
رواية عهد الغرام 3
الفصل الخامس والعشرون 25
بقلم محمد محمد علي
أسيرة_في_مملكة_عشقه
في كافيتيريا الجامعة – أجواء صباحية مليئة بالحيوية
جلست غزل وغيث وسليم وميار حول طاولة في الكافتيريا، ومعهم زميلهم كريم، يتبادلون الأحاديث والضحكات بينما يحتسون القهوة ويتناولون بعض المعجنات.
كريم (يتكئ على الطاولة وينظر إلى غزل):
"بصراحة يا غيث، أنا مش فاهم إزاي إنسانة جميلة زي غزل وافقت تتجوزك!"
غيث (يرفع حاجبه بمزاح):
"إيه؟ هو أنا قليل؟!"
غزل (تبتسم وهي تحتسي قهوتها):
"الحقيقة إن حتى أنا نفسي مش عارفة!"
ميار وسليم ينفجران ضاحكين، بينما يضع غيث يده على قلبه متظاهرًا بالصدمة.
غيث (بتمثيل درامي):
"كده يا غزل؟ ده أنا اللي بجبلك الفطار كل يوم!"
غزل (تضحك):
"ده واجب عليك، مش منة!"
سليم (يغمز لكريم بمزاح):
"بصراحة عندك حق يا كريم، أنا نفسي مش عارف غزل وافقت إزاي! ده غيث عصبي وعنده طبع نكدي!"
غيث (يرفع حاجبه):
"سليم، ركز في خطيبتك أحسن، بدل ما أكشف أسرارك قدامها!"
ميار (تنظر لسليم بمكر):
"إيه الأسرار دي؟ احكي يا غيث، أنا بحب الحكاوي!"
سليم (يرفع يده محذرًا):
"غيث، لو فتحت بقك، مش هتشوفني تاني!"
كريم (يضحك):
"لا لا، احكوا، الجو لذيذ، وفاصل درامي زي ده لازم يكمل!"
غزل (تنظر لكريم بمكر):
"طب بما إنك مستمتع، إحكي لنا إنت عن البنت اللي كنت بتكلمها امبارح، شكلها كانت معجبة بيك!"
كريم (يتظاهر بالسعال):
"اممم… الجو حر هنا ولا أنا بيتهيأ لي؟"
ميار (تضحك):
"حلوة الحركة دي! بس إحنا مش هنعديها!"
انفجر الجميع ضاحكين بينما كان كريم يحاول تغيير الموضوع، وغيث يتظاهر بالغضب، وسليم يحذرهم جميعًا من كشف أسراره أمام ميار.
لكن وسط كل هذا المرح، كانت غزل تشعر بالأمان والراحة، رغم القلق الذي كان يتسلل إلى قلبها من وقت لآخر…
*********************
ميار (تبتسم بمكر وتنظر لكريم):
"بالمناسبة، إحنا نسينا نسألك… مين كانت البنت اللي كنت بتتكلم معاها امبارح؟ شكلها كانت مميزة أوي!"
كريم (يحاول التظاهر بالبراءة وهو يأخذ رشفة من قهوته):
"بنت؟ مين؟ أنا؟ لا لا، أكيد كنتم غلطانين!"
سليم (يرفع حاجبه وينظر له بمكر):
"كريم… احنا عارفين كل حاجة، ياسمين… قسم الأمن السيبراني… مش كده؟"
غيث (يمثل الصدمة):
"يا نهار أبيض! كريم أخيرًا وقع؟!"
كريم (يتوتر ويحاول تغيير الموضوع):
"إنتوا مركزين معايا ليه كده؟ غزل حامل، اتكلموا عنها أحسن!"
غزل (تضحك وهي تضع يدها على بطنها):
"لا لا، سيبك مني، إحنا عاوزين نعرف حكايتك مع ياسمين، مش هنهربك بسهولة!"
ميار (تسند رأسها على يدها وتنظر إليه بخبث):
"بصراحة يا كريم، اختيار موفق… البنت مؤدبة ومحترمة جدًا، ودايمًا ساكتة ومش بتتكلم مع حد… إلا إنت!"
سليم (يغمز له):
"واضح إنها معجبة بيك… إنت إزاي أصلا كلمتها؟ دي معروف عنها إنها خجولة جدًا!"
كريم (يضع يده على رأسه ويتنهد وهو يبتسم بخجل):
"بصراحة؟ هي فعلا خجولة جدًا، بس لما كلمتها عن مشروع الأمن السيبراني، لقيتها بتتكلم بحماس وعيونها بتنور… حسيت إن ورا الخجل ده شخصية مميزة جدًا."
غيث (يصفق ببطء):
"يا سلام… يا جماعة، كريم دخل مرحلة الإعجاب رسمي!"
غزل (تبتسم له بلطف):
"بجد يا كريم، البنت محترمة جدًا وطيبة، ولو معجب بيها بجد، متضيعهاش."
ميار (بمزاح):
"بس متقلقش، إحنا هنبقى معاك خطوة بخطوة… لو احتجت خطة عبقرية، عندك غزل… ولو عاوز تتعلم الرومانسية، عندك غيث، ولو عاوز حد يخوف المنافسين، سليم موجود!"
سليم (يضحك):
"وأنا إيه علاقتي؟"
غيث (يغمز له):
"إنت شكل ياسمين هتحبك أكتر من كريم لو شافتك!"
انفجر الجميع ضاحكين، بينما كريم يمسك رأسه بيأس متظاهرًا بالاستسلام، لكنه في داخله كان يعرف أنه وقع بالفعل…
********************
بينما كان غيث، غزل، سليم، ميار، وكريم يجلسون معًا في الكافتيريا، دخلت شغف وأوس بخطوات واثقة، يتبادلان المزاح كعادتهما. بمجرد أن وقعت أعينهما على غزل والبقية، اتجها نحوهما فورًا.
شغف (بحماس وهي تلوّح لهم):
"إيه ده! أنا شايفة وجوه مألوفة جدًا!"
غزل (تقف بسعادة وتعانقها):
"وأخيرًا قررتوا تظهروا! مش مصدقة إننا في نفس الجامعة!"
أوس (يبتسم وهو يصافح غيث وسليم):
"مش كفاية كنا في فرحكم، لا، لازم كمان نرجع ندرس معاكم! واضح إنكم مش هتتخلصوا مننا بسهولة!"
غيث (يمد يده مازحًا إلى أوس):
"الحقيقة، أنا كنت ناوي أطلب إعادة نقاش في الموضوع ده، بس شكلها فاتتني الفرصة!"
شغف (تجلس بجانب غزل وتغمز لها):
"لازم نعمل جدول مغامرات جديد، الجامعة دي شكلها هتكون ممتعة معاكم!"
ميار (تضحك وهي تشير إلى كريم):
"بما إنكم تعرفون الجميع، لازم تعرفوا كريم، زميلنا اللطيف!"
