رواية حور الأسد الفصل التاسع عشر 19 بقلم سهام محمود


رواية حور الأسد الفصل التاسع عشر 19 بقلم سهام محمود



في منتصف الليل***
                      
إستيقظت حور بفزع من كابوسها المزعج......إعتدلت في جلستها لتمسح حبيبات العرق التي كانت على جبينها بكف يدها بينما نظرها يجول في أرجاء غرفتها بتوتر شديد....تنهدت بخفة عندما رأت إنها غرفتها لتقطب حاجبيها بإستغراب ألم تكن في السيارة مع أسد المستفز؟!!.
                    
وضعت يدها على رأسها بتلقائية محاولة تذكر ما حدث.....تنهدت عندما تذكرت إنها غرقت في سبات عميق أثناء عودتهم و الأن هي مستيقظة في غرفتها و على سريرها فكرت من حملها و أنامها على السرير.....هزت رأسها بعدم إهتمام لتقف من السرير لتنزع الحجاب و نزعت الفستان لتذهب نحو الحمام إستحمت...فرشت أسنانها....ثم توضأت احاطت جسدها الرشيق بمنشفة بيضاء و تخرج من الحمام......إرتدت شورت قطني رصاصي اللون و اعلاه تيشرت أسود بنصف كم أسود اللون....إرتدت الأسدال و فرشت سجادة الصلاة لتؤدي فرضها بخشوع تاام.
                    
بعد مدة ليست قصيرة إنتهت من أداء فرضها نزعت الأسدال عن جسدها و أمسكت بسجادة الصلاة لتضعهم في الرف الخاص بزاوية الغرفة..... سارت نحو باب الشرفة لتفتحه لتدخل نسمة هواء عليلة لتعود ادراجها نحو السرير لتتوسطه غطت نصف جسدها بملائة خفيفة لتمسك بوسادة مريحة ضامة إياها نحو جسدها و تضع رأسها عليه لتنظر إلى السماء و إلى القمر الظاهر أمامها لتتذكر أمر العدسة إعتدلت لتنزع العدسة بحذر و تخرج العلبة من أسفل الوسادة الطويلة قليلا و تضعها بها ثم ترجعها مكانها مرة إخرى.
                    
عادت إلى وضعيتها السابقة تنهدت للمرة الأخيرة قبل أن تغمض عيناها لتمر ثوان قليلة و تذهب في سبات عميق جدا.
                      
|||||||||||||||||||||
                      
يوم الفرح**في الصباح**
                      
بدأت الترتيبات على ساق و قدم......الكثير من العاملين في الحديقة يرتبون و يزينون جميع أرجائها بزينة بيضاء ملكية فخمة جدا.....إما في الفناء الأمامي للقصر مجموعة كبيرة من الحرس تمشي هنا و هناك حاملين أسلحتهم هذا غير الحراس المحيطين بالقصر من الخارج.
                      
في الحقيقة جميع الحرس يتعدى عددهم فوق 150 حارسا فهذه حفلة زفاف ال King كيف لا تكون بهذه الحراسة الشديدة.
                      
في داخل القصر كان الخدم و العاملين منتشرين في الأرجاء كالنمل النشيط نتجه لأعلى حيث سارة كانت تقف أمام باب غرفة حور لتفتح الباب فتجدها نائمة....إنزعجت منها لتدخل و تغلق الباب خلفها بشدة لعلها تستيقظ لكن محاولتها بأت بالفشل....سارت نحوها لتجلس على طرف السرير المبعثر كليا.....هزت كتف حور بخفة بينما تنادي عليها....لكن لا حياة لمن تنادي كانت ستهزها بعنف لكنها توقفت عندما سمعتها تهذي ببعض الكلمات التي لم تفهمها....بدأت حور تقبض على يديها بشدة و رأسها يتحرك بعشوائية و تغمض عيناها بشدة كأنها ترى كابوسا فظيعا.....أمسكتها سارة من كتفيها لتهزها بينما تصرخ بإسمها لتفتح حور عيناها بفزع شديد و تنظر لسقف الغرفة....تتنفس بسرعة كأن الهواء سينفذ من الدنيا إستوعب أن يدا بدأت تتجول على وجهها المتعرق لتنظر لصاحبها فتجدها سارة.
                                                              
