رواية بين الحرب والحب الفصل الخامس عشر 15 بقلم شيماء ماهر


رواية بين الحرب والحب الفصل الخامس عشر 15
بقلم شيماء ماهر


 
"حين تخونك أقرب الوجوه… وتصبح الحقيقة أغلى من الأمان."

---

فيلا آسر – صباح اليوم التالي

الشمس تتسلل بخجل من خلف الستائر، تنعكس على ملامح جميلة وهي جالسة على طرف السرير، ما زالت في نفس مكانها منذ الليلة الماضية. عيناها متورمتان من البكاء، والتفكير لا يتوقف.

دخلت إحدى الخادمات بهدوء، وضعت صينية الإفطار على الطاولة وهمّت بالخروج، لكن جميلة نادتها:

جميلة (بصوت خافت):
"هو… آسر فين؟"

الخادمة:
"خرج بدري، بس قال لي أقولك متتحركيش من هنا، علشان الأمان."

أومأت جميلة برأسها دون كلام، لكن القلق بداخلها يتضاعف، تحاول أن تفسر مشاعرها، تحاول أن تصدق ما رآه قلبها رغم ما سمعته أذناها.

---

منزل سميّة – نفس اللحظة

سمية تجلس في غرفة المكتب، وأمامها يزن، الذي كان يرتدي قميصًا مفتوح الزر العلوي، ونظراته مليئة بالتحفّظ.

سمية (ببرود):
"أنا وفّرتلك أكتر من فرصة… بس واضح إنك مش نافع في حاجة، ولا حتى في خطف بنت!"

يزن (بصوت غاضب):
"كان هيتم، بس آسر سبقني… لسه اللعبة ما خلصتش، بس محتاجة ضغطة زيادة."

سمية (بصوت خافت لكنه خبيث):
"إنت بس ركّز على تهريبك اللي فاضل، وأنا هسهّللك الطريق. أما جميلة؟ هترجعلي، غصب عنها."

يزن (بسخرية):
"وإنتي ليه فارق معاكي؟ دي مش بنتك أصلًا."

سمية (نظرة حقد في عينيها):
"لأ… بس كانت المفتاح اللي خلا جوزي يشوفني أقل من أمها… البنت دي لازم تدفع التمن بدل أمها."

---

فيلا آسر – المساء

آسر عاد أخيرًا، دخل الغرفة، فوجد جميلة جالسة كما تركها، لكن هذه المرة نظراتها كانت مختلفة… فيها حيرة، وفيها بقايا ثقة تحاول البقاء.

آسر (بصوت هادئ):
"حصلت تطورات… يزن اتحرك فعلاً، لكن الشرطة كانت مترصدة له. اتقبض عليه بتهمة التهريب، ولقيوا معاه ملفات لخطة خطفك…"

جميلة (تسمرت مكانها):
"يعني… كان هيخطفني بجد؟!"

آسر اقترب منها، جلس على الكرسي المقابل وقال بصوت فيه ألم:
"آه… وكان هينجح كمان، لو ما كنتش لحقتك. وسميّة… كانت شريكته."

جميلة (بصدمة):
"مرات أبويا؟!"

آسر (بثبات):
"ما بقاش في وقت نكذب فيه على نفسنا، ولا نبرر لأي حد. إنتِ مش لوحدك… وأنا وعدتك إني مش هسيبك، ولا هتأذي طول ما أنا عايش."

جميلة نظرت إليه طويلًا، وشيء ما داخله بدأ يتكسّر ببطء… كأن جدارًا من الغضب والشك بدأ في التصدّع.

---

منزل مالك – وقت متأخر من الليل

مالك داخل بيته، وجنبه أمه واقفة تنتظره. عينيها فيها عتاب صامت.

الأم (بصوت هادئ لكنه حاد):
"دخلت حياتك بنت من غير أصل، عشان كده بقيت تطلعني غلطانة في كل حاجة؟"

مالك (وقف مكانه، وصوته كان فيه وجع):
"البنت اللي بتتكلمي عليها، هي أكتر واحدة خلتني بني آدم… لو كنتي شفتي نظرتها لما قلتي لها الكلام ده، يمكن كنتي فهمتي هي أغلى من إيه عندي."

الأم (بغضب):
"يعني هتسيب أهلك عشانها؟!"

مالك (بهدوء قاتل):
"أنا ما سيبتش أهلي، بس اللي يستهين بحبّي… أنا اللي بسيبه."

ثم خرج من البيت دون كلمة تانية، وهو يتصل بأسيل.

---

عند أسيل – دقائق بعد المكالمة

أسيل سمعت صوت الباب بيخبط، فتحت، ولقته مالك قدامها، عيونه مجهدة.

مالك (بهمس):
"أنا اخترتك يا أسيل… ومش هخلي أي حد يبعدني عنك. لا أمي، ولا الدنيا كلها."

أسيل (وعيناها تغرق في دموع الارتياح):
"أنا كنت محتاجه أسمع الجملة دي منك… دلوقتي بقيت أقدر أواجه أي حاجة."

---

فيلا آسر – منتصف الليل

جميلة لم تنم بعد، سمعت صوت خطوات عند الباب، فتحت لتجد آسر واقفًا، يحمل كوبًا من الشاي.

آسر (بهدوء):
"عرفت إنك لسه صاحيه… قلت تشربي شاي معايا."

جميلة (بتردد):
"مش عارفة… أقولك إيه."

آسر (ابتسم ابتسامة باهتة):
"قولي أي حاجة… حتى لو هتزعليني. بس متسكتيش."

جميلة نظرت في عينيه، ثم قالت بصوت خافت:
"أنا لسه مش قادرة أصدق إن كل ده كان بيحصل حوالي ومش شايفة…"

آسر جلس بجانبها وقال بثقة:
"وإنك تصحي وتشوّفي، ده أول خطوة للخلاص."

جميلة (بهمس):
"أنا بتلخبط لما ببصلك… بس في قلبي حاجة بتقول إني أقدر أصدقك."

آسر (بصوت هادي وحنون):
"صدقيني، لأن ولا يوم كنت بلعب بيكي… كنت بحميكي، حتى مني."

آسر (بصوت هادئ، لكنه مليء بالعاطفة):
"تتجوزيني يا جميلة؟"
---
#بقلم_شيماء_ماهر
يتبع…




تعليقات