
رواية حور الأسد الفصل التاسع 9 بقلم سهام محمود
لتقول لها نردين: كل دا على الحاجة التافهة دي.
حور بإستفزاز: أه يا حبيبتي أصل إنتي متعرفيش قد إيه بنحب نعمل كدة على الحاجات التافهة زي دي.
سارة: خلاص بقى...نردين مش إنتي عرفتي إلي عايزة تعرفيه.
نردين: أه!!.
سارة: خلاص إتفضلي دلوقتي عشان في حاجة عايزة أعملها أنا و حور.
نردين بلؤم: ماشي...تصبحوا على خير.
نردين و حور: و إنتي من أهله.
خرجت نردين من الغرفة. ...لتزفر حور الهواء بنفاذ صبر منها....ربتت سارة على كتفها و هي تبتسم في وجه حور لتنظر لها حور و تبتسم.....تحدثت حور و علامات الحزن ترسمت على ملامح وجهها:
حور: سارة...أنا شكلي كدة مش هوفي بوعدي ليكي.
سارة: وعد؟؟ قصدك الوعد نفسه و إحنا صغيرين؟!!.
حور: إيوة.
#FlashBack#
كانت حور تجلس و هي تعلب بدميتها و سارة التي تلعب مثلها بدميتها.....وفجأة وجدت حور نفسها تجلس في أحضان أحدهم لتنظر خلفها و تجده أسد لتبتسم و تعانقه بطفولية صادرة منها و هي تضحك و هو يبادلها الحضن بإبتسامة لتقبل وجنته و يضحك عليها....أدارت رأسها لتجد سارة في أحضان سيف شقيقها لكن سارة كانت محمرة من الخجل عندما قبلها سيف على وجنتها لتضحك عليها حور...لتخبئ سارة وجهها بسرعة في عنق سيف الذي بدأ بالضحك عليها بصخب.
في هذا الوقت كانت حور تبلغ ثلاث سنوات و سارة أربع سنوات بينما أسد و سيف يبلغان من العمر سبعة سنين...فبرغم سنهم الصغير إلا أنهم يفهمون الأشياء التي يقولونها فهما جيدا.
تحدث أسد بينما يقبل رأس حور و يبدأ بتمسيد شعرها الطويل البني الفاتح:
أسد: سيف إيه رأيك نتجوز أنا و إنت في نفس اليوم؟!!.
سيف مفكرا: فكرة حلوة مش بطالة يا كينج أنا موافق مش فاضل إلا موافقة العروسة.
تحدث بخبث بينما ينظر إلى وجه سارة التي خجلت أكثر ليضحك عليها بخفة و يحتضنها بشدة...... نظرت حور إلى أسد الذي لازال ينظر إليها و تاه في عينيها مختلفة اللون :
حور: يعني إيه جواز يا أسد؟؟.
أسد: يعني يا حبيبة أسد أنتي إتنين ولد و بنت زيي و زيك كدة يروحوا يقعدوا مع بعض على طول و ميسبوش بعض أبدا أبدا مهما حصل و مهما كانت الظروف.
حور بطفولية: طيب أنا مش هسيبك أبدا أبدا يا أسد...و إنت مش هتسيبني صح؟!.
أسد محتضنا إياها: أبدا أبدا يا قلب أسد.
رفعت حور رأسها و أبتعدت قليلا عن أسد لتنظر إلى سارة التي تمسك بيد سيف و تلعب بأصابعه لتقول لها:
حور: ساارة؟؟.
سارة: إيه يا حور؟؟.
حور: إيه رأيك نوعد بعض أنا و أنتي إننا نتجوز سوا؟؟.
سارة بعدم فهم: مش فاهمة إزاي؟؟.
تذمرت حور لتقلب عيناها ليضحك عليها أسد من تذمرها الطفولي لتقول:
حور: يعني أقصد إنك إنتي و سيف و أنا و أسد هنتجوز في نفس اليوم.
سارة بخجل: ماشي وعد يا حور.
حور بضحك: وعد يا سارة من بنت...
سارة مكملة: لبنت.
أمسك سيف يد سارة و ذهبا يلعبا معا...بينما حور إستدارت ل أسد و بدأت بالتثأب لتدخل بأحضانه سريعا و تقول بنعاس و هي تتمسك بقميص أسد الأبيض:
حور: بحبك يا أسد.
