رواية حور الأسد الفصل التاسع والثلاثون 39 بقلم سهام محمود


رواية حور الأسد الفصل التاسع والثلاثون 39 بقلم سهام محمود


نردين: أنا جاتلي فكرة إنه أضرب عصفورين بحجر واحد.
حور بذهول: تقصدي إيه؟!!.
نردين بإبتسامة: يعني اسد هيدمر و إنتي هتموتي.

إتسعت عينا حور بصدمة لكنها خرجت من صدمتها عندما بدأت نردين بركلها على جانبها الأيسر لتنكمش حور على نفسها من الألم و هي تكتم صرخاتها بصعوبة إبتعدت عنها نردين بعد لحظات لتبدأ بالسير إلى الأمام من جديد ناوية الذهاب لكن.... بدأت حور بالنهوض بصعوبة عن الأرض.

كان وجهها محمر من الألم الذي تكبته....وقفت واضعة يدها اليمنى على جنبها الأيسر لتسرع نحوها في خطواتها فتمسكها من أكتافها ساحبة إياها إلى الخلف و بعد ذلك تلقيها بجانب الحائط لترتطم نردين في الحائط بقوة و تسقط على الطاولة الزجاجية التي بجانبها فتصرخ متألمة.

إستغلت حور ذلك فتمسك بالملفات و تبدأ بالمشي بسرعة عوضا عن الركض بسبب جانبها الذي يؤلمها حد الموت في هذه اللحظة!!.

رأتها نردين تمشي حاملة الملفات لتنهض بصعوبة و هي تنظر لها بكره و بدت  كأنها مجنونة.....لم تعي على نفسها إلا و هي تمسك بإحدى شظايا الزجاج المتكسر بين قبضة يدها و تبدأ بالركض نحو حور التي رأتها لتسرع قليلا....لكن هيهات ف لقد كانت نردين أسرع منها!!

أمسكتها نردين من كتفها بيد و اليد الأخرى التي تحمل بها الشظية إندفعت بقوة نحو ظهر حور لتنغرس فيها بقسوة تصرخ على أثرها حور بضعف.....سقطت الملفات من يدها يليه سقوطها على ركبتيها ثم وجهها و مازالت نردين تمسكها من كتفها و هي تبتسم ك المجنونة...لا بل هي قد جنت بالفعل!!.                                  
ضحكت نردين بهستيرية مردفة بجنون ناظرة نحو حور التي تتألم و تتلوى تحت قبضتها:

نردين: أنا قلتلك إنك هتموتي....و موتك على إيدي يا حور سامعاني على إيدي....... من و انا صغيرة بحقد عليكي لأنك أخدتي محبة و إهتمام الكل أما أنا لا...عشان كدة أنا هنتقم منك و أشفي غليلي دلوقتي.

تحدثت بأخر كلمتين بنبرة حقد يليه غرسها للزجاجة العالقة في ظهر حور إلى الداخل أكثر لتدخل نصفها صرخت حور لكن لم يكن لها صوت بسبب يد نردين...
أغمضت حور عيناها بشدة من الألم و بقيت تحرك يديها بعنف لعلها تعيق يد نردين التي تمسك الزجاجة لكن تمرد حور زاد نردين إصرارا لتدفع الزجاجة إلى الداخل أكثر فتتوقف حور عن التحرك بسبب إستقبالها لجرعة الألم القادمة أكثر.

ضحكت نردين بصخب يليه كسرها للزجاجة الباقية بقسوة و عنف و من دون رحمة لتصرخ حور بضعف للمرة الأخيرة قبل أن تشعر بأن روحها قد فاضت بها......بدأت رؤيتها تتشوش و تشعر بتبلل ملابسها بسبب الدماء التي تنزف بغزارة من جرحها العميق.......تنفسها بدأ يثقل و تلتقط انفاسها بصعوبة بالغة.

وقفت نردين لتمسح دماء حور العالقة بيدها بثيابها لتمشي بترنح بسبب قدمها التي إلتوت عند سقوطها على الطاولة جثت على الأرض و بدأت بجمع الأوراق التي تناثرت من الملفات لكي تعيدها إلى مكانها الصحيح و تذهب بسرعة.

حور الأن تفكر لا يمكنها الأستسلام....لا يمكنها ذلك بسبب وعدها التي قطعته لأسد أن تساعده مهما كلف الأمر.
فتحت حور عيناها ببطئ مجددا رفعت رأسها بضعف لترى نردين مولية ظهرها لها..... رفعت حور يديها لكي تستند عليهما لتتألم لتكتم تأوهها بصعوبة بالغة لتنهض أخيرا و تقف على قدميها وضعت يدها على جرحها بخفة و تبعدها لترفها أمام ناظريها فتجدها ممتلئة بالدماء...

نظرت خلفها بنظرات ضعيفة واهنة و مازالت حالة تنفسها على حالها بل أسوء أيضا....لتلمح العصا الخشبية التي كانت معها فتتجه نحوها و تمسكها و تعود أدراجها نحو نردين المنشغلة في ترتيب الأوراق..... وقفت حور خلف نردين مباشرة لترفع العصا لأعلى غير أبهى للألم الذي إجتاحها بسبب رفعها لجزئها العلوي بشدة لتهوي بالعصا بقوة و بأقصى ما تملكه على رأس نردين لتصرخ صرخة مدوية ممسكة برأسها لتمر لحظة فتسقط أرضا فاقدة للوعي.

