رواية وقعت في دائرة الشر الفصل الثالث والعشرون 23 بقلم هبة نبيل


رواية وقعت في دائرة الشر الفصل الثالث والعشرون 23 بقلم هبة نبيل


 "الظلّ الذي لا يُرى"
الجو في الشقة كان مشحونًا بالتوتر، والأنفاس محبوسة. فرح، يارا، ويوسف تبادلوا النظرات بعد أن أعلن حسام الخبر الصادم: 

"أخوكم الكبير المحترم طلع زعيم عصابة." 

يارا، بصدمة: "إزاي يعني؟ جاسر؟" 

يوسف، وهو يمرر يده في شعره: "كنت حاسس إن في حاجة غلط، بس مش للدرجة دي." هو اه طول عمره غتت ورزل بس مش للدرجادي الكلام ده كبير يا حسام انت متأكد؟ 

فرح، وهي تحاول استيعاب الأمر: "يعني كل اللي حصل في المسابقة، والكاميرات، والورقة... كله وراه جاسر صح؟ 

حسام، بنبرة حزينة: "مش متأكد، بس كل الخيوط بتوصل له." انا نفسي يكون كل ده كذب نفسي يكون كابوس بس مش اكتر

يوسف، وهو ينظر إلى الورقة: "طب والورقة اللي فرح لقيتها على الباب؟" 

حسام بتسأول: ورقة ايه؟ 

فرح وهي تخرج الورقة من جيبها وتعطيها ل حسام

يارا بقلق: "هتروحي؟" 

فرح، بتردد: "مش عارفة بس لازم أعرف مين ده؟ 

حسام، بحزم: "مش هتروحي لوحدك، أنا هاجي معاكي." 

يوسف، وهو يبتسم: "وأنا كمان، مش هسيبكم تروحوا لوحدكم." 

يارا، وهي تمسك بيد فرح: "خلي بالك من نفسك." 

انطلقت فرح وحسام ويوسف نحو العنوان المكتوب في الورقة. الطريق كان مظلمًا، والقلق يسيطر عليهم. 

وصلوا إلى مبنى قديم، وصعدوا إلى الطابق الثالث. الباب كان مفتوحًا قليلاً. 

فرح، وهي تهمس: "ندخل؟" 

حسام، وهو يفتح الباب بحذر: "خلي بالك." 

دخلوا الشقة، وكانت مظلمة. فجأة، سمعوا صوتًا من الداخل: 

الصوت: فرح بس اللي تدخل 
 تبادلو النظرات سويا وربت حسام على يدها ليطمنها وهو يقول... هستناكي هنا هفضل قريب متقلقيش 

الصوت: اقفلي الباب متخافيش 

فرح بيد مرتعشه وهي تغلق الباب بتردد وهي تقول: انت مين؟ 

ظهر رجل في منتصف العمر، بملامح هادئه مريحه وهو يرتدي نفس الملابس التي قد رأته بها من قبل 

فرح: انا شوفتك مرتين قبل كده 

الرجل: احنا لوحدنا يا فرح لسه مش عرفاني ولا لسه حبه دور اللي فاقدة الذاكرة 

فرح: مش ممكن دكتور عبد الرحيم اللي حببني في مهنه الهندسه انا مش مصدقه دي احلي مفاجاة في حياتي 

عبد الرحيم: عيني مغبتش عنك لحظه يا فرح كنت بحميكي في كل وقت انتي بنتي وتلميذتي النجيبه بس عجبني حوار فقد الذاكرة ده برافو يا فرح طول عمري بقول عليكي ذكيه استمري في ده اوعي حد يشك فيكي 

فرح: انا لما لقيت نفسي في الخطر ده والعربيه اتقلبت بيا مكنش عندي حل غير كده كان لازم اتصرف هو ده كان الحل الوحيد اي نعم لسه الخطر بيحوطني وخصوصا انه طلع حد من افراد عيلة حسام اللي انا قاعده وسطهم بس يمكن انا حسه بأمان وسطهم ومعاهم مع اني حسه برضو بتأنيب ضمير الناس دول ملهمش ذنب يدخلو في الدايرة دي 

عبد الرحيم ببتسامه مريحه: حبتيه؟ 

فرح: مش عارفه مشاعري متلخبطه خصوصا زي ما حضرتك عارف اني اتخذلت قبل كده في نادر خايفه اخوض تجربه تانيه وبرضو تفشل غير كده لسه حسه بمشاعر بسيطه اتجاه نادر حضرتك عارف ان عشر سنين مش قليلين 

عبد الرحيم بضحك: ايوه فاكر خمسه حب خمسه جواز 

فرح ببتسامه: مظبوط خايفه اظلم حسام معايا ملوش ذنب يتوجع ومش عايزه ده يبقي بسببي 

كان في هذه اللحظه حسام يقف بجانب الباب عندما تأخرت فرح جاء ليطمئن عليها وهنا سمع كل مايدور ولكن ود ان يجعله سرا حتي يقع بها في الفخ بنفسها.... 

