
رواية حور الأسد الفصل الثاني والعشرون 22 بقلم سهام محمود
عندما سمعت تنهيدته الحادة تلك إعتقدت إنه غاضب من حديثها الذي تفوهت به منذ قليل......أمسك بمعصم يدها ليبدأ بمسح الدماء المملؤة بيدها إلى أن إمتلئت قطعة القطن فيضعها على الطاولة و يخرج واحدة جديدة و يعيد عملية التقعيم ثم يبدأ بالمسح من جديد أصبحت يدها نظيفة و معقمة أيضا و كما أخبرته لم يقترب من الجرح نهائيا....كانت حور تراقبه بينما ينظف لها جرحها لترفع نظراتها نحو وجهه فتجده عاقد حاجبيه بإنزعاج مع إنقباض في فكه الحاد جعلها ترتعش بخفة جائت منزلة نظراتها إلى يدها و فتلاحظ شيئا غريبا لتعيد النظر إليه فتجده جالسا بجانبها عاري الصدر؟!.
إتسعت عيناها بشدة ثم إنسحبت الدماء من عروقها لتستقر في وجهها الذي أصبح أحمر من شدة الخجل ثم فجأة بدأت تصرخ و أبتعدت عنه بسرعة شديدة واضعة كف يدها اليسرى على كالتا عينيها حاجبة النظر إليه بينما هو بقيت يداه معلقتان في الهواء بدهشة و تعجب من فعلتها هذه فينظر لها فيجدها إلتصقت بطرف الأريكة من جهتها و أغمضت عيناها بكف يدها اليسرى!!.
أرجع ظهره مسندا إياها على الأريكة ناظرا نحوها بتعجب سائلا إياها:
أسد: إيه إلي خلاكي تبعدي عني دلوقتي و بالشكل دا؟؟.
توترت حور فتعض على شفتها السفلية ثم تحررها متحدثا بنبرة متوترة خجولة:
حور: إنت مش شايف نفسك قاعد إزاي؟؟.
أسد: قاعد عادي.
حور بصراخ خفيف: إنت قاعد عريان جمبي.
أسد بتعجب: عريان؟؟!!.
رمش بعيناه قليلا من حديثها هذا فينزل رأسه لكي يرى نفسه فيجد نفسه عاري الصدر تماما ألهذا هي خجلة من رؤيتي هكذا فقط؟!! أنتي حقا يا حور طفلللة!!
غير نظراته المتعجبة إلى إخرى خبيثة فيبدأ بالأقتراب نحوها و هي بالطبع لم تكن تراه بسبب كف يدها التي على عيناها.....فينزل كف يدها ببطئ متحدثا ببراءة مع إبتسامة خبيثة توترت بسببها:
أسد: يعني إنتي عمرك ما شفتي حد زي كدة؟؟.
حور بإنزعاج: أكيييد لا إنت بتقول إيه؟؟!.
أسد ببرود: اولا أنا بقول إلي أنا عايزه ثانيا إنتي مراتي مش حد غريب ثالثا و دا الاهم أنا أقعد زي ما انا عايز على مزاجي مفهوم؟؟.
نظرت حور نحوه بصدمة بسبب تغيره السريع لهذا فقط بقيت تنظر نحوه بعنان متوسعة و لم تستطع الرد مطلقا عليه لكنها أجفلت من صراخه متحدثا بغضب عندما لم يسمع ردا منها:
أسد: مفهوم؟؟.
حور بخوف: م...مفهوم مفهوم بس أبعد عني لو سمحت؟؟.
أسد بلا مبالاة: مش هبعد و دلوقتي أسكتي خالص مش عايز أسمع صوتك لحد ما اخلص من ضميد إيدك.
فتومئ له بسرعة شديدة من حديثه اللا مبالي هذا لأنها تعلم عقوبة عصيان أوامره و هي ليست مستعدة بعد لأن تقابل عقابه على الأقل في هذه المدة فهي لم تعد خطة جيدة لكي تعلمه بعض الأدب.
