رواية بين الحرب والحب الفصل الثاني عشر 12 بقلم شيماء ماهر


رواية بين الحرب والحب الفصل الثاني عشر 12
بقلم شيماء ماهر




"حين يصبح الحب درعًا… والخطر يتربص في الظلام!"

---

في فيلا آسر – حيث يبدأ الحصار

عندما توقفت السيارة أمام المكان، نظرت جميلة حولها بدهشة. لم يكن مجرد "بيت" كما كانت تتخيله، بل فيلا فخمة، تحيط بها أشجار طويلة وبوابة حديدية ضخمة. أكثر ما لفت انتباهها هو الرجال المنتشرين أمام المدخل، يرتدون ملابس سوداء ونظراتهم حادة، وكأنهم مستعدون لأي طارئ.

نزل آسر من السيارة، فتح الباب لها دون أن ينطق بكلمة، وكأنه لم يلحظ نظراتها المتفحصة للمكان.

جميلة وهي تعقد ذراعيها: "أنا مش فاهمة… المكان ده شكله كأنه حصن مش بيت!"

آسر وهو يسير نحو الباب: "لما يكون عندك أعداء زي يزن وفؤاد، لازم تبقى مستعد طول الوقت."

كانت كلماته باردة، لكن جميلة شعرت أن وراءها الكثير من القصص التي لم تروَ بعد.

عندما دخلت الفيلا، لاحظت التصميم الأنيق والممرات الواسعة، لكنها لم تشعر بالدفء… المكان كان مرتبًا جدًا، عمليًا جدًا، وكأن صاحبه يعيش فيه فقط من أجل الأمان، لا من أجل الراحة.

---

لحظة توتر – خناق لا بد منه!

بعد أن جلسا في غرفة المعيشة، لم تستطع جميلة أن تبقى صامتة أكثر.

جميلة وهي تنظر إليه بحدة: "آسر، أنا مش فاهمة ليه بتتصرف كده… إنت خطفتني حرفيًا من بيتي بدون ما تشرحلي أي حاجة!"

نظر إليها آسر بهدوء، ثم قال: "أنا أنقذتك، مش خطفتك!"

جميلة وهي تنهض غاضبة: "أنقذتني؟! أنت حتى مديتنيش فرصة أفهم إيه اللي بيحصل! فجأة لقيتك بتشدني برا البيت وبتاخدني هنا كأنك بتملكني!"

وقف آسر هو الآخر، اقترب منها حتى لم يبقَ بينهما سوى خطوات قليلة، ثم قال بصوت منخفض لكنه قوي: "لو كنت استنيت، كان ممكن يزن يوصل ليكي… كنتي عايزة ده يحصل؟"

تجمدت جميلة للحظة، ثم قالت بصوت متردد: "أنا بس… مش بحب أحس إني ضعيفة، أو إني مش فاهمة اللي بيحصل حواليّا!"

نظر إليها آسر طويلًا، ثم قال بصوت أكثر هدوءًا: "أنا مش عايزك تكوني ضعيفة… بس عايزك تكوني بأمان!"

شعرت جميلة أن قلبها ينبض بسرعة… هل هو غاضب؟ أم أنه قلق عليها؟

لكنها لم تكن مستعدة بعد للاعتراف بتأثيره عليها.

---

لحظة اعتراف – الماضي الذي لم يُروَ بعد

بعد فترة من الصمت، جلست جميلة على الأريكة، وأخذت نفسًا عميقًا قبل أن تقول بهدوء:

جميلة: "أنا محتاجة أفهم حاجة… إنت ليه مهتم بيا بالشكل ده؟"

نظر إليها آسر للحظة، ثم قال: "إنتي فاكرة أول مرة شوفتي فيها اسمي؟"

جميلة وهي تحاول التذكر: "كنت أعرفك بالاسم… بس مكانش عندي فكرة إنت مين فعليًا."

ابتسم آسر بسخرية خفيفة: "كنتي عارفة اسمي لأنك أنقذت حياتي زمان!"

اتسعت عينا جميلة بذهول: "إيه؟!"

آسر وهو يتكئ إلى الخلف: "زمان، كنت في موقف صعب… وكنتي إنتي اللي أنقذتيني، حتى لو مكانش ده قصدك وقتها."

جميلة وهي تحاول استيعاب الأمر: "أنا… أنا كنت عارفة إنك شخص مهم، بس مكنتش أعرف إنك الشخص اللي أنقذته يومها!"