ظلو الاثنان يتحدثون ويمزحون سويا ويتذكرون مواقف كثيرة بينهم وكان بالخارج حسام يعتصر بين مشاعر الصدمة والغضب وبعد ان انهو حدثهم سويا خرجت فرح لتجد حسام يقف امامها بوجه لا يحمل اي تعبير ولكن حاول ان يظهر بشكل طبيعي وهو يقول: ها طلع مين؟ 

فرح برتباك: ها..! ده...طلع منهم وبيهددني هو كمان اني لو فتحت بؤقي باللي عرفته او باللي موجود في الورق ممكن يأذيكم

حسام بلامبالاه: بجد؟ لا متخافيش يلا عشان نمشي الوقت اتأخر 

احست فرح بتغير حسام ولكنها فسرته بأنه مازال غاضب منها بسبب اسلوبها معه لتقول... 

فرح، وهي تمسك بيد حسام: "مع بعض، هنقدر نواجه أي حاجة." انا اسفه يا حسام اسفه على الاسلوب البايخ اللي كلمتك بيه 

حسام وهو ينظر إليها وهو يسحب يده : "أنا كمان آسف... اسف على اللي قلته قبل كده." 

فرح، وهي تبتسم: "بس انا مش زعلانه انت اللي زعلان ومقموص اهو ووشك راسم 111 متزعلش وخلينا نبدأ من جديد." 

حسام: هو مفيش حاجه اصلا متشغليش بالك انا بس مضايق بسبب حوار جاسر 

فرح: انا بجد مش مصدقه 

نظر لها حسام نظره اربكاتها ولكن فضل الصمت وهو يقود سيارته في طريقهم إلي المنزل كان طول الطريق يسود صمت مريب بينهم لاحظه يوسف وهو يجلس في المقعد الخلفي كان حسام يهاجمه لقطات سريعه من حديث فرح مع عبد الرحيم واخري كلمتها له وقت اكتشافه سر اخيه واخري عندما تذكرت فرح شريف ونادر بشكل سريع ومواقف اخري كثيرة فاق حسام على صوت اخيه يوسف وهو يحذره بالعربيه التي في المقابل فا تفاداها حسام بشكل سريع وبحرفيه شديدة ثم قال يوسف له.... 

يوسف: ياعم فيه ايه؟ كنت هتموتنا هي ناقصه انا لسه صغير او بقولك ايه يافرح تعالي مكاني وانت روح مكانها وانا اسوق شكلك مش مطمني

حسام ببرود: لا انا كويس اطمن 
همت فرح ان تتحدث ولكن قاطعها وهو يقول: ممكن نسكت شويه بقي عشان اركز في الطريق
تبادلت فرح النظرات مع يوسف ثم صمت وهي تعقد ذراعيها وتمط شفاتيها للأمام تعبيرا عن الزعل ولكن بشكل طفولي مما جعل حسام يلاحظ هذا ويبتسم دون ان يجعلها تلاحظه 

بعد بضع دقائق وصلو جميعا إلي المنزل وعندما دخلو ذهب حسام سريعا إلي غرفته واغلق الباب خلفه بقوة اذهلتهم وخلقت التساؤلات.... 

يارا: هو في ايه؟ هو حسام ماله؟ 

يوسف: معرفش هو كده طول الطريق معرفش اي اللي حصله ده حتي كان هيعمل بين.... قطع حديث يوسف اصوات تكسير وتحطيم اشياء قادمه من غرفة حسام 