أمسك يدها ليطهرها مرة أخرى فيخرج مرهم الجروح و يوزعه برفق على جرحها ثم أمسك بلفة الشاش الأبيض الطبي ليبدأ بلفه حول كف يدها بأكملها ثم إنتهى ليترك يدها و يعيد كل الأشياء في علبة الأسعافات ثم يمسكها و يعود أدراجه نحو غرفة النوم يعيد العلبة مكانها......أمسك الهاتف الارضي المتواجد في الغرفة متحدثا مع الاستقبال طالبا منهم تنظيف الزجاج المكسور و بالفعل تمت إزالة الزجاج المكسور جيدا ثم رحلوا كأن شيئا لم يكن.
مر الوقت سريعا حيث أتت الساعة الرابعة عصرا بالفعل لتذهب حور نحو غرفة النوم و تبدأ بإخراج الحقائب لتفتحها ثم تخرج الملابس من الخزانة و تطويها ثم تضعها في الحقيبة لتنتهي بعد فترة نصف ساعة ثم نظرت نحو اسد النائم منذ أن صلى صلاة العصر و نام على الفور فتقرر هي أن توقظه من نومه الساعة الخامسة و النصف أخذت هي طقما من ملابسها فتضعه على طرف الاريكة التي كانت نائمة عليها ثم خرجت نحو الشرفة لتجد مقعدين مقابل بعضهما و في المنتصف طاولة صغيرة دائرية جلست على إحدى المقعدين ثم فتحت هاتفها فتبدأ باللعب عليه بحماس مصدرة اصوات حماسية عالية قليلا لكن كالعادة بعفويتها من دون ان تقصد اتت الساعة الخامسة و الربع أغلقت هاتفها ثم دخلت إلى الداخل أمسكت بثيابها التي جهزتها متجهة نحو الحمام نزعت حجابها ثم ثيابها غسلت وجهها بيد واحدة لتبدأ بالتأفف فهذا كان صعبا قليلا عليها لكنها هزت راسها بخفة دلالة على عدم مبالاتها بالموضوع كليا مسحت وجهها و أنامل يدها بالمنشفة البيضاء ثم بدأت بإرتداء ملابسها و لفت الحجاب بسرعة أيضا ثم خرجت من الحمام وضعت ملابسها في الحقيبة ثم إتجهت نحو أسد توقظه فتضع يدها على كتفه بخفة لكنها بدأت تتأمل ملامح وجهه جلست بدون وعي على طرف السرير رفعت يدها نحو شعره بلا وعي.
تخللت أناملها البيضاء شعره الفحمي الناعم بخفة شديدة فتشعر بشعور غريب إجتاح جسدها مما جعلها تغلق عيناها ثم تتنهد بخفة و تعيد فتحهما أخرجت يدها من شعره نزولا إلى معالم وجهه بدأت بتحسس جبينه بلمسات خفيفة حانية نزولا بسبابتها إلى وجنته اليسرى التي كانت ملتحية بخفة ثم مررتها على جانب فكه مواصلة إلى ذقنه صعودا نحو وجنته اليمنى ثم ذهبت نحو عيناه المغلقة براحة بسبب النوم مما مكنها من تحسس أطراف اهدابه الشبه طويلة أنزلت سببابتها مرة إخرى إلى حيث شفتاه فتتوقف عن بعد عنها قليلا لكنها بدأت بتحريكها مجددا فتضع سبابتها عليها بخفة لتتوتر نتيجة طرواتها ثم إزدرأت ريقها فتبعد يدها بسرعة ثم تقف بسرعة غير مصدقة لما فعلت هزت رأسها بخفة لكنها فزعت و إنتفض جسدها بشدة رغما عنها عندما سمعت صوته البارد الناعس متحدثا:
أسد: بعدتي ليه دلوقتي ما أنتي كنتي قريبة من شوية؟!!.