قفزت عليها تحتضنها بشدة لتبادلها سارة بسرعة مربتتا على ظهرها و كان الصمت سيد المكان و لم يسمع به إلا صوت أنفاسها السريعة.....بدأت حور بالهدوء تدريجيا لتبتعد سارة عنها قليلا لتمسك بوجهها و تنظر في عيناها بهدوء لتتحدث بهدوء:

سارة: كويسة دلوقتي؟؟.
حور بهمس: أيوة.
سارة بإبتسامة: طيب يلا عشان الفساتين بتاعتنا وصلت و الكوافيرة قربت توصل على القصر.

أومئت حور لها بصمت لتكمل حديثها:

سارة: إحنا هنجهز في أوضة الضيوف جنب أوضتي إجهزي و أبقي تعالي هناك مستنياكي أنا ماشي.

أومئت لها مرة أخرى بصمت لتبتسم سارة لها بينما تذهب خارج غرفتها.

وقفت حور لتتجه نحو حمامها بصمت لتستحم و تفرش أسنانها ثم توضأت لتخرج من الحمام لترتدي بيجامة وردية هادئة اللون لترتدي إسدالها و فرشت سجادة الصلاة لتبدأ بأداء فرضها.....إنتهت بعد مدة لتنزع الأسدال و تمسك السجادة ثم تضعهم في الرف.....أمسكت بعلبة العدسة و تذهب نحو المرآة لتلتقط العدسة على طرف سبابتها و تضعها بحذر في عينها لترمش بعينها عدة مرات لتستقر في مكانها الصحيح.

أمسكت بحجاب أبيض كان على الكرسي لتلفه حول رأسها و تخرج من غرفتها لتسير بخطوات متمهلة نحو غرفة الضيوف التي كانت بجوار غرفة سارة لتفتح الباب و تدخل داخلا ثم أغلقته خلفها إتجهت نحو السرير الذي كان موضوع عليه كيسين أبيض اللون لتعرف من الأسم المطبوع عليهما إنهم فساتين الزفاف و بجانبهم بعض الأكياس والتي تحتوي على بعض اللوازم المهمة.....إستدارت على صوت فتح الباب لتجد سارة تدخل و خلفها
إمرأة تبدو في منتصف الثلاثون من عمرها و خلفها فتاتين تبدوان في بداية العشرين لتغلق سارة الباب ما أن أصبحوا في الداخل لتتقدم بضع خطوات و تقف بجانب الأمرأة متحدثة بإبتسامة:

سارة: حور دي مدام إيناس الميك أب أرتست و البنات نادين و منال المساعدات و هما إلي هيجهزونا النهاردة.

إبتسمت حور في وجههم بينما تصافحهم بحرارة لتضع منال و نادين حقيبتين متوسطة الحجم قليلا على الطاولة في منتصف الغرفة لتفتحهما فتظهر العديد من مستحضرات التجميل لتصرخ حور بفزع بينما تشير نحو الحقيبتين مما جعلهم يجفلون:

حور: يا ماما إيه دا؟؟.....أنا لا يمكن إني أحط الحاجات دي على وشي و لو على جثتي....أبدا أبدا أبدا هاااه بقى.

ثواني تمر بصمت لينفجر أربعتهم في الضحك بشدة إما هي فكانت مكتفة يديها نحو صدرها بغضب و تهز قدمها بخفة، توقفت سارة عن الضحك لتتحدث مدام إيناس بإبتسامة حنونة:

إيناس: متخافيش أنا هعمل إلي إنتوا عايزينه بس مش هجبركم على حاجة أبدا.
حور بتسأل: يعني أنا مش هحط الحاجات دي على وشي و أبقى زي المهرجين؟.
إيناس بضحك: لا مش هتحطيها إنتي و سارة أساسا زي البدر المنور.
                                        
بدأت حور بالقفز بسعادة و هي تضحك لتتوقف ثم تمسك سارة من يدها قائلة:

حور: يبقى على كدة إحنا مش هنعمل إلا شوية ماسكات مرطبة عشان بشرتنا و تخليها ناعمة غير كدة لا ماشي يا سارة؟.
سارة موافقة: أيوة صح فياريت يا مدام إيناس عن كدة مفيش.
إيناس تومئ: ماشي مفيش مشكلة يا بنات يلا نبدأ.

