رواية متمردة وقعت في عشق مغرور الفصل العاشر 10بقلم حبيبه مجدى


رواية متمردة وقعت في عشق مغرور

الفصل العاشر 10

بقلم حبيبه مجدى


انصدمت عندما رأتهُ ينهض من المقعد بكل هيبة و برود ثم وقف أمامها و هو يبتسم ابتسامة شرانية تكاد تكون مثل الشيطان اللعين و دون أى مقدمات أمسك ورقة استقالتها و قام بشقها نصفين أمام أعينها المصدومة التى تشع من الغضب و الاستغراب فى آن واحد، لا تعرف لما فعل ذلك و ما غرضه من فعلتهِ تلك ثم أدخل يديه فى جيوبه و هو يقول ببرود و نظراته الخبيثة المُسلطة عليها


عمر  : للأسف يا أنسه حبيبة أنتى مش هتقدرى تمشى من هنا و استقالتك اترفضت


حبيبة بغضب  : أنت إيه الى عملته ده ؟ و بعدين طالما مش طايقنى أوى كده ليه عاوزنى أفضل هنا فى الشركه؟ هااا


عمر بهمس مثل فحيح الأفاعى  : عشان أنتقم منك على الى عملتيه و اعلمك إزاى ترفعى إيدك عليا بعد كده يا قطه


حبيبة بغضب  : أنت متقدرش تجبرنى إنى أفضل هنا أنت فاهم أنا عمر ما حد يقدر يجبرنى على حاجة غصب عنى حتى لو هموت فاهمنى يا ***ثُمَ قالت بإستهزاء *** أستاذ مغرور 


كز على أسنانه بغيظ لكنه حاول تصُنع البرود و وضع يديه على صدره و هو يبتسم بخبث


عمر بخبث  : يبقى تمام بس بقى لازم تعرفي إن لو مفضلتيش فى الشركه و أصريتى على قرارك يبقى أنتى قدامك حلين يا تدفعى الشرط الجزائى الى فى العقد أو مدفعيهوش و تتحبسى


حبيبة بتوتر  : و الشرط الجزائى ده كام؟ 


عمر بابتسامة خبث  : خمسمية ألف جنيه 


حبيبة بصدمة  : كاااام!


عمر ببرود  : خمسمية ألف جنيه يا قطه


حبيبة كانت ستنفجر من غيظها منهُ و كورت يدها بغضب و صرخت به


حبيبة بغضب  : جكخمسمية عفريت يركبوك مش أنا الى اتهدد يا عمر بيه و لو حتى فيها حبسى أنا موافقه اتحبس ولا إنى أفضل مع واحد ذيك مغرور و متعجرف و معندوش دم فى شركه واحدة


عمر كان سيغضب لكنهُ كان يعرف أن هذا من غضبها و رأى مع نفسه أنه نجح بهذا و ابتسم ببرود و تحدى لها و هو يضع قدم فوق الأخرى 


عمر  : براحتك مش عاوزه تشتغلى و تتحبسى تمام و أنا ميعزش عليا الطلب الصراحه


حبيبة بغضب  : أعلى ما فى خيلك أركبه و مش حبيبة الجرحى الى تتذل لواحد ذيك 


عمر ببرود  : أنا هعمل نفسى مسمعتش حاجه و معاكى لحد بكره يا تيجى يا *** ثم ابتسم بخبث *** يا تتحبسى 


نظرت لهُ نظرة ناريه غاضبة و خرجت من المكتب و هو ابتسم بشر


عمر  : إما وريتك و كسرت تمردك لحد ما تتذليلى مبقاش أنا عمر السيوفى


___________________________


عند حبيبة كانت تسير بغضب بعد أن خرجت من مكتب ذلك المتعجرف المغرور التى لا يرحم أحد و أثناء سيرها للخارج سمعت أحد يهتف بإسمها ألتفتت لترى من حتى وجدتهُ أسر الذى سألها برهبة و حماس


أسر  : حصل إيه معاكى؟ طمنينى


حبيبة بغضب  : ده واحد بارد و معندوش دم بيهددنى بالعقد و لو مجتش عشان أشتغل بكره هيحبسنى 


أسر بصدمه  : يعنى رفض استقالتك


حبيبة  : أيوه رفض الزفته و انا مش عارفه هعمل ايه دلوقتي


أسر لنفسه بهمس  : مادام عمل كده يبقى اترحمى على نفسك يا حبيبة ؛ لأن أكيد فى هدف فى دماغ عمر هيحققه مهما يحصل بس هى لازم تفضل هنا هى الوحيدة الى هتقدر تغيره أكيد


ثم ألتف لها و هو يحدثها بهدوء 


أسر  : طب ممكن تيجى معايا يا أنسه حبيبة فى موضوع حابب أحكيهولك الأول و بعد كده تقدرى تقررى إذا مش حابه تستمرى هنا أو هتفضلى


