
رواية حور الأسد الفصل الثالث والثلاثون 33 بقلم سهام محمود
رضوى: أنني غبية يا بت ولا إيه؟! و بعدين إيه إلي يخلينا نجيب تورتة جاهزة و إحنا بنعرف نعملها؟!.
نظرت نحوها حور بغباء لا متناهي مائلة رأسها قليلا للجهة اليمنى بينما تلتقط يدها حبة إخرى من الفراولة فتصفعها رضوى على يدها فتتأوه حور مصطنعة الألم بينما نظرت نحوها رضوى بإنتصار لكنها ثواني و أنفجرت هما الأثنتان من الضحك الصاخب بالفعل لتساعدها حور في تجهيز مكوناتها و بينما هي تحمل وعاء الزجاج جاءها سؤال في عقلها لتسأله والدتها:
حور: طيب يا ماما إحنا إزاي هنخليها مفاجأة و سارة هتبقى في البيت هنا يمكن المفاجأة متنفعش و تطلع على الفاضي بسبب كدة.
رضوى مهمهمة: هو بصراحة أنا فكرت في كدة طبعا و بقول إنه نخلي سيف ياخدها لمشوار كدة برة عبال ما يرجعوا نكون إحنا جهزنا الصالة و كل حاجة تبقى تمام.
حور تومئ: فكرة مش بطالة يا رورو والله!!.
جهزنا بالفعل كل شيء ثم خرجتا من المطبخ لكي تذهب حور نحو الصالة فلم تجد أحدا لتسمع صوت تكبيرات يوم الجمعة في المسجد على التلفاز لتعلم أن الجميع ذهب إلى المسجد لكي يصلوا صلاة الجمعة إبتسمت بخفة لتصعد لأعلى ثانية و هي في الردهة تصادف تردين التي إبتسمت إبتسامة خبيثة و تقول:
نردين: إزيك يا حور عاملة إيه؟!.
حور: تمام الحمد لله و أنتي؟!.
نردين: هيبقى النهاردة احلى يوم في حياتي و خصوصا الليلة دي بالذات.
إعتلت ملامح الأستغراب وجهها لترفع أكتافها بلا أهمية غير مبالية بها:
حور: طيب كويس عن إذنك.
تقدمت خطوة واحدة لتمسك ناردين بيدها اليسرى و تهمس قائلة:
نردين: و النهاردة هتبقى في مفاجأة ليكي أنتي كمان يا حلوة عشان كدة جهزي نفسك كويس.
ثم تركتها و تذهب نحو غرفتها لينقبض قلبها من بين أضلعها لتمسد مكان قلبها بخفة و تسير نحو الغرفة و تغلق الباب خلفها و رأيها أصبح مشوشا بالكامل من حديثها الذي يحمل لغزا كبيرا تنهدت و من ثم هزت رأسها عدة مرات لكي تزيح تلك الأفكار من عقلها أتجهت نحو كيس الهدايا و تفتحه لتتفحص الزينة لتجدها ممتازة و غير مبللة اعتقادا منها أنها إنكسرت بينما سقطت منها عندما باعتها ذلك الأسد بقبضته فتتنهد براحة كبيرة.
¥|¥|¥|¥|¥|¥|¥|¥|¥|¥|¥|¥|¥|¥|¥|
عند أسد الذي كان يقود سيارته بلا وجهة محددة و يشعر بكيانه متهيجاً بالكامل و يدق بعنف قبض على المقود بقوة شديدة و عيناه حمراء من الغضب الشديد الذي يسيطر عليه تدريجيا أصبح يهدأ و يعود إلى حالته الباردة تلك من جديد.
سمع رنين الهاتف ليخرجه من جيبه ثم يرد فيجيب ب برود:
أسد: السلام عليكم يا سيف في حاجة؟!.
سيف: لا مفيش حاجة بس كنت هقولك تعالا على الجامع عشان نصلي صلاة الجمعة في المسجد الي بنصلي فيه على طول.
أغلق عيناه لثواني ثم تنهد يعيد فتحهما ثم قال:
أسد: انا بعيد عنكم يا سيف صلوا انتوا و انا هصلي في اقرب مسجد أو جامع عندي متقلقش انت.
سيف: هو في حاجة يا أسد صوتك مش مريحني؟!.
أسد: في والله في.
سيف متسألا: في ايه خير ان شاء الله؟!.
