
رواية حور الأسد الفصل العاشر 10 بقلم سهام محمود
وصل أسد أمام مبنى كبير نسبيا...ليصف سيارته في مكان مخصص و ينزل منها بخطى رجولية ليدخل إلى المبنى و يستقل المصعد صاعدا به إلى الطابق السابع....فتح بعد دقائق ليجد باب المكتب أمامه المفتوح ليدخل إلى الداخل ليجد السكرتيرة ليقول لها:
أسد: المحامي أشرف موجود؟؟.
السكرتية: أيوة يا فندم هو كان منتظر حضرتك إتفضل.
أومئ لها بصمت ليطرق الباب ليسمع الأجابة و دلف إلى الداخل و يغلق الباب خلفه....إبتسم أشرف بإتساع ليقف من على الكرسي خلف مكتبه و يتجه نحو أسد و يصافحه بحرارة قائلا:
أشرف: أهلا وسهلا يا أسد باشا نورت المكتب.
أسد: منور بصاحبه يا أستاذ أشرف.
أشرف: تشرب إيه حضرتك؟؟.
أسد: قهوة سادة لو سمحت.
أشرف: حاضر...إتنين قهوة سادة من فضلك يا ريهام و متخليش حد يدخل.
ريهام السكرتيرة: حاضر يا فندم.
جلس أسد على الكرسي أمام المكتب ليجلس مقابله أشرف تنهد أسد قبل أن يقول:
أسد: إيه الموضوع المهم إلي أنت عايزني فيه؟!!.
لم يجب أشرف بل وقف و سار بضع خطوات إلى الخزانة الموجودة في طرف الغرفة فتحها بعد أن وضع الرمز السري ليمسك بظرف ما و يغلقها كما كانت ليجلس مرة إخرى أمام أسد المستغرب...كان سيتحدث لكن قاطع حديثه طرق على الباب يليه دلوف ريهام و هي ممسكة بصينة عليها فنجانان من القهوة السادة كما طلب و أيضا كأسين من الماء...لتضعهم على الطاولة أمامهم و تقول بإحترام:
ريهام: تؤمرني بحاجة تانية يا أشرف بيه؟؟.
أشرف: لا بس زي ما قلتلك متخليش حد يدخل مهما كان.
ريهام: حاضر يا فندم.
خرجت ريهام لتغلق خلفها الباب...نظر أسد إلى أشرف و قبل أن يسأله تحدث أشرف شارحا:
أشرف: الظرف دا وصية تانية من سيف بيه والد حضرتك الله يرحمه قبل ما يموت.
أسد مستغربا: وصية تانية!!!...دي الوصية التانية غير الوصية الأولى إلي إديتهالي بعد العزاء؟؟.
أشرف يومئ: بالضبط و طلب مني إنه لما يجي الوقت و أنسة سارة تتخطب أسلمهالك و تقراها بنفسك.
أسد متفهما: طيب يا أستاذ اشرف متشكر لحضرتك على إحتفاظك بالأمانة دي لحد دلوقتي.
أشرف: لا يا أسد باشا العفو دا واجبي مش أكتر.
ليقف أسد و هو ممسك بالوصية ليصافح أشرف مكملا:
أسد: متنساش إنت مدعي على حفلة الخطوبة بكرة إن شاء الله.
أشرف: إن شاء الله...بس إنت مشربتش القهوة بتاعتك.
أسد: مرة تانية إن شاء الله لأني مشغول.
أشرف متفهما: ماشي شرفتني بجيتك يا أسد باشا.
أسد: شكرا ليك مع السلامة.
أشرف: مع السلام .
خرج أسد من غرفة المكتب و يستقل المصعد و يهبط به لأسفل.....فتح المصعد أبوابه ليخرج منه بسرعة و يذهب نحو سيارته ليصعد و يدير المحرك ليتحرك مسرعا إلى جبل المقطم حيث مكانه المفضل ليرى خبايا هذه الوصية الثانية التي خبأها والده طيلة السبع سنوات الماضية.
................................. ........
عند حور التي تستلقي على السرير في المشفى....بينما تتبرع بالدم!!!.
