
رواية حور الأسد الفصل الثالث والعشرون 23 بقلم سهام محمود
في الطائرة**
بعد مدة ثلاث ساعات من التحليق في الجو هبطت الطائرة المصرية في مطار تركيا الدولي بدأ جميع الركاب بالأستيقاظ من نومهم و البعض الأخر كان مستيقظ بالفعل و من بينهم أسد الذي مسح وجهه الناعس بكفي يداه ثم نظر إلى ساعة يده ليجدها الساعة 11 و النصف تنهد ثم نظر إلى حور التي مازالت نائمة بعمق وضع يده على كتفها ثم بدأ بهزها بخفة مصاحبا إياه خروج صوته الرجولي الناعس الذي أطرب مسامعها من المرة الأولى :
أسد : حور إصحي عشان وصلنا.
بدأت حور بالتململ في نومتها مع عبوس وجهها بظرافة جعلته يقهقه بصمت ثم تحدثت بأعين ناعسة:
حور: حرام عليييييك عايزة أنام نعسانة أووي يا أسد.
اسندها اسد من اكتافها ليعدل جلستها ثم بهدوء و حزم أردف:
أسد: نوصل الفندق و نامي براحتك إتفقنا؟؟.
أومئت حور و هي مغلقة عيناها مع إبتسامة كبيرة تزين وجهها ثم فتحت عيناها بصعوبة ثم وقفت مستندة على اسد الذي يحيط خصرها بيد و يمسك يدها اليسرى ثم بدأ بالخروج بخطوات متمهلة بسبب نعاسها الذي يعيق حركته اصبحا في وسط المطار الذي يضم العديد من المسافرين فتتعرقل قدم حور و كانت ستسقط إلا ان اسد لم يحتمل الوضع فيحملها بين يده كعروس بينما هي لم تكلف نفسها حتى في التحرك فيسقط راسها بتخدر لينظر نحوها اسد بصدمة و كان سيصرخ إلا إنه توقف حالما شعر بتنفسها المنتظم ثم يعدل راسها بحركة من كتفه العريض فتتململ اثر حركته دافنة راسها في جوف عنقه بينما هو إبتلع ريقه بتوتر إلا إنه تنهد مكملا سيره إلى الأمام ثم يجد أحمد من بعيد فينادي عليه بصوت عالي فيلتفت على اثرها جسد احمد الذي هرول نحو اسد مسرعا ثم تحدث بعجل:
احمد: أسد باشا حمدلله على السلامة.
اسد: الله يسلمك يا احمد المهم روح جيب الشنط عبال ما اروح للعربية.
احمد مسرعا: لا يا باشا انت روح بالعربية السوداء إلي برا و انا معايا عربية تانية و عشان الوقت متاخر و انت اكيد تعبان و بعدين المدام نايمة.
نظر اسد نحو حور ثم اومئ ليبدأ بالسير خارج المطار بصمت بينما احمد ذهب لكي يتمم إجراءات الخروج.....فتح السائق الباب ل أسد الذي جلس في الخلف و مازال يحمل حور بين يديه لكن هي الان بين احضانه و يحتضنها بقوة هو بذات نفسه ل يعلم لماذا يفعل ذلك إلا انه تنهد بقلة حيلة ثم وضع وضع احمد الحقائب في السيارة ثم تتحرك السيارة من امام المطار متجهة نحو الفندق.
تصل السيارة امام الفندق بعد مدة نصف ساعة ينزل اسد ثم يتوجه فورا إلى الداخل فيجد احمد خلفه الذي امسك بكارت الجناح ثم فتحت ابواب المصعد فيصعدا به لاعلى حيث الطابق المنشود ثم وقفا امام باب الجناح ليمرر احمد الكارت في مكانه المخصص اعلى المقبض فتضيء اللمبة الصغيرة من اللون الاحمر إلى اللون الاخضر فيضع احمد يده على المقبض مديرا إياه بسرعة مدخلا معه الحقائب فيدلف اسد إلى الداخل و كان سيتوجه إلى الداخل إلا ان صوت احمد اوقفه قائلا:
احمد: أسد باشا الشنط هنا و الكارت على الطرابيزة اهوه و انا غرفتي رقم 15 عشان لو احتجتني في حاجة اي خدمة تاني يا اسد باشا؟؟.
