رواية عهد الغرام 3 الفصل الثاني والعشرون 22 بقلم محمد محمد علي

رواية عهد الغرام 3

الفصل الثاني والعشرون 22

بقلم محمد محمد علي


بعد عدة أيام في منزل العائلة في فرنسا – غرفة المعيشة


في غرفة فسيحة، يجلس سليم بوجه متجهم، عينيه ممتلئتان بالقلق والتصميم. أمامه تجلس غزل ووالدتها ميار، تنظران إليه باستغراب واضح. بجانب غزل، يجلس غيث، وجهه متوتر وحزين، يضع يده فوق يد زوجته بحماية وكأنه يخشى أن يفقدها.


ميار (بقلق): "سليم، مالك؟ ليه فجأة بتقول إننا لازم نرجع مصر ؟ إحنا جينا من أسبوعين بس!"


غزل (باستغراب): "بابا، انت مش طبيعي النهاردة… في حاجة حصلت وإحنا مش عارفينها؟"


يأخذ سليم نفسًا عميقًا، يحاول إخفاء التوتر في صوته، لكنه يفشل. ينظر إلى غيث نظرة خفيفة ثم يعود بنظره إلى غزل وميار.


سليم (بصوت حازم): "أنا مش عايز نقاش، حاجز لكم تذاكر طيران، لازم ترجعوا مصر بكرة "


تتسع عينا غزل من الصدمة، بينما تتبادل نظرة مع والدتها التي تبدو مذهولة هي الأخرى.


ميار: "بكرة؟؟"


غزل (بغضب): "بابا، أنا حامل، ومش المفروض أسافر بالطريقة دي، وبعدين… غيث؟ مش هيفضل معايا؟"


يصمت سليم لثوانٍ، يعلم أن الإجابة لن تعجبها، ثم يغمض عينيه قليلًا قبل أن يقول بصوت منخفض لكنه قاطع:


سليم: "غيث هيبقى هنا شوية ويرجع بعدك بأيام."


غيث يشد قبضته على يد غزل، يحاول أن يبدو متماسكًا لكنه يشعر بالغصة في حلقه. كيف يرسلها وحدها؟ كيف يبعدها عنه وهي في أشد لحظات احتياجها له؟


غيث (بصوت خافت لكنه مليء بالحزن): "سليم بيه… انت عارف إن ده مش سهل علينا، غزل محتاجة تبقى معايا."


ينظر سليم إليه بعيون حادة لكنه يحاول تهدئته.


سليم: "أنا مقدر ده، بس فيه حاجات لازم تحصل دلوقتي، وغزل لازم ترجع مصر فورًا."


غزل (بعناد): "إيه اللي مستعجل للدرجة دي؟ إحنا قاعدين في بيتنا، وإنت هنا معانا… إيه اللي خطر فجأة؟"


يعلم سليم أنه لن يتمكن من قول الحقيقة، لذا ينهض واقفًا، ينظر إلى ابنته نظرة الأب الذي لن يقبل جدالًا في قراره.


سليم (بصوت حازم): "غزل، أنا بقول إنك هترجعي مصر، يبقى هترجعي مصر. الموضوع مفيهوش نقاش."


تحدق غزل في والدها بعدم تصديق، تشعر بشيء غريب، هناك سر لا يريد إخبارهم به، لكن أيًا كان هذا السر، فهو يجبره على التصرف بطريقة لم تعتدها منه.


تنظر إلى غيث الذي يشعر بالعجز، يكره فكرة أن يراها تبكي ولا يستطيع فعل شيء. يمسح على يدها برفق ويهمس لها بصوت منخفض مليء بالأسى:


غيث: "هتروحي مصر، وأنا وراكِ على طول… مش هسيبك لوحدك، أوعدك."


لكن قلبه يخبره أن الأمور لن تكون بهذه البساطة… وأن هناك عاصفة قادمة، قد تبعده عن غزل أكثر مما يتخيل

*********************

في  مخبأ لورانزو – غرفة الاجتماعات


تتصاعد سحابة من الدخان في الغرفة المعتمة حيث يجلس لورانزو على كرسي جلدي فخم، ممسكًا بسيجارته بين أصابعه، وعيناه تلمعان بدهاء. أمامه يجلس مجموعة من رجاله، ومن بينهم تارا التي تضع ساقًا فوق الأخرى، عيناها مليئتان بالكراهية وهي تفكر في غزل. الخرائط والصور مبعثرة على الطاولة، تُظهر منزل العائلة في فرنسا، والسيارات التي تأتي وتذهب منه.