شدد أسد على حضنها و إشتم عبيرها الآخاذ و رد بهمس و هو تائه:
أسد: و أسد كمان بيحبك يا حوريته.
#Back#
ترقرقت عينا سارة بالدموع على حالة حور التي شردت أمامها في الماضي كالعادة....لتحتضنها و تبدأ دموعها بالنزول على طول وجهها لتتمسك بها حور بشدة و تبدأ بالبكاء بصمت هي الأخرى.
بعد عدة دقائق**
إبتعدت حور عن سارة لتمسح دموعها و ترسم إبتسامة على وجهها و تقول بمرح:
حور: سيبك مني يا بنت إنتي و خلينا فيكي إنتي المهم.....خلاص إلي كنتي عايزاه جالك.
سارة بمرح: أهوه جالك أهوه.
حور: ريح بالك أهوه...أهوه جالك أهوه ريح بالك أهوه.
ضحكتا معا بصخب.... لتشهق حور بفزع مرة واحدة لتسألها سارة:
سارة: إيه في إيه يا هبلة يا مجنونة إنتي؟؟!!.
ركضت حور خارجة من الغرفة تصرخ مجيبة على سؤال سارة:
حور: نسييت هيلو يا لهوييييي هيلو...هيلو...هيلو.
إندهشت سارة من طريقة خروجها الشبه مدمرة لتضرب جبينها بخفة لتنظر في ساعة الحائط لتجدها الساعة العاشرة و النصف أي موعد نوم هلال قد فااات و من المحتمل إنه نائم الأن...لتهز رأسها لكلا الجانبين و تبدأ بترتيب الفوضى التي أحدثتها حور.
...........................................
بدأت حور بالركض سريعا و هي حافية القدمين كالعادة...لتنزل من على السلم و هي تردد إسم دلع جدها ( هيلو...هيلو) بصوت مرتفع نسبيا لكن من دون أن تعرف....لتدخل غرفة المعيشة و هي تردد الأسم لتنظر نحو مقعد جدها لتجده جالسا لكن هلال...سيف...أسد..محمد..أحمد...ينظرون لها بإستغراب على تصرفها هذا.
إتجهت إلى هلال و هي تلهث من ركضها السريع و تجلس أمام هلال القرفصاء ليقول لها هلال بصدمة:
هلال: إيه يا بنت المجنونة إنتي؟...نازلة من على السلم و إنتي تنادي عليا كأني في أخر الدنيا و مش سامعك...دا أنا طبلة ودني إتخرمت من كتر ما إنتي بتنادي عليا الله.
رفعت حور رأسها له و تقول له و هي تحرك يديها أمام وجهه بعشوائية:
حور: بقى أنا يا راااجل واخداها جري من أخر البيت و أنا خايفة عليك لحسن تكون نمت و مخدتش الدواء بتاعك و إنت بتشتم عليا و تقولي يا بنت المجنونة...هي أمي فين عشان تسمعك و إنت بتشتمها كدة...دي كانت هتضحك على نفسها منك يا شيخ.
هلال: خلصتي؟؟.
حور بغباء: أه.
إنفجروا عليها ضحكا ماعدا أسد الذي إبتسم إبتسامة باهتة عليها....تكتفت حور بغضب لتقف على قدميها و تمسك بيد هلال لتقول بتذمر:
حور: بتضحك؟؟...إضحك براحتك يا هيلو بس بعد ما تاخد الدواء عشان معاد نومك عدى و إنت مخدتش بالك.
هلال: والله!!...أنا مخدتش بالي فعلا...طيب يلا بينا تصبحوا على خير يا جماعة.
الجميع: و إنت بخير.
وقف هلال بينما تسنده حور ليبدأا بالسير نحو إحدى الغرف التي في الطابق الأرضي فتحت حور الباب لتنير الأضواء و تكمل السير مرة أخرى و تجلس هلال على السرير لتسأله بينما تنزع الحذاء عن قدميه:
حور: صليت صلاة العشاء يا هلو ولا لسا؟؟.
هلال: صليت صلاة العشاء يا حور.
إتجهت نحو خزانته لتخرج له بدلة نوم و تعطيه إياها:
حور: إتفضل خد هدومك دي يا هيلو و إستحمى عبال ما أجهزلك الدواء.
هلال: طيب يا حور.
