رواية حور الأسد الفصل الرابع والثلاثون 34 بقلم سهام محمود


رواية حور الأسد الفصل الرابع والثلاثون 34 بقلم سهام محمود



بعد فترة الظهيرة بساعتين و نصف**
                    
استيقظ أسد يتململ في نومه ثم تثأب بنعاس شعر بثقل على يده ليجد حور نائمة كما هي لم تتحرك نظر نحوها بقلق ليضع كف يده الباردة اعلى عنقها ليجدها دافئة الحرارة ثم رفع كفه ليضعها على جبينها فيجده باردا تنهد بارتياح مسقطا رأسه على الوسادة أسفله، ثواني ثم التف نحوها ينظر إلى وجهها الحسناوي يتأمل فيه بكل دقة و بكل تفاصيله الجميلة.                    
عقدت حاجبيها بإنزعاج قبضت على قميصه بقوة شديدة لدرجة أنها خدشته بقوة جعلته يفتح عيناه بعد أن اغلقهما منذ برهة قصيرة ليجدها تتصبب عرقا و منزعجة تماما نظر إلى قبضة يدها التي على صدره ليمسك بها يحاول أبعادها لكي يمسك هو بكف يدها لكنها تمسك به بقوة غير طبيعية بدأت شفتاها تتحرك أو ترتجف لا يدري لكنه أدرك أنه كابوس بكل تأكيد ترك معصمها ثم كان سيمسك اكتافها لكنه تذكر ما حل بهما ليفكر بسرعة بما عليه فعله ليحشر يده بين عنقها و الوسادة ثم رفع راسها و يبدأ بالتربيت على وجنتها اليسرى و هو ينادي عليها:                  
أسد: حور اصحي يا حور مالك فيكي ايه؟!.                   
لم ترد عليه ليبدأ جسدها بالارتجاف بخفة لم يتحمل الوضع ليبدأ بهزها بيده اليمنى واضعا إياها بين عنقها و بداية كتفها النحيل و من خوفه عليها هزها بعنف دون أن يدري، فتحت عيناها تشهق بقوة و كأنها كانت تغرق و تشد بأحكام قبضتها على أسد مع أعين دامعة على وشك البكاء نظر نحوها ليرفع رأسها فتنظر هي له بلا حول ولا قوة هو يحرك شفتيه امامها و رغم قربه الشديد منها إلا أنها لم تسمع شيء ولا اي حرف مما نطقه ابدا بدأت رؤيتها تصبح ضبابية و مشوشة و تشعر بأن روحها تنسحب منها ببطئ شديد، عضلات جسدها ترتخي ثم السواد يحف انظارها ببطىء لتصبح في ثواني معدودة سوداء بالكامل!!.                     
ارتخى جسدها بسرعة بين يديه و يديها سقطت بضعف شديد و تدلى رأسها بضعف جانبيا بينما هو نظر نحوها بصدمة سالا نفسها " هل فقدت وعيها ام ماذا؟!"، عدل وضعيتها جيدا بين يديه ثم بدأ يربت على وجنتها بخفة و يقول:                   
أسد: حور مالك يا حور؟!.                   
أسد: حور ردي عليا؟! يا حور ردي عليا؟!.
                   
لكن لا حياة لمن تنادي هنا ايقن انها فقدت وعيها ليمسكها من دون تفكير و يحملها بين ذراعيه مثل العروس و يتجه بها نحو الحمام و وقف اسفل مرش المياه ( الدش يعني 😂) ، ثم فتح الصنبور على المياه الباردة و بدأت المياه تنهمر عليهما بغزارة بينما هي بعد عدة دقائق أسفل المياه بدأت تشعر بالبرودة تسري في جزئها الأيسر و ب الدفىء في جزئها الأيمن بدأت بالسعال ليرفعها مجددا فتسند راسها على كتفه فتفتح عيناها ببطىء و تسقط انظارها على شعره الاسود و عنقه سعلت مجددا لكن بخفة لترفع رأسها و تنظر الى وضعهما بإستغراب شديد!!.                 
أما هو فنظر نحوها ببرودة تامة لتستغرب هي من نظراته هذه فيتحدث نحوها قائلا:
                                                       
أسد: اخيرا فوقتي يا هانم؟!.
حور بتسائل: هو ايه الي حصل و بعدين احنا واقفين ليه في الحمام؟!، و ليه مبلولين بالمية كدة؟!.