نزعت سارة الحجاب الأحمر عن رأسها ليظهر شعرها الطويل باللون البني الغامق و يصل إلى أسفل خصرها بقليل لتثني إيناس و الفتاتان على جماله و نعومته..... نزعت حور حجابها الأبيض لتضعه على ظهر الكرسي و تخرج شعرها من أسفل بيجامتها الوردية ثم تحرره الربطة التي تقيده لينسدل بنعومة على طول ظهرها ليصل إلى ركبتيها لتندهش إيناس و تقف بجانبها متحدثة بنبرة تعجب و أنظارها تجول على طول شعرها:
إيناس: بسم الله ما شاء الله.....شعرك طويل أووي يا حور...لتكمل بإستغراب:
هو إنتي مقصتيهوش خالص مش كدة ؟؟.

نظرت حور إليها لتومئ بإبتسامة مجيبة:

حور: أيوة مقصتوش خالص عشان أنا وعدت شخص غالي عليا بكدة.
إيناس: طيب يا حور إنتي و سارة....عشان هتعملوا طرح هنضطر إنه نعمل تسريحة بسيطة تحت الطرحة عشان الطرحة تبقى حلوة....إتفقنا؟؟.
حور و سارة: إتفقنا.

جلست حور و سارة على كرسيين مقابل بعضهما لتبدأ منال بوضع ماسك معين على وجه سارة و نردين كانت تضع نفس النوع على وجه حور بينما إيناس بدأت تخرج بعض الأدوات و تخرج الفستانين من الأكياس لتعلم ما عليه فعله تحديدا.....مضى بعض الوقت لتذهب حور و سارة لغسل وجههما جيدا لتتلمس حور وجنتها فتجدها أصبحت رطبة و ناعمة جدا و سارة لم تقل عنها نعومة لتبتسما معا و يبدأا بالضحك.

جلستا مرة إخرى على الكراسي لتجدا إيناس تحمل كاميرا فيديو....لتبدأ حور بالتحدث مع الكاميرا كأنها تحادث أحدا ما فتشاركها سارة بعض اللقطات بهدوء و منال و نردين و اخيرا إيناس صاحبة الفكرة أيضا......مضى الوقت لتأتي فترة الظهيرة.....لتصليا الفرض معا تليها صلاة العصر ليتناولوا معا الطعام ثم بعدها إقتربت الساعة على السابعة مساءا لترتدي حور فستانها الخاص و تفعل سارة المثل أيضا.....بدأت إيناس بلف الحجاب الأبيض الناصع على رأس سارة و إنتهت بوضع تاج من ألماس جميل جدا و طوق أيضا لتتركها إيناس ترتدي حذاءها ذو الكعب العالي.....كانت نادين قد إنتهت من تسريحة شعر حور لتتولى إيناس مهمة لف الحجاب لها لتنتهي بوضع تاج من الألماس بسيط كما طلبته حور ثم إنصرفت إيناس مع الفتاتين لتجلس حور على طرف السرير و ترتدي الحذاء الرياضي الأبيض خاصتها.

إستقامت حور لتمسك يد سارة و تتحدث بحب:

حور: والله عشت و شفت اليوم إلي بتكوني فيه عروسة يا أنتيمتي.
سارة بضحك: و أنا عشت و شفت اليوم إلي بتكوني فيه عروسة يا أنتيمتي.
                                      
ضحكتا معا لتحتضنها حور متحدثة: 

حور: و الله و هتروحي مملكة الحب برجليكي يا سوسو.
سارة بخجل: ايوة يا رورو بس أنا مكسوفة أووي.
حور: ههههههه لا يا حبيبتي النهاردة مفيش كسوف دا النهاردة فرحنا و لازم نفرح و نهيص فيه.
سارة: أكيد.