أسد يشتكي: اختك النهاردة طلعت من البيت من غير ما تاخد اذني ينفع كدة يا سيف؟!.
همهم سيف في الجهة الأخرى ثم تحدث بهدوء سائلا إياه:
سيف: طيب مش هي كانت راجعة و في أيدها حاجة ولا كانت أيدها فاضية؟!.
أسد مستذكرا: كانت ماسكة في أيدها كيس هدايا على ما اعتقد!!.
سيف: هي طلعت عشان تجيب هدية ل يوم ميلاد سارة و لما قلتلها خدتي اذن جوزك راحت قالتلي سيبه يرتاح من سواقة الطريق عشان متعبة بس و انا أكدت عليها انك لو زعلت اقولك انا الكلام دا.
مرة أخرى يقع الخطأ على عاتقيه بسبب غضبه اللامبالي بأحد اذاها مرة أخرى من دون أن يشعر شتم نفسه كثيرا في سره لكنه عاد إلى أرض الواقع عندما تحدث سيف:
سيف: هو في حاجة حصلت يا أسد هو انتوا الاتنين اتزاعلتوا مع بعض ولا ايه؟!.
أسد: لا لا مفيش حاجة ابدا حصلت انا قلت اقولك بس لاني افتكرت انك مش عارف.
سيف بابتسامة: لا انا عارف كل حاجة و يلا سلام عشان الصلاة هتبدأ.
أسد: ماشي سلام.
رمى الهاتف على المقعد بجانبه بينما يزفر بحدة صدح صوت الاذان في جامع قريب منه ليتجه نحوه بسرعة ليركن سيارته بالقرب منه ليطفئ المحرك و يخرج من سيارته فيغلقها ثم يتجه نحو الجامع ليتوضأ و يصلي جماعة مع من في الجامع.
بعد مدة**
خرج من الجامع و هو يستغفر ربه كثيرا على ما فعله بها اتجه سريعا نحو السيارة ليفتحها ثم بدأ يقود نحو محل مخصص للاكسسوارات ليدلف إليه بسرعة ثم يخرج بعد مدة و في يده كيس هدايا متوسط الحجم ثم يقود نحو القصر.
وصل إلى القصر فيجد الباب مفتوحا ليدلف للداخل و يتجه لأعلى صاعدا السلالم بخطى سريعة جدا فيجدهم مجتمعين حول باب غرفته ليعقد حاجبيه بإستغراب من تجمعهم هذا فيسأل بإستغراب:
أسد: في إيه عشان متجمعين على باب غرفتي كدة؟!.
نظروا جميعاً له نظرة سريعة و يعيدوا نظرهم إلى الباب متاجهلينه تماما فينصدم هو من ردة فعلهم الغريبة هذه لكن غضب داخلي بدأ يسير في عروقه ليقبض على كيس الهدايا ثم صرخ بصوت جوهري ثم آذان الجميع:
أسد: هتفهموني في إيه هنا ولا و أقسم بالله العظيم ما هيحصل طيب النهاردة.
تقدم سيف نحوه بخطوات بطيئة ثم تحدث:
سيف: حور بقالها مدة قافلة على نفسها في الاوضة و مش راضية تفتح لحد الباب.
أسد متسألا: طيب ليه ؟ و إيه السبب؟!.
سيف: مش عارفين و مش راضية حتى تقول السبب ولا تنطق بحرف واحد حتى.
اومئ بخفة ثم رفع يده اليمنى يمرر أنامله من خلال خصلات شعره فتاكة السواد ثم تحدث ببرود لا يقبل النقاش:
أسد: طيب خلاص أنا عرفت المشكلة أتفضلوا إنتوا تحت و أنا هتكلم معاها.
سيف معترضا: بس...
أسد مقاطعا: من غير بس يا سيف قلت أتفضلوا تحت و أنا هشوف مالها.
سيف مستسلما: ماشي براحتك.
بدأ الجميع بالأنسحاب و ينزلون لأسفل بينما هو واقف أمام الباب ثم طرق بهدوء فيسمع صوتها الهادئ يقول:
حور: عايز إيه؟! مش كفاية إلي عملتوا فيا؟!.
أسد: طيب ممكن تفتحي عشان نتفاهم و بعد كدة هشوف حل للهبل إلي أنتي عملتيه دلوقتي؟!.
حور بتهكم: يعني إلي عملته دلوقتي دا هبل مش كدة؟!.
أسد: أيوة هبل.