¤÷¤÷¤÷¤÷¤÷¤÷¤÷¤÷¤÷¤÷¤

وصل أسد إلى القصر و خلفه عزت و الحرس فيجده يشع بالأنوار زادت نبضات قلبه فجأة ليبدأ الشك يساوريه في حدوث شيء ل حور لكنه نفى ذلك.....اوقف السيارة بقوة لدرجة أنها أصدرت صوت قوي و عالي فتح الباب ليبدأ بالجري نحو الباب و خلفه عزت فيسمع صراخ عالي و الذي كان صراخ نردين ليقف بصدمة ل لحظة لكنه بعد تقدم بقوة و بسرعة نحو باب القصر ليفتح و يركض إلى الداخل بأقصى ما يملك.......لتتوسع عيناه حالما وجد حور واقفة ممسكة العصا بيد و يدها الأخرى موضوعة على جانبها مكان الجرح بالتحديد و وجد أيضا نردين غائبة عن الوعي.....اعاد نظره بصدمة نحو حور ليجدها تفتح عيناها بصعوبة و تتصبب عرقا لتسقط العصا من يدها فتترنح ليذهب نحوها بسرعة فتسقط في أحضانه و يسقط هو معها  أيضا.
                                     
اسندها جيدا بين يديه ليرفع وجهها و يتحدث بخوف لكنه صمت عندما شعر بتبلل كم قميصه الأبيض و كف يده اليمنى ليرفعها فيجدها مليئة بالدماء أصابه الهلع ليتحدث بخوف:

أسد: ح...حور إيه الدم دا؟؟.
ردت حور عليه بصوت ضعيف تبعد يده عن مكان جرحها خشية أن ينجرح بسبب الزجاج العالق بها:

حور بضعف: لا أبعد إيدك عشان متتعورش من الأزازة.
أسد: بصدمة: أزاز؟؟.

صرخ ب عزت أن يذهب أمامه نحو سيارته ليذهب عزت فورا حملها جيدا ليقف و يبدأ بالسير إلى الأمام بسرعة ثم خرج من حدود القصر و وضعها في سيارته من الخلف أمرا عزت بالقيادة نحو المشفى فيصعد هو عندها و يضع رأسها على قدميه و يبدأ عزت بالقيادة السريعة.

بدأ اسد يمسح بكف يده العرق عن وجهها بخفة فيتحدث بصوت به غصة على حالها:

أسد: حور فتحي عيني و متقفليهاش أبدا و اتكلمي معايا.
حور بوهن: أنا...أنا مش قادرة يا أسد.

أبتلعت ريقها لتكمل حديثها مغمة العينين:

حور: أنا وفيت بوعدي ليك و لحد هنا و كفاية 

تحدث هو بسرعة مع خوف شديد:
أسد: بس بس إهدي مش هيحصلك حاجة طالما انا عايش مش هتحصلك حاجة انتي بطلي كلام دلوقتي عشان جرحك و النزيف.

اومئت له حور بصمت بدأت بالسعال دما فتتسع عيناه بصدمة شديدة ماذا يحدث لها أيضا ماذا؟؟!.

أسد: حور خليكي صاحية معايا متسبنيش يا حور أرجوكي!!..حور؟!..حور ردي عليا يا حور متسبنييش.

صرخ بأسمها عدة مرات لعلها تجيبه لكنه وجد رأسها يتدلى جانبا بضعف شديد مع وجه شاحب و شفاه مزرقة و غير هذا جسدها أصبح مثل قطعة جليد!! صرخ ب عزت بقوة و غضب يحثه على السرعة أكثر فيقود بسرعة أكبر لدرجة إنه سيارة شرطة تلاحقهما لكن عزت لم يهتم يريد أن ينقذ أخته هذا هو الأهم بدأت أفكاره السلبية تحوم في عقله فتدمع عيناه حزنا عليها.

وصلا المشفى ليفرمل السيارة أمام بابها بقوة شديدة فينزل فاتحا الباب ليهرع منه أسد حاملا حور بين يديه فيجد الممرضات تأتي ب سرير نقال أبيض وضع عليه حور ثم أمسك يدها و يتجهون إلى الداخل بينما عزت تولى أمر رجال الشرطة لأنه لو رأهم أسد سوف يكيل إليهم وابلا من الضرب الشديد و العنيف أيضا!.

ساروا بسرعة إلى الداخل فتتحدث إحدى الممرضات بهلع عندما وجدت السرير الأبيض إمتلئ بالدماء من أسفلها:

ممرضة: هو في جرح في ضهرها ولا نزيف؟!.
أسد بصراخ: في أزازة في ضهرها و مكسورة دا غير إنها كانت بتكح دم.
الممرضة: يبقى في عندها نزيف داخلي و أحتمال كمان يكون عندها حاجة الدكتور هيجي دلوقتي و يفحصها.

نظر إلبها بغضب جحيمي ثم قال صاكا على أسنانه و عيونه حمراء من الغضب:

أسد: دكتورة مش دكتور فاهمة دكتورة.
الممرضة برعب: م...ماشي ماشي!!.

                                  
أستمرت في دفع السرير بسرعة هي و الممرضة الأخرى فتتركها بسرعة لكي تذهب إلى قسم الأطباء لكي تشرف إحدى الطبيبات على حالة حور و بالصدفة تمر أسيل من نفس الممر و ترى أسد بمظهره المرعب هذا لتنصدم بشدة و لم تدري بنفسها إلا وهي تركض خلفهم لكن توقف أسد خارجا واضعا يد على جانب خصره و الأخرى يجذب بها شعره بغضب و تستطيع أن ترى بأن أعينه قد أدمعت بالفعل توقفت أسيل أمامه بصدمة ثم أشارت بأعين دامعة نحو باب غرفة العمليات:

أسيل: ح...حور...حور دي...دي حور مش كدة؟!.

