
رواية حور الأسد الفصل الحادي عشر 11 بقلم سهام محمود
محمد: طيب حور و إنت تتجوزوا بعض إزاي؟؟...سيف و سارة و إفهمناها بس إنت و حور لييه...إيه المغزى من كدة؟؟.
أسد: معرفش والله يا عمي بس إحنا لازم نرتب التحضيرات بقى عشان نلحق نعمل إلي طلبه.
هلال: و مطلبش حاجة تاني غير كدة؟.
أسد: لا في الظرف بتاع الوصية رسالتين رسالة ل سيف و التانية ل حور...و هما بس إلي يفتحوها و يقروها كمان.
هلال بدون تفكير طويل: خلاص يا محمد إنت و أسد طالما إنه إبني سيف الله يرحمه طلب كدة يبقى لازم ننفذ حالا و في أسرع وقت.
أسد: إحنا هنطر نأجل الخطوبة لبعد بكرة بدل بكرة.
هلال نافيا بصرامة: لا بكرة تتم خطوبة سيف و سارة و إنت و حور.
محمد بحيرة: طيب حور هقولها إزاي؟؟.
كتف أسد يديه إلى صدره ليقول بإهتمام:
أسد: إحنا هنجيبها هنا في المكتب و نكلمها أنا و إنت.
محمد موافقا: ماشي موافق.
أسد مكملا: و خلي سيف دلوقتي يجي و يجيبها.
محمد: بس هي مش موجودة هنا دلوقتي.
أسد مستغربا: أومال فين؟!!.
محمد: راحت وحدة من المستشفيات إلي قريبة من هنا زي عادتها.
أسد: طيب و هترجع إمتى؟؟.
محمد: في المغرب كدة في وقت العشا بالتحديد.
أسد: طيب ماشي.
هلال: زي ما إتفقنا بكرة الخطوبة و بعدها بأربع أيام هيبقى الجواز و قبل يوم الجواز تروحوا تكتبوا الكتاب.
أسد و محمد: ماشي.
نردين لم تتحمل ما سمعته لتذهب إلى غرفتها بغضب شديد و تغلق باب غرفتها بقوة مما أصدر صوتا مزعجا لتجذب شعرها بقوة إلى الخلف لتمد يدها بسرعة نحو هاتفها و تضغط بسرعة على الأرقام لتضع الهاتف على إذنها منتظرة رد الأخر:
-: إي في إيه؟؟.
نردين: مصيبة حصلت مصييبة.
-: مصيبة إيه كمان مش كفاية إلي أنا فيه بسبب الزفت إلي إسمه أسد.
نردين بحقد و غضب: أسد هيتجوز خلال إسبوع.
-: هيتجوز مين؟؟.
نردين بكره: هيتجوز حور....الخطة كلها هتفشل دلوقتي.
-:متخفيش في حلول تانية إقفلي إنتي دلوقتي عشان ورايا شغل.
نردين: ماشي بس تلاقي حل بسرعة لو ملقيتش أنا هعمل المستحيل عشان الجوازة دي متمش سامعني سلام.
و أغلقت من دون أن تسمع رد ذلك الرجل ....جلست على السرير و هي تهز قدما بشدة خطتها سوف تفشل إن تزوج أسد من تلك الحور لا محالة...لتتمتم بحقد:
نردين: كنتي لازم تموتي في اليوم إلي حصل فيه الحادث بس إنتي عاملة زي القطة بسبع إرواح يا بنت الذينة...بس قريب هتموتي على إيدي قريب.
...........................................
مضى الوقت سريعا ليخبر محمد زوجته رضوى و سيف بينما أسد أخبر سارة....سعدت كثيرا سارة لهذا الخبر و خصوصا بأن وعدهم القديم سوف يتحقق...لكن تبقى المشكلة الأن في ردة فعل حور...فقط ردة فعلها!!!!.
أصبحت الساعة السابعة الأن إسودت السماء لتظهر نجومها المشعة بجمال آخاذ لكن المحزن هو أن القمر مختفي هذه الليلة.
حور إلى الأن لم تعد إلى المنزل لأنها ببساطة لازالت في المشفى.....حيث بقيت تلعب مع الأطفال المرضى و لعبت مع محمد كثيرا و صلت مع الأطفال أيضا....كانت جالسة مع أسيل لتسألها فجأة عن الساعة:
أسيل: الساعة سبعة لييه؟؟.
حور بفزع: يا نهار إسود عليييا...دول هيموتوني في البيت و يعلقوني من قفايا.