حور: ماشي خليك زي ما أنت واقف و ملطوع زي البرص في الباب و قولي لو طعمه عجبك ولا لا عشان اغيرهولك.
إنزعاج شديد بدأ يظهر على ملامح وجهه فيقول بصدمة:
أسد: أنا ملطوع و زي البرص يا حور طيب هتفتحي ولا و حياة أمك ما هتفلتي من تحت إيدي النهاردة؟!.
حور تغيظه: هيهيهيهي و حياة أمي قال طيب يا بابا أفتح الباب براحتك أنا مش هفتحه.
أسد: بقى كدة؟!.
حور: أيوة كدة و أبو كدة و شكل كدة و الي جاب كدة كمان هاه.
أسد: ماشي هعد لحد تلاتة عشان تفتحيه لو متفتحش انا هكسر الباب و إلي يحصل يحصل.
حور ببساطة: ماشي يلا عد و انا مستنية انك تكسره.
أسد: مااااشي 1-2-3.
عند عده للرقم ثلاثة كان مهيئا جسده لكي يصدم الباب بكتفه العريض فيتقدم بسرعة لا بأس بها نحو الباب فيتفاجأ بأن الباب إنفتح أمامه ليعدل من نفسه بسرعة فتكمل هي عليه لتعرقله بقدمها الضئيلة فيسقط أرضا على ظهره بقوة جعلته يتأوه بقوة ثم صرخ:
أسد: يا بنت المجنونة!!.
أغلقت الباب هي خلفها بالمفتاح ثم بسرعة جلست القرفصاء على معدته المسطحة و عقدت ساعديها أسفل صدرها ثم نظرت له رافعة حاجبها الأيسر و لاوية شفتيها بطريقة مغرية ثم تحدثت بينما هو مشغول بآلم ظهره:
حور: هااااه يا بشمهندس أسد سيف السيوفي عجبتك الحركة دي ولا عايز حركة تاني؟!.
تنهد قليلا ثم فتح عيناه ببطئ ليجدها جالسة على معدته بهيئتها المضحكة تلك و للحق هو لم يشعر بها أساسا بأنها جالسة عليه فيقول :
أسد: أنني من إمتى و انتي قاعدة القاعدة دي؟! انا محستش بيكي خالص.
حور: والله ؟!.
أسد: والله!!.
حور: ياااا رااااجل؟!.
أسد: والله تاني.
حور: طيب افتكر أنه كل دا التجمع إلي عملته على الباب و الوقعة دي و القاعدة الي انا قاعدتها عليك دلوقتي عشان تحرم مرة تانية انك تمسكني مسكة بدري و عشان تزعق فيا من غير ما تفهم يا أستاذ.
أراح رأسه على الأرض ثم تحدث متنهدا:
أسد: خلاص حقك عليا انا اسف مكنش قصدي و بعدين دي عادتي اني مسمعش لحد ابدا و بعمل الي في دماغي من غير ما اسمع لحد.
ألقى نظرة عليها ليجدها ملتوية الشفاه مع نظرة لا مبالاة فتاكة نحوه مما جعله يضحك بصوت لا بأس به مما جعل قلبها يدق بسرعة جدا لكنها تنهدت بإنزعاج من حالها المتقلب هذا بسبب إبتسامته فقط!!.
بينما ينظر لها وجد شيئا مزرقا ببشاعة اعلى كتفها ليعتدل بسرعة مما جعلها تفزع و تتمسك به لتجده يرفع نصف كم البلوزة التي ترتديها لتتآلم مصدرة تأوها عالي لينظر لها بقلق مما جعلها تبتعد عنه بسرعة ثم جلست على الأرض تمسد كتفها قليلا ليراه بوضوح مزرق و لونه قريب الى الأسود منظره بشع الى حدا كبير جدا و لقد علم أن ذلك بسبب فعلته و غضبه الا مبرر له.
انزل رأسه ثم تنهد كابتا غضبه من نفسه و شد شعره بقوة إلى أن كاد قتلع من جذوره!!، رأت حاله المتقلب هذا لتقترب منه و تسأله بقلق ممسكة بساعده:
حور: أسد مالك في حاجة حصلت معاك؟!، ولا دماغك واجعتك تاني!!؟.