أسندته حور إلى أن وصل إلى باب الحمام ليدخل هو و بعدها خرجت هي من الغرفة لتذهب نحو المطبخ فتحت الثلاجة أخرجت الدواء...و أمسكت بإبريق الماء و خرجت من المطبخ كانت تنوي الدخول إلى غرفة جدها إلا أن صوت والدها أوقفها:
محمد: حوور.
حور: نعم يا بابا.
محمد: عطيتي لجدك الدواء بتاعه ولا لسا؟؟.
حور: لسا أصلي خليته يروح يستحمى عشان جسمه يرتاح من تعب النهاردة و عشان لما ياخد الدواء ينام براحته و يبقى في سابع نومة.
محمد: طيب و شفايفك محمرة كدة ليه؟؟.
حور: إييه هي لسا حمرة يا بابا.
محمد: أه و بزيادة كمان.
حور: يبقى من كتر الشوكولاتة إلي كلتها.
محمد: شوكولاتة بردو...على العموم روحي لجدك و بعد كدة أبقي إطلعي نامي.
حور: حاضر.
إنصرفت حور من أمام والدها لتدخل إلى غرفة جدها لتجده جالسا على السرير و ينشف يديه من الماء...إبتسمت في وجهه ليرد لها الأبتسامة ذهبت إلى الكومود وضعت إبريق الماء لتمسك بالكأس الزجاجية و تسكب به الماء و أخرجت علبة الدواء و وضعتها في راحة يدها لتذهب نحو جدها و تمد يدها له ليأخذها منها و يضعها في فمه لتمد له كأس الماء و يأخذه هو الأخر و يشرب القليل ليقول بعدها و هو يمد لها الكأس مرة أخرى :
هلال: الحمد لله.
حور: تستاهل الحمد يا هيلو....يلا بقى على النوم.
هلال متنهدا: حاضر يا حور.
تسطح هلال على السرير لتغطيه حور و تقول:
حور:تصبح على خير يا هيلو.
هلال بإبتسامة: و إنتي من أهل الخير يا حور يا حبيبتي.
قبلت حور رأسه لتتجه نحو الباب و تنظر له قبل أن تطفئ الأضواء لتغلق الباب بعد أن رأت هلال يغلق عينيه بإرتياح.
إتجهت مرة أخرى إلى المطبخ و فتحت الثلاجة لتضع به الدواء مرة أخرى لتغلقها لتمسك بكأس و تملائها ماء من المبرد لتشرب كفايتها....خرجت من المطبخ لتصعد إلى غرفتها و تركت الأنوار مطفئة نزعت الحجاب عن رأسها لتتنهد بخفة أخرجت شعرها من أسفل ثيابها لتطلق سراحه من قيوده...لينفرد على طول جسدها ليصل إلى ركبتها.
سارت نحو الشرفة لتفتح بابها سارت نحو احدى المقاعد الموجودة لتجلس عليها و ترفع قدميها إلى مستوى صدرها لتلف حولهم يديها ثم تتكئ عليهم برأسها...نظرت نحو السماء الحالكة بشرود....رأته اليوم لم يتذكرها احزنها...لم ترمي اللوم عليه فهذا الشيء ليس بيده . . و إنما شاء القدر أن ينسيه إياها لتعلم هل سوف تصبر أم لا؟؟؟.
...........................................
في الصباح***.
إستيقظ أسد ذهب نحو الحمام إستحم و فرش أسنانه ثم توضئ....نشف جسده من الماء جيدا و أمسك بنطالا قطني ليرتديه خرج من الحمام و هو ينشف شعره الفحمي بسرعة ليبعثره بيده بسرعة...اخرج من الخزانة تيشرت أحمر...أمسك سجادة الصلاة ليفردها و يبدأ فرضه....إنتهى ليقف أمسك السجادة ليطويها و يضعها على السرير أمسك هاتفه و إرتدى ساعته ليخرج من الغرفة ناويا إغلاق الباب لكن عوضا عن هذا وجد نفسه ساقطا على الأرض بعد أن إصتدم به شيء ما و بقوة ايضا....
فتح عينيه بعدم إيستعاب لما جرى معه رفع رأسه ليرى من هذا الشخص المرمى عليه...ليجدها هي!!...سمع صوت شهقة مكتومة ليستدير رأسه تلقائيا نحو الصوت ليجد سارة شقيقته واضعة يدها على فمها و عيناها متسعة بصدمة من الذي فعلته.