لورانزو (بهدوء خطير): "الجميلة المصرية أخيرًا استقرت… وقتنا قرب، ولازم ننهي الموضوع قبل ما تفلت من إيدينا."


تارا تبتسم بسخرية وهي تتأمل صورة لغزل، ثم تتحدث بصوت يحمل الغيرة والاحتقار:


تارا: "وأخيرًا هنرتاح منها… البلهاء اللي جعلت ماركو يتجاهلني! مش فاهمة إيه المميز فيها!"


لورانزو (بابتسامة ماكرة): "مش مهم إيه المميز فيها… المهم إنها الهدف، ولازم ناخدها قبل ما يجي يوم ما نقدرش نوصلها فيه."


يتدخل أحد الرجال، ضخم الجثة يُدعى ريكاردو، يشير إلى خريطة المنزل على الطاولة:


ريكاردو: "الحراسة مش قوية، بس جوزها بيبقى معاها أغلب الوقت. محتاجين خطة تخليه بعيد عنها ولو لساعة واحدة، وساعتها هتبقى بين إيدينا."


لورانزو ينفث دخان سيجارته ببطء، قبل أن يبتسم ابتسامة شريرة.


لورانزو: "خلوني أنا أفكر في إزاي نبعده… إنتو جهزوا الفريق، عايز كل شيء يكون مثالي. مش عايز أي أخطاء، فاهمين؟"


تارا تميل للأمام، عيناها تلمعان بالحقد.


تارا: "وبعد ما ناخدها؟ هنقتلها؟"


لورانزو ينظر إليها نظرة طويلة قبل أن يبتسم ببطء، صوته يخرج وكأنه يتذوق الكلمات قبل أن يقولها:


لورانزو: "لسه مش قررت… بس خلينا الأول نمسكها، وبعدها نقرر مصيرها."


تارا تضحك، بينما الرجال في الغرفة يومئون برؤوسهم، مستعدين لتنفيذ الأوامر… غير مدركين أن خطتهم ستنهار قبل أن تبدأ، لأن سليم الشرقاوي كان قد سبقهم بخطوة

*********************

في  مطعم راقٍ في القاهرة – طاولة بجانب النافذة


يجلس سليم وميار في أحد المطاعم الراقية، حيث الأضواء الخافتة تضفي جوًا رومانسيًا، والموسيقى الهادئة تعزف في الخلفية. أمامهما طاولة أنيقة عليها شمعة مشتعلة، وأطباق طعام نصفها لم يُمس، لأن أعينهما كانت مشغولة بالنظر لبعضهما أكثر من الطعام.


ميار (تداعب حافة كوب العصير بإصبعها وهي تبتسم بخجل): "مش مصدقة إننا أخيرًا لوحدنا… من يوم خطوبتنا وكل العيلة مش سايبانا في حالنا!"


يضحك سليم وهو يتكئ للأمام، واضعًا مرفقيه على الطاولة وعيناه تلمعان بالإعجاب بها.


سليم: "عيلتنا لو عرفت إننا خرجنا لوحدنا، ممكن يشنقوني بكرة الصبح!"


تضحك ميار بخفة، ثم تتأمله بحب.


ميار: "بس أنا مبسوطة إننا أخيرًا لقينا وقت نقضيه مع بعض… بعيد عن العيلة وضغط التجهيزات."


سليم (بابتسامة جانبية): "وأنا مبسوط أكتر، مش علشان الأكل ولا المكان… علشانك إنتِ."


تشعر ميار بالدفء يتسلل إلى قلبها، وتحاول إخفاء خجلها بضحكة خفيفة.


ميار: "إنت دايمًا بتعرف تقول الكلام اللي يخليني أتوتر!"


سليم (بمكر): "يعني بتتوترِ لما أقول لكِ إنكِ أجمل حاجة في حياتي؟"


تشرد ميار لثانية قبل أن تنظر له بعينين مليئتين بالمشاعر.


ميار: "أحيانًا بحس إني في حلم… عمري ما تخيلت إننا هنكون مع بعض بالطريقة دي، دايمًا كنت شايفاك زي أخويا الكبير."


سليم (مازحًا): "وأنا طول عمري شايفكِ بنت عمي المشاغبة اللي كنت دايمًا أهرب منها!"


ترفع ميار حاجبها بتحدٍ، ثم تضع ذقنها على يدها وتنظر له بتمعن.


ميار: "وأهو شوف… اللي كان بيهرب مني، بقى خطيبي."


سليم (يميل نحوها وهو يهمس): "وأكتر واحد بيحبك في الدنيا."