كانت ستعترض لكن لهجتهُ اللبقة و احترامه أجبرها أن تُطيعه فأمأت له بالموافقه و خرجوا الأثنان من الشركه فى اتجاههم لأحد المقاهى


____________________________


و فى الجامعة عند هنا كانت خرجت من محاضرتها لكى تجلب شئ لتحتسيه لحين موعد المحاضرة القادمة لكن للأسف رأته كان يقف مع فتاة و هو يقوم بالضحك معها و يبدو أنه سعيد كانت ستفر دمعة من عينيها لكنها أخفتها سريعًا و حاولت السير بعيدًا عنهُ لكن و هى تمشى اصطدمت بأحد الشباب أمامها رفعت رأسها سريعًا لهُ و هى تقوم بالإعتذار منهُ


هنا  : أنا أسفه أوى بجد مكنتش أقصد معلش


إياد  : عادى عادى ولا يهمك مفيش مشكله، هو أنتى بس عاوزه حاجه أو بدورى على حاجه؟ 


هنا  : لأ مفيش حاجه شكرا ليك ، عن إذنك 


سارت من أمامه سريعًا و هو ابتسم بإعجاب عليها و همس 


إياد  : البنت دى جميله بس للأسف معرفتش أسمها بس هى تقريبا معانا فى الكليه يبقى أكيد هقدر أشوفها تان


أنهى كلامه و هو يتجه لأصدقائه


_____________________________


و فى الجريدة عند فارس كان يجلس و هو يباشر عمله لكن عقله لم يكن يفكر غير بها من تشغل تفكيره ليلًا و نهارًا فما خو بفاعل لقد أصبح ينتظرها كل يوم ليراها و يكتمل يومه بها و سأل نفسه بهمس و قلق


فارس  : هى مجتش لحد دلوقتي ليه؟ هى مش هتيجى ولا إيه؟ 


و فى ذات الوقت كان يشتم رائحة عطرها التى يعرفها جيدًا مرر وجهه سريعًا حتى رأها و هى تتجه نحوه لكن الصدمه الشئ التى  وجدها ترتديه، فهى كانت أيقونة من الجمال كانت ترتدى فستان بسيط أحمر طويل و سلسلة رقيقة جدًا زينة عنقها و لم تضع مستحضرات تجميل كثيرة كانت حقا جميله لدرجة لا توصف، أما هى رأت معالم الدهشة و الإعجاب فى عينيه و ابتسمت بثقة و هى تقول برقة


دينا  : صباح الخير يا فارس، عامل ايه؟ 


كانت تسأله بتلقائية لكنه لم يرد عليها فهو كان فى عالم أخر لا يرى فيه سواها فقط لكن فاق من شروده على صوتها العالى


دينا  : يا فارس أنت روحت فين أنا بكلمك


فارس بإنتباه  : أنا أهو معاكى مفيش حاجه 


دينا  : والله دنا بقالى ساعه بنادى عليك و أنت ولا أنت هنا


فارس  : معلش كنت بس سرحان فى الشغل أعذرينى


دينا  : طب قولى صحيح إيه رأيك فى الفستان؟ 


نهض من على المكتب و اقترب منها و هو يقول لها بهمس و حب


فارس  : طالعه أحلى من القمر يا دودو


خجلت دينا من كلماته و انزلت عينيها بالأرض و ذهبت إلى مكتبها بسبب تسارع خفقات قلبها و حاولت أن تهدأ و هو عاد أيضا إلى مكتبه و بدأوا بإستكمال عملهم 


______________________________


و فى المقهى كان يجلس كلاً من أسر و حبيبة بعد أن طلب منها أسر المجئ معهُ فهو يريد إخبارها و مُصارحتها بكل شئ فهى يُمكن أن تكون سبب علاج عمر من ألمه و عنوته التى لا يراها أحد غيره


أسر بجدية  : بُصى يا حبيبة أنا عارف كويس إنك دلوقتي شايفه عمر واحد مغرور و متعجرف و إنك مش طايقاه بس لازم تعرفى إن عمر مكنش كده و هو صغير عمر كان طيب جدا و برئ بس الحياه الى عاشها هى الى عملت فيه كده فغصب عنه بقى كده 