اعتدل في جلسته ليقف ثم يتجه نحوها بخطوات متزنة بينما هي بدأت بفرك أناملها بتوتر و تعود إلى الخلف كل ما تقدم هو خطوة إلى الامام نحوها إلى ان إلتصقت في الخزانة ثم إقترب هو منها اكثر رفع كلتا يديه محتجزا إياها ثم أخفض رأسه إلى متسوى رأسها فتتوتر هي اكثر إضطرب تنفسها لتتنفس بسرعة مع تصاعد صوت دقات قلبها التي كانت متأكدة أنها وصلت إلى مسامعه بالتأكيد و طبعا لن ننسى وجنتيها التي أصبحت حمراء بشدة بسبب الخجل ^_- .
في وضع صامت لبرهة بدأ هو بالنظر إلى عيناها التي تجول بأنظارها في ارجاء الغرفة بعيدا عن عيناه بسبب فعلتها بدأ ينزل بإنظاره إلى إسفل حيث رأى وجنتاها الحمراء الخجلة مع بشرتها البيضاء الناصعة أنفها اليوناني صغير الحجم و أخيرا شفتيها الوردية التي تعتصر حاليا بين أسنانها عبست ملامح أسد بخفة مع إنزعاج خفيف رفع يده نحو وجهها فتنظر هي إلى يده بينما هو نظره مركز على شفتيها إستقرت على جانب وجهها اقشعر جسدها فترفع نظراتها نحو وجهه فتجده عابس الملامح رفع إبهامه نحو شفتيها فيسحبها من بين اسنانها بخفة بينما هي تاهت في وجهه أخفض راسه أكثر نحوها إلى أن إختلطت أنفاسهما مع بعضهما فتحدث هو بهمس تصاحبها نبرة خبث باردة ارعبتها :
أسد: أنتي قربتي مني بدون أذني إيه رأيك لو انا كمان قربت منك و من دون إذنك ها ؟؟!.
إتسعت عيناها بشدة ثم بدأت شفتيها بالارتجاف محاولة ان تجد حجة مقنعة تبرر فعلتها لكن عقلها شل تماما في هذه اللحظة!!.....رفعت يديها لتضعهما على صدره محاولة إبعاده عنها لكنه كالحائط تماما بينما هو يراقبها بإبتسامة جانبية ثم بصمت إبتعد عنها متجها إلى الحمام فتتنفس حور الصعداء واضعة كف يدها اليمنى على صدرها الذي يهبط و يصعد بسرعة شديدة فتخر ساقطة على الارض ناظرة نحو باب الحمام المغلق مع تصاعد صوت تدفق المياه إلى مسامعها.
تنهدت للمرة المليون على التوالي ثم وقفت فتمسك بيد الحقيبة تجرها إلى الخارج ثم تضعها قرب الباب و تجلب خاصة أسد أيضا ثم تجلس على الأريكة منتظرة خروجه.....فبرغم من برودى علاقتهما إلا أنها جهزت له الملابس المناسبة ف في المقام الاخير هي زوجته الأن و لن تنسى واجبها تجاهه أبدا!!.
بعد مرور خمس دقائق خرج أسد مغلقا باب الغرفة خلفه فتنظر هي إليه خلسة ثم تبدأ إبتسامة شقية تنمو على وجهها بسبب إرتدائه للملابس التي جهزتها له في الحقيقة هي الأن تغمرها سعادة عارمة بسبب ذلك تود أن تقفز صارخة بحماس لكنها إكتفت حاليا بالأبتسام بعفوية كما هي عادتها.....أسد كان يرتدي تيشرتا أسودا بأكمام مع بنطال جينز أسود و حذاء رياضي أبيض و شعره المرفوع لاعلى مع رفع أكمام التيشرت جعلته في هيئة غامضة كما يحب و تحب هي ذلك.
إتجه نحوها ثم وقف أمامها بعد أن وقفت هي ثم أمسك بطرف التيشرت من عند صدره متحدثا بوجه خالي من التعابير:
أسد: كويس عرفتي تعملي إيه كأول يوم ليكي في جوازنا دا بعد كدة من النهاردة هتبقي مسؤلة عن هدومي و مفيش إعتراض مفهوم؟؟.