قاطع حديثهم دخول رضوى إلى الغرفة لتبتسم عندما رأتهما.....كانهما حوريتان و هبطتا من الجنة....إحتضنت سارة بحب لتبادلها سارة الأحتضان بسعادة لتتحدث حور بدراما زائفة:

حور: إييه بقى يا جماعة هو أنا مليش في الحبة قبة ولا إيييه يا رضوتييي؟

لتغمز في نهاية حديثها بمرح لتضحك رضوى و معها سارة لتجيبها رضوى بينما تقرص خدها بخفة:

رضوى: بردو مش هتبطلي شقاوتك دي حتى في يوم فرحك يا حور....

نظرت لهما لتترقرق عيناها بالدموع متحدثة بسعادة عارمة غير مصدقة:
رضوى: أنا والله مش مصدقة إني بشوفكم عرايس حلوين كدة و هتتجوزوا خلاص يا حبايبي.
حور برجاء: أرجوكي يا ماما بلاش عياط.
سارة تومئ: أيوة يا ماما ولا إنتي عايزانا نطلع للمعازيم و عنينا متنفخة و حمرا هيقولوا علينا إيه؟؟.
رضوى: حاضر يا سارة إنتي و حور بس دلوقتي سارة روحي على أوضتك عشان شوية و هيجي سيف ياخدك عشان تنزلوا إنتوا الأول.....و بعدين حور ماشي؟؟.
سارة و حور: حاضر يا ماما.

خرجت رضوى بصحبة سارة لتوصلها إلى غرفتها بينما حور بقيت في الغرفة نفسها.

|||||||||||||||||||||.

في غرفة نردين التي كانت ترتدي فستان أحمر قصير و معه حذاء كعب عالي فضي اللون و تركت شعرها الأشقر منسدلا على طول ظهرها و تضع أحمر شفاه صارخ.....

إبتسمت بخبث عندما توقفت عن السير في أرجاء الغرفة لتمسك بالهاتف و تتصل
على ياسر تنتظر منه الرد لكن ما من مجيب حاولت أكثر من مرة لتتنهد بغضب......أطلت برأسه من خلف الباب لترى رضوى تخرج من الغرفة مع سارة لتبتسم لتخرج من الغرفة بخطوات سريعة و تتجه نحو الغرفة التي فيها حور.....لتفتح الباب ثم تدخل و تغلقه خلفها مما جعل حور تنزعج من تصرفها لتهب واقفة و تتحدث بغضب:

حور: إنتي إزاي تتدخلي بالشكل دا هي كانت وكالة من غير بواب ولا عربية من غير كبوت و لا تكونش كوتشي من غير رباط ياختي؟؟.

سارت نحوها نردين بخطوات بطيئة و كانت مبتسمة بسخرية على حور التي تكتفت بسخط ناظرة إليها لتتحدث نردين بنبرة شفقة:

نردين: تؤ تؤ تؤ تؤ يا حراام يا حور إيه الألفاظ البيئة دي و بعدين ميصحش وحدة حلوة زيك كدة تتكلم بالشكل دا و فرحك النهاردة كمان.
حور: ملكيش دعوة....و بعدين عايزة تقولي حاجة قوليها و لو معندكيش إتفضلي الباب قدامك أهوه يفوت عشر جمال بحالها.                                   
وضعت نردين يدها أسفل ذقنها بينما تومئ مجيبة:

نردين: هو فيه بصراحة و الموضوع يخصك يا حلوة.
حور: يخصني أنا؟؟...في إيه إن شاء الله يخصني؟؟.
نردين: سبب جوازك من أسد يا شاطرة.
حور بإستغراب: سبب جوازي من أسد كل البيت عرفه مفيش حاجة جديدة فيه.
نردين : إلي متعرفيهوش إنتي ولا بقية البيت هو إنه كان هيتجوزك حتى لو مكنش في وصية أساسا.
حور بتعجب: تقصدي إيه بكلامك دا؟؟.
نردين بخبث: أقصد إنه كان هيستغلك و يوهمك إنه بيحبك عشان تتجوزيه عشان يقدر يثبتلي إنه يقدر يعيش من غيري من بعد ما سبته لما كان بيحبني و لسا بيحبني.
حور بصدمة: أنتي....أنتي بتقولي إيه؟؟؟ كلامك دا مش صح.
نردين: طيب إسأليه كدة و إن كان كلامي غلط إبقي تعالي قوليلي.....سلام يا قطة.