كريم (يرفع يده بتحية خجولة):
"أهلًا بيكم! سمعت عنكم كتير، أخيرًا شفتكم شخصيًا!"
أوس (بفضول وهو يمد يده لمصافحته):
"وأنا متأكد إن غزل وميار ملوا راسك بحكاياتنا، بس نحب نعرف عنك أكتر!"
كريم (بابتسامة متوترة):
"أنا كريم، طالب في الذكاء الاصطناعي، بس لحد دلوقتي مش قادر أواكب جنونهم!"
شغف (تضحك):
"أوه، انت في مرحلة التأقلم؟ متقلقش، إحنا كويسين… أحيانًا!"
أوس (ينظر لكريم بمكر):
"بس لحظة… كريم؟ ده نفس الاسم اللي كانوا بيتكلموا عنه بخصوص واحدة اسمها ياسمين؟"
كريم (يشهق بارتباك):
"إيه؟ لا لا، إشاعات!"
سليم وميار (ينفجران ضحكًا):
"ولا إشاعات ولا حاجة، ده معجب بيها رسمي!"
شغف (بفضول وهي تضع يدها تحت ذقنها):
"ياسمين دي مين بقى؟"
غيث (مازحًا وهو ينظر لكريم):
"مؤدبة جدًا، محتشمة، طالبة في الأمن السيبراني، وخجولة جدًا، يعني تقريبًا العكس التام لكريم!"
كريم (بإحراج):
"يا جماعة، بلاش نفتح الموضوع ده قدام ناس جديدة!"
أوس (بضحكة خافتة وهو يربت على كتف كريم):
"اطمئن، بس قوللي… ناوي تخطو خطوة ولا لسه في مرحلة الإعجاب الصامت؟"
كريم (يحاول تغيير الموضوع وهو يلتقط قطعة بطاطس من طبق غيث):
"أنا لسه بفكر في خطة! المهم، إيه رأيكم في الجو النهاردة؟ مش حلو؟"
شغف (تغمز له وهي تهمس لغزل):
"واضح إن عندنا قصة رومانسية جديدة لازم نتابعها عن قرب!"
انفجر الجميع ضحكًا بينما كريم ينظر إليهم باستسلام، مدركًا أن هذا لن يكون آخر نقاش حول ياسمين
******************
بينما كان الجميع يضحكون ويمزحون مع كريم، التقطت غزل بطرف عينها ياسمين وهي تجلس بمفردها على طاولة قريبة، تبدو منشغلة بهاتفها وكوب قهوتها أمامها. ابتسمت غزل بمكر وهي تهمس لميار التي التقطت فورًا ما تفكر فيه، ثم رفعت صوتها قائلة بلطف:
غزل (بمرح وهي تلوّح لياسمين):
"ياسمين! تعالي اقعدي معانا، مش معقول نسيبك لوحدك!"
كريم (ينتفض في مكانه مصدومًا وهو يهمس لسليم):
"غزل بتعمل إيه؟!"
سليم (مخفيًا ضحكته وهو يهمس له):
"واضح إن نهايتك قربت!"
ياسمين رفعت رأسها بدهشة، ترددت للحظة ثم ابتسمت بخجل وتقدمت نحو الطاولة.
ياسمين (بهدوء):
"أهلًا، آسفة لو كنت بتدخل عليكم فجأة…"
غزل (بترحيب وهي تفسح لها مكانًا بجانبها):
"بالعكس، إحنا اللي كنا مستنيين اللحظة المناسبة عشان نتعرف عليك أكتر!"
شغف (بابتسامة مشجعة):
"كريم كان لسه بيحكي عنك!"
كريم (يحاول التظاهر بالهدوء لكنه ينظر لشغف مصدومًا):
"إيه؟! أنا… لا، أنا مقلتش حاجة!"
أوس (مازحًا):
"آه صح، هو ما قالش… لكن عيونه قالت كتييير!"
ياسمين (تحمر خجلًا وتنظر إلى كريم بحرج):
"إنت… كنت بتتكلم عني؟"
كريم (يبتلع ريقه ويحاول التظاهر بالثبات):
"أنا؟ لا لا، مجرد كلام عام عن القسم وكده…"
ميار (تغمز لسليم):
"كريم، ده أسوأ تبرير سمعته في حياتي!"
غيث (بمرح):
"المهم ياسمين، بما إنك هنا، قولي لنا، إيه رأيك في الجامعة لحد دلوقتي؟"
ياسمين (تحاول تجاوز الموقف وتبتسم بهدوء):
"بصراحة، الجامعة كويسة جدًا، بس بحس إن قسم الأمن السيبراني مش بيتفاعل كتير مع باقي الأقسام."
سليم (يضحك):
"أيوه، ده حقيقي، كريم تقريبًا كان ناوي يحوّل للقسم ده عشان يندمج أكتر!"
كريم (يضع يده على وجهه بإحراج):
"أنا حرفيًا هسيب الطاولة دي حالًا!"
ياسمين (تضحك لأول مرة بخجل وهي تقول):
"بالعكس، أنا شايفة إنكم مجموعة لطيفة جدًا."
غزل (تغمز لكريم):
"شايف؟ لطيفة جدًا يا كريم!"
كريم نظر إلى غزل بنظرة تهديد خفية، لكنه لم يستطع منع نفسه من الابتسام بخجل. أما ياسمين، فبدأت تشعر بالراحة بين هذه المجموعة المرحة، غير مدركة أن وجودها هنا كان نتيجة خطة محبوكة من غزل ورفاقها
*******************
بعد لحظات من المزاح والمواقف الطريفة، تحولت المحادثة تدريجيًا نحو مواضيع أكاديمية، حيث بدأ كريم وياسمين يتحدثان بحماس عن تخصصيهما.
كريم (بحماس):
"بصراحة، مجال الأمن السيبراني مهم جدًا، خصوصًا مع تطور تقنيات الذكاء الاصطناعي، لأن الهجمات الإلكترونية بقت أكتر تعقيدًا، والهاكرز بقوا يستخدموا AI عشان يخترقوا الأنظمة بشكل متطور."
ياسمين (مؤيدة):
"بالضبط، دلوقتي حتى الخوارزميات بتتعلم من نفسها عشان تتنبأ بالهجمات قبل ما تحصل. لكن في نفس الوقت، بعض الأنظمة الذكية ممكن تكون نقطة ضعف لو تم استغلالها صح."
سليم (مفكرًا):
"يعني ممكن نقول إن الاتنين بيكملوا بعض؟ الذكاء الاصطناعي ممكن يكون أداة قوية في الدفاع عن البيانات، لكنه كمان ممكن يكون سلاح خطير في يد المخترقين."
غيث (بابتسامة):
"بالظبط، عشان كده في تعاون كبير بين مجالينا، إحنا بنطور الذكاء الاصطناعي ليكون أكثر أمانًا، وأنتم بتحاولوا تحموا الأنظمة من أي تهديد محتمل."