نظر نحوها أسد بأستغراب من أعينه الحمراء فيتذكرها بسرعة ثم تحدث:

أسد: أنتي أسيل مش كدة؟!.
أسيل تومئ: أيوة يا أسد باشا أنا أسيل صاحبة حور.

إقترب منها خطوة بأمل شديد لكنها تراجعت خطوة إلى الخلف فيتحدث برجاء صدمت منه:

أسد: أرجوكي يا أسيل حور جوة أوضة العمليات هي في إزاز في ضهرها و بتنزف كتير و كانت بتكح دم أرجوكي أدخلي جوة و قوليلي حالتها إيه أرجوكي؟!.
أسيل تومئ بسرعة: حاضر ماشي.
أسد بإبتسامة: شكرا متشكر ليكي.

دلفت أسيل بسرعة إلى الداخل ثم بعدها ببرهة وجدة ممرضة و طبيبة تدلف سريعا إلى الداخل ما أن دلفوا وجد نفسه يستند على الحائط بلا حول ولا قوة و يسقط ببطئ لأسفل إلى أن اصبح جالسا جذب شعره بقوة إلى أن كاد يقتلع فيبدأ بالبكاء بصمت؟!!.

بالفعل بدأ أسد بالبكاء لكن بصمت بكاءا صامت لا تسمع منه شيء نظر إلى يديه التي تملؤها الدماء فينزل رأسه لأسفل غير مصدق لما يحدث.

¥¤¥¤¥¤¥¤¥¤¥¤¥¤¥¤¥¤¥¤¥

الطبيبة: 1---2---3.

نقلت حور إلى سرير العمليات نائمة على بطنها بينما ظهرها يواجههم جلبت الممرضة المقص المعقم ثم بدأ بقص ثيابها نصفين ليظهر جسدها الأبيض و هم منذ البداية نزعوا الحجاب عن رأسها نظرت الطبيبة رؤية إلى جرحها فتردف أسيل بقلق:

أسيل: دكتورة رؤية جوزها بيقول إنه في أزاز في ضهرها و أنا أتوقع إنه يقصد الجرح ده.
رؤية بقلق: دي نزفت كتير هنحتاج دم من بنك الدم حد يعرف زمرة دمها إيه؟!.
أسيل بسرعة: زمرة دمها هي -O هروح أشوف أنا لو في أو لا عشان نلاقي متبرع.
رؤية: بسرعة يا أسيل بسرعة.

خرجت أسيل من غرفة العمليات بسرعة لتجد أسد جالسا ما أن رأها مسح دموعه ثم سأل بلهفة:

أسد: حور هي كويسة مش كدة؟!.
أسيل بأسف: للأسف يا أسد هي محتاجة دم و انا هروح أشوف إذا فيه في بنك الدم ولا لا و لو مفيش هنطلب متبرع.
أسد: لو مفيش قوليلي عشان أتبرع لأنه زمرة دمي من زمرة دمها.
أسيل: ماشي عن إذنك.
ركضت أسيل متجهة نحو بنك الدم و تأمل أن تجد دم من زمرة دمها.

أمسكت الطبيبة رؤية بالمشرط ثم كانت سوف تبدأ لكنها تلاحظ بأن جانبها الأيسر مزرق بطريقة بشعة لدرجة إنه إقترب من اللون الأسد لمست بحذر لتقول لممرضة التي بجانبها:

رؤية: المريضة عندها كسر في إحدى الأضلع ممكن يكون سببلها نزيف داخلي عشان كدة جهزوا الشفاط و زودوا كمية المخدر مع جهاز التنفس الصناعي عبر الخرطوم مش القناع.
الممرضة منبهة: دا إحتمال كبير يا دكتورة لأنه جوزها قال إنها كانت بتكح دم.
رؤية: إذا دا بيثبت إنه فعل في نزيف داخلي ربنا يستر دا غير الأزازة إلي في ضهرها و باين إنها مكسورة بعنف شديد بسم الله نبدأ.

بدأت توسع الجرح قليلا و تباشر بإجراء العملية و تقول الملاحظات المهمة لكي تتبعها الممرضات بإهتمام بينما ممرضة أخرى كانت قد ثبتت كيسا مملوء بمادة السيروم المركز متجه إلى وريدها الأيسر و فمها يوجد بداخله خرطوم بلاستيكي يبعث لها الهواء الأصطناعي بسرعة.

بعد مدة وجدت أسيل تدلف إلى الداخل قائلة بفرح رافعة كيس مملوء بالدم:

أسيل بفرح: لقيت كيس أهوه.
رؤية بسعادة: طيب كويس علقيه بسرعة بسرعة.

بدأت أسيل بتعليه ثم خرجت مرة أخرى تخبر فيها أسد بأن يذهب لكي تبرع بكيس من الدم لكنه أوقفها قائلا:

أسد: أنا هروح أتبرع بس خلي بالك منها أرجوكي متخليش أي حاجة تحصلها.
أسيل تسير أمامه: تعال ورايا أنا هقول ل واحد زميلي إنه يساعدك لأنه أنا مينفعش.
أسد: ماشي.