خرجت نردين من الغرفة و هي تبتسم بخبث على نجاح خطتها في إفشال الزواج لأنها تعلم بإن أسد بعد الحادثة لم يتذكر حور لتستغل هي الفرصة و توهمه بحبها الزائف.

حور تقف بجمود كالتمثال تماما تحاول إستيعاب ما تفوهت به تلك ال نردين لتجلس على الكرسي ببطئ و تتمتم:

حور: لا أكيد كلامها غلط....أكيد هي عايزة توهمني بكدة أيوة صح أكيد هي عايزة تعمل كدة.....بس هو كان بحبها كمان المصيبة إنه كان بيحبها معقول كلامها يبقى صح.....هسأله بعد ما يجي هنا.

أومئت لنفسها في نهاية حديثها عازمة على أن تسأله.

|||||||||||||||||||||.

في الأسفل حيث كانت الحديقة إمتلئت  بالحضور الكثير.....ليصل أسد و سيف في نفس اللحظة من خارج القصر ليهبط أسد من السيارة و يتجه نحو سيف الذي إبتسم ليحتضنا بعضهما ليفصل أسد الحضن و يتحدث بهدوء:

أسد: مبروك يا سيف و الله و بقيت عريس أهوه.
سيف بضحك: و إنت كمان يا كينغ أحلى عريس.....دا إنت حتى هتسيب معجبات وراك.
أسد ببرود: أنا مليش في الحوارات و الكلام الفاضي دا يا سيف.....المهم أنا حجزتلك في فندق***** جناح كامل.
سيف: و أنا كمان حجزتلك جناح بس في فندق******.
أسد متنهدا: أنا كنت عايز أروح على القصر عندي.
سيف: لو إنت هترفض أنا مش هروح.
أسد: خلاص يا سيف هروح هناك....بس يلا ندخل.
سيف مؤيدا: يلا يا كينغ.

كان أسد يرتدي بدلة رجالية سوداء مع قميص أبيض ناصع تاركا أولى أزراره حرة ثم إرتدى ساعة سوداء فخمة في يده اليسرى و جذمة رجالية سوداء لامعة فكان مثيرا جدا و ما زاده إثارة هو إنه رفع شعره الفحمي الكثيف لأعلى و كان يعطي لمعة خفيفة.

سيف إرتدي بدلة رجالية سوداء و معه قميص أبيض ناصع و ربطة عنق سوداء مع جذمة سوداء رجالية لامعة و إرتدى في يده اليسرى ساعة فخمة باللون الفضي و رفع شعره الناعم الكثيف لأعلى ليبدوا وسيما جدا.

دلفا إلى الداخل ليجدا الخدم يتحركون بخفة هنا و هناك ليتحدث هلال الذي كان يجلس على الكرسي بجانب النافذة المطلة على الحديقة:
هلال: ألف ألف مبروك يا ولاد عقبال ما أشوف عيالكم منورين البيت كدة.
أسد بهدوء مقبلا يده: الله يبارك فيك يا جدي و يخليك لينا.
سيف: الله يبارك فيك يا جدي و يعطيك طولة العمر.
هلال بإبتسامة: يلا طيب كل واحد فيكم يطلع يجيب عروسته عشان الناس مستنياكم من بدري.
أسد: طيب عمي محمد و عمي احمد فين؟؟.
هلال: هما واقفين برة عشان يسلموا على المعازيم.
أسد: طيب ماشي يلا بينا يا سيف.
هلال مقاطعا: بس سيف هو إلي ينزل الأول و بعدها إنت يا أسد.
أسد يومئ: ماشي مفيش مشكلة بعدهم بعشر دقايق.
هلال: كدة تمام.

خرج هلال إلى الحديقة إما اسد و سيف فصعدا لأعلى ليذهب سيف نحو غرفة سارة بعد أن علم إنها هناك و أسد وقف أمام باب غرفة الضيوف ليطرق الباب و يسمع صوتها الناعم يأذن له بالدخول ليتفاجئ بها.........

|||||||||||||||||||||.

