رواية حور الأسد الفصل الثاني 2 بقلم سهام محمود


رواية حور الأسد الفصل الثاني 2 بقلم سهام محمود



أنزلها سيف لتذهب نحو مقعدها و تجلس عليه و تضع يدها على وجنتها اليمنى و تبرز شفتيها و تقول بعبوس ناظرة إلى الطاولة:

حور: لا كلامه صح أنا قصييييييرة.

صرخت بأخر كلمة بصوت خفيف و قد وضعت رأسها على الطاولة بيأس لتجعلهم يضحكون عليها بصوت عالي...رفعت راسها ناظرة نحوهم بنظرات غاضبة لتقول لمحمد:

حور: بابا هو أنا ممكن أروح أتمشى شوية على البحر النهاردة؟؟.
محمد مفكرا: لا يا حور مينفعش النهاردة و غير كدة إستني لحد بكرة عشان كدة كدة رايحين القاهرة لبيت جدك نقضي باقي الأسبوع هناك.

لينظر سيف و رضوى و حور نحوه بإستغراب لتقول رضوى:

رضوى: ليه هنروح هناك هو مش لسا قدامنا يومين على ما نروح هناك زي كل مرة ولا إيه؟؟.
محمد مطمئنا: لا متخفيش مفيش حاجة كل ما في الحكاية إني هدي الموظفين بتاعت الشركة و فروعها إجازة يومين غير يوم الجمعة و السبت عشان يرتاحوا شوية.
سيف: بس يا بابا بكرة عندنا إجتماع مع شركة علشان الصفقة ولا أنت نسيت.
محمد: لا منسيتش بس عرفت إنه الصفقة دي هتبقى خسارة للشركة فرحت رافضها.
سيف: أه طيب ماشي زي ما أنت عايز.
حور: طيب يا بابا مش هروح المرة دي بس المرة الجاية هنروح كلنا سوا ماشي.

                                  
نظر لها محمد ليرفع يده و يمسد شعرها قائلا بإبتسامة:

محمد: حاضر يا حور من عنيا يا حبيبتي.

رفعت يداها للأعلى بحماس و هي تضحك بصوت عالي ليبتسموا معها ليبدوأ معا بتناول وجبة الأفطار سريعا ليذهب محمد و سيف إلى الشركة من أجل إنجاز العمل سريعا.

*******&&**********

في القاهرة تحديدا في قصر أسد السيوفي.

أسد سيف السيوفي هو مالك و مدير أكبر مجموعة شركات تصميم في البلاد ولها شهرتها الواسعة و صدق من سماه أسد فهو كملك الغابة في هذا المجال الذي يتفنن به بكل طرقه الحرفية و المميزة جدا بذكاء عالي و جهد كبير.

أسد هو شاب في منتصف العشرينات يبلغ من عمره بالتحديد 27 عاما فهو و سيف إبن عمه ولدا في نفس اليوم من الشهر و السنة ذاتها....ذو جسد مملوء بالعضلات المفتولة و أسمر البشرة بشكل جذاب و وسيم لديه معالم رجولية و فك حادة جدا و صارمة مع عينان من اللون الأسود الداكن يتميز بشعره الأسود الكثيف اللامع بشكل طفيف و يتميز بنعومته الشديدة...مع أنف حاد كالسيف تمام و شفاه غليظة تناسب وجهه الرجولي.... فارع الطول حيث يبلغ طوله 191 سم....يهوى و يعشق التصميم الهندسي بشكل غريب جدا....صارم جدا في  عمله ولا يحب التقصير به....قليل الأبتسام و إن إبتسم يكون إستهزاءا أو حقق إنتصارا يضيفه إلى قائمة إنتصاراته.......بارد التعامل دائما إلا مع سيف الذي يعتبره أخاه برغم إنه إبن عمه إلا أنه صديقه المقرب أيضا... غامض جدا و قليل الكلام مع الأخرين.

سارة سيف شقيقة أسد الصغرى تبلغ من العمر 24 عاما تعمل مع اسد في شركته كمصممة معمارية أيضا....متوسطة القامة حيث يبلغ طولها 161 سم لديها شعرا بني غامق اللون و هي بيضاء البشرة مع أعين عسلية جميلة و شفاه مكتنزة رائعة وردية اللون و أنف صغير جميل يناسب ملامح وجهها الرائعة...على الرغم من عدم تحدثها مع شقيقها كثيرا إلا أنها تعرف جميع أسراره و هي تحبه و هو يحبها أيضا و كثيرا أيضا....مرحة و تحب الضحك عكس أسد و طيبة القلب أيضا ذات أخلاق عالية و هادئة السلوك عكس انتيمتها حور التي تحبها كثيرا.

