رواية المجنونة الفصل الرابع والثلاثون 34 بقلم عبدالرحيم كمال


رواية المجنونة

الفصل الرابع والثلاثون 34

بقلم عبدالرحيم كمال


مهـما اختلفت الاسباب الاثنين مصدومـين ، الاول اتفضح و الثاني متقبلش زاي بيتـودد ليها و يغازلـها ؟ مفكرش مرتين قبل ما ينـوي يفتت عظمه .

   ضحكتها أنقـذت الموقف .. 

   " بهزر ، مقلش حاجة .. بس حبيت اتسلى اشوف رد فعلك عامله زاي ؟.. اسفة .. " 

   خفضت نبرتـها في آخر كلمات الأعتذار ، طريقـتها مبتخليش ليه مجال يزعل أو يضايق منـها .. 

    " متعمليش كـده ثاني ، كان ممكن تحصل أذية من غـير سبب و ندخل فمشاكل ملهـاش حل مع اللي برا دول ساعتـها هيجو الوضع هيتعقد .. "

فكرت بكلامه لدقيقـة بعدها جبرتهم يقومو يتخانقـو الاصح يمثلو اننم بيتخانقـو ، زي ما ثوقعت فظـرف كم ثانية لما عليت اصواتهم رجاله دخلو يستفسرو .. 

   استغلت الخناقة اللي كبرت ، بإشارة منـها و فضلت تحاول تاخد التلفون زي ما اتفقـو من جيب الحارس .. 

  ليـن بمجرد ما بقا التلفـون بين ايديها اتسحبت لورا ، عشان تبعث رسالة لأبـوها بس التلفون اتشد منـها فجأة ..

   " مهـاب .. " 

   و هي بتحاول تستوعب مهـاب جذب اتنباه رجاله ، رمى التلفون لصاحبه ، زعـق ..

   " شـوية أغبياء ، أطلعـو برا مفيش منكـو فايدة .. "

متوقعتش يجي ، من شـوية كانت ماسكة بين ايديـها طوق النجاة  دلوقـتي بوجوده بيحسسـها بعجزها عدنـان اتقدم خباها ورا ظهـره

   مكشـر .

   " انت مين ؟.. عايز ايه منـها ؟.. " 

   برفعة حاجب و بمنتـهى الهداوة رد .. 

   " هكـون عايز ايه من بنتـي ؟.. " 

   اتصدم .

   " بنتك ؟.. ديه بنت عمـي .. " 

   " و مختلفناش ، ما انـا عمك برضو يا عدنـان مش فاكرني مهـاب عمك طبعـا مش هتصدقني ، بما اني عمـك الميت من عشـرين سنة في رواية ابـوك و عمك الثـاني .. " 

   عدنـان مستوعبش و ملحقش يلف يستفـسر منـها لقاها قدامه و  الحقد مالي عيونـها للي بيبصو بتحدي و من غير خوف في عـيون مهـاب .. 

   " مش بنتك ، متبقاش تقـول اني بنتك .. " 

خالف توقعاتـها ، بدل ما يزعق و يجبرها تعـترف بيه اب ليها ضمها لصدره و ملحقتش تستـوعب تصرفه نطـق .. 

   " وحشتيني اوي .. يا بنتـي .. " 

   اول مرة ينطق وحشتينـي و بنتـي في جملة وحدة تقصدها هي مكنتش حاسة بذاتـها للحظة قبل ما تدفشـه .. 

   " ابعد متقـربش مني .. " 


 اتوجعت في رقبتها مكان الجرح ، حطت إيدهـا عليه .. 

   " انت كـويسة ؟.. " 

   سؤال عدنـان النابع من خوفه ، اثـار عصبيتها .. 

   " محدش ليه دعـوة و محدش يدخل اسمعـني يا مهاب هتسيبنـا نمشي ببساطة و هترجع تكمل حياتك مع بنتك شمس من الاساس مكنش عندك غير بنت وحدة عايز ايه دلوقـتي .. "


   " مـش هسيب بنتي لمعـاذ ، انت بنتي انا .. "

   ضحكت ..

 " بس انا عمـري ما حسيت انه ليـا اب غير مع بابا معاذ الحاجات اللي مقدرتش تديهالي فظرف عشرين سنة بابا عطانـي اياها فأربع شهـور .. " 

   بهدوء رد .. 