فرح بقلق: ايه ده في ايه؟ 

يوسف: مش عارف؟ 

يارا: مش عارف وواقف معانا ماتروح تشوفه ماله انا أول مره اشوف حسام في الحاله دي 

يوسف: وانا كمان استنو هروح اشوف في ايه؟ 

صفيه بقلق وهي قادمه من غرفتها مهروله: في ايه يا ولاد اي صوت التكسير ده؟ خير يارب

يارا بفزع: معرفش يا ماما حسام جوه في اوضته ومن اول ما دخل والاصوات دي اشتغلت 

يوسف: انا داخله 

الاب بصوت صارم: استني انت يا يوسف انا اللي داخله 

يوسف: اتفضل حضرتك 

جاء الاب ليفتح باب غرفة حسام ولكن وجده مغلقا بأحكام 

ده قافل على نفسه... قالها الأب بقلق ثم عاد وطرق باب الغرفه ولكن اتاه صوت حسام من الداخل غاضبا وهو يقول... لو سمحت سبوني لوحدي مش عايز اتكلم مع حد 

عبد الرحمن: خلاص يا جماعه سبوه براحتو النهاردة وبكرا بأذن الله نفهم في ايه؟... بعد كلمات الأب الاخيرة كل واحد منهم عاد إلي غرفته استعدادا للنوم 

جهة اخري في منزل فرح الاصلي 

كانت ندي مسترخيه على سريرها وهي تتحدث لنفسها: يااااه يا فرح فينك دلوقتي كان زماني بحكيلك على اللي حصل هو ازاي حد قدر يخطفني كده هو بصراحه عصبي اوي بس عسول وسوبر هيرو كده فوقي بقي يا فرح من اللي انتي فيه محتجالك اوي انتي عارفه ان في حاجات مينفعش احكيها لتيتا كنت بحكهالك انتي تعالي بقي وعيشي معانا زي زمان 

جهة اخري في منزل جاسر الذي اشتراه مؤخرا.... 

كان جالسه على سريره الوفير وبجانبه احدي الفتيات وهي تقول: في ايه يا جاسر مالك انت مش معايا خالص النهاردة 

جاسر بحنق: مفيش مخنوق شويه مها انتي لفيتي عليا انا ليه انتي مش كنتي مع حسام؟ 

مها وهي تنهض من جانبه لتسير من امامه بدلع للتخفيف عنه وهي تقول: بصراحه شوفتك انت اجمد منه شكلي مكنتش بشوف 

نهض جاسر من على السرير واقترب منها بخبث جلها تعتقد بأنه بدأ يريدها ووضع يده على شعرها ليعبث به ولكن فجاة ضغت بيده بعنف على شعرها وكاد ان يقتلعه في يده الاخري تلوي ذراعها وهو يقول: انا مابكولش من اللي انتي بتعمليه ده وقعتي مع الشخص الغلط قوليلي اي مين اللي زقك عليا او غرضك ايه تعالي معايا دوغري انا مش بتاع محن احنا قضينا الليله وخلاص انطقي 

مها بتألم: جاسر سبني هموت كان لازم اعمل كده عشان احرق قلبه زي ماحرق قلبي وفضل عليا واحدة من الشارع انا مش عايزه منك حاجه والله صدقني انا بس عايزه احرق دمه 

جاسر وهو مازال على نفس الوضع: ياعني عايزه تعمليني كوبري ده لا انتي ولا اللي يتشددلك يقدروا يخلو جاسر البدري لعبه في اديهم ياروح ماما لعبه خايبه اوي كانت هتكلفك روحك يلا غوري... قالها وهو يقذفها بعنف لتسقط ارضا ثم ذهب وعاد مجددا وفي يده حفنه من المال ليقذفها في وجهها وهو يقول... ده حقك بس مش عايز المح خيالك في مكان انا في تاني لان لو لمحتك يبقي اهلك هيقروا عليكي الفاتحه يلا غوري

 غادر جاسر الغرفه وهو يقول بنبره صارمه: قدامك 3 دقايق لو رجعت لقيتك اتشهدي على روحك 

صباح يوم جديد في منزل هشام... كان هشام يرتدي ملابسه استعدادا للذهاب وعندما كان يهم ان يفتح باب المنزل اوقفه صوت اخته وهي تمشي خلفه بكرسيها المتحرك لتقول: هشام انت برضو هتفضل ماشي في الطريق ده انا خايفه عليك 

رجع هشام خطوات للخلف والتفت لها وجلس امامها مباشره على ركبتيه وهو يربت على يداها الاثنين ويحتضنهم بيداه وهو يقول بدفئ: متخافيش عليا يا حبيبتي مانا كل ده بعمله عشانك انتي عشان اعملك العمليه وترجعي تمشي وتعيشي حياتك زيك زي اي بنت علا انتي اغلي حاجه عندي في الدنيا 