والدهم سيف توفى منذ سنين بسبب حادث سير على الطريق السريع و هذا أثر على الجميع و أكثرهم أسد و لكنهم تخطوا هذا الموقف مع الوقت.

والدتهم نسمة التي تعيش بمفردها هي و سارة في فيلتهم الخاصة إمرأة في عقدها الرابع متوسطة الطول تمتلك شعرا بنيا غامق اللون و أعين بنية عادية ذات بشرة بيضاء و مسمرة قليلا و أنف يناسب ملامح وجهها و شفاه وردية اللون.

..................................

قصر أقل ما يقال عنه خاصا للملوك فهو كذلك بالفعل لأنه قصر الملك أسد السيوفي ملك الشركات للتصاميم المعمارية و الهندسية في جميع أنحاء البلاد.                      

نذهب إلى الطابق الثاني حيث جناحه الخاص المتميز باللون الرمادي و الأثاث الأسود اللامع... هناك على السرير الكبير ينام عليه جسد أقل ما يقال عنه مثير بعضلاته تلك....كان أسد نائما على بطنه عندما رن منبه هاتفه ليمد يده و هو مغلقا عيناه و يطفئه بضغطة واحدة.

أعتدل في جلسته لتظهر عضلات معدته السداسية و عضلات صدره المشدودة فهو دائما و أبدا ينام فقط ب بنطال قطني... ليرفع يده اليمنى و يفرك منطقة أعلى أنفه التي بين عيناه بإرهاق....فتح أخيرا عيناه السوداء الجميلة لينظر إلى الساعة و يقف متجها إلى حمامه الخاص...إستحم و فرش أسنانه ليتوضئ إرتدى بنطالا أسود و خرج من الحمام و هو يضع منشفة بيضاء على كتفيه لينشف شعره الفحمي....إرتدى تيشرت أبيض و بدأ بأداء فرضه كالعادة لينتهي و يتجه نحو غرفة الملابس ليختار بدلة بدلة عمل سوداء بقميص أبيض ناصع. إرتدى البنطال ثم أمسك بالقميص إرتداه ليترك أول ثلاثة أزار حرة تكشف جزءا من صدره العريض بدأ يضبط أكمام القميص ليضع فيه أزار سوداء لامعة على شكل وجه الأسد ثم أمسك بجاكيت البدلة ليرتديها بطريقة رجولية سريعة جلس على الكرسي و هو يربط ربطة جذمته الرجالية الفخمة.

إتجه إلى أحد الأدراج الموجود في الرفوف أمامه ليخرج علبة و يختار ساعة سوداء فخمة و يرتديها في يده اليسرى بحرفية تامة....خرج من غرفة الملابس ليتجه نحو التسريحة مشط شعره سريعا لأعلى ليبدو جذابا بشكل مجنون لينهي طلته الملكية برشة من عطره المفضل.

أمسك هاتفه الأسود و مجموعة من مفاتيحه الفضية التي علق عليها دلاية على شكل أسد.

نزل درجات السلم بسرعة ليهم خارج قصره إلا أن أحد الخدم قاطعه بندائه قائلا بإحترام مطأطأ رأسه لأسفل:

الخادم: أسد بيه الفطار جاهز.

توقف أسد ليستدير له و يقول ببرود:

أسد: لا أنا مش هفطر هنا إنتوا إبقوا جهزوا الغدا بس.
الخادم بإحترام: حاضر يا أسد بيه.

ليرحل أسد متجها إلى السيارة التي جهزها له السائق ليتجه السائق لكي يفتح الباب إلا أن أسد أوقفه بحركة بسيطة من يده ليذهب السائق نحوه بإحترام و يعطيه مفتاح السيارة....إلتقطها أسد من يده ليذهب بها نحو مقعد السائق بينما السائق إبتعد عن طريقه....بدأ أسد يتحرك بسيارته نحو البوابة الألكترونية لتفتح و يخرج بها خارج حدود قصره و تغلق أوتوماتيكيا بمفردها.