سارت معه إلى غرفة بجوار الغرفة التي كانت حور تتبرع بها بالدم فتجد شابا يافع يرتدي نظارة طبية يحمل قدرا من الوسامة لكن ليس كثيرا فتطلب منه مساعدة أسد في التبرع ليرحب بالفكرة بسرور تام.

أخرجت الطبيبة رؤية قطعة الزجاج من ظهر حور لتنظر إليها الممرضات بصدمة ثم أسقطتها في وعاء طبي من الزجاج لتتحدث إحدى الممرضات:

الممرضة: كل ده كان في ضهرها يا دكتورة ؟!!.
رؤية بحزن: للأسف أه أنا هقطب الجرح دلوقتي جهزولي الخيط و الأبر مع شاش معقم و لاصق طبي بسرعة.
الممرضات: حاضر.

بدأوا بفعل ما طلبته منهم ثم بدأت بتقطيب الجرح بالفعل إنتهت لتعقمه جيدا ثم قلبوا حور على جانبها أمسكت الطبيبة رؤية بجانبها لتفتح جزءا صغيرا و تبدأ بإعادة ضلعيها المكسورين بأشعة ليزر.

بعد مرور ساعتين**

فتحت أبواب غرفة العمليات ليرى أسد حور مسلتقية على جانبها الأيمن بينما المحلول و الدم موصل بجسدها و قناع الأكسجين.                           
ثم تقدم اسد ليمسك بيدها و يرافقها الى ان وصلت غرفة العناية المشددة فتتكلم الطبيبة رؤية:                   
رؤية: انت مين حضرتك؟.                    
اسد: انا جوزها اسد هي حالتها ايه يا دكتورة؟؟.
                     
رؤية: بص يا استاذ اسد انا هتكلم معاك بصراحة ..... الحالة الي فيها الانسة حور حرجة.                 
اسد ب صدمة: ليه؟.                    
رؤية موضحة: حالة الاصابة الي كانت متصابة فيها خطيرة بحيث انها هتاثر عليها مستقبلا و حاليا هي هتاثر على حركة رجلها الشمال بس بالعلاج الطبيعي هتقدر تمشي عليها في فترة اقل من شهر دا غير انه كان ظاهر عندها في جنبها الايسر متعرض للضرب الشديد و العنيف ادى لانكسار ضلعين سببلها نزيف داخلي بس قدرنا نسيطر عليه الحمد لله و هي حاليا في غيبوبة لانها اضربت في منطقة خلف الراس و كمان لسا مش عارفين هتاثر على ذاكرتها ولا لا بعد مدة 24 ساعة هننقلها لغرفة عادة في حالة عدم حدوث اي مضاعفات. 
                   
اسد: طيب يا دكتورة ممكن اشوفها دلوقتي؟؟.                   
رؤية: لا حاليا مش ممكن للاسف يا استاذ اسد.                  
اسد: ارجوكي يا دكتورة خلينا اشوفها لمدة خمس دقايق بس .                   
رات رؤية الاصرار و القلق و الخوف في عيناه فتستسلم قائلة:                  
رؤية: ماشي يا استاذ اسد لمدة خمس دقايق لا اكتر ولا اقل.
                    
اسد بسعادة: متشكر يا دكتورة متشكر جدا ليكي.
                     
رؤية: العفو دا واجبي مش اكتر اتمنالها الشفاء ان شاء الله.
                    
رحلت رؤية بعيدا عن ناظري اسد بينما تحرك اسد في سعادة عارمة لانه سوف يراها لكنه ايضا حزين جدا بسبب ما اصابها... كان سيدلف للداخل لكنه وجد عزت قادما نحوه مهرولا ليساله عن حالة حور                  
عزت: اختي يا اسد هي كويسة مش كدة؟؟.                   
اسد يومئ: حاليا لا لانها في العناية المركزة بعد 24 ساعة هيخرجوها منها لغرفة عادية بس...                    
عزت: بس ايه يا اسد؟؟.                    
اسد متنهدا: بس بسبب الجرح هياثر على حركة رجلها الشمال هتحتاج انه يتعالج ب علاج طبيعي لمدة اقل من شهر و كمان لقوا انه عندها ضلعين مكسورين هما سبب النزيف الداخلي و كمان ضربة قوية في راسها من ورا ممكن تخليها تفقد الذاكرة.                   
عزت بصدمة: كل ده حصلها بسبب بنت ال**** نردين.
                   
اسد بغضب: متجيبش سيرتها قدامي.... على العموم انا دلوقتي هروح اشوف حور و انت قلت لحد في القصر؟؟.
                    
عزت ب نفي: لسا مقلتش ل حد انا يا دوب لحقت اني اسكت البوليس و جهزت ورق المستشفى و جتلك بسرعة اهوه                   

اسد: طيب قولهم عشان هنروح نشوف حكاية نردين دي.
                 
عزت: ماشي بس ادخل انت الاول و طمني ماشي.
                                                   
اسد: ماشي.
تركه اسد ثم دلف لداخل العناية المركزة ثم اغلق الباب بخفة استدار لكي يراها ليجدها ممدة على السرير مستلقية على جانبها الايمن و الاجهزة الطبية محيطة بها و قناع جهاز التنفس موضوع على فمها بينما الملائة تحيط جسدها و شعرها متناثرا من حولها مثل الملاك لكن ملاك مصاب و باجنحة مكسورة ..... تقدم نحوها اكثر ثم جثى على ركبتيه و نظر الى وجهها لم يستطع منع نفسه ليبدا بالبكاء مثل الطفل ممسكا بيدها و يردد قائلا:

اسد: كله بسببي كله بسببي يا حور..... كل الي انتي فيه بسببي انا سامحيني يا حور لاني سببتلك الاذى دا كله.