اسد نافيا: لا يا احمد خلاص اتفضل إنت روح ارتاح لاني تعبتك معايا النهاردة.
احمد بإبتسامة: لا يا باشا ولا تعب ولا حاجة دا واجبي بس تصبح على خير عن إذنك.
اسد: و انت من اهل الخير إتفضل.
إستدار احمد خارجا من الجناح مغلقا الباب خلفه ثم إتجه هو نحو غرفته بسرعة لكي يرتاح......بينما اسد دلف إلى غرفة النوم الموجودة واضعا حور برفق على السرير فتتململ هي بسرعة بإنزعاج متأففة من كثرة التحرك لكن ملامح وجهها عادت للأسترخاء مرة اخرى ليتجه اسد خارجا جالبا الحقيبتين ليفتح خاصته مخرجا منها منامة نوم بيضاء مخططة بأسود بنصف اكمام ثم اتجه نحو الحمام فيستحم بماء بارد كعادته ثم بدأ ينشف جسده بمنشفة بيضاء ليبدأ بإرتداء منامته بسرعة ثم يخرج و هو ينشف شعره الفحمي الذي كان مشعث بشكل جذاب جدا.
ذهب نحو حور النائمة بعمق ليجلس بجانبها ثم وضع يده على وجنتها متحسسا إياها برفق فيجدها طرية الجلد و ناعمة الملمس ايضا لكنه فجأة أبعد يده بسرعة ك من لدغته افعى ثم بوجه خالي من التعابير بدأ يوقظها متحدثا:
اسد ببرود: حور إصحي يلا عشان تغيري هدومك و تنامي تاني.
لم تستجب له لكنه صرخ بإسمها دفعة واحدة جعلتها تفزع من نومها برعب بينما هو رمقها بنظر باردة كالعادة اما هي جالسة تسند جسدها المرتجف بيدها اليمنى و يدها اليسرى موضوعة على مكان قلبها الذي يقرع ك الطبول الهندية ولا يتوقف مع تنفسها السريع جدا و اعين مرتجفة دامعة متسعة من الرعب و ما زاد الطين بلة هو ان الغرفة مظلمة لا يضيئها إلا مصباح بعيد قرب الباب.
لم تحتمل هي هذا الوضع و مزاحه السخيف بالنسبة لها فتضع كفيي يديها على وجهها ثم تبدأ بنوبة من البكاء بينما هو تنهد بعصبية و إنزعاج ثم تحدث:
اسد: بتعيطي ليه دلوقتي؟؟.
ابعدت حور يديها ثم نظرت له بينما تتساقط الدموع من مقلتيها فيشعر بإنقباض في قلبه رمشت بعينيها قليلا ثم تحدثت بعد شهقة خفيفة:
حور: ما هو انت خوفتني و انا كنت نايمة.
اسد بصدمة: بقى انا صوتي بخوف للدرجة دي؟؟.
حور بإنزعاج: دا انت صوتك لوحده عامل زي دراكولا إلي بيجي في نص الليل دا مش بيخوف بس دا بيرعب.
نظر نحوها اسد بصمت ثم بعد برهة هز رأسه بتشتت بينما هي تراقبه بنظرات منزعجة و تمسح دموعها بطفولية ليتحدث:
أسد: قومي و غيري هدومك عشان تعب السفر.
حور بتهكم: حاضر.
تحركت بإنزعاج ثم بخطوات بطيئة إتجهت نحو حقيبتها مخرجة منامة ذات رسمات طفولية جدا ثم إتجهت نحو الحمام مغلقة الباب خلفها بالمفتاح.....بدأت بفك حجابها و ثيابها ثم إتجهت تحت مرش المياه لتشعر بعضلات جسدها تصبح مرتخية ادارت مفتاح الصنبور للجهة اليمنى فتصبح المياه باردة فبدأت تصدر اصواتا مضحكة من شدة برودة المياه ثم إبتعدت عن المياه لكنها إبتسمت عاضة على شفتيها فتعود اسفل المياه مرة اخرى بضحكة خفيفة جميلة.