حبيبة باستغراب  : إزاى يعنى مش فاهمه


أسر بتنهيدة  : أنا هفهمك و قولك كل حاجه من زمان لما عمر كان صغير كان ذى أى طفل بيحب يلعب و يضحك بس المشكله إن برغم كل الفلوس و الغنى الى هو فيه كان ناقصه حنان الأم و الأب ، بس للأسف مكنش بيلاقيهم لأن كل واحد عايش فى الوادى يتاعه يعنى أبوه كل حياته لشغله و شركته و أمه كل حياتها النوادى و السفر و الشوبنج و المجتمع ؛ و بسبب كده مقدرش يلاقى الحنان الى كان عاوزه ده حتى هو الى كان مسئول عن تربية دينا أخته لأن أمها مكنتش عايزه تربط نفسها جنبها و كده ، بس عاوزه إن ياريت الحكايه كانت لحد كده و بس لأ ده حصل حاجه هى بقى الى فعلا كانت لعمر نقطة تحول ليه


حبيبة بتوتر  : إ إيه هى؟ 


أسر  :  فى يوم كان عمر عنده حولى ١٠ سنين ساعتها كانت أمه مسافره و مكنش في حد موجود فى القصر غيره هو و أبوه و أخته و ساعتها سمع صوت غريب جاى من أوضة أبوه راح و كان الباب مفتوح شويه و للأسف شاف أبوه و هو مع واحدة و بيعمل معاها


صمت بإحراج و أكمل بحزن


 أسر  : ساعتها باباه شافه و هو واقف و أخده و فضل يضرب فيه و هو بيسأله شاف إيه و قعد يقوله أنت مفكر أنت ذى و هتبقى شبهى ده غير إن لما عمر كان بيغلط مكنش بيحاسبه على أى حاجه و كانت كل طلباته مجابة لحد ما بقى عمر كده ذى ما أنتى شايفه مغرور و أنانى و متعجرف لكن والله العظيم هو طيب جدا بي الحياة عملت فيه كده ده غير أمه الى حتى مكنش بيفرق معاها إذا هو خانها ولا مخانش كان كل همها الفلوس و بس و هو لما شاف كده بقى شايف إن الكل كده ميهمهمش حاجه غير الفلوس و بس، عشان كده أنا عاوزك تساعديه و تقفى جنبه


حبيبة بذهول  : أنا! 


أسر بتفهم  : أيوه أنتى يا حبيبة أنتى الوحيدة الى هتقدرى تغيريه و تخليه حد تانى  ؛ لأنك الوحيدة الى وقفتى فى وشه و تحدتيه و هو غير كده مش هيسيبك إلا لما ينتقم منك عشان كده حاولى تساعديه و تخلى يبطل غرور و أنا واثق إنه هيتغير معاكى صدقينى يا حبيبة و مش هتندمى


صمتت بريبة و هى تفكر فى كلامه ولا تستطيع حتى التعبير من كثرة الأفكار التى تُداهمها و فاقت على أخر كلماته


أسر  : عامة أنا هسيبك تفكرى و على أساس إذا جيتى بكره يبقى أنتى وافقتى ولو لأ يبقى هعرف إنك مش موافقه و انا مش هصغط عليكى أكتر من كده بس افتكرى يا حبيبة إنك فى إيدك تساعدى إنسان برئ


ثم نهض و تركها غارقة فى مستنقع أفكارها المشوشة، تُرى ماذا تفعل الأن أستقدر على فعل ذلك، هل يُمكن أن يكون فى يدها هى سر دوائه و تخرجهُ من حالته القبيحة تلك، هل يمكن أن تجعل ذلك المغرور إنسان طيب غير ملوث بتلك المظاهر و العجرفة أم ستستسلم و تترك ذلك الأمر و شأنه مئة فكرة و فكرة كانن تدور فى ذهنها قررت الرحيل لمنزلها لتحلس و تفكر براحة أكبر لتقرر نهضت من على الطاولة و اتجهت لمزلها


____________________________


و فى الجريدة كان فارس يبحث عن ملف قديم و لكنه لم يجده و سأل صاحبه  


فارس  : بقولك يا أحمد كان فى ملف قديم مع العمله الى كانوا من شهر متعرفش راح فين


أحمد  : ما أنت عارف إن الحاجات دى بتروح للأرشيف لما يعدى عليها مدة طويله 


فارس  : أوف طيب هروح أدور عليه و ربنا يسطر


دينا  : أستنى يا فارس أنا هاجى معاك


فارس  : لأ يا دينا مفيش داعى تيجى


دينا بإصرار  : لأ أنا هاجى معاك و ندور سوا عشان نخلص بسرعة 


فارس  : طيب ماشى يلا


ساروا الأثنان و اتجهوا إلى ذلك المكان و بدأوا بالبحث عن الملف حتى وجده فارس وسط مجموعة ملفات ثقيلة و أخرجه بصعوبة  و قال بإرتياح


فارس  : خلاص تمام لقيته


ألتفتت دينا لهُ و كانت ستتكلم لكنها صمتت بخوف من وجود صندوق فوق الرف الذى يقف أمامه فارس و صرخت بفزع له؛ كى تُحذرهُ قبل أن يسقط عليه...



            الفصل الحادي عشر من هنا 


تعليقات