تشعر ميار بأن قلبها ينبض بسرعة، فتشيح بنظرها بخجل، لكن ابتسامتها تكشف مدى سعادتها. في تلك اللحظة، يدرك كلاهما أن هذا ليس مجرد موعد غرامي عادي… بل لحظة تكتب بداية قصة حبهما الحقيقية

*********************

في مكتب الجد نادر – فيلا العائلة في مصر


يجلس الجد نادر خلف مكتبه الخشبي العتيق، تتكدس أمامه الأوراق والتقارير، لكنه لا ينظر إليها. عيناه مثبتتان على صورة غزل الموضوعة بجانب مكتبه، حيث كانت تبتسم بسعادة وهي ترتدي فستانًا أبيض في يوم خطوبتها. يتنهد بعمق، ينهض من مقعده ويتجه نحو النافذة، ينظر إلى الحديقة الواسعة لكنه لا يرى سوى أفكاره المتشابكة.


نادر (يتمتم بقلق وهو يضع يديه خلف ظهره):

"كنت فاكر إن جوازها من غيث هيكون الحماية الكافية ليها… كنت فاكر إنهم هيبعدوا عنها، لكن لورانزو مش سهل، الكلب مش هيهدى غير لما يوصل ليها."


يصمت لثوانٍ، ثم يضرب بكفه على الطاولة بضيق.


نادر (بغضب مكبوت):

"مش هيحصل… مش هسمح لحد يقرب منها، مش طول ما أنا عايش!"


يتنهد ويعود للجلوس، يمرر يده على وجهه بتعب، ثم ينظر للصورة مرة أخرى، وكأنها ترد عليه بابتسامتها المشرقة.


نادر (بصوت منخفض لكنه حازم):

"غزل، يا بنتي… إنتِ مش لوحدك، حتى لو إنتِ مش عارفة الحقيقة، إحنا كلنا درع حواليكِ… ولو حد فكر يقرب منكِ، هيقابلني الأول."


يلتقط هاتفه ويفكر في الاتصال بسليم، لكنه يتراجع في اللحظة الأخيرة.


نادر (بهمس):

"لازم نتحرك بسرعة… لازم نرجعها مصر قبل ما المصيبة تكبر أكتر."


تظهر نظرة حادة في عينيه، نظرة الرجل الذي خاض معارك الحياة وانتصر فيها، واليوم… لديه معركة جديدة، لكنه لن يسمح بالخسارة هذه المرة

*********************


لا يزال الجد نادر جالسًا خلف مكتبه، عيناه معلقتان بالصورة، أفكاره تدور بسرعة، لكنه يُقطع من شروده بصوت طرقات على الباب، ثم يدخل عادل – ابنه وجد غزل – بنظرة جادة تدل على أنه يعرف تمامًا ما يشغل بال والده.


عادل (بهدوء وهو يغلق الباب خلفه):

"شكلك مهموم أوي."


ينظر إليه نادر بحدة، ثم يشير له بالجلوس، فيجلس عادل أمامه، مسندًا مرفقيه على الطاولة.


نادر (بصوت منخفض لكنه يحمل ثقل القرارات الصعبة):

"إحنا لازم نرجّع غزل مصر في أسرع وقت… قبل ما تحصل مصيبة."


عادل (يومئ برأسه، ثم يتنهد):

"عارف… جاسر كلّمني وأكدلي إن لورانزو خلاص بقى في فرنسا، وعينيه مش بتفارقها."


نادر (بغضب مكبوت):

"عارف يا عادل، من يوم ما ماركو حذرنا وأنا كنت عارف إنهم مش هيسيبوا البنت في حالها! بس لورانزو ده واطي وحقير، مش هيرتاح غير لما يأذيها."


عادل (بجديّة وهو ينظر في عيني والده):

"طب وإحنا هنفضل مستنين؟ لازم نتحرك أسرع منهم."


نادر (بحزم):

"سليم هناك، وهو فاهم الوضع، بس غزل وميار مش عارفين حاجة… ولازم يفضلوا كده! أنا مش عايز البنت تعيش في خوف، ولا أمها تعرف حاجة وتتعب أعصابها."


عادل (يهز رأسه موافقًا):

"صح، بس غيث؟ أكيد شاكك إن في حاجة، هو مش غبي."


نادر (بصوت خافت لكن حازم):

"غيث راجل واعي، وعارف يحمي مراته… بس إحنا مش هنسيبه يشيل الحمل لوحده، هنبعت فريق أمني يحرسهم لحد ما يوصلوا للمطار، ومن هناك… طيارة خاصة لمصر."


يصمت عادل للحظات، يفكر في كلام والده، ثم يميل للأمام قليلاً.


