مسكها:
سهر....
سهر بدموع
ممكن تسيبني..
حسام بأسف
انا اسف..
سهر ضحكت بسخرية
بجد.. اسف علي ايه...اسف على ياهانتك وطردك لابويا ، ولا اسف علي ايه بالظبط...
حسام كان هيتكلم لكن سهر قاطعته: انت معاك حق لما قولت انك اوقات كتير كنت بتيجي علي نفسك ، بس نسيت تماما انا بعمل ايه علشان ارضيك ، انا دايما بستحمل عصبيتك ..وبستحمل لما تحملني ذنب انا مرتكبتوش ، دايما برضيك وبصالحك ، وبحاول اني مدخلش بابا في حياتنا وفي نفس الوقت لازم اكون جمبه واحاول اراضيه كمان ، انتم كلكم بتيجو عليا انا( اكملت بدموع) كل واحد بيتحمل حاجه واحده بس ، انا بتحمل كل حاجه ، بتحمل عصبيتك وبتحمل عصبيه بابا ، اوعي تكون فاكر لما هو يقولك كلمه وحشه ده بيكون سهل بالنسبالي ، انا بحس بضيق مش طبيعي ، بحاول اعمل كل حاجه صح ، بحاول اكون الزوجه والابنه والام المثاليه ،بس خلاص فاض بيا ، وبالنسبة لتهديدك ليا الصبح لما منعت زياره بابا ليا ومنعت زيارتي ليه وافضل معاك ، ولو مش عاجبني امشي ، ف خلاص ، انا همشي لان ده ابويا ، ابويا الي هتسأل عليه ، علي العموم يا حسام انا رتبت هدومي جوا ولبست ملك جوه ، متنساش تبعتلي ورقه طلاقي...
حسام مسك ايد سهر بخوف من فقدانها:
سهر استني هنا ، انت ازاي قدرتي تقولي الكلامه دي ، انا مش هطلقك..
سهر بدموع
لا هتطلقني ...هتطلقني لاني تعبت تعبت اوي..
حسام
لا انت هتفضلي معايا ، عارف اني زودتها اوي الصبح لكن هصلح كل حاجه..
سهر بنفي
لا مش هكمل معاك تاني ، انا هروح لبابا ومش هرجعلك تاني...
حسام بأنفعال
قولتلك انك مش هتمشي!!..
سهر بعناد
لا همشي..
حسام بأنفعال
لا !!.. ابوكي في المستشفى..
سهر بخوف
ايه!.. انت بتقول ايه...
حسام وهو يحاول تهدئه نفسه
ممكن تهدي بس وتسمعني..
_________
في بيت كريم
زينب كانت قاعده في الجنينه بتكلم اختها الكبيره:
والله انا قلقانه عليه اوي يا فاطمه ، الساعه بقيت ١١ وهو لسه رجعش
فاطمه بملل
هيكون فين يعني يا حسره ، تلاقيه في الشغل..
ثم تسألت
هو انت لسه بتحبيه يا زينب؟..
زينب ببعض من الخجل
طبعا..
فاطمه
وهو بيحبك بقي علي كده...
زينب
بقولك ايه سيبيني في حالي..
فاطمه
لا مش هسيبك ، هو انت ايه ، معندكيش كرامه ولا معندكيش دم ، كريم طول عمره محبكيش ، وفوق كل ده بتخافي عليه ..
زينب بكذب
طيب اقفلي دلوقتي بس.اصل كريم جه
زينب قفلت مع اختها و دخلت غرفتها
زينب نظرت لنفسها في المرأه ، كم تقدمت في العمر ، نظرت لنفسها بحزن وقالت:
هو معقول علشان بحبه يعمل فيا كده ، طيب ليه ، ليه مبيحبنيش ، ممكن يكون في واحده تانيه في حياته ....
قاطعها دخول سهر
زينب بفزع
سهر!! مالك
سهر ارتمت بحضن والدتها
بابا ..
