
رواية حور الأسد الفصل الاول 1 بقلم سهام محمود
في إحدى أحياء الأسكندرية الجميلة الهادئة حيث المباني السكنية المجاورة لبعضها البعض و متماثلة اللون و التصميم الخارجي و الداخلي أيضا، يعيش فيه معظم الناس من الطبقة المعيشية الوسطى و منهم في بداية الغنى و لكن جميعهم يمتازون بالطيبة و الأخلاق الحسنة و الآلفة لما بينهم.
المبنى السكني رقم 23 الموجود في الطابق الرابع شقة رقم3.
هذه الشقة الأكثر ضوضاء و إزعاجاً في هذا المبنى بالذات بسبب تلك الطفلة، لا عفواً أقصد الطفلة الكبيرة؟! نعم!!.
شقة رقم 3 تقطن داخلها أسرة محمد السيوفي المتكونة من:
الأب محمد السيوفي شاهين: رجل أعمال مشهور في البلاد يبلغ من العمر 55 عاماً، حكيم جداً في قرارته التي يتخذها مرح جداً و يحب المزاح في البيت وسط إسرته الصغيرة لكن في العمل هو جاد تمام الجد ولا يحب المزاح فيه أبداً، متوسط القامة بصحة جيدة يمتلك شعراً أسود يتخلله بعض الشيب ذو بشرة حنطية شرقية جميلة يمتلك زوجاً من الأعين البنية فـ برغم أنه أبن عائلة السيوفي شاهين الشهيرة في البلاد إلا أنه دائماً يحب البساطة لـ يعيش في شقة بدلاً من الڤيلات و القصور.
الأم رضوى البحيري: هي من عائلة البحيري المشهورة بإمتلاكها سلسلة شركات إستيراد و تصدير في البلاد تبلغ من العمر 54 عاما طيبة القلب و حنونة على أبنائها و زوجها متوسطة القامة ذات شعر بني فاتح يتخلله بعض الشيب و تخفيه تحت حجابها بشرة بيضاء ناصعة تصاحبها بعض التجاعيد التي أكسبتها جمالاً على جمال زوج من الأعين الزرقاء البحرية البراقة أنف يونانية جميلة مع شفاه توتية اللون.
الأبن سيف محمد: الأبن البكر لمحمد يبلغ من العمر 27 عاما كان يعمل في الشرطة لكنه إستقال بعد أن أخذ ترقية لمنصب رائد لسبب ما مجهول أصبح يعمل مع والده في الشركة و يساعده في إدارة بعض الفروع فارع الطول 189سم يمتلك شعراً أسود كثيف ناعم مع أعين بنية ورثها من والده و اخذ منه البشرة الحنطية أيضا هادئ في تصرفاته جداً و جاد جداً في عمله لا يحب أن يمس أحداً عائلته بسوء فهم خطاً أحمر و خاصة أخته الصغيرة.
الأبنة حور محمد : هي الأبنة الصغيرة و الأخيرة لمحمد تبلغ من العمر 23 عاما إنتهت من دراستها لمجال تصميم الهندسة من فترة قصيرة و كم هي موهوبة في هذا المجال متوسطة القامة لكن أقرب إلى القصيرة ف طولها هو 158سم أو قصيرة تمتلك شعراً بنياً طويل جداً يصل إلى ركبتيها تتخلله خصلات صفراء ذهبية و هو أملس حريري و ناعم جداً مع بشرة بيضاء ناصعة و شفاه توتية تصبح حمراء بشدة عندما تأكل الشوكولاتة فهي نقطة ضعفها يزين وجهها أنف صغير جميل و عيون أقل ما يقال عنها رائعة صدق من أسماها حور و هي حورية من حوريات الجنة سقطت على الأرض هي مجنونة و طفولية جدا تحب الأطفال بشكل غريب طيبة القلب و رحيمة جدا.
^•^•^•^•^•^•^•^•^•^•^•^•^•^•^•^•^
تخرج رضوى من المطبخ بعد أن أعدت الأفطار و تركت إبريق الماء على النار ليغلي بينما توقظ زوجها و أبنتها و قد سبق و أن أستيقظ زوجها منذ وقت قصير.
وقفت أمام الباب الأبيض الذي يزينه ملصقات و رسوم لشخصيات كرتونية مختلفة و أعلاه قوس قزح الجميل المرسوم باليد بحرفية تامة طرقته بهدوء لكن لم تسمع رداً لتطرقه مرة أخرى و تدلف إلى الداخل و تغلق الباب خلفها جلست بجانب جسد أبنتها التي تنام على جانبها الأيمن و شعرها مبعثر في جميع أنحاء السرير و يغطي وجهها بخفة.