ظل على تلك الحال لمدة دقيقة ثم مسح دموعه بقوة و قد اصبحت عيناه حمرار ثم ردد قائلا:

اسد: متخافيش يا حور انا هجيبلك حقك الليلة دي قبل شروق الشمس انتي بس خليكي نايمة ومرتاحة و صدقيني من النهاردة و رايح مفيش اي حاجة هتحصلك.

ترك يدها ثم خرج من الغرفة ب مظهرا مهيب و قوي.... تخيلوا مظهره معي يرتدي بنطال البدلة السوداء مع قميص ابيض ناصع ملطخ بالدم في منطقة الاكمام و الصدر و ترافقها ملامح وجه سوداوية غاضبة و شعر اسود مشعث يعطيه الهيبة الكاملة مثل هيبة الاسد عندما ينتصر على منافسه هكذا هو مظهره بمعنى اخر رجل فخم مهيب يلق بك اسمك يا عزيزي.

خرج من الغرفة ليرى جميع افراد العائلة امامه.... سارة شقيقته و رضوى والدتها و نادية زوجة عمه احمد منهارين من البكاء و محمد وسيف وهلال و احمد متماسكين لكن سيف كانت عيناه حمراء و الظاهر انه ايضا كان يبكي سرا لم يتفوه باي كلمة لكنه تحدث ب صوت هادئ صم اذانهم جميعا:
اسد: كل الي مراتي فيه دلوقتي بسبب نردين.
شهق الجميع ب صدمة لم يصدقوا ما حدث لكن تقدم احمد من اسد و قال مربتا على كتفه:

احمد: روح يا اسد خد حق مراتك.

اسد: مش انا الي اخد حقي من بنت حقي من بنتك هيخدهولي القانون ولانه بنتك متقدرش تعمل العملة دي الا لما يبقى في حد وراها عشان كدة انا هروح اشوف مين عزت هنا وهو هيقلكم وضع حور ازاي و كمان انسة اسيل موجودة معاكم في حالة لو حصلت حاجة.

اومئ له الجميع ليتركهم اسد ويرحل خارجا من المستشفى مستقلا سيارته ثم قاد نحو قصره بسرعة جهنمية ليصل في غضون 10 دقائق ف يفرمل بقوة ل تصدر اطارات السيارة صوتا مزعجا ثم نزل منها تاركا الباب مفتوح اقتحم ابواب قصره بقوة ثم نزل نحو القبو المظلم و فتح الباب الحديدي ليجدها جالسة على كرسي خشبي و منزلة راسها بينما هي مقيدة القدمين و اليدين.

تقدم منها فتبصر ظله الطويل لترفع راسها كانت ستتحدث لكنها وجدته بتلك الهيئة التي تشبه الشيطان فتصمت و ترتجف من مظهره المرعب هذا تقدم ثم قال ب فحيح هامس:                                 
اسد: هتقولي من ورا العملة السوداء الي عملتيها دي و الا انا هعمل الصح معاكي.

من مظهره فقط قررت الاعتراف بما ان موقفها صعب و خصوصا بانه يعلم ب انها السبب في ما حدث سابقا ف تقول :

نردين: انا كنت السبب في الي حصل ل حور بس فكرة سرقة الملف بتاع معلومات الصفقة كانت فكرة ياسر.

اسد: و انتي وافقتي من غير اي مقابل كله لمصلحتك ... لدرجة انك وقعتي بيني و بين حور بسبب الصور الي صورها كرم ليها مع اخوها عزت.

نردين ب صدمة: هو الي كان معاها دا يبقى اخوها.

اسد: ايوة عزت هو اخوها و دلوقتي انتي هتروحي للاقسم وتعترفي على نفسك و على ياسر دا هيخفف من العقاب عنك شوية و دا احسن من اني اروح و اقدم بلاغ فيكي.

نردين تومئ: ماشي انا هقول كل حاجة هناك متخافش.

اسد ببرود: انا مش خايف ولا هخاف من شوية عيال زيكم.

صمتت نردين لانها ليس لديها ما تقوله او تتحدث به من الاساس فك قيودها لتقف و تسير خلفه ثم جلست بجانبه في السيارة ل يقود هو نحو اقرب قسم شرطة لتذهب هناك و تعترف على نفسها و على ياسر ف تباشر النيابة العامة باصدار القرار بالقبض على ياسر ل تنجح تلك المهمة ب القبض عليه.

عاد الى القصر ل يبدل ثيابه من ثم نظرت عيناه نحو دماءها التي كانت في قميصه بالكامل و يده فيغسل يده ثم وجهه و من ثم خرج من القصر متوجها نحو المشفى مرة اخرى لم يجد احدا من العائلة ليجد فقط عزت وينظر من زجاج الغرفة ل حور و اسيل التي كانت تتفقد مؤشراتها الحيوية ل تتاكد من عدم حدوث اي مضاعفات ف تخرج ل تجد اسد يقف بجانب عزت الذي كان يربت على كتفه ف تقول مطمئنة اياهم:

اسيل: اطمن يا استاذ اسد انت و الاستاذ عزت حور كويسة و مفيش اي خطرحاليا و انا المسؤولة هنا عن حالتها لاني طلبت كدة من الدكتورة المسؤولة عنها.