   " انا هعـوضك عن كل حاجة .. "

   زعقت ..

    " التعويض الوحيد اللي عايزاه اروح عند بـابـا معاذ .. " 

   " انت بنتي انا .. " 

    " مبتعرفش تقـول حاجة ثانية غـير انت بنتـي ، انا عـندي بابا و اسمعه معـاذ لو هتجيبلي حتة من السما مستحيل تعـوضني ع للي فات فمتحاولش .. " 

   " لما يغيب عن نظـرك هتنسيه ، هتتعودي على غيـابه .. " 

   جمد الدم في عروقها لما فهمت قصده الثقـة لي فنبـرتها اتحولت لرجفـة .. 

   " يعـني إيه ؟.. " 

 ابتسم .. 

   " متخافيش مش هأذيه ، قصدت اننـا هنطلع برا البلد نسـيب كل الماضي ورانا و نبدأ من اول و جديد قبل ما تعترضي انا مستحيل  أسمح ليك ترجي لعنده ، يا هنروح ، يا هيروح هو عند ربنـا .. " 

   زعقـت ..

   " مهـاب .. " 

   عدنـان باندفـاع .. 

   " انت يتهددها .. ايه اللي بتحاول تعمله ؟ .. "

عدنان اتدخل غصب عنـها بس ادم محاولش لانه مش فاهم حاجة غير انه المـوضوع عائلي ..

تطورت الاحداث بشكل مش طبيعـي و عشان تحمي معـاذ وافقت من غير تردد و اهي قاعدة قدامه حاطة راسـها على العربية بتبص من الازاز ..

   نطقت ..

   " وعدتني مش هتأذيهم ، بتمنى بس تكـون قد وعدك .. " 

   " عمري ما وعدت و موفتش ، زي ما وعـدتك اني هرجع و اخدك من بين ايدين معـاذ بمجرد ما نطلع برا البلد هتصل برجالي اخليهم يسيبو اللي خايفـة عليهم دول .. "

   بهداوة .. 

   " قولي بصراحة انت عايز ايه مني يعني افتكرت حبك لبنتك لي اهملتها عشرين سنة ( ضحكت ) لتكون طمعـان في اعضائي ، على حد علمي شمـس صحتها كويسة مش محتاجة .. " 

   " ليــن .. " 

   ابتسمت ..

   " ليـن ..

افتكرتهم واحد واحد و هما بيندهـو عليها حتى فريدة و بسمة للي مبيطيقوهاش هيوحشوها مقدرتش تتحكم في دموعها نزلو خبت وشها بين ايديها ..


   ضعفت قدامه و هـو عارف مبتحبش تظهـر له ضعفها ، حط إيده بعد تردد كبير على راسـها ..

   "هصلح كـل حاجة .. " 

  زعقت ..

   " ابعد ايدك عـني ، مبتفهمش كارهاك يا مهاب و كارهه الهـوا اللي بنتشـاركه .. " 

رجعت راسـها تستند على الازاز ، غرقانة فتفكيرها العـربية اهـتزت بشكل غـريب فجاة وقفت ، نزل يشـوف في ايـه و رجع 

   " هنغير العجلة و هنمـشي  .. " 

العجلة اتغـيرت بس بعد ربـع ساعة فالطـريق برضـو العجلة الجديد اتفرغت ثاني من الهوا نزلو من العربية مهاب ضربها برجله معصب و مكنش في حل غـير يستنو عـربية ثانية تجي بعـدما طلبها ..

   فقـد أعصابه .

   " ايه النحس ده .. " 


   ليـن كاتمة ضحكـتها ، همست ..


   " النحس ده اسمـه ليـن .. " 


رفضت تدخل تستنى جوا اصرت تفضل واقفة جنـب العـربية تشم الهـوا سمـعت صوت بينده عليها و تعـرفت على صاحبه على طـول لفت بتدور عليه ..

     " بـــابـــــا .. " 

كان واقف في الناحية الثانية من غير تفكير و قبل ما مهـاب و للي معاه يدو أي رد فعـل جريت ناحيته عايزة تـوصله و مخدتش بالها من العـربية اللي جاية خبطتها قدام عينيهـم .



      الفصل الخامس والثلاثون من هنا      

       لقراءة جميع فصول الرواية من هنا

تعليقات