رواية بين الحرب والحب الفصل السادس عشر 16 بقلم شيماء ماهر


رواية بين الحرب والحب الفصل السادس عشر 16
بقلم شيماء ماهر



"الحياة لا تتوقف عند نقطة واحدة… لكنها تبدأ من حيث ننقض على أحلامنا."

فيلا آسر – صباح اليوم التالي

آسر كان جالسًا على الأريكة، عيناه مركّزة في هاتفه. كانت جميلة بجانبه، وما زال في عينيها بقايا من الأمل الذي بدأ يتجذر داخل قلبها. قلبها الآن كان مشغولًا بأفكار جديدة، وأحداث جديدة بدأت تتوالى بسرعة.

آسر (بصوت حازم):
"أنا هتصل بمالك، هحتاج المأذون دلوقتي."

جميلة نظرت إليه بدهشة، وكأن الفكرة بدأت تطفو في ذهنها.

جميلة (بخفوت):
"بالسرعة دي، مش كده؟"

آسر :"جميلة انا مستني اللحظة دي من زمان. ما فيش وقت نضيعه."

---

منزل مالك – بعد دقائق

مالك كان جالسًا في بيته، وعينيه على هاتفه، مستعدًا لأي اتصال. حين رن هاتفه، كان الرقم معروفًا له، فابتسم في نفسه.

مالك (أجاب بلهجة هادئة):
"آسر؟"

آسر:
"محتاجك حالًا، مالك. عايزك تجيب لي المأذون، والكتاب يتم النهاردة."

مالك (بتردد، ثم بهدوء):
"النهاردة؟ متأكد؟"

آسر (بصوت حازم):
"مفيش حاجة تستحق التأجيل، مالك. أنا في حاجة لوجودك في اللحظة دي، عايزك تكون معايا. فِهمت؟"

مالك (بابتسامة خفيفة):
"تمام، هكون عندك في أقرب وقت."

ثم أغلق مالك الهاتف، وعيناه مليئة بالفرح. 

---

فيلا آسر – بعد قليل

آسر كان يتنقل في الغرفة بحماس، بينما جميلة كانت تقف في المكان نفسه، تتأمل المشهد كله بعينيها التي تمتلئ بالدهشة والقلق. كل شيء كان سريعًا جدًا، لكنها قررت أن تؤمن بما يحدث.

جميلة (بخفوت):
"هو ده حقيقة؟ احنا هنتجوز فعلاً؟"

آسر (اقترب منها بهدوء، وقال بصوت دافئ):
"ده وعد مني، جميلة. أنا هنا علشانك، وكل شيء هيكون تمام."

في تلك اللحظة، دخل مالك مع المأذون، وابتسامة على وجهه، وهو يحمل كتاب الزواج في يده.

---

وبدأ المأذون في إتمام مراسم عقد القران، وعلى الرغم من سرعة الأحداث، كانت لحظة مليئة بالسلام الداخلي بالنسبة لهم.

---

أثناء التوقيع – في نفس الوقت

في مقر الشرطة – لحظات لاحقة

الشرطة كانت قد اكتشفت مؤامرة كبيرة، بعد اعتقال يزن وفؤاد العشماوي في عملية تم ضبطها بعناية. كانت الأسماء على الملفات التي تم العثور عليها تشير إلى تورطهم في شبكة كبيرة للمخدرات.

ضابط الشرطة (بصوت حازم):
"لازم القبض على سمية فورًا. كل الأدلة تشير لتورطها بشكل مباشر في العملية. 

وبعد لحظات، كانت سمية قد تم القبض عليها هي الأخرى بتهمة التورط في عمليات التهريب، وكان يزن وفؤاد قد بدأوا في الاعتراف بكل شيء.

---

فيلا آسر – بعد انتهاء مراسم عقد القران

بعد توقيع العقد، آسر وجميلة كانا يجلسان معًا، وعيناهما مشتعلة بالحب، كما لو أنهما كانا في عالمهما الخاص. لكن الأخبار التي وردت إليهم حول اعتقال يزن وسمية كانت تسحب بعض الراحة من الجو، لكنه كان يشعر بالطمأنينة لأنهم أخيرًا أخذوا القرار الصحيح.

آسر (بابتسامة هادئة):
"كل شيء هينتهي، جميلة. خلاص، مفيش حاجة هتهددنا بعد النهاردة."

جميلة (بتنهد، وهي تمسك يده):
"أنت عندك حق. الحياة مش هتوقف، وهتكون أفضل من أي وقت مضى."

---

منزل مالك – بعد قليل

مالك كان في بيته مع أسيل، وكانت هناك فرحة كبيرة في عيونهم بعد أن تم عقد قرانهما هو الآخر. لحظات من السعادة، بينما كانت الأخبار عن اعتقال يزن وسمية تنتشر في كل مكان.

مالك (بابتسامة واسعة):
"أخيرًا… الأمور بدأت تاخد مجراها الصحيح."

أسيل (بتعبير حنون، عيونها مليئة بالحب):
"وأنت، مالك، كنت دايمًا صح. كل شيء كان يستحق الانتظار."

---
منزل مالك – صباح اليوم التالي

الهدوء يملأ البيت، لكن قلب ليلى كان ملئ ضجة، في يدها فنجان قهوة 
 جلال دخل بهدوء، وقف للحظة يراقبها، وبعدين قال:

جلال (بصوت هادي):
"لسه زعلانة؟"

ليلى (من غير ما تنظر له):
"أنا مش زعلانة… أنا موجوعة."

جلال (جلس أمامها):
"هو اختار اللي بيحبها، وده مش غلط يا ليلى."

ليلى (بصوت فيه كسر):
"أنا مش ضد الحب… بس البنت دي مش من مستواه كان مالها رضوي بنت صاحبتي"

جلال (بتنهيدة):
"يمكن شايف فيها حاجة افتقدها… يمكن حنيّتها عالجت فيه وجع إحنا ما حسّيناش بيه."

ليلى (بحدة، لكن في صوتها دمعة محبوسة):
"يعني أنا السبب؟!"

جلال (قرب منها):
"أنتي أمه… ومحدش يا ليلى هيكون مكانك. بس مش لازم تحاربي كل حد بيقرب منه. الحب مش خصم."

ليلى سكتت، لكن عينيها كانت مليئه بالخوف… 

ليلى (بصوت خافت):
"أنا مش عايزة أخسره… بس مش عارفة أحبها."

جلال (بهدوء):
"سيبي قلبك يعرفها الأول… وبعدها، يمكن تحبيها غصب عنك."

يتبع…



تعليقات