عادل (بقلق):

"طب ولو لورانزو عرف إننا بنرجعها؟ مش بعيد يحاول يمنعها بأي طريقة."


نادر (بصوت يشوبه التهديد):

"لو حاول… يبقى وقع في الفخ اللي أنا مجهزهوله."


تلمع عينا عادل بإدراك، فيبتسم ابتسامة صغيرة.


عادل:

"أنت دايمًا سابق بخطوة، يا حاج."


نادر (يبتسم نصف ابتسامة، لكن عينيه تبقى حادة):

"ولازم أفضل كده… عشان أحمي عيلتي."

***********************

في  فرنسا – مقر العمليات السري


في غرفة عمليات صغيرة، ذات إضاءة خافتة وشاشات تعرض صورًا لمواقع مختلفة، يقف الضابط ماركو بملامحه الحادة وعينيه المركّزتين، يراجع بعض الملفات أمامه، بينما في الجهة الأخرى من الغرفة، يقف جاسر الحديدي، الضابط المصري المخضرم، عاقدًا ذراعيه وهو يراقب ماركو بنظرة ساخرة كعادته.


جاسر (بابتسامة جانبية وهو يهز رأسه):

"إيطالي ولا مش إيطالي… لسه شكلك عيل مبتدئ في الشغلانات التقيلة دي."


ماركو (ينظر إليه ببرود، وهو يمسك سيجارته دون أن يشعلها):

"وأنت لسه شايفني كده بعد كل اللي عملته؟ أنا اللي اخترقت المافيا، وأنا اللي جبت المعلومات، وأنا اللي حذرتكم… ولسه بتقول عليا مبتدئ؟"


جاسر (يضحك بسخرية وهو يجلس على أقرب كرسي):

"آه، عملت كل ده… بس نسيّت أهم حاجة."


ماركو (يرفع حاجبه):

"وهي؟"


جاسر (يميل للأمام بجدية مفاجئة):

"نسيّت إن لورانزو مش واحد سهل، ونسيّت إنك بتلعب مع ناس دمّها بارد، مش هيفكّروا مرتين قبل ما يخلصوا عليك لو عرفوا إنك خاين."


ماركو (يضيق عينيه وهو يتنهد):

"أنا عارف كويس مع مين بتعامل، لكن دي شغلتي، وعمري ما سبت قضية في نص الطريق."


جاسر (ينظر إليه بحدة):

"المرة دي مش مجرد قضية، دي حياة بنت… بنت عيلة كبيرة، ولو حصلها حاجة، هتبقى حرب مش هتعرف تطفيها، لا إنت ولا جهازك كله."


ماركو (بثقة وهو يضع الملف جانبًا):

"عشان كده إحنا لازم نسبق لورانزو بخطوة… أنا متأكد إنه بيخطط لاختطاف غزل، وده لازم ما يحصلش أبدًا."


جاسر (بهدوء لكن بنبرة خطيرة):

"خلاص، سليم بيجهّز علشان يخرجها من فرنسا بسرية، والمفروض إنها هتسافر قريب."


ماركو (يهز رأسه):

"كويس… بس لو لورانزو شمّ ريحة الموضوع، هيتحرك بسرعة."


جاسر (يبتسم نصف ابتسامة):

"عشان كده، إحنا هنتحرك أسرع."


يتبادلان النظرات، وكلاهما يعرف أن ما هو قادم لن يكون سهلًا، لكنهما مصممان على حماية غزل بأي ثمن

*********************

في  مطار خاص – فجر اليوم التالي


في ظلام الفجر البارد، توقفت سيارة سوداء عند مدرج الطائرات، حيث كانت طائرة خاصة صغيرة تنتظر بإضاءة خافتة. الجو كان مشحونًا بالتوتر، وسكون الليل لم يكن كافيًا لتهدئة القلوب القلقة. نزل سليم وميار بسرعة، بينما كان غيث يمسك بيد غزل التي كانت تشعر بالارتباك والتوتر. على بعد خطوات، كان جاسر يقف بجوار السيارة، يتحدث عبر جهاز اللاسلكي بهدوء شديد.


غزل (تنظر حولها بحيرة وهي تمسك يد غيث بقوة):

"بابا، بجد عايزة أفهم… ليه كل ده؟ ليه لازم أسافر فجأة بالطريقة دي؟"


ميار (تعقد ذراعيها وهي تنظر إلى سليم بقلق):

"أنا برضه مش مستوعبة، يا سليم… ليه الإصرار ده؟ إيه اللي بيحصل؟"


سليم (يتنفس بعمق وينظر إلى غيث، ثم إلى غزل بحزم):

"غزل، إحنا في موقف مش سهل… في خطر حقيقي، وإنتِ لازم تبعدي عن هنا بأسرع وقت ممكن."