أومئت هي مع إبتسامة خفيفة ناظرة له ثم أردفت بخفوت صدمه داخليا:
حور: مفهوم بس دا بالنسبالي واجب و لازم أعمله تجاهك لأنك في الاول و الاخير زوجي (جوزي) بردو.
إهتز كيانه الداخلي بأكمله ثم هز هو برأسه ليمسك بهاتفه و من ثم خرج هو لتتبعه هي بصمت مع إبتسامة بينما هو منزعج لأنها لم تصرخ عليه او تعترض على قراره بل تقبلته برحابة صدر أيضا هذا جعل أماله في إغاظتها و إزعاجها يصبح في الحضيض فعلا!!...إستقلا المصعد هبوطا لأسفل ثم يليه إنهاء الأجراءات مع موظف الأستقبال ثم يخرج هو و هي بجانبه من الفندق ليجد سيارته السوداء قد تم إزالة الزينة من عليها و وضعت الحقائب مسبقا فيها.
إستلم أسد القيادة و جلست بجانبه حور و لم تضع حزام الأمان و هو كذلك لكنه لم يفكر في الأمر حتى و هي أيضا ثم بقيادة السيارة بسرعة متوسطة و الصمت هو سيد المكان وصلا بسرعة إلى المطار و بدأت الشمس بالغروب بالفعل خرجا من السيارة ثم وجد الحارس بإنتظاره مع عربة الحقائب ليذهب الحارس و يخرج الحقائب من السيارة واضعا إياها على العربة ثم سلمها لأسد الذي أومئ له بخفة ليذهب الحارس و هو يقود السيارة فيتحدث اسد بصوت أمرا لا يقبل النقاش:
أسد: أمسكي إيدي و متفليتيهاش مهما حصل عشان المطار هيبقى زحمة جوى.
حور بخفوت: حاضر.
مدت يدها اليسرى بتردد فتمسك كف يده اليمنى فتشعر بكهرباء تسير على طول عامودها الفقري و هو أيضا شعر بذلك لكنه لم يعر الامر إهتماما كافيا ليبدأ بالسير نحو الأمام بخطوات سريعة و هي كذلك ثم بعد الانتهاء من الاجراءات إتجها إلى الطائرة المحددة التي هي متجهة نحو تركيا ثم يليه صعودهما إلى مقاعدهم المحددة.
جلست حور بجانب النافذة و بجانبها أسد الذي كان صامتا و يربط حزام الأمان و حور ايضا بدأت بربط حزام الأمان ثم تقلع الطائرة.
اتى وقت العشاء ليتناول الجميع وجبة العشاء ثم بعد مرور ربع ساعة أسندت حور راسها على النافذة لتبدأ عيناها بالأنغلاق تلقائيا من نفسهما و لم تقاوم حور ابدا لانها دائما تعشق النوم....إستشعر اسد سكونها لينظر نحوها فيجدها نائمة بسلام و من دون وعي منه ارتسمت إبتسامة هادئة على شفتيه ثم هو رفع يد مقعده و مقعدها ليريح رأسها على فخذيه بخفة مما جعلها تتململ في نومها بعد ان تركها وضع يده اليمنى على كتفها ثم نظر نحو يدها المضمدة ليمسكها بخفة ثم رفعها إلى مستوى فمه ليلثمها بقبلة حانية ثم يرجعها إلى مكانها أنزل رأسه إلى مستوى أذنها هامسا بحيرة:
أسد: أنا مش عارف ليه حاسس إني اعرفك من زمان و زمان اووي كمان بس انا مش فاكرك خالص حتى اني مكنتش اعرف إنه عمي عنده بنت حلوة و قمر زيك كدة بس صدقيني انتي من اقل حاجة بتعمليها بتقلب كياني كله مش عارف ليه بس طالما انتي على ذمتي دلوقتي مش هخلي حاجة وحشة تحصلك.
انهى حديثه بقبلة على وجنتها ثم ينظر إلى وجهها مرة اخرى ليجدها تبتسم بخفة ليبتسم هو تلقائيا من دون وعي ثم بعد مرور بعض الوقت سقط نائما هو الأخر.