زينب ابتعدت عن سهر وقالت
ماله؟؟...
سهر حكيت لزينب
زينب بخوف عليه
انا عايزه اشوفه...
سهر قالت ببكاء
منعو الزيارات علشان حالته حرجه ، وانا اول ما عرفت الي حصل سيبت حسام وقلتله اني هقعد عندك وبعد ما بابا يقوم بالسلامه هنتطلق...
زينب ضمت ابنتها بخوف
ان شاءالله هيبقي بخير..ان شاءالله
_____________
عند سليم
سليم كان في الشارع ، سليم كان ماشي هيتجنن ، سليم لنفسه:
لا انا مش هقدر اصبر ، لازم اروحله دلوقتي ، مش هعرف اصبر...
سليم وصل لبيت سعد ، وقف قدام الباب بخوف اول مره يحسه ، كان متردد في البدايه لكنه حسم أمره وخبط علي الباب ، مفيش صوت ، خبط تاني وتالت برضو مفيش صوت ، زق الباب برجله ، الباب اتفتح ، دخل سليم وشاف سعد ملقي علي الارض فاقد الوعي:
جدو!!...
سليم شال سعد ووداه للمستشفي ، سليم فضل واقف قدام غرفه سعد خايف وقلقان ، خايف ليخسر جده
الدكتور خرج ، سليم جري علي الدكتور
خير يا دكتور ، طمني؟..
الدكتور بأسف
جاله جلطه ، وحالته مش مستقره لازم يفضل تحت عينينا ...
سليم بدموع
طيب ممكن ادخله ؟..
الدكتور
تمام بس هنا١٠ دقايق...
سليم دخل لسعد الي ممدد علي الفراش ظاهر عليه التعب ، سليم قرب من سعد:
انت كويس ؟...
سعد بص لسليم وابتسم بتعب
بقيت كويس لما شوفتك ، مجتليش ليه ؟..
سليم حاول يتهرب من السؤال لكن سعد قاله
سليم انا اكتر واحد عارفك ، انت ابني وصاحبي الوحيد ، قولي مالك قولي وانا هرتاح..
سليم بدموع
سعد...هو انت ليه كذبت..؟...
سعد بعدم فهم
قصدك ايه؟..
سليم بدموع
ليه كدبت عليا وفهمتني انك اتجوزت ساره..، ليه كدبت عليا وفهمتني ان ساره دي تبقي جدتي ، ليه كدبت عليا وبينت ان عبير هي الشرير في الحكايه ، ليه؟..
سعد بصله بهدوء وسليم قال بأنفعال
انت مش هتدافع عن نفسك! ، مش هتكدبني، مش هتضربني ، مش هتقولي جيبت الكلام ده منين ، مش هتقولي ان كل ده غلط!!..
سعد
وليه اقولك كده وده صح..
سليم بص لسعد بصدمه ، سعد قاله وهو بيبعد نظره عن سليم:
كل الي حكيته كان صح ، انا وساره فعلا حبيتا بعض ، وانا حبيتها من كل قلبي ، الغلط في الحكايه هو لما والدها طلبني ، لما طلبني مكنش موافق ، لا بالعكس ، هو كلمني علشان يهددني ، كان بيقولي اني لو مبعدش عنها هيوريني وهيعملي... انا مقدرتش ابعد عنها ، حاولت لكني فشلت ، وهي كانت دايما تقولي أنها هتفضل معايا ، وانها مش هتسبني ، لما ابوها معرفش يتصرف اتنقل لمكان تاني ، وسابتني ، فضلت مده بدور عليها لكني فشلت ، دخلت في نوبه اكتئاب لاني معرفتش اوصلها ، (بدأت دموعه في الهبوط) ولما عرفت مكانها اتصدمت أنها عملت حادثه وما*تت ، ساعتها مقدرتش استحمل ، فضلت مده في البيت لوحدي ، حاسس بضعف عمري ما حسيته ، ولما ابويا معرفش يعملي حاجه قرر انه يجوزني بنت عمي ، عبير ..