
رواية رحلتي مع القدر
الفصل الثاني والثلاثون 32
بقلم مجهول
فتفاجأت بتلك السيدة التي تذرف دموع الفرح وتتوجه ناحيتها وضمتها بحنان وظلت تقبلها وتبكي .
هنا بحب:نورتي يا حبيبتي ربنا يخليكي ليا ويحفظك من كل شر.
كمال:خليها ترتاح خذيها يا سلمى لاوضتها وأنتِ يا شمس جهزي ليها لقمه أنا طالع أرتاح تعالي يا أم أنس عاوزك ؟
كانت عيناها تترقب كل حركة لابنتها، كأنها تخشى أن تكون مجرد وهم سيتلاشى إن رمشت للحظة. قلبها يخفق بشدة، يفيض بالشوق والحنين، لكنها مكبلة بعجز غريب، كأن السنين التي مرت بينهما صنعت فجوة لا تعرف كيف تجتازها. لم تستطع سوى أن تهمس برجاء مخنوق، صوتها يرتجف بين الحب والخوف: "أنا عاوزه أبقى مع بنتي..."
أما كمال، فكان صوته متزنًا، لا يحمل انفعالًا زائدًا، لكنه يفرض حضوره بثقل كلماته. نظراته ثابتة، لم يبدُ عليه التأثر الواضح، لكنه كان يحمل في داخله إدراكًا عميقًا لما يحدث. قراراته واضحة، وكأنه يعلم أن التوازن مطلوب في لحظات كهذه، حتى لا تنجرف الأمور إلى فوضى المشاعر. أمسك بيدها برفق وربت عليها بحنان وهو يبتسم.
فاصطحبت سلمى وشمس يارا برفقتهن نحو الغرفة التي قد جهزها والدها لها فحين دخلنها تفاجأن بجمالها.
شمس:الله زوق عم كمال ياخد العآل مش كدا يا سلمى أدخلي يا جنى وغيري هدومك وريحي فدخلت فكانت سلمى تنظر لها وتبتسم رغما عنها فسحبتها شمس وخرجتا.
شمس:أنا عارفه أنك بتغيري منها علشان جواد بيحبها وأنتِ بتحبيه بس هو بيعتبرك زي أخته.
سلمى وهي تكاد تبكي:أنا بموت فيه وهو ولا على باله تعالي نسوي الغداء ونتكلم بعيد عن العيله
فتحدثت عن جواد الذي يحب جنى بشدة.
وبينما كانت الفتيات يقضيان الوقت معا، بدأت شمس تشعر بالغموض حول هذه العلاقة الغريبة بينهما. هل كان جواد يعتبرها حقا كأخته؟ ولماذا لم يلاحظ حب سلمى العميق له؟
وعندما كانتا وحيدتين في المطبخ، سألت شمس سلمى عن مشاعرها تجاه جواد.
في تلك اللحظة، بدأت سلمى تنفجر في البكاء وقالت أنا أعشقه، ولكنه لا يجدني سوى كأخت له. ابتسمت شمس وقالت أنا أيضا أعرف أخي عنيد مهم قلتي له لن يهتم هو يحب جنى منذ كان صغير بل يعشقها أسأل الله أن يرزقك بمن يحبك. فضمتها .
فدخل فراس فظل ينظر لهن بضجر: لم يجد ما يقول،
فجأة، انفجر فراس بالكلام وقال بانفعال: هو مافيش أكل علشان نطفح ولا أروح أقول لعمي حسين وهو يعرف شغله معاكم؟
سلمى وشمس بدأن يضحكن بشكل مفاجئ,