طرق سيف الباب ليسمع صوتها الهادئ يأذن له بالدخول ليفتح الباب و يدخل ثم يغلق الباب خلفه.....إستدار إليها لينظر لها و يصدم من جمالها الآخاذ ليسير نحوها بدون وعي و عقله شارد بها ليقف أمامها بينما هي تراقبه و على وجهها المحمر من الخجل إبتسامة جميلة...لم تحتمل نظراته المتفحصة لها لتنزل رأسها بخجل شديد.

أمسك أسفل فكها بسبابته و إبهامه ليرفع رأسها و ينظر بحب في عيناها العسلية التي أذابت قلبه منذ زمن طويل ليتحدث بهمس:

سيف: إنتي حلوة أووي على فكرة.
ردت سارة بخجل: شكرا و إنت كمان.
سيف بخبث: و أنا كمان إييه؟؟.
سارة بتوتر: هو لازم أقولها يعني؟؟.

إقترب سيف خطوة منها لتتراجه هي خطوة لكنه أمسك خصرها بيده ليحني رأسه و يسند جبينه على جبينها ليغمضا أعينهم و تحدث هامسا:

سيف: أيوة لازم تقوليها و إلا مش هننزل من هنا أبدا.
سارة بإبتسامة: و إنت كمان حلو أووي على فكرة.

قهقه عليها سيف ليرقص قلبها فرحا من سماع قهقهته التي تسعدها قبل جبينها ليمسك بيدها و يجعلها تتأبط ذراعه ليقول بمرح:

سيف: يلا يا عروسة الفرح ينادي.
سارة بضحك: طيب يلا عشان ميزعلش.
سيف: إنت تؤمر يا جميل.

بادلته بإبتسامة ليخرج من الغرفة و ينزلا السلم فكانت رضوى و نادية بإنتظارهما........لتبارك رضوى لسيف و سارة و نادية تفعل المثل ليخرجا و خلفهم رضوى و نادية التي بدأتا بنثر بتلات الورود البيضاء فوق رؤسهم لتبتسم سارة بسعادة على هذا ليصلا إلى المنصة و يسلما على محمد و عمهم احمد و من ثم جلسا على الكرسي الأبيض المخملي الخاص بهما ليبدأ الحضور بالذهاب إليهم للتهنئة و المباركات.

|||||||||||||||||||||.

ليتفاجئ بها بعد دلوفه للغرفة جالسة على طرف السرير منزلة رأسها لترفعه بعد أن رأت ظله أمامها لتتوسع عيناه بإندهاش من جمالها مثل البدر ينير شتى بقاع الأرض في ليلة حالكة.....لكن نورها الساطع أضاء قلبه المظلم......كم أعجبه شكلها مظهرها بالفستان الأبيض الذي جعلها ك الملاك فقط ينقصها جناحين و تكتمل هيئتها الملائكية.
                                     
وقفت هي بدورها لتمسك بفستانها لتستطيع السير لتخطو بخطواتها المتمهلة نحوه و عيناها متصلة بعيناه السوداء....

وقفت أمامه لتترك طرف الفستان التي كانت ممسكة به لتتحدث بهدوء بينما هو ينظر في عيناها بصمت تام:

حور: ممكن أسألك سؤال و تجاوبني عليه بصراحة؟؟.

أومئ لها بصمت و لا يزال ينظر في زرقاوتيها لتكمل حديثها بنفس النبرة:

حور: إيه السبب إلي يخليك تتجوزني؟؟.

عقد حاجبيه بإستغراب فهي تعلم إنهما سيتزوجان بسبب وصية والده فلماذا تسأل و هي تعلم إجابة السؤال مسبقا......أجابها بإستنكار:

أسد: إنتي عارفة إحنا هنتجوز ليه....بتسألي ليه؟؟.
حور: مش قصدي على سبب الوصية بتاعت عمي.
أسد: تقصدي إيه إن السبب مش وصية أبويا؟؟.
حور: أقصد إنك إنت كنت هتتجوزني سواء كانت الوصية موجودة أو مش موجودة بردو هتتجوزني صح؟؟.
أسد ببرود: مين قلك الكلام السخيف دا؟؟.
حور نافية: مش مهم مين قالي المهم إني أنا عايزة أعرف إنت كنت فعلا هتتجوزني لسبب تاني ولا لا؟؟!!.