لم تمر ثانية بعد أن نظر لها ليجدها هربت ليجد حور تتمتم بغضب بصوت عالي غير مدركة هي مستلقية على من:
حور: والله لأوريكي يا سارة بقى أنا حور تزوقيني كدة؟؟!!...مفكراني هسكتلها يعني عشان ما هي هتبقى مرات اخويا....تبقي غلطانة يا سارة سمعاااني غلطااانة.
صرخت بأخر كلمتين لعل سارة تسمعها و ترد عليها لكن عوضا عن هذا لم تجد أي إجابة سوى الصمت...الصمت فقط!!.
نظرت لخلفها بعد أن إعتدلت لتسند يدها بتلقائية على صدر أسد الذي إنقبض من لمستها فقط....لتقول عاقدة حاجبيها و لم تجدها لتقول بهمس:
حور: إييه إومال سارة راحت فين؟؟.
أسد ببرود: هربت.
صرخت حور بفزع من صوت أسد البارد...لتجد نفسها جالسة على جسده لتقف من عليه بسرعة و تقول بخجل ناظرة إلى أسفل:
حور: أنا أسفة....أسفة بجد كل دا حصل بسبب سارة هي زقتني جامد و شكلي كدة وقعت عليك.
ليرد ببرود:
أسد: أنتي وقعتي عليا أساسا.
خجلت حور اكثر ولازالت منزلة رأسها تنظر إلى أصابع قدمها و تحركهم بتوتر و بدأت بفرك أصابع يديها ببعضهم البعض....راقبها بصمت و متوترة و وجهها أحمر من الخجل.....أعجبه منظرها كثيرا إبتسم إبتسامة جانبية لتقول بهمس و تهم بالرحيل:
حور: أسفة مرة تانية و عن إذنك.
لتفر هاربة من نظراته لتدخل إلى غرفتها و تغلق الباب خلفها.
هو بقي ينظر نحو باب غرفتها لثواني ليتنهد و يهندم ثيابه ليغلق الباب مرة إخرى و يسير بإتجاه غرفة شقيقته....طرق الباب لم يجد ردا....أكمل سيره نحو درجات السلم لينزلها بسرعة كعادته ليدخل إلى غرفة المعيشة ليجدهم جالسين....فقط الرجال إما نسائهم فكانت تجهز طعام الإفطار....جلس بجوار جده ليقول:
اسد: صباح الخير.
الجميع: صباح النور.
هلال: النهاردة وراكم حاجة مهمة يا جماعة؟؟.
أسد: أنا عندي مقابلة مع محامي العيلة بعد الضهر أما باقي اليوم لا.
محمد: أنا مفيش حاجة ورايا.
سيف: أنا فاضي خالص مفيش حاجة.
أحمد: أنا بعد الفطار كدة هخلص شوية ورق يعني على الساعة عشرة كدة...بس ليه يا بابا؟!!.
هلال: لا مفيش حاجة بس هنقعد مع بعض نرتب لحفلة خطوبة سارة و سيف.
سيف: أيوة بقى يا جدو يا جامد إنت.
هلال: دا عند مصلحتك يا حبيبي.
سيف: لا الكل في الكل.
ضحك الجميع عليه إما أسد إبتسم فقط...نادتهم رضوى ليكي يتناولوا الأفطار فوقف الجميع و عندما أراد هلال أن يمسك عكازه وجد العكازة تبتعد عن متناول يده...كان أسد سوف يخرج لكنه وجد يد من خلف الأريكة تمتد و تأخذ العصى ليبقى و يشاهد ماذا سيحصل.
ضحك هلال بخفة قائلا:
هلال: والله ما عارف أنا شغل عفاريت السيالة دا إلي بيتعمل في البيت....إظهر و بان عليك الأمان.
لتظهر أمامه حور و تقول:
حور: بووووووو....العفريت ظهر أهوه يا هيلو....و كان هيعمل فيك حاجة عشان كنت هتمسك العكازة دي تاني بس أنا خفيتها بطريقة سحرية.
ضيقت عيناها بخبث و هي تقول سحرية ليضحك عليهاو هو يضرب كفا بكف ليمد لها يده و لازال يضحك....لتضحك هي معه و تمسك بيدها ليقف مستندا عليها.
