
رواية رحلتي مع القدر
الفصل الثاني والاربعون 42
بقلم مجهول
عن نفسه، شغله، واهتماماته، بس عقلها كان بيروح لمكان تاني…
كل كلمة كان بيقولها كانت بتفتّح جواها أبواب كانت مقفولة.
افتكرت أيام زمان، أيام ما كانت بتحلم بحب صافي، حد يحبها عشان هي، مش عشان شكلها أو وضعها.
افتكرت خيبات الأمل، الضحكات اللي اتقالت وبعدها اختفوا، ووعود ما اتحققتش.
سرحت، وعينيها بقت فيها لمعة حزن، لحد ما سألها إياد:
انتي معايا؟"
آه… آسفة، كنت بفكر."
في إيه؟"
في اللي فات… بس يمكن اللي جاي أحلى."
ابتسم إياد، وقال:
إن شاء الله، وخصوصًا لما نبدأه مع ناس صادقة."
وفي ناحية تانية من الإسكندرية، في شارع جانبي هادي، كانت شمس البنت الجدعة اللي بتحب الحرية والرسم داخلة من محل ورد، وفجأة اتخانقت مع شاب كان واقف قدام الباب.
إنت مش شايف؟ ده مش شارعك لوحدك!"
وانتي داخلة زي الرصاصة، كأنك لوحدك في الكون!"
سكتوا لحظة، وبصّوا لبعض، وبالرغم من العصبية… كان فيه حاجة اتبدلت.
عيونه لمعت، وابتسامتها اتسللت من بين غضبها، وهو قال:
أنا مازن نادر درويش، وانتي؟
شمس، بس مش بتشرق بسهولة أنت أبن عمي!
ضحك وقال: انت بنت عمي كمال يبقى عندي تحدي جميل!
وفي مكان تاني، في برج إداري كبير في سموحة، كان علي، مهندس معماري ناجح، قاعد على مكتبه وسط خطط ومخططات، وتليفونه مش بيبطل رن.
لكن فجأة دخلت عليه سيدة أنيقة، لابسة فستان بسيط بس شيك، وشعرها مرفوع بدقة، وعطرها هادي بس باين.
أنا جايه عشان استشارة لمشروع بيت عائلي على البحر.
بص لها، وقلبه دق. مش بس عشان جمالها، لكن عشان وقفتها، ورزانتها.
أكيد، اتفضلي… نحط أول حجر أساس مع بعض.
وهو بيشاور على الكرسي، حس إن فيه فصل جديد بيتكتب، مش بس في شغله… في قلبه كمان.
وسط الزحمة دي، كانت يارا دايمًا نجمة اليوم. ضحكتها تملأ المكان، ووجودها يدي للبيت روح تانية.
جواد، ابن عمها، كان ساكن معاهم. شاب ساكت على طول، رزين، بس عنيه بتحكي حكاية. بيحب يارا من زمان، من أيام ما كانوا بيلعبوا استغماية وهيا دايمًا تستخبى وراه علشان محدش يلاقيها.
لكن حبه ليها كان ساكت... ساكت زي قلبه لما يشوفها بتضحك مع حد تاني، وخصوصًا إياد.
من يوم ما إياد خطف الموبايل من يارا، وجواد بقى بيغلي. مش بيظهر ده طبعًا، بس سلمى بنت عمه التانية كانت واخدة بالها كويس.
سلمى،كانت دايمًا تحب تلم الدنيا على بعضها. في يوم، وهي قاعدة مع جواد، قالت له:هو انت ناوي تفضل ..
لقراءة جميع فصول الرواية من هنا