صمت قليلا ليضع يده في جيب بنطاله ببرود ليرد نافيا:

أسد: و إيه مصلحتي إني أتجوزك أساسا.....سبب جوازنا حاليا إلي أنا و إنتي نعرفه هو الوصية مش أكتر.
حور نافية: لا كلامك مش صح.
أسد بتعجب: تقصدي إيه إنه كلامي مش صح؟؟.
حور: يعني إنت عايز تقنعني إنك مكنتش هتتجوزني بسبب نردين يا أسد؟؟.

إنصدم من حديثها كيف علمت بهذا الأمر الذي كان يخفيه....جذب شعره للخلف بحركة تلقائية منه تدل على غضبه المكتوم ليتحدث بحدة هادئة:

أسد: هي إلي جاتلك هنا و قالتلك الكلام دا مش كدة؟؟.
حور بهدوء: يعني كلامها صح!!....الكلام إلي قالتهولي صح إنت كنت هتتجوزني بسببها فعلا.....إنطق قولي مش كنت هتتجوزني بسببها؟؟.

صرخت في نهاية حديثها ليغضب هو فيمسكها من أكتافه و نبرة الغضب تملئ صوته الأجش بشدة:

أسد: متعليش صوتك عليا مفهوم.
حور بتألم: طيب قولي كلامها صح ولا لا؟.

من دون أن يعي على نفسه شد على قبضته أكثر لتتألم هي بين يديه ثم أردف بقسوة:
أسد: أيوة كلامك صح كنت هتجوزك برضاكي أو غصب عنك لو الوصية مكنتش موجودة.....بس الوصية جات في وقتها عشان تسهلي الطريق زي ما كنت عايز........فاهمة كنت هتجوزك بردو و مفيش حد كان ممكن يرفض جوازنا دا أبدا.

دفعته عنها بكل قوتها ليتركها بعد أن تراجع للخلف خطوة واحدة فقط و كانت تنظر له بصدمة. توقفت عن الشعور للحظات فقط تريد أن يستوعب عقلها الصغير ما تحدث به هذا الأحمق الواقف أمامها لتقول بهدوء غير مصدقة إياه:

حور: إنت مجنون صح؟؟!!

ليرد عليها بجمود بارد و عيناه مثبتة في عيناها:
                                    
أسد ببرود: لا مش مجنون.

لتصرخ في وجهه و هي تتخصر بطفولية سألة إياه:

حور بصراخ: اومال إلي إنت عملته فيا دا يتسمى إيه إن شاء الله!؟.

تحدث ببرود و هو ينظر إلى ظلام الليل الدامس من النافذة الطويلة التي أمامه مباشرة:

أسد ببرود: تسميه إنتي زي ما تسميه المهم إن أنا إتجوزتك و خلاص يعني إنتي مراتي.

لترد به صارخة بغضب عارم:

حور بغضب: بس دا كان إستغلال عارف إيه يعني إستغلال.

رد بهدوء عالما عقوبة فعلته هذه:

أسد: عارف و المهم إني عملت إلي في دماغي و خلاص.

لترد عليه بهدوء مماثل و قد كشفت له شيئا عنه:

حور: كل دا عشان تثبتلها إنك تقدر تتجوز حد غيرها تروح تستغلني أنا!!....تستغل حبي ليك!!...تستغل إهتمامي بيك من بعيد!! تستغل إخلاصي ليك إلي كنت بخفيه!!

لتكمل بخيبة أمل و الدموع رقرقت عينيها الجميلة أخذت تصفق بيديها بهدوء:

حور: أهنيك على فعلتك يا أستاذ إنت نجحت في إستغلالي و قلبت كل حاجة جوايا كل حاجة حبي ليك قلبته كره...إهتمامي بيك دلوقتي هيبقى إهمال.... إخلاصي بيك هيروح كأنه مجاش أبدا إرتحت

لتمسك بفستانها الأبيض و تخرج خارج الغرفة بينما هو يقف بإندهاش تام ناظرا إليها و هي تخطوا خطواتها خارج حدود الغرفة المتواجدين فيها ليسرع بإمساكها من يدها قبل أن تخرج و هتف بحدة؟؟.