أسد كان متكأ على الحائط و ينظر لها و لجده منذ قدومها و هي تنهره عن إستخدام عكازه و هي موجودة....مثل ما حدث قبل قليل لكن بطريقة مضحكة و مسلية لم يشعر بها أحد عندما دخلت و لم تظهر نفسها إلا عندما أراد جده الوقوف على قدميه مستخدما عكازه وجدها تختفي و يعلم بوجودها....أعجبه إهتمامها بجده كثيرا...تهتم به كأنه...زوجها!!....تمنى للحظة فقط أن يكون مكان جده لكن تفكيره بإهتمامها الزائد به هكذا أزعجه قليلا.
تنهد هو بخفة...ليجدها تسير و هي ممسكة بيد هلال لترفع رأسها بينما تضحك على ما قاله هلال لها...لتسقط أنظارها على عيناه السوداء التي تنظر لها لتصمت تدريجيا و إرتفعت الدماء إلى وجهها لتصبح حمراء جراء تذكرها لما حصل صباحا....لتمر من أمامه و قد أشاحت بنظرها بعيدا عنه لتستمر في سيرها نحو طاولة الطعام الكبيرة....بينما هي تمشي هو سقط نظره إلى الأرض ناويا إخراج هاتفه لكن لمح بنظرة سريعة إلى قدماها و يجدها....حافية القدمين؟؟!!!....إبتسم بجانبية على ذكاء هذه الفتاة....لهذا لم يشعر بدخولها إلى غرفة المعيشة و إختبائها خلف الأريكة...هذه الفتاة ليست سهلة ابدا لكن ما لا يعرفه هو إنه هذه هي عادتها منذ زمن.
جلس الجميع على طاولة الطعام و بدأوا بتناول الطعام.....إنتهوا بعد وقت لم يكن كثير لتقوم حور أول واحدة نحو جدها لتمسك بيده و تعيده نحو غرفة المعيشة ليجلس على مقعده المفضل....كان أسد قد ذهب خلفهم أيضا و معه الجميع.....ليجلسوا في أماكنهم المعتادة بينما رضوى و نادية و معهم سارة و بعض الخدم يساعدون في ترتيب الطاولة...حور دخلت إلى المطبخ و أمسكت بكوب ماء و معها دواء جدها....لتخرج مرة أخرى و تقف أمام هلال ليتأفف مثل الطفل الصغير عندما رأها تمسك بالدواء:
هلال: مفيش مرة تنسي موعد الدواء يا حور و لو مرة وحدة.
حور: لا عشان أنا عايزاك تبقى شديد كدة و قوي عشان تحضر فرحي يا هيلو ولا إنت إيه رأيك؟؟...و أهوه منه أدورلك على عروسة تبقى على قدك يا جميل.
هلال بصدمة: بص البت المجنونة دي بتخرف و تقول إيه؟!!....بقى أنا بعد العمر دا كله عايزاني أتجوز...عشان جدتك تقوم من القبر و تموتني معاها و ترجع لتراب قبرها و هي نايمة بسلام...مش كدة؟
تحدثت بعد أن أخذت منه الدواء و تضع كأس الماء على الطاولة الصغيرة...لتنحني أمامه و تقول بهمس و الجميع بما فيهم أسد منتظرين ردها:
حور بهمس: يمكن أه و يمكن لا.
نظر هلال نحوها ليقول:
هلال: يمكن أه و يمكن لا؟؟!!.
ردد من خلفها بشك على إجابتها... لتهز رأسها موافقة على حديثه و هي تعض على شفتها السفلية لكي لا تفرط من الضحك الذي تكتمه.....همهم هلال ليباغتها بإمساكها من إذنها من تحت الحجاب لتضع يدها اليسرى على يده التي يمسك بها إذنها... لتصرخ ضاحكة و معها الجميع و أسد المبتسم إبتسامة باهتة تكاد ترى.....لتقول بضحك:
حور: مش كدة يا هيلو الهيبة بتاعتي هتروح طقاطيق الأرض بعد مسكتك لودني كدة.
هلال: يعني إنتي خايفة على هيبتك قدامهم و مش خايفة عليا من جدتك بعد ما تجوزيني؟؟.
حور بسرعة و غباء: طبعااااا دي حاجة بينك إنت و هي أنا ماااالي.
هلال: بقى كدة؟؟.
حور تومئ: أيوة كدة يا هيلو.
هلال بتهديد: تعرفي لو ما مشتيش من قدامي دلوقتي يا حور أنا هعاقبك زي ما عقبتك من خمس شهور...فاكرة ولا أفكرك المرة دي كمان.