إنتهت من الاستحمام لتبدأ بتجفيف جسدها جيدا فتترك شعرها مبلولا ينقط منه قطرات ماء خفيفة إرتدت منامتها ثم خرجت من الحمام نظرت نحو السرير فتجد اسد عاري الصدر و نائم على ظهره براحة لكن هي إشتعل وجهها بسبب خجلها الشديد فتتجه نحو النافذة موجود اسفلها اريكة طويلة فتتجه نحوها بإبتسامة ثم فتحت النافذة لتلفح وجهها نسمة هواء باردة جعلت جسدها يرتجف لكنها لم تبالي امسكت بوسادة من جانب راس اسد ثم وضعتها على الاريكة لتنام عليها براحة ثم خمس دقائق لتذهب في النوم العميق.......
₩÷₩÷₩÷₩÷₩÷₩÷₩÷₩
في صباح اليوم التالي في قصر هلال السيوفي كان الجميع على مائدة الافطار يتنالون الطعام مع بعض الأحاديث الجانبية إلى ان تحدث هلال:
هلال: محمد انت و رضوى هتعيشوا هنا من النهاردة.
محمد: بس يا حاج و الشغل إلي مستنيني في إسكندرية.
هلال: تديره من هنا و بعدين عشان خلاص حور اتجوزت و سيف اتجوز و هيبقى يعيش هنا هو كمان و انت و رضوى مينفعش تعيشوا وحدكم خلينا نعيش مع بعض احسن حاجة.
نظرت رضوى نحو محمد ثم اومئت بإبتسامة ليبادلها هو ثم تحدث :
محمد: خلاص يا حاج إلي تشوفه بس خليني اسافر بكرة انا و مراتي نرتب الشقة هناك و انا ارتب امور الشركة و نيجي يا حاج تمام كدة؟؟.
هلال بضحك: دا كدة تمام اووي.
بعد مدة انتهى الجميع من تناول الطعام ثم يذهب هلال إلى غرفته لكي يأخذ الدواء ثم كان سينام إلا ان رنين الهاتف اوقفه ليجد مكالمة فيديو من حور ليبتسم بإتساع ثم يجيب لبصدر صوت حور المرح قائلة:
حور: هييييييلو حبيبي عامل إيه؟؟.
هلال: براحة يا بنت المجنونة طبلة ودني هتتخرم.
حور: ههههههه اسفة يا هيلو يا قمر انت.
هلال: على العموم انا كويس و انتي كويسة و اسد عامل إيه؟؟.
حور بهدوء: انا كويسة و اسد كمان كويس.
هلال: اومال هو فين؟؟.
حور بغباء: هو مين إلي فين؟؟!.
ضرب هلال جبهته بخفة من غباء أبنة أبنه و لكن هذه الحركة معتادة منها ثم تنهد ليقول :
هلال: اما بسأل على اسد يا حور اسد.
حور بلامبالاة: هو راح فرع الشركة إلي هنا عشان في مشاكل.
هلال بإستغراب: ليه هو انتوا فين؟؟!.
حور بحركة مضحكة: أااااااااه انا نسيت ما هو إحنا إمبارح سافرنا على تركيا عشان في مشكلة كبيرة اووي حصلت هنا و مفيش غير أسد هو إلي يحلها ^عطسة^.
هلال: مالك يا حور بتعطسي ليه كتير كدة؟؟!.
حور بضحك: لا متخافش يا هيلو دي تلقيها جت بسبب حد جايب في سيرتي عشان كدة عطست.
لتغمز في اخر حديثها بشقاوة مما جعلت هلال يضحك لكن صرخة عالية صدرت منها جعلته يصدم :
حور: هييييلو الدوا بتاعك معاده دلوقتي خدته ولا لسا؟؟.
هلال: يا بنت المجنونة شوية شوية مبتعرفيش تسألي عن حاجة بالراحة و بهداوة ابدا كله زعيق في زعيق.
حور: معلش حقك عليا بس بجد يا هيلو خدت الدوا ولا لسا؟؟.
هلال: خدته يا حور خدته و كنت لسا هنام بس انتي رنيتي عليا قلت أكلمك و بعدين انام.