اسد: انا متشكر ليكي يا انسة اسيل على جهدك و تعبك.

اسيل: لا يا استاذ اسد دي حور اختي و اكتر و دي اقل حاجة ممكن اقدمهالها. 

ابتسم لها اسد فترحل لكي تتحدث مع الطبيبة رؤية بينما عزت تابعها ب ناظريه ليشعر بضربة قوية على راسه ليحكها متاوها ثم يقول:

عزت: ايه مالك ضربتني ليه؟؟.

اسد: متبصش البصة دي للبنت دي تاني فاهم؟؟.

عزت: ليه ان شاء الله و اساسا بصتي ليها كانت ازاي.

اسد: اقولك انا بصتك ليها كانت عاملة زي كانك عايز تخطفها و تهرب بيها لمكان محدش ممكن يوصلك فيه.

عزت ب صدمة: انت بتتكلم بجد ولا بتهزر يا اسد؟؟.

اسد بصدق: بتكلم بجد و الله.... و خدها نصيحة مني مش هتلاقي حد زيها تكون شريكة حياتك.                               
عزت مفكرا: طيب هي اسمها و كمان بشتغل ممرضة و باين من وشها انها بنت ناس و اخلاقها عالية و كمان جمال و قصيرة هي نفسها مواصفات شريكة حياتي المنتظرة.

اسد: شفت ازاي يلا روح انطلق و متجيش هنا الا و هي على ذمتك و وريني شطارتك.

عزت راحلا: ماشي هوريك شطارتي يا اسد.

رحل من اما ناظريه ليدير وجهه مبتسما ثم تقدم خطوتين نحو الامام لينظر ل حور من خلف الزجاج ينظر لها بشوق كبير للغاية كان ينوي ان يخبرها اليوم بانه قد استرجع ذاكرته منذ وقت الحادث و قد كان متوقعا بانها لاحظت تصرفاته الغريبة تلك لهذا هو كان مقررا لان يخبرها بذلك لكن تسير الرياح بما لا تشتهي السفن فقد حدث ما حدث و هو يتمنى لها بان تكون بخير الان و ان لا يحدث لها اي مكروه.

................................................................

بينما عزت سير في ردهات المشفى بحثا عن اسيل تلك لكنه لم يجدها ل يوقف ممرضة ثم سالها لتدله اين مكانها ف يتوجه فورا الى خارج ليجدها تقف بقربشجرة ما و تعقد يديها اسفل صدرها و تنظر الى السماء حالكة السواد بشرود ليتقدم منها و يحمحم قائلا:

عزت: مساء الخير يا انسة اسيل.

اسيل: مساء النور.... عن اذنك انا مضطرة اني امشي لانه وقفتنا دي متنفعش حضرتك.

كانت سترحل لكنه أوقفها قائلا:
عزت: انا اسف بس مش هاخد من وقتك كتير، ممكن سؤال؟!

إجابته بينما تنظر نحو الأرض:

اسيل: اتفضل بس بسرعة لو سمحت.

عزت: حاضر هو إنتي مرتبطة؟!.

اسيل بهدوء: اعتقد أنه دي حياتي الخاصة و انا حرة فيها عن اذنك.

عزت: بس انا عايز اتقدملك و اطلب ايدك.

كانت سترحل لكنها توقفت بصدمة لم تصدق ما تسمعه ليكمل قائلا: 

عزت: رقم والدك أو لو عندك اخوكي عشان أكلمه و يقول ل والدك.

اسيل: انت ممكن تروح تاخد رقم والدي من الملف هتلاقيه في الاستقبال و بعدين انت مفيش حاجة صعبة عليك بما انك على معرفة ب اسد السيوفي و حور، عن اذنك.

عزت بسعادة: اتفضلي اذنك معاكي.

رحلت اسيل بينما هي شبه سعيدة لأنها حزينة على حالة حور، للحق هي لم تركز في ملامحه كثيرا حسنا سوف يكون أمامهم لقاء قريب، دلفت هي الى داخل المشفى لكي ترى باقي المرضى لأنها مناوبتها الليلة بينما عزت ظل ل مدة من الوقت متكأ على ظهره ب جذع الشجرة و ينظر إلى السماء.

استند اسد براسها على زجاج الغرفة و هو يشاهد حور و هو على هذه الحال منذ مدة تقدمت اسيل منه لتراه على تلك الحالة فتتحدث:                                   
اسيل: استاذ اسد انت ممكن تاخد استراحة أو تقعد على الكراسي دي.

اسد: لا مش قادر أبعدها عن عنيا ثانية وحدة لما ابعد عنها بحس أنه مفيش هوا بتنفسه.

ابتسمت بخجل من كلامه المعسول هذا فتتحدث:

اسيل: ربنا يخليكم ل بعض و يحببكم في بعض اكتر و اكتر يا رب.

اسد: شكرا ليكي.

اسيل: انا هدخل و اطمن على حالتها.

اسد: يا ريت لو سمحتي يا آنسة اسيل.

اومئت له ثم دلفت الى الداخل اقتربت من جهاز التنفس لتقلل قوة اندفاعه ليصبح مناسبا ل حالتها و من ثم تفقدت سائل الدم و السيروم المركز و من ثم نظرت الى المؤشرات الحيوية ف تجدها في حالة تحسن، خرجت ل تقول بسعادة:

اسيل: استاذ اسد حور كويسة و هي في حالة تحسن بكرة الصبح أن شاء الله لو بقيت بالحالة دي ممكن ننقلوها ل غرفة عادية و هتبقى تحت إشراف الدكتورة رؤية و انا مع الدكتورة كمان.