غزل (بحماس):
"أنا شخصيًا شايفة إن الذكاء الاصطناعي ليه مستقبل قوي في مجال الأمن السيبراني، خصوصًا مع تطور التعلم الآلي، اللي ممكن يخلي الأنظمة تحمي نفسها بنفسها!"
ميار (مؤيدة):
"فعلاً، ولو فكرنا على المدى البعيد، ممكن نشوف عالم بيتم فيه استخدام AI في كل حاجة، حتى في إدارة الأعمال!"
شغف (تضع يدها على رأسها بملل):
"أنا حاسة إني دخلت مؤتمر علمي بالغلط! والله طول عمري كنت عارفة إنكم مهووسين بالحاجات دي، بس مش للدرجة دي!"
أوس (يضحك وهو يتظاهر بالنوم على الطاولة):
"أنا رسميًا خرجت من المحادثة من أول ما سمعت كلمة ‘خوارزميات’!"
ياسمين (تضحك بخجل):
"معلش، أحيانًا بنتحمس لما بنتكلم عن الحاجات اللي بنحبها."
غزل (تغمز لشغف بمكر):
"طب ما إحنا ساعات بنسمعكم بتتكلموا عن التسويق والإدارة والمصطلحات المعقدة بتاعتكم، وساعتها برضه بنحس إننا في اجتماع مجلس إدارة مش قعدة كافتيريا!"
أوس (يرفع حاجبه بمزاح):
"أهو ده الفرق، إحنا لما بنتكلم عن البيزنس، بنتكلم عن الفلوس والمشاريع، حاجات ممتعة، مش حاجات معقدة زيكم!"
سليم (يضحك):
"طيب ما إحنا كمان شغلنا بيأثر على البيزنس، الذكاء الاصطناعي بيستخدم في التحليل واتخاذ القرارات، وحتى الأمن السيبراني مهم لأي شركة عشان تحمي بياناتها."
كريم (مازحًا):
"أنا أقول نعمل تبادل ثقافي، أنتم تشرحوا لنا التسويق وإدارة الأعمال، وإحنا نشرح لكم الذكاء الاصطناعي والأمن السيبراني!"
شغف (تمسك رأسها بتعب):
"خلاص، أنا هروح أقدم على تحويل لتخصص الفنون، أقل حاجة ما فيهاش خوارزميات ولا تحليلات بيانات!"
انفجر الجميع بالضحك، في حين نظرت غزل إلى المجموعة بابتسامة، سعيدة بالأجواء الدافئة والممتعة التي جمعتهم جميعًا، رغم اختلاف تخصصاتهم واهتماماتهم
******************
في قاعة الاجتماعات في شركة العائلة
تجمع الرجال في غرفة الاجتماعات الفخمة داخل الشركة، الجو كان متوتراً رغم الهدوء الظاهري الذي يسود المكان. سليم (والد غزل) وقف عند رأس الطاولة، وإلى جانبه الضابط جاسر الحديدي والضابط الإيطالي ماركو. الجميع كانوا ينظرون إليهم باهتمام، متسائلين عن سبب هذا الاجتماع المفاجئ.
سليم (بجدية وصوت حازم):
"أنا جمعتكم النهاردة عشان موضوع مهم وخطير... غزل مستهدفة من المافيا الإيطالية."
ساد الصمت للحظات، قبل أن تتعالى أصوات الدهشة والاستغراب.
إياد (بصدمة وهو يضع يده على الطاولة):
"إيه الكلام ده يا سليم؟ مافيا إيه اللي بتطارد بنتك؟!"
أدهم (بحدة وقلق واضح):
"دي بنت صغيرة! إزاي دخلت في مشاكل مع ناس زي دول؟"
سيف (بهدوء لكنه متوتر):
"إحنا محتاجين نفهم التفاصيل، ليه بالذات غزل؟"
ماركو (بلهجة إيطالية واضحة لكنه يتحدث العربية بطلاقة):
"الأمر معقد، لكن ببساطة، جدكم نادر بيه كان عنده معلومات عن تجارة مشبوهة تخص واحدة من أخطر عائلات المافيا هناك، وقرر يوقفهم... وده خلاه عدو لهم. دلوقتي، بعد سنين، المافيا عرفت إن غزل حفيدته، وده خلاها هدف لهم."
عامر (بغضب):
"يعني جدنا نادر وقف في وشهم، فقرروا يصفوا حسابهم مع غزل؟!"
زين (يفكر بصوت عالٍ):
"ده يفسر ليه جدي كان مصر على جواز غزل من غيث بالذات... بس ليه غيث؟"
جاسر (بصوت هادئ لكن حازم):
"لأن غيث من عيلة بسيطة، مش من العيلة الكبيرة دي اللي ممكن المافيا تراقبها، فبكده غزل تختفي وسط حياة طبيعية، من غير ما تكون محط أنظارهم."
مازن (بقلق وهو يمرر يده في شعره):
"لكن ده معناه إنهم ممكن يلاقوها في أي وقت... غزل حامل دلوقتي، لازم نحميها بأي شكل!"
هشام (وهو يضع يده على الطاولة بانفعال):
"أنا مش قادر أصدق إن كل ده بيحصل وإحنا ما نعرفش حاجة... يعني جدنا كان عارف من الأول إن المافيا ممكن تطارد غزل وسابنا نعيش في جهل؟"
زياد (بهدوء لكنه ينظر إلى سليم بتساؤل):
"كنت عارف بالكلام ده من إمتى؟"
سليم (بهدوء لكنه يشعر بثقل الأمر):
"من فترة مش طويلة... جدي نادر قال لي الحقيقة بعد جواز غزل، لما تأكد إن كل حاجة ماشية حسب خطته. كان شايف إن لو كنا عرفنا قبل الجواز، كنا هنرفض، وغزل كانت هتبقى في خطر أكبر."
إياد (ينظر إلى سليم بغضب مكبوت):
"وإحنا المفروض نصدق إنك عملت كده عشان تحميها؟! غزل بنتنا كلنا، مش بس بنتك، وإحنا كان لازم نكون جزء من القرار ده!"
ماركو (بحزم):
"الأهم دلوقتي مش اللوم... الأهم إننا نحميها. إحنا بنتابع تحركات المافيا، لكنهم أذكياء، وبيتحركوا بسرية تامة."
جاسر (ينظر إلى الجميع):
"كل واحد فيكم لازم يكون حذر، وأي حاجة مريبة لازم تبلغونا بيها فورًا. حماية غزل مسؤوليتنا كلنا."
سيف (بهدوء لكنه حاسم):
"مش بس غزل، كل العيلة بقت في خطر دلوقتي."
سليم (ينظر إليهم بجدية):
"عشان كده أنا جمعتكم... لازم نكون يد واحدة، وإحنا اللي هنحدد مصير بنتنا، مش أي حد تاني."