ضحك آسر ضحكة قصيرة: "أنقذتيني لأنك مش بتحبي تأذي حد… مش علشاني أنا تحديدًا!"

شعرت جميلة بالخجل… هل هذا صحيح؟ أم أن هناك شيئًا أعمق لم تكن تدركه وقتها؟

---

في مكان آخر – اللعبة البوليسية تبدأ!

كان يزن يجلس في غرفة مليئة بالشاشات التي تعرض فيديوهات حية لمراقبة فيلا آسر. بجانبه، وقف أحد رجاله يقدم له تقريرًا جديدًا.

الرجل: "المكان محصن جدًا… مستحيل حد يدخل بسهولة."

يزن وهو يبتسم بسخرية: "أنا مبحبش السهل… بس بحب التحديات!"

ثم التفت إلى فؤاد الرفاعي الذي كان يشرب قهوته بهدوء، وقال:

يزن: "إنت تعرف آسر… لو حبيت أضغط عليه، فين أضعف نقطة عنده؟"

ضحك فؤاد وقال: "مش هو… جميلة!"

يزن وهو يضيق عينيه: "جميلة؟"

أومأ فؤاد: "آسر مش بيسيب حد يدخل حياته بسهولة، بس لو دخل حد، بيحميه لآخر نفس فيه… ولو أجبرناه يختار بين حياته وبينها؟ تفتكر هيعمل إيه؟"

ابتسم يزن ابتسامة خبيثة وقال: "يبقى خلينا نلعب على النقطة دي!"

---

في فيلا آسر – لحظة تقارب غير متوقعة

في منتصف الليل، جلست جميلة في الشرفة تتأمل الظلام الذي يحيط بالمكان.

فجأة، سمعت خطوات خلفها، وعندما التفتت، وجدت آسر يقف هناك.

آسر بصوت هادئ: "مش قادرة تنامي؟"

جميلة بابتسامة خفيفة: "أنا في مكان جديد، وفيه ناس عايزين يقتلوني… النوم مش هيكون سهل

جلس آسر على الكرسي المقابل لها، تطلّع إليها للحظات قبل أن يقول: "إنتي مش لوحدك."

نظرت إليه جميلة، شعرت أن كلماته تحمل أكثر مما يظهر، وكأنها ليست مجرد وعد بالحماية، بل اعتراف بشيء آخر… شيء لم تفهمه بالكامل بعد.

جميلة وهي تتأمل السماء: "عارف… لما شفت اسمك لأول مرة، ما كنتش عارفة مين أنت بالضبط. أنقذتك وقتها مش لأنك كنت آسر نصار، لكن لأنني ما كنتش عايزة أشوف حد بيتأذى بسببي."

ابتسم آسر قليلًا وقال: "وده الفرق بيني وبينك… أنا مستعد أأذي أي حد علشان أحمي اللي يهمني."

التفتت جميلة إليه بدهشة، لكنها لم تجد أي قسوة في عينيه، بل شيء آخر… شيء جعل قلبها يخفق بسرعة.

جميلة بنبرة خافتة: "وأنا… يهمّك؟"

صمت آسر للحظة، ثم قال بهدوء لكنه محمّل بالكثير من المعاني: "أكتر مما تتخيلي."

شعرت جميلة بحرارة غريبة تسري في جسدها، لكنها قبل أن تتمكن من الرد، سمعا صوت هاتف آسر يرن.

رفع آسر الهاتف ونظر إلى الرقم، ثم تمتم بحدة: "مالك!"

فتح الخط على الفور، وصوت مالك كان مليئًا بالتوتر: "آسر… عندي أخبار مش هتعجبك!"

---

في الظلام – خطة العدو تبدأ

كان يزن يجلس في غرفته المظلمة، عيناه تتابعان شاشة تعرض بثًا مباشرًا لمحيط فيلا آسر.

فؤاد وهو يقف بجانبه: "أنت متأكد من خطتك؟"

يزن بابتسامة باردة: "أنا عمري ما ببقى مش متأكد… الليلة دي، هنخليه يعرف إننا أقرب مما يتوقع."

ثم أخرج هاتفه، ضغط على زر معين، وظهرت صورة جميلة على الشاشة…

يزن بلهجة واثقة: "آسر نصار فاكر إنه يقدر يحمّيها؟ خلينا نشوف!"

---

يتبع




تعليقات