أسيل: بس بس بطلي قر روحي يا ستي إتصلي عليهم و قوليلهم إنك هنا و مش هيعملوا حاجة إن شاء الله.
بدأت بتفحص جيوب بنطالها لتقول بصدمة:
حور: دا حتى التلفون مش معايا يبقى نسيته في العربية كملت كدة الله أكبر عليا.
أسيل: طيب يلا مستنية إيه روحي إتصلي عليهم.
حور راكضة: ماشي.
بدأت حور بالركض لتذهب إلى سيارة سيف المصفوفة لتفتحها عن بعد...بعد أن وصلت لها صعدت بها لتمسك هاتفها الذي كان على المقعد بجانب مقعد السائق....كانت تلهث بسرعة من كثرة الركض فتحت شاشة الهاتف لتجد مكالمات كثيرة من والدها سارة سيف و رضوى....فتحت الهاتف بذعر و توتر لتتصل على رقم سيف الذي سيتفهم وضعها بالتأكيد.... أبعدت الهاتف عن أذنها بسبب صوت سيف الذي كان يصرخ:
سيف بغضب: إنتي فين يا حور؟؟.
حور بتوتر: لسا في المستشفى يا سيف.
سيف بغضب: إنتي نسيتي نفسك ولا إيه يا حور دا الساعة سبعة و إنتي لازم تكوني في البيت من ساعة و نص تقريبا.
حور بأسف: أسفة يا سيف مخدتش بالي من الوقت و التلفون كان في العربية و نسيت أخده معايا.
تحدثت بأسف و كانت على وشك البكاء ليجذب سيف شعره للخلف و يقول بهدوء:
سيف: طيب خلاص متزعليش و أسف إني بصرخ في وشك بس أنا كنت خايف لحسن تكون حصلتلك حاجة لسمح الله يا حبيبتي.
حور: لا متخفش دقيقة بس هشغل العربية و أجي أهوه.
سيف: ماشي.
أسد الذي كان واقفا و مسندا جسده على الحائط و مكتف يديه إلى صدره الذي إشتد و ملامح وجهه التي تهجمت و إسودت مرة واحدة عندما سمع سيف ينادي حور ب حبيبتي...تنهد بغضب و هو يسيطر على نفسه بصعوبة لكي لا يضرب سيف...و كل هذا بسبب......الغيرة دون علمه بالطبع؟!!!!
إدارت حور المفتاح لكي تعمل السيارة لكن لا فائدة حاولت أكثر من مرة...لتنظر إلى مؤشر الوقود و تجده صفر...تنهدت بنفاد صبر و تصرخ بخفة :
حور: يوووه بقى مش وقتك خالص.
سمعها سيف ليقول بإستغراب:
سيف: إيه في حاجة حصلت يا حور؟؟.
حور مجيبة: البنزين خلص من العربية.
سيف: يااا ربي.
حور : هو مفيش بنزين إحتياطي في العربية يا سيف؟؟.
سيف نافيا: لا مفيش في العربية يا حور.
حور: و أنا اقرب محطة بنزين من المستشفى إلي أنا فيها بعيدة خالص.
سيف: إنتي المرة دي في مستشفى إيه؟.
حور: في مستشفى الأمل يا سيف.
سيف: اه طيب ماشي أنا دلوقتي هتصرف إقفلي.
حور: ماشي سلام.
سيف: سلام.
تحدث محمد بعد أن أنهى مكالمته مع حور:
محمد: إيه؟؟.
سيف: كانت في المستشفى و نسيت التلفون في العربية و لما كانت عايزة تيجي لقت البنزين مخلص من العربية.
رضوى و سارة: الحمد لله إنها كويسة.
سيف: المشكلة إنه عمي مش موجود عشان أخد العربية بتاعته و عريبتك يا بابا في التصليح عشان الفحص الشامل.
تدخل أسد قائلا: إديني أنا العنوان و هجيبها.
سيف: هتعبك معايا و أنا ورايا شغل.
أسد: لا عادي و بعدين أنا رايح أجيب أي حد دا أنا رايح أجيب مراتي المستقبلية.
سيف ضاحكا: ماشي يا كينج.....العنوان هو *** مستشفى الأمل.
أسد راحلا: ماشي متقلقوش إنتوا أنا هجيبها و أجي.
همس بهذا الحديث لسيف فقط لكي لا يجلب الأنظار ثم رحل و إستقل سيارته ليقود بسرعة إلى هناك.