ساد الصمت للحظات، قبل أن يبادل الجميع النظرات الحازمة، مستوعبين حجم الخطر الذي يحيط بغزل والعائلة بأكملها
**********************
ساد الصمت في الغرفة بعد كلام سليم، لكن التوتر كان واضحًا على وجوه الجميع. جاسر ألقى نظرة جانبية على ماركو، الذي بدا مترددًا للحظة قبل أن يتنهد، وكأنه يستعد لإلقاء قنبلة جديدة في النقاش.
ماركو (بهدوء لكنه صارم):
"فيه حاجة تانية لازم تعرفوها... غزل مش بس مستهدفة بسبب جدها، هي بنفسها دخلت في مواجهة مباشرة مع لورانزو، الزعيم الحالي للمافيا، من غير ما تعرف مين هو."
إياد (بتوتر وهو ينظر إلى ماركو بحدة):
"إيه اللي بتقوله ده؟! غزل عمرها ما احتكت بأي عصابات!"
ماركو (يتحدث بثقة وهو ينظر إلى سليم):
"أنا كنت هناك... لما غزل سافرت لإيطاليا قبل جوازها بعدة شهور، أنا شخصيًا كنت مسؤول عن حمايتها. جدها نادر كان متوقع إن المافيا ممكن تكتشف وجودها، فطلب مني أراقبها، وتنكنت في هيئة مرشد سياحي علشان أكون قريب منها."
مازن (يصدمه الكلام):
"إنت بتقول إن غزل كانت مراقَبة طول رحلتها؟!"
ماركو (يهز رأسه):
"أيوه، ولحسن الحظ كنت موجود وقت اللي حصل... غزل، بشخصيتها اللي تحب المشاكل، علقت مع لورانزو بنفسها. دخلت مطعم مرموق في ميلانو، وللصدفة، كان لورانزو هناك مع مجموعة من رجال الأعمال اللي بيتعامل معاهم."
زين (بقلق):
"وغزل عملت إيه؟"
ماركو (ينظر إليهم بجدية):
"أهانته قدامهم كلهم."
عامر (بصدمة):
"إيه؟!"
ماركو (يكمل):
"غزل وقتها ما كانتش تعرف مين هو، كانت فاكراه مجرد رجل أعمال متغطرس بيحاول يفرض سيطرته في المكان. لورانزو كان بيحاول يتحكم في النادل، وبيتصرف بطريقة مستفزة، وغزل كالعادة ما سكتتش، وقفتله قدام الناس وفضحته بكلامها، والموضوع انتشر بسرعة بين الحاضرين في المطعم."
سليم (والد غزل، يتنهد بغضب لكنه يحاول السيطرة على أعصابه):
"أنا مش مستغرب... بنتي دي لو دخلت كهف أسود، هتلاقي طريقة تزعّل الوحوش اللي فيه!"
هشام (يضرب جبهته بيده وهو يضحك بسخرية):
"يعني المافيا كانت أصلاً عاوزة تلاحقها بسبب جدها، وهي زودت الطين بلة؟"
ماركو (يؤكد):
"بالضبط. بعد الحادثة دي، لورانزو بدأ يدور على معلومات عنها، واكتشف إنها حفيدة نادر الشرقاوي. من هنا بدأ العداء الشخصي، مش بس انتقام عائلي... هو عايز يغسل كرامته قدام رجاله، وده اللي بيخلي الوضع أخطر."
سيف (بغضب):
"يعني الموضوع مش مجرد خلاف قديم... الموضوع بقى شخصي!"
إياد (يعقد ذراعيه بقلق):
"إحنا لازم نحميها بأي ثمن... بس السؤال، هل لورانزو عارف إنها متجوزة غيث؟"
ماركو (يهز رأسه):
"مش بشكل رسمي، لكن رجاله بيجمعوا معلومات، ولو اكتشفوا ده، غيث نفسه هيبقى هدف."
أدهم (بغضب):
"يبقى لازم نتحرك قبل ما هم يتحركوا."
سليم (بجدية):
"أنا مش هسمح لحد يقرب من بنتي أو من أي فرد من عيلتي. لو فكروا يلمسوها، هيلاقوا نار ما شافوهاش قبل كده!"
نظر الجميع لبعضهم البعض، مدركين أن الأمور قد تصاعدت بشكل خطير. المافيا لن تتوقف، وغزل أصبحت في قلب العاصفة...
Flash Back
مطعم فاخر في ميلانو – قبل عدة أشهر
كانت الأضواء الذهبية الخافتة تنعكس على الطاولات الرخامية الفخمة، وصوت الموسيقى الكلاسيكية ينساب برقي في الأجواء. جلست غزل على طاولتها الأنيقة، تستمتع بوجبتها، عندما لفت انتباهها مشهد لم يعجبها.
على بعد أمتار منها، كان هناك رجل طويل القامة، وسيم بملامح حادة وهالة من السيطرة، يجلس محاطًا بعدد من الرجال الذين بدا عليهم النفوذ. كان يتحدث بلهجة آمرة مع النادل، الذي بدا متوترًا، بينما الآخرون يضحكون بتملق.
لورانزو (بصوت بارد ومتسلط):
"قلت لك أريد شرائح اللحم بدرجة نضج معينة، هل من الصعب فهم ذلك؟"
النادل (بتوتر):
"سيدي، يمكننا استبدال الطبق فورًا..."
لورانزو (يقطعه بازدراء):
"هذا غير مقبول. أنت تعمل في واحد من أفخم المطاعم في ميلانو، ومع ذلك فشلت في تقديم طبق بسيط بالطريقة الصحيحة؟ ربما يجب أن تعيد التفكير في مهنتك!"
ضحكات رفاقه زادت من توتر النادل، لكن قبل أن يتمكن أحد من الرد، جاء صوت أنثوي ساخر من الطاولة المجاورة.
غزل (تضع شوكتها وتلتفت نحو لورانزو بنبرة مستفزة):
"واو، لم أعلم أن رجولتك تعتمد على كيف يُطهى اللحم! هل تقضي وقتك في التحكم بموظفي الخدمة بدلًا من فعل شيء مفيد؟"
ساد صمت مفاجئ على الطاولة، والأنظار كلها توجهت نحو غزل، التي كانت تنظر إلى لورانزو ببرود، بينما هو رفع حاجبيه بدهشة. لم يكن أحد يجرؤ على مخاطبته بهذا الشكل.
أحد رجال الأعمال الجالسين (بابتسامة محرجة):
"آنسة، لا أعتقد أن..."