لينظر خلفه من المرآة الجانبية ليجد مجموعة من السيارات تسير خلفه بإنتظام كانت جميعها محملة بأقوى الرجال مكلفين بحماية أسد دوما.

وصل هو أمام شركته ليهبط من سيارته  برجولية ليطاوقه سريعا مجموعة من الحراس ليسير إلى الداخل بخطوات سريعة نسبيا و يمشي معه الحرس إلى أن وصل مدخل الشركة تركوه ليدخل معه إثنان فقط و الباقي على مدخل الشركة.

سار أسد نحو المصعد ليستقله نحوه الطابق الاخير حيث مخصص لمكتبه فقط هو و السكرتير....بعد ثلاث دقائق وصل المصعد إلى طابقه المنشود ليفتح المصعد ابوابه و يخرج منه وجد سكرتيره أحمد منتظرا إياه ليقول أحمد بإحترام و هو يسير خلف اسد:

أحمد:صباح الخير يا أسد باشا.

دلف أسد إلى مكتبه الفخم ليجلس على مقعده خلف مكتبه الأسود ليقول:

أسد: صباح النور يا أحمد قولي في إجتماعات الناس النهاردة.

رد أحمد متصفحا جدول أعماله ليقول:

أحمد: لا يا أسد باشا كل إلي موجود النهاردة في جدولك إنه عليك تمضي أوراق الصفقة النهائية لشركة الوفد الأمريكي يا فندم و الورق قدام حضرتك.

أومىء له أسد ليكمل:

أحمد: و كمان النهاردة صرف شيك لدور الأيتام إلي تحت إشراف الشركة بس هو دا جدول أعمالك النهاردة يا فندم.

أومئ له أسد مرة أخرى ليمسك بعدها بالقلم و يبدأ بتوقيع الأوراق و حرر الشيك بالمبلغ الذي يريده كما يفعل في كل نهاية شهر.

أخذهم أحمد من أمامه ليستأذن منه و يهم بالخروج من مكتبه....أراح ظهره على ظهر الكرسي لتمر دقائق معدودة و يرن هاتفه أخرجه من جيب سترته الداخلية لينظر إلى شاشته ليجد المتصل هو سيف... فتح المكالمة ليصله صوت سيف الهادئ:

سيف: صباح الخير يا أسد.

رد عليه ببروده المعتاد:

أسد: صباح النور يا سيف.
سيف: عامل إيه؟؟.
أسد: كويس و إنت؟؟.
سيف: كويس...حبيت أطمن عليك لأنه بقالي يومين متصلتش بيك.
أسد: أممم ماشي يا سيف مش هسأل عن السبب.
سيف مقهقها: ماشي يا ملك المهم بكرة وراك حاجة مهمة؟؟.
أسد: لا ... ليه؟!!.

رد عليه سيف بينما ينهي إمضاء بعض الورق أمامه:

سيف: عشان تيجي بيت جدي بكرة لأن بابا هيدي الشركة إجازة يومين ف لو مفيش حاجة مهمة عندك تيجي معانا.

همهم أسد ليرد مفكرا:

أسد: ماشي هشوف يا سيف.
سيف: طيب يا كينج مستني منك الرد.
أسد: ماشي سلام.
سيف: سلام.

أغلق الهاتف ليضعه على طاولة المكتب أمامه و يعود مريحا ظهره إلى الخلف و ينظر إلى السماء من النافذة الطويلة التي أمامه.

دقائق تمر بهدوء و هو مغمض العينين ليصل إلى مسامعه صوت شجار و من تميزه للأصوات عرف أن أحمد يتحدث مع احدهم لكن من لا يعرف....فتح عيناه بنفاذ صبر ليهب واقفا بسرعة من مقعده و يتجه إلى الباب فاتحا إياه بقوة و يقول بهدوء:

أسد: هو في إيه يا أحمد؟؟ و ليه الدوشة دي كلها؟؟.

وجد أحمد يتحدث بعصبية مع تلك الواقفة أمامه و معطية ظهرها لأسد.... ما أن سمعت صوته إستدارت له لينظر لها هو و تتسع عيناه من الصدمة ليقول:

أسد: أنتي......


تعليقات
×

للمزيد من الروايات زوروا قناتنا على تليجرام من هنا

زيارة القناة