نعم حور التي هي دائما في كل عطلة شهرية التي تأتي بها في قصر جدها تأتي إلى هذا المشفى و تتبرع بالدم....تحدثت الممرضة أسيل لحور التي تنظر إلى الأبرة المغروسة في وريدها ليدها اليسرى ساحبة الدم من جسدها لتنقله في الكيس البلاستيكي الحافظ الذي يتحرك لأعلى و أسفل لكي لا يحدث خلل أثناء عملية نقل الدم:
أسيل: مش هتبطلي عادتك دي حور؟؟.
حور بإبتسامة: و أبطل ليه يا أسيل و في ناس عايزة دم...و أنا عندي دم زيادة.
أسيل: بس دمك عسل يا بت.
حور بغرور مصطنع: طبعا طبعا ما أنا عارفة من زمان إنه دمي عسل ياختي.
أسيل: إبتدينا نتغر أهوه.
حور: سيبك مني المهم الواد محمد عامل إيه؟؟.
أسيل: دا لسا إمبارح سأل عليكي؟.
حور: لييه؟!!.
أسيل بفرحة: أصلهم أخيرا هيعملولوا العملية إلي كان ييحلم بيها.
سعادة عارمة إجتاحت جسد حور لتنتفض معتدلة من جلستها و تقول بسعادة:
حور: أخيرا الحمد لله يا رب الحمد لله.
أسيل بفزع: بس يا هبلة عشان الأبرة متزرقش مكانها.
حور: مش مهم...هي مقربتش تخلص عايزة أروح عند محمد؟؟.
أسيل: دقيقة بس أجيبلك قطن من الدرج هنا.
وقفت أسيل من المقعد لتذهب نحو الخزنة الطبية و تخرج قطن طبي و معقم و معه شريط طبي لاصق على شكل دائرة.
إتجهت إلى حور لتخرج منها الأبرة لتتأوه حور بخفة...أمسكت أسيل قطعة القطن و وضعت عليها معقم لتمسح بها مكان الأبرة لتنزع الورقة البيضاء عن الجهة اللاصقة ل اللاصقة الطبية و تضعها مكان الأبرة لكي لا تنزف دما...لتقول بإبتسامة مربتة على كتف حور:
أسيل: خلصت يا ستي أهوه بس أمسكي عصير فراولة أهوه تشربيه كله عشان يعوض الدم يا عوضين فاهم.
حور بضحك: فاهم يا فندم.
وقفت لتنزل كم التيشرت الأحمر و تفتح علبة العصير و تبدأ بالشرب منها لتغمز لأسيل قبل أن تخرج من الغرفة...لتترك أسيل تضحك عليها كالعادة.
سارت حور إلى أن وصلت إلى السلالم لتبدأ بالنزول من عليها بسرعة كعادتها لتذهب إلى قسم الأطفال و تتجه في طريق الردهة يسارا و تقف أخيرا أمام باب رقم 213.
ألقت بعلبة العصير في سلة المهملات بجانب الباب لترفع يدها و تبدأ بالطرق على طريقة الطبل البلدي و تفتح الباب و على وجهها إبتسامة لتسمع صوت يقول لها صارخا بسعادة:
محمد: هييييييه حووووور جاااااات.
حور: أيييييوة أناااااا جيييييت.
دخلت و أغلقت الباب خلفها لتسلم على والدته الجالسة على الأريكة قائلة:
حور: إزيك يا عمتو صباح عاملة إيه؟؟.
صباح بإبتسامة: كويسة يا حبيبتي إنتي عاملة إيه؟؟.
حور : الحمد لله..وحشتوني جدا.
محمد و صباح: و إنتي أكتر.
محمد: أنا لسا إمبارح سأل عليكي أبلة أسيل.
إتجهت حور نحوه لتجلس بجانه على السرير لترد بإبتسامة:
حور: ما هي أسيل قالتلي إنك سألت عليا....و ألف مبروك يا سيدي على العملية.
محمد: هي أسيل إلي قالتلك بردو عن العملية؟؟.
حور: أيوة هي يا حمو.....المهم دلوقتي تعال نلعب دور ماتش بين كريس و ميسي إنت أنهي واحد.
محمد بحماس: أنا هاخد ميسي.
حور بحماس: يبقى أنا كريس يلا بينا الفورة من خمسة و لو جبنا أكتر من كدة في الشوط الأول تبقى من عشرة إتفقنا؟.
محمد: إتفقنا يلا بينا.
