رواية وقعت في دائرة الشر الفصل الرابع 4 بقلم هبة نبيل


رواية وقعت في دائرة الشر الفصل الرابع 4 بقلم هبة نبيل


 هدوء يسبق العاصفه
في لحظة فوضى عارمة داخل المنزل، تلاشت الأصوات شيئًا فشيئًا مع سقوط فرح أرضًا بلا وعي. الصراخ توقف، والأنفاس حُبست، وكل شيء بدا وكأنه تجمّد في مكانه.

يارا وهي تصرخ بذعر: "فرح!!!"

ركض حسام نحوها بسرعة، وانحنى أرضًا يربّت على وجهها برفق، يحاول إيقاظها، بينما قلبه يدق بجنون.

حسام بقلق: "فرح... فرح ردّي عليا، فرح!"

يوسف بسرعة: "هاتوا مية... بسرعة!"

جاسر، وقد اختفت ملامح الغضب من وجهه وحلّ محلها القلق: "هي حصلها إيه؟!"

حسام بغضب: كله بسببك واحدة خارجه من المستشفي ولسه حالتها مش مستقره لما تتعرض لضغط زي ده اكيد مش هتتحمله 

مها ببرود وهي تقف في الزاوية دون أن تقترب وبغيره من تلامس حسام ل فرح: "هو ده اللي كنت بحذّرك منه يا حسام البنت دي وراها حاجة، ودي البداية بس."

نظرت لها يارا بحدة، وقالت بنبرة غضب مشتعلة: "اسكتي خالص يا مها، مش وقتك، ولو عندك حاجة مفيدة قوليها، غير كده اسكتي

أحضرت الأم كوبًا من الماء، وسكبت قليلًا على وجه فرح. تحركت جفونها قليلًا، ثم شهقت نفسًا عميقًا وهي تحاول فتح عينيها.

فرح، بصوت خافت ومبحوح وتتمتم بكلمات غير مفهومه لكنها مسموعه: "أنا... أنا شفت... شفتهم..."

الكل اقترب منها، والقلق واضح في عيونهم.

حسام بهدوء وهو يمسك بيدها: "شفتِ مين يا فرح؟"

فرح، بعينين زائغتين وكأنها لا تزال في الحلم: "في ناس... في مكان غريب... في شنطة... والدم... كان في دم كتير..." قالت جملتها الأخيرة وهي تنتفض... ارتجف جسدها وهي تتحدث، بينما علامات الرعب كانت ترتسم على وجهها. 

يوسف يهمس لحسام: "ده شكلها بدأت تفتكر... ولازم نعرف إيه الحكاية قبل اللي بيتصلوا بيك يوصلوا ليها."

حسام: لا دي مجرد هواجس مفيش حاجه... ثم وجه حديثه ل فرح قائلا... اطمني مفيش حاجه انتي بخير وأمان هنا 

فرح نهضت بشكل مفاجئ بعد ان تذكرت الشجار الذي حدث بين حسام واخيه جاسر وهي تقول والدموع تملئ اعينها: انا لازم امشي انا من ساعه ماجيت وانا عمللكم مشاكل حسام بعد اذنك مشيني من هنا ارجوك

حسام وهو ينظر ل جاسر بغضب: مش هعمل كده طبعا انتي بتقولي ايه مش هتمشي من هنا 

مها بغضب وهي هرول مسرعا في طريقها إلي المغادره: انا ماشيه سلام.... ولكن لا يعيرها احد اهتمامها وهذا ما اشعل ثورة غضبها اكثر

الأم بحنان: احنا ضايقناكي في حاجه يا حبيبتي؟ عايزه تسبينا وتمشي ليه؟ ده مجرد يومين قعدتيهم وخلتينا خدنا عليكي واكنك بقالك سنين معانا

يارا: ايوه فعلا يا ماما عندك حق ده انا مصدقت ان يبقي عندي اخت تانيه بنت زي مانتي شايفه عندي 3 شحوطه في البيت وانا الوحيده بينهم 

يوسف وهو يضرب رأس اخته بخفه ويقول بمزاح : بظبط زي ما الحيوانه دي قالت وبعدين بقي مين هيأكلنا دلوقتي انا جوعت...؟ 

حسام بضحك: انت يالا دايما همك على بطنك كده معلش يا فرح اخواتي شويه متخلفين

ابتسمت فرح وهي تقول: دي احلي حاجه اصلا 

في هذه اللحظه دق جرس باب المنزل معلنه عن قدوم ضيف جديد ذهبت يارا لتفتح الباب ليظهر شاب في منتصف العشرينات يبدو بنفس عمر حسام ولكنه يحمل طابع مرح وعفوي وهو يقول... رورو حبيبه عمو سامي 

يارا بمرح: ياشيخ اتلهي ادخل اي اللي في ايدك ده؟ 

حسام: ااااه اتلمت شلة المهابيل اهلا يا اخرة صبري والبلوي اللي ربنا بلاني بيها في حياتي 