ضيق عيناه بخبث ليجد ملامحها تتغير إلى الصدمة لتهمس بصدمة أكبر:
حور: بتهز يا هيلو مش كدة؟!!.
هلال: لا أنا في طريق و الهزار في طريق تاني خالص.
ليترك إذنها لم تمر نصف ثانية ليجدها هربت من أمامه....إنفجر الجميع ضحكا عليها إما أسد لم يفهم شيء عن أي عقاب هل يمكن إنه ضربها أو عذبها؟؟...لمجرد تفكيره هكذا جعله غاضب و مشاعره هاجت كأنها إعصار تسونامي هائل.
...........................................
الساعة 10:30AM**
إستأذن أسد من الجميع ليصعد إلى غرفته....فتح باب غرفته ليدخل و يغلقه خلفه إتجه إلى الحمام ليستحم بسرعة بالماء البارد كعادته....خرج و هو ينشف جسده ليخرج بنطال جينز أزرق غامق و عليه قميص أسود ليبدأ بطي أكمامه إلى النصف مما سمح أن تظهر يده القوية و عروقها البارزة...أخرج حذاء رياضي أبيض ليرتديه...ثم أمسك ساعة سوداء و وضعها في يده اليسرى.
إتجه نحو التسريحة ليمشط شعره رافعا إياه كثم أمسك هاتفه الأسود ليخرج من غرفته.....سار قليلا ليرى نردين تقف أمامه و تنظ له بإبتسامة....لم يهتم لها ليمر من جانبها بلامبالاة و كأنها غير موجودة.... غضبت هي من حركته تلك لتمسك يده ليتوقف و تقول:
نردين : مش هتقدر يا أسد إتقبل الموضوع و الهزيمة بقى.
نفض أسد يدها عن يده بقوة ليقول لها ببرود:
أسد: هقدر يا نردين و الوقت هيثبتلك كدة.
نردين: هنشوف يا اسد هنشوف.
سار مكملا طريقه غير مبالي لها تماما... وصل إلى فناء القصر ليصعد إلى سيارته و يدير المحرك ليقود متجها خارج القصر ليفح له حارسين الباب ليتوقف بالسيارة و يقول للحارس بجانبه ببرود:
أسد: محدش يجي ورايا خليكم هنا عشان الحراسة و المكان يبقى أمن.
الحارس بتفهم: أمرك يا باشا.
ليكمل قيادته متجها نحو مكتب المحامي أشرف.
...........................................
عند حور التي هي الأن ترتدي حذائها الرياضي الأبيض....إرتدت بنطال جينز أسود مع تيشرت بأكمام باللون الأحمر يصل إلى فوق ركبتها بقليل مكتوب عليه باللون الأسود "smile" و عليه حجاب باللون الأسود
أخذت هاتفها في يدها لتنزل لأسفل بسرعة إتجهت نحو صالة المعيشة لتدخل بمرح و تقول لوالدها:
حور: بابا حبيبي أنا رايحة المشوار بتاعي عندك مانع؟؟.
محمد: طبعا لا يا حبيبتي...و أنا أقدر حتى.
حور: حبيبي يا حمو يا جدع إنت..... سيف إيدك على المفاتيح يا شاطر بقى.
سيف:ما تاخدي عربية بابا إشمعنى عربيتي أنا؟!!.
حور بحالمية: عشا عربيتك إنت عالية و مريحة و التكييف فيها عالي و غير كدة أنا بحبها إما عربية الحج بقى دي ملكية خاصة يا سيفو و أنا مقدرش عليها.
سيف متنهدا: خدي يا ستي المفاتيح أهيه بس أوعك تتخدش خدشة بسيطة عشان متبقيش متخرشمة بعدها.
حور: حاااضر يااا كااابتن....سلام يا جماعة.
الجميع: سلام.
خرجت حور من القصر إلى فنائه لتذهب نحو سيارة سيف و لحسن حظها لم تجد سيارة أسد لتتسأل إلى أين ذهب؟؟...لكنها اكملت سيرها بلا مبالاة.
صعدت في السيارة لتدير المحرك و تسمي الله في سرها...لتبدأ القيادة بعدها و تخرج من حدود القصر نهائيا متجهة إلى المشفى تتسأل بإستغراب عن سبب وجود كل هذه الحراسة من دون داعي لها؟