اسد: الحمد لله شكرا ليكي يا آنسة اسيل.

اسيل: العفو دا واجبي مش اكتر عن اذنك.

اسد: اتفضلي.

رحلت اسيل من امام اسد ليبقى هو و ينظر نحو الى حور كالعادة، بعد مرور مدة من الوقت وجد يدا موضوعة على كتفه ليتحدث ب هدوء:

اسد: حالتها اتحسنت شوية عن الاول ممكن لو بقيت على الحالة دي للصبح هينقلوها ل غرفة عادية.

عزت بسعادة: الحمد لله ليك يا رب طيب كويس انا هقول ل سيف عشان يقولهم في البيت لاني خليتهم يرجعوا بالعافية.

اسد: ماشي.

تحرك عزت للامام قليلا و اخرج هاتفه لكي يهاتف سيف و يخبره.

|¥|¥|¥|¥|¥|¥|¥|¥|¥|¥|¥|¥|¥|¥|¥|¥

في الصباح**

كان عزت جالسا و نائما في نفس الوقت حيث يسند رأسه على الحائط و مكتف يديه على صدره بينما اسد يقف نفس تلك الوقفة و مغمضا عيناه طيلة الليل لو انغلقت عيناه لمدة دقيقة استيقظ مفزوعا و من ثم يعود إلى حالة الانتظار تلك.

تقدمت اسيل من باب الغرفة ف تقول:

اسيل: صباح الخير يا استاذ اسد احنا دلوقتي هننقل حور لغرفة عادية هنا في نفس الطابق.

اسد: صباح النور، ماشي يا آنسة اسيل.

تقدمت الطبيبة رؤية بعد دخول اسيل لتبدأ ب فحص جسد حور ف تجد مؤشراتها الحيوية أصبحت افضل عن ليلة أمس لتوافق على طلب النقل ل غرفة عادية.

خرجت رؤية و خلفها اسيل و ممرضتين ايضا يدفعون السرير المتواجدة عليه حور ليتحكم في نفسه قليلا ثم سأل الطبيبة قائلا :                                 
اسد: هاه يا دكتورة حور كويسة مش كدة؟!.

رؤية: الحمد لله هي في حالة تحسن كويسة بس لسا مش متأكدين من حالة فقدانها للذاكرة ولا لا.

اسد: طيب و هنتاكد امتى من الكلام دا؟!.

رؤية: بعد ما تفوق على طول و احتمال انها تفوق من المخدر بعد ساعة من دلوقتي.

اسد: طيب انا ممكن اني ابقى معاها في المدة دي لغاية ما تفوق؟!.

فكرت رؤية ثم قالت: ماشي موافقة بس لو سمحت مفيش غيرك انت بس الي هتدخل عندها غيرك انت لا.

اسد: ماشي كدة تمام.

رؤية: ماشي و لما تبقى الغرفة جاهزة احنا هنبلغ حضرتك فورا.

اسد: ماشي يا دكتورة شكرا ليكي.

رؤية: العفو دا واجبي.

رحلت رؤية ليتجه اسد نحو عزت و يهزه بقوة ل يستيقظ الآخر مفزوعا قائلا:

عزت: ايه في ايه هي اتجوزت حد غير ولا ايه؟!.

اسد ببرود: انت لو ملحقتش نفسك و حجزتها ممكن تتجوز حد غيرك.

عزت ملاحظا: لا يا عم خلاص ما هي اتحجزتلي من امبارح متخافش.

اسد: و انا مش خايف بس المهم قوم روح انت و انا هبقى هنا مع حور و لو عايز ترجع ابقى ارجع بس بعد ما ترتاح.

عزت يقف: ماشي انت مش عايز حاجة؟!.

اسد: لا مش عايز حاجة.

عزت: ماشي.

رحل عزت لستدير متنهدا ثم يجد اسيل قادمة نحوه:

اسيل: استاذ اسد انت ممكن تدخل الاوضة دلوقتي لانها بقت جاهزة.

اسد: ماشي شكرا ليكي يا آنسة اسيل.

اسيل: العفو.
رحلت اسيل ليذهب اسد نحو الغرفة ليفتح الباب و يدلف الى الداخل ثم وجدها على حالها اغلق الباب ثم تقدم نحوها ساحبا الكرسي بسرعة رهيبة ثم امسك يدها و اصبح يقبلها بجنون ثم تحدث:

اسد: حور حبيبتي يا حوريتي انتي مش عارفة انتي عاملة فيا ايه دلوقتي.

تنهد مقبلا يدها مرة أخرى ليجد اناملها تتحرك قابضة بضعف على يده نظر نحو عيناها ليجدها مغلقة تنهد بسعادة ثم تحدث:

اسد: حور انتي سمعاني مش كدة؟!.

حركت اناملها قليلا توافقه على حديثه، في الحقيقة هي تسمعه لكنها لا تستطيع أن تفتح عيناها، استمر في حديثه قائلا:

اسد: سامحني يا حور لاني موصلتش في الوقت المناسب عشان انقذك سامحيني يا حور.