سامي بمرح: بس حبيبك ومتقدرش تستغني عني تنكر اوووبا مين القمر...؟ قالها وهو ينظر ل فرح

يوسف بمزاح : انت مالك يا رزل

سامي: خالتوووو صفصف عامله ايه يا صفيه وحشاني اوي امي بتسلم عليكي وبتقولك وكلي الواد سامي ده غلبان وجعان 

تنفجر فرح في نوبه ضحك على اثارها يضحك كل من في الغرفه 

حسام بهدوء: تعرفي ان ضحكتك حلوة اوي

ابتسمت فرح بكسوف وبنوع من التوتر وهي تضع خلصات من شعرها خلف اذنيها

سامي وهو يخرج من حقيبه كان يحملها بيده دميه ويقذفها لتلطقتها فرح بسرعه بديهه لم تعلم انها تتميز بها وهي تقول: الله حلو اوي الدبدوب ده بتاع مين؟ 

سامي بمغازله: من دلوقتي بتاعك ياقمر مدام عجبك 

فرح: ايه ده؟ بجد شكرا اوي انا بحب اوي الحاجات دي 

يارا بصوت هامس ل سامي: دبدوب يا اتفه خلق الله شايل دبدوب عوض علينا يارب

حسام بشعور غريب جعله يغضب فجاة وهو يأخد من يد فرح الدميه ويقذفها ل سامي مره اخري وهو يقول: اي التفاهه دي متعقل بقي شويه 

فرح بندهاش من غضب حسام المفاجئ: في ايه يا حسام؟ انا عجبني اوي الدبدوب ده وهو ادهولي هديه 

حسام بهمس وهو مازال على نفس الحال ولكن جعل صوته هادئ لعدم اخافتها: سبيه وهجبلك احسن واحلي منه 

فرح وقد مطت شفتاها بقمص وقد عقدت ذراعيها 

عندما لاحظ حسام هذا ابتسم داخليا ولكن ملامحه اصبحت بارده قليلا وهو يقول...خلاص خدي وافردي بؤزك ده 

فرح وقد عادت لنبرتها الجديه وهي تقول بخفوت: "هو أنا... كنت مستخبية من مين؟ أنا عملت إيه؟"

حسام، وهو يمسح على يدها بحنان: "أنتِ ما عملتيش حاجة يا فرح، انتي ضحية... وإحنا هنعرف كل حاجة سوا، بس المهم دلوقتي ترتاحي." 

يوسف: مالها هي جالها اضطراب ولا ايه؟

حسام وهو يمسك اذن يوسف: هو انت ليه رامي ودنك معانا مش هتبطل الخصله السوده دي

يوسف بتوجع: لا يا حبيبي ودني هي حياتي ده اسلوب حياة وسيب ودني في حالها بقي 

سامي وقد شعر بالاحراج قليلا وذهب مع صفيه إلي المطبخ

**

بعد ساعة…

جلست فرح على السرير داخل غرفتها، تغطي نفسها بالبطانية رغم حرارة الجو. كانت تحاول ترتيب شظايا ذاكرتها، بينما يارا تجلس بجانبها تمسك بيدها بصمت داعم.

يارا: "أنا جنبك، مهما حصل. ولو في أي حاجة افتكرتيها، احكيلي. يمكن نلاقي طرف خيط."

فرح بهمس: "أنا افتكرت جزء من وشّ حد... كان ماسك شنطة فيها أوراق... وأنا كنت خايفة... وبجري..."

يارا: "طب هي الشنطة اللي كانت معاكي...؟ لسه معانا صح؟"

فرح تهز رأسها: "معرفش... بس لو لسه موجودة، يمكن يكون فيها حاجة توضح اللي بيحصل." هي اخر مره كانت مع حسام

**

في الوقت ذاته، حسام كان في غرفته يتحدث بصوت منخفض عبر الهاتف:

حسام: "أيوه يا فادي محتاجك تيجي لي بسرعه البيت... عايزك في حاجه مهمه وهات محمد معاك... لما تيجو هتعرفو متتأخروش بس
صوت فادي عبر الهاتف: "ماشي... هعدي على محمد وهنجيلك حالًا...

**

وتحت ضوء خافت في أحد الأزقة البعيدة، كان رجل طويل القامة، يرتدي معطفًا داكنًا، ينظر إلى صورة فرح على شاشة هاتفه... ثم ابتسم ابتسامة باهتة وقال:

"فوقتي وخرجتي من المستشفي يا حلوة؟ حلو... بس افتكري كويس ان ايامك اللي جايه مش هتعجبك لو عصلجتي وعيشيلك يومين حلوين قبل ما نوصل ليك؟"

ثم ضغط على زر الإرسال وأرسل صورة فرح لشخص مجهول، مرفقة بجملة قصيرة:
"المرحلة التانية تبدأ الليلة...



تعليقات