غزل (تقاطعه بنبرة ساخرة):
"لا، لا، أريد أن أسمع رأي السيد المهم جدًا هنا. هل أنت حقًا بحاجة إلى إذلال النادل لمجرد خطأ صغير؟ أم أنك فقط بحاجة إلى إثبات سيطرتك على الأشخاص الأضعف لأنك لا تستطيع فعل ذلك مع من هم بمستواك؟"
تصلبت ملامح لورانزو، وارتفع حاجبه قليلاً، لكن نظراته لم تترك وجه غزل. للحظة، بدا وكأنه يحاول تحليلها، لكن الضيق ظهر جليًا في عينيه.
لورانزو (بصوت هادئ لكنه يحمل تهديدًا خفيًا):
"يبدو أنكِ تحبين التدخل في ما لا يعنيكِ."
غزل (بابتسامة بريئة مصطنعة):
"وأنتَ تحب لعب دور الإله في مطعم فاخر. ربما يجب عليك أن تجد هواية أفضل، مثل... أن تتعلم كيف تطهو طعامك بنفسك، بدلًا من إرهاب العاملين المساكين!"
ضحك بعض الحاضرين بخفوت، بينما ازدادت ملامح لورانزو حدة. لم يكن معتادًا على أن يضعه أحد في هذا الموقف، وخصوصًا أمام أناس يحاولون كسب وده.
لورانزو (يستعيد هدوءه وينظر إليها باهتمام):
"لديكِ لسان حاد، آنسة...؟"
غزل (تتظاهر بالتفكير للحظة ثم تبتسم بمكر):
"آه، آسفة، لا أُعطي اسمي للغرباء المتغطرسين."
قطعت نظراتها الساخرة آخر خيط من صبره، لكنه لم يرد. فقط ابتسم ابتسامة غامضة وهو ينظر إليها بتمعن، وكأنه يحفر صورتها في ذاكرته. ثم، دون أن ينبس بكلمة، أشار للنادل بالمغادرة ونهض من مكانه.
لورانزو (قبل أن يغادر، يقترب منها قليلًا ويتحدث بصوت خافت لكنه يحمل تحذيرًا):
"يومًا ما، قد تتمنين لو لم تفتحي فمك، آنسة غريبة الأطوار."
ثم استدار وغادر، بينما غزل رفعت حاجبها ببرود قبل أن تهمس لنفسها بسخرية:
"يا له من دراما كوين... هل يعتقد أنه في فيلم مافيا؟"
لم تكن تعلم حينها، أن هذه المواجهة الصغيرة ستكون بداية حرب لم تكن مستعدة لها...
End Flash Back
سكت الكل بعد ما خلّص ماركو كلامه عن اللي حصل في المطعم. الصدمة كانت باينة على وشوشهم، بعضهم كان بيحاول يكتم ضحكته، وبعضهم كان مركز بذهول، وسليم (أبو غزل) كان بياخد نفس عميق وهو بيحاول يمسك أعصابه بالعافية.
إياد (حاطط إيده على بُقه وهو بيحاول يكتم ضحكته):
"غزل أهانت زعيم مافيا عالمي… في مطعم… قدام رجّالته… علشان قطعة لحمة؟!"
عامر (بيهز راسه بعدم تصديق):
"وده يفسّر ليه المافيا مطاردينها، البنت خلّته يبان كالأهبل قدام رجّالته!"
مازن (مشبّك دراعاته وبيقول بتهكم):
"مش قادر أصدق! بجد مش قادر أصدق! هو فيه بلد في العالم راحتها وما سببتش فيها مصيبة؟!"
زين (مايل بظهره وبيبص لماركو باندهاش):
"ماركو، إزاي سبّت لها تعمل كده وأنت المفروض مسؤول عن حمايتها؟!"
ماركو (بيتنهّد بتعب):
"صدقوني، كنت هكمّم بُقها بنفسي… بس خلاص، اللي حصل حصل، ولورانزو مش من النوع اللي بينسى الإهانات بالساهل."
سيف (بيمرر إيده في شعره بتوتر):
"يعني التهديدات مش هزار، والراجل فعلًا ناوي ينتقم؟"
جاسر (بيتكلم بجدية):
"بالضبط، غزل بقت هدفه، وهو مش بس عايز يئذيها علشان هي بنت سليم الشرقاوي، لا، ده عايز يرد اعتباره بنفسه."
سليم (أبو غزل) كان ضاغط بإيده على صدغه، ملامحه باينة إنها هتنفجر، وفجأة ضرب الترابيزة بقوة خلّت الكل يقفز في مكانه.
سليم (بعصبية شديدة):
"هي البنت دي هتبطل مشاكل إمتى؟! تسافر لوحدها، تلف العالم، تحط نفسها في مصايب، وآخرها تِقل أدبها على زعيم مافيا دولي؟!
هشام (بيحاول يهديه):
"سليم، أعصابك، إحنا لازم نركز في الحل دلوقتي."
سليم (بيمرر إيده على وشه وهو بيحاول يهدأ، بس واضح إنه على وشك الانفجار تاني):
"أنا بعمل كل اللي أقدر عليه علشان أحميها، لكن لا، ست غزل لازم تجرّ المصايب فوق دماغها! وكأن الأعداء اللي عندنا مش مكفّيين!"
إياد (يغمز بمكر):
"بصراحة، عندها أسلوب مُبدع في تكوين أعداء!"
عامر (يتمتم وهو بيبتسم بخفوت):
"وموهبة استثنائية في جلب المصايب!"
سيف (بهمس لمازن):
"تخيل شكل لورانزو وقتها… أكيد شعر بالإهانة اللي لا تُغتفر!"
مازن (يغمز بمكر):
"نفسي بس غزل تكون هنا دلوقتي ونشوف وشها وهي بتسمع القصة من تاني!"
لكن الهزار وقف لما سليم بص لهم بنظرة نارية، وبعدها التفت لماركو وجاسر، ورجع للجدية.
سليم (بحزم):
"أنا مش فارق معايا هو مين ولا نفوذه قد إيه، غزل بنتي ومش هسمح لأي حد يقرب منها. لازم ناخد كل الاحتياطات لحمايتها، ومش هسمح لها تخرج لوحدها تاني!"
ماركو (بيهز راسه موافقًا):
"إحنا بالفعل بنراقب تحركات المافيا، بس لازم نكون أكتر حذر. لورانزو مش من النوع اللي بيهدأ."
جاسر (بيحاول يخفف التوتر):
"المهم دلوقتي نحافظ على سلامة غزل ونتأكد إنه مش هيقرب منها. عندنا خطة، وهنشتغل بحذر."
سليم (بياخد نفس عميق وبعدين يبص لهم بنظرة صارمة):
"أنا مش هسمح لأي حاجة تحصل لها… ومهما كلفني الأمر."
سكت الكل… كل واحد عارف إن دي مش مجرد كلمات، ده وعد قاطع من أب مستعد يعمل المستحيل علشان يحمي بنته
********************
ساد التوتر في الغرفة بعد حديث ماركو، وكان الجميع لا يزال في حالة صدمة حين قاطعهم بصوت جاد:
ماركو:
"هناك شخص يجب أن تلتقوا به… لديها معلومات مهمة، لكنني أحذركم، قد لا يكون لقاؤها ممتعًا."