وهي فعلا كانت بتحبني ، كان فاكر اني لما اتجوز هنساها ، اتجوزت عبير وبدأت ادخل في هلاوس ، بدات اتخيل ان ساره هي الي قدامي ، معرفتش اعمل ايه ، جربت الكتابه ، بدات اكتب كل حاجه كنت عايزها تحصل ، كتبت اني اتجوزت ساره وعملت معاها كل الذكريات الي كان نفسي انها تحصل ، عبير حملت في قاسم ، مقدرتش اتقبل الفكره ، كتبت ان ساره هي الي حملت ، وبدأت اكتب كل حاجه انا قلتهاك ، وفعلا زي ما قولتلك ، سافرت وقابلت كريم وكدبت عليه برضو ، وكنت بتكلم وكأن ده حصل فعلا ، وكاني كدبت الكدبه وصدقتها ،وبدات اكتب وانجح ، كتبت عن ساره ، وكتبت عن حاجات كتيره كان نفسي تحصل ، لكني كل ما كنت بحاول اهرب من الواقع ، اتصدم بالحقيقه ، بقيت كل ما احس اني ركزت في الواقع اخد حبايه منومه ، وكاني كنت حابب الخيال ، مقدرتش اتقبل الواقع ، ولما عرفت بمرض عبير ومقدرتش اتصرف وما*تت اتصدمت بالحقيقه ، حسيت قد ايه ابني بيكرهني حسيت اني خسرت كل حاجه ، مقدرتش اتقبل الواقع ، فضلت سنين علي الحال ده ، لوحدي ، بدات اعيش مع ساره في خيالي ، بدات برضو اخد منوم ،وافتكر ساره ، واعيش معاها ، لغايه ما انت جيت ، مقدرتش اقول الحقيقه ، قولتك الي انا مصدقه، علشان كده فضلت احكيلك الخيال ، لو كنت قلتلك الحقيقه كنت هتكرهني ، لان محدش كان هيتقبل الحقيقه ، الوهم كان ارحم بكتير ، كل ما كنت بحكيلك حاجه كنت بشوف في عيونك الحب واللهفه في كل مره تكون عايز تكمل الحكايه ، صدقني حاولت كتير اوي افوق من الوهم لكن كان فات الاوان خلاص ، صدقت الكدبه بجد ، في البدايه كنت بقول لنفسي وايه المشكله ، ما كل واحد في وهم ، الكل بيكدب علي التاني علشان يبين حياته حلوه ، قولت وايه المشكله لما اعيش في الوهم الجميل ده ، كنت خايف ، خايف لما اموت ملاقيش حد جمبي ، ملاقيش حد يفتكرني بحاجه حلوه ، كنت خايف اموت وحيد زي ما عشت عمر كله وحيد ، ممكن بقي تقولي ايه الجريمه الي انا ارتكبتها ، علي فكره انا مكدبتش عليك فاي حاجه ، انا قولتلك الي انا مصدقه وحاسه...
سليم بدموع
مسامحك علي كل حاجه ، ومصدقك ، بس احب اقولك حاجه ، انت ضيعت من ايدك حياه كانت هتبقي احلي بكتير من الخيال ، انت كان بأيدك انك تبني حياتك مع ابنك ومراتك ...
سعد ابتسم بتعب
معاك حق ، انا فعلا غلطت ، لكن هيفيد بايه الندم دلوقتي ، ( بدات يظهر عليه التعب)
سعد وهو مش قادر ياخد نفسه
سليم....هوصيك ..ووصيه ،، لل.لو اتتتجوزت وخلفت ، سمي ااول بنت سساره ،انننا متاكد انها هتكووون نفس طيبه قلبها وحلاوتها...
نبضات قلبه وقفت ، سليم ارتمي بحضن سعد وجلس يبكي زي الطفل
سعد!!...
بدا يفتكر كل لحظه عديت معاه مع سعد ، وافتكر قعدته معاه وحكاويه..