لتمد رضوى يدها و تبعد الشعر بخفة من على وجهها لتظهر ملامح حور النائمة بعمق إبتسمت على أبنتها لتبدأ بهزها برفق من كتفها تردف قائلة:
رضوى: حور يا حبيبتي يلا إصحي بقى الله؟!.
لم تجد رداً لتتنهد بنفاذ صبر لتبدأ بهزها بقوة بسيطة و هي تقول:
رضوى: قومي يا حور عشان سيف جابلك الشوكولاتة إلي بتحبيها ولا أروح أديها لريم؟!.
لتعتدل حور من نومها بسرعة البرق و شعرها غطى وجهها مرة أخرى بشكل مضحك لتكتم رضوى ضحكتها بصعوبة و لم تنجح في هذا لتبدأ بالضحك بخفة عليها لتهز حور رأسها بيأس من والدتها بسبب أساليبها التي تجعلها تستيقظ من نومها بسرعة كبيرة.
رفعت يديها لتبعد شعرها من أمام وجهها و تغلق عينها اليسرى و تتحدث مع والدتها بخيبة أمل و ممل:
حور: ماما أبوس إيدك بلاش سيرة الشوكولاتة دي على الصبح بدل ما اتوحم عليها و انتي عارفة كدة و بعدين شوفيلك حيلة تانية و أنتي بتصحيني مفيش غير كل شوية شوكولاتة شوكولاتة شوكولاتة جربي مرة تصحيني و أنتي تقوليلي: حور يا حبيبتي أصحي عشان تفطري معانا.(يبنتي احمدي ربنا أنها بتقولك شوكولاتة احنا بنصحى بالشبشب بالميه الساقعة💔😹)
إتسعت عينا رضوى بصدمة و هي مازالت تنظر إلى حور التي تغلق عينها اليسرى للتضيق عيناها و تضع يديها على كلا جانب خصرها و تقول بلؤم:
رضوى: بقى أنا إلي مفيش ولا مرة بصحيكي و بقولك إصحي يا حبيبتي؟! أنا يا بنت المجنونة لسا من شوية قايلالك كدة و مش ذنبي إنه نومك عامل زي الدببة ماشي.
أبتلعت حور ريقها بصعوبة و تنظر إلى والدتها بعين واحدة :
حور: ماما حبيبتي أنتي خلاص روحي بقى أنتي صحي حمو عشان ميزعلش و أنا حمسة و هاجي وراكي.
نظرت إلى والدتها بنظرات القط و هي تبسط أناملها أمام وجه رضوى و قالت ( حمسة) عمداً لكي تهدأ رضوى قليلا.
تنهدت رضوى بيأس من طريقة تحدث حور مثل الأطفال التي تلفظ الحروف بشكل خاطئ لتومئ لها بخفة بثانية تجد حور تعانقها بشدة و هي تضحك. (انا لو عملت كدا ماما تديني بالقلم وتقولي اتعدلي💔🙂😹)
لتضمها إليه و هي تمسد شعرها الطويل، إبتعدت حور لتخرج رضوى ذاهبة إلى زوجها لكي تراه إذا أستعد أم لا.
إستقامت حور من سريرها بعد أن فتحت عينها اليسرى لتقف على الأرض الصلبة البادرة و هي ترتدي خفها المنزلي لتذهب إلى حمامها الخاص لتستحم و تفرش أسنانها ثم تتوضئ إرتدت ملابس بيتية مريحة و رفعت شعرها الطويل بصعوبة على شكل كعكة بعد عدة محاولات إنتهت لتخرج من الحمام و ترتدي إسدالا و تؤدي فرضها و تنزعه لتستقم في وقفتها لتجد شعرها ينسدل مرة إخرى لتتنهد بيأس منه إتجهت إلى تسريحتها الخاصة و تمسك بعلبة العدسات الطبية اللاصقة و تفتحها بحذر مدت سبابتها اليمنى تلتقط تلك العدسة الرقيقة على طرف سبابتها و رفعتها نحو عينها اليسرى لتضعها بحذر شديد.
أغلقت عيناها عدة مرات لتعتدل وضعية العدسة الطبية في مكانها الصحيح لتبتسم بخفة.... أمسكت منشفة وردية اللون متوسطة الحجم لتبدأ بتنشيف شعرها و هي تجمعه على جانب واحد.