أغلق الصنبور ثم أبتعد من اسفل مرش المياه ليقف هو في منتصف الحمام و من ثم ينزلها على الأرضية الباردة و يحضر منشفتين وضع واحدة حول عنقه و الأخرى امسك بها و بدأ بتجفيف شعرها بلطف و بعد ذلك اكتافها بخفة ثم يديها بينما هو مشغول بتجفيفها هي تنظر له ثم سألت:

حور : هو ايه الي حصل بجد يا اسد؟!.

رفع نظره قليلا نحوها و من ثم تنهد ليقول:

أسد: انا كنت نايم و صحيت لقيتك نايمة على دراعي قلت اسيبك و اكمل نومي غمضت عيني كدة لقيتك مسكتي فيا جامد و جسمك بدأ يترعش و كانك كنتي بتشوفي كابوس فوقتك منه فتحتي عينه شوية و بعد كدة أغمى عليكي رحت من غير تفكير شلتك لهما و فوقتك بالمية انتي اتعبيتي مية و عبتيني معاكي.

أمسكت المنشفة من بين يديه ثم قالت بشرود:

حور: انا فعلا كنت بحلم بكابوس و شوفتك و كنت بتتكلم قدامي بس مسمعتش كلامك رغم انك كنت قريب مني و بعد كدة مش عارفة ايه الي حصل و مش فاكرة حاجة.

بدت له مهمومة منزعجة من حالها ليراها ترفع راسها نحوه ثم قالت بابتسامة مبعدة عدة خصلات من شعرها عن وجهها ثم قالت:

حور: شكرا ليك على إلي عملته و على كل المية دي ههههههههه.

أسد: عادي ولا يهمك و بعدين حصل خير و كمان متشكرنيش لأنه دا واجبي تجاهك.

حور: ماشي طيب ممكن تطلع عشان اغير هدومي و انت تغير هدومك؟!.

اسد: ماشي عادي.
خرج من الحمام و بدأ بتغير ملابسه بينما هي نزعت ثيابها المبللة و ارتدت روب الاستحمام ثم خرجت لتجده ارتدى بنطالا قطني اسود اللون و عاري الصدر فتخجل وتغلق الباب خلفها بينما هو نظر نحوها ليجدها خجلة من النظر إليه ليبتسم بجانبية عليها ثم جلس على طرف السرير و كان سوف يبدا بتجفيف شعره لكنه وجدها تمسك بها و بدأت هي بتجفيف شعره هي ليست أمامه بل خلفه يعني هي جالسة على السرير خلفه و هو ايضا.

انتهت من تجفيف شعره لتقول:

حور: خلصت قوم كمل لبس باقي هدومك.

اومىء لها ثم بسرعة دفعها بخفة لتقع على السرير و يعتليها هو بسرعة ثم تحدث بنبرة لعوبة:

أسد: أنا عايزة ضريبة على إلي عملته و على إلي عملائه فيا.

حور بخجل: طيب انا عملت فيك ايه عشان عايز ضريبة؟!.

أشار إلى صدره مكان خدشتها له و أردف قائلا:

أسد: انتي جرحتيني هنا و انتي كنتي بتحلمي بالكابوس و طلعتي قطة و انا معرفش كمان.                                   
حور بخجل و بسرعة: انا اسفة مقصدتش هروح حالا و اعقملك الجرح انا اسفة بجد.

أسد: استني بس انا مش عايزك تعقميلي جرحي انا عايزك تديني ضريبة هما مش ضريبة وحدة هما اتنين. 

حور: ماشي خد الي انتي عايزه بس خليني اعقملك الجرح قبل ما يلتهب.

أسد بعناد: لا هاخدها دلوقتي و بعد كدة اعملي الي انتي عايزاه.

حور باستسلام: طيب قولي عايز ايه و انا اجبهولك.

أسد: انا عايز دا.

امسك يديها و رفعهما لأعلى رأسها ثم أحكم قبضته عليهما بيد واحدة ثم امسك بجهة خصرها اليسرى ثم انزل رأسه نحو وجهها ثم داعب أنفها قليلا بانفه و من ثم قبل وجنتها عدة قبل متقطعة خفيفة بينما هي تنفسها أصبح مضطربا بشدة و دقات قلبها أصبحت سريعة جدا و كيانها تبعثر بشدة، أقترب هو من شفتيها ثم تحدث بهمس حار:

أسد: دي اول ضريبة.