نظر إليه الجميع بريبة، لكن سليم (والد غزل) أشار له بالسماح لها بالدخول. فتح ماركو الباب، لتدخل امرأة طويلة القامة ذات شعر بني مموج وعينين خضراوين، تسير بخطوات ثابتة وواثقة، ترتدي فستانًا أسود أنيقًا، وابتسامة متعجرفة ترتسم على شفتيها. وقفت أمامهم ثم نظرت إليهم جميعًا بنظرة مليئة بالغرور.
تارا (بابتسامة متعالية):
"حسنًا، إذًا هؤلاء هم رجال عائلة الشرقاوي العظماء؟ توقعت أن تكونوا أكثر… قوة."
تبادل الحاضرون النظرات، بعضهم شعر بالانزعاج، بينما رفع إياد حاجبيه بتهكم.
إياد (ببرود):
"أوه، لدينا واحدة من تلك الشخصيات هنا."
عامر (يهمس لمازن):
"ماركو لم يجد شخصًا أقل تكبرًا؟"
لكن تارا لم تعر تعليقاتهما اهتمامًا، بل جلست على أحد المقاعد، وأسندت ظهرها للخلف، ثم تقاطعت ساقاها بطريقة متعجرفة، وهي تنظر إلى ماركو قبل أن تقول بسخرية:
تارا:
"هل تخبرني الآن لماذا أضعت وقتي في الحضور إلى هنا؟ لا أرى سببًا وجيهًا لمقابلة… هؤلاء."
حدق بها زين بحدة، بينما ضرب سليم الطاولة بكفه بانزعاج.
سليم (بحدة):
"تحدثي مباشرةً، لسنا هنا للاستماع إلى سخافات."
تارا (تبتسم بمكر):
"حسنًا، حسنًا، لا داعي للعصبية. جئت لأخبركم بأمر خطير… يبدو أن مشكلتكم مع لورانزو ليست مجرد مسألة قديمة. إنه لا يزال مصممًا على الحصول على غزل، وبأي ثمن."
ساد الصمت للحظات، قبل أن يسأل هشام بجدية:
هشام:
"ما الذي تعنينه تحديدًا؟"
تارا (تتظاهر بالتفكير، ثم تقول بابتسامة ساخرة):
"أعني أن زعيمكم الصغير، أو بالأحرى الأميرة المدللة غزل، قد أغضبت رجلًا لا ينسى الإهانات. وللأسف، هو الآن لا يريد فقط الانتقام، بل يريدها… حية."
توتر الجميع، وشد سليم قبضته محاولًا السيطرة على غضبه.
مازن (بتوتر):
"هل تقصدين أنه ينوي خطفها؟"
تارا (تميل إلى الأمام، وتخفض صوتها قليلًا):
"بالفعل… لكنه ليس وحده. لديه مساعدة من شخص قريب جدًا منكم."
اتسعت عينا زين بصدمة، بينما تساءل إياد بحدة:
إياد:
"قريب منا؟ ماذا تقصدين؟"
تارا (بابتسامة بطيئة، تستمتع برؤيتهم يتوترون):
"أعني أن هناك شخصًا من عائلتكم يتعاون معه سرًا، ويساعده في التخطيط لاختطاف غزل."
وقف هشام بغضب، بينما ضرب سليم الطاولة مرة أخرى بقوة جعلت الجميع ينتفض في أماكنهم.
سليم (بغضب عارم):
"مستحيل! لا يمكن أن يخوننا أحد من العائلة!"
تارا (ببرود وهي تتفحص أظافرها):
"أوه، لكنه فعل… أو ربما هي فعلت؟ من يدري؟"
زين (بصوت هادر):
"من هو؟ أخبرينا فورًا!"
تارا (ترفع حاجبها بمكر):
"لو كنت أعرف، ما كنت سأضطر لقضاء وقتي الثمين في التظاهر بأنني إحدى عاهرات لورانزو! لكن كل ما تمكنت من معرفته هو أن هذا الشخص ليس غريبًا عنكم، ويعرف أدق تفاصيلكم."
سيف (يمرر يده في شعره بتوتر):
"إذن، نحن لا نواجه فقط لورانزو، بل لدينا خائن بيننا!"
عامر (يحاول استيعاب الصدمة):
"كيف يمكن أن يكون هذا ممكنًا؟! من منا قد يفعل شيئًا كهذا؟!"
ماركو (بصوت صارم):
"لهذا السبب يجب أن تكونوا جميعًا حذرين… العدو ليس فقط في الخارج، بل ربما يكون أقرب مما تتخيلون."
ساد الصمت في الغرفة، الجو مشحون بالتوتر والقلق… الجميع يعلم أن هذا ليس مجرد تهديد عابر، بل هو خطر حقيقي يقترب منهم أكثر مما توقعوا
******************
توقفت تارا للحظات، مستمتعة بنظرات الصدمة والقلق على وجوه الجميع، ثم تنهدت قائلة بنبرة درامية:
تارا (ببطء متعمد):
"هناك شيء آخر… الشخص الذي يساعد لورانزو لم يكن مجرد متعاون عابر، بل كان يتصل به عدة مرات، يخطط معه، ويوفر له المعلومات التي يحتاجها للوصول إلى غزل."
نظر إليها زين بعدم تصديق، بينما تمتم سيف بغضب مكبوت:
سيف:
"يا إلهي… هذا يعني أنه ليس مجرد جاسوس، بل شخص حاقد علينا."
تارا (تومئ برأسها، قبل أن تبتسم ابتسامة خبيثة):
"أوه، ليس فقط حاقدًا… بل يشعر بأنه مُهمَّش، منسي، مظلوم من قبلكم جميعًا."
اتسعت عينا هشام، بينما نظر إياد إلى عامر بجانبهم وقال بذهول:
إياد:
"لكننا عائلة! صحيح لدينا مشاكل، لكن لا يمكن لأحد أن يخوننا بهذه الطريقة!"
تارا (بابتسامة غامضة):
"هذا ما تعتقدونه…"
زين (بحدة):
"من هو؟! من هذا الخائن؟!"
توقفت تارا للحظة، ثم قالت ببطء وكأنها تستمتع بإثارة التوتر:
تارا:
"إنها امرأة."
ساد الصمت في القاعة، الجميع تبادلوا النظرات بصدمة، وكأنهم لم يستوعبوا الأمر بعد.
هشام (بدهشة):
"امرأة؟! مستحيل!"
إياد (يغمغم):
"لكن من…؟"
بدأ الجميع يفكر، العقول تدور بسرعة، لكن عامر كان الوحيد الذي تجمد في مكانه، شعر ببرودة تسري في جسده، قلبه ينبض بعنف… كانت هناك امرأة واحدة خطرت في باله فورًا.