جلست القرفصاء بجانبه و بدأا في لعب البلاستيشن فيفا لكرة القدم....في الشوط الأول أحرزت حور سبعة أهداف بينما محمد ستة أهداف....كانت صباح تنظر إلى أبنها محمد بسعادة فهي كانت خائفة عليه من العملية الجراحية التي سوف يجريها غدا...خافت أن يفكر طفلها بأفكار سلبية لكن بقدوم حور...حلت المشكلة.
في نهاية الشوط التاني أصبحت حور تصيح بصوت شبه عالي من حماسها و هي تقترب من إحرازها للهدف العاشر:
حور: هوب هوب....الدون أهوه الدون أهوه..... جاي جاي جااااااي....لااااااااااااا بقى كدة حراااام ظلم.
محمد: ههههههههه معلش المرة الجاية تكسبي إن شاء الله.
حور بإبتسامة: يلا يا معلم يكون في علمك جات معاك المرة دي حظ.
محمد: ما أنا عارف.
في الحقيقة عندما إقتربت حور من إحراز الهدف العاشر في مرمى برشلونة تقدم محمد عليها بخطوة و أحرز الهدف العاشر مما جعله هو الفائز في هذه المرة.
نزلت حور من على السرير لتبتسم بخبث و هي تنظر ل محمد ليعلم أن القادم أسوأ......
...........................................
خرج من سيارته و في يده الظرف الخاص بالوصية ليتكئ على مقدمة السيارة.....فتح الظرف ليخرج منهم رسالتان كل واحدة منهم في ظرفها أمسكهم بإستغراب لينظر إلى الأول و كان مكتوب عليه إسم سيف و الثاني حور......قطب حاجبية بإستغراب لماذا حور في هذه المرة أيضا؟!!.
إلتقط أسد الورقة البيضاء المكتوبة بخط يد والده الذي يعرفه أكثر من نفسه....وضع الظرفين في ظرف الوصية الكبير.....ليبدأ بقراءة الوصية.....و مع كل كلمة تسقط عليها عيناه تتسع بصدمة أكثر فأكثر ...... طوى الورقة كما كانت ليضعها في الظرف مرة أخرى...جذب شعره الفحمي للخلف بغضب لوهلة قصيرة.....لكنه بعدها إبتسم إبتسامة نصر ف ها هو إنتصار أخر سوف يضيفه إلى قائمة إنتصاراته.
عاد أدراجه داخل سيارته ليبدأ بقيادتها نحو قصر جده....ليصل إلى هناك بعد نصف ساعة ليهبط بسرعة و يدخل إلى القصر مما جعله يترك باب سيارته مفتوح.
وقف في منتصف القصر ليبدأ مناديا بصوت جوهري إرتد صداه عبر الجدران:
أسد: جدي عمي محمد...يا جدي.
خرج هلال من غرفته و هو يتكئ على عكازه و محمد نظر من فوق ليقول بقلق:
محمد: إيه يا أسد في إيه؟!!.
أسد: عايزك في موضوع مهم.
ليلتفت أسد على صوت هلال الذي تحدث:
هلال: و هو محتاج كل الصوت العالي ده؟؟.
أسد: أه يلا بينا نروح على أوضة المكتب.
محمد و هلال: ماشي.
إستغرب أسد لماذا جده يتكئ على عصاه و لم تكن حور تظهر من ال لا مكان؟!!......حسنا كفى هكذا إهتم في الموضوع الأن....حدث نفسه بينما يدخل إلى غرفة المكتب ليغلق الباب خلفه.
ما أن أغلق أسد الباب نزلت نردين بالتخفي لتقف بجانب الباب و تبدأ بإستراق السمع.
محمد بقلق: في إيه يا أبني قلقتني؟؟.
أسد: خير إن شاء الله...بس أنا حابب أقولكم إنه بابا الله يرحمه كان كاتب وصية تانية.
هلال: إمممم و بعدين؟؟.
محمد بإستغراب: وصية تانية و إيه فايدتها؟؟ و طالب فيها إيه؟؟.
أسد بهدوء: طالب فيها إنه سيف و سارة و أنا و حور نتخطبوا و نتجوزوا في خلال إسبوع واحد بس.
صدمة ألجمت ألسنتهم....سيف و سارة أمرهما محلول...لكن أسد و حور؟!!!.
لم يستوعب محمد هذا الخبر ليقول بصدمة ناظرا نحو أسد.