رفع رأسه ثم نظر نحوها " حقا حور؟!!، بعد كل ما فعلته بكي تقلقين علي هكذا و كأنه لم يحصل شيء بيننا؟!" لم يستطع أسد كبح نفسه ليحاوط خصرها الرشيق بين ساعديه القويين و يحتضنها بقوة مما جعلها تنصدم و من ثم ألقى برأسه على كتفها و تحدث بصوت نادم لكن بنبرة خافتة تكاد تسمع:
أسد: انا بجد اسف على إلي عملته فيكي يا حور بجد انا اسف!!، اتمنى انك تسامحيني مقصدتش اني اعمل في كتفك إلي عملته دا والله العظيم تاني!.
أسندت كفي يديها على كلتا اكتافه العريضة ثم ابعدت رأسه و نظرت في عيناه ثم تحدثت بحنان قائلة:
حور: متتاسفش يا أسد أنا عارفة طبعك كويس و بعدين انا بصراحة كمان غلطت كان لازم اقولك قبل ما اطلع بس انا قلت إنه انت تعبان ولازم ترتاح رحت قلت ل سيف عشان كدة احنا الاتنين غلطنا في حق بعض و انا اسفة مش هعمل كدة تاني.
أسد: لا انا غلطت انا مكنش لازم اتعصب بالطريقة دي على الفاضي من غير ما اسمعلك بس كنت عامل زي الثور الهايج و مراعتش مشاعرك.
ابتسمت بخبث ثم تحدثت بقهقهة عليه:
حور: طيب كويس انك عارف نفسك!!.
أسد باستغراب: تقصدي ايه باني كويس اني عارف نفس...ي!!!، يا بنت المجنونة.
اومئت حور له بينما تضحك عليه بصوت مكتوم مما جعله يبتسم و يحملها بسرعة ثم يستلقيا على السرير لتتحرك بطفولية جدا لياحصرها بين ذراعيه ثم يقول بنبرة لعوبة:
أسد: على فكرة أنا عايز ضريبة على كلمة اسف لأنه مش بتطلع بالساهل زي ما انتي مفكرة.
حور: ايه يعني مش فاهمة؟!.
أسد بإنتصار: انا هفهمك دلوقتي.
بعد ابتسامته المريبة تلك التي لم ترتح لها فاجأها باقترابه منها بسرعة البرق وخطف منها قبلة سريعة ليستوعب عقلها الصغير ما الذي يفعله هذا الرجل بصراحة هو إلى أن انتهى وهي كانت ما تزال في حالة تريد استيعاب ما فعله، رفع رأسه ليجدها بهذه الحالة ليبدأ بالقهقهة عليها فتنظر هي إليه و تسأله بغباء مع نظرة استغراب:
حور: هو انت عملت ايه دلوقتي؟!.
أسد: انا عملت ايه؟!.
حور: أيوة انتي دلوقتي حالا يعني عملت ايه؟!.
أسد يتلاعب: تقصدي دي؟!.
أقترب منها ليقبلها قبلة سطحية و هو يبتسم و من ثم رفع رأسه مرة أخرى ليجدها تومئ له و مازالت نظرة الأستغراب و التشوش تعتريها ليبتسم و هو يقول :
أسد ببساطة: كنت ببوسك عادي.
حور: امممم بتبوسني!!.
أسد: أيوة ببوسك عادي دا من حقي على فكرة.
حور: ماشي دي عشان بوستني من غير استاذان.
أمسكت ساعده و بدأت تعضه بقوة كبيرة لدرجة أنها شعرت باسنانها سوف تتحطم من صلابة يده لتبعد يده عن فمها و تمسك فمها بألم بينما هو قهقه عليها فيقول:
أسد: خلاص يلا نامي عشان انا نعسان و عايز انام.
حور: بس انا مش نعسانة و مش عايزة انام.
استلقى بجانبها و اخذها بين أحضانه و يحاوطها بأحكام ثم أغلق عيناه متنهدا بينما هي بدأت تتلوى بين ذراعيه لعلها تجعله يتركها لكن لا حياة لمن تنادي!!!.
استسلمت هي بعد أن شعرت بالتعب من كثرة المحاولة لتتثأب بنعاس لم تعي على نفسها فتدفن رأسها في صدره و ثواني معدودة كانت قد ذهبت في سبات عميق إلى مملكة سلطان النوم فيفتح عينا واحدة ليجدها نامت فيبتسم بخفة ثم يغلقها براحة و يبدأ بتمسيد كتفها بخفة شديدة لكي لا يؤلمها و بعد عدة دقائق نام هو الآخر براحة لأنها بين ذراعيه..