دارين… شقيقته.
حاول طرد الفكرة، حاول أن يجد أي تفسير آخر، أي شخص آخر يمكن أن يكون الخائن، لكن الكلمات التي قالتها تارا ترددت في عقله: "مُهمَّش… منسي… مظلوم…"
دارين دائمًا كانت تشتكي، دائمًا كانت تشعر بالظلم، دائمًا كانت غاضبة من الجميع…
لكن… هل يمكن أن تصل بها الأمور إلى هذا الحد؟ هل يمكن أن تخون العائلة؟
عامر بلع ريقه، وأغمض عينيه للحظة قبل أن يتمتم بصوت لم يسمعه أحد:
عامر (في داخله، بصوت خافت):
"يا رب، لا تكن هي… أرجوك، لا تكن دارين."
******************
ساد الصمت الثقيل في الغرفة، ولم يكن هناك سوى أنفاسهم المضطربة وأفكارهم التي تتزاحم في رؤوسهم. نظراتهم كانت تتقافز بين بعضهم البعض، كل واحد يحاول أن يحلل، أن يربط الخيوط، أن يجد إجابة لهذا اللغز المرعب.
سليم (والد غزل) كان جالسًا بصمت، أصابعه متشابكة أمامه، لكن عقله كان يعمل بأقصى طاقته.
كان هناك اسم يتردد في ذهنه… دارين.
ابنة عمه التي لطالما كانت مشكلة للعائلة، تصرفاتها، تمردها، غضبها الدائم…
لكن… هل يمكن أن تخونهم؟! هل يمكن أن تبيع دمها ولحمها؟!
أما زياد، فقد كان يعيش صراعًا داخليًا مريرًا، عيناه ضاقت وهو يحاول تجاهل الاسم الذي تسلل إلى ذهنه… هايدي.
زوجته، المرأة التي كانت بجانبه في كل مراحل حياته، دعمت أحلامه، وقفت معه عندما لم يكن يملك شيئًا… كيف يمكن أن يشك بها؟ مجرد التفكير في ذلك جعله يشعر بالخزي والعار.
تارا (تراقب وجوههم جميعًا، ثم تبتسم بسخرية وهي تتكئ على الطاولة):
"آه، أحب هذا الجزء… لحظة الشك… لحظة عندما تبدأون في فقدان الثقة ببعضكم البعض."
رفعت يدها بحركة درامية، ثم ضحكت بخفة وهي تتابع:
تارا (بتهكم):
"انظروا إلى وجوهكم! جميعكم تفكرون الآن: من هي الخائنة؟ هل هي أختي؟ زوجتي؟ ابنة عمي؟ صديقتي؟! هذا ممتع جدًا!"
زين (ينظر لها بحدة):
"هذه ليست لعبة، تارا!"
تارا (ترفع حاجبيها باستخفاف):
"بالطبع ليست لعبة، لكن هذا لا يمنعني من الاستمتاع بمشاهدتكم تغرقون في دوامة الشك."
ماركو (ينظر إليها ببرود، ثم يقول بحدة):
"تارا، كفى."
لكنها تجاهلت نظرته واستدارت إليهم مرة أخرى، متقاطعة الذراعين، ثم مالت قليلًا للأمام وهمست بصوت منخفض كأنه سر كبير:
تارا:
"لكن لا تقلقوا… سأساعدكم في اكتشاف الخائنة."
جاسر (الذي كان يراقبها طوال الوقت، يتحدث أخيرًا بنبرة تحذيرية وهو يحدق بها بعينين صارمتين):
"تارا… احذري من ألاعيبك. نحن هنا لإنقاذ شخص، وليس للعب بالشكوك وزرع الفوضى بيننا."
رفعت تارا يدها في استسلام ظاهري، لكنها كانت تبتسم بمكر واضح.
تارا (بلهجة لامبالية):
"حسنًا، حسنًا، أيها الضابط، لا داعي لأن تكون جديًا هكذا. أنا هنا لمساعدتكم، أليس كذلك؟"
ماركو (بصوت هادئ لكنه يحمل تحذيرًا مبطنًا):
"إن كنتِ هنا للمساعدة، إذن قومي بعملك… بدون إثارة الفوضى."
نظرت إليه تارا للحظات، ثم أطلقت تنهيدة مسرحية قبل أن تقول:
تارا:
"كما تشاء، ماركو. فلنبدأ البحث عن الخائنة إذن… ولنرَ إلى أين ستقودنا الأسرار."
ساد الصمت مجددًا، لكن هذه المرة، كان أثقل… وأكثر خطورة
*******************
توقفت تارا عن الكلام عندما بدأ هاتفها في الرنين. نظرت إلى الشاشة، ثم ابتسمت ابتسامة باردة قبل أن ترفع الهاتف ليظهر اسم المتصل: لورانزو.
تارا (بهمس مسرحي وهي تنظر إلى الجميع):
"حسنًا، أيها السادة… حان وقت العرض."
ثم ضغطت على زر مكبر الصوت، وعمّ صمت ثقيل في الغرفة عندما انبعث من الهاتف صوت رجل ذي نبرة رخيمة لكن مقززة، وكأن كل حرف يتلفظ به مغموس بالغرور والخبث.
لورانزو (بصوت سلس مليء بالثقة):
"كارا ميا… هل اشتقتِ إلي؟"
شعر سليم (والد غزل) بتوتر شديد، قبضته تشدّدت على الطاولة، وعيناه اشتعلتا غضبًا لكنه ظل صامتًا، يحاول كبح ثورته.
تارا (تبتسم بمكر، ثم ترد بصوت إغوائي):
"بالطبع، حبيبي، كيف يمكن ألا أشتاق إليك؟"
ضحك لورانزو ضحكة ناعمة لكنها تحمل خبثًا واضحًا.
لورانزو:
"أعرف أنكِ تشتاقين لي… لكنني اليوم لست هنا للحديث عنكِ وعني، بل عن شيء أكثر أهمية بكثير."
تبادل الجميع نظرات حذرة، بينما بقيت تارا محافظة على تعبيرها الهادئ.
تارا:
"أنا أستمع، حبيبي."
لورانزو (ببرود متعجرف):
"لقد تلقيتُ مكالمة أخرى من صديقتنا الغامضة… يبدو أن خطتنا تسير كما هو متوقع."
تجمدت الأجواء في القاعة، وحدقت العيون في الهاتف وكأن الكلمات خرجت منه تحمل سُمًا قاتلًا.
ماركو (يتمتم بصوت بالكاد يُسمع):
"الخائنة اتصلت به مجددًا…"
أما عامر، فكان وجهه قد شحب قليلًا، عقله يرفض تقبل أن شكوكه قد تكون صحيحة… أن دارين ربما تكون بالفعل من خانت العائلة.