علا: وعشان انا اغلي حاجه عندك بحلفك بيا انك تخلي بالك من نفسك انا مليش غيرك دلوقتي والسكه اللي انت ماشيها اخرتها موت 

هشام وعنيه تميض بأصرار: لازم يا علا لازم اجيب حقهم وحقك انتي كمان يا حبيبتي هما اللي حرموني انا وانتي من ابونا وامنا وهما السبب في اللي حصلك ومش هيغمض لي جفن غير لما اشوفهم كلهم على حبل المشنقه وتصدقي برضو مش هيشفي غليلي 

علا بفضول: مقولتليش صح عملت ايه مع البنت اللي قولتلي عليها انها مخطوفه وانت انقذتها زي ما انقذت اختها قبلها انت موعود بالعيله دي ولا ايه يابني... قالتها بمرح لكي تخفف عنه

هشام ببتسامه وهو يقف وييسير بكرسيها متوجها إلي غرفتها: لالا ده موضوع كبير لما ارجع هقولك عليه بالتفصيل انا هنزل دلوقتي واتصل ب فوزيه تجيلك دلوقتي هتاخدي دواكي وتنامي شويه اتفقنا

علا بحنق: بس انا مش عايزه انام يا هيشو زهقت من النوم مش عايزه الدوا اللي بينيمني ده اتخنقت منه 

هشام: ياحبيبة قلب هيشو احنا اتفقنا على ايه؟ 

علا بقمص وهي تعقد ذراعيها: حاضر بقي اووف 

هشام بضحك: هتفضلي طفلة برضو مش هتكبري ابدا بس انا عارف اي اللي هيفك لولو حبيبي

علا بقمص وهي تمط شفاتيها: مفيش حاجه هتفكني متحاولش بس 

هشام بمكر: متأكده

علا: اه متأكده

هشام: ولا حتي ب دي... كان يشير لها وفي يداه احدي انواع الشيكولاته التي تحبها علا بشده

صرخت علا بحماس وهي تحاول اخذها منه ولكنه وضعها في جيبه مجددا وهو يقول...لا ماخلاص بقي مانتي مش عايزاها 

علا: لا يا هشام بالله عليك هاتها بقي 

هشام وهو يعطيها له ويميل عليها ليضع قبله على جبنها: خدي ياحبيبتي عارف انك بتحبيها لا بقي خلي بالك من نفسك

علا وهي تشد ذراعه: وانت كمان عشان خاطري 

هشام: حاضر وبرضو هنام 

علا: يوووووه 

جهة اخري في منزل حسام 

استيقظ الجميع وذهبت صفيه لتطمئن على حسام ولكن وجدت الباب مازال مغلقا وهنا ظلت تناديه وهي تقول: يا حسام يا حبيبي طب افتح لي انا امك اللي مش بتخبي عنها حاجه احكي لي لتسمع صوته بالداخل وهو يقول: اطمني يا امي انا بخير بس سبيني لوحدي شويه عشان خاطري 

صفيه: طب هجبلك تفطر ده النهاردة فرح عامله شويه فطار.... قاطعا صوته قائلا 

حسام: مش عايز حاجه مش عايز اكل مش عايز اي حاجه وعشان ترتاحو انا مش قاعد فيها قالها وهو ييفتح الغرفه ويهرول مسرعا ليغادر المنزل وفي يده حقيبه سفر صغيره خرج من المنزل واغلق خلفه الباب بقوة شديده رد صداها في جميع انحاء المنزل وسط اندهاش الأم والشقيقان 

صفيه بقلق: لا انا مش مطمنه حسام ابني في حاجه عمره ما كلمني كده ولا صوته كان بيعلي في البيت الا للشديد القوي انا قلقانه 

على الجهه الاخري كان حسام يستقل سيارته وظل يتجول بها بلا هدف وكل شئ اتاه ثانيا واصوات كثيرا ملئت رأسه واذنه بلا توقف جعلته يقف بالسيارة فجاة جعلت عجل السيارة يصدر صوتا مزعجا على الاسفلت فا صرخ وهو يقول... بس كفايه بقي كفايه قالها وهو ييحطم بيده زجاج السيارة بجانبه لم يكن الم يداه اقوي من الالم التي بداخله في هذه اللحظه ثم قاد سيارته مرة اخري ولكن كانت يداه تنزف بشده مما جعله يفقد طاقته وهنا اسود كل شئ امامه عندما فقد وعيه




تعليقات