إنتهت لتتركه منسدلا و تخرج من غرفتها ذاهبة إلى المطبخ لتجد والدها و والدتها جالسين لتتجه إلى والدها و هي تحتضن رأسه من الخلف أنزلت رأسها نحو وجهه لتطبع قبلة رقيقة على وجنة والدها محمد الذي ضحك لتقول بينما تسند راسها على رأسه:
حور: صباح الخير يا حمو.
محمد بإبتسامة: صباح النور على العسل و السكر.
حور بخبث تجاه والدتها: و بخصوص العسل و السكر دا يا حمو صبحت على النحلة و قصب السكر ولا إيه؟؟.
صدمت رضوى من حديث حور لتشهق ناظرة لها بينما ضحك محمد بصخب بعد أن فهم إبنته لتعبس حور من نظرات والدته و تبتعد عن والدها الذي مازال يضحك لتخلس على مقعدها الخاص لتقول رضوى ناظرة بحقد مصطنع نحو محمد:
رضوى: والله و عجبك كلامها يا محمد.
أصبح محمد يهدأ نفسه بصعوبة من الضحك ليتنحنح قائلا بجمود مصطنع:
محمد: أه عجبني و فيها حاجة يا رضوى ولا إيه؟؟.
رضوى بتهكم: لا مفيهاش بس كفاية دلع ليها بقى دي مش صغيرة دي بنتك كبيرة.
محمد: حتى لو كبرت مية سنة لقدام يا رضوى هتبقى صغيرة في نظري عشان هي حبيبتي.
لتصفق حور و تقول بصوت عالي:
حور: إشطا عليك يا أبو سيف يا جامد.
كانت ستصرخ بها رضوى إلا أنها وقفت هاربة من على سفرة الطعام قائلا بضحك:
حور : هروح أشوف سيف إتأخر ليه بدل ما أموت النهاردة.
ما أن ذهبت حور من ناظريهما ضحكا عليها بخفة من تصرفاتها تلك.
بينما هي وقفت أمام باب الغرفة المقابل لغرفتها و تطرق الباب بخفة لتسمع الأذن بالدخول أطلت برأسها نحو الداخل لتقول بإبتسامة:
حور: صباح الخير يا سيفو ممكن أدخل؟.
رد عليها سيف بينما يعدل أكمام قميصه الأبيض و هو ينظر نحوها بإبتسامة:
سيف: طبعا أدخلي خصوصا إني مش متعود على الأحترام الزايد ده منك!!.
دلفت حور و أغلقت الباب خلفها لتقول بعبوس و هي تتجه لتقف أمامه و ترفع رأسها بسبب فارق الطول بينهما:
حور: بقى كدة يا سيف يعني أنا مكنتش محترمة قبل كدة ولا إيه؟.
أنزل سيف نفسه قليلا ليصبح بمستواها و يقول:
سيف: خلاص متزعليش يا رورو بقى و بعدين يا ستي انا و راجع من الشغل ليكي عليا أجيبلك شوكولاتة.
ليلمس قمة أنفها بسبابته بسرعة و يذهب نحو تسريحته و يمسك بربطة العنق السوداء ليربطها حور جعدت أنفها بشكل مضحك و هزت رأسها لكلا الجانبين بإنزعاج لطالما لم تحب هذه الحركة لأنها تسبب لها قشعريرة في أنحاء جسدها.
لكنها إبتسمت له و ذهبت نحوه لتقف بين جسده العريض و بين التسريحة لترفع نفسها برؤوس أصابعها لتمسك بربطة عنق أخاها الذي نظر لها بضحكة خفيفة فهذه عادتها دائما.
إنتهت من ربط ربطة عنقه لتمسك بجاكيت البدلة الرسمية الخاصة به و تلبسه إياها بلطف و رقة صادرة منها ليباغتها هو بإمساكها من خصرها رافعا إياها على كتفه لتصرخ ضاحكة و يهم خارج حدود غرفته ذاهبا إلى المطبخ.
نظرت رضوى و محمد إلى سيف الذي يحمل أخته على كتفه ليقول هو بمرح ناظرا نحو والديه: (اللهم اخ زي دا♥️😹)
سيف: القصيرة جاااات أهيييه.
حور بإنزعاج: قصيرة في عينك يا طويل يا نخلة.
رضوى ممازحة: طيب و هو قال حاجة غلط يا حور؟....