...........................................
بينما حور عندما أنهت مكالمتها مع سيف خرجت و أخذت هاتفها معها و تغلق الباب و بزر التحكم ايضا لتدخل إلى المستشفى مرة إخرى و تذهب نحو غرفة محمد...لتجده جالسا بملل واضح من وجهه و صباح تحاول أن تخرجه من ملله لكنه صعب قليلا...أدخلت رأسها بطريقة مضحكة بعد أن طرقت الباب لينظر لها محمد ليبتسم هو و صباح عندما نظروا لها لتدخل إلى الداخل و تغلق الباب خلفها لتقول مقتربة من سرير محمد و تقف بجانبه:
حور: مين إلي مخلي حمو زعلان كدة.
محمد: أنا مش زعلان أنا كنت في حالة ملل بس لما جيتي طار في الهوى.
حملته حور من سريره لتجلسه على الكرسي المتحرك الخاص به...نعم ف محمد لديه شلل في أقدامه بسبب حادث سير أصابه و سوف تتم عملية جراحية له غدا.....إستغرب محمد لكنها إبتسمت في وجهه لتغمز لوالدته صباح و تخرج من الغرفة دافعة الكرسي المتحرك للأمام...لتشرح له:
حور: عايزاك يا محمد لما تقوم كدة بالسلامة و تشد حيلك تبدأ بالعلاج الطبيعي عارفة إنه هيبقى صعب شوية لأني جربته من زمان بس صدقني هيفيدك جدا.
محمد: أنا عندي أمنية واحدة بعد ما أمشي على رجليا إن شاء الله.
حور: إن شاء الله يا حبيبي إيه هي؟؟.
تحدثت بينما تدفع الكرسي إلى داخل المصعد لتهبط به لأسفل:
محمد: عايز أحضر فرحك يا حور.
حور بسعادة:دا من عينيا يا قمر إنت.
محمد: هستنى اهوه و غير كدة إنتي عارفة عنوان البيت.
حور: ايوة عارفة.....يلا بينا على جولة النهاية يا حمو.
دفعت الكرسي خارج المصعد ليرفع محمد يديه بحماس و يصرخ قائلا:
محمد: الجولة النهائية.
حور: يلاااااااا.
بدأت حور بدفع الكرسي بقوة كبيرة و تبدأ بالركض و تصرخ هي و محمد بسعادة و حماس و الجميع ينظر إلى حور بإبتسامة فهم يعرفونها منذ زمن.
بدأت بالركض هنا و هناك دافعة الكرسي و صوت ضحكاتها يملئ أرجاء المشفى كلها.....وصل أسد أمام باب المشفى لينزل و يغلق الباب خلفه إتجه نحو سيارة سيف بإعتقاده إنها بداخلها لكن ظنه قد خاب...إتجه نحو المشفى ليدخل و يسمع صوت ضحكات عالية ليستغرب أليس على المشفى أن تكون هادئة عوضا عن الأزعاج ؟!!!.
نظر أسد في جميع أرجاء المشفى بإستغراب و مازال صوت الضحك يدوي في المكان و الممرضين و الأطباء يعملون كأنه لا يوجد صوت أو أي شيء....من حقك يا أسد أن تستغرب و تندهش من هذا الوضع.....لكن فجأة ظهرت حور و هي تدفع الكرسي المتحرك الذي يجلس عليه محمد الذي يرفع يديه لأعلى و يضحك بحماس و هي تضحك معه أيضا.
إذا هي سبب هذا الضحك؟؟...هذا السؤال دار في باله....بقيت عيناه السوداء معلقة عليها...تضحك بعفوية شديدة و تساعد على ضحك محمد و إعطائه طاقة إيجابية لموعده الحافل غدا....هنيئا لكي يا حور فقد نجحت في مهمتك هذه أيضا.
رغم إنه سعيد بداخله و هو يراها تضحك إلا إنه شعر بالغضب كون جميع الموجودين يرون ضحكتها تلك.....تهجم وجهه للحظة لكنه نادى عليها بهدوء و صوته الجوهري رغم هدوئه إلا إنه هز الجدران:
أسد: حور.
توقفت مندهشة من هذا الصوت الذي ينادي إسمها...لتعلم إنه هو أسد لا شخص أخر غيره.....إلتفت نحوه لتجده واقف بقرب باب المشفى المفتوح لتدير رأسها بتوتر و تنظر إلى محمد و تقول بإبتسامة.