قبضت على يده بخفة ثم أكمل:

اسد: انا كنت عايز اقولك على حاجة اول ما ارجع القصر و هي انه ذاكرتي رجعتلي يا حور أيوة ذاكرتي رجعتلي من وقت الحادث بس كنت عايز اخليهالك مفاجأة بس حصل الي حصل و انا دلوقتي بقولك اهوه و انا عارف انك سمعاني.
                                   
لم يجد ردا على حديثه هذا ليعتقد بأنها نامت لكنها في الحقيقة كانت مصدومة داخليا من حديثه حسنا سوف تريك يا حبيب القلب الصغير.

بعد ساعة **

أصبحت حور تحرك عيناها لتفتحها ببطئ شديد لتعتاد عيناها على الضوء فتجد شعرا اسود امامها لتحرك يدها قليلا ليستيقظ الآخر ب فزع ثم يجدها مستيقظة ليقول بسعادة: 

اسد: حور انتي اخيرا فوقتي؟!.

نظرت نحوه باستغراب تام ثم كانت ستتحدث لكنها وجدت شيئا ما على فمها لتنزعه متنهدة ثم قالت ب صوت مبحوح:

حور: انت مين؟!.

نظر نحوها اسد ب صدمة شديدة ثم تردد في إخراج صوته:

اسد: ازاي انا مين؟! انا اسد يا حور انا اسد جوزك؟!.

حور: انا اسمي حور طيب انا فين و بعدين انا اتجوزت امتى؟!.

اسد: يا نهار اسود عليا و على الي خلفوني دي مش فاكر حاجة.

ضغط اسد على زر الطوارئ لتأتي الطبية و اسيل و تبدأ ب فحصها حالمة وجدتها مستيقظة لتسألها:

رؤية: اسمك ايه؟!.

حور: مش عارفة اسمي ايه؟! بس الاخ ده بيقول أنه اسمي حور.

رؤية: طيب انتي متعرفيش هو مين؟!.

حور: لا مش فاكرة هو مين.

رؤية: طيب ماشي على العموم اسمك هو حور و هو يبقى جوزك انتي جيتي امبارح في حالة حرجة و عندك إصابة في ظهرك و الإصابة دي أثرت على حركة رجلك الشمال و بالعلاج الطبيعي هتتحسن في مدة اقل من شهر تمام يا حور؟!.

حور: تمام يا دكتورة.

رؤية: اتمنالك الشفاء العاجل.

حور: شكرا ليكي.

استدارت رؤية تنظر نحو اسد بجدية ل تقول:

رؤية: استاذ اسد ممكن دقيقة من وقت حضرتك برة؟!

اسد: أيوة اتفضلي.

خرجت من الغرفة بينما اسيل تنظر في وجه حور بصدمة و من ثم قالت:

اسيل: حور انتي عارفة انا مين ولا لا؟!.

حور: لا انتي مين حضرتك انا اول مرة اشوفك هو حضرتك مين؟!.

اسيل ب صدمة: انا اسيل صحبتك هنا في المستشفى الي كنتي على طول تيجي تتبرعي بالدم هنا و انا معاكي.

حور باسف: للاسف انا مش فاكرة حضرتك يا آنسة اسيل انا متاسفة جدا.

اسيل: لا متتاسفيش.

أما في الخارج حيث الطبيبة رؤية تفق امام اسد ثم قالت موضحة لحالة حور:

رؤية: حالة الانسة حور هي أنها فقدت الذاكرة كليا لأنه لو جزيئا هي كان ممكن تكون فاكرة اسمها لكن لا هي مش فاكرة اسمها ولا حتى مفتكرة حضرتك.
                               
اسد: طيب و هي ممكن ترجعلها الذاكرة امتى و ازاي؟!

رؤية: حاليا دا مش معروف حضرتك لأنه دا بيعتمد على حالة المريض.

اسد: طيب لو انا حاولت اني افكرها هو دا ممكن يساعد؟!.

رؤية: اكيد دا هيساعد جدا.

اسد: طيب و بالنسبة للعلاج الطبيعي هتبظأ فيه امتى؟!.

رؤية: هي ممكن تبدأ فيه الاسبوع الجاي يكون الجرح ألتأم على بعضه بحيث أنه بسبب أي حركة ميسببش نزيف.

اسد: طيب يا دكتورة لو سمحتي يفضل أنه الي يبقى مسؤول عن العلاج الطبيعي هي دكتورة مش دكتورة.

رؤية: ماشي يا استاذ اسد انا اعرف وحدة محترفة في العلاج الطبيعي هكلمها و اخليها تتابع مع حضرتك و انا معاها متقلقش.

اسد: متشكر ليكي يا دكتورة.

رؤية: العفو.

دلف اسد الى الداخل ليجد انها مازالت مستلقية على جنبها الأيسر لكن مستيقظة تقدم خطورة أخرى ليجد العائلة في الغرفة ليخبرهم اسد بما حدث، لم يصدقوا ليتحدث معها الجميع لكنها أيضا لم تكن تتذكرهم ثم بعدها بفترة غطت في نوما عميق.


مضت فترة في احداث المشفى حيث خرجت حور منذ مدة أربع أيام و هي حاليا في القصر تتعرض للعلاج الطبيعي و قد بدأت به مع الطبيبة التي أجرتها الطبيبة رؤية حيث في فترة العمل لدى اسد يكون موعد العلاج و بعد فترة العمل يساعدها اسد في كل شيء و يحاول جعلها تتذكر باخبارها بعض الذكريات في طفولتهم و حتى بعد أن تزوجها لكن لا فائدة هي لا تتذكر اي شيء...




تعليقات