غزل (تتراجع خطوة للخلف، عيناها تتسعان بصدمة):

"خطر؟! قصدك إيه؟ حد يقولي الحقيقة بقى، إنتو مخبيين عني إيه؟"


غيث (يتنهد وهو ينظر إليها بحزن، ثم يمسك يديها برفق):

"حبيبتي، في حاجة لازم تعرفيها… المافيا اللي كانت بتلاحقك من شهور، عرفوا مكانك، ولازم نخرجك من هنا قبل ما يحصل أي حاجة."


غزل (تصاب بصدمة وهي ترفع يدها إلى فمها، تحاول استيعاب الكلام):

"مافيا؟! قصدك الناس اللي كانوا ورايا في إيطاليا؟!


ميار (تنظر إلى سليم بقلق، ثم تضع يدها على كتف ابنتها):

"إحنا كنا بنحاول نحميكي من غير ما نخوفك، بس الوضع بقى أخطر… ما ينفعش تفضلي هنا أكتر من كده."


غزل (تهز رأسها بعدم تصديق، تنظر إلى غيث):

"وإنت كنت عارف؟ كنت عارف وساكت؟"


غيث (يحاول تهدئتها وهو يمسح على يديها):

"آه، كنت عارف… بس كنت بحاول أكون جنبك، أحميك من غير ما تحسي بالخوف… بس دلوقتي مفيش وقت نضيعه."


غزل (تشعر أن قدميها لم تعد تحملها، تجلس على مقعد قريب وهي تحاول فهم الأمر):

"يعني كل ده… كان مترتب؟ زواجي منك، سفري، كل حاجة؟"


سليم (يجلس بجانبها، صوته مليء بالأسف):

"إحنا عمرنا ما خدنا قرار ضد رغبتك يا غزل، كل اللي كنا بنعمله هو نحاول نحميكي… وأنا عمري ما كنت هسمح لأي خطر يقرب منك."


غيث (يجثو أمامها ويمسك يديها بحنان):

"إنتي مش لوحدك، يا غزل… إحنا كلنا معاكي، وأنا مش هرتاح إلا لما أتأكد إنك بأمان."


غزل (تمسح دموعها وهي تنظر إليهم):

"طب وإنت؟ هتفضل هنا وتواجههم لوحدك؟"


غيث (يبتسم ابتسامة خافتة، لكن عينيه مليئتان بالقلق):

"أنا مش لوحدي، عندي سليم وعمي جاسر… وإحنا مش هنسمح لهم يقربوا منك."


جاسر (يقترب منهما، يتحدث بحزم):

"غزل، لازم تركبي الطيارة دلوقتي… كل دقيقة بتفرق، ولازم نكون سابقينهم بخطوة."


ميار (تمسك يد غزل بحنان، تحاول تهدئتها):

"تعالي، يا حبيبتي… هنروح مصر، وهتبقي بأمان هناك."


غزل (تنظر إلى غيث، تشعر بأنها ممزقة بين خوفها عليه وخوفها من الرحيل):

"هترجعلي بسرعة، مش كده؟"


غيث (يبتسم وهو يمسح على شعرها):

"طبعا، مش هتأخر… بس إنتي لازم تسمعي الكلام وتروحي دلوقتي."


بعيون دامعة، تتقدم غزل نحو الطائرة، تمسك بيد والدتها، بينما يبقى غيث وسليم يراقبانها. كانت الطائرة تستعد للإقلاع، بينما جاسر يقف بجانبهم، يراقب الأجواء بحذر.


جاسر (بصوت منخفض لسليم):

"هنراقب الطيارة لحظة بلحظة، وأول ما توصل مصر، هيكون عندها تأمين كامل."


سليم (بصوت حازم وهو ينظر إلى الأفق):

"كويس… بس ده مش كفاية، إحنا لازم نخلّص على اللي بيفكر يهدد بنتي."


غيث (ينظر إلى الطائرة التي بدأت في التحرك، ثم يضغط يده في قبضة وهو يهمس لنفسه):

"لورانزو، لو لمست شعرة من غزل… هتفتح على نفسك أبواب جهنم."


ترتفع الطائرة في السماء، بينما يقف الرجال الثلاثة يشاهدونها، كل منهم يحمل في قلبه وعدًا بالانتقام لمن تجرأ على تهديد ابنتهم...



          الفصل الثالث والعشرون من هنا 

           لقراءة جميع فصول الرواية من هنا

تعليقات