تارا (بفضول مصطنع):
"وهل هذه الصديقة المجهولة أخبرتك بشيء جديد؟"
لورانزو:
"أوه، نعم… يبدو أنها تكره تلك الصغيرة غزل بقدر ما أكرهها أنا. قالت إنها سئمت من رؤيتها مدللة، مرفوعة فوق الجميع بينما تُترك هي في الظل."
كان سليم (والد غزل) على وشك أن يفقد أعصابه، قبضته ارتعشت وهو يحاول ضبط نفسه، لكن رغبته في تحطيم الهاتف أمامه كانت تكبر مع كل كلمة تخرج من فم ذلك الرجل.
زياد (بصوت خافت، يتحدث لنفسه تقريبًا):
"هذا… هذا غير ممكن… لا يمكن أن تكون هايدي… لا يمكن…"
لكن رغم محاولاته، كان ضميره يعذبه، فمجرد شكه بها جعله يشعر وكأنه يخونها هو الآخر.
تارا (تبتسم):
"وماذا قالت أيضًا، حبيبي؟"
لورانزو (بضحكة خفيفة):
"قالت إنها مستعدة لفعل أي شيء… أي شيء، فقط لتتخلص منها."
ارتفعت أنفاس سليم بغضب، حتى أن زين، الذي نادرًا ما يتدخل في مثل هذه المواقف، وضع يده على كتفه في محاولة يائسة لتهدئته.
سيف (بغضب مكبوت):
"هذا ليس مجرد خيانة… هذه خيانة ملطخة بالكراهية والحقد."
لورانزو (بهدوء خبيث):
"كل ما أحتاجه الآن هو الانتظار… والصغيرة غزل ستكون بين يدي قريبًا جدًا."
شعر الجميع ببرودة تسري في دمائهم، وكأن وحشًا يحيط بهم من كل اتجاه.
لكن وسط كل ذلك… كان عامر هو الوحيد الذي ظل صامتًا، رأسه منخفض وعيناه مليئتان بالصراع… لأنه كان يعلم… أنه ربما قد عرف اسم الخائنة، لكنه لم يكن مستعدًا لقبول الحقيقة
****************
في فيلا العيلة – أوضة دارين
الليل كان نزل، والسكون مالي المكان، بس ماكانش سكون مريح… كان أشبه بالهدوء اللي يسبق العاصفة.
في الدور العلوي، هايدي كانت ماشية بسرعة، خطواتها تقيلة ومليانة بالغضب، لحد ما وصلت لباب أوضة دارين. ما خبطتش، ما استنتتش إذن… فتحت الباب بقوة، لقت دارين قاعدة قدام المراية، بتسرّح شعرها البلوند الطويل بابتسامة مليانة ثقة، وكأنها كانت مستنية الزيارة دي.
دارين (بترفّع وهي باصة لهايدي في المراية):
"ياااه! ده شرف كبير أوي إن الست هايدي شخصيًا تيجي تزورني بالشكل ده!"
هايدي (بصوت بارد لكن فيه تحذير واضح):
"ما تطوّليش الكلام يا دارين… أنا جاية أحذّرك."
دارين لفت ببطء، سابت الفرشة على التسريحة وقامت، مشيت ناحيتها بخطوات بطيئة، وكأنها مستمتعة بالحالة اللي هايدي فيها.
دارين (بابتسامة مستفزة):
"تحذريني؟ أنا؟ من إيه بالظبط؟ أنا عملت جريمة وأنا مش واخدة بالي؟"
هايدي (نظرتها فيها غضب حقيقي):
"الجريمة هي حياتك كلها يا دارين! أنا عارفاكي كويس أوي، وعارفة إن قلبك عمره ما كان نضيف. بتكرهي الخير، بتكرهي تشوفي حد سعيد، والأهم… بتكرهي غزل."
دارين عضت شفايفها للحظة، بس بسرعة لمّت نفسها، ورفعت حواجبها ببرود وكأنها مش متأثرة.
دارين:
"آه… يبقى الموضوع كله عن غزل؟ بجد؟ هو إحنا لسه في الدراما المملة دي اللي فيها الكل بيعبد الست غزل؟"
هايدي قرّبت منها أكتر، وشها كان قريب جدًا من وش دارين، نظرتها ما كانش فيها غير الصدق والصرامة.
هايدي:
"أنا مش هطوّل في الكلام… هقولها لك مرة واحدة بس، وإنتِ أذكى من إنك تتجاهليها. ابعدي عن غزل، وابعدي عن أي فكرة مجنونة ممكن تكون في دماغك."
دارين ضحكت بسخرية، ورمت نفسها على الكرسي بكسل، وبدأت تلفّ خصلة من شعرها على صباعها، كأن كلام هايدي ما يهمهاش.
دارين (بتريقة):
"يااه! إيه الكلام الكبير ده! على فكرة، أنا مش عيلة صغيرة عشان تيجي تهدديني! وبعدين إيه اللي خلاكي فجأة تهتمي بالموضوع ده؟ هو عشان زياد بدأ يشك فيكي؟"
هايدي حسّت بانقباض في قلبها… هل دارين فعلاً واخدة بالها إن زياد شكّ فيها ولو للحظة؟ بس هايدي ما بيّنتش أي ارتباك، بالعكس، بصّت لها بحدة أكتر.
هايدي:
"زياد ولا غيره مش فارق معايا… أنا هنا دلوقتي لأني كنت غبية كفاية زمان وافتكرتكِ صديقة. بس أنا عارفاكي، وعارفة إنك بتلعبي لعبة وسخة… وده تحذير أخير ليكي، دارين."
دارين بطلت تلعب في شعرها، وبصّت لهايدي بتركيز للحظة، قبل ما ترجع تبتسم بنفس الطريقة المستفزة.
دارين (بصوت هادي، بس مليان تحدي):
"وإنتِ فاكرة إنك قادرة تمنعيني؟"
هايدي (بثقة وبرود):
"أنا مش بمنع حد، بس عمري ما هسمح بالظلم يعدي من غير ردع. ولو فاكرة إني هقف ساكتة لو شفتك بتخططي لحاجة وسخة… يبقى إنتِ مش عارفاني كويس."
هايدي رجعت لورا، وبصّت لها نظرة أخيرة قبل ما تستدير ناحية الباب.
بس قبل ما تخرج، وقفت لحظة، من غير ما تلتفت، وقالت بصوت هادي، لكنه كان مليان تهديد مبطّن:
هايدي:
"إنتِ كنتِ ممكن يكون ليكي حياة أحسن، وكنتِ قادرة تختاري طريق مختلف… بس إنتِ اخترتي طريق تاني. ما تخليش الطريق ده يودّيكي للهاوية، دارين."
وبعدها خرجت، وقفلِت الباب وراها، سايبة دارين لوحدها… وسط الضلمة.
لقراءة جميع فصول الرواية من هنا