بدأ يقبلها ببطىء شديد جعلها تشعر بأن معدتها تعتصر و انكمشت على نفسها و اغمضت عيناها نتيجة الاحساس، بسطت كفي يديها على صدره الصلب تدفعه بضعف شديد بسببه ليعلم مدى تأثيره عليها فيبتسم بينما يقبلها بعدة ليست بقصيرة ابتعد عنها ثم أسند جبينه على جبينها و أنفاسه الساخنة التحمت مع أنفاسها ايضا و مغمض العينين و كذلك حالها.

تحدث بنبرة مبحوحة من أثر القبلة:

أسد: انتي ازاي بتشديني ليكي كدة انا عايز اعرف؟!، انتي ليكي تأثير فظيع عليا!!، و الاحساس دا حاسس أنه انا كنت بحس بيه زمان بس مش فاكر امتى و فين و ازاي كمان؟!، بس كل الي أعرفه أنه احساس جميل و حلو و لا يمكن اني احس بيه مع وحدة تانية غيرك.

شعر بلكمات خفيفة على صدره ليرفع رأسه فيجدها تلكمه بكل قوتها ثم أردفت بنبرة غاضبة مليئة بالغيرة:

حور: ليه هو انت بتفكر انك تحس بيه مع وحدة تانية غير أن شاء الله؟!، يبقى بتحلم يا استاذ فاهم بتحلم.

أسد بقهقهة: ما انا عارف اني بحلم بصراحة شفايفك دي بتنقط عسل هاتي وحدة كمان.

ابتعدت حور عنه ثم غطت شفتيها يكفي أيديها ثم نفت بسرعة مع أعين حازمة تصر على عدم تقبلها للأمر فيتذمر مثل الطفل و يترجاها قائلا:

أسد: و النبي يا حور دي وحدة صغيرة بس وحدة بس و النبي.

نظرت له بصدمة هل يترجاها كل هذا من أجل قبلة فقط؟! سبحانك يا الله!!، أردفت بصدمة بعد أن ابعدت يداها:

حور: انت بتترجاني عشان بوسة بس؟!.

أسد ببساطة: أيوة بوسة و بعدين انتي مش عارفة هي حلوة ازاي و منك بالذات.

لم تستطع الرد بل بقيت تنظر له بصدمة ليستغل هو الفرصة و يقبلها قبلة سريعة ثم يستقيم من على السرير و يتجه نحو الخزانة مخرجا تيشرتا أبيض بنصف كم ثم ارتداه سريعا و خرج من الغرفة صافعا الباب خلفه فتنتفض هي على أثره و تخرج من صدمتها.                                  
اخرجت الموضوع من راسها ثم وقفت لكي تغير ثيابها الى واحدة جديدة أخرى ثم تنزل لاسفل لكي تجهز معهم لحفل يوم ميلاد سارة.

في المساء**

اجتمع الجميع ثم نظروا الى اللمسات الأخيرة حول الزينة و التحضيرات جميعها ثم اجتمعوا عند مدخل المطبخ بينما حور تحمل كيكية الحفلة و تنظر الى والدتها بحماس مفرط و تريد الصراخ باعلى صوتها بينما ينظر لها اسد نظرات مختلسة بين الحين و الآخر.

بينما في الخارج تخرج سارة من سيارة سيف الذي كان قد عصب عيناها بالفعل قبل قدومهم بفترة، أمسك بيدها ثم لف يده حول خصرها بينما هي لوت فمها بانزعاج مفرط ثم قالت بنبرة متهكمة:

سارة: سيف انا بجد زهقت من الوضع دا على فكرة و عيني وجعتني.

سيف متاسفا: معلش يا حبيبتي خلاص وصلنا اهوه.

سارة معترضة: انا مش عارفة لازمته ايه كل الي انت عملته دا فسحة و فسحتني و اكل و اكلتني لحد ما بطني اتملت و بقت قد البطيخة و دلوقتي و احنا راجعين على بيت جدو خلتني اعصب عينيا ايه لازمته؟!، و بعدين ايه هي المفاجأة الي انت قولتلي عليها دي عايزة اعرفها؟!.

قهقهة عليها بينما يجعلها تصعد درجتي السلم ثم تحدث:

سيف: لو قولتلك عليها مش هتبقى مفاجأة اساسا يبقى كدة كل حاجة عملتها طلعت على الفاضي..




تعليقات