أسد: إنتي رايحة فين؟؟.
حور: أنا لا يمكن إني أتجوز واحد زيك.
أسد: يعني مش تتجوزيني أزاي أساسا.....عايزة تنزلي و تقولي لعمي إنك مش هتتجوزيني و ترفضي في الوقت.....إحنا أساسا مكتوب كتابنا إمبارح يعني إنتي دلوقتي مراتي.....و حتى لو مكنش في كتب كتاب أساسا لو رفضتي هتخلي سمعة أبوكي و كرامته في الأرض و غير سمعتي أنا كمان و انا عندي سمعتي خط أحمر فاهمة خط احمر.

نظرت نحوه بذهول لتنساب دموعها على وجهها الناعم بخفة لا تصدق ما يحدث حولها......لكنها لن تستطيع فعل أي شيئ يشوه أسم و سمعة والدها أبدا لا يمكنها حتى التفكير في ذلك فوالدها كل شيء في حياته بعد هذا البارد الذي أمامها.....مسحت عبراتها بأناملها الرقيقة ليعلم إنها سوف تكمل هذا الزواج بصمت ليتحدث ببرود و لف ذراعها حول ذراعه :

أسد: يلا ننزل عشان ميسألوش إحنا إتأخرنا ليه و إتصرفي على طبيعتك.

أومئت له بصمت لترفع طرف فستانها بيدها اليمنى ليخرجا من الغرفة و ينزلا بصمت من على درجات السلم لتستقبلها رضوى و نادية بإبتسامة ليكملا سيرهما للأمام و خلفهم رضوى و نادية تنثران بتلات الورود البيضاء فوقهم لتبتسم حور رغم حزنها الشديد لهذا اليوم الذي كان يجب أن يكون أسعد يوم في حياتها حتى و لو كان بسبب الوصية لكن عندما علمت إنه إستغلها بسبب عدوتها اللدودة تلك حزنت بشدة.
                                      
جلسا على الكرسي الأبيض ذو القماشة المخملية و كان بجوار سيف و سارة ليبدأ الحضور بالتوجه نحوهم لألقاء التهنئة و المباركات لهم.

نردين كانت تراقب الوضع بغضب من بعيد لكون خطتها هذه فشلت مرة أخرى لتبدأ بالتمتمة بكلمات غاضبة غير مفهومة لتدخل داخل القصر و تصعد لأعلى و تغلق الباب خلفها بغضب جامح مما أصدر صوتا عاليا.

|||||||||||||||||||||.

أتت فقرة الرقص ليطلب مصمم الدي جي من العريسين النزول لساحة الرقص الزجاجية ذات الألوان المتغير ليقف سيف ممسكا بيد سارة و ينزل بها أولا إلى الساحة و يبدأا بالرقص معا على أنغام موسيقى رومنسية......وقف أسد ليمد يده أمام حور لتنظر في عيناه ثم اعادن نظرها نحو يده لترفع يدها و تمسك يده بخفة ليسيرا معا و يستقرا بجانب سيف و سارة......حاوط خصرها الرشيق بيديه القويتين لتضع هي يديها على كلتا أكتافه بخفة ليبدأ بالتمايل معا بخفة.....مال عليها برأسه و يهمس في إذنها مما سبب لها قشعريرة في جسدها كله:

أسد: إضحكي شوية عشان الناس متقولش عليكي زعلانة و من أولها نكد.
حور بقهقهة مصطنعة: و هو إلي إنت عملته دا يخلي أي وحدة بردو تبقى مبسوطة و فرحانة.

لم يجب عليها ليدور بها فتصبح بين أيدي سيف الذي غمز لها لتبتسم فيه وجهه لتنظر إلى جانبها فترى سارة ترقص مع أسد و كانا مبتسمين لتنظر إلى سيف و تردف بإبتسامة...






تعليقات